الأطفال والنساء هم وقود لكل المجازر التى ارتكبت فى حق الانسانية
انتهاكات ومجازر وخزى وعار على العرب كتبها على عبد الله صالح فى اروع فصول للجريمة فى كتاب تاريخ العرب
سها البغدادى تكتب :
فى الوقت الذى يتحدث فيه العالم عن حريات الانسان وكرامته وحقه فى العيش بسلام على أرضه فقد أغمض العالم عينيه وصم أذانه عما يحدث لأطفال ونساء الجنوب وعاصمته عدن وتناسى العالم هذه القضية التى استباحت الوحدة دماء اطفالها ونساءهاوشبابها بصمت العالم عنها منذ اندلاع حرب 94 الى الآن
أتسائل لماذا صمت العالم عن أهم وأخطر قضية انسانية سطرتها أولى مؤامرات ما أطلقوا عليها وحدة عربية فى ظاهرها القوة وفى باطنها قتل اﻻبرياء وسلب أداميتهم واستباحة دماءهم وسرقة ثرواتهم والنيل من كرامتهم والتنكيل بهم وتهجيرهم
حيث شنوا على الجنوب العديد من المذابح بداية من زنجبار وكان لهم الحظ الاوفر من جحيم ما تسمى بثورة 2011 وقد تسلق عليها الاخوان واخذوا مكاسبها وتركوا الدماء والعزاء للجنوب وشعبه
سامحونى أنى أسألكم بأسم الانسانية فى زمان ضاعت فيه ملامح ومعنى الانسانية ففى كل شبر من ارض الجنوب نجد بقعة دماء بفعل ما أسموها وحدة عربية ،بصمات تركتها الوحدة التى فرضها صالح بقوة السلاح على اجساد الأبرياء بين اعاقات واثار تعذيب المعتقلات، فى كل بيت تجد شهيد أو اثنين من قبل حرب التحالف
تساؤل أكتبه بدماء الأطفال الأبرياء التى سالت دماءهم فى مجزرة سناح 2013على يد القائد الجزار ضبعان دون ان ينبض قلب العالم لهذه المجزرة وكأن العالم كله اصيب بفقدان البصر والبصيرة ، حادث ارهابى من قائد عربى يستبيح دماء الابرياء لمجرد أنهم جلسوا فى مجلس عزاء شهيد ومعهم اطفالهم ولم يكتفى بذلك بل اطلق النيران على جنازة الابرياء واصبح الجنوب يودع بعضه البعض من جنازة الى اخرى ومن المعروف ان الحراك الجنوبى حراك سلمى منذ بدايته فى 2007 فلماذا يرفعون عليهم السلاح وهم الصابرون الصامدون
كما انى اتذكر الطفل عبد الله عبد الكريم الذى بكى على صديقه الذى قتلته يد الغدر ودعا ربه ان يلحق بصديقه واستجاب له الله وقتل هو الاخر برصاص ضبعان قتله ضبعان اثناء ذهابه لشراء حلوى النجاح يوصف لى والده الطبيب الحادث وكان يبكى فنزلت دموع قلبى من هول الحدث عندما قال منعنى عساكر ضبعان من اسعاف طفلى وصدروا افواه بنادقهم لصدرى فهانت عليا نفسى من جراح ابنى التى تنزف وانا الطبيب وعجزت ان اداويها ولملمت امعاء طفلى وربطها بشالى فابتسم لى طفلى وقال لى لا تحزن وودع الدنيا ولحق بصديقه
ولم تتلاشى من خيالى صورة الشهيدة فيروز التى قتلها الأمن المركزى قبل ولادة طفلها حيث فجروا رأسها فى حجرة نومها بأى ذنب وكان مبررهم انهم يبحثون عن هارب من العدالة وسرقوا متعلقاتها الذهبية ، فأى أمن هذا من ينتهك الانسانية فى اسمى معانيها فماتت فيروز اليافعى ومات جنينها
وتسيطر على ذهنى ايضا حادثة قتل فتاة تدعى نيلى مصطفى والتى قتلها غدر مفتى الاخوان عبد المجيد الزندانى حيث وجدوا جثتها داخل منزله وكانت نيلى صديقة لابنته وتعددت الرويات بخصوص هذه الجريمة التى ارتكبها الزندانى فى حق فتاة فى عمر الزهور
وجاءت حرب 2015 لتسطر سطرا جديدا من سطور الجراح والاحزان ولتحدد ملامح جديدة من الأسى فى صورة ملونة بالدم فى بحر التواهى ولنرى أطفال الجنوب يغرقون أثناء محاولة الفرار من جحيم الحرب وغرقت 20 اسرة جنوبية دون أن يلتفت أحد اليهم وانفعل العالم لصورة غرق الطفل السورى الذى غرق اثناء نزوح اسرته بقارب وتناسوا أن طفل الجنوب هو الأخر طفل عربى وله الحق ان نشفق عليه وعلى باقى الأطفال الذين تموت براءتهم من قسوة الحرب
نيران الحرب لا تفرق بين سورى ويمنى وليبى انها نيران ربيعهم العربى الذين اردوه لنا وننتقل الى مشهد دامى وهو انفجار جولد مار والذى راح ضحيته اطفال ايضا وظهر الجندى الشجاع الذى انقذ طفلا بالانفجار من بين اشلاء الضحايا
مات ورد الربيع فمن يشترى ورود زبلت وماتت
وانتقل الى مشاهد الأوبئة والأمراض التى لحقت بالجنوب واهله بعد التحرير من الارهاب فالجنوب فى ظاهره محرر ولكنه محاصر ومقطوع عنه كافة الخدمات ووسائل الاعلام العربى والدولى لن تذكره لانه فى طى النسيان ، حتى الانتصارات التى حققتها المقاومة الجنوبية كان ينسبها الاعلام لغير الجنوبيين فأى عدل هذا ؟
الجنوب المحرر هو من تنقطع عنه الخدمات الأساسية بشكل متعمد ومنه الى انتشار الأوبئة والأمراض ، نوعا جديد من الحصار او بمعنى اصح العقاب للجنوب المطالب بحريته واسترداد ارضه المنهوبة بأسم الوحدة العربية بل هى وحدة فرضت عليهم بقوة السلاح وصمت العرب من اجل المصالح وتدخلوا عندما تعرضت مصالحهم بالمنطقة الى الاذى وبالرغم من ذلك لم ينظر العرب الى الجنوب بعين الرحمة بل نظروا اليهم انهم مجرد ادوات يستخدمونها فى تحقيق اهدافهم المنشودة وتعاملوا معهم انهم تابع وليس شريك فى الحرب وشريك مهم ليس بشريك عادى
انتشار المجاعات فى بعض المناطق الجنوبية بسبب عدم وصول الاغذية ومنع شعب الجنوب من الصيد فى مياهه الاقليمية،حيث قتل الجوع 4000 طفل فى منطقة الازارق محافظة الضالع ولم يكتفى اعداء الحياة بذلك بل اطلقوا صاروخ على مبنى اطباء بلا حدود بمحافظة الضالع حتى توقف المنظمة عملها بالمحافظة ولكى يتركوا الأطفال تموت جوعا بلا اسعافات ولا أحد يستطيع انقاذهم وانتشر الجوع وقلة الخدمات فى كافة المحافظات الجنوبية المحررة ومازال الجنوب يحلم بالحرية بالرغم من المأساة التى يعيشها والتى تدمى قلوب اصحاب الضمائر الحية
وعندما تنظر الى الشعب الجنوبى تجد مشاعرهم كلها واحدة وهدفهم واحد بالرغم من احداث الاغتيالات اليومية التى تقف وراءها قوى تعادى استقلال الجنوب وبالرغم من توديع الجنوبيين للشهداء شهيد تلو الاخر لكن عندهم ايمان شديد بعودة وطنهم ، ايمان يعتصر قلبى ألما ويفرحه فى نفس الوقت
فقلبى يعتصر خوفا على ضياع حلم الحرية وفرحى من اصرارهم على تحقيق الهدف رغم الدماء الممتزجة بالدموع
فتحول قلبى الى ساحة من القتال وواحة من الحب وكذلك كل قلب من قلوب الجنوبيين
فليت الدنيا تشهد معى على كل هذه المجازر الشنيعة والتى حزف سطورها الضمير العربى من سجلات تاريخه !