اخبار ذات صلة

الأربعاء، 25 أكتوبر 2023

*الحرب البرية ومآلاتها المرعبة على جيش الاحتلال*


العمليات الحربية لا يمكن انجازها الا بالقتال الارضي على الهدف بسلاحي المناورة المشاة والدبابات وبالنسبة لجيش الاحتلال الصهيوني لا يوجد لديه جيش بري قادر يمتلك الجرأة على الاجتياح البري نظرا لانطباع حالة من الرعب في ذاكرته منذ انتفاضة الاقصى عام 2000م مرورا بكل الاجتياحات الماضية 2006م في جنوب لبنان وحروب أعوام 2008/2009م و2012م و2014م و2018م وآخرها سيف القدس عام 2021م لذلك لا غرابة أن نجد ضباطه وافراده مرعوبين من هذا الكابوس وقيادة الكيان الفاشية المجرمة تدرك هذه الحقيقة لذلك فإن ما تقوم به من جرائم وتدمير وحرب وإبادة على القطاع تحاول من خلاله استرداد الثقة بهذا الجيش المهزوم وتحاول ترميم الصورة جراء الهزيمة والفشل الذريعين الذين حدثا في معركة طوفان الاقصى واليوم أيضا يشترك في الجريمة الصهيونية الاخيرة امريكا واوروبا جميعا ولاحظنا كيف انبرى قادة الغرب للتعبير عن تضامنهم مع العدو الصهيوني وآخر تصريخ لمنسق السياسة الاوروبية أن دخول المساعدات ليس له علاقة بوقف اطلاق النار بمعنى ان تستمر الجريمة ويسحق هذا القطاع بشكل يومي وتنهمر القذائف والقنابل والذخائر المحرمة على سكان القطاع من المدنيين ومحاولة عزل السكان في مناطق إيواء محددة لتتمكن آلة الحرب الصهيوامريكية من استهداف الانفاق وقواعد فصائل المقاومة تحت الارض بالقنابل العنقودية وهناك نوع تم ادخاله منذ الحرب على العراق لاستهداف المواقع العراقية والقيادات تحت الارض يسمى GBU - 28

28 وتسمى أيضا مدمرة الملاجئ هي نوع خاص من القنابل الخارقة للأرض، تم تطويرها في بدايات حرب الخليج الثانية بواسطة شركة Lockheed الأمريكية بالتعاون مع سلاح الجو الأمريكي (USAF). كان الهدف الرئيس من تطويرها هو ضرب مواقع قيادية عراقية تحت الأرض يصعب الوصول إليها أو تدميرها بالقنابل العادية. يبلغ وزن القنبلة الكاملة منها حوالي 2291 كيلوغرام، منها 1996 كيلوغرام لجسم القنبلة مع الأدوات المركبة فيها و295 كيلوغرام مادة تريتونال المتفجرة. مادة التريتونال عبارة عن خليط من مادتي تي أن تي (80%) ومسحوق الألمنيوم (20%) .
وبالتالي فإن جيش الاحتلال الصهيوني ليس لديه القدرة على الدخول في معركة برية وتكرار ما حل به في حروب سابقة .
خميس القطيطي
khamisalqutaiti@gmail.com



للتعنت الصهيوغربي ورفضهم لكل المناشدات العربية والإسلامية والعالمية السابقة وفي مجلس الأمن لوقف إطلاق النار يبدوا أن الحرب الإقليمية أو العالمية على الأبواب...


يبدوا أن قادة الصهيوغربيين وجيوشهم لم يتعلموا من فشلهم وهزائمهم في منطقتنا عبر تاريخ محاولات إستعمارهم لدولنا ولمنطقتنا العربية والإسلامية، وخروجهم مهزومين مذلولين هاربين كالفئران من ضربات محور المقاومة والمقاوميين، أي منذ إحتلال أفغانستان والعراق مرورا بمؤامراتهم بمى سمي بالربيع العربي والثورات المفتعلة وعصاباتهم الداعشية بمختلف مسمياتها التي جمعوها وأدخلوها من أسقاع الأرض على دولنا وشعوبنا لخلط الصالح بالطالح وإشعال الفتن وسفك الدماء وإستنزاف قوتنا الدينية والعسكرية والعلمية والإقتصادية وحتى الإجتماعية والثقافية ومن ثم تقسيم الدول بإسم الجهاد والله ورسله والأمة والإنسانية والجهاد منهم براء...

وأيضا كان من ضمن الأهداف الرئيسية حرف البوصلة الحقيقية للجهاد وهو تحرير فلسطين من البحر إلى النهر والجولان ومزارع شبعا من ذلك الكيان الصهيوغربي المصطنع والزائل قريبا بعون الله تعالى، وقد جر هؤلاء أي القادة الصهيوغربيين معهم بعض القادة العرب والمسلمين في المؤامرة على دولنا وعلى سورية الحبيبة بالذات والتي هي نبض الأمة وروحها وجسدها لتنهي الأمة بعضها بعضا وتدمر وتستنزف ذاتها بذاتها دون أن يخسر هؤلاء الصهيوغربيين جندي واحد لهم....
وكان محور المقاومة وبالذات سورية إيران وقيادتهما أكثر نظرة إستراتيجية للأهداف الرئيسية من إستعمار أفغانستان والعراق في الماضي القريب آنذاك، وأكثر نظرة وصحوة لما يحاك من مخططات صهيوغربية لدولنا وشعوبنا وأمتنا ومنطقتنا برمتها، وكانت نظرة أيضا إستراتيجية للواقع الحالي والمستقبل آنذاك أكثر من بعض القادة العرب والمسلمين الذين تم جرهم للمخططات سواء بعلمهم بعد إعطائهم وعود وعهود فضفاضة وكاذبة للسير معهم في المخطط أو دون علمهم بعد أن لحقوا بشيوخ الفتن والضلالة ومفتي القتل وسفك الدماء بين أبناء الأمة من عسكريين ومدنيين....
وقد هزمت كل مشاريعهم من دول وفصائل محور المقاومة وتم الخلاص من كل مخططاتهم المتجددة وعصاباتهم ودواعشهم ورميت في مزابل التاريخ العربي والإسلامي والدولي، وإزداد محور المقاومة قوة وعدد وعتاد وتجهيز عسكري كامل بري وبحري وجوي والحمد لله تعالى، وقد إنتصرت فصائل المقاومة في لبنان وغزة واليمن والعراق بعدة حروب عبر سنوات مضت معروفة تواريخها لدى الجميع على الكيان الصهيوني وتحالفات القوات الأمريكية وعصابات الدواعش وأيضا على بعض القادة العرب الذين تم جرهم لحروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل لقتل إخوتهم وأبناء أمتهم....
وبعد أن وجد هؤلاء أي قادة الصهيوغربيين أن مخططاتهم ومشاريعهم بما يسمى بالشرق الأوسط الجديد والمتجدد وهو إسرائيل الكبرى للهيمنة على دولنا ومنطقتنا، قاموا بفرض حصار وقوانين قيصرية أحادية الجانب على سورية بالذات وبالتالي كانت نتائجها إستنزاف إقتصادي لكل الدول العربية وبالذات دول بلاد الشام الطبيعية، ورغم معاناة تلك الشعوب من الفقر والجوع والبطالة وإنقطاع الكهرباء وقلة الغاز والكاز وإنعدام السيولة المالية من أيدي الشعوب بل وضياع وسرقة أموالهم وأرصدتهم من قبل الفاسدين أتباع الصهيوغربيين في دولنا...وغيرها من إحتياجات الإنسان اليومية، إلا أن الشعوب والحمد لله تعالى صمدت وصبرت وتحملت وما زالت وستبقى، وبقيت شامخة تسير وراء محور المقاومة لأنها تأكدت بأن هذا المحور هو من سيخلصهم من مؤامرات الصهيوغربيين وأتباعهم داخل دولنا وحصارهم وظلمهم وتدخلهم في حياتنا وهو من سيعيد حقوقهم وأراضيهم المحتلة...
وبنفس الوقت كانوا يعملون في أوكرانيا الروسية ومناطق الدونباس وتايوان الصينية لتكونا كيانين آخرين لهما ككيانهم الصهيوني المحتل لفلسطين، ولتكون اوكرانيا وتايوان محتلتين من قبل عصابات نازية متجددة وتبقى عامل توتر لروسيا والصين مدى الحياة، والمعروف أن روسيا والصين دائما مع قضايانا العادلة في مجلس الأمن ووجودهم على الأرض في محاربة مخططاتهم التوسعية، فأعتبرت أمريكا وأوروبا روسيا والصين دولتان يجب إستنزافهما والخلاص من قوتهما وفرض الهيمنة الصهيوغربية عليهم، فإتجه الغرب وحلفه الناتوي إلى مخططاته في أوكرانيا فهزم هزيمة نكراء من قبل روسيا بوتين وحلفائه، وحاولوا وما زالوا مع الصين لكنهم لا قدرة لهم على ذلك، بل وتم طردهم من معظم دول إفريقيا والتي طالبت شعوبها بعلاقات مع روسيا والصين والخلاص من علاقات أمريكا وفرنسا وألمانيا...وغيرهم...
وبعد هزيمتهم في كل مكان وطردهم من كل مكان، ونظرتهم ومتابعتهم لمنطقتنا والمصالحات العربية العربية والعربية الإيرانية والعربية التركية، والتي كانت بإشراف وتنسيق لوجستي صيني روسي، تأكدوا بأن مخططاتهم عبر سنوات مضت هزمت في كل مكان حتى في الشرق الأوسط، وكيانهم الصهيوني في إنهزام دائم، لذلك قرروا أن يعيدوا إستعمارهم وسيطرتهم وهيمنتهم على منطقتنا عبر كيانهم الصهيوني المصطنع لأنهم يعتبروننا الأضعف ويسهل عليهم قتلنا دولة دولة بالفتن وغيرها وبمقولتهم الكاذبة لبعض قادتنا بأنهم حلفاء وشركاء وغيرهم أعداء...
ولحماية بقاء هيمنتهم على المنطقة ودولها وشعوبها تم التركيز وبشكل لحظي ويومي على التطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني لتعود دول المنطقة وشعوبها للمربع الأول من الفتن والخلافات والحروب، ولأن التطبيع مع السعودية له أهمية بالغة عند الصهيوغربيين للقيمة الدينية في مكة والمدينة التي تجمع المسلمين عربا وعجما، وأيضا لقوتها الإقتصادية والمالية ولنفوذها في دول العالم العربي والإسلامي، وبذلك التطبيع يتم تصفية القضية الفلسطينية نهائيا ويتم تهويدها بشكل كامل، ويتم تهجيرهم إلى مصر والأردن بعد تكبيلهم بإتفاقية سلام لصالحهم فقط، وأيضا يتم جر حكام السعودية إلى مخططاتهم الإقتصادية في الطرق البرية والبحرية والجوية التي أتخذت في قمة العشرين من تل أبيب يافا المحتلة إلى العالم، وبذلك يوقعون الفتنة بين مصر التي ستفقد أهمية قناة السويس الدولية وثرواتها التي يعيش منها الشعب المصري الشقيق، وأيضا يمنعون تنفيذ المشاريع البرية والبحرية والجوية بين الصين وروسيا وبين السعودية وإيران ومصر وبلاد الشام الطبيعية وكل دولنا العربية والإسلامية...
فنجحت عملية طوفان الأقصى المباركة في ٧ تشرين أكتوبر وأفشلت كل مخططاتهم في الماضي البعيد والقريب، وقلبت الطاولة وما تحتها وما فوقها على رؤوسهم جميعا وعلى رأس كيانهم المصطنع الذي يحاولون إنعاشه وهو ميت في العناية المركزة ولا أمل لعيشه في المنطقة نهائيا، وأعادت قضية فلسطين إلى القمة وافشلت كل عمليات السلام والتطبيع السابقة، وكشفت الوجه الحقيقي لعصابات الكيان الصهيوني ولداعميه الصهيوغربيين أمام القادة العرب والمسلمين (الحلفاء) ولو أنهم حلفاء كما تدعي أمريكا لأستمعوا لنصائحهم ومناشادتهم منذ زمن بعيد واليوم بما يخص حل القضية الفلسطينية وإنفجار الأوضاع وتوسع الحرب الدائرة حاليا، وكشفت وجه الصهيوغربيين أمام قادة وشعوب العالم وحتى شعوبهم في أمريكا وأوروبا والذين دعموا المقاومة في كل مكان على وجه هذه الأرض المباركة، فتمثل فشلهم وحقدهم ومكرهم وهزيمة مخططاتهم المتجددة في المنطقة بجرائمهم ومجازرهم والإبادة الجماعية التي إرتكبوها بحق شعب غزة الأبرياء بشتى أنواع الأسلحة الأمريكية والأوروبية والمحرمة دوليا...
بعد عجزهم عن مواجهة مقاتلي المقاومة على الأرض وجها لوجه، وترددهم وخوفهم من الدخول بحرب برية والتي إن حصلت ستبدأ الحرب الإقليمية الشاملة ووحدة الساحات بين فصائل محور المقاومة في غزة ولبنان واليمن والعراق ودوله سورية وإيران، والذين وجهوا رسائل عسكرية عدة للكيان الصهيوني ولداعميه المتصهينين قادة أمريكا وأوروبا، ورغم ذلك ما زال الصهيوغربيين يرفضون وقف إطلاق النار في كل المبادرات التي قدمت في مجلس الأمن والمؤتمرات واللقاءات والمناشدات العربية والعالمية لهم حتى لا تتوسع الحرب لكن للأسف دون جدوى ولا يوجد آذان صاغية ولا يوجد عقلاء بينهم، وبذلك هم الآن وأمام كل الشرائع السماوية والدولية والقانونية شركاء ومؤيدين ومحرضين على إرتكاب الإبادة الجماعية بحق شعب غزة، والحذر الحذر من نفاذ الصبر الإستراتيجي لمحور المقاومة لأن آياديهم دائما على الزناد، والنصر صبر ساعة يرونه بعيدا ونراه قريبا بعون الله تعالى لنا ولمحورنا المقاوم ولقادتنا ولأمتنا ولأشقائنا في روسيا والصين وأمريكا الجنوبية وللإنسانية جمعاء...
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...
كاتب ومحلل سياسي..

أكذوبة السلام الصهيوني وحل الدولتين!!

 



لقد استطاعت المقاومة الفلسطينية البطلة والشجاعة أن تعيد للقضية الفلسطينية وهجها الذي خمد على مدار العقد الأخير، حيث أشعل العدو الصهيوني شرارة الربيع العربي المزعوم، والذي ألقى بظلاله السلبية على القضية الفلسطينية، حيث انشغلت غالبية الدول العربية بما أصابها من أزمات وصراعات وحروب داخلية، وظن العدو الصهيوني أن القضية الفلسطينية قد ماتت وشيعت جنازتها ودفنت للأبد، لكن كانت للمقاومة كلمة أخرى، حيث انطلقت عملية طوفان الأقصى، والتي تفاجأ بها العدو الصهيوني، وكبدته خسائر في الأرواح والجرحى لم يشهدها من قبل إلا في حرب أكتوبر ١٩٧٣ والتي كان يظنها العدو بأنها ستكون أخر الحروب، وأكدت العملية أن جيش الاحتلال كيان ضعيف وهش على عكس الصورة الذهنية التي كان يرسمها لنفسه ويصدرها للرأي العام العربي والعالمي.
ودخلت الحرب أسبوعها الثالث ولازالت النيران مشتعلة، وقد تابعت خلال الأيام الماضية كل التحركات والجهود الاقليمية والدولية التي تحاول إيقاف الحرب العدوانية على قطاع غزة والذي يشهد شعبها حرب إبادة جماعية ووحشية من الآلة العسكرية الصهيونية، وإذا كان العدو الأمريكي وحلفائه الغربيين قد انحازوا منذ اللحظة الأولى للعدو الصهيوني وحولوا المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة لمؤيد وداعم لهم، وهو ما يمكن فهمه من حيث طبيعة العلاقة التاريخية بين الغرب الاستعماري والعدو الصهيوني فهذا الغرب هو الذي مكن هذا العدو من هذه الأرض قبل ما يزيد على قرن من الزمان، لكن غير المفهوم هو الموقف العربي العاجز أمام العدو الصهيوني، والخطاب الاستسلامي والصوت الخافت من الحكام العرب، فعلى الرغم من الانتفاضة الشعبية في طول وعرض العواصم العربية، إلا أن الخطاب الرسمي لازال عاجزاً عن قول الحق، أو وصف المقاومة الفلسطينية بأنها حق مشروع دفاعاً عن النفس تكفله القوانين الدولية لكل شعب احتلت أرضه.
فخلال قمة القاهرة للسلام والتي فشلت في الخروج ببيان ختامي يدين العدوان ويطالب بوقف المجازر الصهيونية على الشعب الفلسطيني المحاصر بقطاع غزة، ويدين المشروع الصهيوني الشيطاني المدعوم أمريكياً وغربياً والذي يسعى لتهجير سكان غزة قسرياً إلى الأرض المصرية في سيناء تلك الأرض التي حررت بدماء الشهداء من أبناء الشعب المصري في حرب أكتوبر ١٩٧٣، كانت الكلمات عاجزة ومترددة وغير حاسمة، وتساوي بين القاتل والمقتول، وتحاول استجداء العدو وكأنه هو صاحب الأرض وتطالبه بالسلام المزعوم، وتخطب وده لقبول حل الدولتين على أرض ما قبل ٥ يونيو ١٩٦٧، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون عاصمتها القدس الشرقية، وبالطبع يسمع العدو هذا الكلام ويقول في نفسه لقد نجحت مهمتنا في إقناع الرأي العام العالمي بأننا أصحاب الأرض وأن حربنا دفاعاً عن أنفسنا أمام هؤلاء الارهابيين، والدليل هو استجداء هؤلاء الحكام العرب لوقف نزيف الدم بين الطرفين كما يقولون في تصريحاتهم أمام وسائل الإعلام، لقد تقزمت القضية الفلسطينية على يد الحكام العرب وأصبحت أكثر أمانيهم أن يسمح العدو الصهيوني بمرور المساعدات الإنسانية لشعب يتم إبادته، ولم نسمع صوتاً يقول أن هذا الشعب هو صاحب الأرض الفعلي ويجب على هذا العدو الصهيوني أن يحمل أمتعته ويرحل.
وهنا يجب أن نذكر الرأي العام العالمي بأن هذا العدو الصهيوني لم يكن له وطن حين كان الشعب الفلسطيني يعيش ويحيا على هذه الأرض عبر ألاف السنين، وعندما فكر الصهاينة في البحث عن وطن لهم ليجمع شتاتهم من حول العالم، لم يجدوا أمامهم غير بريطانيا الاستعمارية التي كانت تفرض سيطرتها وهيمنتها بالقوة على أجزاء كبيرة من وطننا العربي، واستقر رأي المتآمرين على اغتصاب الأرض العربية الفلسطينية، وتم الإعلان عن المؤامرة عبر ما عرف بوعد بلفور وهو الاسم الشائع الذي عرفت به الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور وزير الخارجية البريطاني آنذاك بتاريخ ٢ نوفمبر ١٩١٧ إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وبالطبع منح هذا الوعد من لا يملك لمن لا يستحق، فالحكومة البريطانية لا تملك الأرض العربية الفلسطينية، وإن سيطرت عليها بقوة السلاح واحتلتها، واليهود الصهاينة الذين جاءوا من كل أصقاع الأرض لا يستحقون أرض فلسطين.
وقد لقى الوعد المزعوم رفضاً فلسطينياً قوياً، فاندلعت مجموعة من الثورات، جسدت كفاح الشعب العربي الفلسطيني في مواجهة العدو الصهيوني، لكن القوى الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا وأمريكا استمرتا في دعم الوجود اليهودي الصهيوني داخل الأرض الفلسطينية وفي ٢٩ نوفمبر ١٩٤٧ صدر قرار ظالم من هيئة الأمم رقم ١٨١ القاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين واحدة عربية وأخرى يهودية، مما أدى إلى إعلان قيام الدولة اليهودية المزعومة دولة مستقلة على أرض فلسطين المغتصبة في ١٥ مايو ١٩٤٨، ومنذ ذلك التاريخ والشعب العربي الفلسطيني يقاوم ويحارب من أجل استرداد أرضه، لذلك يجب أن نصحح بوصلتنا فالحديث عن السلام مع العدو الصهيوني أكذوبة كبرى، وطرح حل الدولتين طرح ظالم، صراعنا مع هذا العدو صراع وجود وليس حدود، هو بالأصل محتل ومغتصب وكل الشرائع السماوية والقوانين الدولية تعطي الحق للشعب العربي الفلسطيني لحمل السلاح من أجل تحرير أرضه، لذلك لن تتحرر فلسطين إلا عبر الكفاح المسلح، فما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة، اللهم بلغت اللهم فاشهد.
بقلم / د. محمد سيد أحمد