ما نخافه في الأشهر والسنوات القادمة ومن خلال متابعتنا لما يدور في منطقتنا والعالم من أحداث متسارعة هو أن يبقى قادة وحكومات وشعوب الأمة العربية والإسلامية في حالة التوهان والتبعية للصهيوغربيين ولهذه الدولة أو تلك، دون أن يميزوا بين الدول التي تعتبرهم ند وشركاء وأخوة في الإنسانية على هذه الأرض المباركة وتعمل على صحوتهم لتعود لهم قوتهم ومكانتهم ودورهم في العالم أو بمى يسمى المجتمع الدولي كدول مستقلة حقيقة وذات سيادة لتحافظ على خيراتها وثرواتها الطبيعية في البر والبحر والجو والتي حباها الله لهم ولشعوبهم، وبين الدول التي تعمل على بقائهم في ظل الضعف والذل والتبعية العمياء والإستعمار والإستبداد لنهب الثروات وتنفيذ المخططات الصهيوغربية التلمودية والأحلام الهستيرية لمعتقداتهم الآنية والمستقبلية بحكم المنطقة والأرض وما عليها لأن الله منحهم هذه الصلاحية والله وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام بريئين منهم كل البراء....
فإنقسام قادة الأمة وحكوماتها وشعوبها لا يخفى على أحد في هذا العالم وسببه الرئيسي هو التدخلات الإستعمارية القديمة والمتجددة للغرب المتصهين ولكيانهم وعصاباتهم الصهيونية المصطنعة في فلسطين المحتلة بين تلك القيادات والحكومات والتلاعب بالشعوب العربية والإسلامية بما يسير مع مشاريعهم وخططهم حتى دمرت بعض شعوبنا دولها ومؤسساتها المدنية والعسكرية وإستنزفت كل قوتنا الدينية والسياسية والعسكرية والإقتصادية وحتى الثقافية والإجتماعية، والتي كانت الأمة قد أعدتها لحين إرادة الله لنا بالوحدة والتحرر الكامل من أية تبعية خارجية في الماضي والحاضر والمستقبل لكن وللأسف الشديد رجعت دولنا إلى عشرات السنوات للخلف من غباء بعضا من الشعوب وتوهان لبعض القيادات العاشقة للصهيوغربيين وتبعية مطلقة للقيادات الأخرى التي تسير بركب الصهيوغربيين وتنفذ مشاريعهم وما يملى عليهم لبقاء عروشهم وكراسيهم إلى يوم القيامة....
ومن قرأ تاريخ الأمة العربية والإسلامية فقد حدث مثل ذلك ببعض الأزمنة وكان هناك بعض القيادات ومستشاريهم وجيوشهم تخضع لأعداء الأمة للحفاظ على عروشهم لكن علماء الدين الحقيقين والشعوب وشرفاء الجيوش كانوا يعلمون جيدا عدوهم من صديقهم أو شقيقهم لذلك كانت قيادات وشعوب وجيوش الأمة أكثر صحوة من الآن لأنهم لم ولن يسمحوا لأحد بالتدخل في شؤونهم ليوقع الفتن والقتل والمجازر ولأنهم كانوا متيقينين بأن أعداء الداخل والخارج يتربصون لهم بإستمرار، لذلك كانت تتوحد الأمة مباشرة وتلتحق بأية قيادة عربية وإسلامية تراها تعمل لوحدة الأمة وتخليصها من خونة الداخل وأعداء الخارج وهذا ما جعل خلافات الأمة تستمر وتقوى وشمس الأمة العربية والإسلامية تشرق من أقصى الأرض إلى أدناها....
وقد أصبح حجم الآلاعيب الغربية المتصهينة أكثر مما مضى لأنه أصبح من السهل الدخول بين قومياتنا وديننا وطوائفنا وأحزابنا وشعوبنا وقادتنا وجيوشنا، فالصهيوغربيين بشعارهم المعروف فرق تسد أصبحت لديهم المهارة والتميز في الدخول بيننا وآدائهم التحريضي والفتنوي إزداد في السنوات الآخيرة لأنه أصبح لديهم متعاونيين كثر في دولنا وبين شعوب أمتنا يتبادلون الأدوار،. في الماضي كان تبادل الأدوار بشكل مخفي واليوم بشكل علني وصريح وأصبح لدى عملائهم وعلى كافة المستويات الجرأة في إعلان تبعيتهم للصهيوغربيين والتشارك معهم وبشكل كلي وبإستخدام كل الطاقات المالية والإقتصادية والسياسية والعسكرية والشعبية في تدمير الأمة ونخرها من الداخل حتى لا تقوم لها قائمة لا حاليا ولا في المستقبل القريب والبعيد إذا سمح لبقاء هؤلاء الخونة والعملاء والتبع يقودون الشعوب وفقا لمخططات أسيادهم الصهيوغربيين، لذلك يجب أن يتم ترتيب الوضع العربي والإسلامي من الداخل وتصفية كل العملاء والخونة والتبع على مستوى قيادات وحكومات وأحزاب وأفراد حتى تنهض الأمة من جديد وتعود لها خيراتها المنهوبة البرية والبحرية والجوية سواء أرض محتلة أو نفط أو غاز أو ذهب...أو غيرها من الثروات الطبيعية التي حباها الله لشعوب الأمة كاملة حتى تبقى قوية شامخة عزيزة صامدة بوجه أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية جمعاء عصابات ولصوص الصهيوغربيين....
ومحور المقاومة العربي والإسلامي وهو محور الحق والذي تحمل الكثير من تلك الآلاعيب الداخلية والخارجية للصهيوغربيين وتبعهم في منطقتنا وما زال يتحمل تبعات مؤامراتهم الكونية، فيجب عليهم البقاء في صف الدول الكبرى التي تعاملهم بالند والاخوة والشراكة والتعاون لنهضت شعوب الأمة والشعوب كافة كروسيا والصين والذين دافعوا عن دول الأمة ووحدة أراضيها وحافظوا على ثرواتها المنهوبة وصقلوا نفوس أبناء وقادة وشعوب الأمة لتنهض من جديد وتصحو من سباتها الذي طال أمده في الماضي البعيد واليوم ليعود دور الأمة إلى مكانه الطبيعي ودوره الحقيقي في المشاركة بنهضت الأمم كما كان في زمن خلفاء العرب والمسلمين وقادتها الحقيقين وجيوشها وشعوبها المقاومة...
والمعروف أن زيارة بايدن المرتقبة للمنطقة لن يكون فيها خير لدولنا وشعوبنا ولقضيتنا الفلسطينية وقضايانا الأخرى تماما كزيارات غيره مما سبقوه بل هي لمصلحة عصابات الكيان الصهيوني لتأييد وجمع ناتو صهيوغربي مع قطعان المستعربيبن والمتأسلمين ضد إيران وسورية وصنعاء والعراق ومقاومة لبنان وغزة ظنا منهم أن محور سورية العربي والإسلامي والروسي والصيني وغيرهم قد يخافون من تلك التهديدات والضغوطات والزيارات الفارغة للمهزومين الأمريكيبن وعصاباتهم الصهيونية في كل الميادين في منطقتنا والعالم...
ويبدوا أن زيارات بن سلمان لبعض الدول العربية والإسلامية هي إما لنفس الغرض لإقناع قادة تلك الدول بالدخول بذلك الناتو ضد محور المقاومة بالرغم من وجود محادثات سعودية إيرانية في العراق تسير على قدم وساق، وفي هذا الجانب تكون تحركات بن سلمان تمهيدا لزيارة بايدن ليكون كل شيئ جاهز أمامه وينتظر فقط التوقيع الأخير للناتو العربي للقضاء على دول الأمة وإيقاعها بحرب أخرى بالوكالة عن الصهيوغربيبن والتي إن وقعت في المنطقة فسيكون هناك إحتمالان الأول إما أن لا تقوم للأمة قائمة أبدا لا سمح الله ولا قدر لأنها ستكون حرب وجود ومدمرة، والإحتمال الثاني أن ينتصر محور المقاومة بما تعنيه الكلمة من نصر نهائي على الصهيوغربيين ومخططاتهم في المنطقة برمتها وبذلك تنتصر الأمة كاملة، والجانب المحتمل الآخر لزيارة بن سلمان لبعض الدول العربية والإسلامية هو للتشاور مع قادة تلك الدول والحصول على دعم عربي إسلامي للرد على بايدن ورفض الدخول بذلك الحلف وإيقاع المنطقة بحروب أخرى لا نهاية لها والمنطقة لا تحتمل ذلك لأنها ستكون حرب مدمرة، فأي من الجانبيين والإحتمالين سيختار بن سلمان وقادة دول المنطقة ليتم من خلاله إعادة دور الأمة العربية والإسلامية إلى موقعها الحقيقي بين الأمم الأخرى في المتغيرات الدولية القادمة لا محالة ورغما عن أنوف الصهيوغربيين...
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...
كاتب ومحلل سياسي....