اخبار ذات صلة

السبت، 29 يناير 2022

الهستيريا الأوكرانية بقلم عبد الحليم قنديل

 


    الذى يتابع "حفلة الزار" التى يقيمها ويشيعها الإعلام الغربى ، قد يتخيل أن يوم القيامة سيحل غدا ، وأن مركز جهنم ربما يكون فى "أوكرانيا" ، التى تحشد روسيا على حدودها جيشا بكامل عتاده من مئة ألف جندى ، بوسعه احتلال أوكرانيا فى عشرين دقيقة ، فيما تمد أمريكا وبريطانيا جسورا جوية كثيفة إلى "كييف" عاصمة أوكرانيا ، تنقل إليها مئة طن عتاد حربى متطور كل يوم ، إضافة لمئات ربما آلاف من المدربين العسكريين ، مع سحب الرعايا المدنيين والدبلوماسيين ، وتعبئة لحشد 50 ألف جندى من أمريكا وحلف الأطلنطى فى شرق أوروبا المجاور لأوكرانيا ، وكل ذلك من أجل الضغط على "فلاديمير بوتين" قيصر الكرملين ، وردعه ومنعه من إطلاق رصاصة الجحيم الأولى .

  وفيما تبدو "موسكو" هادئة الأعصاب ، ويدير بوتين لعبته الخطرة ببرود لاعب الشطرنج المتمكن ، ويمضى وقته بالفرجة على انفلات أعصاب غريمه الرئيس الأمريكى "جو بايدن" ، الذى التقاه واقعيا وافتراضيا لمرات ، ونصحه فى كل مرة ربما على سبيل النكاية ، أن يلتفت إلى أحواله الصحية ، فيما تبدو صحة بايدن الثمانينى العمر إلى تدهور مضاف ، ولا يتمالك نفسه بسبب استفهام مباغت من مراسل محطة "فوكس نيوز" فى البيت الأبيض ، سأل الرئيس عن زيادة معدل التضخم وأثره على مستقبله السياسى ، ولم يرد بايدن ، وإن التقط الميكروفون الحساس همهماته ، وهو يشتم مراسل المحطة التليفزيونية الموالية تقليديا لمنافسه اللدود "دونالد ترامب" ، وينعته بالغبى و"ابن ......." ، ثم نصح المساعدون رئيسهم  بلم الموضوع والاعتذار هاتفيا للمراسل ففعل فورا ، فى واقعة تكشف ضعف اتزان بايدن ، الذى تمنى فى مؤتمر صحفى قبلها بأيام ، أن يكون توغل قوات بوتين محدودا فى أوكرانيا ، وهو ما أفزع حليف واشنطن فى "كييف" الرئيس اليهودى "فولوديمير زيلينسكى" ، وبما دفع بايدن إلى إعادة تصحيح أقواله ، وعقد اجتماع عاجل مع مجلس الأمن القومى الأمريكى ، ووضع الآلاف من قوات الجيش الأمريكى فى حاله تأهب قصوى ، وتنظيم اجتماع افتراضى مع قادة فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وبولندا والاتحاد الأوروبى ، وتسريب اتفاقات مع أوروبا على خفض استيراد الغاز الروسى بنسبة 43% والبترول بنسبة 20% ، وهى تهديدات أقل كثيرا من عقوبات تهدد بها واشنطن موسكو فى حالة غزو أوكرانيا ، وتصل إلى الخنق الكامل للاقتصاد الروسى الضعيف نسبيا (1.7 تريليون دولار) ، وحظر تصدير التكنولوجيا الإلكترونية المتقدمة إلى روسيا ، من ألعاب الفيديو حتى برامج "الحوسبة" وتقنيات الذكاء الاصطناعى ، فيما بدت ألمانيا بالذات ، وهى صاحبة الاقتصاد الأوروبى الأكبر ، أقل حماسا فى التعاطف مع أوكرانيا ، وفى التوسع بالعقوبات ضد موسكو ، ورفضت توريد أسلحة إلى "كييف" ، وبين موسكو و"برلين" خط الغاز الضخم "نورد ستريم ـ 2" ، المنافس الأعظم لخط نقل الغاز الروسى عبر أوكرانيا ، فيما تتلاعب موسكو بأعصاب الحلفاء عبر الأطلنطى ، وتوقف من جانبها تصدير الغاز الروسى ضغطا على الدول الأوروبية ، وتقرر إجراء مناورات بحرية بالقرب من شواطئ "أيرلندا" ، وكأنها تريد نقل التهديد العسكرى من مناورات الشرق فى "بيلاروسيا" إلى الساحل الغربى لأوروبا ، والرد مباشرة على مناورات مقررة لأمريكا وحلف الأطلنطى فى البحر المتوسط ، والوصول بخط سير الحوادث والمناورات والحشود إلى حافة الرعب النووى .

  ولا تبدو موسكو فى عجلة من أمرها ، فمطامحها أبعد من "أوكرانيا" الخائفة المنشقة على نفسها ، وفيها خمس السكان من أصول روسية ، والجوار الجغرافى يمنح موسكو ميزة الدعم المباشر لجمهوريات منطقة "الدونباس" الأوكرانية ، الراغبة بالانفصال والانضمام لروسيا ، التى تزود حلفاءها بما يحتاجونه من سلاح ، يفيد فى الضغط على الاتجاهات الموالية للغرب فى "كييف" ، وقد تحتاج موسكو فى وقت لاحق إلى غزو عسكرى خاطف ، على نحو ما فعلت عام 2014 ، حين قررت موسكو انتزاع " شبه جزيرة القرم" وميناء "سيفاستويول" من أوكرانيا ، وكان بايدن حينها نائبا للرئيس الأسبق "باراك أوباما" ، واكتفت واشنطن مع الاتحاد الأوروبى وقتها بتوقيع عقوبات اقتصادية على موسكو ، تحلل أثرها مع مرور الزمن ، ومع فرض وقائع جديدة ، نسى معها الغرب جبرا قصة "القرم" ، التى صارت روسية ، فى حين دفع بوتين إلى الواجهة بقضية الانفصاليين الروس فى شرق أوكرانيا ، ووقع مع فرنسا وألمانيا وأوكرانيا نفسها اتفاق "مينسك" ، الذى ينص على توسيع الحقوق القومية والحكم الذاتى للروس فى "أوكرانيا" ، وهو ما تريد برلين وباريس ، الأضعف ميلا لمسايرة "الهستيريا"  الأمريكية ضد موسكو ، أن تجددا مفاوضاته اليوم ، فى سعى أوروبى للتهدئة مع موسكو ، التى يتقاطر إليها وزراء وقادة غربيون ، بينما موسكو تبتسم للمذعورين ، وتؤكد أنها لا تنوى غزوا لأوكرانيا فى المدى المنظور ، وأنها تكتفى بحشد قواتها داخل حدودها ، وتصمم على مطالبها المودعة خطيا لدى واشنطن ، وأهمها وقف توسع حلف الأطلنطى شرقا ، والتعهد كتابة بعدم ضم "أوكرانيا" و"جورجيا" للحلف ، والاعتراف الواقعى بعودة روسيا إلى دور عالمى ، استنادا لقوتها العسكرية والصاروخية والنووية المتفوقة ، مع بقاء التهديد باتخاذ "إجراءات عسكرية وتقنية صارمة" ، إذا ما جرى التلكؤ فى تلبية مطالب بوتين ، وهو ما ترى واشنطن فى قبولها هزيمة مذلة ، وإن اضطرت للرد كتابيا طلبا لتفاهم مع موسكو ، فليس عندها من بديل ، اللهم إلا التسويف فى قبول إلحاح "كييف" بتسريع ضمها إلى الحلف درءا لاحتمالات الغزو الروسى ، فليس بوسع الجيش الأوكرانى مهما تلقى من سلاح ، أن يصمد لدقائق فى مواجهة الجيش الروسى ، وليس بوسع أمريكا وحلف الأطلنطى الاستجابة لمطالب الرئيس الأوكرانى المفزوع ، ولا الدخول فى صدام حربى مع موسكو ، قد لا ينتهى بغير تدمير العالم كله عشرات المرات ، وهو ما يشجع بوتين على المضى قدما إلى حافة الهاوية ، تسريعا لإذعان  واشنطن عمليا لمطالبه ، ومواصلة حرب الأعصاب إلى أقصى حد ، ودفع أوروبا للإنشقاق الفعلى عن واشنطن ، فبوسع صواريخ تطلق من غواصة نووية روسية واحدة ، أن تدمر عواصم أوروبا كلها فى غمضة عين ، ودول الاتحاد الأوروبى تدرك خطر أصغر خطأ فى الحساب الاستراتيجى ، وتبدو أقل اندفاعا فى معاندة موسكو ، التى عادت تعزف على إيقاع العصر السوفيتى ، وتسعى إلى عكس الهزائم التى لحقت بها بعد انهيارات موسكو الشيوعية السابقة ، وتحلل الاتحاد السوفيتى ونهاية "حلف وارسو" ، وحنث واشنطن بوعود سابقة أعطتها لموسكو "جورباتشوف" و"يلتسين" ، وضمها لدول أوروبا الشرقية إلى حلف الأطلنطى "الناتو" ، وتعدى حدود العام 1997 ، وضم المجر (هنغاريا) وبولندا والتشيك ، ثم ضم بلغاريا ورومانيا وسلوفاكيا عام 2004 ، وضم جمهورية "الجبل الأسود" عام 2017 ، وصولا إلى ضم جمهوريات البطليق الصغيرة (ليتوانيا ـ لاتفيا ـ أستونيا) الملاصقة تماما لروسيا ، وهو ما يعنى نصب شبكات الصواريخ والأسلحة النووية الأمريكية لصق حدود روسيا ، وهو ما جابهته روسيا بوتين بالقوة المباشرة ، على نحو ما فعلت فى "جورجيا" أواسط عام 2008 ، بعد شهور من دعوة أمريكا لضمها إلى حلف الأطلنطى ، وكان الرد غزوا روسيا خاطفا لجورجيا ، وانتزاع إقليمى "أبخازيا" و"أوسيتيا الجنوبية" ، ومن وقتها ابتلعت واشنطن لسانها ، ولم تعد تتفوه بكلمة عن ضم "جورجيا" لحلف الأطلنطى ، وهو غالبا ما ستفعله واشنطن فى حالة أوكرانيا ، التى وجهت لها دعوة الانضمام ذاتها منذ عام 2008 ، ومرت 14 سنة دون تنفيذ ، فلم يعد بوسع واشنطن تحدى اعتبارات موسكو الأمنية ، ولا مواصلة الاستفزازات والإهانات ، على نحو ما فعل الرئيس الأمريكى الأسبق أوباما ، حين وصف موسكو بأنها صارت "قوة إقليمية" لا قوة عالمية ، ومع ذلك لم يجرؤ على مواجهتها عسكريا وقت غزوة "القرم" ، ولا جرؤ الرئيس الأمريكى الحالى "بايدن" على ردع موسكو بعد تدخلها العسكرى السريع الحاسم مؤخرا فى "كازاخستان" ، ومساحة الأخيرة تعادل مساحة أوروبا الغربية بكاملها ، وهى عضو فى "منظمة الأمن الجماعى" التى تقودها موسكو ، وتضم إليها "بيلاروسيا" و"أرمينيا" و"قيرغزستان" و"طاجيكستان" و"كازاخستان" ، وأعلنت عام 2002 عقب الغزو الأمريكى لأفغانستان ، وبدت كمحاولة من بوتين لاستعادة أراضى الاتحاد السوفيتى السابق أمنيا ، وكتعويض عن غياب "حلف وارسو" ، مع تقوية أواصر التحالف الوثيق مع التنين الصينى الزاحف عالميا ، وبناء مشهد استقطاب جديد على القمة الدولية ، تعادل فيه قوة الصين الاقتصادية قوة أمريكا ، وتتكامل فيه قوة روسيا العسكرية مع قوة الصين الكبرى ، وتضعان معا حدا نهائيا للعربدة الأمريكية ، على نحو ما حدث ويحدث فى "أوكرانيا" ، التى تحولت إلى أسخن مسارح الحرب الباردة الجديدة ، ولا يبدو أن واشنطن قد تكسبها ، وهى التى خرجت ذليلة مستنزفة  قبل شهور من

أفغانستان .

Kandel2002@hotmail.com

الجمعة، 28 يناير 2022

المستشار ناصر زيد اليوسفي يهنئ الولد الشاب معتز العيسائي بمناسبة الزفاف.

   


                              ٠                                                                            بعث الشيخ ناصر زيد اليوسفي مستشار محافظة لحج بتهنئة بمناسبة زواج الولد الشاب معتز العيسائي والذي أقيم بعد عصر اليوم بقاعة الفخامة ، حيث قال فى التنهئة 

 أجمل التهان والتبريكات نبعث بها إلى الولد الشاب الخلوق معتز فضل علي البجيري العيسائي مستشار وزير الإعلام والثقافة والسياحة بمناسبة زواجه الميمون والذي أقيم بعد عصر اليوم بقاعة الفخامة بمدينة عدن والتهنئة موصولة بهذه المناسبة لوالده العميد فضل علي البجيري العيسائي وكافة أفراد الأسرة الكريمة وال العيسائي الجميع بداخل الوطن والمهجر الف الف مبروك تهانينا القلبية                                                                                    

المهنئى ناصر زيد اليوسفي                                    

    مستشار محافظة لحج

تعرف على الطيار المصري الإنتحاري الذي فجر المواقع الإسرائلية ورفض أن يقفز بالمظلة


 الطيار الكاميكازي


صاحب جملة أنا في الطريق إلي الجنة .


طلال محمد سعد الله .. طيار مقاتل مصري .

مواليد الجيزة 1948 .. تخرج من الكلية الجوية 1968 .. تعين في قاعدة المنصورة واستلم مهامه في الإغارة على مطارات ومواقع اسرائيل  في سيناء .


1969 قام بتدمير 5 مواقع عسكرية اسرائيلية  بشمال سيناء .. وفي أول 3 شهور من 1970 قام بتدمير 4 مواقع صواريخ إسرائيلية بسيناء .. وفي 21 أبريل 1970 صدرت له الأوامر بالقيام بطلعة لقصف مواقع صواريخ إسرائيلية بمنطقة بالوظة في شمال سيناء .


اتحرك طلال بطائرته وهاجم الموقع الإسرائيلي وأباده بالكامل .. وبعد أن لف بطائرته ليعود لقاعدته أصيبت طائرته بصاروخ إسرائيلي من قاعدة صواريخ إسرائيلية قريبة من الموقع إللي طلال دمره .. ومكانش قدام طلال إلا القفز بالمظلة .. ولكنه قرر ضرب الموقع إللي خرج منه الصاروخ الإسرائيلي .


فقرر الموت والإستشهاد داخل طائرته والنيران مشتعلة بها .. وفتح اللاسلكي وقال للقاعدة في المنصورة


(أنا في الطريق إلى الجنة .. وداعا )


واندفع طلال بطائرته بأقصي سرعة وهى شبه قطعة لهب إلي قاعدة الصواريخ الإسرائيلية وإنفجرت طائرته في الموقع وأباد كل من فى الموقع من أفراد و معدات وإستشهد علي الفور 


وهنا أطلقت عليه الصحافة المصرية الطيار الكاميكازي تشبيها له بالطيارين الانتحاريين في الجيش الياباني خلال الحرب العالمية الثانية 


رحمه الله واسكنه فسيح جناته...

الأربعاء، 26 يناير 2022

أمسية الحب بنادي المهندسين 6 أكتوبر



وتستمر ليالي الكافييه والمقهي الثقافي وصالون الظرفاء  بنادي المهندسين ٦ أكتوبر،برعاية نقيب المهندسين بالجيزة المهندس أيهاب منصور ولجنة الثقافة والتراث برئاسة المهندس عصام عبد الفتاح ومجلس الادارة بنادي أكتوبر 




وقد شارك الحضور فى أمسية الحب كلا من 

 الشاعر القدير الاستاذ أحمد مرسي

الشاعرة السورية  الاستاذة ناهد شبيب

الشاعرة الجزائرية  الاستاذة فتيحة عبد الرحمن بقة

رحيق العندليب  آخر اكتشافات الراحل بليغ حمدي

 المطرب المهندس علي شبانة الملقب برحيق العندليب 

الكاتبة القديرة الاستاذة نيهال حسن القويسني  

رئيس صالون الظرفاء الشاعر المهندس ياسر قطامش

الاعلامي الاستاذ محمد المصري 


مدير الأمسية 

ورئيس الكافييه والمقهي الثقافي 

الشاعر المهندس ابراهيم حسانين




شهدت الأمسية حضور كبير متنوع من كيانات كبيرة 

منتدى تغربد فياض اللبناني

وصالون د. مايكل الاسواني للرعاية المواهب بلا حدود

ونادي أدب المنيرة برئاسة الشاعر  محمد آمين شاهين

وكان للطرب الحدث الكبير 

مع المطرب علي شبانة

والمطرب والملحن دكتور نبيل قطيط

والمطرب النوبي رضا احمد

والمطربة مريم عادل

مع لفيف من الشعراء الكبار الذين حضروا الشاعرة سحر كرم والشاعرة عبير زكي والشاعر احمد مغربي والشاعر بيومي ابو جبل . والشاعر محمد حسن امام والموهبة الجميلة الشاعرة رانسي جمعة والتي القت قصيدتين للشاعر احمد مرسي احداهما بمناسبة عيد الشرطة

الثلاثاء، 25 يناير 2022

هل بدأت معركة مكافحة الفساد في مصر ؟!



ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن منظومة الفساد في المجتمع المصري, والتي تعد أحد أهم معوقات عملية التنمية, فقد شهدت مصر خلال تاريخها الممتد عبر ألاف السنين أشكالا متعددة من الفساد, لكن ما تبلور من فساد منذ مطلع السبعينيات وحتى الآن فاق كل أشكال الفساد التي شهدتها مصر على مر العصور, فمنذ أعلن الرئيس السادات عن تخلي مصر عن مشروعها التنموى المستقل لصالح مشروع الانفتاح والتبعية, والفساد ينمو بشكل سرطانى في جسد الوطن, فلا يمكن أن ننسى مقولات البسطاء من أبناء الشعب المصري حين يتحدثون عن الرئيس السادات وأيامه ويؤكدون على مقولته الشهيرة " أن من لم يغتني في عصري لن يرى غنى أو نعمة من بعدي ". 


وهى الجملة التي تلخص مجمل سياساته الاقتصادية, والتي تمثلت في الانفتاح الاقتصادى والسمسرة والمضاربة والسرقة والنهب والاتجار في كل شيء دون وازع من أخلاق أو ضمير وهو ما أدى إلى نمو ظواهر اجتماعية تعبر عن انهيار تام في منظومة القيم داخل المجتمع, وهو ما أكد مقولة الكاتب الصحفى الكبير أحمد بهاء الدين للرئيس السادات نفسه أن هذا الانفتاح يشكل وبالا على الشعب المصرى لأنه " انفتاح سداح مداح " والذي بفضله ظهرت أنواع وأشكال متعددة من الفساد.


وفي محاولة التعرف على أنواع وأشكال الفساد التي تبلورت خلال النصف قرن الأخير, يأتى الفساد الكبير في المقدمة ذلك الفساد الذى تجسد في البداية فيما أطلق عليه إعلاميا " القطط السمان " مجموعة من الفاسدين الكبار الذين يرتبطون بعلاقات وطيدة مع السلطة السياسية وصلت إلى علاقات مصاهرة مع رأس الدولة ذاته وتاجر وسمسر هؤلاء في كل شيء حتى كونوا ثروات ضخمة وبدأنا نسمع عن أصحاب " الأرانب " والمقصود بها المليون جنيه فتشكلت مجموعة من المليونيرات من أصول اجتماعية واقتصادية لم تكن تسمح لهم بتشكيل تلك الثروات إلا بطرق غير مشروعة.


 لكن تحالفاتهم مع السلطة السياسية هى التي منحتهم فرصة تكوين هذه الثروات, وهذا النوع من الفساد الكبير ظل موجودا بل دخلت عليه تطورات كبيرة خلال حكم الرئيس مبارك وهو ما تبلور مؤخرا في شكل مجموعة من رجال الأعمال الذين يسيطرون على الاقتصاد الوطني غير المنتج عن طريق علاقات وثيقة الصلة بالسلطة السياسية, تحولت في أواخر عصر مبارك إلى بروز ظاهرة تزاوج رأس المال والسلطة, فأصبحوا شركاء لمبارك في حكم مصر, وبعد مبارك احتموا بعلاقاتهم مع الرأسمالية العالمية خاصة الأمريكية والصهيونية, واعتقدوا أنهم قد فلتوا من الحساب والعقاب, وأن السلطة الجديدة غير قادرة على الاقتراب منهم.


أما النوع الثانى فهو الفساد المتوسط والذي بدأ ينمو وينتشر داخل الجهاز البيروقراطي للدولة حيث كبار الموظفين في مؤسسات الدولة المختلفة, والذين تعاملوا مع المال العام على أنه مال خاص فأخذوا منه ما لا يستحقون وبدأت عمليات الرشوة والمحسوبية والوساطة تنتشر بشكل وبائي داخل الجهاز الإدارى للدولة مما أدى إلى انهيار المؤسسات العامة وتراجع العملية الانتاجية وبدلا من تحقيق مكاسب داخل هذه المؤسسات بدأت تحقق خسائر ضخمة كمقدمة لاتخاذ قرارات بضرورة التخلص من ممتلكات الشعب بدلا من التخلص من هؤلاء الفاسدين الذين يديرونها, وبالفعل قام رجال الأعمال الفاسدين الذين وصلوا للسلطة التشريعية بإقرار عملية البيع وقاموا هم أنفسهم بالشراء والسمسرة.


وفي ظل هذه السياسات انتشر الفقر وبدأ الفساد الصغير يظهر في كل ربوع الوطن, فلا مصلحة تقضى إلا بدفع الرشاوى المالية والعينية وتطورت المسألة بشكل كبير فالموظف الشريف أصبح متسول والأكثر جرأة أصبح مبتز مقابل تقديم الخدمة والأكثر بيعا لضميره أصبح مرتشيا والجميع يبرر تسوله وابتزازه ورشوته بعدم كفاية راتبه لتلبية احتياجاته الأساسية هو وأسرته, وانتقلت العدوى لكل قطاعات المجتمع الكل يمارس الفساد بأشكاله المختلفة ومن يرفض التسول والابتزاز والرشوة والوساطة والمحسوبية سيجبر يوما على ممارساتها لأنها تحولت لأسلوب حياة وثقافة مجتمع انهارت منظومته الأخلاقية.


وخلال العشر سنوات الأخيرة من حكم مبارك تعالت أصوات بعض الكتاب والمثقفين عبر العديد من المنابر الإعلامية مطالبين الرئيس بحتمية مواجهة الفساد, وكنت أحد هؤلاء الكتاب الذين سخروا كتاباتهم لكشف منظومة الفساد, وكتبت العديد من المقالات التي توضح كيف تكونت منظومة الفساد وكيف يمكننا أن نقوم بتفكيكها, ولكن للأسف الشديد بحت أصواتنا دون مجيب, وكانت أحد تداعيات أحداث 25 يناير 2011 هو ذلك الرصيد المتراكم لعمليات الفساد بأنواعه وأشكاله المختلفة, والتي عجز الرئيس مبارك عن مواجهاتها وخرج من السلطة وهى لازالت قابعة في أماكنها.


 وتغيرت القيادة السياسية بعد 30 يونيو 2013 وظلت مطالبنا بحتمية مواجهة الفساد وتفكيك منظومته قائمة, وكتبنا أنه يجب أن تبدأ عملية المواجهة بالفساد الكبير المتمثل في مجموعة رجال الأعمال الذين كونوا ثرواتهم بطرق غير مشروعة عبر تحالفاتهم مع النظام الرأسمالي العالمي والذين يسيطرون على مقدرات الاقتصاد الوطني, وعدد هؤلاء محدود للغاية, وانتظرنا طويلا دون أن تهتز ثقتنا في القيادة السياسية الجديدة, التي بدأت مؤخراً بمحاصرة هؤلاء الفاسدين الكبار وبدأت رؤوسهم تتساقط وهو ما يبشر بأن معركة مكافحة الفساد قد بدأت, ونأمل أن تستمر لكي تتخلص مصر من أحد أهم معوقات عملية التنمية, اللهم بلغت اللهم فاشهد. 


بقلم/ د. محمد سيد أحمد

تحيا المرأة حرة مستقلة بقلم إبراهيم حسانين

 


ثورة المرأة ثورة حقيقية  تكمن داخلها  كالبركان  الزمن الماضي أما الآن لم تحتمل المرأة أن تستمر في هذا الفهم

من الرجال والمجتمع لها .. انفجر البركان  واصبحت ثورتها هي المواجهه العملية والتي اعتمدت فيها على أثبات الذات في ميدان العمل ومشاركة الرجل فيه لم تكتفي بذلك بل سخرت جهودها في ابراز نجاحها في بيتها وخدمة اولاداها وزوجها . وعندما بلغت المراة هذا المبلغ من العطاء . كانت تنتظر تغير نظرة المجتمع من الرجال لها وتقديرها . لكنها اكتشفت أنها وقعت في اهمال من الرجل لها وصل في الكثير من الاحيان لزواج الرجل من أمرأة اخرى . لتقصيرها تجاه هذا الرجل الطفولي المليئ بالانانية.. شماعة الرجل لتبرير وتمرير رغبته في التعدد .المشرع له طالما في استطاعته الكاملة له . لكن سريعا تظهر المراة ثورتها التي تصل بها الي حد الاضطراب النفسي . فترفض ما تسميه هي سيطرة الرجل عليها وتحكمه فيها . في مزاولة اي نشاط لها في حياتها حتى ولو تطلب الأمر التأخير هي تبرر منطق الحرية الممنوح للرجال . وتطلق عليهم لفظ او لقب المجتمع الذكوري اي فيما معناه أنها لاتجد الرجولة بمنظورها فليس كل ذكر رجل .. 

تستمر المرأة بثورتها تصارع الرجل في ميدانه داخليا وخارجيا . حتى انتصرت في كثير من المواجهات نراها الآن 

تنشر هذا الفكر والاعتناق .. والذي يظهر جليا في كل تصرفاتها

وسلوكياتها وكانها تعلن في ثورتها شعارها 

( تحيا المرأة حرة مستقلة ) 

فكوني رجل اود أن اتدخل في محاولة لي لأخماد هذة الثورة ومعالجتها بشئ من الحكمة على قدر المستطاع 

فإن المرأة  تختلف تماما عن الرجل في كل تركباتها كما خلقها الله عز وجل .وخلقت لتؤنس الرجل وتعينه على متاعب ومشقة الحياة . وجعل  الله بينهما المودة والسكن العاطفي والنفسي .

 اختارت المرأة حربتها نعم ولتكن حرية مسئولة يقبلها الرجل . لا تمسه بضرر . في ظل المتغيرات الموجودة في حياتنا . 

أن تعامل المرأة بأنوثتها الجميلة وان يترفق بها الرجل

لابد من توافر الوعي المطلوب عند المرأة والرجل في الحياة


وأرى أن الحرية للمرأة  قمة المسئولية نعم  

تحيا المرأة حرة مستقلة في حياة الرجل


#أبراهيم_حسانين

الاثنين، 24 يناير 2022

سنة ثانية "بايدن" بقلم عبد الحليم قنديل

 


    دخل "جو بايدن" لتوه إلى سنته الثانية فى البيت الأبيض ، وفى حال أشد ضعفا مما كان عليه قبل عام ، فقد هبطت شعبيته فى استفتاءات الأمريكيين إلى 33% ، وأصبح على عتبة عامه الثمانين ، وبانت عليه علامات الشيخوخة والتدهور الصحى والعقلى ، وصار حلمه المعلن بإعادة الترشح للرئاسة المقبلة داعيا للشفقة ومثيرا للسخرية .

  بدأ بايدن عامه الرئاسى الأول بحماسة مصطنعة ، وتعهد بقهر مرضين إجتاحا أمريكا ، مرض كورونا الذى جعل الأمريكيين فى قعر الكارثة ، ومرض الانقسام الاجتماعى والسياسى الذى سبق تنصيبه ، وبدت تقيحاته ظاهرة فى عملية اقتحام الكونجرس قبل تنصيب الرئيس الجديد بأسبوعين ، وحرض عليه الرئيس القديم "دونالد ترامب" ، وكشف عورات النظام الانتخابى الأمريكى ، وأنهى ادعاء واشنطن وتفاخرها بمصداقية وسلاسة ديمقراطيتها المثالية ، فقد أنكر ترامب هزيمته فى الانتخابات ، وامتنع عن حضور حفل تنصيب خلفه ، ولاتزال الأغلبية فى حزب ترامب "الجمهورى" تنكر على بايدن شرعية انتخابه ، برغم إعلانات بايدن الجهيرة عن سعيه لإنهاء الانقسام ، وحملاته الرئاسية ضد الكراهية العنصرية و"الإرهاب الداخلى" ، وحظر نشر تغريدات ترامب وأنصاره ، وتنظيم المحاكمات ضد المعتدين على الكابيتول (قدس الأقداس) ، وخطوط الدم التى خضبت جدران الكونجرس ، وفزع النواب والشيوخ ، وفى نهاية عام رئاسته الأول ، أقر بايدن بصعوبة معالجة الانقسام والشروخ فى بدن أمريكا ، تماما كما جرى فى قصة وباء كورونا ، التى جعلها بايدن فى قمة أولوياته ، لكنه خرج من العام الأول كما بدأه ، فقد كانت أمريكا والأمريكيين ضحية كورونا الأكبر عالميا ولا تزال ، برغم تعميم اللقاحات وتوافرها ، وبرغم تلقيح أغلب الأمريكيين لمرتين وثلاثا ، فقد عبرت الإصابات الجديدة بالمتحورات حاجز المليون يوميا فى أمريكا ، وتعدى الإجملى 68 مليون مصاب حتى تاريخه ، وجاوز عدد المتوفين بالمضاعفات 855 ألفا ، وإلى أن كانت صدمة رفض المحكمة العليا لقرار بايدن إلزام الشركات الكبرى لموظفيها بالتلقيح ، وقولها أنه تجاوز سلطاته المقصورة على العاملين بالإدارات الصحية الفيدرالية ، وهو ما رحب به ترامب ، الذى يوالى تصيد الفرص ، وتمهيد الطريق للعودة مجددا إلى البيت الأبيض فى انتخابات رئاسة 2024 .

  وعلى منحدر الشهور المقبلة فى العام الحالى 2022 ، يبدو بايدن ذاهبا إلى هزيمة مؤلمة فى نوفمبر المقبل ، حين تجرى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس بمجلسيه (الشيوخ والنواب) ، بعد هزائم متفرقة لحزب بايدن (الديمقراطى) فى انتخابات فرعية جرت مؤخرا ، فتراجع شعبية بايدن مبكرا يهزم حزبه ، و"الحزب الديمقراطى" الذى بدا أنه استعاد بعض حضوره وتماسكه مع فوز بايدن على ترامب ، يعود من جديد إلى حالة شتات مصدوم بأداء رئيسه ، الذى فشل فى إنفاذ وعوده بإنعاش الاقتصاد الأمريكى ، وقيادة عملية كبرى لتحديث البنية التحتية ، والحصول على دفعات تمويل تريليونية بموافقة للكونجرس ، لم تؤد إلا لزيادة ديون أمريكا الداخلية والخارجية المتراكمة إلى 27 تريليون دولار ، والعجز عن الانتظام فى تقديم مساعدات لعشرات ملايين الأمريكيين ، تنتشلهم من ضوائق العيش المتصلة بتوحش جائحة كورونا ، مع ارتفاع  الأسعار وزيادة معدل التضخم إلى  6.2 % سنويا ، وهو ما لم تشهده أمريكا منذ أربعين سنة ، برغم التحسن النسبى فى التشغيل بإتاحة 6.4 ملايين وظيفة ، فخطط بايدن تواجه إعاقة من الكونجرس ، ومن مجلس الشيوخ بالذات ، الذى تتعادل فيه أصوات الحزب الديمقراطى والحزب الجمهورى ، مع بوادر تمرد لبعض "الشيوخ" الديمقراطيين على إدارة بايدن ، ربما خوفا على مقاعدهم التى قد تذهب مع الريح فى انتخابات نوفمبر المقبلة ، التى تهدد بإضعاف أغلبية الديمقراطيين فى مجلس النواب ، وبإنهاء التوازن الحرج فى مجلس الشيوخ ، ربما على نحو عاصف ، فترامب يعتبر موقعة نوفمبر حاسمة ، وربما "بروفة " لهزيمة منكرة يعد بها "بايدن" فى انتخابات الرئاسة المقبلة  ، وقد أعلن بايدن أنه قد يخوضها إذا ترشح ترامب ، ووقتها سيكون "بايدن" إذا امتد به العمر فى الثالثة والثمانين ، وهو ما دفع أصواتا مؤيدة للديمقراطيين إلى الدعوة للبحث عن بديل رئاسى من الآن ، لا يبدو متوافرا بشروط ملائمة جالبة لاقتناع الناخبين ، فأصغر مرشحة بديلة مطروحة هى "هيلارى كلينتون" التى هزمها ترامب فى انتخابات 2016 ، وستكون اقتربت من عمر الثمانين عشية الانتخابات المقبلة ، والحال نفسها تنطبق على قادة الحزب الديمقراطى الكبار ، وبينهم "نانسى بيلوسى" رئيسة مجلس النواب ، وعمرها اليوم 81 سنة ، و"وستبنى هومر" زعيم الكتلة الديمقراطية فى مجلس النواب ، وعمره اليوم 82 سنة ، وأصغرهم "كامالا هاريس" نائبة بايدن ، التى تبدو كطفلة بين "ديناصورات" الديمقراطيين ، وعمرها اليوم 57 سنة ، وهى قريبة نسبيا من الجناح التقدمى متواضع الوزن فى الحزب الديمقراطى ، الذى يعبر عنه السيناتور "بيرنى ساندرز" ، وعمره اليوم 81 سنة ، ولا يحظى أيهما بجدارة تؤهله لمنافسة الملياردير ترامب فى انتخابات مقبلة ، وعمره المتوقع وقتها سيكون عند الثامنة والسبعين ، أى أقل من عمر بايدن اليوم ، والأخير أكثر رؤساء أمريكا شيخوخة على الإطلاق ، وقد تعثر على سلم طائرته لثلاث مرات ، وبدا نائما ذاهلا فى لقاءات قمة مع قادة أجانب ، ومحتاجا لمن يذكره حتى بإسمه .

  ولا تبدو حالة بايدن مختلفة كثيرا عن ظروف السياسة الأمريكية بعامة ، فهو يمثل بشخصه بؤسا يتعداه ، وعجزا بات مزمنا عن تجديد وتبديل نخب شاخ أغلبها على مقاعدها ، ليس فقط فى متوسطات الأعمار مستنفدة الصلاحية ، بل أيضا فى صلب السياسة وطرق التفكير المتيبسة ، وذبول المقدرة على التصرف فى سياق مختلف ، مع تآكل وزن الطبقة الوسطى ، وتركز الثروة فى أيدى حيتان شركات التكنولوجيا العملاقة ، وتردى إمكانيات المنافسة فى مباراة التاريخ الحاضر ، مع ظهور لاعبين جدد أقوياء على مسرح القيادة العالمية ، فقد تكون أمريكا لا تزال على قمة السلاح والاقتصاد بالأرقام المجردة ، لكنها تمضى قدما إلى تراجع أكيد ، برغم دينامكيتها الناتجة عن كونها بلدا للهجرة يستنزف أفضل عقول الدنيا ، لكن هذه الديناميكية تواجه تحديا غير مسبوق ، فروسيا المتواضعة اقتصاديا تعود إلى دور حاسم فى سباق السلاح ، والصين الزاحفة اقتصاديا وتكنولوجيا ذاهبة إلى القمة بسرعة هائلة ، وتحالف الصين وروسيا يجعل أمريكا اليوم فى الموقف الأضعف ، فلم يعد بوسعها ، أن تواصل التصرف كأنها القوة الأعظم ، وهنا جوهر المعضلة ، التى يتصرف بايدن بعكس إيحاءاتها وحقائقها ، ويصر على تكرار وسائل وأساليب تاريخ مضى ، فقد تشكل وعى بايدن وإدراكه وتاريخه فى عالم ما بعد الحرب الكونية الثانية ، الذى نجحت واشنطن فى كسب معركته بإرهاق فسقوط الاتحاد السوفيتى السابق ، وهو ما لا يبدو ممكنا تكراره مع الصين وروسيا المتحالفتين المتكاملتين ، فالصين هى الأكثر قدرة مالية على الإطلاق ، وتفوقها التنظيمى والتكنولوجى بدا قاهرا باهرا  فى معركة كورونا ، وسعيها لاستكمال عناصر القوة المسلحة مسنود بفوائض مالية لا تتوافر لغيرها ، وسيادتها التجارية العالمية تتأكد يوما بعد يوم ، بينما تلجأ إدارة بايدن للحيل البالية ذاتها ، كالتظاهر بزعامة ما تسميه "العالم الحر" ، وترميم الشروخ المتسعة عبر الأطلنطى مع الاتحاد الأوروبى ، وعقد قمم "كاريكاتيرية" تحت عناوين الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وبناء "ستار حديدى"  جديد حول روسيا والصين ، وكأن التاريخ يعيد نفسه ، وهو لا يفعل ، فى حرب باردة مختلفة ، لا تشبه القديمة فى معادلاتها ، فلم تعد لدى أمريكا قدرة ولا رغبة التدخل العسكرى المباشر ، وقد انسحبت على نحو فوضوى مذل من "أفغانستان" ، وكأنها تهرب من "آخر عشاء" عسكرى ، ثم أن مقدرتها على إدارة حروب بالوكالة تتقلص ، فلم تعد لديها فوائض كافية لتجنيد وتعبئة ودعم الوكلاء ، على نحو ما نراه ظاهرا فى إخفاقات أمريكا بحرب "أوكرانيا" مثلا ، وحيرة واشنطن وترددها فى معالجة المجازفة الروسية بالتدخل المباشر فى "كازاخستان" ، وانكماشها قياسا للجرأة الصينية فى حرب أثيوبيا الأهلية ، وسحبها لأوراق التفاوض حول القوة الصاروخية وردع النفوذ الإيرانى فى الشرق الأوسط ، وتواضع أثر تحالفها الجديد "أوكوس" فى المحيط الهادى وبحر الصين الجنوبى ، فأصابع أمريكا متراخية ، بينما جرأة "القطب الصينى الروسى" تبدو مقتحمة ، وليس من عاقل يتوقع تراجعا روسيا صينيا وشيكا ، بل صار التقهقر على ما يبدو من نصيب أمريكا ، التى لا ترغب ولا يرغب رئيسها العجوز بايدن فى الاعتراف بحقائق جديدة ، أهمها أن أمريكا لم تعد فى وضع القوة العظمى الوحيدة ، ولا حتى فى وضع القوة العظمى الأولى ، بل تبدو ذاهبة إلى تدنى وتقلص الدور ، والتحول إلى مجرد "قوة عظمى" بين متعددين متنافسين على قمة عالم جديد ، صاخب بزحام أصواته وألوانه .

Kandel2002@hotmail.com