عدن – المكلا – 13 يناير 2015م
ايها الثوار الابطال في ساحات الاعتصام في عدن والمكلا وكل ساحات النضال السلمي التحرري في عموم الجنوب المحتل /
هاهي ذي الذكرى التاسعة لإنطلاقة المبادرة الاجتماعية والوطنية الجنوبية المتمثلة في تجسيد قيم التصالح والتسامح والتضامن والتي انطلقت من جمعية ردفان في 2006م وشكلت حجر الاساس في التقارب والتلاحم بين أبناء الشعب الجنوبي بل وكانت الحافز الذي على أساسه انطلقت مسيرة الحراك الجنوبي السلمي في 7/7/2007م التي كان للمبعدين العسكريين والمدنيين شرف الريادة فيها وفي استمرارية الحراك الجنوبي السلمي أو مابات يعرف بالثورة الجنوبية السلمية التحررية .
أيها الأحرار /
ان قيم التصالح والتسامح والتضامن قيم متأصلة في نفوس مجتمعنا ولم تكن طارئة في حياتنا بقدر ماكانت مبادرة لتجسيد وإظهار تلك المعاني في نفوسنا جميعاً وسرعان مالبى شعبنا النداء وربما أنه لم يحدث في التاريخ أن يتداعى شعب بأكمله لإحياء وتجسيد مثل هذه القيم وبطريقة شعبية وذاتية دون دعم السلطات بل أن الأدهى والأمر أن السلطات التي تدعي الشرعية حينها إنكشف زيف إدعائها عندما حاربت هذه المبادرة وحاولت وأدها في مهدها الى حد الامر بإغلاق جمعية ردفان الاجتماعية الخيرية وهذا الأمر أثبت بالملموس عدم إحساس السلطات الحاكمة بالانتماء الوطني للجنوب وان سلطاتها ليست سوى سلطات احتلال همجي متخلف تسعى لتكريس هيمنتها بالوسائل ذاتها التي عرفت عن اي احتلال عبر التاريخ .
ياجماهير شعبنا الجنوبي العظيم /
يحق لنا اليوم ان نفتخر بهذا المشروع الوطني العملاق الذي نجسد فيه هذه القيم العظيمة ونستمد منها القدرة على مواصلة مسيرة ثورتنا السلمية التحررية حتى النصر بإذن الله . وإننا إذ نحتفل بالذكرى التاسعة لإنطلاق هذه المبادرة فأننا في الوقت ذاته نعبر عن امتناننا العميق لكل من ساهم في ترسيخ وتعميق هذه القيم وسعى من اجل ذلك , كما اننا اليوم مطالبون أكثر من اي وقت مضى إلى استلهام هذه المعاني والدروس والعبر من التاريخ والعمل على المزيد من التلاحم والرعاية لهذه المبادرة حتى نستطيع السير بثبات نحو الآفاق المأمولة لثورتنا المباركة وبهذا الصدد فأننا نجدد العهد على تعزيز هذه القيم ورفض كل صنوف نبش الماضي وصراعاته والسعي لتفعيل مصالحة وطنية شاملة غداة الاستقلال مع التأكيد على اتخاذ الحوار آلية مثلى لإدارة الخلافات والتباينات بشأن الماضي والحاضر والمستقبل .
أيها الثوار الأحرار/
انتم فرسان الرهان وانتم صانعو المجد القادم فثباتكم واستمرار تعبيركم السلمي بمختلف أشكاله وتنوعاته هو الضمان الأكيد لبلوغ أهداف ثورتنا السلمية التحررية ولعل انضمام العديد من المؤسسات والشخصيات ومنظمات المجتمع المدني والنقابات قد شكل انعطافة ايجابية حقيقية في مسار التصعيد الثوري السلمي الذي أحدثته الاعتصامات في كل من عدن والمكلا ولا يفوتنا هنا أن نعبر عن الإشادة البالغة بإتحاد عمال الجنوب والنقابات المهنية والإبداعية التي لعبت دوراً ايجابياً فاعلاً ونأمل منها المزيد في المستقبل جنباً إلى جنب مع لجان التصعيد الثوري السلمي في عموم الجنوب المحتل .
أيها الجنوبيون في سلطات الاحتلال /
أن مشروع التصالح والتسامح والتضامن إنما هو عن الماضي الذي كنتم جزء منه بطبيعة الحال و تجاوزناه بكل ماكان فيه من ألم ومنذ انطلاق هذا المبادرة امتزجت دماء وعرق الجنوبيين جميعاً في مضمار النضال التحرري السلمي فلا تكونوا عوناً للسلطات في ممارسة القهر والإذلال على أبناء جلدتكم فأن التاريخ لن يرحم تخاذلكم إن انتم تماديتم في خدمة السلطات على حساب حرية وكرامة شعبكم .
الاشقاء في الجمهورية العربية اليمنية /
نحن لانستعديكم ايها الاشقاء فأنتم الاقرب إلينا ولكننا نود ان نبين لكم بأن الاستقلال السياسي للدول لايعني بأي حال من الاحوال القطيعة بين الشعوب ومايربطنا بكم من وشائج القربى وصلة الرحم والمصالح المشتركة ستبقى اكثر امناً وضماناً لنا ولكم حينما تستطيعون بناء دولتكم ونستطيع بناء دولتنا لنحقق التكامل ونجسد التلاحم الاخوي المبني على قواعد الاحترام المتبادل دون ان يهيمن احدنا على الاخر .
نرجو لكم كل التوفيق ونطالبكم بالحفاظ على روابط الاخوة بيننا والانتصار لحقنا في الحياة الحرة المستقلة كما ننتمناها لكم بما يحقق السلام والوئام والمصالح المشتركة بيننا في مستقبل افضل للجميع .
أيها الأشقاء الكرام في دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية /
نعبر لكم عن الامتنان العميق لمواقفكم الشعبية الطيبة التي لمسناها في الفترة القريبة الماضية إلى جانب حقنا في استعادة استقلالنا الوطني على كامل التراب الجنوبي ونطالبكم بالمزيد من الضغط للمساعدة في تشكيل رأي عام إلى جانب نضالنا المشروع وأعلموا وليعلم العالم أننا باستعادة استقلالنا نسعى إلى تأسيس نظام جديد يستوعب معطيات العصر الراهن ويحقق التكامل مع كل الشعوب لاسيما أولوا القربى الذي انتم في طليعتهم .
السادة أعضاء مجلس الأمن الدولي /
أيتها القوى المحبة للسلام في العالم /
إن القيم التي نحتفل اليوم لتكريس معانيها السامية متأصلة في نفوس جماهير شعبنا عبر التاريخ وبإمكانكم الاطلاع على تاريخ هجرات الحضارمة وماكان يسمى الجنوب العربي عموماً إلى آسيا وإفريقيا وأوروبا وسوف تلاحظون كيف أن أجدادنا تميزوا بالمدنية والتعايش والاحترام للشعوب بل أن عاصمتنا السياسية عدن كانت إلى عهد قريب أنموذجاً حياً للتعايش بين مختلف الأديان والأعراق والألوان والألسن دون أن يشعر احد منهم بالغربة عن هذه المدينة العريقة , فنحن شعب يعشق الحرية ونحترم حريات الآخرين وسلوكنا هو المدنية ونستجيب لمستلزماتها بسرعة وليس في أبجدياتنا مكان للإرهاب أو العنصرية فبيئتنا طاردة لكل ذلك بل أننا نحن من نعاني منها منذ أن وقعت بلادنا تحت هيمنة سلطات الغزو الهمجي المتخلف على بلادنا بعد حرب صيف 1994م .
ولاشك أنكم تعلمون جيداً أن كل أنواع انتهاك حقوق الإنسان تقع دون الهيمنة المباشرة لقوى لاتنتمي للوطن وهذا مايحدث في بلدنا التي كانت حرة مستقلة منذ أن تم الاعتراف بشعب الجنوب العربي وتم منحه الاستقلال الوطني الناجز في 30 نوفمبر1967م بعد سنوات من النضال التحرري ضد الاستعمار البريطاني واستمرت الدولة الجنوبية المستقلة حتى مايو 1990م وهو توقيت الدخول في مشروع وحدوي سرعان ما تهاوى وسقط وتحول إلى احتلال مباشر في يوليو1994م . وأننا إذ ندين الإرهاب بكل أشكاله وصوره وندين العمليات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا مؤخراً فأننا في الوقت نفسه نحذر من الإشارات التي تستهدف بلادنا وتهدد الأمن والسلم في المنطقة ونطالبكم باتخاذ مواقف متقدمة إلى جانب نضالنا المشروع لاستعادة استقلالنا الوطني الناجز حتى نستطيع المساهمة في خلق وتنمية إرادة السلام والتنمية وتجفيف منابع الإرهاب في العالم .
الأخوة في مكونات وقوى الثورة الجنوبية السلمية التحررية /
إن الأمل لن يخبو طالما أن شعبنا في ساحات النضال وقد كان لكم شرف الحفاظ على ديمومة واستمرارية الحراك حتى أصبح ثورة سلمية تحررية وصلت إلى كل مناطق الجنوب وأصبح الدور المناط بكم اليوم أكثر إلحاحاً لتعملوا على التوصل إلى التوافق الكافي على الأقل للتعبير عن الضمير الجمعي لجماهير شعبنا الجنوبي العظيم وبهذه المناسبة فأننا نعبر عن مباركة الجهود والمساعي والحوارات الجارية لإنضاج عوامل التئام جميع مكونات وقوى الثورة الجنوبية التحررية السلمية من خلال مشروع ثوري تحرري جامع سيراً نحو تحقيق الهدف الغالي والمنشود لثورتنا والتي لن تهدأ ولن تستكين حتى نحقق من خلالها استعادة استقلالنا الوطني الناجز على كامل التراب الجنوبي .
المجد والخلود للشهداء
الشفاء للجرحى
الحرية للمعتقلين
والنصر لثورتنا الجنوبية السلمية التحررية
صادر عن / مليونية الذكرى التاسعة للتصالح والتسامح والتضامن الجنوبي
عدن – المكلا – 13 يناير 2015م