اخبار ذات صلة

الخميس، 11 أغسطس 2022

هيكلية الفساد والمصالح في مصر ... في دعوي قضائية أمام مجلس الدولة

 




بقلم : م. حسام محرم  

المستشار الأسبق لوزير البيئة 


أقام الله تعالي ملكوته علي نواميس وقواعد لاتستقيم الحياة بدونها، فإذا تعطلت إحداها إرتبكت مسيرة الحياة، ومن بينها آلية الإصلاح في الأرض بقدر إستطاعة كل مكلف في المجتمع. ووفقاً لتلك النواميس فإن السعي بالإصلاح يعد شرطاً لبقاء الأمم، كما يعد التفريط فيه سبباً لهلاك وإنهيار الحضارات. يقول الله تعالي : "وماكان ربك مهلك القري بظلم وأهلها مصلحون". ويبدأ الفساد في المجتمعات من نقاط ضعف في كيان الدولة أوالمجتمع أو كليهما ثم يتمدد ويتغلغل في ظل ضعف الآليات المناعية أو غيابها بالكلية.


وعلي المستوي الشخصي، كنت واحداً ممن دفعت بهم الظروف في أتون مواجهة مع شبكة فساد ومصالح لم أكن أتخيل يوماً أن أعايش ما عاينته في هذه التجربة الغريبة، والتي أثبتت لي أن الفساد والجريمة المنظمة قد إنتظم في إطار شبكي موسع عابر للقطاعات. وأود في هذا المقال أن أطلع القراء علي جانب جديد من جوانب تلك المواجهة المفتوحة مع شبكة الفساد منذ عقد الألفينات وإشتد منذ عام 2016 علي وجه الخصوص. وقد قمت برفع دعوي قضائية أمام المحكمة الإدارية العليا برقم 68675 لسنة 68 للطعن علي حكم قضائي بتوقيع خصم عشرة أيام صادر بحقي بناء علي بلاغ كيدي من أحد العاملين في وزارة البيئة. وقد تضمنت مذكرة الطعن ما يتجاوز الإطار الإداري الشخصي الضيق للقضية، حيث أشارت إلي وجود ما يمكن وصفه خلايا عنقودية (أو تنظيمات غير رسمية) داخل بعض أجهزة الدولة وفعاليات المجتمع، والتي تتكون من كوادر وعناصر تربطها مصالح ويجمعها إتفاق جنائي يجسد مصالحهم ويخالف روح ونصوص القانون ويتعارض مع مصالح المؤسسات والمواطنين.


وتشير الشواهد إلي أن هذه الخلايا تنتظم في شبكة متكاملة أو ما يشبه "تنظيم سري"  يتولي عدة مهام ومن بينها ممارسة الفساد وحمايته ومحاربة الإصلاح والمصلحين إذا إقتضت مصالح بعض أطراف تلك الشبكة ذلك، علي غرار ما حدث مع "وزير الداخلية الإصلاحي الأسبق / أحمد رشدي" الذي تآمرت عليه لوبيات الفساد لإظهاره بمظهر الفاشل وفاقد السيطرة للتخلص منه بسبب محاربته للفساد وعصابات الإتجار في المخدرات. كما تشير الشواهد إلي إختراق هذه الشبكة القذرة من جانب جهات خارجية تعتبر أن عصابات الفساد والجريمة المنظمة بمثابة قفازات لإخفاء دورها في التخريب والنهب، مما يجعلنا نصف تلك الشبكات بأنها بمثابة "طابور خامس".


وقد وصفت في مذكرة الطعن بأنني تعرضت لإستهداف ممنهج منذ عقد الألفينات بشكل مستتر، وتصاعدت أحداثه في 2013 بسيناريو يعد نموذج مصغر لما حدث مع "الوزير / أحمد رشدي" وغيره من المصلحين من إفتعال وتصيد أخطاء لإظهار أي مصلح بأنه فاشل أو غير مسيطر ومن ثم حرقه مهنياً أو سياسياً، في الوقت الذي يحظي فيه رجالهم وأتباعهم بالتدليل والرعاية والدعم والتصعيد بلا سقف بغض النظر عن الأحقية والكفاءة والأهلية.


وبإستقراء الأحداث والقرائن، فإنه يمكننا أن نطرح إحتمال أن هذا التنظيم السري هو نفسه الذي نشأ قبل يناير 2011 لأداء مهام معينة من بينها حماية الفساد والمفسدين (في مقابل إتاوات ومنافع أخري) وهي المهمة التي إستمر في القيام بها بعد تزايد مخاوف رجال ما قبل 2011 علي مصيرهم بعد أن فقدوا مواقعهم في رأس السلطة بعد ثورة يناير، مما دفع الفاسدين للإعتماد علي رجالهم في الصف الثاني والخضوع لرعاية جدد لهذه الشبكات. وقد تضخم هذا التنظيم السري خلال السنوات العشرة الأخيرة بسبب تزايد وتيرة المحاكمات المتعلقة بالفساد بعد أن زالت عنهم الحماية التي كانوا يتمتعون بها من قبل. ومن واقع تجربتي فإن ذلك التنظيم السري يتكون من الآلاف من المرتزقة المدربين والمجهزين بتقنيات عالية للتتبع والتجسس والقرصنة وكذلك أسطول من مختلف أنواع المركبات والدراجات النارية وغيرها من الإمكانيات والتجهيزات فضلاً عما لا نعرفه.


وقد أشرت في المذكرة إلي تعرضي لأكثر من محاولة تصفية جسدية أهمها محاولة إغتيال بعطر سام خلال 2017 داخل السكن في التجمع الأول، ومحاولة أخري خلال يناير 2022 لتفجير محطة بنزين في المعادي والتي يتم المرورعليها يومياً في رحلة الذهاب والعودة من العمل. وأشار إلي أنه تقدم بالعشرات من البلاغات الرسمية والإفادات الودية للعديد من الجهات من بينها الرقابة الإدارية وجهات شرطية متعددة وبوابة الشكاوي الموحدة التابعة لمجلس الوزراء وجهات وشخصيات أخري، حيث وصف في هذه البلاغات تفصيلاً الأساليب الغريبة والشيطانية التي تستخدمها شبكات المرتزقة في محاصرة وتحييد المستهدفين من جانب اللصوص ومحاسيبهم حيث يتم حصارهم وبعض ذويهم سواء في محيط سكنهم وفي داخل أماكن عملهم ومحاولة الوقيعة وزرع الشك بينهم وبين المحيطين بهم للتجييش والتحريض والإيذاء والنفسي والاجتماعي والمالي وغيرها من أوجه الايذاء والتدمير البطيء والمستتر منذ سنوات وحتي تاريخه (بدرجات متفاوتة) لإستهداف ممنهج بهدف الدفع في إتجاه اليأس والإنسحاب والسلبية وربما الإنتحار كما يفعلون مع بعض من المستهدفين والمصلحين في المجتمع.


كما أشرت في المذكرة إلي مبررات وصف البلاغ المقدم ضدي بالكيدية حيث أشار إلي أن الأمر كان بخلاف ماورد في البلاغ حيث كنت أسعي إلي حماية مناخ الإستثمار من تبعات سوء التصرف من جانب بعض صغار الموظفين مع شركة صناعية يملكها مستثمر أجنبي بعد أن هدد بالإنسحاب من السوق المصرية ورفع دعوي دولية بالتعويض ضد الحكومة المصرية وما قد يسببه ذلك من خسائر جسيمة للإقتصاد المصري.


كما أشرت في المذكرة إلي وجود لوبيات داخل بعض الأجهزة أو ما يسمي في علم الإدارة بالتنظيم غير الرسمي وهو تنظيم موازي للإطار التنظيمي الرسمي بالمؤسسات ويدافع عن مصالح المنتسبين له بعيداً عن أهداف  المؤسسة والمصلحة العامة بل علي أنقاضها في كثير من الأحيان، وكذلك أشرت في المذكرة إلي أن تلك اللوبيات تعد بمثابة تنظيمات سرية نشأت بالمخالفة للقانون وتتسبب في تخريب المؤسسات والتأثير بالسلب علي مقدرات المجتمع مما يجعل التكييف القانوني لهذه الجريمة هو أنها جريمة أمن دولة كما وصفتها في المذكرة. كما دعوت في المذكرة إلي قيام الأجهزة الرقابية بدورها في كشف وتفكيك تلك التنظيمات حفاظاً علي سلامة الأداء بالمؤسسات وحرصاً علي مناخ عمل غير طارد للمصلحين والكفاءات والشرفاء وما يستتبعه ذلك من تراجع في أداء المؤسسات العامة، وتدهور كفاءة الدولة في إدارة الشأن العام.

”وللفجر دوما أغني".. ديوان شعري جديد للشاعر العُماني سعيد العيساني



صدر للشاعر العُماني الدكتور سعيد العيساني، ديوان شعري جديد اختار له عنوان " وللفجر دوما أغني"، ليضاف لأعماله الادبية والشعرية، التي أثرت منتجه الأدبي على المستوى العربي.

في الديوان يبوح الكاتب الدكتور سعيد العيساني، برؤيته للحياة وللعلم من حوله، وهو مهتم بالوجدان الجمعي وقضايا الوطن.. ومن تجاربه النابعة من أشواقه الروحية وطموحه إلى تجاوز العم الذاتي الرومانسي جاءت قصيدته "سفر على جناح الليل"، وهي أقرب إلى التجارب التأملية.

وللدكتور سعيد العيساني، أعمال أدبية عديدة، أبرزها ديوان شعر "صوت الضمير"  عام 1994، ومخطوط "الإبداع الأدبي والفني وأشكاله وأنواعه"، كما صدر له قراءة في الفكر العربي "دراسات في الأدب والتربية"، وتطور الأبعاد العربية الإسلامية في الشعر العُماني الحديث، والمعارضة في الشعر العماني.

والشاعر العُماني الدكتور سعيد العيساني، هو كاتب وأكاديمي وأديب، وحصل على الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة محمد الخامس بالمغرب، وعمل كملحق ثقافي في سفارة سلطنة عُمان بالقاهرة، وعمل مشرفا لشؤون الملحقيات للدول العربية بوزارة التعليم العالي بسلطنة عُمان.

رسالة صريحة للمقاومة الفلسطينية بعد معركة الثلاث أيام




خميس بن عبيد القطيطي


بكل عبارات التضامن وبكل معاني الردع ووسائل التصدي يقف أبناء الأمة العربية والاسلامية وعيونهم نحو الانوار المتصاعدة من القدس الشريف ومن غزة الصمود وفي جميع المدن الفلسطينية التي سجلت ملاحم عظيمة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني بالدماء والشهداء التي سيعمد عليها مشروع التحرير وتراكماته النضالية التاريخية لبناء هذا المشروع العظيم الذي حدد الله سبحانه عناصره وذكرها في كثير من الآيات القرآنية فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} ونصرة الله هنا بتنفيذ أبجديات النصر، ومن هذا الدستور الإلهي العظيم يستمد المؤمنون من أبطال فلسطين هذه الروح الايمانية العالية في التصدي لغطرسة هذا الكيان المجرم الذي يمارس بكل صلافة ووقاحة تجاوزاته للمبادئ والاعراف الانسانية في استهداف البشر والشجر والحجر وتنفيذ الاغتيال والاعتقال والتدمير ويستخدم كل الوسائل المحرمة في مواجهة شعب أعزل ويقتل الاطفال والنساء على هذه الارض الطاهرة الصابرة المحتسبة .


العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة الذي استهدف قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي يضاف الى سلسلة الاعتداءآت السافرة على أبناء الشعب الفلسطيني، وقد أعلنت حركة الجهاد الإسلامي عن استشهاد 12 من عناصرها في العدوان الصهيوني الذي استمر 3 أيام على قطاع غزة، وقالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد في بيان صحفي “نزف ثلّة مكونة من 12 قمرا من القادة والمجاهدين الميامين الذين ارتقوا خلال معركة وحدة الساحات، وقدّموا أرواحهم ووقفوا في وجه العربدة الصهيونية” وأشارت الحركة إلى أنها فقدت اثنين من أبرز قادتها خلال المعركة وهما “القائد الكبير تيسير الجعبري مسؤول المنطقة الشمالية، والقائد الكبير خالد منصور مسؤول المنطقة الجنوبية” حسب البيان، كما أوردت أسماء 10 أشخاص آخرين من بينهم “القائد رأفت الزاملي والقائد سلامة عابد والقائد زياد المدلل” وبلغ عدد الشهداء في العدوان على غزة اجمالا 44 شهيدا من بينهم نساء وأطفال، وعددا آخر من الشهداء في نابلس، فهذا الكيان لا يعرف له وعد” ولا ميثاق ويستمر العدوان على نابلس ويستكمل مسلسل الغدر بعد الضمانات التي قدمها الاحتلال للوسيط المصري وذلك بقصد احراجه، وهذا الغدر ليس جديدا على هذه الفئة من البشر التي عجز أنبياء الله ورسله عن تطويعها والشواهد القرآنية والتاريخية عديدة في مخالفة الرسل وقتل الانبياء لذا لن يتورع الاحتلال عن استهداف أبناء الشعب الفلسطيني دون اكتراث لقيم العدالة والقانون .


منذ شهر رمضان الماضي والاحتلال يواصل اقتحام المسجد الاقصى، واليوم يستكمل مخططه الاجرامي وحملته العدوانية على قطاع غزة ثم على نابلس بعد اتفاق وذلك بعد وقف اطلاق النار حيث استشهد 3 من قادة كتائب شهداء الأقصى هم: إبراهيم النابلسي وإسلام صبوح وحسين طه بعد اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي البلدة القديمة بنابلس، ليؤكد الاحتلال مجددا أنه لا يمكن التعامل معه على الاطلاق إلا باللغة التي يفهمها جيدا وهي لغة الصواريخ والمسيرات والمقاومة الباسلة بكل الوسائل المتاحة للردع وعلى نطاق كامل مدن فلسطين المحتلة فهذا الاسلوب الوحيد الذي يردع الاحتلال فالعين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص، وقد كانت المقاومة الصاروخية المشروعة من قبل حركة الجهاد الاسلامي وجناحها العسكري وبقية فصائل المقاومة مثل ألوية الناصر صلاح الدين وكتائب أبو علي مصطفى وغيرها من الفصائل التي أطلقت ما يناهز ألف صاروخ متفاوتة المدى خلال ال56 ساعة من المواجهة فحققت جزء من معادلة الردع لتصل الى عسقلان وتل ابيب وأسدود وغيرها، إلا أن وقفا لاطلاق النار ودخول  المفاوضات على خط المواجهة أرادت تحديد هذه المعركة ووقفها عند نقطة معينة حددها الصهيوني نفسه ولكن طبيعته الاجرامية تجاوزت ذلك حيث أن استئناف العدوان على نابلس واختراق الاتفاق قدم رساله للوسطاء العرب والعالم أن الاحتلال ليس شريكا حقيقيا ولا يمكن الثقة به مطلقا والوساطة لا يمكن تحقيقها معه والحديث قبل ذلك عن اطلاق القياديين في الجهاد بسام السعدي وخليل عووادة لكي توافق الجهاد على وقف اطلاق النار ولكن الكيان المحتل يثبت كل مرة أنه ليس جديرا بأي اتفاق، وبالتالي فإن المقاومة في حل لإتخاذ كل ما تراه من وسائل الرد التي تحقق معادلة الردع.


المواجهة الأخيرة سجلت سابقة خطيرة في تاريخ الصراع حيث تم تحييد حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وذراعها العسكري كتائب القسام وهي الفصيل الأبرز في تاريخ الصراع وحركة مقاومة رسالتها وشرعيتها تشكلت في الميدان، لذا فإن الأمة اليوم تستنهض فيها هذا الشعور وتراهن عليها كحركة مقاومة تأسست على مشروع التحرير، وتترقب عودتها للالتحام مع بقية أشقاء الدم في مواجهة المحتل حتى يتحقق وعد الله بتحرير كامل تراب فلسطين من البحر الى النهر .


لا شك أن هذا الغياب خطط له مسبقا منذ شهر رمضان حينما تم اقتحام الاقصى وقد كانت معادلة المقاومة القدس – غزة هي الرهان منذ معركة سيف القدس ولكن حدثت عدد من التجاوزات باقتحام الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بشكل سافر، لكن المقاومة سجلت غيابا مؤسفا حز في النفوس بعد  استباحة الاقصى المبارك وكم آلمنا أن معادلة القدس – غزة لم تنفذ .


 المقاومة الفلسطينية وفي صدارتها كتائب القسام لقنت العدو الدروس في المعارك السابقة منذ عام 2000م وحتى معركة سيف القدس، والامة العربية اليوم تستغرب هذا الغياب الذي يخدم العدو ويضعف المقاومة، ولا ريب أن المقاومة عندما تتحد في غرفة عمليات واحدة تسجل للتاريخ أن القضية الفلسطينية في أيدي أمينة قادرة على ردع العدو وانتزاع حقوقها، وقد كانت معركة سيف القدس نموذجا في المقاومة والردع وفرضت المقاومة فيها واقعا جديدا في تاريخ الصراع .


تفسيرات وتأويلات عديدة حول غياب حماس منها للأسف لا يساعد على تحقيق وحدة المقاومة وهذا أمر مؤسف لبعض الكتاب وبعض وسائل الاعلام التي تمادت في وصف الحالة بلغت مبلغها على الساحة الاعلامية، وهنا نقول أن مثل هذا الخطاب الذي يتبناه بعض الاشقاء العرب لا يخدم القضية الفلسطينية ويدعو الى مزيد من الفرقة للأسف الشديد وهذا ما يريد العدو تكريسه على أرض الواقع الفلسطيني، وهنا لا يمكن أن ننسف واقع المقاومة الفلسطينية الذي تتصدر مشهده حركة المقاومة الاسلامية حماس وتظل حماس هي الأكثر قدرة على مجابهة العدو، وكما قال زياد نخالة الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي أن “حماس هي العمود الفقري لحاضنة المقاومة وسنحافظ على وحدتنا”، وبالتالي ينبغي أن يكون خطابنا الاعلامي معززا لهذه الوحدة لا مفرقا لها لا سيما والامة في هذا التاريخ تود كسب أية نقاط قوة على خط المقاومة .


الأمة العربية والاسلامية اليوم توجه مناشدتها لحركة المقاومة الاسلامية حماس وكبار قياديها أمثال يحيى السنوار ومحمد الضيف وأبو عبيدة وتستنهض فيكم روح النضال الذي تأسستم عليه أننا ننتظر ما يطمئن قلوبنا ويقر عيوننا ونترقب مشهد المقاومة الذي طالما راهنا عليه لردع العدو واضعين الآمال على وحدة المقاومة وشراكتها في الدم والاستشهاد والبطولات وفي إطلاق الصواريخ من خلال غرفة التحكم والقيادة والسيطرة في غرفة عمليات واحدة ليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، والمقاومة هي الشرف وتاج المجد الذي يتوج هامات الرجال بالعزة والكرامة والخلود، وليس لنا إلا المقاومة فهي الخيار العظيم لهذه الأمة، حفظ الله المقاومة من عبث العابثين وتوجها بالنصر المبين .


القضية الفلسطينية والطريق الوحيد لحلها !!


 

ليست المرة الأولى التي نكتب فيها عن فلسطين, ولن تكون الأخيرة بالطبع ما دام في العمر بقية من وقت, ومادام في الجسد المنهك قلب ينبض ببطء, وفي الشرايين دماء تتدفق بصعوبة, فالقضية الفلسطينية لكل قومي عربي هي قضيتنا المركزية, وفي كل مرة يحدث عدوان صهيوني على الشعب الفلسطيني البطل المرابط فوق التراب المحتل في فلسطين العربية نعاود الكتابة من جديد, ومع كل مرة نذكر بأن ما شهدته الأرض العربية الفلسطينية واحدة من أهم الجرائم العالمية التي ارتكبت في تاريخ البشرية, فعلى مدار التاريخ الانساني بأكمله لم يتعرض شعب لعملية اقتلاع من أرضه ووطنه كما حدث لأبناء شعبنا العربي الفلسطيني, وتعد هذه الجريمة مكتملة الأركان لأنها تمت مع سبق الاصرار والترصد, حيث تم اغتصاب وطننا العربي الفلسطيني من خلال عدو صهيوني غاشم, ارتكب جريمته بشكل منظم وممنهج, حيث نشأت الفكرة الشيطانية مبكرا, ووضعت المخططات, وتم بتنفيذها عبر المراحل التاريخية المختلفة.


ويعد الفيلسوف والكاتب والصحفي الاشتراكي الألماني "موشي هس" صاحب كتاب " روما وأورشليم " عام 1862 من أوائل من طرح فكرة انبعاث الأمة اليهودية, لكن الفكرة دخلت حيز التنفيذ مع بداية الظهور الفعلي للحركة الصهيونية والتى تم انشائها على يد " ثيودور هرتزل " والذي كتب في يومياته عام 1895 حول موقف الحركة الصهيونية من العرب الفلسطينيين "سنحاول نقل الشرائح الفقيرة إلى ما وراء الحدود, بهدوء ودون إثارة ضجة, بمنحهم عملا في الدول التي سينقلون إليها, لكننا لن نمنحهم أي عمل في بلادنا ".


 وبدخول فلسطين تحت الانتداب البريطاني في عام 1920 انتقلنا إلى مرحلة جديدة من الجريمة حيث بدأت بريطانيا في مساعدة الصهاينة من أجل التوسع في بناء المستوطنات داخل مستعمراتها, حيث ارتفعت نسبة الاستيطان وصولا إلى قيام الكيان الصهيوني وتشريد الشعب العربي الفلسطيني من أرضه ووطنه. 


وبدأت مرحلة جديدة في نهاية عام 1947 بموافقة  " بن جوريون " مؤسس الكيان الصهيوني علي قرار التقسيم 181 كشرط دولي للاعتراف بالكيان, وكان يدرك أن بقاء أقلية عربية فلسطينية في القسم الصهيوني ستتعاظم وقد تصل إلى حد التوازن الديموغرافى, فلجأت العصابات الصهيونية إلى أساليب الترويع والطرد وارتكبت المجازر بأبشع صورها وشردت العائلات الفلسطينية من ديارها وقراها ومدنها واستولت على ممتلكاتها واستوطنت أراضيها.

ومنذ إعلان قيام الكيان الغاصب وحتى اليوم يمارس العدو الصهيوني أبشع الجرائم والاعتداءات ضد شعبنا العربي الفلسطيني وعلى مدار الساعة, تحت سمع وبصر العالم أجمع وبالمخالفة للمواثيق والعهود الدولية, والعجيب والغريب أن النظام الدولي الذى وضع هذه المواثيق والعهود قد أغمض عينيه على هذه الجريمة البشعة, بل ويقف في صف المغتصب, بل وصل فجره بوصف الشعب العربي الفلسطيني المجني عليه حين يدافع عن نفسه وأرضه ووطنه بالإرهابي, وهذه أحد أهم سمات هذا النظام العالمي الذي يكيل بأكثر من مكيال فيما يتعلق بحقوق الإنسان, وكم من جرائم ترتكب باسم حقوق الإنسان وتحت مظلة منظماته الدولية المزعومة.


ومع نضج مشروع الشرق الأوسط الجديد وانطلاق شرارة الربيع العربي المزعوم, وقف العدو الصهيوني يترقب من بعيد النيران التي اشعلت في البلدان العربية, على أمل أن ينجح مخططه لابتلاع فلسطين كاملة, وعلى الرغم من فشل المشروع بفضل صلابة وبسالة الجيشين المصري والسوري إلا أن ما حدث على الأرض الفلسطينية يعني أن العدو الصهيوني قد نجح في جزء من مخططه, وهو أن ينشغل كل بلد عربي بقضاياها ومشكلاتها وصراعاتها الداخلية, لينفرد العدو ببقايا شعبنا العربي الفلسطيني الصامد والمقاوم عبر عقود طويلة في مواجهة الكيان المغتصب لدرجة أنه وبمفرده تمكن من الانتفاضة ضد هذا الكيان الغاصب عدة مرات خلال العقود الثلاثة الأخيرة.


 ومع كل مرة ينتفض فيها شعبنا العربي الفلسطيني لا يلقى مساندة ودعم إلا من الشرفاء في هذه الأمة, وبالطبع حين نقول الشرفاء نستثنى من ذلك الخونة والعملاء والمطبعين مع الكيان المغتصب, ومعهم الفصائل الإرهابية الصهيونية وفي مقدمتها الفصيل الصهيوني الإخواني, وكذلك الفصيل الصهيوني الداعشى الذي صرح ذات يوم بأن الإسلام لم يدعوهم لمحاربة الكيان الصهيوني, ولا يمكن أن استثني أي مواطن عربي أغمض عينيه عن المجازر الصهيونية  التي ترتكب يوميا ضد شعبنا العربي الفلسطيني البطل.


 وخلال الأيام القليلة الماضية تعرضت غزة لعدوان غاشم من العدو الصهيوني على أثر مواجهة مع الجهاد الإسلامي أحد الفصائل المقاومة التي تعرضت بعض قياداتها للاغتيال والاعتقال من قبل قوات الاحتلال, وتدخلت مصر لوقف العدوان لكن العدو لم يستجب, وخرجت بعض الأصوات تتهم الجهاد بالتهور, وبعضها الآخر وقف صامتا, والقليل هو من خرج يدعو كل فصائل المقاومة للوقوف في وجه العدو الصهيوني وتوجيه ضربات موجعة له, وهنا نقول لكل من يسعى إلى حل القضية الفلسطينية لابد أن تعلموا أن القضية  لن تحل عبر أي مسار للتفاوض مع العدو, والطريق الوحيد لحلها هو المقاومة, فالعدو الصهيوني لا يعترف إلا لغة القوة, فتحرير فلسطين لن يتم إلا من خلال البندقية والمدفع والصاروخ, ولتتذكروا ولنتذكر معكم مقولات الزعيم الخالد جمال عبد الناصر: " لا صلح .. لا اعتراف .. لا تفاوض ", " وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ", اللهم بلغت اللهم فاشهد .         


بقلم/د. محمد سيد أحمد

الاثنين، 8 أغسطس 2022

مخرج بالقومي للسينما المصرية يستخدم فن الكاريكاتير فى تعليم الأطفال.. "تاريخ الحرب العالمية الأولى فى لوحة "

 


بقلم سها البغدادي 


الحرب العالمية الأولى أصبحت ملحمة فنية جديدة بريشة السابق عصره الفنان المخرج أشرف كمال بالمركز القومي للسينما والتى عرضها من خلال الكادر الواحد ، فكرة الصحفية سها البغدادي خبيرة الشئون العربية والدولية  . 


أربع سنوات من الحرب التى تعد الأعنف فى تاريخ الإنسانية حيث أشتعلت شراراتها الأولى فى 28 من يونيو 1914،فقد قام طالب صربى يدعى جافريلو برينسيب، بإطلاق النار على الأرشيدوق فرانز فرديناند، ولى عهد النمسا وزوجته،مما تسبب فى قتلهما فى الحال ، وقد اندلعت الحرب بالفعل فى الأول من أغسطس حيث أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا، وفى الثالث من أغسطس أعلنت الحرب على فرنسا.


●الحرب العالمية هى الأعنف فى تاريخ الإنسانية 


تعد الحرب العالمية الأولى هى الأعنف فى تاريخ الإنسانية وسميت بحرب الخنادق ، وراح ضحيتها الملايين من البشر، كما استخدم فيها أسلحة دمار والتى كانت تستخدم للمرة الأولى مثل المدافع و الدبابات ، إضافة إلى الغازات السامة بحسب ما ذكره المؤرخين .


●أطراف النزاع فى الحرب 


الحرب العالمية كانت بين طرفين متنازعين هما دول المحور  والتى ضمّت ألمانيا، والنمسا، والمجر، وتركيا.


ودول الحلفاء التي تكوّنت من فرنسا، وبريطانيا العظمى، وروسيا، وإيطاليا، واليابان، والولايات المتحدة .


●الهزيمة تلاحق دول المحور 


 إنتهت هذه الحرب بهزيمة دول المحور عام 1918م. وقد عبر الفنان أشرف كمال عن هزيمتهم بتنكيس أعلامهم وإلقاءها على الأرض 


● تعليم التاريخ للأطفال من خلال الكادر الواحد 


وتعد الحرب العالمية من أكبر كوارث شهر أغسطس ولذلك حرصنا على إلقاء الضوء عليها لتثقيف الطلاب بأهمية أحداثها بطريقة سهلة ومبسطة مستخدمين الفن فى مشروع أطفالنا مستقبلنا الذي بدأناه من داخل الجمعيات الخيرية المهتمة بتنمية الطفولة

ويحرص الفنان السابق عصره أشرف كمال على تقديم رؤية جديدة فى تعليم الأطفال لمناهج التاريخ حيث يعبر عن  حقبة تاريخية هامة من خلال كادر واحد مستخدما فن الكاريكاتير فى توصيل المعلومات التاريخية للحدث بطريقة محببة للأطفال وتعد هذه الطريقة من أيسر الطرق وأسرعها لتوصيل المعلومات التاريخية مهما كانت صعبة ، كما أن هذه الطريقة ستكون محفورة بالذاكرة ومن الصعب نسيانها .

ومن الجدير بالذكر أن الفنان أشرف كمال عبر بريشته عن القضايا العربية الحديثة من خلال فن الكريكاتير وأستطاع أيضا تسليط الضوء على هذه القضايا من خلال الفن مستخدما فكرة الكادر الواحد فى كل قضية و تعد لوحاته بمثابة ملاحم فنية بفكر جديد فى أسلوب الطرح وليست مجرد لوحات ملونة .


●وصف اللوحة برؤية الفنان 


ركز الفنان أشرف كمال فى لوحته على أطراف النزاع واستدل على الدول المتناحرة بأعلامهم حتى يتعرف طلاب المدارس من خلال هذه اللوحة على تاريخ الحرب العالمية بطريقة مبسطة وسهلة  وسميت هذه الحرب بحرب الخنادق وهذا ما ركز عليه الفنان أشرف كمال فى تعبيره عن الحرب ، أوضح الفنان فى لوحته الأسلاك الشائكة التى كانوا يستخدمونها بالإضافة إلى الكلاب البوليسية التى ظهرت فى صور قديمة لهذه الحرب  واستخدامهم للغازات السامة والمدافع والدبابات .

وعبر الفنان أشرف كمال عن هزيمة دول المحور بتنكيس أعلامهم بإلقاءها على الأرض بجوار الجثث وعبر عن الجانب التركي المهزوم برجل يخرج من الحرب منكس الرأس 

كما عبر الفنان اشرف كمال السابق عصره عن دول الحلفاء الست الذين انتصروا برفع راياتهم فى السماء