تتعرض الأمة العربية والإسلامية منذ عقود إلى معركة طوفان الأقصى وما تلاھا من أحداث وإبادة جماعية وإغتيالات وإنتھاك لمقدساتھا ولشعوبھا وأوطانھا وثرواتھا وبشرھا وشجرھا وحجرھا، تتعرض إلى ھجمة شرسة متوحشة نازية خارجة عن كل القيم والمبادئ والأخلاق الإنسانية والإلھية والقوانين الدولية، وھي الأخطر منذ أن إنتھى الإستعمار القديم لدولنا إلى أن زرعت بريطانيا والغرب عصابات ذلك الكيان الصھيوني في فلسطين المحتلة، ليكون قاعدة لھم ويبقى منفذا لھم ولخططھم الإستعمارية والتوسعية ولفكرھ التلمودي الصھيوني، وتتركز ھذھ الھجمة الصھيونية والتي يدعمھا دعما لوجستيا شاملا ويقف وراءھا قادة أمريكا وبعض قادة دول الغرب المتصھينين وجيوشھم لعودة أطماعھم الإستعمارية والسيطرة على منطقتنا مرة أخرى بآيادي كيانھم الصھيوني، ليعود إستعمارھم الفعلي وليس المبطن علنا على كل منطقتنا من جديد ممثلا بأدواتھم التنفيذية عصابات جيش كيانھم الصھيوني وبعض العملاء والخونة المطبعين من قادة ودول وأحزاب ومستقلين في منطقتنا....
ومن ھنا فالأمة وشعوبھا تغلي بكل ما تعنيھ الكلمة من غليان، ومحورھا المقاوم داخل فلسطين وخارجھا يضحي بكل شيئ في سبيل اللھ وتحرير فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية من آيادي الصھاينة والمتصھينين، وھم على موعد مع النصر الإلھي الكامل رغم كل ھذھ التضحيات والشھداء والجرحى من قادة ومقاوميين ومدنيين، وللأسف الشديد ما زال بعض قادة الأمة العربية والإسلامية يستنكرون ويشجبون ظنا منھم بأن أمريكا وبعض دول الغرب حلفاء وشركاء لھم، بالرغم من أن قادة تلك الدول الغربية المتصھينين حينما جاؤوا لدعم كيانھم الصھيوني بداية معركة طوفان الأقصى لغاية كتابة ھذھ السطور وھم يصرحون بأن عصابات كيانھم الصھيوني ھم حلفائھم وشركائھم الوحيدون في المنطقة، فإلى متى ستبقى دماء الشعب الفلسطيني خاصة وبلاد الشام الطبيعية عامة أي الدول المحيطة بفلسطين تستخدم مزادا عالميا لدى ھؤلاء الصھيوغربيين النازيين المتوحشين، وما زالت الأمة وشعوبھا التي تغلي تبحث عن ردا من ھؤلاء القادة العرب والمسلمين على ما جرى وما زال يجري داخل فلسطين وخارجھا...
فشباب الأمة وأحرار الإنسانية وشعوبھا ومحورھم المقاوم وكل مقاوميھ داخل فلسطين وخارجھا وفي ضوء كل القرارات الھزيلة التي صدرت عن إجتماعات في المنطقة للدول العربية والإسلامية ومنظماتھا وجامعاتھا، وفي مجلس الأمن والأمم المتحدة ھي غير مقبولة لھم لأنھا ليست على مستوى الحدث الكبير والھجمة العسكرية والسياسية والإعلامية وغيرھا الشرسة والعلنية والوقحة التي تبناھا قادة الصھيوغربيين، لأن قادة تلك الدول الصھيوغربية يعتبرون شجب وإستنكار قادة الدول العربية والإسلامية وصمتھم ھو دعما لھم ولجيوشھم لإرتكاب المزيد من الجرائم في غزة وفلسطين وفي دولنا وبحق شعوب أمتنا، فھؤلاء الذين أستشھدوا وجرحوا من قادة ومقاومين ومدنيبن داخل غزة وفلسطين وفي لبنان وسورية والعراق واليمن وإيران ضحوا بانفسھم في سبيل الله لتحرير الأمة واوطانھا وأراضيھا ومقدساتھا المحتلة ويطالبون بالحرية والكرامة ودفاعا عما خطط ويخطط للأمة كاملة في الغرف المغلقة الصھيوغربية...
وقادة الصھيوغربيين وبالذات الصھيوامريكيين يتبادلون الأدوار على قادة الأمة ودولھا وحتى على محور المقاومة، فكيانھم الصھيوني لولا الضوء الأخضر منھم والدعم اللوجستي الكامل لھ لما أقدم بتوحش على إرتكاب كل تلك الجرائم والإغتيالات والإبادة الجماعية في غزة والضفة وجنوب لبنان وسورية والعراق واليمن وإيران، وھم دائما وعلنا يصرحون بانھم داعمي لكيانھم الصھيوني وأنھ كيان لھ الحق بالدفاع عن نفسھ، وھل من المعقول وحسب فكرھم التلمودي الصھيوغربي المجرم أن يدان كيانھم الصھيوني وعصاباتھ من أي جھة كانت سواء دول او شعوب او منظمات عربية وإسلامية او من مجلس الأمن والأمم المتحدة وحتى من محكمة العدل والجنايات الدولية، بالرغم من أن كل تلك الجرائم والمجازر والإبادة الجماعية والقصف والإغتيالات وتدمير البنى التحتية والبيوت وتدمير البشر والشجر والحجر ھي ادلة ظاھرة وواضحة كجرائم يعاقب عليھا القانون الدولي وحتى القانون الإنساني والإلھي، فمن سيعاقب ھؤلاء الصھيوغربيين على خروجھم العلني عن كل القيم والمبادئ والأخلاق الإنسانية والقوانين الدولية إذا لم يلتحق قادة الأمة العربية والإسلامية وجيوشھم وطائراتھم وبوارجھم بمحور المقاومة، وتتوحد كتفا إلى كتف مع المقاوميين، لتنھض الأمة من كبواتھا المتراكمة والمتعددة والمتنوعة وتتوحد وتخلص منطقتنا وشعوبھا وشعوب الإنسانية جمعاء من ھذا الكيان الصھيوغربي الشيطاني والسرطاني الخبيث إلى غير رجعة...
ومحور المقاومة بدولھ وجيوشھ وشعوبھ وفصائلھ وحركاتھ وأحزابھ ومستقليھ وشعوب أمتھ وشعوب العالم، وبالتعاون والتنسيق مع محور المقاومي العالمي وإستقراء لمعارك وإنتصارات محورنا المقاوم على الأعداء قادة الصھيوغربيين وجيوشھم وعصاباتھم ومرتزقتھم في الماضي والحاضر والواقع الحالي فإنھم لم ولن يھزموا أبدا في كل معاركھم، ولا حتى في معركة طوفان الأقصى المباركة والتي قلبت الطاولة وما زالت الطاولة مقلوبة على رؤوس كل قادة الصھيوغربيين وجيوشھم، وھزمتھم منذ وخلال أحد عشرة شھرا لغاية يومنا الحالي، ولم ولن يحقق قادة الكيان الصھيوني وقادة الصھيوغربيين أي من أھداف حروبھم الشيطانية في فلسطين وخارجھا، وسيھزم جمعھم ويولون الدبر بعون اللھ تعالى لمحورنا المقاوم ونصرھ، وسيحقق محور المقاومة النصر والتحرير الجزئي او الشامل للأرض والمقدسات الإسلامية والمسيحية وللإنسان الفلسطيني والعربي والمسلم والمسيحي في منطقتنا والعالم، وما النصر إلا صبر ساعة مھما قصرت المعارك او توسعت لحرب إقليمية او عالمية...
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي..
كاتب ومحلل سياسي...