سورية ترسم خريطة العالم من جديد !!
تخوض سورية العربية حرب كونية منذ ما يزيد على السبع سنوات, شارك فى هذه الحرب ما يزيد عن مائة دولة حول العالم, لكن الأصيل فى هذه الحرب الكونية على سورية كان العدو الأمريكى وأتابعه فى أوروبا خاصة العدو البريطانى والعدو الفرنسي, هذا بالطبع الى جانب العدو الصهيونى الذى تصب كل هذه الحرب فى صالحه, وبما أن العدو الأمريكى تاجر شاطر فلا يمكن أن يدفع دولارا واحدا من خزانته ولا خزانة أتباعه الأوروبيين ولا خزانة العدو الصهيونى فى هذه الحرب على سورية, وهنا فكر العدو الأمريكى فى ممول للحرب فلم يجد غير الرجعية العربية الخائنة والعميلة تاريخيا والتى تكن كل العداء لسورية وقائدها المقاوم الذى وصفهم في واحدة من القمم العربية بأنهم أشباه رجال.
لذلك لم ينسي العدو الخليجى هذه الكلمات وظل كاتمها فى صدره الى أن جاءت الفرصة للانتقام ورد كرامتهم المبعثرة فكانت أموال النفط الحرام جاهزة لتمويل الحرب الكونية على سورية, وبدأ العدو الأمريكى يخطط للحرب فوجد أن أفضل طريقة هى الحرب غير المباشرة فى إطار ما يعرف بالجيل الرابع للحروب, حيث قام باستخدام وسائل الإعلام التقليدية والجديدة كجنرال فى الحرب حيث قامت ومنذ اللحظة الأولى بالكذب والفبركات لتضليل الرأى العالم العالمى حول ما يحدث على الأرض العربية السورية وشيطنة الحكومة والجيش والقائد, ثم استخدمت الفتنة الطائفية والمذهبية والعرقية لتفكيك النسيج الاجتماعى المتماسك للمجتمع العربي السورى فى محاولة لإشعال النزاعات الأهلية بين مكونات المجتمع الواحد, وأخيرا جلبت المرتزقة من الجماعات التكفيرية الإرهابية من أكثر من 80 دولة حول العالم ليدخلوا الحرب بالوكالة عن العدو الأمريكى وحلفائه وأتباعه.
وبالطبع كانت الحدود المفتوحة للدولة السورية جاهزة عبر اتفاق تم بين العدو الأمريكى وأعداء سورية المتاخمين لحدودها بعض الخونة العراقيين مع بعض الخونة اللبنانيين بالإضافة العدو التركى والعدو الأردنى, وانطلقت الحرب بهدف التخلص من آخر معاقل القومية العربية, حيث يقف المشروع القومى العروبي المقاوم ورغم ضعفه الشديد حجرة عثرة فى وجه المشروع الأمريكى – الصهيونى المعروف بالشرق الأوسط الجديد والذى يسعى الى تقسيم المقسم وتفتيت المفتت داخل منطقة الشرق الأوسط, فسورية هى الدولة العربية الوحيدة التى لم يستطع العدو الأمريكى من ترويضها, وظلت شوكة فى حلقه تؤرقه طوال الوقت, فلم يتمكن من عقد صلح بينها وبين العدو الصهيونى على غرار كامب ديفيد ووادى عربة واسلوا, ولم يستطع تكبيلها بالديون كما فعل مع الآخرين, ولم يستطع أن يغزوها ثقافيا فظلت محافظة على نهجها العروبي المقاوم, ولم يستطع أن يجعل تسليحها أمريكيا خالصا فيتمكن من ابتزاز جيشها وحرمانه من السلاح, لذلك كله كانت الحرب واجبة.
وبدأت الحرب وقررت سورية منذ اليوم الأول أنها لن تستسلم, وأعلن الرئيس الأسد بوضوح شديد أنه سيخوض الحرب الى نهايتها على المستويين الميدانى والسياسي, وأكد أن الجيش العربي السورى سيخوض المعارك فى مواجهة جيوش العدو الأمريكى من الجماعات التكفيرية الإرهابية على كامل الجغرافيا السورية ولن يترك إرهابي واحد على هذه الأرض الطاهرة المقدسة, ورغم ذلك سوف نمد أيدينا بالسلام وسوف نجلس على طاولة المفاوضات السياسية مع كل الأعداء لكن بشروطنا نحن أصحاب الحق ودون تفريط فى سيادتنا أو قرارنا.
وعبر السبع سنوات الماضية وهى عمر الحرب الكونية على قلب عروبتنا النابض, تمكنت سورية من هزيمة العدو الأمريكى على كل الجبهات, فالجيش العربي السورى تمكن من هزيمة الجيوش التكفيرية الإرهابية الأمريكية بشكل أذهل الأمريكى وأفقده صوابه وكانت معركة الغوطة الشرقية فاصلة وحاسمة فى عمر الحرب, وعندما تأكد العدو الأمريكى أن جيوشه التكفيرية قد هزمت على الأرض, وأن مشروعه التقسيمي والتفتيتى قد فشل ويحتاج الى مزيد من الوقت لتحقيقه, وقد يمتد ذلك لسنوات طويلة قادمة قرر أن يتخلى عن فكرة الحرب غير المباشرة ويخوض الحرب بنفسه بشكل مباشر, وبالطبع كان يتطلب ذلك قرارا دوليا عبر مجلس الأمن فكانت حجة الكيماوى المفبركة المزعومة.
لكن العدو الأمريكى قد نسي أن سورية كانت تخوض معه معركة أخرى سياسية تمكنت عبرها من إعادة استنهاض الصديق الروسي ليعود عبر السبع سنوات الى الساحة الدولية من جديد كقوة عظمى موازية لقوة العدو الأمريكى, وبذلك دخل العالم بفضل سورية مرحلة جديدة تماما, فبعد انتهاء الحرب الباردة بين العدو الأمريكى والصديق السوفيتى فى مطلع التسعينيات من القرن العشرين انفرد العدو الأمريكى بالساحة الدولية وتوج نفسه عليها كقطب أوحد, لكن الأزمة السورية أخرجت الدب الروسي من محنته وعاد ليلعب دوره الطبيعى كقطب آخر موازى على الخريطة الدولية, وبالفعل تصدى الصديق الروسي عبر الفيتو فى مجلس الأمن للعدو الأمريكى لمنعه من مواصلة العدوان والحرب على سورية.
لكن مع الانتصارات المدوية للجيش العربي السورى فى الميدان على الجيوش التكفيرية الإرهابية, والانتصارات الموازية على الساحة السياسية بالقيادة الحكيمة للرئيس بشار الأسد والانتصارات الدبلوماسية بقيادة الدكتور بشار الجعفري فى كل الساحات الدولية جعلت العدو الأمريكى يقرر دخول الحرب بدون قرار دولى من مجلس الأمن, وبالفعل كان العدوان الثلاثى الفاشل الذى جاء كنوع من حفظ ماء الوجه من قبل العدو الأمريكى ليحفظ هيبته المفقودة على الساحة الدولية, وما تبعه من ردود أفعال أكدت وأظهرت بوضوح وجلاء أن سورية خاضت وحدها هذه الحرب وانتصرت وحلفائها علي العدو الأمريكى وكل من ساعده فى هذه الحرب سواء بالمشاركة أو التمويل أو تسهيل استخدام الأرض للعدوان أو الموافقة على العدوان أو الصمت والخرس عن إدانة العدوان والتنديد به, ومن هنا يمكن أن القول أن انتصار سورية قد قلب كل موازين القوى الدولية, ويبشر الآن برسم خريطة عالمية جديدة, اللهم بلغت اللهم فاشهد.