الكل يعلم علم اليقين دولا وشعوبا وقادة وبالذات دول الصهيوغربيين بأن الكيان اليهودي الصهيوني المسمى بدولة إسرائيل هو صناعة بريطانبة أوروبية سابقا وأميركية لاحقا بعد ان إدعت بأنها الدولة الأحادية الكبرى في العالم، وهم يعلمون جميعا بأن كيانهم الصهيوني وعصاباته إلى زوال إن لم يكن اليوم فغدا وغدا لناظره قريب بإذن الله تعالى، وقد تم تأسيسه والتسهيل له لإحتلال فلسطين عندما إلتقت آنذاك المصالح المشتركة للصهيوغربيين في المنطقة ليكون ذلك الكيان الصهيوني البغيض كشرطي للمنطقة، وبنفس الوقت يحافظ على أطماعهم في السيطرة على ثروات الأمة،لتنفيذ فكرهم التلمودي التوسعي في فلسطين والمنطقة والعالم...
وهذه المصلحة المشتركة والرئيسية تمت قديما وما زالت للقضاء على شعوب الأمة العربية مسلمين ومسيحيين وبالذات من يقف مع فلسطين ومع قضايانا العادلة، وكل من يقف في وجه مخططاتهم ومصالحهم وهيمنتهم النازية في الماضي والحاضر والمستقبل ويعرقل تنفيذها على أرض الواقع، ومنذ إحتلال تلك العصابات الصهيوغربية لفلسطين عام 48 أي قبل 74 عام والغرب المتصهين يدعم ذلك الكيان الصهيوني بكل أنواع الأسلحة وحتى المحرمة دوليا وخاضوا معه عدة حروب علنية ومبطنة على الدول المحيطة بفلسطين كمصر ولبنان وسورية والأردن دعما لكيانهم المصطنع ليبقى في قوة لا تهزم أبدا، وقد نجحوا بالسيطرة على أراضي فلسطين 48 كاملة بعد إرتكاب مجازر لا تعد ولا تحصى بحق الشعب الفلسطيني والعربي بمسلميه ومسيحييه، وهجروا الملايين قسرا وبقوة السلاح وأحتلوا أرض فلسطين وسرقوا بيوتهم وحقولهم حتى أثاثهم وملابسهم ودجاجهم وأغنامهم وسياراتهم وشوارعهم ومحلاتهم ومؤسساتهم ومطاراتهم وحتى طعامهم ولباس أجدادهم وجداتهم وتراثهم خلال 74 عام من إحتلالهم وكلها من خيرات الشعب الفلسطيني التي بناها وصنعها بعرق جبينه وتوارثها منذ عشرات ومئات السنين عن أسلافه الفلسطينين...
وبعد أن ثبت الصهيوغربيين ذلك الكيان على أرض فلسطين 48 توسع وإحتل 67 وسيطر على فلسطين كاملة، ثم بدأ يفكر بالتوسع خارج حدود فلسطين أي في الدول المحيطة لتنفيذ باقي مخططاته التلمودية في المنطقة بما أسموه في الماضي (بإسرائيل الكبرى من النيل للفرات) وسيطروا على بعض الأراضي العربية من سورية ولبنان ومصر عبر عدة حروب إنتصروا في معارك وهزموا في معارك أخرى، لكن للأسف الشديد أن قادة العرب والمسلمين آنذاك لغاية أيامنا الحالية لم يستغلوا الإنتصارات على هؤلاء الأعداء الصهاينة جيدا بل زادوا الطين بلة وإنضمت بعض الدول العربية الكبرى كمصر وبعد عدة سنوات فلسطين والأردن لإتفاقيات السلام المشؤومة، وتم تقيد تلك الدول بإتفاقيات إستسلام وجميعها كانت لصالح الكيان الصهيوني وداعميه وليس لصالح مصر ولا فلسطين والأردن أو شعوبهما والتاريخ أثبت ذلك لغاية يومنا الحالي، ثم جاء المتخلفون من الأعراب ووقعوا اتفاقيات تطبيع كامل مع ذلك الكيان الصهيوني وسميت بإتفاقيات أبراهام لتصفية قضية فلسطين وشعبها في الداخل والشتات، وروجوا عبر قنواتهم الضالة والمضلة بأنها لصالح قضية فلسطين وأثبت التاريخ ودماء الشهداء ودم الشهيدة الإعلامية شيرين ابو عاقلة غير ما روجوا له من أكاذيب خدمة لأسيادهم الصهيوغربيين...
ونكبة الشعب الفلسطيني كانت وما زالت آلاعيب خبيثة صهيوغربية إستعمارية عسكرية وسياسية لا إنسانية، ما زال الشعب الفلسطيني ومن يقف معهم من دول وقادة وحكومات وشعوب وأحرار العالم يعانون من آثار ونتائج وتبعات هذه الآلاعيب الصهيوغربية الشيطانية، وهي خطة دولية صهيوغربية أدت إلى نكبة الشعب الفلسطيني والأمة لما لحق بها من جرائم دولية يندى لها جبين الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات وآخرها جريمة إغتيال شهيدة فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية وشهيدة الأمة والإنسانية الإعلامية شيرين ابو عاقلة والتي نحمل دمائها وبكل الأدلة والبراهين لعصابات جيش ذلك الكيان الصهيوني المجرم ولبريطانيا رأس الأفعى معقل الصهيونية العالمية قديما وحديثا ولأمريكا الذين جاءوا بتلك العصابات الصهيونية النازية وسهلوا لهم إحتلال فلسطين من شعبها الآمن والمطمئن، ودعموهم بذلك السلاح الذي قتلت به الشهيدة شيرين، وأيضا يجب تحميل دمائها الزكية لكل الحكام والقادة والخونة والعملاء المستعربين المطبعيين والمتصهينين الذين سمح آبائهم وأجدادهم لهذا الكيان بأن يبقى ليومنا الحالي وكان بإمكانهم إقتلاعه من جذوره منذ بداية النكبة إلا أن فلسطين كانت ثمنا لعروشهم وبقائها إلى يوم القيامة...
فشيرين إختار لها الله سبحانه وتعالى الشهادة وهي أعلى درجة يكرم بها الله من أحبه من عباده في الدنيا، وبشهادتها قالت للعدو الصهيوني ولداعميه ولمطبعيه نحن كشعب فلسطيني مسلمين ومسيحيين لم ولن ولا نستسلم ننتصر أو نستشهد إلى أن يتم تحرير فلسطين كاملة من البحر إلى النهر، وأننا شعب المقاومة والمقاوميين وورائي رجالا مقاوميين ذوي بأس شديد سيثأرون لدمائي ولدماء كل شهداء فلسطين وكل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل كشف حقيقة ذلك الكيان النازي اليهودي الصهيوني، وفي تلك الأرض المباركة التي سالت دمائي الزكية على ثراها وبالقرب من شجرها وأسوارها أرض جنين وكل فلسطين هناك رجالا يعملون ليلا ونهارا لتحرير فلسطين كاملة وكل مقدساتها الإسلامية والمسيحية قريبا بأذن الله سبحانه وتعالى...
وتقول لقتلتها من عصابات الصهاينة وإخوانهم من عصابات الدواعش بكل مسمياتها حملة الفكر اليهودي الصهيوني التلمودي الذين يبثون سمومهم عبر قنواتهم المضللة وينشرون روايات الكيان الصهيوني وزوره وفتنه الدينية والطائفية والقومية (بأنه لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى) وبأن الله سبحانه وتعالى ورسله وكل عباده المؤمنين مسلمين ومسيحيين والذين ذكروا في القرآن الكريم بريئؤن منكم ومن فكركم المشوه والفتنوي والقاتل للبشرية، فكر اليهود الصهاينة ومن دعمهم وحالفهم قتلة الأنبياء ومعذبيهم عبر التاريخ، ففتاويكم التي تنشرونها وتطلبون من شعبي الفلسطيني وأمتي العربية بمسلميها ومسيحيها بالتخلي عني كشهيدة فلسطينية هي ضالة لأن الله إختار لي الشهادة، ولن تفرقوا بيننا أو بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين وفي دول الأمة والإنسانية جمعاء خدمة لليهود الصهاينة...
والله لهؤلاء جميعا بالمرصاد، وقد قلب سبحانه وتعالى سحرهم وكذبهم على رؤوسهم بشهادة شيرين ابو عاقلة وما جرى من إنتهاكات في تشيع جنازتها من قبل جيش الصهاينة كشفت أكاذيبهم على شعوبهم في الغرب منذ النكبة 48 لغاية إستشهاد شيرين ابو عاقلة، وهم يحاولون إظهار عصابات ذلك الكيان الصهيوني المصطنع أنهم يمثلون الدولة الديمقراطية في المنطقة، وأن هناك خلاف دائم بين المسلمين والمسيحيين، وأن المسيحيين الفلسطينين يعيشون بخير وسلام في ظل تلك العصابات الصهيوغربية ويقبلون بحكمهم، وكشفت الشهيدة ما صدعوا به رؤوس شعوبهم ورؤوسنا بحقوق الإنسان والمرأة والصحافة والإعلام...وغيرها من الأكاذيب التي كانوا يسيسون بها شعوبهم التائهين، وكشفت زيف أحلامهم جميعها عبر أكثر من سبعة عقود ليجعلوا تلك العصابات دولة لا تقهر فقهرتهم شيرين في حياتها وفي شهادتها وقهرهم المشيعون الذين رفضوا كل ضغوطاتهم وتابعوا تشيع شيرين بعرس وطني فلسطيني ورفعوا العلم الفلسطيني الذي أرهبهم، فأية دولة هذه التي دعموها بكل أنواع الدعم اللوجستي منذ 74 عام، ألم يأن لهم أن يعترفوا بهزيمتها وفشلها وبأن هذه الأرض الفلسطينية ليست لهم ولا لعصابات اليهود الصهاينة وإنما لأهلها العرب مسلمين ومسيحيين...
وإنظروا كيف أن الله سبحانه وتعالى أدخل الرعب والخوف في قلوبهم ولشدة خوفهم يرتكبون الجريمة تلو الجريمة إلى أن وصل خوفهم لإرتكاب جريمتهم النكراء بحق إعلامية بريئة تنقل حقيقة جرائمهم بحق شعبها الفلسطيني للعالم، نعم أرهبتهم شيرين رحمها الله في حياتها وارهبتهم في شهادتها وحتى وهي في التابوت وأرهبتهم والمشيعين يسيرون بجثمانها في شوارع القدس القديمة التي أحبتها في حياتها ومماتها،وأرهبتهم بهتافات المشيعين الوطنية الفلسطينية وبالعلم الفلسطيني الذي لف عليها وعلى التابوت، وبالمشيعين الذين رفعوا العلم الفلسطيني في مسيرة التشييع، وأرهبتهم بالتكبيرات الله أكبر وبوحدة أجراس الكنائس بكل طوائفها، إنها دولة صهيوغربية بنيت على باطل وهي أوهن من بيت العنكبوت وجيشها زائف وضعيف يحتمي بالسلاح والهروات والتي قوي بها على المشيعين المسالمين لأنه لا يستطيع مقابلة الرجال المقاوميين في الميدان، نعم ارهبتهم الشهيدة الفلسطينية شيرين ابو عاقلة في حياتها وفي شهادتها...
والإرتباك والخزي والعار الذي يشعر به الغرب حاليا من تصرفات عصابات كيانه الصهيوغربي إن دل على شيئ فإنما يدل على أن ذلك الكيان الصهيوغربي المحتل لفلسطين أصبح عبئا لا يطاق على من أسسه ودعمه في بريطانيا وأمريكا بالذات من كثرة جرائمة النازية وهزائمه المتلاحقة وفساده ومشكلاته الداخلية والخارجية وعنصريته وجرائمة النازية وشره المطلق وأمراضه النفسية الشيطانية الخطرة، بالرغم من كل ما أرتكبوه لتثبيته وبقائه رسميا وعسكريا وسياسيا واعلاميا ليحسنوا صورته إلا أن عقلية العصابات والإجرام والقتل لم ولن تفارقه وهذه هي حقيقته تماما كما دعموا وحاولوا تحسين صورة دواعشهم في منطقتنا وخلطوا الصالح بالطالح لتنفيذ مشاريعهم ولكن شعوب المنطقة مسلمين ومسيحيين نفوهم لأنهم مخالفين لله ورسالاته ورسله لذلك تمت هزيمتهم ورميهم في مزابل التاريخ...
لذلك يجب الخلاص منهم ومن فكرهم للأبد ليعود للأرض نورها ونصرها برسالة الله الإنسانية لخلقه أجمعين ويعود صفائها ونقائها ومحبتها وسلامها وإخوتها كما أرادها الله سبحانه وتعالى حينما أورثنا الأرض وجعلها أمانة في أعناقنا كأمة نشرت رسالات الإنسانية السماوية للعالم أجمع، وفي الذكرى 74 للنكبة دماء الشهيدة شيرين ابو عاقلة تنتصر لكل شهداء فلسطين، وستبقى المقاومة ومحورها وكل من يلحق بها حاليا ومستقبلا في حرب مع هؤلاء الصهيوغربيين إلى أن يتم الخلاص منهم ويتحقق النصر والتحرير لفلسطين كاملة وللأمة وللإنسانية جمعاء...
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...
كاتب وباحث سياسي...