اخبار ذات صلة

الجمعة، 19 أغسطس 2022

على باب النهاية بقلم عبدالحليم قنديل


    


  بعد توقف برى فى الحرب الأوكرانية لبضعة أسابيع ،  عادت القوات الروسية مع الحلفاء إلى حركة محسوسة متصاعدة ، تهدف لإجلاء القوات الأوكرانية عن مدن "كراماتورسك" و"سلافيانسك" و"باخموت" ، وهى المدن الثلاث الأكبر المتبقية خارج السيطرة الروسية فى مقاطعة "دونيتسك" ، وجرى الاستيلاء على بلدات مهمة فى الطريق إلى "باخموت" ، وبذات النفس الهادئ السلس لعمل القوات الروسية ، ودونما إعلان لحالة طوارئ ولا لتعبئة عامة ، ولا استدعاء لقوات الاحتياط الروسى ، وهو ما يرشح شهر الحرب السابع الذى يبدأ فى 24 أغسطس الجارى ، ليكون نقطة البدء فى إكمال استيلاء روسيا على كامل منطقة "الدونباس" ، وفى معارك شديدة الضراوة ، بعد حسم سابق فى كل مقاطعة "لوجانسك" انتهى بضم "ليسيتشانسك" ، يكتمل فيما يلى بإحكام السيطرة على سائرنواحى مقاطعة "دونيتسك" .

   ولم يحدث أبدا للروس ، أن حددوا وقتا للحرب ، ولا لحدود الجغرافيا التى يريدون ضمها من أوكرانيا ، باستثناء مقاطعتى أو جمهوريتى "لوجانسك" و"دونيتسك" ، وقد بدأت العملية العسكرية الروسية الخاصة عقب اعتراف الرئيس الروسى باستقلال جمهوريتى "الدونباس" ، لكن الوقائع الحربية على الأرض ، دارت فى محاور أوسع ، وشملت حتى اليوم مقاطعات "خيرسون" و"خاركيف" و"ميكولاييف" و"زاباروجيا" ، وكلها خارج إقليم "الدونباس" ، إضافة لغارات ليلية عنيفة بالطائرات والصواريخ الموصوفة بعالية الدقة ، لم تستثن العاصمة "كييف" نفسها أحيانا ، ولا حتى "لفيف" فى أقصى غرب أوكرانيا ، وإن ركزت على "خاركيف" ثانى أكبر مدن أوكرانيا ، والواقعة على مسافة عشرين كيلومترا فقط من الحدود الروسية ، وعلى الأرض بدت الصورة أكثر وضوحا ، وبدت الحركة الروسية المتمهلة شاملة لقوس الشرق والجنوب الأوكرانى كله ، كانت المعركة فى "ماريوبول" نقطة تحول ، ومكنت الروس من حرمان كامل لأوكرانيا من إطلالتها على "بحر آزوف" ، بعد الاستيلاء المبكر على "ميليتوبول" و"خيرسون" جنوبا ، والسعى للسيطرة على "ميكولاييف" ، بهدف تحصين الوضع الروسى فى "خيرسون" بالغة الأهمية فى تزويد شبه جزيرة "القرم" بالمياه العذبة ، والتواصل البرى المباشر عبر "البحر الأسود" ، فوق أهمية "ميكولاييف" لخنق ميناء "أوديسا" الأشهر ، وقد عادت الغارات الروسية عليه بعد توقف جزئى موقوت ، ربما لمنح فرصة لتسهيل تنفيذ اتفاق تصدير الحبوب ، وإلى الشرق من "خيرسون" ، جرت السيطرة الروسية إلى الآن على ثمانين بالمئة من مقاطعة "زاباروجيا" ، بما فيها محطتها النووية ذائعة الصيت ، بينما يبدو اتساع السيطرة الروسية فى مقاطعة "خاركيف" ، وإلى نحو خمسين بالمئة من مساحتها ، نوعا من الدعم الميدانى الضرورى لأمن جمهوريتى "الدونباس" .

  وتجميع أجزاء الصورة بعد تفصيلها ، يكاد يوحى بخرائط الهدف الروسى العسكرى المباشر ، الذى قد يتعرض لإعاقات وقتية ، من نوع الهجمات الأوكرانية من "ميكولاييف" على "خيرسون" ، فى هجوم مضاد روجت له الدوائر الغربية ، لكن حدته سرعان ما انكسرت ، وحلت محلها إغارات تخريب وراء الخطوط الروسية ، خصوصا فى بعض قواعد ومطارات شبه جزيرة "القرم" ، التى سبق لروسيا أن ضمتها بهجوم خاطف عام 2014 ، ومن العبث أن يفكر أحد فى استعادة أوكرانية للقرم ، أو حتى للمناطق التى سيطرت عليها روسيا فى قوس الشرق والجنوب الأوكرانى ، فلم يعد من أحد عاقل يجادل فى النصر العسكرى الروسى المحقق والمتوقع ، حتى وإن صح الاختلاف على مداه ، ولا فى طبيعة النزاع العسكرى الدائر ، فى صورة حرب ذات طابع عالمى جارية فى الميدان الأوكرانى ، حشد فيها الغرب وحلف الأطلنطى كل ما يملك من مال وسلاح ، وبإدارة مباشرة أمريكية وبريطانية بالذات لمعارك الميدان من "كييف" ، وبخيوط تحرك "عروسة ماريونيت" اسمها الرئيس الأوكرانى اليهودى الصهيونى "فولوديمير زيلينسكى" ، الذى يسعى بإلحاح متواترمحموم للقاء مع الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" ، يمتنع عنه الأخير ويضع شروطا قاسية ، أقرب لتوقيع أوكرانيا على وثيقة استسلام شامل ، وهو ما يحاول التوسط فيه الرئيس التركى "رجب طيب أردوغان" ، بذهابه للقاء "زيلينسكى" فى مدينة "لفيف" ، بعد لقاء ذهب إليه "أردوغان" مع "بوتين" فى "سوتشى" ، وعاود عرض استضافة قمة روسية أوكرانية فى تركيا ، بعد نجاح الأخيرة فى إبرام اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية والروسية ، وهو ما قد يغرى الرئيس التركى بتكرار المحاولة على نطاق أوسع بحثا عن نهاية للحرب ، يستعين فيها باصطحاب أمين عام الأمم المتحدة "جوتيريش" ، وإن كانت المحاولة تواجه بحزم "بوتين" وشروطه من جهة ، وبامتعاض غربى أطلنطى من اقترابات "إردوغان" مع "بوتين" ، فلم يعد الغرب يأمل فى نصر أوكرانى ، ولا فى هزيمة روسية ، تروج لها حروب الدعاية "الكاريكاتيرية" ، وإن كان الغرب "الأنجلوساكسونى" بالذات ، يصعب عليه أن يسلم بالنتائج ، وبقدرة أثبتتها روسيا على التدمير المنتظم لأكثر الأسلحة الغربية تطورا فى الميدان الأوكرانى ، فقد أدت الضربات الروسية إلى إعطاب نحو خمسين ألف طن من الأسلحة المهداة غربيا للجيش الأوكرانى ، إضافة لتحلل متزايد فى بنية الأخير ، وسريان موجات من التمرد والعصيان فيه ، أطفأت نار ووهج أساطير المقاومة الأوكرانية العنيدة ، وحولت دعما غربيا بما يزيد على مئة مليار دولار ، إلى بضاعة تسرق وتباع فى سوق العصابات ، أو تذهب الأسلحة بشحمها إلى حوزة روسيا رأسا ، فى عمليات متصلة ، برغم إقالات "زيلينسكى" لعشرات من رجاله بتهمة "الخيانة العظمى" ، ولا يعقل أن يتقدم "بوتين" لاعب الشطرنج المحترف ، وأن يمد حبل نجاة إلى "زيلينسكى" فى لحظة انكشاف خيبات الأخير ، الذى لا يرجح أن ينجح "إردوغان" فى تعويمه ، اللهم إلا إذا وقع اتفاق استسلام للروس ، وهذا ما لا يستسيغه الرئيس الأمريكى "جوبايدن" ، الذى أفلت منه زمام القصة كلها ، ويستعد لتلقى هزيمة حزبه المرجحة فى انتخابات تجديد نصفى للكونجرس أوائل نوفمبر المقبل ، الذى قد يكون التاريخ نفسه ، الذى قد يلجأ فيه "بوتين" إلى وقفة تعبوية لقواته ، بعد تحقق غالبية أهدافها ، وإعلان هدنة سلاح مشروطة مع تساقط أوراق الخريف ، وفرض أمر واقع معزز فى الشرق والجنوب الأوكرانى ، وجعل المساس به سببا فى عودة لإطلاق النار ، وتوريط الغرب كله فى "حرب شتاء" قاسية ، يكسبها الروس كما العادة التاريخية .

   والمحصلة بالجملة ، أن الكسب الروسى يبدو ظاهرا فى مطلق الأحوال ، سواء فى الدائرة الأوكرانية الأضيق ، أو على النطاق العالمى الأوسع ، فقد انتهت العقوبات الغربية ذات العشرة آلاف صنف إلى بوار أكيد ، وعادت بآثارها الوبيلة للمفارقة على اقتصاد الغرب أولا ، وضرب التضخم والركود اقتصادات أمريكا وأوروبا الأطلنطية ، وتدحرجت رءوس حكومات غربية أوروبية ، وبات الرئيس الأمريكى نفسه ، مهددا بالتحول إلى "بطة عرجاء" فى البيت الأبيض ، مع الخسارة المرجحة لحزبه "الديمقراطى" فى انتخابات مجلسى النواب والشيوخ ، وقد يتحول "بايدن" بعدها إلى نصف رئيس أو حتى ربع رئيس ، وبالذات مع تدهور صحته البدنية والعقلية وتكاثر علامات "خرف" الشيخوخة ، وفشله الظاهر فى تحويل حرب أوكرانيا إلى "أفغانستان ثانية" لاستنزاف الروس ، بينما نجح "بوتين" بثباته العصبى المذهل فى قلب المائدة ، وتحويل حرب أوكرانيا إلى "أفغانستان ثانية" لأمريكا وحلف الأطلنطى ، وصولا ربما لتكرار ذات الخروج المهين ، على النحو الذى جرى قبل شهور فى مطار "كابول" ، مع تزايد صرخات الأوروبيين حكومات ومحكومين ، وسريان الفزع من تلاحق كوارث الاقتصاد والمناخ وجفاف الأنهار ، والضيق الشعبى المتزايد بعبء فواتير أوكرانيا الثقيلة ، والميل للتملص من تعهدات التورط من وراء ومع أمريكا ، التى لم تجلب لهم سوى دواهم الأزمات المتفاقمة ، والرعب المقيم من شتاء قارس البرودة ، مع إنخفاض إمدادات الطاقة الروسية بالغاز والبترول ، فيما يبدو الاقتصاد الروسى متماسكا لا يزال ، وتأثره بالعقوبات أقل مما كان منتظرا ، وعملته "الروبل" فى أقوى حالاتها على مدى عشرين سنة مضت ، وتحالفه مع الصين أكثر وثوقا وفاعلية ، وبالذات مع استفزازات أمريكا للصين فى جزيرة "تايوان" وحولها ، فالاقتصاد الصينى هو الأكبر والأول عالميا بمعايير تعادل القوى الشرائية ، وبدا كوسادة هوائية هائلة ، امتصت صدمات العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسى متوسط الحجم ، وأضافت لميزاته الفريدة من موارد الطاقة والحبوب ، وفتحت لها أسواقا بديلة ، شجعت موسكو على الضرب بقسوة فى حروب التطاحن الاقتصادى مع الغرب ، وتحدى هيمنة الدولار، ومد شبكات أمان عالمية ، وطرق تبادل ودفع جديدة بالمقايضات والعملات الوطنية ، عبر منظمات اقتصاد تتحلق حول الصين ، من نوع "منظمة شنجهاى" ودول "بريكس" و"بنك التنمية" العالمى الجديد ، وعلى أساس علاقة "بلا حدود" ، توافقت عليها موسكو وبكين فى وثيقة صدرت قبل عشرين يوما من اطلاق شرارة الحرب ، لن يكون ذهاب قوات مناورات صينية إلى روسيا آخر أشواطها وعناوينها .

Kandel2002@hotmail.com

الخميس، 18 أغسطس 2022

لوحة ضالع الصمود و جرائم لن ينساها التاريخ .. يجسدها مخرج بالقومي للسينما المصرية

 


سها البغدادى تكتب :


 لوحة جديدة بعنوان جرائم لن ينساها التاريخ من لوحات السابق عصره الفنان أشرف كمال المخرج بالمركز القومي للسينما اللوحة بتحكى عن ثلاث أحداث هامة بمنطقة الضالع باليمن الجنوبية فكرة الصحفية سها البغدادي 


اللوحة تنقل إلى الجمهور العربي المجازر الشنيعة التى أرتكبت فى حق الجنوب و التى حزفها الضمير العربى من سطور التاريخ من أجل الحفاظ على الوحدة


وقد أصبح الأطفال والنساء هم وقود لكل المجازر التى ارتكبت فى حق الانسانية 

إنتهاكات ومجازر وخزى وعار على العرب كتبها على عبد الله صالح فى اروع فصول للجريمة فى كتاب تاريخ العرب 


●وحدة عربية إستباحت دماء الأبرياء 


فى الوقت الذى يتحدث فيه العالم عن حريات الإنسان وكرامته  وحقه فى العيش بسلام على أرضه فقد أغمض العالم عينيه وصم أذانه عما يحدث لأطفال ونساء الجنوب وعاصمته عدن وتناسى العالم هذه القضية التى استباحت الوحدة دماء أطفالها ونساءهاوشبابها بصمت العالم عنها منذ إندلاع حرب 94 إلى الآن .


أتساءل لماذا صمت العالم عن أهم وأخطر قضية إنسانية سطرتها أولى مؤامرات ما أطلقوا عليها وحدة عربية  فى ظاهرها القوة وفى باطنها قتل الأبرياء وسلب أداميتهم وإستباحة دماءهم وسرقة ثرواتهم والنيل من كرامتهم والتنكيل بهم وتهجيرهم 

حيث شنوا على الجنوب العديد من المذابح بداية من زنجبار وكان لهم الحظ الأوفر من جحيم ما تسمى بثورة 2011 وقد تسلق عليها الإخوان واخذوا مكاسبها وتركوا الدماء والعزاء للجنوب وشعبه .


سامحونى أنى أسألكم بأسم الإنسانية فى زمان ضاعت فيه ملامح ومعنى الانسانية ففى كل شبر من أرض الجنوب نجد بقعة دماء بفعل ما أسموها وحدة عربية ،بصمات تركتها الوحدة التى فرضها صالح بقوة السلاح على أجساد الأبرياء بين إعاقات واثار  تعذيب المعتقلات، فى كل بيت تجد شهيد أو اثنين من قبل أحداث حرب التحالف .


●مجزرة سناح التى هزت ضمير الإنسانية


تساؤل أكتبه بدماء الأطفال الأبرياء التى سالت دماءهم فى مجزرة سناح 2013على يد القائد الجزار ضبعان دون أن ينبض قلب العالم لهذه المجزرة وكأن العالم كله أصيب بفقدان البصر والبصيرة ، حادث إرهابى من قائد عربى يستبيح دماء الابرياء لمجرد أنهم جلسوا فى مجلس عزاء شهيد ومعهم أطفالهم ولم يكتفى بذلك بل أطلق النيران على جنازة الابرياء واصبح الجنوب يودع بعضه البعض من جنازة الى اخرى ومن المعروف ان الحراك الجنوبى حراك سلمى منذ بدايته فى 2007 فلماذا يرفعون عليهم السلاح وهم الصابرون الصامدون .


●الطفل الشهيد عبد الله عبيد درة الجنوب 


كما أنى اتذكر الطفل عبد الله عبد الكريم عبيد من أبناء قرية البجح بالضالع  والذي لا يقل حادث استشهاده عن بشاعة الإحتلال الصهيوني فى حق الطفل محمد الدرة الذي قتلوه فى حضن أبيه ، الطفل عبد الله الذى بكى على صديقه الذى قتلته يد الغدر ودعا ربه ان يلحق بصديقه وأستجاب له الله وقتل هو الأخر برصاص ضبعان قتله ضبعان أثناء ذهابه لشراء حلوى النجاح يوصف لى والده الطبيب الحادث وكان يبكى فنزلت دموع قلبى من هول الحدث عندما قال منعنى عساكر ضبعان من اسعاف طفلى وصدروا أفواه بنادقهم لصدرى فهانت عليا نفسى من جراح أبنى التى تنزف وأنا الطبيب وعجزت ان اداويها ولملمت امعاء طفلى وربطها بشالى فابتسم لى طفلى وقال لى لا تحزن وودع الدنيا ولحق بصديقه .


●فيروز ونيلي ضحايا موت الضمير العربي 


ولم تتلاشى من خيالى صورة الشهيدة فيروز التى قتلها الأمن المركزى قبل ولادة طفلها حيث فجروا رأسها فى حجرة نومها  بأى ذنب وكان مبررهم انهم يبحثون عن هارب من العدالة وسرقوا متعلقاتها الذهبية ، فأى أمن هذا من ينتهك الانسانية فى اسمى معانيها فماتت فيروز اليافعى ومات جنينها 

وتسيطر على ذهنى أيضا حادثة قتل فتاة تدعى نيلى مصطفى والتى قتلها غدر مفتى الاخوان عبد المجيد الزندانى حيث وجدوا جثتها داخل منزله وكانت نيلى صديقة لابنته وتعددت الرويات بخصوص هذه الجريمة التى ارتكبها الزندانى فى حق فتاة فى عمر الزهور.


●الطفل سياف : لا تتركيني أموت برصاص ضبعان


أتذكر أيضا الطفل سياف أثناء تواجده بمصر فترة حصول والده الدكتور أحمد مانع على الدكتوراة فى القانون الدولي ، فقال لي الطفل سياف وهو يمسك بيدى بكل ما أوتي من قوة وملامح وجهه يكسوها الخوف لا تتركيني أعود للجنوب خليني معك بمصر أنا خايف يا خالة سها فقلت له لماذا كل هذا الخوف ؟ فقال لى:ضبعان بيقتل الأطفال بالضالع و أنا خايف لا أريد أن أموت . فاحتضنت الطفل وقلت له وأنا أبتسم وفى نفس الوقت قلبي يتألم على فراقه فقلت له أنت أسمك سياف يعني بطل تقدر تحارب المجرمين من أجل الدفاع عن أرضك ، فلا تخف يا صغيري ، باباك وأنا وكل المخلصين للوطن سندافع عن الأطفال من كل الأشرار .


وبعد عودة سياف للضالع برفقة أسرته علمت من والده أن القوات الإجرامية قصفت منزلهم بالقرية ولكن الله سلم ونجت الأسرة من القصف وحينها تذكرني سياف وقال لوالده كنت خلينى فى مصر مع خالتى سها فتبسم والده وحضنه برفق .

وبالفعل تقدمت أنا والدكتور أحمد مانع أستاذ القانون الدولي بتقديم ملف بكافة المجازر التى ارتكبها اللواء ضبعان فى حق الابرياء بالضالع لجميع منظمات حقوق الانسان الدولية والتى قامت بعرضها على مجلس الأمن.


●دماء فى بحر التواهي وإنفجار جولد مور


وجاءت حرب 2015 لتسطر سطرا جديدا من سطور الجراح والأحزان ولتحدد ملامح جديدة من الأسى فى صورة ملونة بالدم فى بحر التواهى ولنرى أطفال الجنوب يغرقون أثناء محاولة الفرار من جحيم الحرب وغرقت 20 أسرة جنوبية  دون أن يلتفت أحد اليهم وانفعل العالم لصورة غرق الطفل السورى الذى غرق اثناء نزوح اسرته بقارب وتناسوا أن طفل الجنوب هو الأخر طفل عربى وله الحق ان نشفق عليه وعلى باقى الأطفال الذين تموت براءتهم من قسوة الحرب 

نيران الحرب لا تفرق بين سورى ويمنى وليبى أنها نيران ربيعهم العربى الذين أردوه لنا وننتقل إلى مشهد دامى وهو انفجار جولد مار والذى راح ضحيته اطفال أيضا وظهر الجندى الشجاع الذى أنقذ طفلا بالانفجار من بين أشلاء الضحايا 


●مات ورد الربيع فمن يشترى ورود زبلت وماتت 


وانتقل الى مشاهد الأوبئة والأمراض  التى لحقت بالجنوب واهله بعد التحرير من الارهاب فالجنوب فى ظاهره محرر ولكنه محاصر ومقطوع عنه كافة الخدمات ووسائل الاعلام العربى والدولى لن تذكره لانه فى طى النسيان ، حتى الانتصارات التى حققتها المقاومة الجنوبية كان ينسبها الاعلام لغير الجنوبيين فأى عدل هذا ؟

الجنوب المحرر هو من تنقطع عنه الخدمات الأساسية بشكل متعمد ومنه الى انتشار الأوبئة والأمراض ، نوعا جديد من الحصار او بمعنى اصح العقاب للجنوب المطالب بحريته واسترداد ارضه المنهوبة بأسم الوحدة العربية بل هى وحدة فرضت عليهم بقوة السلاح وصمت العرب من أجل المصالح وتدخلوا عندما تعرضت مصالحهم بالمنطقة إلى الأذى وبالرغم من ذلك لم ينظر العرب إلى الجنوب بعين الرحمة بل نظروا إليهم أنهم مجرد أدوات يستخدمونها فى تحقيق أهدافهم المنشودة وتعاملوا معهم أنهم تابع وليس شريك فى الحرب وشريك مهم ليس بشريك عادى .


●الجوع يقتل الأطفال ومازال الجنوب يحلم بالحرية 


انتشار المجاعات فى بعض المناطق الجنوبية بسبب عدم وصول الاغذية ومنع شعب الجنوب من الصيد فى مياهه الاقليمية،حيث قتل الجوع 4000 طفل فى منطقة الازارق محافظة الضالع  ولم يكتفى اعداء الحياة بذلك بل اطلقوا صاروخ على مبنى اطباء بلا حدود بمحافظة الضالع حتى توقف  المنظمة عملها بالمحافظة ولكى يتركوا الأطفال تموت جوعا بلا اسعافات ولا أحد يستطيع انقاذهم وانتشر الجوع وقلة الخدمات فى كافة المحافظات الجنوبية المحررة ومازال الجنوب يحلم بالحرية بالرغم من المأساة التى يعيشها والتى تدمى قلوب أصحاب الضمائر الحية 


●قلوب تبكي بالدموع وإصرار على الإستقلال 


عندما تنظر الى الشعب الجنوبى تجد مشاعرهم كلها واحدة وهدفهم واحد بالرغم من أحداث الاغتيالات اليومية التى تقف وراءها قوى تعادى استقلال الجنوب وبالرغم من توديع الجنوبيين للشهداء شهيد تلو الاخر لكن عندهم إيمان شديد بعودة وطنهم ، ايمان يعتصر قلبى ألما ويفرحه فى نفس الوقت 

فقلبى يعتصر خوفا على ضياع حلم الحرية وفرحى باصرارهم على تحقيق الهدف رغم الدماء الممتزجة بالدموع 

فتحول قلبى إلى ساحة من القتال وواحة من الحب وكذلك كل قلب من قلوب الجنوبيين 

فليت الدنيا تشهد معى على كل هذه المجازر الشنيعة والتى حزف سطورها الضمير العربى من سجلات تاريخه !


●تفاصيل اللوحة برؤية الفنان 


صور المخرج بالمركز القومي للسينما المصرية الفنان أشرف كمال  مجازر اللواء ضبعان التى أرتكبها فى حق أطفال وأهل الضالع والتى قد تقدمنا بها من قبل لمنظمات حقوق الانسان الدولية ورفعناها لمجلس الأمن بواسطة الدكتور أحمد مانع أستاذ القانون الدولي 

اللوحة بتوضح مجزرة سناح التى راح ضحياتها العشرات و استشهاد الطفل عبد الله عبد الكريم عبيد بين أحضان والده الطبيب الذي عجز عن إنقاذه تحت تهديد السلاح والتى تعتبر أبشع من جريمة الطفل الفلسطيني محمد الدرة كما تحكى اللوحة حكايتى مع الطفل سياف الذي أمسك بيدى بمصر وهو يستغيث بي ويقول لا تتركينى أرجع الضالع ،ضبعان بيقتل الاطفال هناك وأنا مش عاوز اموت انا خايف .

كما وضح الفنان أشرف كمال دور المقاومة الجنوبية فى حماية أهل الضالع خاصة والجنوب عامة حيث رمز للمقاومة برئيس المجلس الإنتقالي اللواء عيدروس الزبيدي وجاء فى خلفية اللوحة بشعب الجنوب المناضل والمستأسد من أجل حماية أرضه من الفسدة والإخوان والحوثيين

توصيات المؤتمر الثالث عشر للقصة الشاعرة


متابعة : محمد المصري


في ختام فعاليات المؤتمر العربي للقصة الشاعرة، في دورته الثالثة عشرة، الذي نظمته جمعية دار النسر الأدبية بالتنسيق مع إدارة الجمعيات الثقافية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وقد عقد المؤتمر برئاسة أ.د محمد يونس عبد العال، وأمانة أ.د ياسر السيد البنا، على مدار يومي ١٧ و١٨ أغسطس الجاري، برعاية أ.د عصام شرف - رئيس وزراء مصر الأسبق، وشارك في المؤتمر عدد من الأدباء والنقاد والأكاديميين في مصر والوطن العربي، منهم: 

 الدكاترة: منير فوزي، حسن مغازى، خالد فهمي، السيد رشاد بري، محمد حسن غانم، وائل الصعيدى، بسيم عبد العظيم، دينا العشري، دليلة مختار، فاطمة القزاز، وائل الطناحي، فاتن عرفة، زينب عبد الوهاب، محمود عبد المنعم، أحمد عبد الموجود، خالد البوهي، كما شارك: موسى بسام قطوس، عليان حمادنة، د. ربيحة الرفاعي (الأردن)، د. لوبنة بلخيري (المغرب)، كاملة بدارنة (فلسطين)، د. علي الحسيني (ماليزيا) مصطفى عمار (السعودية)، وبحضور: أحمد السرساوي، عماد على قطري، شاهندة الزيات، أحمد راضي، إسراء نجيب، حنان منصور، نجيب القاضي، غادة صلاح الدين، عبد البديع فهمي، سعاد عبد الله، هاني شريف، ناصر صلاح، خالد النسر، يمنى ابو السباع، نشأت زارع، نجلاء إبراهيم محرم، عبد الحميد ضحا، حسن عبد المقصود، محمد سليمان، ليلى عبد الحميد البرجي، تقى حازم محمد، عوض محمود حسين، فاطمة علي البدري، سعاد عبد العزيز، أبو عمار المصرى، حسن الشامي، أدهم أحمد، نبوية المناوي، خالد محمد، رباب حسن، ياسمين ثابت، عطيات محمد، محمد الدشناوي، شيرين نبيل، هشام صلاح، محمد المصري، ومن شعبة شعر الفصحى بالنقابة العامة لاتحاد الكتاب: عاطف الجندي، ثروت سليم، عصام بدر، محمود جمعة، علي الشيمي. 

* صدر عن المؤتمر كتاب ابحاث، إعداد وتحرير: محمد الشحات محمد، وقد كرم المؤتمر عددا من رموز الإبداع، والفائزين في مسابقة القصة الشاعرة لعام ٢٠٢٣، بالتعاون مع مؤسسة شرف للتنمية المستدامة، ومركز عماد قطري للإبداع والتنمية الثقافية، ومجلة الدراسات الأفريقية والعربية، ودار الزيات للنشر، وصالون غادة صلاح الدين، وجمعية هيئة خريجي الجامعات.

* وانتهى المؤتمر إلى التوصيات التالية:


١ - البدء في صنع مدونة للتراث المعاصر للقصة الشاعرة، تكون مادة للدراسة.

٢ - صناعة معجم لأعلام القصة الشاعرة في الوطن العربي مع نماذج من أعمالهم.

٣- صناعة معجم لمصطلحات نقد القصة الشاعرة .

٤- تكريس حضور القصة الشاعرة في المناهج التعليمية والمسابقات الأدبية وحركة الترجمة.

٥- أن يصبح المؤتمر يومًا واحدًا وتعقد مسابقة سنوية لأفضل النصوص والأبحاث والدراسات، وتنشر بعد تحكيمها في كتاب سنوي.

٦- العمل على تبادل الثقافات والمنح الدراسية والتزاور بين أدباء ونقاد الأقطار العربية لما في ذلك من عموم الفائدة وتوجيه المجتمعات إلى الأفضل.

٧- يوصي المؤتمر بالعمل على دعم تطور وتجدد الساحة الأدبية في ظل احتياجاتها العصرية، وكذا في ظل ضوابط الحفاظ على جماليات اللغة والهوية العربية.

٨- المزيد من العناية بدراسة أحوال المرأة في المجتمع، وتقدير إبداعها، وحمايتها من مظاهر التهميش،

٩- كما يوصي المؤتمر حركة النقد الأدبي وكلَّ معنيِّ بالعمل على توافر البنيات التحتية وأنظمة الحماية الخاصة بإدارة وإثبات الحقوق الفكرية للنشر الالكتروني والحركة الرقمية، مع زيادة الورش التدريبية والبحوث الميدانية حول فن القصة الشاعرة والأجناس البينية الجديدة.

العدوان على سوريا وتساؤلات مشروعة

 



خميس بن عبيد القطيطي


يرتكب الكيان الصهيوني اعتداءات مستمرة على الدولة السورية لتمرير أجندته والهروب للأمام من واقعه المأزوم، هذه الاعتداءات التي تُمثِّل اختراقا للقانون الدولي وتجاوزا لمبادئ الأمم المتحدة التي تنادي بحفظ الأمن والسلم الدوليين. ورغم عدم اعتراف كيان الاحتلال بهذا القانون ومؤسسته الدولية، إلا أن المؤسف هنا أن المنظمة الدولية تراقب المشهد دون أي موقف رافض لهذه الانتهاكات ولا حتى من قبيل إبراء الذمة الأخلاقية أو بالأحرى المزاعم الأخلاقية التي يتحدث عنها واضعو هذا النظام. لكن نحن لا نستغرب هذا الوضع، فهناك دول تم احتلالها، وهناك دول تم إلقاء القنابل الذرية عليها، وهناك دول وشعوب تعرضت لانتهاكات من قِبل قوى الاستعمار التي تتربع الآن على هذه المؤسسة الدولية، فكيف لها إبداء الرفض لهكذا اعتداءات وانتهاكات وقد تأسس هذا الكيان أصلا على نفس النمط باختراق القانون الإنساني، وبنى كيانه المزعوم على المجازر والترهيب والعدوان على أبناء الشعب العربي الفلسطيني؟! لكن التنويه هنا باسم الأمم المتحدة لبيان مدى هشاشة هذا النظام الدولي القائم على الأنقاض والدمار واستباحة حقوق الإنسان؟!!

العدوان على سوريا بهذا الشكل تتحمل المؤسسة الدولية تبعاته من حيث الإخلال بالسلم الدولي والعالم اليوم يتسارع نحو أحداث ومتغيرات قادمة، وإذا كانت الدولة السورية مشغولة خلال السنوات الماضية بمكافحة الإرهاب الذي تعرضت له، وقد تمكنت من إدارة أزمتها بكل اقتدار، فإن الوقت قد حان لاتخاذ الإجراءات الملائمة والتصدي لهذا العدوان السافر والرد عليه بالشكل الذي يردع كيان الاحتلال عن ممارسة حماقاته .

محور المقاومة عموما معني بهذه الاعتداءات وقد أعلن عن نفسه خلال السنوات الماضية، وهو جدير اليوم بوضع النقاط على الحروف، والتعامل مع هذه الاعتداءات الصهيونية برد يتوازى مع هذا الاختراق، وكما تمازجت دماء المقاومة خلال السنوات الإحدى عشرة الماضية، فهي جديرة اليوم بالتعبير عن ذاتها والرد على كل الاختراقات والانتهاكات الصهيونية .

أعتقد أن الدولة السورية تمتلك من الاستراتيجية التي تبنتها خلال السنوات الماضية بنجاح، وهي ـ بلا شك ـ جديرة استراتيجيا بالتعامل مع هذه الانتهاكات من قِبل الكيان المارق الذي يحاول الهروب من أزمته الداخلية وهزائمه المتكررة في الأراضي المحتلة والإيحاء لمستوطنيه بأنه ما زال يمتلك القدرة على العدوان. ومع غياب المؤسسة الدولية، يبقى الحق السوري قائما بالرد على هذا العدوان، بل وصياغة قواعد اشتباك جديدة مع الأخذ بالاعتبار أن العدوان على سوريا هو اعتداء على محور المقاومة مجتمعا .

سوريا تجاوزت المراحل الحرجة في أزمتها، وعمَّا قريب سيتم إعلان النصر النهائي وتعود سوريا بإعادة الإعمار والحوار الوطني الجامع لأبناء الوطن، وقد قطعت الدولة السورية شوطا طويلا في هذا الاتجاه رغم محاولات تعطيل هذا التقدم، وكما تم التصدي للإرهاب المستورد من الخارج فإن الإرهاب الصهيوني أيضا سيتم التصدي له، ولا شك أن وجود غرفة عمليات مشتركة لمحور المقاومة كفيل بردع هذا التمادي، ما يعني رسائل للمجتمع الدولي أن الإرهاب الرسمي الذي ترعاه دولة الاحتلال سوف يرتد عليها، وستمتد تأثيراته للإضرار بالسلام العالمي .

الأُمَّة العربية تنظر لهذه الاعتداءات الصهيونية على سوريا بحالة من الأسى، وتراقب المشهد في ظل صمت المؤسسة الدولية المسؤولة عن حفظ الأمن والسلم الدوليين، ويظل حق الرد مشروعا لسوريا في مواجهة هذا الإرهاب الدولي بالشكل الذي تراه مناسبا.

الثلاثاء، 16 أغسطس 2022

مع المقاومة حصرا بقلم عبدالحليم قنديل


 

  لن يستطيع كيان الاحتلال أن يهزم شعبا فيه أمثال "إبراهيم النابلسى" ، وهو شاب فلسطينى عمره  19 ربيعا ، كان قائدا لتنظيم "كتائب شهداء الأقصى" الجناح المسلح لحركة "فتح" فى مدينة "نابلس" ، حاصرته قبل أيام جحافل من القوات الإسرائيلية الخاصة بتدريبها العالى ، واستخدمت ضده صواريخ خارقة للدروع محمولة على الأكتاف ، وعرف "إبراهيم" أنها معركته الأخيرة ، وأنه ذاهب للشهادة حتما مع رفيقيه "إسلام صبيح" و"حسين جمال طه" ، وما كاد يفرغ من إطلاق رصاصته الأخيرة ، حتى كان ينقل بنفسه خبر استشهاده الوشيك لأهله عبر رسالة "موبايل" ، ثم بدت أمه الأربعينية فى جنازته مثالا باهرا لأم الألم الفلسطينى ، فخورة بإبنها برغم جبال الأحزان ، تزغرد وتزف إبنها لرحاب الخاق العظيم ، وتقول أنه كان يحلم من طفولته بيوم استشهاده وذهابه لحبيبه ، وتتنقل بعينيها الواسعتين بين وجوه الشباب المحتشد حولها ، وتقول لهم "إذا قتلوا إبراهيم ، فلدى مئة إبراهيم ، وأنتم جميعا أولادى مثل إبراهيم" ، وتحبس الجليلة دموعها ، وهى تحمل نعش إبنها الشاب إلى مثواه الأخير .

  ولم تكد النار تهدأ على جبهة غزة بعد العدوان الأخير ، حتى انتقلت قوات الاحتلال بحروبها الدموية إلى القدس ومدن الضفة الغربية ، وارتقى آخرون لمقام الشهادة مع "إبراهيم" ورفيقيه ، ووقع آخرون فى أسر العدو ، من "نابلس" إلى "الخليل" و"جنين" و"بيت لحم" ، ومن شباب حركة "فتح" و"حركة الجهاد الإسلامى" ، فلم تنه الحركة الأخيرة معركتها عند حدود غزة ، ولم يفت فى عضد مناضليها ، ما جرى فى قصف غزة واستشهاد عدد من قادتها الكبارفى الجناح العسكرى "سرايا القدس" ، كان فى مقدمهم "تيسير الجعبرى"  قائد الشمال و"خالد منصور" قائد الجنوب ، فكل قائد يموت يحل بعده مئة ، وقد خاضت "الجهاد الإسلامى" وحدها حرب الثلاثة أيام الأخيرة ، وأطلقت وحدها ما يقرب من ألف صاروخ مصنع محليا على مستوطنات العدو ، وصولا إلى "القدس" وشمال تل أبيب ، وأحدثت هلعا  ورعبا نفسيا داهما ، دفع مليون مستوطن إسرائيلى إلى ملاجئ الخوف ، ومن دون أن يحقق العدو المزهو بما يملك من سلاح هدفه فى تصفية خطر الجهاد والمقاومة ، فقد نبتت ورود حركة "الجهاد" من دم الشهداء ، وكلما زاد عدد الشهداء ، تضاعف عدد المقاتلين والأنصار ، وكان شعار مؤسسها "فتحى الشقاقى" الأثير فى تمجيد "الدم الذى يهزم السيف" ، ولم تنته سيرة الحركة باستشهاد "الشقاقى" نفسه على يد الموساد الإسرائيلى فى "مالطا" ، ولا باستشهاد العشرات والمئات من القادة والمقاومين ، بل يزيد نفوذها وعديدها ، ولدت نواتها الأولى الصغيرة فى كلية الطب بجامعة "الزقازيق" المصرية ، وكان "الشقاقى" ـ طالب الطب ـ قد اقترب من جماعة "الإخوان" ، وتركها بعد فترة سابقة من الانتساب للأفكار القومية العربية ، لكن الحدث الذى حول سيرته ، كان ثورة "الخمينى" فى إيران ، وإسقاط حكم الشاه العميل لأمريكا وإسرائيل ، بطوفان جماهيرى عارم وبشهداء لا يحصون ، وطبع التأثر بالمثال الإيرانى حياة حركة الجهاد بعد استشهاد مؤسسها ، ومن بداية نشوء الحركة أوائل ثمانينيات القرن العشرين إلى اليوم ، لم يشغلها شاغل غير حلم تحرير فلسطين كاملة من نهر الأردن إلى البحر المتوسط ، فلم تتورط أبدا فى تفاعلات  وتناقضات الحركة الداخلية بأى قطر عربى مجاور لفلسطين أو بعيد عنها ، وظلت حركة فلسطينية لحما ودما وعملا وغاية وعقيدة ، وإن ظلت تدعو العالم الإسلامى كله إلى نصرة قضيته المركزية فى فلسطين ، ولم تتلق دعما مؤثرا بالمال والسلاح إلا من "طهران" ، ومن "سوريا" أحيانا ، لكنها لم تدخل أبدا فى صدام مع أى نظام عربى ، أيا ما كانت وجهته وطبيعة علاقته مع شعبه ، ولم تدخل فى صدام مع السلطة الفلسطينية بعد توقيع "اتفاق أوسلو" سئ الصيت ، الذى عارضته باستقامة فريدة ، تكاد تكون وحيدة فى بابها ، فقد رفضت "أوسلو" وكل ما ترتب عليه ، ولم تشارك أبدا فى أى انتخابات برلمانية عامة اقتضتها ممارسات سلطة ما بعد "أوسلو" ، ولا زاحمت على كرسى أو منفعة من سلطة ، وهو ما أتاح لها سلاسة حضور فلسطينى وطنى جامع ، عابر للأيديولوجيات والتحزبات الضيقة ، لا يقيد حركته بنوازع تعصب إلى اليسار أو إلى اليمين ، ويقيم علاقات مميزة مع الكوادر الراديكالية فى حركة "فتح" التى تعاديها "حماس" ، وأثمر النهج طويل النفس ، الذى لا يعادى فلسطينيا ، ولا يسعى لكسب مساوم ، واستطاعت "حركة الجهاد" محدودة الموارد قياسا إلى حركة "حماس" ، أن تكون جسر عبور إلى ساحات العمل الفلسطينى كلها ، وهو ما يفسر شعارها "وحدة الساحات" فى الحرب القصيرة الأخيرة ، فقد كسبت "حركة الجهاد" أرضا واسعة فى "غزة" المحاصرة ، ومدت وجودها المحسوس فى دأب إلى الضفة الغربية ، وإلى الداخل الفلسطينى المحتل منذ عام 1948 ، وصارت المورد الأول لكتائب "جنين" وغيرها ، وقد صارت "جنين" بؤرة متقدمة لعمل ثورى فلسطينى فى القدس والضفة الغربية ، وأهلتها مزايا تاريخها الكفاحى المضئ ، وموقعها الجغرافى المتداخل مع سهول وقرى ومدن الداخل الفلسطينى ، وسيولة اتصالاتها التجارية النشطة ، ومنجمها البشرى المحتقن المتحفز فى مخيمها الشهير، أن تكون عنوانا بارزا لمرحلة جديدة عفية فى تطور المقاومة الفلسطينية ، مرحلة ما بعد حرب "سيف القدس" فى مايو 2021 ، التى تمتاز بتوحيد الساحات وتوحيد الكفاح الشعبى الفلسطينى ، ولعب شباب "الجهاد" مع شباب "فتح" ، الدور الأكثر ظهورا وجاذبية ، من عملية "نفق الأسرى" إلى العمليات الفدائية الاقتحامية الجريئة فى مدن الكيان المحتل ، وهو ما يفسر غضب جيش الاحتلال من حركة "الجهاد" بالذات ، وسعيه لإحداث شرخ بينها وبين "حماس" فى غزة ، والادعاء بأنها مدعومة من إيران ، وكأن "حماس" ليست كذلك ، فلا توجد دولة عربية مستعدة لدعم أى حركة مقاومة فلسطينية ، بل توجد للأسف حكومات عربية تمد إسرائيل بالمال والاستثمارات ، وباعتبار حروب "إسرائيل" لمصلحتها ، وكأنهم  معا إخوة فى الرضاعة ، وهو وضع مزر مهين ، لا يصح معه لوم لأى منظمة مقاومة فلسطينية حقيقية ، وحركة "الجهاد" كذلك فيما نظن ، فلم ترفع يوما سلاحا فى وجه أى فلسطينى أو عربى ، وعلى الذين يريدون محاربة إيران ، أن يذهبوا إليها إن استطاعوا ، لا أن يواصلوا الصلاة قياما وقعودا وركوعا خلف كيان الاحتلال الإسرائيلى ، ولا أن يهاجموا حركة "الجهاد" لسلاحها الإيرانى ، الذى لا يجرى استخدامه حصرا إلا ضد كيان الاحتلال ، الذى فشل وسيفشل يقينا فى كل حرب يخوضها ضد المقاومة الفلسطينية ، لا لأن المقاومة تملك سلاحا  أكثر أو أحدث ، بل لأنها تملك يقينا لا يهتز بنصر الله القادم حتما ، مهما طالت العقود ، ومهما بلغ إجرام وتجبر كيان الاحتلال ، الذى يدمر كل شئ فى غزة والضفة والقدس ، ويقتل النساء والأطفال قبل المقاومين ، ويطلق أسماء كودية مزيفة على عملياته العسكرية ، من نوع "الفجر الصادق" فى الحملة على غزة ، أو "كسر الأمواج" فى الضفة ، فالفجر الجديد يصنعه شباب فلسطين المقاوم ، والأمواج الشعبية تثور وتعلو مع قوافل وداع الشهداء ، والحركة الكفاحية الفلسطينية تلقى دعما واحتضانا شعبيا متزايدا ، بفضل الأثر العكسى لهمجية الاحتلال ، وبرغم كل صنوف الخذلان التى نعرفها ، من اعتلالات الموقف الرسمى الفلسطينى ، إلى خطايا الموقف الرسمى العربى ، إلى تواطؤ ما يسمونه "المجتمع الدولى" ، وهو تعبير دبلوماسى لقيط ، يستخدم عادة للإشارة إلى واشنطن والدول الغربية ، وكلها مندمجة استراتيجيا مع كيان العدو ، ولا تفهم سوى لغة القوة وحسابات الدم ، فأمريكا وبريطانيا تبرران لإسرائيل عدوانها وقتلها اليومى للفلسطينيين ، وتصفه بحق الدفاع عن النفس ، وكذا تفعل أغلبية الدول الأوروبية ، التى تحتشد فى حرب أوكرانيا الخاسرة ، وتتعاطف مع "كييف" بوصفها "إسرائيل الكبيرة" كما قال " فلوديميرزيلينسكى" ، وتدعم إسرائيل الصغيرة على أرضنا وفوق جثثنا ،  وتذر فى عيوننا غبارا وكلاما فارغا من نوع الدعوة لما يسمى "حل الدولتين" وطلب الهدوء والأمن ، وإلى آخرالهواء وقبض الريح الذى نلوكه صباحا ومساء ، فلا فرصة لتفاوض ولا لسلام موهوم فى المدى المنظور ، وكلما توقف عدوان إسرائيلى بدأ آخر ، فكيان الاحتلال يدرك بالغريزة ، أن التفوق السكانى الفلسطينى المطرد ، ووعى الفلسطينيين المستفيق بأولوية المقاومة ودورها ، ونشوء أجيال فلسطينية شابة لا تخشى الموت ، ووحدة الكفاح الفلسطينى على اتساع فلسطين التاريخية بكاملها ، كلها متغيرات تؤذن بقصف عمر كيان الاحتلال ، حتى لو استمر سجال الدم على مدى عقود مقبلة ، تعود فيها النجوم إلى مداراتها الأصلية ، وتستنزف فيها قوة الاحتلال وطاقته ، وبأيادى المقاومة البطلة وحدها وحصرا .

Kandel2002@hotmail.com

*الاتحاد العام للمصريين بالخارج يعلن رسمياً تشكيل مجلس إدارته الجديد*





كتب / بكر عمر


أعلنت اللجنة الرقابية المنظمة والمشرفة على انتخابات الاتحاد العام للمصريين بالخارج والتي أجريت في مقره الرئيسي بشارع جامعة الدول العربية يوم السبت الموافق ١٣ أغسطس ٢٠٢٢ عن فوز المهندس اسماعيل احمد علي رجل اعمال وصاحب مجموعة شركات تعمل في مجالات مختلفة منها المستلزمات الطبيه وواحده من اكبر شركات الحديد في مصر وأحد مؤسسي الاتحاد 

 بمقعد رئيس الاتحاد العام للمصريين بالخارج كما أسفرت الانتخابات على مقاعد عضوية الاتحاد العام للمصريين بالخارج والتي جاءت نتيجتها على النحو التالي


النائب ابو النجا

عضو مجلس الشيوخ الحالي والمستشار القانوني للإتحاد 


المستشار / علاء سليم

محاسب قانوني وخبير معتمد ومستشار مالي في جهه سياديه في الخليج . 


الدكتور ثروت قادس

عضو في البرلمان الألماني والمفكر ومؤسس ورئيس أكاديمية الحوار في العالم 

الدكتوره سهير منتصر

وكيل كلية الحقوق الاسبق وعضو لجنة الاصلاح التشريعي ومدير عام شركة استشارات قانونية في قطر 


محمود فضل 

رجل اعمال وصاحب ومدير شركة في جنيف سويسرا ومؤسس اتحاد جاليات اوروبا ورئيس الجاليات النوبيه في العالم 


د. ابراهيم يونس

ناشط خدمي لأبناء الجالية واعلامي ورجل اعمال في ايطاليا وصاحب مجموعة مدارس في تورينو وميلانو . 


مهندسه مرفت خليل

خبيره ومصممة ديكور حر في لندن والمتحدث الرسمي للاتحاد في اوروبا ورئيس فرع بريطانيا

 

 محمد ابو العيش

اعلامي ونائب رئيس تحرير في مجموعة من الصحف السعودية ورجل اعمال في مصر والسعودية . 


سعيد عثمان

رجل اعمال في مصر وهولندا وانجلترا وصاحب سلسلة مطاعم شهيرة حول العالم ونائب رئيس الجمعية الهولندية المصرية .

 

عبد الرحيم الخولي 

رجل اعمال  في باريس فرنسا 


د. محمد فريد عزت

خبير اقتصادي وصاحب شركات في مجال 


د. سعيد المغربي 

مدير مجموعة شركات في طاجاكستان وشرق آسيا في مجال الطيران والاستيراد من مصر 


 د. كورين شنودة

ناشطة هامه في مجالات الخدمة العامة ومدير تنفيذي في جمعية صناع الخير وعضوه هامه في المجالس القوميه 


صفوت البنا 

عمدة أحد المقاطعات في استراليا وصاحب شركات سياحة دولية .


والجدير بالذكر

استجابة المصريين بالخارج كانت قوية حيث شهدت الانتخابات إقبالا كبيرا من الناخبين وأعضاء الجمعية العمومية الذين حضروا من جميع أنحاء العالم للتصويت وناقشت الجمعية العمومية جدول الأعمال الخاص بإجراء اختبار مجلس إدارة جديد وفقاً للقانون رقم ٢٠١٩/١٤٩ ومرت العملية الانتخابية في أجواء هادئة ودقيقة بوجود لجنة محايدة للرقابة الانتخابية .








 

سد النهضة بعد اكتمال الملء الثالث .. ماذا بعد ؟!

 


نعاود الكتابة عن سد النهضة مجددا تلك الأزمة التي شغلت الرأي العام المصري على مدار الأحد عشر عاما الماضية باعتبارها واحدة من أبرز قضايا الأمن القومي المصري, وقبل شهور أعلنت إثيوبيا عن نيتها لبدء الملء الثالث للسد أثناء موسم الأمطار والفيضان والذي يبدأ في يوليو من كل عام, وكتبت محذرا في الوقت الذي لم يعد أحد يكتب عن هذه الأزمة وكأنها لم تعد واحدة من أخطر القضايا التي تهدد وجودنا الإنساني على هذه البقعة الجغرافية التي استقر عليها أجدادنا منذ ألاف السنين, وعندما بدأت إثيوبيا فعليا في الملء الثالث للسد وأخطرت مصر بذلك قامت الدبلوماسية المصرية ممثلة في وزارة الخارجية بتقديم اعتراض لمجلس الأمن الدولي على خطط إثيوبيا للملء بشكل أحادي دون اتفاق ملزم مع مصر والسودان, وأكدت على تمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي على ملء وتشغيل السد لضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل, غير أن أديس أبابا ترفض ذلك وتؤكد على أن سدها الذي بدأت تشيده قبل عقد من الزمان لا يستهدف الإضرار بأحد, ومرت عملية الملء الثالث للسد دون أن يتحرك ساكن لمجلس الأمن الدولي, وخرج علينا يوم الجمعة الماضية رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ليعلن أمام العالم أجمع اكتمال عملية الملء الثالث للسد بنجاح, وأكد مدير السد أن المشروع سيكتمل تماما خلال العامين ونصف عام القادمة. 


وفي ظل هذا التعنت الإثيوبي والصمت الدولي على هذه الجريمة نعاود الحديث مرة أخرى عن السيناريوهات المتوقعة والتي تحدثنا عنها كثيرا منذ بداية الأزمة وحتى اليوم في محاولة توقع ما هو قادم, ومن بين السيناريوهات التي طرحناها سابقا أربعة سيناريوهات محتملة الأول كنا نعتقد أنه سيأتي عبر الضغط المصري خاصة بعد تأكيد الرئيس السيسي بأن " مياه النيل خط أحمر, وأن كل الخيارات مفتوحة" , حيث اعتقدنا أن ذلك سيؤدي إلى تحرك المجتمع الدولي للتأثير على إثيوبيا لوقف عملية الملء الثالث للسد والجلوس على طاولة المفاوضات مجددا لانجاز اتفاق ملزم للحفاظ على حصة مصر والسودان التاريخية في مياه النيل, والآن وبعد اكتمال عملية الملء الثالث للسد يكون قد تبدد هذا السيناريو خاصة بعد إعلان مجلس الأمن عدم اختصاصه في نظر مثل تلك النزاعات في مطلع العام الماضي, ورغم ذلك تصر الدبلوماسية المصرية على مخاطبته مجددا هذا العام وكأننا لا نستفيد من تجارب الماضي.


أما السيناريو الثاني الذي رسمناه فهو التعنت الإثيوبي والإصرار على الملء الثالث في موعده من طرف واحد وهذا ما حدث بالفعل, ورفض الجلوس على طاولة المفاوضات وفرض أمر واقع وهو ما سيدفع مصر والسودان إلى توجيه ضربة مؤثرة لتعطيل العمل في استكمال السد مؤقتا حتى يتم انجاز الاتفاق الملزم, والآن ومع اكتمال عملية الملء الثالث للسد دون توقيع اتفاق ودون تحرك مصري سوداني بتوجيه ضربة مؤثرة لتعطيل العمل في استكمال بناء السد ولو مؤقتا يكون هذا السيناريو قد تبدد أيضا خاصة مع تصريحات المسؤولين الأثيوبيين الدائمة بأنهم جاهزين للدفاع عن السد ضد أى محاولة لتخريبه, وأنهم ماضون في استكمال باقي مراحل عملية البناء والتشغيل. 

 

 وتمثل السيناريو الثالث الذي رسمناه في استمرار التعنت الإثيوبي وتوجيه ضربة عسكرية ناسفة للسد من قبل مصر والسودان, وهذا السيناريو يفقد فاعليته مع مرور الوقت لأنه كلما زادت المياه المخزنة خلف السد أصبح هذا السيناريو سلاح ذو حدين فقد تؤدي عملية نسف السد لتدمير الأخضر واليابس في دولتي المصب فقد تغرق السودان ومصر من جراء عملية النسف, ورغم مشروعية هذا السيناريو خاصة مع العجز الواضح للمجتمع الدولي في اقناع إثيوبيا بتوقيع اتفاق دولي ملزم للحفاظ على حصة دولتي المصب كما تنص على ذلك القوانين الدولية المنظمة للأنهار المشتركة, إلا أن تطبيق هذا السيناريو غير مضمون العواقب, فهذا المجتمع الدولي العاجز قد يتحرك ضد مصر والسودان في حال توجيه ضربة عسكرية ناسفة للسد وقد تنشأ حرب واسعة وفوضى عارمة في الإقليم, قد تلقي بظلالها على المنظومة الدولية برمتها. 

 

 وجاء السيناريو الرابع الذي رسمناه على النحو التالي وهو تعنت إثيوبيا والضغط الدولي على مصر والسودان لقبول الأمر الواقع وعدم توجيه أي ضربات عسكرية أو تعطيل لاستكمال السد, وهو السيناريو الأقرب حتى اللحظة, وهو ما يعني موت شعبي البلدين جوعاً وعطشاً, وبالطبع لا تسعى مصر والسودان لأي حلول خارج الشرعية الدولية لكنهما يبحثان عن حل يحفظ لهما حياة شعبهما المهددة لذلك فالسيناريو الرابع لا يمكن أن تقبله جموع المواطنين في مصر والسودان, وهذا السيناريو يمكن أن يحدث فوضى عارمة في مصر والسودان لأن شعبا البلدين لن يقبلا بالانصياع للضغوط الدولية إذا قبلها القادة السياسيين في البلدين.


 ومع مرور الوقت تصبح قضية سد النهضة على صفيح ساخن, فبعد إعلان فشل المفاوضات وتصميم إثيوبيا على الذهاب لحافة الهاوية بإعلانها اكتمال الملء الثالث للسد دون توقيع اتفاقية ملزمة مع دولتي المصب مصر والسودان, ضاربة بحقوقهما التاريخية في مياه النيل عرض الحائط, حيث ترفض الاعتراف بالاتفاقيات المبرمة بين دول حوض النيل المختلفة سواء الثنائية أو المتعددة الأطراف بحجة أن هذه الاتفاقيات وقعت خلال مراحل الاحتلال, تكون بذلك تدق طبول الحرب, ويتحمل المجتمع الدولي ثمن تقاعسه عن القيام بالدور المنوط به في حفظ الأمن والسلم حول العالم, وليتذكر الجميع تلك المقولة الفرعونية المسجلة على جدران المعابد " فليهرع الجنود لإنقاذ النيل, وترعى وصوله إلى معشوقته مصر" وهى المقولة التي لا يمكن أن يتنازل عنها الشعب المصري, لأن تنازله يعني الموت لنا جميعا, اللهم بلغت اللهم فاشهد.     


بقلم/ د. محمد سيد أحمد