اخبار ذات صلة

الأربعاء، 29 مايو 2019

لماذا خطط الظواهري لتنصيب عشماوي مسؤولا عسكريا للقاعدة ؟




عملية اعتقال هشام عشماوي وتسليمه للسطات المصرية بمثابة ضربة قوية لقيادات تنظيم القاعدة والدول الراعية للإرهاب لعدة اسباب جوهرية أهمها:

أولا: يعتبر عشماوي من القيادات التي يصعب تكررها على مدار السنوات الماضية،  باعتباره أحد ضباط الصاعقة بالجيش المصري.

ثانيا: قدرة هشام عشماوي على قراءة الاوضاع والمشهد السياسي داخل مصر في اللحظة الراهنة، عكس قيادات تنظيم القاعدة الهاربة خارج البلاد من أكثر من 30 عام.

ثالثاً: قدرة هشام عشماوي على قراءة الجغرافية السياسية داخل الحدود الشرقية بسيناء، وكذلك الحدود الغربية المتماهية مع الحدود الليبية.

رابعا: تنقل عشماوي بين عدد من التنظيمات الإرهابية داخل سيناء وخارجها، جعله محطة مهمة في التواصل مع مختلف القيادات التكفيرية، المعنية بتمويل وتسليح هذه الكيانات، ما يعني أنه على دراية كاملة بمختلف العناصر التي تدير الشبكة المالية للتنظيمات داخل المنطقة العربية وأفريقيا، والدول الراعية لهذه الخلايا التكفيرية الكامنة، اَي أنه كنز معلوماتي حقيقي للأجهزة الاستخباراتية.

 خامسا: القبض على عشماوي من شأنه الكشف عن عدد كبير من العناصر المتعاونة مع هذه التنظيمات، وتقوم بتسريب المعلومات لها وتسهل مهمتها.

سادساً: حلم أيمن الظواهري أن يحول هشام عشماوي، الداخل المصري لنقطة ارتكاز لتنظيم القاعدة، وهو سيناريو فشل فيه جيل أسامة بن دلان، وأيمن الظواهري، وأبو محمد المصري و"سيف العدل"، المسؤول العسكري الحالي للتنظيم.

سابعاً: سقوط مخطط إيران في ايجاد موضع قدم لها داخل المنطقة العربية وتحديدا التراب المصري عن طريق انشاء معسكرات قاعدية تحقق مصالحها، عقب فشلها في توظيف القوة الناعمة في نشر المذهب الشيعي داخل القاهرة، لاسيما أن ايران هي الراعي الرسمي والمحتض الرئيسي لقيادات تنظيم القاعدة، على مدار تاريخها، (طبعا الكلام ده مش هيعجب رئيس التحرير العبيط بتاع صحيفة "الشرق القطرية"، التي يسيطر على مجلس تحريرها حاليا عناصر إرهابية من الجماعة الاسلامية المصرية، وبتعتبر أن التقاء المشروع السني مع المشروع الشيعي، شبه مستحيل، لكون المشروعين قائمين على تضاد ايدلولجي وفكري).. عشان كده هنقولهم روحوا ذاكروا وبعدين تعالوا نتكلم . 

ثامناً: كان ايمن الظواهري يرى أن هشام عشماوي، هو طوق النجاة، لكونه الوحيد الذي يمكن أن يلعب دور  المحلل لقيادة اللجنة الأمنية والعسكرية، بديلا لـ"سيف العدل"، المسؤول العسكري الحالي. 

تاسعاً: اعتبر الظواهري، أن هشام عشماوي،  هو صماما الأمان أمام الاطاحة به من قيادة تنظيم القاعدة، والوقوف حائط صد أمام مخطط تصعيد حمزة بن لادن ليكون امتدادا لخلافة بن لادن الاب، باعتباره الوريث الشرعي لمشروع الأب الروحي للجهاد العالمي. 

عاشراً:  كان عشماوي هو محور الارتكاز الحقيقي لتنظيم القاعدة خلال المرحلة المقبلة،  إذ فك وتركيب المشهد التنظيمي الداخلي لن يتم الا من خلاله، إذ رغب الظواهري في تقديمه كمسؤول عسكري، وتصعيد "سيف العدل"،  نائبا له،  تمهيدا ليكون خليفة له، ووقف الدعوات التي تنادي وتطالب الظواهري بالتنحي بعد فشله في إدارة المشهد سياسيا وعسكريا، تاركا الساحة للأجيال الشبابية وفي مقدمتها حمزة بن دلان، الذي يدعمه "أبو محمد المصري"، كونه زوج ابنته.

"سيف العدل"، هو محمد صلاح الدين زيدان، وُلد في المنوفية عام 1960 أو 1963، كان ضابطا برتبة مقدم في القوات الخاصة بالجيش المصري، تزامنا مع ارتباطه بتنظيمات الجهاد المصري وقتها، وفقا للمعلومات التي ذكرها برنامج مكافحة الاٍرهاب الامريكي . 

في السادس من مايو 1987، أُلقى القبض عليه في القضية المعروفة إعلاميا بـ "إعادة احياء تنظيم الجهاد"، والتورط في محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري حسن أبو باشا، قبل أن يُطلق سراحه لعدم كفاية الادلة، ليهرب إلى السعودية، ومنها  إلى السودان، ثم إلى افغانستان عام 1989، ليقرر الانضمام إلى تنظيم "القاعدة".

رغم أن "سيف العدل" لم يكم من المؤسسين الاوائل لتنظيم "القاعدة"، لكنه لعب دورا أساسيا في بناء القُدرات العسكرية والتأهيلية لتنظيم"القاعدة"،  بفضل خبراته العسكرية التي تكونت نخلال مرحلة التحاقه بالجيش المصري. 

وضع سيف العدل،  الكثير من الأسس والخبرات والتجارب  للموسوعة الجهادية العسكرية، التي تعلم منها عناصر تنظيم "القاعدة"، وغيرهم من  عناصر التنظيمات الجهادية المسلحة، مثل المداهمات الامنية، وطرق وتنفيذ عمليات الخطف والاغتيالات، والرصد والمتابعات، وطرق جمع المعلومات العسكرية والاستخباراتية،  وكيفية استهداف العناصر المراد اغتيالها، وغيرها من القُدرات التأهيلية التي عززت من قوة تنظيم" القاعدة".

في منتصف التسعينات، ترأس سيف العدل، اللجنة "الأمنية" لتنظيم"القاعدة"، وقبل ذلك، في عام 1993، سافر إلى الصومال لإقامة مُعسكرات تدريبية للمُسلحين، لاستهداف قوات حفظ السلام هناك وبالأخص الأمريكيين منهم، وحينها وجهت الولايات المتحدة الامريكية، اتهامات لسيف العدل، بتدريب المُسلحين، الذين قتلوا 18 مُجندا أمريكيّا، في مقديشو عام 1993.

وقد عرضت الولايات المتحدة الامريكية،  مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله وتم وضع اسمه على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي (آف بي آي) لأبرز الإرهابيين المطلوبين. 

كان سيف العدل سببا رئيسيا في تنسيق العلاقات بين بن لادن والزرقاوي، إذ إنّه في عام 1999 التقى بالزرقاوي، بعد وصول الأخير لقندهار ، وأسفر اللقاء عن إقناع العدل لبن لادن بالاستثمار في تنظيم "التوحيد والجهاد" التابع للزرقاوي،  ومن خلال توفير رأس المال المبدئي أصبح الزرقاوي قادرا على إنشاء مُعسكر "حيرات" على الحدود الأفغانيةالإيرانية.

تزوج سيف العدل،  من ابنة الجهادي المصري، الشيخ مصطفى حامد الشهير بـ"أبو الوليد المصري"، والذي تعتبره التنظيمات الجهادية المسلحة، "شيخ المجاهدين العرب في أفغانستان"، التي وصلها في عام 1979، ويخضع للإقامة الجبرية في إيران.

بينما "أبو محمد المصري"، هو عبد الله أحمد عبدا الله، ضابط سابق بالجيش المصري، ويعتبر من المؤسسين الأوائل لتنظيم "القاعدة"،  وعمل كخبير لصناعة المتفجرات، وشغل لفترة طويل  مسؤولية "اللجنة الأمنية" لتنظيم بن لادن، وكان من المقربين من الملا عمر حاكم طالبان اثناء إقامته في قندهار، كما كان مسؤولا لفترة طويلة عن معسكر الفاروق، المعني بتدريب العناصر الجهادية الجديدة، كما كان عضوا بالمجلس الاستشاري لتنظيم "القاعدة".

يرتبط "أبو محمد المصري"،  بعلاقة مصاهرة مع  أسامة بن لادن، حيث تزوجت ابنته من "حمزة بن لادن"، الوريث الشرعي لوالده في قيادة تنظيم "القاعدة"، كما يرتبط بعلاقة نسب، مع محمد عيد إبراهيم شرف، وكنيته "أبو الفرج اليمني"، مسؤول اللجنة الشرعية لتنظيم "الجهاد المصري"، الذي تسلمته السلطات المصرية من دولة الإمارات، في أغسطس2002، بعد الحكم عليه غيابيا، بالسجن 10 سنوات، في قضية "العائدون من ألبانيا".

"أبو محمد المصري"،  كان من المنادين بالحفاظ على أدبيات جماعة "الجهاد المصري"، التي شارك في تأسيسها "أيمن الظواهري"، زعيم "القاعدة" الحالي، قبل انضمامها إلى "الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين"، حيث تبنى "أبو محمد المصري"، فكرة  "العدو القريب"، ووكان يراها  أولى من قتال "العدو البعيد".

اتهم "أبو محمد المصري"، بالاشراف المباشر على تفجير السفارتين الأمريكيتين في إفريقيا 1998، واللذين اديا إلى مقتل 231 شخصا، بينهم 12 أمريكيا، كما  ارتبط اسمه بـ"هجمات الرياض" 2003 ، والتي جاءت، حسب تقارير استخباراتية أمريكية، بأن أوامر صدرت من جنوب إيران من قبل قيادات "القاعدة الهاربة" من أفغانستان، إلى إيران على رأسهم القيادي أبومحمد المصري، و"سيف العدل" المسؤول العسكري للقاعدة، وارتباطهما بالوسيط علي عبدالرحمن الغامدي المكني بـ"أبي بكر الأزدي"،  مسؤول خلية "القاعدة" في السعودية، أحد المطلوبين في قائمة الـ19 في "تفجيرات الرياض"،  وحلقة الوصل بين قيادات "القاعدة" في إيران، والخلية المنفذة.

"أبو محمد المصري"، مدرج على قائمة أخطر المطلوبين في العالم، والتي تشمل كبار قادة تنظيم "القاعدة" الذين تلاحقهم الولايات المتحدة الأمريكية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق