بسم الله الرحمن الرحيم
البيان السياسي الصادر اللجنة التحضيرية لفعالية الذكرى الثامنة للتصالح والتسامح والتضامن الجنوبي – الضالع –13 يناير 2014م
ياشعب الجنوب الأبي
إن الاحتفاء اليوم بالذكرى الثامنة للإبداع الإرادي والسياسي والوطني الواعي المتمثل بالتصالح والتسامح والتضامن الجنوبي ، والذي يصادف اليوم مولد الرسول صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .. و يأتي احتفالنا اليوم وقد جرت في النهر حقائق وتطورات وأحداث كثيرة سواء على صعيد صراع شعبنا الأبي وثورته السلمية التحررية مع الاحتلال ألتدميري ل ( ج . ع . ي ) أو على صعيد الاحتلال الذي يعيش حالة تفكك وتآكل داخلي ينذران بسقوط سلطته الهشة سقوطا غير امن … أو على صعيد التطورات والأحداث التي تشهدها المنطقة ولاسيما التغيرات الدراماتيكية في الدول العربية …وها نحن نحتفي بالذكرى الثامنة للعملية التصالحية والتضامنية الجنوبية هذا العام وسط تطورات وأحداث متسارعة وفي إطار التحول النوعي والمتقدم في مسيرة ثورة شعبنا السلمية التحررية المباركة وتحول ثوري جنوبي موحد يمتد من لهب دم الشهيد المقدم سعد بن حبريش في حضرموت إلى حمم أشلاء طفل بريء في مذبحة سناح الأكثر بشاعة في قاموس الجرائم ضد الإنسانية وحروب الإبادة التي يقترفها الاحتلال اليمني البربري بحق شعب الجنوب منذ ما يقارب العقدين من الزمن . فان احتفاء شعب الجنوب الأبي بهذه المناسبة هذا العام في ضالع الإباء والصمود فإنما ليوجه للاحتلال الرسائل التالية :
1- إن تضامن وتعاضد شعب الجنوب ووحدة آلامه وآماله تتجسد اليوم في الضالع بأسمى صورها وأنبل مقاصدها الوطنية وأسمى قيم العملية التصالحية التكافلية الجنوبية .
2- إدانته بأشد الالفاض وأقساها بجريمة الاحتلال البشعة بحق أطفال وشيوخ وشباب الضالع في مخيم العزاء بسناح التي سقط فيها أكثر من 20 شهيدا وعشرات الجرحى من بينهم 6 أطفال .
3- أن شعب الجنوب بحشوده الثائرة إلى الضالع لا يؤكد تضامنه ومؤازرته لأبناء الضالع وحسب بل ويؤكد تقديم كل ما يجعل بوابة الجنوب الشمالية أعصى منالا مما يخطط له عقل الاحتلال الانتقامي من الضالع الإباء والشموخ والريادة الثائرة.
4- إن جرائم الاحتلال وسعارة ودمويته لن تزيد ثورة شعب الجنوب إلا اشتعالا بل ويعزز إيمانه بضرورة الخلاص منه وتطهير ارض الجنوب من دنسه.
5- ان التماسك الشعبي الجنوبي الملحمي خلف هدف التحرير والاستقلال يتعاظم كل يوم، وما الانتفاضة الشعبية الراهنة التي أشعل شرارتها أهلنا في حضرموت لتشمل كل الجنوب إلا برهانا مضرجا بدماء الشهداء الأبرار ، إن حق شعب الجنوب في تحرير أرضه واستقلاله وسيادته على كامل ترابه الوطني بحدوده الدولية المعروفة إلى ما قبل إعلان مشروع 22/5/1990م الكارثي الفاشل ، خيار استراتيجي لارجعة عنه .
6- إن اختيار قوى التحرير والاستقلال للضالع لإحياء ذكرى التصالح والتسامح والتضامن ، ليس من اجل تأكيد التزام شعب الجنوب بهذه القيم وحسب ، بل وليشارك أبناء الضالع حزنهم الغاضب وألمهم الثائر وعزيمتهم المتعالية على الجروح بوعي وإصرار نبيل وعزم لأيلين على مواصلة النضال حتى طرد المحتل البربري … فضلا عن مشاطرة ثوار الضالع العهد للشهداء الأبرار الذين سقطوا في مجزرة 27 ديسمبر الماضي بقذائف دبابات النازي الصغير المدعو ضبعان في مخيم عزاء الشهيد فهمي محمد قاسم.
. أيها الثوار الأحرار
إن جريمة الاحتلال البشعة التي تفوق بها على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أشقائنا في فلسطين المحتلة وتلتقي مع الفكر النازي في وحشيته وبربريته إذ أنها جريمة لأتجسد وحشيه وبربرية وفاشية الاحتلال فحسب ، بل وان كل أركان الجريمة تبرهن بسفور بأنها جريمة حرب إبادة جماعية وإرهاب دولة منظم ،لأتسقط بالتقادم لاستهداف منفذيها المجرمين تجمع مسالم وامن بقصد القتل بدون تمييز بواسطة قذائف دبابات بأوامر النازي الصغير قائد اللواء ( 33 مدرع ) المدعو ( ضبعان) . الذي اقر بجرمه باستعلاء واستهتار بدماء وأرواح الأطفال والشيوخ والشباب الذين أمر بقتلهم .
وهاهو شعب الجنوب بحشود غير مسبوقة يشيع شهداء المذبحة الأبرار معاهدا أن كل شهيد منهم وفي كل الجنوب هم شهداء كل الجنوبيين الأحرار من حوف إلى الضالع .
ومما لاشك فيه أن الصمت الدولي والإقليمي والتعتيم الإعلامي العربي على جرائم الاحتلال في الجنوب يمثل كل ذلك تواطؤا ، استند إليه الاحتلال أضافه إلى فتأوي الإباحة والإحلال والاستحلال للأرض والنفس والدم والعرض في الجنوب منذ عام 1994م ليرتكب المزيد من جرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق شعبنا الذائد عن حقه الشرعي والعادل سلميا .
وجدير بالإشارة – هذا – أن ما تسمى بهيئة علماء اليمن التي تجاهلت تماما المذبحة البشعة في الضالع في بيانها الصادر في اليوم التالي للجريمة المدانة في كل الأديان والشرائع السماوية وفي كل القوانين والمواثيق والعهود الدولية ، إلا لدى تلك الهيئة التي لاتفسير لتجاهلها هذا غير تمسكها بفتواها سيئة الصيت والسمعة عام 1994م ، وشرعنتها بالصمت للجريمة التي هزت كل ضمير حي في العالم ، إلا ضمائر من يسمون أنفسهم علماء اليمن المتاجرين بالمقدس لخدمة مصالحهم السياسية وها ان شعب الجنوب يصرخ في أوجه المتاجرين بالدين أين هم من احاديت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي من بينها ( ان تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم مسلم ) ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) ؟؟ وأيضا .. أن ( من مات دون ماله وعرضه فهوا شهيد) وشعب الجنوب يقدم قوافل الشهداء دفاعا عن النفس والأرض ، ولن يهدءا أو يستكين حتى يستعيد عزته وكرامته وسيادته على كامل ترابه الوطني في دولة مستقلة كاملة السيادة.
نعم – أيها الثوار في جنوبنا المحتل ان قوى التحرير والاستقلال اذ تحمل رئيس سلطة الاحتلال ورئيس وزرائه ووزير دفاعه ومحافظ الضالع والنازي الصغير قائد اللواء (33مدرع) جريمة حرب الإبادة الجماعية لأهلنا في الضالع فإنها لاتستثني الجنوبيين المشاركين في حوار الاحتلال الذين على رائحة الدم الجنوبي الزكي وعلى مشهد أشلاء أطفال الجنوب وقعوا على ما تسمى بوثيقة الحلول والضمانات الأكذوبة للقضية الوطنية الجنوبية وهم يعلمون أن شعب الجنوب الأبي لم يشارك في حوار الاحتلال وأعلن رفضه له في كل مليونياته وفي نضاله اليومي ، وأكد بوعي إرادته أن حلا لقضيته مادون التحرير والاستقلال لايساوي ، ليس قطرة الدم الجنوبية الزكية وحسب ، بل ولا يساوي سعر الحبر الذي كتب به وان شعبنا يدرك تماما ان المتباكين على ما يسمونها زورا وبهتانا وحدة بما هي مشروع مات في مهد الإعلان عنه ، وان ما يتباكون على الجنوب – الدولة الغنيمة ليس إلا .
وبناء على ما سلف ذكره فان قوى التحرير والاستقلال كان لها الدور الرئيسي في الدعوة الى الانتفاضة الشعبية وذلك خلال برنامج التصعيد الثوري للعام الماضي 2013م إذ ترى بان التحول النوعي في مسيرة ثورتنا التحررية الذي أحدثته الدعوة إلى الهبة الشعبية من قبل أهلنا في حضرموت التاريخ والحضارة وأفضت فعل ثوري جنوبي موحد في كل الجنوب الثائر فان الاحتلال ومؤامراته وسعاره الإجرامي لن يتوقفا ، ولذلك فان استمرار الانتفاضة ونجاحها وتجاوز المخاطر والتحديات ستلتزم – بالضرورة – مايلي :-
1- المزيد من التلاحم وتنسيق وتوحيد إرادة شعبنا بمختلف مكونات ثورته وشرائحه الاجتماعية وفئاته وشخصياته السياسية والاجتماعية والقبلية .
2- ان المرحلة المفصلية التي تمر بها ثورتنا تقتضي من كل المخلصين تجاوز الخلافات والتباينات والتحرر من الحسابات الأنانية الضيقة والارتقاء إلى مصاف القضية والى مصاف وحدة شعب الجنوب الأبي وتماسكه الملحمي خلف هدف التحرير والاستقلال الناجز .
3- ضرورة العمل المسؤل والجاد لضمان توحيد وتكامل الفعل الثوري التحرري وانجاز أهدافه المرحلية والإستراتيجية من اجل بناء قيادة موحدة تدير الانتفاضة الشعبية وتوجهها وتنضمها حتى لاتخضع الانتفاضة للاجتهادات غير الخاضعة للتخطيط الاستراتيجي في الصراع مع الاحتلال الهمجي.
4- ان الفعل الثوري النوعي الذي أحدثته الانتفاضة الشعبية في الداخل تستلزم بالضرورة عملا مكملا وموازيا له في الخارج : وبهذا المضمار تثمن قوى التحرير والاستقلال الدور الذي يلعبه الرئيس علي سالم البيض على الصعيد الخارجي وثبات موقفه السياسي الملتزم لإرادة شعبه وتطلعاته العادلة في التحرير والاستقلال . وعلى هذا الصعيد – تناشد قوى التحرير والاستقلال المنضمات العربية والدولية المعنية بحقوق الإنسان وحرياته ان تقوم بواجبها الإنساني نحو شعب الجنوب لحمايته من حرب الإبادة الجماعية التي شرع الاحتلال بتنفيذها من الضالع وقبلها في مذبحة المعجلة والحصن في أبين وغيرها كثير.
تناشد قوى التحرير والاستقلال أشقائنا العرب وفي المقدمة دول الجوار أن تعيد النظر بسياسة التجاهل إزاء ما يحدث لشعب الجنوب وإنها الحصارالسياسي والتعتيم الإعلامي الذين استند الاحتلال إليهما للتمادي في ارتكاب جرائمه بحق شعبنا وصولا إلى جرائم الحرب والإبادة الجماعية . – تثمن قوى التحرير والاستقلال عاليا الدور الوطني لكل من أسهم في الدعم المادي والمعنوي لأسر شهداء مذبحة الضالع ولعلاج الجرحى أيضا وتشيد بتنظيم الهيئة التنسيقية الضالع لإيصال المساعدات إلى أصحابها ودورها في التصعيد الثوري ضمن الانتفاضة الشعبية المباركة .
المجد والخلود للشهداء الأبرار .. الشفاء العاجل للجرحى .. الحرية للأسرى
ولا نامت أعين الجبناء .
صادر عن اللجنة التحضيرية لفعالية الذكرى الثامنة لإنطلاقة التسامح والتصالح وتشييع شهداء مجزرة سناح الضالع