في 9 مايو/ أيار من كل عام وفي الذكرى 87 لعيد النصر تحتفل روسيا بأكملها بالإنتصار التاريخي العظيم على الفاشية الايطالية والنازية الهتلرية الألمانية والعسكرية اليابانية, في حرب وطنية عظمى قادها ستالين ونفّذها الجيش الأحمر الروسي, فكان إنتصار الحق على الباطل، وإنتصار الخير على الشر, وكان إنتصاراً حقق نقطة تحوّل كبرى أدت إلى قلب الموازين الدولية وإظهار مكامن القوة الروسية الحقيقية خلال الحرب العالمية الثانية, فقطع دابر الشر والباطل من جذوره, وكبح نوايا هتلر النازي وحلفائه وأطماعهم التي لم يكن لها حدود, وخلّصت موسكو معظم عواصم الدول الأوروبية والعالم من السيطرة النازية، وحتى أنّها خلّصت بريطانيا وأمريكا من ذاك النازي المجرم...
أطماع هتلر وحبه للسيطرة وإقترابه من حدود الإتحاد السوفياتي سابقا دعت الإتحاد السوفياتي إلى إعلان الحرب العادلة لإنهاء الشر المطلق, فكانت الحرب كر وفرـ ومِن ثَّم إنتصار لروسيا عماد السوفيات وهزيمة للمحور وقائدته المانيا النازية، وكان من بين المعارك الفاصلة معركة ستالينغراد، التي وصفت بإحدى أهم المعارك الكبرى في الحرب العالمية الثانية وإستمرت 6 شهور, دخل من خلالها الجيش الأحمر السوفياتي البطل بسلاح الدبابات والهجومات السريعة الخاطفة, ليجد الجيش الهتلري الألماني نفسه في لجة حرب العصابات المُنهِكة, مما أدى إلى إنهياره أمام ضربات الجيش الأحمر السوفياتي الذي إستولى على المطارات والأماكن الحساسة التي كان يسيطر عليها جيش هتلر, فإستسلم للروس القائد الألماني (فريدريك باولوس) في 2 فبراير 1943م مع مئات الاف من جيشه, ولم تحقق بعده جيوش هتلر أي تقدم أو إنتصار إستراتيجي في الشرق, فكانت بداية هزيمة نهائية لم يستطع تجاوزها أو التعامل معها, فإنتصر الحق وهزم الباطل إن الباطل كان زهوقا, وإنتهت الحرب العالمية الثانية وإنتصر السوفيات وظهرت قوتهم العظمى وقسّمت ألمانيا النازية وذهبت ريحها في خواتيم عدوانيتها....
والجنود السوفيات كتبت أسماءهم بالدم في سجل التاريخ العالمي, كيف لا وهم مَن أنقذ العالم أجمع والإنسانية من الإبادة التامة, ودمائهم أعادت صياغة الحياة من جديد للروس وللإنسانية برمتها, فأسس نظام عالمي جديد يسوده الإستقرار والسلام والأمن بمبادئ وأخلاق تحكمه, أما أمريكا وبريطانيا فلها عداء تقليدي تجاه الدول الكبرى ذات التاريخ والحضارة والثقافة الممتدة منذ دهور طويلة, لأنها دول أقيمت على إبادة شعوب بأكملها كما فعل هتلر النازي، ولا يوجد لها عمق تاريخي أو حضاري أو إنساني, بل لديها عمق تاريخي وحضاري في حقل الإجرام وسفك الدماء البريئة وإبادة الشعوب والسيطرة على أوطانها وخيراتها, وكأن قادة هتلر النازي وأبنائهم وأحفادهم هربوا إلى بريطانيا وأمريكا وغيرها من الدول الغربية حيث أكملوا مسيرة هتلر في تلك الدول الظالمة، الجالبة للمصائب والكوارث والحروب للعالم وشعوبه...
تلك الدول ما تزال تحاول طمس دور روسيا الرئيس والمركزي في تحقيق النصر في الحرب العالمية الثانية, من خلال محاولات تشويه ّالإنتصار الروسي العظيم والكبير, وبغية إنهاء أي دور لروسيا في القضايا العالمية كما يَحلمون, ولتبقى تلك الدول هي المُسيطرة على مقدّرات العالم كما تخطط، وحتى لا تعود روسيا نداً لها ولمخططاتها التوسعية، وخشية من تكرار الانتصار الروسي التاريخي على هتلر، بإنتصاراً مُتجدِّداً على غيره، في منطقتنا وفي أوكرانيا وفي بقاع جديدة على هذه الأرض...
وما أشبه اليوم بالبارحة... فتلك الدول الظالمة والشريرة المتصهينة تقوم بنفس خطوات هتلر في التوسّع, لكن بطرق أكثر شيطانية وخبثاً وجهنمية, أدت في منطقتنا والعالم إلى تدمير الدول وإسقاط أنظمتها وإستنزاف جيوشها وتقتيل شعوبها وتهجيرهم لتحقيق مصالحها بالسيطرة على الأرض وما عليها، وما جرى وما زال يجري في منطقتنا وفي أوكرانيا وفي غيرها من الدول هو من تخطيط هؤلاء الشياطين لإنهاء الدور الروسي في القضايا العالمية, ولتفكيك روسيا الإتحادية وتقسيمها كما قسموا الإتحاد السوفياتي في الماضي ولتستمر تلك الدول في السيطرة الكاملة على العالم وخيراته كما يحلو لها...
لكن الله سبحانه وتعالى ثبّت روسيا على الحق في حربها على الباطل قديماً وحديثاً, فأظهرت قوتها مرة أخرى، ووقفت بوجه تلك المخططات الشيطانية الأمريكية ألاُوروبية الغربية، وقلبت الطاولة على رؤوسهم مرة أخرى, وهي تسير معهم بنفس الخطوات التي سارت بها في الحرب العالمية الثانية, بحنكة وحكمة وقوة الرئيس الرمز بوتين وحكومته ووزير خارجيته المخضرم لافروف وقوات روسيا المسلحة التي أثبتت قوتها وجبروتها في كل الميادين, فها هي تحقق الإنتصار تلو الإنتصار مع حلفائها على تلك الدول الظالمة والمُستكبرة على خلق الله، وها هي القوات الروسية وحلفائها يخوضون حربا في دونباس وباخموت كما خاضوها في ستيالينغراد وسينتصرون مرة أخرى خلال أيام او أسابيع او أشهر على كل هؤلاء الشياطين الغربيين وأدواتهم النازية الصهيوغربية المحتلين لأوكرانيا زيلنسكي وحكومته وعصابات جيشه المتطرفة والإرهابية والماجورة...
ومن جديد، وبعد سنوات طويلة من انتهاء الحرب العالمية الثانية التي انتصرت فيها روسيا السوفياتية، عاد بالأمس القريب الجنود الروس ليسطّرون بدمائهم النصر تلو النصر، وكتفاً الى كتف مع إخوانهم في الجيش العربي السوري والحلفاء في سورية في عشرية النار، واليوم في دونباس وباخموت وأوكرانيا لتحريرها من هؤلاء النازيين وحلفهم الناتوي الاطلسي والذين هم خطر على روسيا وكل دول الإتحاد السوفياتي السابقة والمستقلة والذين هم حلفاء إلى روسيا الإتحادية، وروسيا وحلفائها دول لا يمكن هزيمتها ولا السيطرة عليها, فهي دول حرة ومستقلة وذات سيادة, ودول قوية سياسياً وعسكرياً وإقتصادياً وموحَّدة إجتماعياً وثقافياً, وتدافع عن الحق، وتريد الخير لكل الشعوب, وتعمل كل ما بوسعها لإسعاد الإنسانية والحفاظ على إطارها الجامع للأديان والقوانين الوضعية المحبة للخير والتسامح والسلام والأمن والأمان والتعاون والشراكة الحقيقية, ووقف الفتن والتدخل في شؤون الدول والشعوب، ووضع حد لسفك الدماء والسيطرة على الدول المستقلة ذات السيادة...
وسينصر الله سبحانه وتعالى روسيا بوتين الجديدة كما نصرها سابقاً في كل الميادين, فقد ثبت الله الرئيس بوتين لحماية روسيا ومحيطها ولحماية منطقتنا وإفريقيا والبشرية جمعاء للوقوف بوجه دول الشر المطلق الصهيوغربيين وعلى رأسهم أمريكا لحماية الإنسانية وشعوبها وللحفاظ عليها من كل إستغلال وظلم وشر وقتل وتهجير ونهب وسرقة لخيراتها وباطل شيطاني مطلق لتنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم التلمودية الصهيوغربية بحكم الأرض وما عليها لأنهم شعب الله المختار ولتعيش شعوبهم وتحيا آلاف السنين لأن لهم الحق في الحياة فقط وباقي الشعوب مجرد خدم أو تبع لهم أو يتم إبادتهم جميعا وهذا ما ينفذونه بكل الطرق الشيطانية سواء بالفتن والحروب وإستخدام كل الأسلحة حتى المحرمة دوليا وإنسانيا أو بالفيروسات التي يخترعونها وينشرونها ومن ثم يكتشفون العلاج وينشرونه وقد يكون هذا العلاج هو الذي يقضي على الحياة البشرية جمعاء وهذه حقائق تم إثباتها خلال ازمة كورنا وما بعد أخذ العلاج والذي كثرة بعده تفشي حالات الأمراض الخطرة والموت المؤكد والمفاجئ بين الشعوب في منطقتنا وفي كل دول العالم التي أخذت شعوبها مطاعيم أمريكا وأوروبا...
واليوم كل الشعب الروسي وكل شعوب الإتحاد السوفياتي السابق كل الحلفاء وأحرار الأرض والإنسانية يحتفلون بالذكرى 78 لعيد النصر على النازية الهتلرية، وسنحتفل قريبا في روسيا بالنصر النهائي على النازية المتجددة الصهيوأمريكية أوروبية وعلى عصاباتهم ومتطرفيهم النازيين الجدد المحتلين لأوكرانيا زيلنسكي وحكومته وعصابات جيشه المتطرفين بعون الله تعالى والنصر قادم لا محالة رغما عن أنوف كل الصهيوغربيين المتآمرين على روسيا وحلفائها في إيران والصين وروسيا وأمريكا الجنوبية...وغيرها من الدول التي تناهض وتقاوم هيمنتهم وسيكون هناك متغيرات دولية قادمة بأقطاب متعددة ومتنوعة وقوية وبكل المجالات ستنهي هيمنة أمريكا المتغطرسة والغرب بأكمله وكل من يقف معهم في باطلهم وظلمهم ومحاولات إستعبادهم للبشرية جمعاء وللأبد...
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...
كاتب ومحلل سياسي