تعرض الأقباط المصريين في ليبيا، لعمليات ذبح ممنهج على يد جماعة "أنصار الشريعة" التي تتبع تنظيم القاعدة، وحولت "درنة" إلى مركز تدريب جهادي مفتوح، واختطاف العمالة المصرية الباقية، وترحيلهم بالتذرع بأسباب تتعلق بالأوراق الرسمية.
حيث أكد مصدر أمني ليبي رفيع المستوى، لـ"فيتو" أن صاحب العقل المدبر للمجزرة التي وقعت بحق سبعة من المصريين الأقباط، هو ضابط المخابرات القطري عبدالهادي صالح الرشيدي، والذي تمكن رجال الأمن بمطار بنغازي من ضبطه قبل تنفيذ المذبحة المروعة بيوم واحد، وبصحبته خلية من جنسيات مختلفة من بينها شخص مصري، حصلوا على جوازات سفر لليبيا مزورة بهدف الهرب بها إلى مطار إسطنبول.
وأكد مصدر ل"فيتو" أن ضابط المخابرات القطرية تم رصد لقاءات سرية له مع قيادات من أنصار الشريعة، بهدف التخطيط لاستهداف الأقباط، وطبقا للمعلومات المسربة، تم الاتفاق بين الجانبين على القيام بالعملية مقابل صفقة تسليح قطرية، وصلت فيما بعد على متن طائرة قطرية وقامت قوات محسوبة على اللواء خليفة خفتر، بضبطها ومصادرتها.
ولفت المصدر إلى أن استهداف الأقباط في ليبيا، يهدف طبقا للمخطط القطري والذي سهلته قيادات بجماعة الإخوان بليبيا، إلى أمرين..الأول، العمل على تفزيع الجالية المصرية، في ظل عدم وجود وسائل لحمايتهم وغياب التمثيل الدبلوماسي للقاهرة بطرابلس الآن، وهو ما يعني تصدير أزمة بطالة للداخل المصري من خلال عودة ما يقرب من 2 مليون عامل من ليبيا إلى مصر.
الأمر الثاني، والمتعلق بذبح الأقباط، هو صناعة أزمة طائفية على الأراضي الليبية يتم تصديرها إلى مصر، ولذلك السبب تم اختيار عمالة من الوجه القبلي، بهدف تأجيج الصراع الطائفي طبقا للطبيعة القبلية التي تسعى إلى الثأر بمحافظات وقرى الصعيد.
وأشار مصدر ل"فيتو" أن المخطط القطري لترويع المصريين وتصدير أزمة اقتصادية طاحنة للقاهرة، بعودة العمالة المصرية، قد لقي نجاحا في جانب كبير منه حيث سجلت الأيام الماضية نزوحا لعدد كبير من بنغازي إلى البيضاء، انتظارا لعودتهم إلى الأراضي المصرية.
وطبقا للمعلومات التي امتلكتها "فيتو"، أن مخطط طرد العمالة المصرية، تم وضعها عقب استهداف سفارة القاهرة في طرابلس، مما أدى إلى مغادرة البعثة الدبلوماسية، ومن قبلها واقعة إطلاق النار على القنصلية في مدينة بنغازي، بهدف التفرد بالعمالة ووضع المخطط الدموي ضدها لمعاقبة النظام القائم في مصر على إزاحته لجماعة الإخوان، وعزل "مرسي" من رئاسة الدولة.
وأعرب مصدرنا عن خشيته من أن تشهد الأيام القادمة سلسلة مجازر دموية ضد المصريين، تستهدف تحديدا الأقباط مع ترويج شائعات حول تورط مصريين في مقتلهم أو الإرشاد عنهم لصناعة حرب طائفية طاحنة داخل مصر بين العائلات بالوجه القبلي.
يشار إلى أن الخلية القطرية التي تم ضبطها بمطار بنغازي وعلى رأسها ضابط المخابرات القطري، قد غادرت البلاد بعد زيارة خاطفة لمدير المخابرات القطرية، لمطار معتيقة، وقام باصطحاب رجاله دون علم الدولة، ووسط تكتم إعلامي حول مغادرة الخلية القطرية، بهدف التكتيم على المخطط الدموي ضد الجالية المصرية.