عاش العالم العربي على وقع ثوراته التي أطاحت بالديكتاتوريات الجاثمة على أنفاس مواطنيه التواقين للحرية والديمقراطية.
ونظراً لما آلت إليه الأمور على امتداد هذا الوطن من تراجع واضح على جميع الأصعدة ، مما أدى إلى محاولة وأد فكرة الحرية من قبل جماعات متطرفة راديكالية تتقاتل من أجل تكريس ثقافة الجمود والرجوع إلى عصور ماقبل الحداثة ،
وهو ما ينسف جهود القوى الثورية المدنية في إرساء ثقافة المواطنة والديمقراطية.
إننا كمجموعة في العالم العربي نسعى إلى تكريس الحرية وكسر قيود الاستبداد السياسي والديني والثقافي ونُطالب بدولة مدنية ذات دستور ومؤسسات قانونية تكفل الكرامة لمواطنيها، إذ لا يخفى على أحد معاناة المواطن في مختلف الدول العربية، وذلك تحت شعار حماية المقدّس خاصّة وأنّ هذه الأخيرة تشهد مجازر وقتل يومي وتشريد الملايين من أبنائها.
إنّ شعار حماية المقدّس شعار زئبقي يشجع على النيل من حرية العقل العربي وتأييد الثقافة الرجعية لدحر القوى التنويرية التي تناضل من أجل مجتمعات تقدمية تؤمن بالإنسان الحرّ و بالدولة المدنية.
لذلك نؤكد على مطلب إعادة قراءة المشهد العربي برمّته وفي ماهية الأنظمة السياسية العربية التي تمنع كل محاولة لقراءة تراثنا العربي الإسلامي بنظرة مغايرة ومخالفة عن ثقافة القطيع وبعيدا عن ثنائية التقديس والتدنيس التي جعلت من مجتمعاتنا جامدة ومتكلسة متقوقعة على نفسها خوفا من محاولات تغريبها وتقويضها بقيم دخيلة رغم أنّ التراث العربي يزخر بأعلام التحديث الذين ثاروا على الجمود الفكري بداية من ابن رشد وصولا إلى فرج فودة ومحمد أركون.
إن الشعوب العربية تقف اليوم على مفترق طرق: إما التقدم نحو الحرية والحداثة وإعادة بناء العقل العربي بطرق واعية ومسؤولة أو الوقوف عكس عجلة التاريخ وتأبيد الاستبداد الديني والسياسي وهو ما يخدم الديكتاتورية بشقيها الفكري والسياسي.
ومحاولة منّا من أجل إرساء قيم الحرية والديمقراطية وبناء مجتمعات مدنية تؤمن بمدنية الدولة وضرورة انتقال الدول العربية إلى دول مؤسسات وقانون تكفل العدالة والكرامة لجميع المواطنين نُطلق مبادرة ربيع العقل العربي لتقويض كل محاولات تأصيل الاستبداد الذي يُحاكم ويسجن الناشطين والمفكرين العرب.
هذا وسنعمل كناشطين من مختلف الدول العربية على النضال من أجل الإنسان الحرّ لنلتحق بركب البلدان المتقدّمة التي تعتبر أن الإنسان رأسمال رمزي يجب الاستثمار فيه من أجل بناء مجتمعات منفتحة وتقدّمية ، وهذا لا يكون إلا بتحرير العقل العربي، فهو الخطوة الأولى في مسيرة الوصول إلى الإنسان الحرّ.
لذلك سنعمل جاهدين على تكثيف العمل المشترك بيننا كنشطاء من أجل إرساء هذه القيم من خلال نشاطنا الفكري وتأسيس تيار عربي عريض تحت عنوان حركة التنويريون العرب.
ولتحقيق ذلك سنتبع عدة سبل منها:
. 1-عقد ندوات فكرية ودورات تدريبية
. 2-تأسيس هيئات حقوقية يقوم عملها أساسا على تدوين ورصد الأنتهاكات ضد الكتاب والمفكرين والنضال من أجلهم داخل بلدان العالم العربي
. 3-إطلاق مبادرة مدونون أحرار ضدّ ثقافة الجمود
لعلنا في هذه المبادرة الأولى من نوعها بالمنطقة العربية نُراكم من خلال هذا النشاط كل فعل وعمل من أجل حرية الأجيال القادمة ليجدوا تراثاً يعتزون به، إذ أنّهم رهاننا وتحدينا الأكبر ضد ثقافة الظلام التي استشرت مع التنظيمات المتشددة كداعش والقاعدة وغيرها من تنظيمات دينية تُظهر التسامح في مكنونها ولكن حقيقتها تكمن في أنها تعمل على عودة التاريخ المستبد بحلة دينية مُنقحة ظاهرياً.
ولأجل ذلك بادرنا نحن المؤسسين من أبناء الوطن العربي بهذا المبادرة الماثلة أمامكم راجين منكم الدعم والمساندة كأصوات حرة تتوق لمستقبل ديمقراطي نعيش به أحرارا في ظل دولة القانون والدستور والدولة المدنية التي تكفل للجميع حقوقهم الإجتماعية والدينية والإقتصادية والسياسية بما يشكل بالنهاية منظومة حضارية تتوافق مع جميع القيم الإنسانية المتعارف عليها والمعمول بها في كافة المجتمعات الحضارية بعيداً عن الأزمات والحروب التي مررنا بها طول العقود الماضية
المؤسسين
أ. خولة الفرشيشي تونس
أ. زينب الطرابلسي تونس
د. عبدالعزيز القناعي الكويت
أ. محمد الفضلي. الكويت
أ. علي المولي الكويت
د. إقبال العثيمين الكويت
أ. معاذ المومني الاردن
د. عروس الزبير. الجزائر
د. خالد وصفي مصر
أ. انور الرشيد الكويت
أ. مراد الغارتي اليمن
أ. سمير نعمان اليمن
د. عماد ابو حطب فلسطين
جريدة صوت العرب تعلن انسحابها من حركة التنويريين العرب لعدم التوافق الفكرى بين اعضاء الجريدة واعضاء الحركة