اخبار ذات صلة

الثلاثاء، 28 مايو 2019

26 آيار ذكرى طعنة أردنية لسورية !! بقلم د/ محمد سبد احمد


تحل اليوم 26 آيار الذكرى الخامسة لإنهاء مهمة اللواء الدكتور بهجت سليمان كسفير للجمهورية العربية السورية في المملكة الأردنية الهاشمية، ولم تكن عملية إنهاء المهمة بقرار من الرئيس بشار الأسد كما هو معتاد في مثل هذه الظروف، فالقيادة السياسية العربية السورية هي فقط من يحق لها إنهاء المهام الدبلوماسية لسفرائها بالخارج، لكن القرار جاء هذه المرة من الدولة المضيفة وهي الأردن وعبر رسالة من ملكها ترجمت لخطاب من وزارة الخارجية وشؤون المغتربين يقول نصه :

" تهدي وزارة الخارجية وشؤون المغتربين تحياتها إلى سفارة الجمهورية العربية السورية في عمان، وتود إبلاغها قرار حكومة المملكة الأردنية الهاشمية اعتبار السفير بهجت سليمان شخصا غير مرغوب فيه، وتطلب مغادرته أراضي المملكة خلال أربعة وعشرين ساعة "

ويتضح من نص الخطاب أن اللواء السفير الدكتور بهجت سليمان قد أوجع حاكم الأردن وأحرجه أمام حلفائه في واشنطن وتل أبيب لذلك كان هذا القرار الذي اعتبرناه في حينه طعنة جديدة من الأردن خاصرة سورية الرخوة في الجنوب، حيث جاءت الطعنة في مرحلة صعبة للغاية من عمر الحرب الكونية على سورية.

لكنها لم تكن الطعنة الوحيدة فمنذ بداية الحرب والجنوب السوري وعبر بوابة الأردن كان أحد بوابات العبور للجماعات التكفيرية الإرهابية، وأقيمت فوق الأراضي الأردنية غرفة عمليات لمخابرات دول العدوان على سورية، وتم نصب الخيام في العراء للسوريين الذين اضطرتهم ظروف الحرب للانتقال إلى الأردن فتعاملت معهم الحكومة الأردنية بخسة ونذالة لم يسبق لها مثيل.

 خاصة وأن سورية هي الدولة العربية الوحيدة التي تعامل الأشقاء العرب معاملة السوريين، ولم تقم خيمة واحدة لعربي جاء محتميا بها ويشهد بذلك الإخوة الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين، ودائما ما كانت سورية هي الداعم الأول لشعب الأردن فكانت الحدود مفتوحة وبسهولة ويسر للدخول إلى الأراضي العربية السورية للحصول على متطلبات الحياة الضرورية وبأرخص الأسعار، حيث كان الأشقاء في الأردن يحصلون على احتياجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب وملبس هذا إلى جانب الوقود من سورية، وكانت هناك عائلات أردنية كثيرة لها رحلة أسبوعية لأسواق سورية يحصدون خلالها العديد من الخيرات.

لكن لا عجب في ذلك فقد تلقت سورية طعنات نافذة من العديد من الأشقاء العرب، لكنها ظلت صامدة بفضل شعبها وجيشها وقائدها البطل الرئيس بشار الأسد، فخلال سنوات الحرب الكونية على سورية والتي تجاوزت الثماني سنوات الآن صمد خلالها الشعب العربي السوري صمودا أسطوريا، وسطر الجيش العربي السوري ملاحم سيخلدها التاريخ.

حيث تمكن من خوض حرب غير تقليدية استطاع من خلالها تجفيف منابع الإرهاب على كامل الجغرافيا العربية السورية، وقدم الجيش ألاف الشهداء، لدرجة أنه لا يوجد بيت أو عائلة سورية لم يقدم شهيدا، واستطاع الرئيس بشار الأسد أن يدير الحرب بحنكة وذكاء شديد سواء على المستوى الميداني أو السياسي، حيث تمكن من عقد تحالفات إقليمية ودولية مكنته من تحقيق الانتصار على الأرض وفوق طاولة المفاوضات.

لذلك تأتي الذكرى الخامسة لإنهاء مهمة اللواء الدكتور السفير بهجت سليمان في الأردن هذا العام وقد حققت سورية انتصارات مدوية على الإرهاب ومشغليه وداعميه، وتمكن الجيش العربي السوري من إعادة الأمن والأمان للجنوب المتاخم للأردن وعادت المعابر الحدودية مع الأردن للعمل من جديد، وتوافدت العائلات الأردنية إلى سورية لتحصل على متطلبات الحياة الغير متوفرة لديها ليعلم الجميع أن سورية هي من تمنح الحياة للآخرين.

في الوقت الذي رحبت فيه القيادة السورية بالأشقاء لتثبت للجميع معنى العروبة الحقيقية، فهنيئا للواء الدكتور السفير بهجت سليمان بهذا النصر، فمازال دورك التنويري كمفكر وطني وقومي بامتياز تقوم به على أكمل وجه سواء عبر موقعك الرسمي المكلف به من القيادة، أو عبر موقعك كمواطن عربي محب وعاشق لتراب هذا الوطن، أنت سيخلدك التاريخ ومن خان وتآمر سيكون له مكان آخر، اللهم بلغت اللهم فاشهد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق