"لا أصدق أن مشرفة قد مات، إنه لا يزال حياً من خلال أبحاثه"، هذه ما قاله ألبرت أينشتاين، عندما أخبروه بوفاة عالم الرياضيات والفيزياء المصري الدكتور علي مصطفى مشرفة في يناير / كانون الثاني عام 1950.
مكتبة الإسكندرية أعلنت في بيان صدر يوم الخميس أن أسرة الدكتور مشرفة أهدتها مقتنياته النادرة وتضم وثائق وصوراوأبحاثا ستكون متاحة للباحثين إلكترونيا ضمن مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، ومشروع ذاكرة مصر المعاصرة هو مكتبة رقمية على الإنترنت توثقتاريخ مصر المعاصر من خلال الصور والوثائق والطوابع والصحف والتسجيلاتالصوتية والفيديو والدراسات التاريخية والمقتنيات الخاصة.
وقال خالد عزب رئيس قطاع الخدمات والمشروعات بمكتبة الإسكندرية فيالبيان إن الدكتورة سلوى مشرفة أهدت مقتنيات نادرة لأبيها ومنها عدد كبيرمن مقالاته المنشورة بالعربية والإنجليزية وأبحاثه العلمية وبعض محاضراتهبجامعة القاهرة وبعض مسودات أحاديثه التي ألقاها بالإذاعة المصرية إضافةإلى هدايا وميداليات تذكارية وأوراق شخصية منها مفكرته الشخصية ويومياتهبخط يده.
عليمصطفى مشرفة باشا ( 11 يوليو 1898- 15 يناير 1950م ) عالم رياضيات وفيزياء مصري،ولد في دمياط في حي المظلوم، وكان الابن البكر لمصطفى مشرفة أحد وجهاء تلكالمدينة وأثريائها، كان في الحادية عشرة من عمره عندما فقد والده عام 1909، بعد أن فقدثروته في مضاربات القطن عام 1907 وخسر أرضه وماله وحتى منزله، فوجد عليّنفسه رب عائلة معدمة مؤلفة من والدة وأخت وثلاث أشقاء، فأجبرهم هذا الوضععلى الرحيل للقاهرة والسكن في إحدى الشقق المتواضعة في حي عابدين، بينماالتحق علي بـمدرسة العباسية الثانوية بالإسكندرية قبل أن ينتقل إلى المدرسةالسعيدية في القاهرة، فحصل منها على القسمالأول من الشهادة الثانوية (الكفاءة) عام 1912، وعلى القسم الثاني(البكالوريا) عام 1914، وكان ترتيبه الثاني على القطر كله وهو في السادسة عشر من العمر مما أهله للالتحاق بأي مدرسة عليا يختارها مثلا لطب أو الهندسة، لكنه فضل الانتساب إلى دار المعلمين العليا، حيث تخرجمنها بعد ثلاث سنوات بالمرتبة الأولى، فاختارته وزارة المعارف العمومية إلىبعثة علمية إلى بريطانيا على نفقتها.
التحق عام 1920 بالكلية الملكية (kings college) ، وحصل منها عام 1923على الدكتوراه في فلسفة العلوم بإشراف العالم الفيزيائي الشهير تشارلستوماس ويلسونCharles T. Wilson- نوبل للفيزياء عام 1927 – ثم حصل عام1924علي دكتوراه العلوم من جامعة لندن وهي أعلي درجة علمية.
ظهرت نتائج عمله في البحوث التي نشرها في الدوريات العالميةسنة 1929م عن حركة الإلكترون كظاهرة موجبة وعن ميكانيكية الموجات والمفهومالمزدوج للمادة والإشعاع، ثم نشر عام 1932 البحث الذي أكسبه سمعة عالمية كبيرة، وكان هذا البحث بعنوان: "هل يمكن اعتبار الإشعاع والمادة صورتين لحالة كونية واحدة ؟" وقد اثبت د. مشرفة في بحثه بالفعل صورتان لشيء واحد بهذا أصبحت القاعدةالعلمية التي تقول بأن المادة والطاقة والإشعاع ليست إلا شيئا واحدا .
وفي عام 1934م تقدم ببحث أخر عن بعض العلاقات بين المادةوالإشعاع على ضوء المفهوم الجديد الذي أضافه إلى علم الفيزياء، وفى علم 1937 أجرى د. مشرفة بحثه المشهور على السلم الموسيقى المصري ونشره في مجلة Nature ثم في مجلة الجمعية المصرية للعلوم ثم نشر بحثاً عن معادلة ماكسويل والسرعة المتغيرة للضوء، في عام 1942 أخذت بحوث د. مشرفة اتجاهاًآخر نحو مبادئ اللانهاية وخطوط الطول والعرض وسطوح الموجات المتعلقة بها .
في عام 1944 قدم بحث التحويلات المخروطية .
في عام 1945 قدم بحث عن معادلة حركة جزئى متحرك .
في عام 1948 قدم بحث عن النقص فى كتلة نواة الذرة .
كان الدكتور مشرفة أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماءالذين حاربوا استخدامها في الحرب، كما كان أول من اعتبر أنه من الممكن صناعة هذه القنبلة من الهيدروجين، وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة وروسيا..
أصبح أستاذا في جامعة القاهرة قبل بلوغه الثلاثين وأصبح عام 1936أول مصري يتولى عمادة كلية العلوم بجامعة القاهرة.
ودافع عن حق سميرة موسي في التعيين كأول معيدة امرأة في كلية العلوم، مهددا بتقديم استقالته لو لم يتم التعيين، فتم التعيين وأصبحت سميرة موسيبعد ذلك عالمة ذرة لامعة.
كما كان مشرفة حافظًا للشعر، ملمًّا بقواعد اللغة العربية، عضوًا بالمجمع المصري للثقافة العلمية باللغة العربية، حيث ترجم أبحاث كثيرة إلى اللغةالعربية، وله مناظرةشهيرة مع طه حسين حول (أيهما أنفع للمجتمع الآداب أم العلوم ؟). ونشر ما يقرب من ثلاثين مقالاً منها :سياحة في فضاء العالمين، العلم والصوفية، اللغة العربية كأداة علمية، اصطدام حضارتين، مقام الإنسان في الكون
ومن أهم مؤلفاته : الميكانيكا العلمية والنظرية 1937، الهندسة الوصفية 1937، مطالعات عامية 1943، النظرية النسبية الخاصة، 1943الهندسة المستوية والفراغية 1944، حساب المثلثات المستوية 1944، الذرة والقنابل الذرية 1945، نحن والعلم 1945، العلم والحياة 1946، الهندسة وحساب المثلثات 1947.