توجه الشعب التركي منذ عدة أيام في الخارج إلى صناديق الإقتراع للتصويت بالإنتخابات الرئاسية والبرلمانية والتي كان أبرز مرشحيها الرئيس الحالي أردوغان وحزب العدالة والتنمية وبعض الأحزاب المؤيدة له، وكمال كليتشدار اوغلو مرشح حزب الشعب وستة أحزاب سياسية داعمة له بعضها أحزاب قديمة وبعضها أحزاب جديدة كحزب أحمد داود اوغلو وهي أحزاب كلا منها له علاقاته الخارجية مع أمريكا واوروبا وكيان الصهيونية العالمية المحتلين لفلسطين، والتجمهر الشعبي والحشود في معظم ولايات ومدن تركيا تؤكد بأن هناك تأييد لكل منهما فهناك ولايات تابعة لأردوغان ومؤيديه وستكون أصوات الناخبين لهم وفي مدن اخرى إلى كلتيشدار أوغلو والاحزاب الداعمة له، حقيقة أنها إنتخابات حامية والمرشحان الرئيسيان لهما تأييد حزبي وشعبي كبير، بالرغم من أن الكثير من إستطلاعات الرأي تؤكد فوز أردوغان وحزبه ومؤيديه من الأحزاب الأخرى من الجولة الأولى، إلا أنه في عالم الإنتخابات يجب أن نتوقع كل شيئ لأن التدخلات الصهيوغربية تكون حاضرة في كل مكان للأسف الشديد لتكون النتيجة لصالح أتباعهم في كل بلد عربي وإسلامي، وإذا فاز من يناهض مخططاتهم الشيطانية يتهمون روسيا والصين وإيران بدعمه والتدخل في الإنتخابات..
وبعد ساعات معدودة ستنتهي الإنتخابات في الداخل كما إنتهت في الخارج وستظهر نتيجة الإنتخابات التركية البرلمانية والرئاسية، وفوز أردوغان في تلك الآنتخابات سيكون له الدور البارز والأهم بعد تغيير سياساته بشكل شامل وسيبقى يسير في نفس النهج الذي إنتهجة مؤخرا ويقوم بتمتين العلاقات مع سورية ومع العرب ومع إيران وروسيا وكل من يناهض ظلم ومحاولات هيمنة الغرب على المنطقة والعالم، وفوز مرشح المعارضة السداسية كمال كليتشدار اوغلو قد يتجه إلى عدة مسارات لأنه يتبع لعدة احزاب وكل حزب بما لديهم فرحون وكل حزب تابع لدولة غربية فمنهم لأمريكا ومنهم لليهود الصهاينة ومنهم لدول اوروبا وكلهم تابعين لحلف الناتو الصهيوغربي قلبا وقالبا وهذا ما صرح به كمال اوغلو مرشح الرئاسة في إحدى القنوات الفضائية الأمريكية بأنه سيعيد إتجاه تركيا إلى الإتحاد الأوروبي ولا ننسى بأن وزير خارجية أردوغان سابقا أحمد داود اوغلو من ضمن الأحزاب الستة التي رشحت كمال أوغلو وهو من غير مسار أردوغان في الماضي إتجاه سورية بعد ان كانت علاقاتهما متميزة قبل أن يسير أردوغان بمخططات أحمد داود اوغلو في المؤامرة على سورية والدول العربية والذي بدوره ينفذ مشاريع أمريكية في المنطقة وحسب مؤلفاته لإعادة أراضي الدولة العثمانية وهو من اوقع أردوغان في تلك الأفخاخ السياسية ترغيبا له بعودة الدولة العثمانية والدور الذي اعطي لحزب العدالة والتنمية من قبل الصهيوغربيين في منطقتنا وفي أفريقيا كما صرح به أردوغان واحمد داود أغلو نفسه آنذاك في بداية إنخراطهم بالمؤامرة الكونية على سورية، فكيف إذا فاز كليتشدار اوغلو كرئيس وتولى أحمد داود أغلو نائب الرئيس فستكون تركيا قد سلمت للغرب ولحلف الناتو وبشكل كامل وسنعود للمربع الأول من المؤامرة وستعود مخططاتهم على سورية والمنطقة من جديد...
فأردوغان غير سياساته الخارجية والداخلية بعد أن أقال كل نوابه ووزرائه السابقين ثم عين غيرهم مباشرة بعد أن علم حجم الأفخاخ والأخطاء السياسية التي اوقعه بها الصهيوغربيين والتابعين لهم من مستشاريه وحكومته ووزير خارجيته السابقين، والمعينين الجدد والمقربين له قاموا بمساعدة أردوغان للعودة إلى رشده ليعود للطريق الصحيح ويصحح الأخطاء السابقة مع جيرانه العرب وبالذات مع سورية والعراق ومع باقي الدول العربية ومع إيران وروسيا والصين، فأصبحت السياسة الداخلية والخارجية التركية متوازنة وبالذات في الأزمة الروسية الأوكرانية والتي عمل فيها الأتراك كوسطاء بين الطرفين في توريد الطاقة والغذاء وتبادل الأسرى...وغيرها من الأفكار والخطط والبرامج التي قدمتها تركيا لتنهي تلك الأزمة أو العملية الخاصة الروسية والحرب الصهيوناتوية على روسيا، ولكن الغرب والإمعة زيلنسكي لم يوافقوا عليها أبدا، ولم يعجبهم الموقف التركي كمحايد ووسيط بل أرادوا منه أن يكون حليف ومشارك لهم بتلك الحرب لأنه عضو مهم في حلف الناتو....
وأصبح أردوغان ينتقد الصهيوناتويين علنا ويحذرهم بما يخص دعمهم للأحزاب الكردية في العراق وسورية وبالذات تنظيم قسد الكردي الحليف لأمريكا في سورية، وحذرهم من دعم الأسلحة لأوكرانيا لأنه لا ينهي الحرب القائمة بل يزيد التصعيد، وأيضا رفض وأعاق دخول السويد وفنلندا إلى حلف الناتو، وعمل ليلا ونهارا مع الروس والإيرانيين لعودة العلاقات التركية مع الدولة والقيادة السورية والشعب السوري وقد تم ذلك الأمر بعدة لقاءات بين مدراء أجهزة الإستخبارات ووزراء الداخلية ومن ثم وزراء الخارجية وخلال أيام او اسابيع سيتم اللقاء بين الرئيس الأسد والرئيس أردوغان حين يتم تحديد الوقت والمكان المناسبين، وأيضا لا ننسى ما عرضه الرئيس بوتين على أردوغان بعد تفجير خطط نورستيرم ليكون مجمع نقل الغاز في تركيا ليتجه مباشرة من روسيا إلى تركيا إلى أوروبا، وعمل أردوغان ومستشاريه الجدد وحكومته على زيادة وتمتين العلاقات التركية الروسية والإيرانية بالذات وأيضا الصينية وزاد التبادل والتعاون بينهم بكافة المجالات وفي معظم أماكن النزاع في منطقتنا والعالم...
لذلك غضب الصهيوغربيبن وحلفهم الناتوي من تلك السياسة الجديدة لأردوغان ولتركيا وأصبح أردوغان حجر عثرة للصهيوغربيين وحلفهم الناتوي في طريق تنفيذ مشاريعهم وخططهم في المنطقة والعالم، لذلك يتم الآن ومرة أخرى ترهيب وترغيب أردوغان بتلك الإنتخابات وهؤلاء المعارضين للتخلي عن إعادة النظر بعلاقاته السورية والعربية والإيرانية والروسية والصينية والإنسانية، وعلى تركيا الحذر لأن هؤلاء الصهيوغربيين يحقدون على من يعود عن خطأه ويتوب ولا يبقى تائها معهم في أعمالهم الشيطانية والإجرامية بحق الشعوب البريئة، وقد يقومون بأي عمل يوم الإنتخابات أو بعد النتيجة النهائية إذا فاز أردوغان وحزب العدالة والتنمية ليوصلوا لحكم تركيا تابعين لهم بشكل كامل وتصبح تركيا وكل قياداتها العسكرية والمدنية تابعة لهم وليست دولة مستقلة وذات سيادة ولا تسمح لأحد في التدخل بشؤونها وسياستها الداخلية والخارجية...
والساعات القادمة ستنهي الإنتخابات وأكثر من ٦٠ مليون ناخب تركي سيتوجهون للتصويت في صناديق الإنتخاب وستكون الأحداث مستعرة بين الحزب الحاكم في تركيا بقيادة أردوغان وحزب العدالة والتنمية ومن يؤيده من الأحزاب الأخرى التي تثني وتؤيد سياسته الصحيحة الحالية إتجاه سورية وإيران وروسيا والصين وبين الأحزاب السداسية بقيادة كمال كلتيشدار اوغلو كصورة قيادية فقط أمام الناخبين وبتخطيط وتنفيذ سياسات أحمد داوود أغلو وغيره من زعماء الأحزاب الستة تبع دول المؤامرات الصهيوغربية الناتوية على المنطقة والعالم.، فالشعب التركي وتركيا أمام خياريين إما بقاء الإستقلال والسيادة وإما التبعية الكاملة للصهيوغربيين....
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي....
كاتب ومحلل سياسي...