اخبار ذات صلة

السبت، 18 يونيو 2022

أين سيكون موقع الأمة العربية والإسلامية في المتغيرات الدولية القادمة....؟

 


   ما نخافه في الأشهر والسنوات القادمة ومن خلال متابعتنا لما يدور في منطقتنا والعالم من أحداث متسارعة هو أن يبقى قادة وحكومات وشعوب الأمة العربية والإسلامية في حالة التوهان والتبعية للصهيوغربيين ولهذه الدولة أو تلك، دون أن يميزوا بين الدول التي تعتبرهم ند وشركاء وأخوة في الإنسانية على هذه الأرض المباركة وتعمل على صحوتهم لتعود لهم قوتهم ومكانتهم ودورهم في العالم أو بمى يسمى المجتمع الدولي كدول مستقلة حقيقة وذات سيادة لتحافظ على خيراتها وثرواتها الطبيعية في البر والبحر والجو والتي حباها الله لهم ولشعوبهم، وبين الدول التي تعمل على بقائهم في ظل الضعف والذل والتبعية العمياء والإستعمار والإستبداد لنهب الثروات وتنفيذ المخططات الصهيوغربية التلمودية والأحلام الهستيرية لمعتقداتهم الآنية والمستقبلية بحكم المنطقة والأرض وما عليها لأن الله  منحهم هذه الصلاحية والله وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام بريئين منهم كل البراء.... 


     فإنقسام قادة الأمة وحكوماتها وشعوبها لا يخفى على أحد في هذا العالم وسببه الرئيسي هو التدخلات الإستعمارية القديمة والمتجددة  للغرب المتصهين ولكيانهم وعصاباتهم الصهيونية المصطنعة في فلسطين المحتلة بين تلك القيادات والحكومات والتلاعب بالشعوب العربية والإسلامية بما يسير مع مشاريعهم وخططهم حتى دمرت بعض شعوبنا دولها ومؤسساتها المدنية والعسكرية وإستنزفت كل قوتنا الدينية والسياسية والعسكرية والإقتصادية وحتى الثقافية والإجتماعية، والتي كانت الأمة قد أعدتها لحين إرادة الله لنا بالوحدة والتحرر الكامل من أية تبعية خارجية في الماضي والحاضر والمستقبل لكن وللأسف الشديد رجعت دولنا إلى عشرات السنوات للخلف من غباء بعضا من الشعوب وتوهان لبعض القيادات العاشقة للصهيوغربيين وتبعية مطلقة للقيادات الأخرى التي تسير بركب الصهيوغربيين وتنفذ مشاريعهم وما يملى عليهم لبقاء عروشهم وكراسيهم إلى يوم القيامة....  


     ومن قرأ تاريخ الأمة العربية والإسلامية فقد حدث مثل ذلك ببعض الأزمنة وكان هناك بعض القيادات ومستشاريهم وجيوشهم تخضع لأعداء الأمة للحفاظ على عروشهم لكن علماء الدين الحقيقين والشعوب وشرفاء الجيوش كانوا يعلمون  جيدا عدوهم من صديقهم أو شقيقهم لذلك كانت قيادات وشعوب وجيوش الأمة أكثر صحوة من الآن لأنهم لم ولن يسمحوا لأحد بالتدخل في شؤونهم ليوقع الفتن والقتل والمجازر ولأنهم كانوا متيقينين بأن أعداء الداخل والخارج يتربصون لهم بإستمرار، لذلك كانت تتوحد الأمة مباشرة وتلتحق بأية قيادة عربية وإسلامية تراها تعمل لوحدة الأمة وتخليصها من خونة الداخل وأعداء الخارج وهذا ما جعل خلافات الأمة تستمر وتقوى   وشمس الأمة العربية والإسلامية  تشرق من أقصى الأرض إلى أدناها....


    وقد أصبح حجم الآلاعيب الغربية المتصهينة أكثر مما مضى لأنه أصبح من السهل الدخول بين قومياتنا وديننا وطوائفنا وأحزابنا وشعوبنا وقادتنا وجيوشنا، فالصهيوغربيين بشعارهم المعروف فرق تسد أصبحت لديهم المهارة والتميز في الدخول بيننا وآدائهم التحريضي والفتنوي إزداد في السنوات الآخيرة لأنه أصبح لديهم متعاونيين كثر في دولنا وبين شعوب أمتنا يتبادلون الأدوار،. في الماضي كان تبادل الأدوار بشكل مخفي واليوم بشكل علني وصريح وأصبح لدى عملائهم وعلى كافة المستويات الجرأة في إعلان تبعيتهم للصهيوغربيين والتشارك معهم وبشكل كلي وبإستخدام كل الطاقات المالية والإقتصادية والسياسية والعسكرية والشعبية في تدمير الأمة ونخرها من الداخل حتى لا تقوم لها قائمة لا حاليا ولا في المستقبل القريب والبعيد إذا سمح لبقاء هؤلاء الخونة والعملاء والتبع يقودون الشعوب وفقا لمخططات أسيادهم الصهيوغربيين، لذلك يجب أن يتم ترتيب الوضع العربي والإسلامي من الداخل وتصفية كل العملاء والخونة والتبع على مستوى قيادات وحكومات وأحزاب وأفراد حتى تنهض الأمة من جديد وتعود لها خيراتها المنهوبة البرية والبحرية والجوية سواء أرض محتلة أو نفط أو غاز أو ذهب...أو غيرها من الثروات الطبيعية التي حباها الله لشعوب الأمة كاملة حتى تبقى قوية شامخة عزيزة صامدة بوجه أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية جمعاء عصابات ولصوص الصهيوغربيين....


    ومحور المقاومة العربي والإسلامي وهو محور الحق والذي تحمل الكثير من تلك الآلاعيب الداخلية والخارجية للصهيوغربيين وتبعهم في منطقتنا وما زال يتحمل تبعات مؤامراتهم الكونية، فيجب عليهم البقاء في صف الدول الكبرى التي تعاملهم بالند والاخوة والشراكة والتعاون لنهضت شعوب الأمة والشعوب كافة كروسيا والصين والذين دافعوا عن دول الأمة ووحدة أراضيها وحافظوا على ثرواتها المنهوبة وصقلوا نفوس أبناء وقادة وشعوب الأمة لتنهض من جديد وتصحو من سباتها الذي طال أمده في الماضي البعيد واليوم ليعود دور الأمة إلى مكانه الطبيعي ودوره الحقيقي في المشاركة بنهضت الأمم كما كان في زمن خلفاء العرب والمسلمين وقادتها الحقيقين وجيوشها وشعوبها المقاومة... 


    والمعروف أن زيارة بايدن المرتقبة للمنطقة لن يكون فيها خير لدولنا وشعوبنا ولقضيتنا الفلسطينية وقضايانا الأخرى تماما كزيارات غيره مما سبقوه بل هي لمصلحة عصابات الكيان الصهيوني لتأييد وجمع ناتو صهيوغربي مع قطعان المستعربيبن والمتأسلمين ضد إيران وسورية وصنعاء والعراق ومقاومة لبنان وغزة ظنا منهم أن  محور سورية العربي والإسلامي والروسي والصيني وغيرهم قد يخافون من تلك التهديدات والضغوطات والزيارات الفارغة  للمهزومين الأمريكيبن وعصاباتهم الصهيونية في كل الميادين في منطقتنا والعالم...


     ويبدوا أن زيارات بن سلمان لبعض الدول العربية والإسلامية هي إما لنفس الغرض لإقناع قادة تلك الدول بالدخول بذلك الناتو ضد محور المقاومة بالرغم من وجود محادثات سعودية إيرانية في العراق تسير على قدم وساق،  وفي هذا الجانب تكون تحركات بن سلمان تمهيدا لزيارة بايدن ليكون كل شيئ جاهز أمامه وينتظر فقط التوقيع الأخير للناتو العربي للقضاء على دول الأمة وإيقاعها بحرب أخرى بالوكالة عن الصهيوغربيبن والتي إن وقعت في المنطقة فسيكون هناك إحتمالان الأول إما أن لا تقوم للأمة قائمة أبدا لا سمح الله ولا قدر لأنها ستكون حرب وجود ومدمرة، والإحتمال الثاني أن ينتصر محور المقاومة بما تعنيه الكلمة من نصر نهائي على الصهيوغربيين ومخططاتهم في المنطقة برمتها وبذلك تنتصر الأمة كاملة، والجانب المحتمل الآخر لزيارة بن سلمان لبعض الدول العربية والإسلامية هو للتشاور مع قادة تلك الدول والحصول على دعم عربي إسلامي للرد على بايدن ورفض الدخول بذلك الحلف وإيقاع المنطقة بحروب أخرى لا نهاية لها والمنطقة لا تحتمل ذلك لأنها ستكون حرب مدمرة، فأي من الجانبيين والإحتمالين سيختار بن سلمان وقادة دول المنطقة ليتم من خلاله إعادة دور الأمة العربية والإسلامية إلى موقعها الحقيقي بين الأمم الأخرى في المتغيرات الدولية القادمة لا محالة ورغما عن أنوف الصهيوغربيين... 


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب ومحلل سياسي....

الجمعة، 17 يونيو 2022

فى انتظار "بايدن" بقلم عبدالحليم قنديل

 


 على طريقة مسرحية "فى انتظار جودو" الشهيرة لصاحبها الكاتب الأيرلندى الفرنسى "صمويل بيكيت" ، تنتظر حكومات عربية قدوم الرئيس الأمريكى "جو بايدن" إلى المنطقة أواسط يوليو المقبل ، ربما الفارق المحسوس ، أن "بايدن" تقرر وصوله بتأكيدات البيت الأبيض والديوان الملكى السعودى ، فى حين لم يصل المخلص "جودو" أبدا إلى منتظريه المشردين (فلاديمير وإستراجون) التائهين اليائسين ، اللذان لا يفلحان فى كسب يقين ، ولا حتى فى بلوغ راحة الانتحاربحبل يتقطع ، كانت مسرحية "بيكيت" المأساوية الكوميدية طريقه لنيل "جائزة نوبل" عام 1969 ، وظلت تذكر كأيقونة لمسرح العبث فى كل القرن العشرين ، بينما تبدو زيارة "بايدن" المنتظرة عبثا بالسياسة فى القرن الجارى ، وفى وسط تحولات عاصفة على القمة الدولية ، كشفت عنها وإن لم تصنعها حرب أوكرانيا ، ولم يعد بوسع أمريكا العودة إلى سلطة الآمر الناهى فى شئون الكون ، فى وقت تنتظر بعض حكوماتنا ابتسامة بايدن الباهتة على وجهه المحنط ، ولا تزال تأمل فى بركة كراماته وعطفه السامى .

  وقد لا تخفى وجوه العبث فى حالة "بايدن" الشخصية والرئاسية ، فالرجل على حافة عامه الثمانين ، وظروفه الصحية آيلة للسقوط ، وعلامات إرهاقه لا تخفيها طبقات المكياج والتقشير والتلميع ، وعيناه الغائرتان كأنهما تطلان من عالم آخر سحيق ، وانكفاءاته المتكررة على المنحنيات وسلالم طائرته ، بدت كروتين يومى ، وشطحاته الذهنية الذاهلة  صارت موردا رئيسيا للتندر الكوميدى فى الميديا العالمية ، فهو لا يتذكر غالبا اسم البلد الذى يتحدث عنه فى تصريحاته ، ويضع "العراق" مكان "أوكرانيا" و"أفغانستان" محل "روسيا" ، وتفشل كثيرا محاولات توجيهه من المساعدين والحراس الشخصيين ، وقد حجز لنفسه مكانة لافتة فى سجلات التاريخ السياسى العبثى ، وتعود على مصافحة الهواء بعد كل خطاب قصير مكتوب يلقيه ، وربما تظهر له أشباح لا يراها إلا هو فى الفراغ اللانهائى .

  وربما لو امتد العمر بالكاتب "صمويل بيكيت" المتوفى فى 1989 ، لوجد فى حالة "بايدن" إلهاما أبلغ من شخصية "جودو" الذى لا يجئ ، فأمريكا التى يعتبرها البعض أكبر قوة فى العالم لا تزال ، تحظى بالرئيس الأضعف فى تاريخها بامتياز ، ليس فقط فى حالته البدنية والعقلية المتدهورة ، بل فى طريقة تفكيره التى صارت عتيقة ، فقد صعد "بايدن" البيروقراطى سلالم الإدارة الأمريكية برتابة وانتظام ونفس طويل ، وقت أن كان العالم مختلفا بعد ما يسمى بالحرب العالمية الثانية ، وفى زمن الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتى السابق ، كانت الفكرة الهادية وقتها ، تبدو استطرادا لنصيحة "ونستون تشرشل" بإقامة ستار حديدى ، يمنع توسع نفوذ الامبراطورية السوفيتية بدعواها الشيوعية ، كان "تشرشل" آخر الأبناء العظام للإمبراطورية البريطانية الغاربة فى وقته ، وعاش ليشهد انكماش امبراطوريته وطى أملاكها ، وتحولها إلى دولة من الدرجة الثانية بعد حرب السويس 1956 ، وانفساح مجال قيادة الغرب لأمريكا منفردة ، وكانت تملك وقتها ما يزيد على نصف إجمالى اقتصاد العالم كله ، وخاضت سباقا طويلا مريرا مع موسكو الشيوعية ، وإلى أن سقطت الأخيرة بإرهاق تكاليف سباق التسلح ، الذى بلغ ذروته فى عهد الرئيس الأمريكى "رونالد ريجان" ، وكانت النهاية على ما يعرف الناس ، أن سقطت القيادة السوفيتية المتكلسة ، وبدا أن أمريكا صعدت وحدها على عرش الدنيا ، وفى الوقت المستقطع من التاريخ بعد انهيارات القطب السوفيتى ، وهو عصر لم يستمر طويلا ، بدت فيه واشنطن كقوة مرهوبة مرغوبة ، خاضت حروبها الأخيرة فى العراق وأفغانستان ، ومن دون إمكانية لنيل نصر ، تصادر به على حضور قوى الشرق الطالعة من الرماد ، والتوزيع العالمى الجديد لسباقات السلاح والاقتصاد والتكنولوجيا ، فقد زحفت الصين ولا تزال إلى عرش العالم اقتصاديا ، وعادت روسيا الأضعف اقتصاديا إلى قوة عسكرية ونووية جبارة ، بينما واصل الاقتصاد الأمريكى تدهوره الإنتاجى العينى ، وأصبحت المئات من قواعد واشنطن العسكرية حول العالم عبئا لا يطاق ماليا ،  ويقفز بتكاليف السلاح إلى نحو 800 مليار دولار سنويا ، مع اقتصاد نزل حجمه إلى أقل من ربع اقتصاد الدنيا الجديدة ، وبتلال ديون خارجية وداخلية جاوزت الثلاثين تريليون دولار ، وهو ما يعنى أن عدوى إرهاق الاتحاد السوفيتى السابق ، ذهبت هذه المرة لتأكل من رصيد القوة الأمريكية المفترضة ، على نحو ما يتبدى ظاهرا هذه الأيام ، فقد استخدمت واشنطن أقصى ما تملك من قوة سلاح واقتصاد ، وفرضت على موسكو أقسى عقوبات من نوعها فى التاريخ ، ودفعت كل تحالفاتها فى أوروبا والمحيط الهادى للموقف نفسه ، ومن دون أن يتحقق هدف "إضعاف روسيا" المعلن ، ومن دون أن تتراجع فرص النصر الروسى فى حرب أوكرانيا ، الذى يبدو قدرا لا مفر من ملاقاته ، دفع "هنرى كيسنجر" أكبر عقل استراتيجى أمريكى على قيد الحياة ، إلى إطلاق صيحة تحذير أخيرة ، مفادها ضرورة تقديم التنازلات التى تطلبها موسكو فى أوكرانيا ، ومحاولة استمالة روسيا إلى صف الغرب فى السباق مع الصين ، وهو ما يبدو هدفا صعب التحقق هو الآخر ، وبالذات مع تطور صلات موسكو وبكين إلى علاقة تحالف "بلا حدود" .

  ومع هذه الظروف المستجدة كلها ، تبدو زيارة "بايدن" المنتظرة إلى المنطقة ، وكأنها زيارة إعادة تعبئة لحلفاء وتابعين ضد روسيا والصين ، بعد أن كانت الإدارات الأمريكية الأخيرة المتعاقبة ، قررت ترك المنطقة لتناقضاتها وحروبها المهلكة ، والهجرة بالسلاح إلى المحيط الهادى والمحيط الهندى عند جوار الصين القريب ، وجرى ذلك على مراحل وعهود ، من "باراك أوباما" إلى "دونالد ترامب" ، وجاء "بايدن" ليذهب بنزعة التخلى إلى مداها ، وليعلن عداوته باسم حقوق الإنسان ، لنظم وحكومات عربية بعينها ، ويتعهد بجعلها "منبوذة" ، وتنتظر انتقام سيادته المحتوم ، لكن رياح التحولات الدولية عصفت بأوهامه ، وأتت بما لا تشتهى سفنه الجانحة ، وفرض عليه السباق مع روسيا والصين فى منطقة الخليج ، التى اعتبرها الأمريكيون دواما منطقة لنفوذهم الخالص المضمون ، وتوقعوا منها عونا مؤثرا بالأوامر فى سياقات حرب أوكرانيا ، وإغراقا لسوق البترول لخفض أسعاره الصاعدة فى إطراد ، وتستفيد بها روسيا البترولية عدوة الميدان ، وتزيد فى إرهاق الاقتصاد الغربى بجناحيه الأوروبى والأمريكى ، الذى يعانى من موجات "ركود تضخمى" متلاحقة ، توسع دوائر السخط الاجتماعى بغلاء الأسعار وتفاقم أزمات الطاقة والغذاء ، وتنذر بتساقط حكومات بدت مستقرة لفترات طالت ، وتهدد بزلزلة عرش "بايدن" فى واشنطن نفسها ، وتعده بهزيمة لحزبه فى انتخابات الكونجرس خريف العام الجارى ، وهو ما دفع "بايدن" إلى الانحناء ، وتقبل زيارة السعودية باعتبارها ملاذا بتروليا ، ومحاولة التوصل إلى تفاهم مع من كان يعتبرهم فى أوائل "المنبوذين" ، وحضور قمة تجمع حكومات "مجلس التعاون الخليجى" ، إضافة لمصر والأردن والعراق ، وعلى ظن أن الأمور صارت ناضجة مواتية لإقامة "ناتو" عربى إسرائيلى ضد إيران ، وهى الفكرة ذاتها التى طرحت أيام "ترامب" ، وفشلت بسبب رفض الجيش المصرى الانخراط فيها ، وهو ما يبدو قابلا للتكرار على الأغلب ، ليس فقط بسبب الامتناع المتوقع من السياسة المصرية الرسمية ، التى تفضل التطبيع فى مجالات السياحة وتسييل وتصدير الغاز الطبيعى من منطقة شرق المتوسط ، وتبدو متحفظة منغلقة فى أسرار السلاح وصفقاته واستخداماته ، واقترحت مبكرا ـ أواخر عام 2015 ـ إنشاء حلف عسكرى عربى باسم "القوة المشتركة" ، تعثر فى التنفيذ بسبب عرقلات خليجية تفضل حماية واشنطن ، وإن كانت لا تعول بالضرورة على حماية إسرائيلية جالبة للحرج ، بسبب التردد السعودى فى إقامة علاقات تطبيع علنى رسمى مع كيان الاحتلال الإسرائيلى ، الذى يبدأ "بايدن" جولته فى المنطقة بزيارته ، ثم يزور الرئيس الفلسطينى "محمود عباس" فى "رام الله" ، ومن دون توقع حدوث أى تحريك فعلى فى ملف الصدام الفلسطينى الإسرائيلى ، ولا مقدرة على إحياء أية مفاوضات ، فالرئيس "بايدن" ملتزم بأمن الكيان ، وبعقيدته الصهيونية الاستيطانية الإحلالية ، وعاجز حتى عن إنشاء قنصلية اتصال بالفلسطينيين فى القدس المحتلة ، أو مجرد رفع اسم "منظمة التحرير الفلسطينية" من قوائم الإرهاب الأمريكية ، والمعنى ببساطة ، أن زيارة "بايدن" قد لا تقود لتغير نوعى يرفع الحرج عن أطراف مهمة فى التعبئة ضد إيران ، فالقضية الفلسطينية برغم أمارات التخلى العربى عنها ، لا تزال ضاغطة ومطروحة على جدول أعمال القاهرة والرياض ، وفى العراق الذى يدعونه لتحالف عسكرى رسمى مع الكيان ، بينما قرر برلمان بغداد جعل التطبيع خيانة عظمى توجب الإعدام ، وبعض الدول المدعوة للقاء "بايدن" فى الرياض ، أعلنت التعاون العسكرى"الإبراهيمى" مع "إسرائيل" ، ومن دون أن يكون بمقدورها دفع الآخرين إلى السلوك المتبجح نفسه ، حتى لو استعانت بإكراهات "بايدن" وكراماته . 

Kandel2002@hotmail.com

الشاعر عثمان المصري يتألق بتوقيع كتابه في معرض الكتاب اللبناني (٤٨)

 


ضِمنَ فعالِيّات معرض الكِتاب السَّنوِيّ ال48، نظَّم "مُنتدى شاعرة الكورة الخضراء عبد الله شحادة الثَّقافي"، البارِحةَ الإثنين 13 حزيران 2022، ندوَةً حول ديوان: "بَعدَ موتِ الحروف"، للشّاعر: "عثمان المصري"، وذلكَ في جناح المُنتدى (قاعة مؤتمرات الرابطة الثَّقافية-طرابلس)...

بِحضور رئيسة ومؤسِّسة المُنتدى، الأُستاذة والمُهندسة الشّاعِرة "ميراي شحادة حدّاد"، ورئيس الرابطة الثقافية الأُستاذ "رامز الفرّي"، مدير الجامعة اللُّبنانية الدكتور والبروفسور محمد الحاج، ولَفيف من الدَّكاترة والمهندسين، والأساتذة والشُّعراء والأصدقاء والمهتمّين بالأدب والشِّعر والثَّقافة...

افتُتِحَت النَّدوة بالنَّشيد الوطني اللُّبنانِيّ، ثُمَّ كانت الكلمة للأُستاذة "ميراي شحادة"، التي ركزَّت فيها على أهميّة دعم الثقافة والأدب والنِّقاط التي شدَّتها كي تنشر هذا الديوان للأُستاذ الشّاعِر "عثمان المصري".

ثُمَّ تلتها كلمة أصدقاء الشّاعر، التي ألقَتها الأُستاذة والكاتبة "كارين حسّون"، التي شكرت الحضور والشّاعر المصري لأنَّه أسند هذه المهمة الكبيرة لها، ثمَّ قرأت أمام الحضور إحدى قصائد الديوان.

بعدها كانت الكلمة للدكتور والشاعر "شحادة الخطيب"، الذي نصح الكتاب والشعراء بنبذ التكبُّر والغرور، وطرق باب العلم دومًا، والاِهتمام بالقراءة أوَّلًا وأخيرًا.

بعدها شرحت الرَّسامة "سميحة حسن" فكرة لوحة غِلاف الديوان التي رسمتها، مُعبِّرةً فيها عن روح القصائد التي يحتويها الديوان...

ثمَّ كانت الكلمة الأخيرة للشاعر "عثمان المصري"، الذي شكر الجميع على الاِهتمام والدَّعم والحفاوة، وقدّم للحضور قراءات من ديوانه.

والخِتام كان مع التَّوقيع وأخذ الصُّور التذكارية، كما كرَّم الشّاعر "عثمان المصري"، رئيسة المُنتدى الشاعرة والمُهندسة "ميراي شحادة"، شاكِرًا لها جهودها المبذولة، وعطاءها الذي فاق كل الحدود في دعم الثقافة والأدب...

صندوق الأحلام في اليوم الأول لافتتاح معرض الكتاب (٤٨)

وحدة بك دندشي

الرابطة الثقافيّة_طرابلس. 


مع تطور التكنولوجيا وانتشار القراءة الالكترونية، إلّا أنَّ الكتاب الورقيَّ ما زال هو خير جليسٍ وأفضل مصدرٍ للثقافة بكافة أنواعها، ويتمتّع بقيمته ورونقه الّذي يجذب الألباب والقلوب. 

ورغم كلّ الظروف الصعبة، والضائقة الاقتصاديّة التي يعيشها لبنان عامة وطرابلس خاصة، ما زال رئيس الرابطة الثقافية الاستاذ "رامز الفري" يحرص على إقامة معرض الكتاب كلّ عامٍ لتثبيت الهوية الثقافيّة اللبنانيّة. 


وها نحن اليوم في افتتاح معرض الكتاب الثامن والأربعين، حيث شارك صندوق الأحلام الأدبيّ كعادته كلّ عامٍ في هذا العرس الثقافيّ بمؤسّسه المهندس الكاتب "عزّام حدبا"، وبإدارة الأستاذة" وحدة بدك دندشي" . ويستضيف صندوق الأحلام الأدبي في جناحه الإصدارات الخاصة بكتّابه الموهوبين، كما يستضيف مشاركة أعضائه الفنيّة من أعمال يدويّةٍ وحرفيّة، ورسوماتٍ تتزيّا بالإبداع من أعضاء أسرة صندوق الأحلام الأدبيّة. 

إنَّصندوقَ الأحلام الأدبيّ لم يتوانَ يومًا عم تقديم كلّ الدعم للمنتسبين وغيرهم من الشباب الطموح المثقّف.

وسيكون صندوق الأحلام طيلة أيّام المعرض حافلًا بتواقيع كتبه الخاصة من تأليف كتّابه المميّزين بإبداعهم الأدبيّ.

الثلاثاء، 14 يونيو 2022

العدوان الصهيوني المتكرر على دمشق العروبة !!



ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن العدوان الصهيوني على سورية, فمنذ بداية الحرب الكونية على سورية العربية قبل ما يزيد عن إحدى عشر عاما تحت زعم أنها ثورة شعبية على غرار الثورات العربية المزعومة في تونس ومصر وليبيا واليمن وبالطبع من يدرك ويعي الواقع الاجتماعي العربي بتفاصيله المختلفة لا يمكن أن يجمل الحديث عن هذه الأقطار مجتمعة فلكل مجتمع خصوصيته البنائية والتاريخية وهو ما يجعل المتأمل في الحالة الثورية العربية يقف كثيراً قبل محاولة إطلاق تعميمات على هذه الأقطار مجتمعة.


وبغض النظر عن موقفنا مما حدث وتوصيفنا له, وهل بالفعل ما حدث داخل بنية هذه المجتمعات يرقى إلى مستوى الثورة أم لا, فإننا يمكن أن نؤكد بما لا يدع مجال للشك أن الثورات لا يحكم عليها إلا بنتائجها, وإذا كان تعريفنا للثورة هو إحداث تغيير جذري في بنية المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية لصالح الغالبية العظمى من المواطنين, فإن النتائج التي أفضت إليها الثورة المزعومة في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية تؤكد فشل هذه الثورات حتى ولو كانت هناك أسباب موضوعية لانطلاقها تختلف باختلاف كل قطر.


ولا يمكن لكل متأمل فطن أن يغفل دور القوى الاستعمارية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية في التدخل السريع على خط ما يسمى " الثورات العربية " في الأقطار المختلفة لتحقيق أكبر استفادة ممكنة وبالطبع هذه الاستفادة لا يمكن أن تكون لصالح شعوب هذه المجتمعات لكن دائما تكون لصالح هذه القوى الاستعمارية وحلفائها في المنطقة وفى مقدمة هؤلاء الحلفاء يأتي العدو الصهيوني الذي يمكننا الآن التأكيد دون أدنى شك أنه المستفيد الأول من وراء كل ما حدث داخل مجتمعاتنا العربية عبر الإحدى عشر عاماً الماضية.


 لقد تراجعت وبشكل حاسم مفاهيم ظلت قائمة ومتصدرة المشهد السياسي المحلي و الاقليمي والدولي لسنوات وعقود طويلة من قبيل الصراع العربي – الصهيوني حيث أصبح الواقع يقول أن الصراع قد أصبح "عربي – عربي", وأصبح العدو الصهيوني خارج حلبة الصراع, وتراجعت القضية الفلسطينية بقوة مقابل تصدر الأزمة السورية والليبية واليمنية للمشهد العربي بشكل ملحوظ.


ولا يمكن لأحد الآن أن ينكر دور الولايات المتحدة الامريكية والعدو الصهيوني في دعم النزاعات الداخلية لاستمرار عدم الاستقرار داخل المجتمعات العربية خاصة في مصر وسورية, فمن المعلوم تاريخياً ومنذ إعلان العدو عن دولته المزعومة أنهم يسعون إلى تصفية الجيوش العربية, حيث أكد بن جوريون قائدهم المؤسس أن إسرائيل لا يمكن أن تعيش آمنة إلا بالقضاء على ثلاثة جيوش عربية "المصرى والعراقي والسوري", وإذا كان الجيش المصري قد تم تحيده ( مؤقتا بعد اتفاقية كامب ديفيد ) باعتباره الأكبر والأقوى تمهيدا لانقضاض عليه في وقت لاحق, فإن الأمريكي قد تدخل بنفسه مباشرة لتخليص العدو الصهيوني من الجيش العراقي وتمت العملية بنجاح بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.


 وعندما برزت على السطح بوادر ما يطلق عليها الثورات العربية المزعومة كانت الجماعات التكفيرية الإرهابية تلك الأدوات الاستعمارية المزروعة داخل مجتمعاتنا العربية جاهزة لخوض معركة شرسة مع الجيشين المصري والسوري, وكانت دائما الحماية الأمريكية والسلاح الأمريكي جاهزاً هذا إلى جانب التمويل الخليجي الذي يحلم بأن يحل محل المصري والعراقي والسوري كمتصدر وقائد للمشهد العربي.


وبنجاح الجيش المصري في الإطاحة بالجماعات التكفيرية الإرهابية من سدة الحكم والتي استولت عليه في لحظة فارقة من عمر المؤامرة على مصر, كان لابد على العدو الصهيوني أن يبحث عن وسيلة جديدة لاستنزاف الجيش المصري حتى لا يكون على استعداد لمواجهته في أي لحظة, وبما أن كامب ديفيد مازالت قائمة فإن أي تدخل صهيوني مباشر سيكون غير ممكناً, لذلك تم دعم الجماعات التكفيرية الإرهابية على جبهات مصر الحدودية ( الجبهة الشرقية مع فلسطين المحتلة والجبهة الغربية مع ليبيا المغدورة والجبهة الجنوبية مع السودان المنحورة), وبذلك يؤجل العدو الصهيوني مواجهته المباشرة القادمة لا محالة مع الجيش المصري.


أما سورية فموقفها مختلف إلى حد كبير فهي الدولة العربية الوحيدة التي عجز العدو الصهيوني عن النفاذ إليها عبر البوابة السياسية التطبيعية فلم يتمكن العدو من تحييد جيشها ولو مؤقتاً, ولم يتمكن الأمريكي من جعلها دولة تابعة له اقتصادياً أو عسكرياً أو حتى ثقافياً, لذلك ظلت هى العقبة الحقيقية في وجه المشروع الصهيوني, لذلك عندما برزت موجة ما أطلق عليه الثورات العربية المزعومة تم تغذية الجماعات التكفيرية الإرهابية الكامنة بالداخل وأرسل إليها المدد مزيد من التكفيريين الإرهابيين من كل أجناس الأرض, وبصلابة وبسالة وشجاعة الجيش العربي السورى تمكن من التصدي لها, وكلما شعر الأمريكى والصهيوني أن أدواته الوكيلة على الأرض تهزم يجن جنونها.


لذلك لا عجب عندما نجد احتلالاً أمريكيا مباشراً للأراضي العربية السورية, ولا عجب بالقطع أن تتكرر الاعتداءات الصهيونية على المواقع العسكرية للجيش العربي السوري فهو المستهدف الأول من هذه الحرب الكونية على سورية وآخر الاعتداءات على مطار دمشق الدولي هذا الأسبوع, لذلك يجب أن ندرك ونعي أن العدوان الصهيوني على دمشق العروبة لن يتوقف بل هو بداية لمواجهة مباشرة مع الجيش العربي السوري الذي يعتقد العدو خطأً أنه منهك من طول المعركة مع الأدوات التكفيرية الإرهابية, وبعدها يتفرغ العدو الصهيوني لمعركته الأخيرة مع الجيش المصري, وهنا وإن كنا لا نعول كثيراً على الموقف العربي المخزي من العدوان الصهيوني على سورية, فإننا لا يمكن أن نقبل الصمت المصري لأن المعركة مشتركة ومن بدأ بسورية حتماً سيثني بمصر, اللهم بلغت اللهم فاشهد.           


بقلم / محمد سيد أحمد

الحلقة ( 65 ) في إذاعة الكافييه والمقهي الثقافي قصيدة .. نداء حلم للشاعر المهندس ابراهيم حسانين

 


الحلقة ( 65 ) في إذاعة الكافييه والمقهي الثقافي بالتعاون مع جريدة صوت العرب  والصحفية سها البغدادي


قصيدة .. نداء حلم 


للشاعر المهندس ابراهيم حسانين 


الاخراج الاذاعي والمونتاج

الاستاذة مريم ابراهيم





نداء  حلم  ..


صمتت .. !


صمت جميل بطعم السكر يبدو


قرأت في عينيها اعذب الكلمات


حين شغلني نورها من وراء الكلمات


تنادي من زمن بعيد ... خذني


أسرعت اليها 


ولبيت نداءها .


فبدا لي وجهها كالبدر 


وظننت أني قد ملكت المنى

 

ورضي عني الإله 


وحين دنوت منها


 ذهبت إلى زمانها البعيد


واختفى عني نورها حتى الزوال


قلت لها .. الوداع حبيبتي


وتساءلت .. نداء حلم  ؟!


أبحث عنك حبيبتي 


.فلا أجدك إلا في منامي 


كالحلم.أنت..!


يراودني.طيفك 


تتوهين مني ..وتختفين


في زمنك البعيد...حين


أختفى عني نورك


قلت لك ِ الوداااع .


وظننته نداء حلم .


وتساءلت ..


أحلم أنت أم حقيقة ؟!


جائني الرد منك .


صوتك يقول


لا ودااع بين القلوب.


ربما الاحباب يفترقون 


لكن القلوب لا ... لا تفترق.


فحبيبتك باقية .


لن تعود  إلى زمانها الغابر


لقد غيرت النهاية 


ليتحول الحلم إلى حقيقة 


والحقيقة هي انت .


#ابراهيم_حسانين

حرب تغيير العالم بقلم عبدالحليم قنديل

 

    

  بعد المئة يوم الأولى من حرب أوكرانيا ، لم يعد أحد يجادل كثيرا فى هوية من انتصر ومن انهزم ، فالقوات الروسية مع حلفائها الأوكران ، تزحف ببطء ولكن بثبات وثقة على قوس الشرق والجنوب الأوكرانى ،  وسيطرت إلى الآن على أكثر من ربع مساحة أوكرانيا الإجمالية ، بما فيها "شبه جزيرة القرم" التى ضمتها روسيا عام 2014 ، وفيما تتراجع معدلات خسائر الروس فى تكتيكات الحرب الجديدة بعد ترك حصار "كييف" ، فقد زادت خسائر ما تبقى من الجيش الأوكرانى ، وبلغ عدد أسراه  ما يزيد على ستة آلاف ونصف الألف ، نحو نصفهم من المقاتلين الأوكران الأشد صلابة ، من عينة كتائب "آزوف" و"الجناح الأيمن" وغيرهم ، وهم يوصفون فى الدعاية الروسية بالقوميين الأوكران أو الجماعات النازية ، وهزائمهم الأخيرة  فى "ماريوبول" وفى مصنع "آزوف ستال" بالذات ، كان لها أثرها فى توارى مبالغات الدعاية الغربية الأطلسية عن أساطير المقاومة الأوكرانية ، كذا خفوت صوت "الفيلق الدولى" الداعم للرئيس الأوكرانى "فولوديمير زيلينسكى" ، وقد كان يضم عشرين ألفا من عتاة اليمين المتطرف الأوروبيين والأمريكيين ، وتتسابق عناصره اليوم للفرار من جحيم الهجوم الروسى .

  وما من شك فى طبيعة الحرب الجارية ، فهى ليست حربا إقليمية محصورة بالجغرافيا الأوكرانية ، بل حرب ذات طابع عالمى ، أو قل أنها حرب عالمية تحت المستوى النووى ، تواجه فيها روسيا ثلاثين دولة عضو بحلف شمال الأطلنطى "الناتو" ، إضافة لدول حليفة وتابعة ، بينها للأسف أطراف عربية ، وتستخدم فيها كل أنواع الأسلحة والعقوبات غير المسبوقة فى التاريخ الإنسانى ، هدفت منها أمريكا إلى "إضعاف روسيا" وهزيمتها ، كما أعلن مرارا وبالفم الملآن ، وبأقصى صور التعبئة التى تستطيعها الإدارة الأمريكية ، وهى تخوض حربا شاملة ضد روسيا ، يصدق عليها وصف المفكر الأمريكى اليسارى "نعوم تشومسكى" ، الذى رأى أن واشنطن تخوض حربا ضد موسكو "حتى نهاية آخر أوكرانى" ، فليس من وجود لقوات أمريكية معلنة الحضور فى الميدان الأوكرانى ، وإن كانت المشاركة الأمريكية المباشرة محمومة فى معارك السلاح ، بتخصيص 40 مليار دولار حتى الآن لدعم أوكرانيا ، إضافة لدعم أوروبى مماثل ، قد يقفز بحجم الإنفاق الغربى إلى نحو مئة مليار دولار ، مع تدفق جنونى للسلاح الفتاك المحارب لروسيا ، والتحول من الأسلحة الدفاعية إلى الأخرى الهجومية ، من صواريخ "ستينجر" و"جافلين" ، إلى راجمات صواريخ "إم 270" البريطانية  و"هيمارس" الأمريكية ، وإلى أحدث أنواع المسيرات الأمريكية ومدافع "الهاوتزر" والألغام الألمانية الذكية ، وإلى استنزاف مخازن السلاح السوفيتى القديم بدباباته وطائراته فى دول أوروبا الشرقية ، ومن بولندا بالذات ، مع وجود آلاف المدربين الأمريكيين والأطلسيين على الأرض ، والدعم الاستخباراتى اللحظى وعبر الأقمار الصناعية من أمريكا وبريطانيا بالذات ، وقد أغراهم ما جرى فى الأسابيع الأولى من فك القوات الروسية لطوق حصار العاصمة الأوكرانية "كييف" ، وصورت وقتها التقارير اليومية للبنتاجون ووزارة الدفاع البريطانية والمخابرات الأمريكية والبريطانية ، أن روسيا وقعت فى الفخ المنصوب بعناية ، وعلى مدى ثمانى سنوات مضت قبل انطلاق "العملية العسكرية الروسية الخاصة" فى 24 فبراير 2022 ، وأن موسكو تنتظر الهزيمة المؤكدة فى حرب تستمر لعشر سنوات ، كما جرى للاتحاد السوفيتى من قبل فى حرب أفغانستان ، ومع اتصال الحرب وتحول التكتيكات الروسية ، بدأت الرياح تأتى بما لا تشتهى سفن الغرب الأمريكى والأوروبى ، وتباعد شبح إمكانية هزيمة الجيش الروسى ، ودفعت روسيا إلى الميدان بأسلحة جديدة على نحو متدرج ، من "كاليبر" والصواريخ فرط الصوتية إلى الأسلحة الحرارية ومدافع الليزر ، وصارت تلتقط أحدث أجيال الأسلحة الأمريكية ، وتكسرها كما "حبات الجوز" بتعبير الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" ، الذى خيب الظنون الغربية ، ولم يعلن الحرب على أوكرانيا رسميا إلى اليوم ، ولم يلجأ إلى إعلان حالة الطوارئ والتعبئة العسكرية العامة ، واكتفى بدفع عشرات آلاف الجنود ، مع حسن استثمار أدوار القوات الحليفة من كتائب الشيشان وقوات جمهوريتى "الدونباس" فى الشرق الأوكرانى ، وتعامل بثبات عصبى مذهل ، يثق أن الحروب بخواتيمها ، وأن أهدافه الأوكرانية كلها قابلة للتحقق ، وقد تصل فى حدها المنظور إلى ضم ثلث مساحة أوكرانيا ، بما فيها إقليم "الدونباس" كله ، إضافة إلى "خيرسون" و"زابوريجيا" ، وربما "خاركيف" و"ميكولايف" ، وصولا إلى "أوديسا" ، وفرض خرائط جديدة ، تفقد فيها أوكرانيا أراضيها ومدنها الصناعية الكبرى ، وينقطع فيها اتصال ما يتبقى من أوكرانيا بالبحر الأسود ، بعد أن تحول "بحر آزوف" بكامله إلى بحيرة روسية داخلية ، وكلها مهمات حربية مباشرة ، قد تتدحرج مواعيد إتمامها كما نقدر إلى نهايات الصيف ومطالع الخريف على الأقل .

  ولكل حرب كما هو معروف روايتان ، كذا فى حرب أوكرانيا الجارية فصولها ، تسترت الرواية الأمريكية الغربية وراء حق أوكرانيا المفترض فى وحدة أراضيها ودفع العدوان الروسى عنها ، وفى الرواية بعض المنطق المجرد المدون فى المواثيق الدولية ، لكن العوار الذى يصادف هذه الرواية ، أنها تصدر عن آخر طرف يحق له الحديث عنها ، فقد شنت واشنطن عشرات الحروب على سيادة دول تبعد عنها آلاف الأميال ، بينما الرواية الروسية لها منطق مختلف ، فأوكرانيا عند "بوتين" ليست دولة أخرى وحق قومى منفصل ، وأوكرانيا برواية "بوتين" ، لم تكن لها دولة قبل قيام الاتحاد السوفيتى ، وكانت من أملاك الإمبراطورية الروسية ، والروس هم الذين أضافوا حوض "الدونباس" ومدن الشرق والجنوب وشبه جزبرة "القرم" إلى أوكرانيا السوفيتية سابقا ، وضمان الأمن القومى الروسى ، يستلزم رد الأرض إلى أهلها الروس ، خصوصا بعد تمادى النخبة الأوكرانية القومية فى الالتحاق بالغرب وأطماع "الناتو" فى تفكيك روسيا ، ومع هذه الرواية الروسية "البوتينية" ، فقد لا يجدى الدفع بالمنطق الدولى الصورى ، وباعتراف روسيا السابق بأوكرانيا وقت الإذلال بعد انهيار الاتحاد السوفيتى ، فقد عاد الروس لتملك القوة العسكرية بالذات ، ولا يريدون أن يفلتوا لحظة تاريخ تبدو لهم مواتية ، ويهدفون لإنهاء عقود إذلال روسيا والاستخفاف الغربى بها ، وتصويرها كقوة إقليمية لا كقوة عالمية ، وهو ما كان الرئيس الأمريكى الأسبق "باراك أوباما" ينطق به زراية بروسيا ، لكن تحركات "بوتين" العسكرية فى "جورجيا" والقرم وسوريا قلبت الموازين ، وجعلت واشنطن تدرج موسكو كعدو عالمى ثان بعد الصين فى استراتيجيات الأولوية الأمريكية ، خصوصا بعد نجاح "بوتين" فى توثيق عرى علاقة "بلا حدود" مع الصين ، قبل عشرين يوما من بدء عمليته العسكرية فى أوكرانيا ، وهو ما منح موسكو مرونة هائلة فى الحركة ، وفى امتصاص صدمات سلاسل العقوبات الأمريكية الأوروبية ، التى بلغت حتى اليوم ما يزيد على عشرة آلاف عقوبة ، إضافة لحملات الشيطنة ونشر الكراهية لكل ما هو روسى ، ومع ما بدا من جبروت ظاهر فى العقوبات الجزافية ، فقد ارتد السحر على الساحر ، ودخلت اقتصادات الغرب الكبرى فى ركود تضخمى ، فيما أبدى الاقتصاد الروسى ـ متوسط الحجم ـ صمودا عكس التوقع ، وصار "الروبل" الروسى أفضل عملات العالم أداء باعتراف المؤسسات الأمريكية المالية ذاتها ، وبدأ العمل فى روسيا على بناء هيكل اقتصاد جديد ، يكافئ موارد روسيا المعدنية والطاقية والزراعية اللامتناهية ، ففى روسيا ربع إيراد العالم كله من المياه العذبة ، والقصور النسبى فى صناعاتها المدنية ، يثير المفارقة والتناقض مع قوتها العسكرية والنووية فائقة التكنولوجيا ، فوق أن سرقة عقوبات الغرب لثروات "الأوليجارشية" الروسية ، قد تفيد للمفارقة فكرة البعث الروسى مجددا ، و"الأوليجارشية" داء استشرى فى روسيا كما غيرها من دول الاتحاد السوفيتى السابق ، فالخصخصة السريعة المنفلتة ، راكمت ثروات فلكية من الهواء لرجال أعمال وحيتان من الأقلية "الأوليجارشية" ، وبوسع روسيا مع الحرب وبعدها ، أن تحول محنة العقوبات إلى منحة فريدة ، وبالذات مع تبين فشل خطة أمريكا العبثية فى عزل روسيا ، وتبين حيازة موسكو لتأييد صريح وضمنى من قوى العالم الجديد الصاعدة ، والتكون الفعلى لعالم متعدد الأقطاب ، لم تنشئه الحرب الأوكرانية ، بل كشفت وتكشف حقائقه بإطراد ، وكان أول ما سقط ويسقط فيه ، هو تلك الهيمنة الأمريكية الأحادية على مصائر الكون ، فلن تعود أمريكا أبدا إلى مكانة القطب الأوحد ، ولا إلى امتياز "القوة العظمى" الوحيدة بألف ولام التعريف ، وبوسعها فقط ، أن تكون "قوة عظمى" بين متعددين ، لن تصبح أولاهم مع صعود المارد الصينى إلى عرش الاقتصاد والتكنولوجيا ، وربما تكون مخاوف أمريكا الغريزية مما جرى ويجرى ، هى التى دفعت مفكرا استراتيجيا بوزن "هنرى كيسنجر" على عتبة عامه المئة ، أن ينصح واشنطن بالتنازل لروسيا بما تريده فى أوكرانيا ، وفض الاشتباك معها تفرغا لمواجهة التنين الصينى .

Kandel2002@hotmail.com

الوقوف مع محور روسيا والصين وإيران هو الحل الوحيد للقضاء على الهيمنة الصهيوغربية على منطقتنا والعالم....

 


    يهتم الصهيوغربيين منذ القدم إلى يومنا الحالي بتكوين علاقات مشبوهة بدول منطقتنا وبخاصة مع بعض الدول ليكونوا وكلاء أو أدوات لهم لمساعدتهم بتنفيذ مشاريعهم هنا وهناك،. واليوم ما زال الصهيوغربيين يضعون كل ثقلهم لبقاء سيطرتهم على بعض تلك الدول لقربها من إيران التي أفشلت كل مشاريعهم في منطقتنا والتي دعمت العراق ومقاوميه ليتخلص من إستعمارهم المجرم ودعمت المقاومة اللبنانية والفلسطينية لكبح جماح عصابات الكيان الصهيوني وأطماعه بالتوسع والسيطرة ووقفت بكل قوتها للحفاظ على سورية ووحدتها وقوتها وثراواتها وشعبها وجيشها وقيادتها المقاومة مما كان يخطط لها من تقسيم حسب الطوائف والقوميات والأعراق,لتلك المواقف المشرفة لإيران يتم الضغط عليها بالحصار والعقوبات ليس هذه الأيام فقط  بل منذ الثورة الإسلامية الإيرانية لغاية أيامنا الحالية لأن إيران هي هي ولم تتغير في مواقفها إتجاه قضية فلسطين ووحدة الأمة والمحافظة على دولها وشعوبها وقوتها وخيراتها وحمايتها من نهب وسيطرة الصهيوغربيين ولن تتغير تلك المواقف لأنها عقيدة راسخة لديها وفقا لما أمرنا الله ورسوله بآتباعه لحماية الأمة من مخططات أعدائها وقد أعدت لهم كل العدة التي أرهبت بها أعداء الله والأمة في الداخل والخارج حتى أصبحت قوة إقليمية في منطقتنا يحسب لها الأعداء ألف حساب قبل أن يخطوا بأية خطوة إتجاهها أو إتجاه دول الأمة العربية والإسلامية....


     وهي تعمل ليلا ونهارا وتتابع أعداء الأمة الصهيوغربيين في كل مكان في منطقتنا وفي كل آسيا وأفريقيا بل وصل تحديها لأمريكا الشمالية العنصرية المتصهينة إلى أمريكا الجنوبية ودعمت فنزويلا وكوبا...وغيرها وما زالت والإتفاقيات التي وقعت بالأمس بين الرئيس الفنزويلي مادورو والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لمدة عشرين عام هي دليل واضح على قدرة إيران وتحديها لأمريكا الشمالية ولكل الغرب المتصهين، هذا غير متابعتها الحثيثة لكل خطوات وتحركات عصابات الكيان الصهيوني في المنطقة والعالم لإفشال كل مخططاتهم وفتنهم بين دول الأمة التي يسعون من خلالها لإشعال حرب بالوكالة بين بعض دول الخليج المطبعة علنا كالإمارات والبحرين والتي لم تطبع بعد كالسعودية وبين إيران لأن الصهيوغربيين لا يريدون أية علاقة طبيعية بين بعض دول الخليج وإيران وبالذات بين السعودية وإيران،  ولأنهم تأكدوا بأن المحادثات بين السعودية وإيران تسير على قدم وساق وتسير بالإتجاه الصحيح لإنهاء كل الخلافات المفتعلة بينهم كما صرح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في آخر تصريحاته الإعلامية بدأت تحركات قادة الصهيوأمربكيين في المنطقة لمنع ذلك الإتفاق الإيراني السعودي ولإشعال المنطقة من جديد حتى إشعالها في اليمن من جديد بعد أن تم التوافق في عمان على هدنة لعدة أشهر وقد نجحت تلك الهدنة وتم فتح الطرق بين المحافظات اليمنية لكن وللتدخلات الصهيوغربية قد تعود الحرب الظالمة على الشعب اليمني وعلى صنعاء بالذات للأسف الشديد...

  

    فوحدة دول الأمة العربية والإسلامية يجب أن تسير بالإتجاه الصحيح حتى يكون لهم موقع في المتغيرات الدولية القادمة رغما عن الصهيوغربيين ليكون لهم دور كامل في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الجديدين...وغيرها من المنظمات الدولية والتي سيطرأ عليها متغيرات كبرى تقضي على القطب الأوحد الأمريكي المتصهين والذي عاث في كل دول منطقتنا والعالم فسادا ونهبا وسرقة وفتن وحروب وإحتلال وقتل ومجازر يندى لها جبين الإنسانية لتكون قرارات تلك المنظمات الدولية متفقة بين الجميع ولا أحد يسيطر على قراراتها أو يسيرها وفقا لمخططاته ومشاريعه وحسب أهوائه ومصالحه وأفكاره الهستيرية المزورة لحكم الأرض وما عليها، فما بعد العملية الروسية في أوكرانيا ليس كما قبلها وروسيا ستنتصر على كل الصهيوغربيبن في الأيام والأشهر القادمة وستحقق كل أهدافها المعلنة، وأيضا فإن الصين بدأت بتحركاتها السياسية والعسكرية...وغيرها وتهديداتها العسكرية لأمريكا وحلفائها كاليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا إذا دعمت تايوان بالإنفصال عن الصين أو فكرت بأن تتدخل فيها فسيتم سحق كل من يحاول التدخل لفصل تايوان عن الصين وإذا لم يتم إعادتها بالسياسة والحوار فإن الصين جاهزة أن تعيدها عسكريا وبالرغم عن أنوف كل الغرب وحلفائهم في المنطقة، ولا ننسى حليف الصين وروسيا وإيران القوي في كوريا الشمالية وهو جاهز ومستعد مع حلفائه كل الإستعداد إذا حاول الصهيوغربيين وحلفائهم في منطقتنا والعالم من إشعال حرب عالمية ثالثة بمعناها العسكري ...


   ولا ننسى بأن هناك حلفاء كثر لمحور إيران روسيا الصين في أفريقيا  كاملة بوصفهم حلفاء  لنشاطاته السياسية والعسكرية والاقتصادية، فإفريقيا جزء من الإستراتيجية الشاملة لمحور إيران وروسيا والصين والتي معظم دولها أصبحت تخضع لسيطرة قوى رئيسة حليفة لمحور المقاومة العالمي الإيراني الروسي الصيني لأن دولهم وشعوبهم ذاقت الأمرين من تدخلات وحروب الصهيوغربيين التي جعلتهم في حالة حرب دائمة وإقتتال وفقر وجوع...وغيرها وخيرات بلدانهم وشعوبهم منهوبة من قبل الصهيوغربيين وبعض أتباعهم الذي كانوا يسيطرون على الحكم وبدعم كامل منهم....


     وإستراتيجية محور إيران روسيا والصين في إفريقيا  تسعى إلى تحقيق  وترسيخ حلفاء دائمين له ليكونوا جزء من المحور المقاوم لمخططات الصهيوغربيين والتي تسعى إلى إنشائه في دول منطقتنا وفقا لإتفاقيات أبراهام التطبيعية والتي يسعون نشرها في المنطقة والعالم لنسف الرسالة الإسلامية الإنسانية المحمدية وتصفية رسالة الإسلام وما يجري في المسجد الأقصى من محاولات تقسيم اليوم كما جرى بالأمس في مسجد خليل الرحمن في الخليل سيجري غدا في الكعبة المشرفة ومكة المكرمة والمدينة المنورة للسيطرة عليها بإسم أبناء إبراهيم دون أن يذكر بأن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وكل الأنبياء حتى خاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هم بريئين منهم كل البراء وعلى الأمة العربية والأعجمية بمسلميها ومسيحيها أن تتبرأ منهم ومن كل من حمل فكرهم وسار معهم وتبعهم من قادة العرب والمسلمين والمسيحيين ويجب أن تحارب أفكارهم ومعتقداتهم التلمودية لحكم الأرض وما عليها،  وبذلك يتم إفشال مخططاتهم ومشاريعهم ويتم الخلاص من عقدهم وأفكارهم التلمودية ومنهم كما قال السيد المسيح عليه السلام إن الخلاص هو من اليهود ومن تبعهم....


   لذلك يجب على دول الأمة قاطبة إذا أرادت فعلا أن يكون لها دور مؤثر في المتغيرات القادمة أن تتخلى عن الغرب المتصهين برمته، ومن ما زال يراهن على الصهيوغربيين فإن رهانه خاسر وما جرى في الماضي البعيد والقريب دليلا دامغا على ذلك لأن الصهيوغربيين هزموا عسكريا وسياسيا وإعلاميا وإقتصاديا بكل مخططاتهم في منطقتنا والعالم وكل عقوباتهم وحصارهم لتجويع شعوبنا وإذلالها وحروبهم وفتنهم ومجازرهم إنقلب كل ذلك على دولهم وشعوبهم وإقتصادهم الذي يترنح يوما بعد يوم إلى أن ينهار نهائيا،.لذلك يجب على دول الأمة الوقوف قلبا وقالبا مع محور المقاومة العالمي الروسي والصيني والإيراني لأنه المحور الذي سيغيير كل موازين القوى في المنطقة والعالم وسيضع حدا لكل الأفكار والمشاريع والمخططات الصهيوغربية الخارجة عن القوانين الدولية وعن الشرائع والرسالة السماوية الإلهية الإنسانية...


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي....

كاتب  ومحلل سياسي...

الأحد، 12 يونيو 2022

"خلال الزيارة الرسمية الاولى "الرئيس السيسى : ندعم المجلس الرئاسي اليمني من أجل الوصول إلى حل سياسي عادل لإنهاء الأزمة اليمنية



سها البغدادي 


رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالمجلس الرئاسي اليمني ورحب أيضا بالنواب وعلى رأسهم رئيس المجلس الإنتقالي اللواء عيدروس الزبيدي خلال زيارتهم الرسمية الأولى لوطنهم الثاني مصر عقب توليهم رئاسة مجلس القيادة الرئاسي بالجمهورية اليمنية ، متمنيا لمجلس القيادة التوفيق في مهتهم الجديدة ، معربا عن دعم مصر للمجلس في تلك المهمة بما تحمله من مهام جسيمة ملقاة على عاتقهم لتحقيق صالح الشعب اليمني الشقيق .

كما أكد الرئيس السيسي على دعم مصر الكامل للشعب اليمني كما أكد على أن مصر تدعم مجلس القيادة الرئاسي بالجمهورية اليمنية في جهوده للتوصل إلى حل سياسي عادل من أجل إنهاء الأزمة اليمنية لتحقيق السلام والإستقرار وإنهاء معاناة الشعب اليمني الشقيق.

وأشار الرئيس السيسي إلى استجابة مصر، لطلب الحكومة الشرعية اليمنية والأمم المتحدة، بتسيير رحلات طيران مباشرة، بين مطاري "القاهرة" و"صنعاء" حيث انطلقت أول رحلة منها بالفعل، في الأول من شهر يونيو الجاري ، لافتا إلى أن الاستجابة المصرية جاءت تأكيدًا للحرص على التخفيف من معاناة الشعب اليمني الشقيق، ودعم كافة الجهود التي تصب لصالحه.


وأفاد أن مصر حريصة على تقديم أوجه الدعم المختلفة للأشقاء اليمنيين، خاصة في مجال تدريب الكوادر البشرية، وتقديم المساعدات الطبية والغذائية.


وقال الرئيس المصري خلال المباحثات إنه حريص على التأكيد على موقف مصر الثابت تجاه العلاقات الراسخة مع اليمن ودعم الشرعية ووحدة اليمن وسلامة أراضيه ودعم مصر الكامل لكافة الجهود الهادفة لتحقيق السلام في اليمن .


وأوضح أن المباحثات تناولت أيضا ، أهمية تعزيز أوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خاصة في مجال تطوير البنية التحتية، ومشروعات الطاقة، وآليات تفعيل ذلك.


وأكد الرئيس على دعم مصر، لكافة الجهود الهادفة إلى تحقيق السلام في اليمن وفقًا لمرجعيات الحوار الوطني اليمني، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ونتائج المشاورات اليمنية الأخيرة في "الرياض"، برعاية مجلس التعاون الخليجي، وقـرارات مجلـس الأمن ذات الصلة.

وقال الرئيس " لقد اتفقنا خلال النقاشات كذلك، على ضرورة تضافر كافة الجهود وتكثيف العمل المشترك، لحماية أمن وحرية الملاحة في البحر الأحمر، ومضيق باب المندب، والخليج العربي وارتباط تلك المسألة الحيوية، بالأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين".

ورحب الرئيس المصري، بإعلان الأمم المتحدة في الثاني من یونیو 2022 ، عن تمديد اتفاق الهدنة في اليمن وتقديرها لجهود الحكومة اليمنية الشرعية، في احترام التزاماتها وفقًا لما نص عليه الاتفاق ودعواتها لكافة الأطراف للتنفيذ الكامل لبنود الاتفاق، لما يمثله ذلك من تطور إيجابي، يمكن البناء عليه، لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن.


وتطرق أيضا إلى خطورة أزمة خزان "صافر" النفطي وما يحمله من تهديدات متعددة الأوجه وضرورة تضافر الجهود الدولية لحل تلك الأزمة في أسرع وقت ممكن عبر توفير الدعم والتمويل اللازمين، للخطة الأممية ذات الصلة.


واختتم الرئيس كلمته بالقول إن اليمن كانت دومًا، حاضرة زاهرة، وبوابة كبرى من بوابات العروبة والحضارة الإنسانية ككل وإننا في مصر على ثقة، بأن اليمن بقدرات شعبه، واستنادًا إلى تاريخه العريق، ودعم أشقائه هنا في مصر، وفي العالم العربي، سيتجاوز أزمته سريعًا، ويعود إلى موقعه الأساسي والطبيعي مستقرًا وآمنًا ومزدهرًا.