في عيد النصر والذكرى ٧٩ لإنتصار روسيا وحلفائھا على النازية الھتلرية إحتفل الروس وحلفائھم في الساحة الحمراء، أكثر من ٩ آلاف شخص و٧٠ قطعة عسكرية متنوعة برية وبحرية وجوية شاركوا في عرض ھذا العام ٢٠٢٤، والعرض العسكري في الساحة الحمراء في موسكو ھو تقليد راسخ في عيد النصر على النازية، تقام من خلالھ إحتفالات شعبية وعروض عسكرية في كل انحاء روسيا في الحرب الوطنية العظمى وتحقيق النصر على النازيين، فكانت معركة برلين ھي الفصل الأخير والفاصلة لإعلان الإنتصار الكبير للإتحاد السوفياتي و للجيش الأحمر الروسي على النازية وسقوط النازية، والشعب الروسي ضحى بالملايين من الأرواح ٢٨ مليون تقريبا ضحوا بأنفسھم لتحرير أوروبا و الإنسانية كاملة من ھتلر النازي وفكرھ المجرم القاتل لكل شعوب الأرض، واليوم في تلك الذكرى يمجد الشعب الروسي ويفتخر بأجدادھ وآبائھ الذين ضحوا بأرواحھم لحماية الشعب الروسي وشعوب أوروبا كافة من القتل والتھجير والإبادة الجماعية...
وفي 9 مايو/ أيار من كل عام وفي الذكرى ٧٩ لعيد النصر تحتفل روسيا بأكملها بالإنتصار التاريخي العظيم على الفاشية الايطالية والنازية الهتلرية الألمانية والعسكرية اليابانية, في حرب وطنية عظمى قادها ستالين ونفّذها الجيش الأحمر الروسي, فكان إنتصار الحق على الباطل، وإنتصار الخير على الشر, وكان إنتصاراً حقق نقطة تحوّل كبرى أدت إلى قلب الموازين الدولية وإظهار مكامن القوة الروسية الحقيقية خلال الحرب العالمية الثانية, فقطع دابر الشر والباطل من جذوره, وكبح نوايا هتلر النازي وحلفائه وأطماعهم التي لم يكن لها حدود, وخلّص الإتحاد السوفياتي وروسيا معظم عواصم الدول الأوروبية والعالم من السيطرة النازية، وحتى أنّها خلّصت بريطانيا وأمريكا من ذلك النازي المجرم...
فأطماع هتلر وحبه للسيطرة وإقترابه من حدود الإتحاد السوفياتي سابقا دعت الإتحاد السوفياتي إلى إعلان الحرب العادلة لإنهاء الشر المطلق, كما يحاول حلف الناتو الصھيوغربي اليوم من الإقتراب من حدود الإتحاد الروسي، وإشعال الحروب ھنا وھناك لتقع حرب عالمية أخرى لا سمح الله ولا قدر، من خلال دعمھ اللوجستي لأبناء وأحفاد النازيين الجدد في أوكرانيا المحتلة وفي فلسطين المحتلة...وفي غيرھا من الدول وقارات الأرض، لتنفذ مخطط ھتلر النازي بحكم الأرض وما عليھا، وروسيا وكل حلفائھا في منطقتنا والعالم لم ولن يسمحوا لھؤلاء النازيين الجدد بتحقيق فكرھم المجرم على شعوب الأرض، وھم مستمرون بالدفاع عن شعوبھم وعن الإنسانية كاملة من ھؤلاء الصھيوغربيبن نازيين إلى أن يتحقق النصر عليھم وبشكل نھائي...
وإنتصار روسيا عماد السوفيات آنذاك ھزم محور الشر وقائدته ألمانيا النازية في الماضي، وكانت ھناك معارك فاصلة آدت إلى ذلك النصر الكبير منھا معركة ستالنيغراد, ومعركة برلين، والتي دخل من خلالها الجيش الأحمر السوفياتي البطل بسلاح الدبابات والهجومات السريعة الخاطفة, ليجد الجيش الهتلري الألماني النازي نفسه في لجة حرب العصابات المُنهِكة, مما أدى إلى إنهياره أمام ضربات الجيش الأحمر السوفياتي الذي إستولى على المطارات والأماكن الحساسة التي كان يسيطر عليها جيش هتلر, فإستسلم قادة ھتلر النازي للروس ورفع العلم الروسي على مقر ھتلر النازي في برلين, نعم إنتصر الحق وهزم الباطل إن الباطل كان زهوقا, وإنتهت الحرب العالمية الثانية وإنتصر السوفيات وظهرت قوتهم العظمى وقسّمت ألمانيا النازية وذهبت ريحها في خواتيم عدوانيتها....
والجنود السوفيات وحلفائھم كتبت أسماءهم بالدم في سجل التاريخ العالمي, كيف لا وهم مَن أنقذ العالم أجمع والإنسانية من الإبادة التامة, ودمائهم أعادت صياغة الحياة من جديد للروس وللإنسانية برمتها, فأسس نظام عالمي جديد يسوده الإستقرار والسلام والأمن بمبادئ وأخلاق تحكمه, أما أمريكا وبريطانيا فلها عداء تقليدي تجاه الدول الكبرى ذات التاريخ والحضارة والثقافة الممتدة منذ دهور طويلة, لأنها دول أقيمت على إبادة شعوب بأكملها كما فعل هتلر النازي، ولا يوجد لها عمق تاريخي أو حضاري أو إنساني, بل لديها عمق تاريخي لا إنساني شيطاني في حقل الإجرام وسفك الدماء البريئة وإبادة الشعوب ومحاولات السيطرة على أوطانها وخيراتها, وكأن قادة هتلر النازي وأبنائهم وأحفادهم هربوا إلى بريطانيا وأمريكا وغيرها من الدول الغربية حيث أكملوا مسيرة جدھم هتلر وأجدادھم من النازيين في تلك الدول الظالمة، الجالبة للمصائب والكوارث والحروب للإنسانية وشعوبها في منطقتنا والعالم...
تلك الدول ما تزال تحاول طمس دور روسيا الرئيس والمركزي في تحقيق النصر على النازية في الحرب العالمية الثانية, من خلال محاولات تشويه ّالإنتصار الروسي العظيم والكبير, وبغية إنهاء أي دور لروسيا في القضايا العالمية كما يَحلمون, ولتبقى تلك الدول هي المُسيطرة على مقدّرات العالم كما تخطط، وحتى لا تعود روسيا نداً لها ولمخططاتها التوسعية، وخشية من تكرار الانتصار الروسي التاريخي على هتلر النازي بإنتصاراً مُتجدِّداً على أتباعھ الجدد في الغرب وفي منطقتنا وفي أوكرانيا وفي بقاع جديدة على هذه الأرض...
وما أشبه اليوم بالبارحة... فتلك الدول الظالمة والشريرة المتصهينة تقوم بنفس خطوات جدھم هتلر في التوسّع, لكن بطرق أكثر شيطانية وخبثاً وجهنمية, أدت إلى تدمير الدول وإسقاط أنظمتها وإستنزاف جيوشها وتقتيل شعوبها وتهجيرهم في منطقتنا والعالم، وما يجري في غزة اليوم ليس ببعيد لتحقيق مصالحها بالسيطرة على الأرض وما عليها، وما جرى وما زال يجري في منطقتنا وفي أوكرانيا وفي غيرها من الدول هو من تخطيط هؤلاء الشياطين لإنهاء الدور الروسي في القضايا العالمية, ولتفكيك روسيا الإتحادية وتقسيمها كما قسموا الإتحاد السوفياتي في الماضي، ولتستمر تلك الدول في السيطرة الكاملة على الإنسانية وخيراتها كما يحلو لها...
لكن الله سبحانه وتعالى ثبّت روسيا على الحق في حربها على الباطل قديماً وحديثاً فأظهرت قوتها مرة أخرى، ووقفت بوجه تلك المخططات الشيطانية الصھيوغربية الأطلسية النازية، وقلبت الطاولة على رؤوسهم مرة أخرى, وهي تسير معهم بنفس الخطوات التي سارت بها في الحرب العالمية الثانية, بحنكة وحكمة وقوة تمثلت بالرئيس الرمز بوتين وحكومته ووزير خارجيته المخضرم لافروف، وقوات روسيا المسلحة من كل القوميات، والتي أثبتت قوتها وحنكتھا في كل الميادين, فها هي تحقق الإنتصار تلو الإنتصار مع حلفائها على تلك الدول الظالمة والمُستكبرة على خلق وعباد الله الواحد، وها هي القوات الروسية وحلفائها يخوضون حربا في مناطق الدونباس الروسية وغيرھا من الأراضي الروسية المحررة، كما خاضوها في ستيالينغراد وبرلين وسينتصرون مرة أخرى خلال أيام او أسابيع او أشهر على كل هؤلاء الشياطين الغربيين وأدواتهم النازية الصهيوغربية المحتلين لأوكرانيا زيلنسكي وحكومته وعصابات جيشه المتطرفة والإرهابية والماجورة...
ومن جديد وبعد سنوات طويلة من انتهاء الحرب العالمية الثانية التي انتصرت فيها روسيا السوفياتية، عاد بالأمس القريب الجنود الروس ليسطّرون بدمائهم النصر تلو النصر، وكتفاً الى كتف مع إخوانهم في الإنسانية ومن كل الأديان والقوميات مسيحيين ومسلمين لتحرير الأرض والإنسان الروسي من هؤلاء النازيين وحلفهم الناتوي الاطلسي، والذين هم خطر على روسيا وكل دول الإتحاد السوفياتي السابقة والمستقلة وهم حلفاء إلى روسيا الإتحادية، وروسيا وحلفائها دول لا يمكن هزيمتها ولا السيطرة عليها, فهي دول حرة ومستقلة وذات سيادة, ودول قوية سياسياً وعسكرياً وإقتصادياً وموحَّدة دينيا وإجتماعياً وثقافياً وتدافع عن الحق، وتريد الخير لكل الشعوب, وتعمل كل ما بوسعها لإسعاد الإنسانية والحفاظ على إطارها الجامع للأديان والقوانين الوضعية المحبة للخير والتسامح والسلام والأمن والأمان والتعاون والشراكة الحقيقية, ووقف الفتن والتدخل في شؤون الدول والشعوب، ووضع حد لسفك الدماء ومحاولات السيطرة على الدول المستقلة ذات السيادة...
وسينصر الله سبحانه وتعالى روسيا بوتين الجديدة كما نصرها سابقاً في كل الميادين, ويبدوا أن الله سبحانه وتعالى قدر لروسيا عبر تاريخھا إلى اليوم لتكون قائدة العالم والإنسانية لخلاصھا من الصھيوغربيين النازيين، فقد ثبت الله الرئيس بوتين لحماية روسيا ومحيطها ولحماية منطقتنا وإفريقيا والبشرية جمعاء للوقوف بوجه دول الشر المطلق الصهيوغربيين وعلى رأسهم أمريكا، لحماية الإنسانية وشعوبها والحفاظ عليها من كل إستغلال وظلم وشر وقتل وتهجير ونهب وسرقة لخيراتها، ومن كل أفعال شيطانية مطلقة لتنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم التلمودية الصهيوغربية بحكم الأرض وما عليها لأنهم وحسب معتقداتھم الھستيرية شعب الله المختار، ولتعيش عائلاتھم النازية وتحيا آلاف السنين لأن لهم الحق في الحياة فقط، وباقي شعوب الإنسانية مجرد خدم أو تبع لهم أو يتم إبادتهم جميعا، وهذا ما ينفذونه بكل الطرق الشيطانية سواء بالفتن والحروب وإستخدام كل الأسلحة حتى المحرمة دوليا وإنسانيا لإبادة الشعوب في غزة وفي الدونباس...وغيرھا...
واليوم كل الشعب الروسي وكل شعوب الإتحاد السوفياتي السابق وكل الحلفاء وأحرار الأرض والإنسانية يحتفلون بالذكرى ٧٩ لعيد النصر على النازية الهتلرية، وسنحتفل قريبا في روسيا بالنصر النهائي على النازية المتجددة الصهيوأمريكية أوروبية، وعلى عصاباتهم ومتطرفيهم النازيين الجدد المحتلين لأوكرانيا زيلنسكي وحكومته وعصابات جيشه المتطرفين بعون الله تعالى، والنصر قادم لا محالة رغما عن أنوف كل الصهيوغربيين المتآمرين على روسيا وحلفائها في إيران ومحورھا المقاوم والصين وأمريكا الجنوبية...وغيرها من الدول وحركات وفصائل التحرر التي تناهض وتقاوم هيمنتهم، وسيكون هناك متغيرات دولية قادمة بأقطاب متعددة ومتنوعة وقوية وبكل المجالات، ستنهي هيمنة أمريكا المتغطرسة والغرب بأكمله وكل من يقف معهم في أفكارھم النازية المجرمة ومع باطلهم وظلمهم ومجازرھم ومحاولات إستعبادهم للبشرية والإنسانية جمعاء...
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...
كاتب ومحلل سياسي