د / محمد سيد أحمد
عندما هبت رياح الخريف العربى في نهاية العام 2010، وبداية العام 2011، لم يكن الخبراء والمحللون يعلمون أن هذه الرياح العاصفة ليست طبيعية، وبأن هناك من يقف خلفها، لذلك انخرطت غالبية القوى السياسية، خاصة المعارضة، للأنظمة السياسية الحاكمة، آن ذاك، في موجة الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات..
كما خرجت الجماهير الشعبية بكثافة عالية، عندما وجدت هذه القوى السياسية صامدة في الشوارع والميادين، وهو ما أدى إلى سقوط وتهاوى الأنظمة السياسية الضعيفة والهشة بشكل سريع في تونس ومصر، ومع رحيل "زين العابدين بن علي" و"حسني مبارك"، بدأت ملامح الخريف تتضح، فما وصفوه بالربيع العربي ليس ربيعا على الإطلاق، فالربيع يتسم بالنسمات الباردة اللطيفة، على عكس الخريف الذي يتصف بالرياح المحملة بالأتربة.
وبالفعل بدأ بعض الخبراء والمحللين الذين أعمتهم أتربة رياح الخريف - في البداية- يدركون حقيقة ما حدث ويحدث، خاصة عندما انتقلت الرياح من تونس ومصر إلى ليبيا وسورية بشكل خاص، وهى دول لا توجد مبررات كافية لهبوب رياح الخريف عليها، واتضحت الصورة أكثر عندما هبت بعض نسمات الربيع على البحرين، فأسرعت القوى الخارجية بالتدخل العسكري لتعيد الجو إلى حالة الصيف الحارق الذي كان يسود البحرين قبل هبوب نسمات الربيع..
وكنت من بين المحللين الذين انخرطوا مبكرا في ثورة 25 يناير المصرية، وكان حزبي السياسي "الحزب الناصري" في طليعة من وقف في وجه "مبارك"، رافضًا سياساته التي أفقرت الغالبية العظمى من المصريين، والتي أدت إلى انكماش دور مصر على المستويين الإقليمى والدولى.
لكن، وعلى الرغم من ذلك، إلا أننى أدركت، ومعى بعض الخبراء والمحللين، أن ما يحدث في مصر ليس ربيعا عربيا، كما تروج الآلة الإعلامية الجهنمية الجبارة التي تديرها الصهيونية العالمية من عدد من العواصم العربية والأجنبية، بل ما يحدث هو خريف شديد الرياح سيقتلع معه الأخضر واليابس على أرض مصر، لذلك حذرنا، وبعد أقل من شهر من رحيل "مبارك"، أن قوى الشر العالمية متمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها هم من خططوا ونفذوا ما حدث، ويسعون في تلك اللحظة لتمكين الجماعات التكفيرية الإرهابية من السيطرة على مقاليد الحكم في البلدان العربية..
فكانت غزوة الصناديق الشهيرة في 19 مارس 2011، خير شاهد وخير دليل على ما دبر لمصر والأمة العربية، حيث حسم الاستفتاء على التعديلات الدستورية لصالح جماعة الإخوان الإرهابية؛ مما مكنها بعد ذلك من حسم الانتخابات البرلمانية لصالحها، ثم الانتخابات الرئاسية عبر دعم أمريكى وصهيونى لا حدود له.
ومنذ غزوة الصناديق المزعومة، بدأت بعض القوى السياسية المصرية ومعها بعض الخبراء والمحللين السياسيين يستردون وعيهم بسرعة، للوقوف في وجه رياح الخريف الأمريكية الصهيونية المتخفية وراء الجماعات التكفيرية الإرهابية داخل مجتمعاتنا العربية، لكن للأسف الشديد، كانت رياح الخريف أقوى من التصدي لها في تونس ومصر وليبيا واليمن، فقط تمكنت سورية من الصمود في وجه هذه الرياح العاتية، لذلك كان الرهان على سورية وجيشها في التصدي للمشروع الأمريكى – الصهيونى الذي استأجر الجماعات التكفيرية الإرهابية لتعمل لديه بالوكالة فوق الأرض العربية، وفى الوقت الذي اصطففنا للدفاع عن سورية لم نقف مكتوفي الأيدي أمام الجماعة الإرهابية التي سطت على مقاليد الحكم في مصر.
لذلك كان تحركنا، ومنذ اليوم الأول لصعود "محمد مرسي" للجلوس في سدة الحكم، حيث حاول هو وجماعته الإرهابية المحتمية في الأمريكان والصهاينة إرهابنا لكى نتراجع عن المواجهة، لكننا كنا قد أدركنا حجم المأساة التي وصلنا إليها؛ لذلك توحدت كل القوى السياسية المتناحرة خلف جبهة الإنقاذ، وعندما انطلقت حركة "تمرد" قبل شهرين تقريبا من 30 يونيو 2013، استطاعت أن تجمع ما يزيد عن 22 مليون توقيع ضد مرسي وجماعته الإرهابية، على الرغم من أنها كانت تستهدف فقط 15 مليون توقيع لإسقاطه..
وهو ما يعنى عودة الوعي، ليس فقط للقوى السياسية، بل للجماهير الشعبية التي شعرت باختطاف الوطن من قبل عصابة الإخوان الإرهابية.
ولم يتوقف الوعى عند جمع التوقيعات، بل تجاوز ذلك حين طالب شباب حركة "تمرد" الموقعين للخروج يوم 30 يونيو لتأكيد إراداتهم الجمعية في الإطاحة بمحمد مرسي وعصابته الإرهابية، وفى هذا اليوم خرجت الجماهير المصرية كالشلال الهادر في مجموعات على كامل الجغرافيا المصرية، لدرجة أنه وصف بالخروج الأكبر في التاريخ، حيث قدرت الأعداد بثلاثة وثلاثين مليون مواطن، ومع إصرار الشعب على التخلص من الجماعة الإرهابية كان الجيش المصرى جاهزًا للقيام بدوره الوطني في الدفاع عن الإرادة الشعبية واسترداد الوطن المسلوب من الجماعة الإرهابية.
ولم تكن ثورة 30 يونيو ضربة موجهة فقط للجماعة الإرهابية، بل كانت صفعة مدوية على الوجه الأمريكى والصهيونى، وتبديدًا لحلم التقسيم والتفتيت، وضياع مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي تمثل مصر فيه الجائزة الكبرى، لذلك يجب أن يعي العقل الجمعي العربي أن مصر هي من فككت المؤامرة على الأمة العربية في 30 يونيو، وأن سورية هي من أفشلت مشروع التقسيم والتفتيت بشكل كامل بفضل صمودها شعبا وجيشا وقائدا، عبر سنوات الحرب الكونية عليها، وعلى الأمة العربية، لذلك لابد من الاصطفاف خلف مصر وسورية والمطالبة بوحدة تجمعهما لقيادة الأمة في المرحلة المقبلة، اللهم بلغت اللهم فاشهد.
عندما هبت رياح الخريف العربى في نهاية العام 2010، وبداية العام 2011، لم يكن الخبراء والمحللون يعلمون أن هذه الرياح العاصفة ليست طبيعية، وبأن هناك من يقف خلفها، لذلك انخرطت غالبية القوى السياسية، خاصة المعارضة، للأنظمة السياسية الحاكمة، آن ذاك، في موجة الاحتجاجات والتظاهرات والاعتصامات..
كما خرجت الجماهير الشعبية بكثافة عالية، عندما وجدت هذه القوى السياسية صامدة في الشوارع والميادين، وهو ما أدى إلى سقوط وتهاوى الأنظمة السياسية الضعيفة والهشة بشكل سريع في تونس ومصر، ومع رحيل "زين العابدين بن علي" و"حسني مبارك"، بدأت ملامح الخريف تتضح، فما وصفوه بالربيع العربي ليس ربيعا على الإطلاق، فالربيع يتسم بالنسمات الباردة اللطيفة، على عكس الخريف الذي يتصف بالرياح المحملة بالأتربة.
وبالفعل بدأ بعض الخبراء والمحللين الذين أعمتهم أتربة رياح الخريف - في البداية- يدركون حقيقة ما حدث ويحدث، خاصة عندما انتقلت الرياح من تونس ومصر إلى ليبيا وسورية بشكل خاص، وهى دول لا توجد مبررات كافية لهبوب رياح الخريف عليها، واتضحت الصورة أكثر عندما هبت بعض نسمات الربيع على البحرين، فأسرعت القوى الخارجية بالتدخل العسكري لتعيد الجو إلى حالة الصيف الحارق الذي كان يسود البحرين قبل هبوب نسمات الربيع..
وكنت من بين المحللين الذين انخرطوا مبكرا في ثورة 25 يناير المصرية، وكان حزبي السياسي "الحزب الناصري" في طليعة من وقف في وجه "مبارك"، رافضًا سياساته التي أفقرت الغالبية العظمى من المصريين، والتي أدت إلى انكماش دور مصر على المستويين الإقليمى والدولى.
لكن، وعلى الرغم من ذلك، إلا أننى أدركت، ومعى بعض الخبراء والمحللين، أن ما يحدث في مصر ليس ربيعا عربيا، كما تروج الآلة الإعلامية الجهنمية الجبارة التي تديرها الصهيونية العالمية من عدد من العواصم العربية والأجنبية، بل ما يحدث هو خريف شديد الرياح سيقتلع معه الأخضر واليابس على أرض مصر، لذلك حذرنا، وبعد أقل من شهر من رحيل "مبارك"، أن قوى الشر العالمية متمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها هم من خططوا ونفذوا ما حدث، ويسعون في تلك اللحظة لتمكين الجماعات التكفيرية الإرهابية من السيطرة على مقاليد الحكم في البلدان العربية..
فكانت غزوة الصناديق الشهيرة في 19 مارس 2011، خير شاهد وخير دليل على ما دبر لمصر والأمة العربية، حيث حسم الاستفتاء على التعديلات الدستورية لصالح جماعة الإخوان الإرهابية؛ مما مكنها بعد ذلك من حسم الانتخابات البرلمانية لصالحها، ثم الانتخابات الرئاسية عبر دعم أمريكى وصهيونى لا حدود له.
ومنذ غزوة الصناديق المزعومة، بدأت بعض القوى السياسية المصرية ومعها بعض الخبراء والمحللين السياسيين يستردون وعيهم بسرعة، للوقوف في وجه رياح الخريف الأمريكية الصهيونية المتخفية وراء الجماعات التكفيرية الإرهابية داخل مجتمعاتنا العربية، لكن للأسف الشديد، كانت رياح الخريف أقوى من التصدي لها في تونس ومصر وليبيا واليمن، فقط تمكنت سورية من الصمود في وجه هذه الرياح العاتية، لذلك كان الرهان على سورية وجيشها في التصدي للمشروع الأمريكى – الصهيونى الذي استأجر الجماعات التكفيرية الإرهابية لتعمل لديه بالوكالة فوق الأرض العربية، وفى الوقت الذي اصطففنا للدفاع عن سورية لم نقف مكتوفي الأيدي أمام الجماعة الإرهابية التي سطت على مقاليد الحكم في مصر.
لذلك كان تحركنا، ومنذ اليوم الأول لصعود "محمد مرسي" للجلوس في سدة الحكم، حيث حاول هو وجماعته الإرهابية المحتمية في الأمريكان والصهاينة إرهابنا لكى نتراجع عن المواجهة، لكننا كنا قد أدركنا حجم المأساة التي وصلنا إليها؛ لذلك توحدت كل القوى السياسية المتناحرة خلف جبهة الإنقاذ، وعندما انطلقت حركة "تمرد" قبل شهرين تقريبا من 30 يونيو 2013، استطاعت أن تجمع ما يزيد عن 22 مليون توقيع ضد مرسي وجماعته الإرهابية، على الرغم من أنها كانت تستهدف فقط 15 مليون توقيع لإسقاطه..
وهو ما يعنى عودة الوعي، ليس فقط للقوى السياسية، بل للجماهير الشعبية التي شعرت باختطاف الوطن من قبل عصابة الإخوان الإرهابية.
ولم يتوقف الوعى عند جمع التوقيعات، بل تجاوز ذلك حين طالب شباب حركة "تمرد" الموقعين للخروج يوم 30 يونيو لتأكيد إراداتهم الجمعية في الإطاحة بمحمد مرسي وعصابته الإرهابية، وفى هذا اليوم خرجت الجماهير المصرية كالشلال الهادر في مجموعات على كامل الجغرافيا المصرية، لدرجة أنه وصف بالخروج الأكبر في التاريخ، حيث قدرت الأعداد بثلاثة وثلاثين مليون مواطن، ومع إصرار الشعب على التخلص من الجماعة الإرهابية كان الجيش المصرى جاهزًا للقيام بدوره الوطني في الدفاع عن الإرادة الشعبية واسترداد الوطن المسلوب من الجماعة الإرهابية.
ولم تكن ثورة 30 يونيو ضربة موجهة فقط للجماعة الإرهابية، بل كانت صفعة مدوية على الوجه الأمريكى والصهيونى، وتبديدًا لحلم التقسيم والتفتيت، وضياع مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي تمثل مصر فيه الجائزة الكبرى، لذلك يجب أن يعي العقل الجمعي العربي أن مصر هي من فككت المؤامرة على الأمة العربية في 30 يونيو، وأن سورية هي من أفشلت مشروع التقسيم والتفتيت بشكل كامل بفضل صمودها شعبا وجيشا وقائدا، عبر سنوات الحرب الكونية عليها، وعلى الأمة العربية، لذلك لابد من الاصطفاف خلف مصر وسورية والمطالبة بوحدة تجمعهما لقيادة الأمة في المرحلة المقبلة، اللهم بلغت اللهم فاشهد.