تعد الانتخابات الرئاسية السورية التي ستعقد خلال هذا الشهر في يومي 20 أيار (مايو) بالخارج و26 أيار (مايو) بالداخل أحد أبرز الأحداث التي تفرض نفسها على الساحتين الإقليمية والدولية فأنظار العالم أجمع تتجه صوب سورية لمتابعة الحدث الهام, وقلوب المتابعين تنقسم إلى قسمين الأول هم أعداء سورية الذين شنوا حربهم الكونية عليها لمدة عشر سنوات كاملة, وكانوا يأملون في تقسيمها وتدميرها والإطاحة بقائدها البطل من سدة الحكم, لكن خابت ظنونهم على مدار سنوات الحرب, ولم يخفي هذا الفريق عدائه الصريح للسيد الرئيس بشار الأسد حيث جاهر وأعلن قادة هذا الفريق وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع أنه على الرئيس الأسد أن يرحل, لكن تشاء الأقدار أن يرحل كل من رفع صوته بهذا النداء ويبقى الرئيس الأسد في عرينه يدافع عن استقلال الإرادة الوطنية السورية.
والفريق الثاني هم كل الأحرار في سورية ووطننا العربي والعالم الذين ينتظرون لحظة إعادة انتخاب وتنصيب السيد الرئيس بشار الأسد لفترة رئاسية جديدة, ليواصل معركة تحرير التراب الوطني السوري من بقايا الجماعات التكفيرية الإرهابية التي عملت بالوكالة لدى الأمريكي والصهيوني, ومن القوات الأمريكية والتركية التي تدنس الأرض العربية السورية الطاهرة, هذا إلى جانب البدء في مرحلة إعادة البناء والإعمار التي ينتظرها جموع السوريين بالداخل والخارج, لتعود سورية كما كانت قبل العام 2011 نموذجاً للمجتمع المكتفي ذاتياً, صاحبة المشروع النهضوي المستقل الذي لا يخضع لأية املاءات خارجية.
ففي يوم الأحد 18 نيسان (أبريل) الماضي أعلن رئيس مجلس الشعب السوري فتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية اعتباراً من يوم الاثنين 19 نيسان (أبريل) ولمدة 10 أيام تنتهي يوم الأربعاء 28 نيسان (أبريل), وعلى الراغبين في الترشيح تقديم طلباتهم إلى المحكمة الدستورية العليا, وكان هذا الإعلان صادماً لكل أعداء سورية الذين كانوا يراهنون على العقوبات والحصار الاقتصادي لمنع إجراء هذا الاستحقاق الدستوري في موعده, وقوبل الإعلان بهجوم ضاري من قبل أعداء سورية الذين قاموا بالتشكيك في شرعية الانتخابات قبل أن تعقد.
وهو نفس السيناريو الذي تم في الانتخابات الرئاسية الماضية في عام 2014, وكانت سورية في وضعية صعبة للغاية حيث كانت الجماعات التكفيرية الإرهابية تسيطر على مساحات واسعة من الجغرافيا العربية السورية, ورغم ذلك تمت الانتخابات بمنتهى النزاهة والشفافية على مرأى ومسمع من العالم أجمع, في ظل موجة من التشكيك أجهضت عبر توافد أبناء الشعب العربي السوري في الخارج على سفارات بلادهم بالطوابير حاملين الأعلام السورية وصور الرئيس بشار الأسد وتم إعادة انتخابه في الخارج والداخل أمام كاميرات وسائل الإعلام, وكانت الضربة الحاسمة لكل أعداء سورية المشككين في نزاهة الانتخابات قبل أن تعقد أنه إذا كان هناك إمكانية للتلاعب بالصورة الداخلية فكيف يتم التلاعب بالصورة في الخارج.
لقد قدم أبناء سورية نموذجاً للوفاء والوعي فالغالبية العظمى من السوريين بالخارج والداخل يدركون حجم المؤامرة على بلادهم, كما يدركون أنه لولا بسالة جيشهم وحكمة وبطولة قائدهم ما كانت سورية الآن دولة موحدة بل كانت ستقسم لعدة دويلات كما كان مرسوماً لها بواسطة المشروع الأمريكي – الصهيوني الذي يعرف بمشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد, لذلك عندما جاء الاستحقاق الدستوري الرئاسي في عام 2014 خرج السوريين بالخارج ليقولون نعم للقائد البطل ثم تبعهم السوريين بالداخل, وفي أعقاب إعادة الانتخاب قام الرئيس بشار الأسد بعقد تحالفه الاستراتيجي مع روسيا وبدأت حرب التحرير الحقيقية, حيث خاض الجيش العربي السوري والحلفاء معارك كبرى على كامل الجغرافيا العربية السورية حيث تم تجفيف منابع الإرهاب وهزيمة الوكلاء في هذه الحرب الكونية.
وعندما شعر الأعداء الأصليين بهزيمة الوكلاء الإرهابيين على الأرض وفشل مشروعهم التقسيمي والتفتيتي أدركوا أن وجود الرئيس بشار الأسد هو العقبة في سبيل تحقيق أحلامهم, فقاموا بتغيير خططهم التي كانت تعتمد بشكل مباشر على اسقاطه عبر المواجهات العسكرية المباشرة, فقاموا بفرض العقوبات الاقتصادية عبر قانون قيصر, وخلال العامين الماضيين وكلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي كان الحصار الاقتصادي يشتد, أملاً في أن يحققوا عبر هذا الحصار ما فشلوا في تحقيقه عبر المواجهات العسكرية, ظناً منهم أن الشعب سوف يكفر بقائده, لكن هيهات أن يفلحوا في تآمرهم فالشعب الذي قدم فلذات أكباده من خيرة أبناءه في المعارك والمواجهات المباشرة مع التكفيريين, والذي خرج بصدور عارية مترقباً العدوان الغربي المنتظر على بلادهم لكي يتصدى له, لا يمكن أن تفلح مخططات الحصار والتجويع في كسر إرادته أو تغيير عقيدته, وإيمانه بقائده.
لذلك ينتظر كل الشرفاء حول العالم يومي 20 و 26 أيار (مايو) القادم كلمة الشعب العربي السوري بالخارج والداخل لإعادة انتخاب الرئيس الأسد لفترة رئاسية جديدة ليستكمل الانتصارات ويقوم بتحرير كامل التراب السوري المحتل, ويعيد بناء وإعمار سورية, وكما شهد العالم أجمع توافد السوريين بالخارج والداخل على صناديق الاقتراع في انتخابات 2014 سوف يشاهدون توافدهم على صناديق الاقتراع في انتخابات 2021 ووسائل الإعلام جاهزة لنقل الحدث الأبرز على الساحتين الإقليمية والدولية, اللهم بلغت اللهم فاشهد.
بقلم/د.محمد سيد أحمد