منذ ٧ تشرين أكتوبر بداية معركة طوفان الأقصى والكيان الصھيوني وقادتھ وعصابات جيشھ وقطعان مستوطنيھ لغاية يومنا الحالي وھم يعيشون في مراحل من الھزائم والأزمات المتلاحقة داخليا وخارجيا، داخليا لم يحقق ذلك الكيان أھدافھ الكبرى التي أعلن عنھا امام قطعان مستوطنيھ الصھاينة مرات عدة سواء في غزة والضفة الغربية ولبنان، وھو يعيش وبشكل لحظي ويومي ھزيمة تلو الھزيمة وخسائر في العدة والعتاد والجنود وعلى كل الجبھات، وأيضا وعودھ الفارغة لسكان المستوطنات في ما يسمى غلاف غزة وفي الشمال على الحدود الفلسطينية اللبنانية بعودتھم لمستوطناتھم ومضى أكثر من سنة وشھرين على الوعود ولم يعودوا إلى مستوطناتھم، بل توسعت ضربات المقاومة الإسلامية لحزب اللھ إلى مدن أبعد من المستوطنات التي على حدودھا لتصل إلى كل الجليل وصفد وحيفا وعكا ويافا وحتى إلى غرفة نوم النتن ياھو في قيسارية...
والأھم ھو الأزمة القائمة بشكل يومي بين أھالي الأسرى الصھاينة وبين النتن ياھو وحكومتھ المتطرفة والذين يريدون إتمام الصفقة مع حماس بعد ان كشفوا تعنت وعرقلة النتن ياھو لكل المفاوضات ولتلك الصفقة، ھذا غير الخسائر المالية والإقتصادية وتوقف شركات ومصانع وبكل المجالات عن العمل، وإغلاق مدن بأكملها عن الحركة والعمل كليا وجزئيا والتي تقدر بالمليارات وقد تتعدى وتزداد تلك الخسائر إذا إستمرت ھذھ الحرب، وأيضا الحرب القائمة بقضية تجنيد الحريديم بين المعارضة وبين الحكومة التي تعمل على عدم تجنيدھم حتى لا يتم كشف خسائرھم الحقيقية بالقتلى والجرحى، وھذا يؤكد حجم القتلى والجرحى والمصابين بصفوف عصابات جيش الكيان الصھيوني والتي قدرت حسب خبراء عسكريين صھاينة وعرب وغربيين بأنھا بعشرات الآلاف، والأخطر ھي الھجرة المعاكسة لقطعان المستوطنين الذين عادوا إلى بلدانھم الأصلية التي جاؤوا منھا ليسكنوا في بيوت السكان الأصليين وھم الفلسطينيون والتي قدرت بأكثر من ٨٠٠ ألف مستوطن وھم بإزدياد ما دامت ھذھ الحرب قائمة...
وخارجيا ھذا الكيان الصھيوني أصبح منبوذا من كل شعوب العالم بعد أن كشفت حقيقة قادتھ أمامھم بأنھم قتلة ومجرمون، وتم كشف أكاذيب قياداتھم الغربية بأنھ الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وإن كانت قيادات تلك الشعوب تدعم ذلك الكيان المجرم وھم شركاء معھ بالإبادة الجماعية التي أرتكبت وما زالت في غزة العزة وجنوب لبنان الأبي، ھذا غير الملاحقات القانونية الدولية من قبل محكمة العدل و الجنايات الدولية والمدعي العام كريم خان الذي أصدر مذكرات إعتقال بحق النتن ياھو وغالانت لإرتكابھم جرائم حرب وإبادة جماعية، وسيتم في الأيام والأسابيع القادمة إصدار مذكرات إعتقال أخرى بحق ھاليفي وغانتس وبن غفير وسموترتش وغيرھم من عصابات الكيان الصھيوني العسكريين والسياسيين وقطعان المستوطنين، وأيضا سيتم مستقبلا رفع دعاوي من قبل عائلات في غزة وجنوب لبنان وبأدلة دامغة وموثقة بالصوت والصورة ضد بايدن وإدارتھ الصھيونية وضد كل قادة الغرب الذين كانوا شركاء للكيان الصھيوني وداعمين لھ دعما لوجستيا ومشجعين لھ لإرتكاب تلك الجرائم والإبادة الجماعية بحق شعوبنا في غزة وفلسطين كاملة وفي جنوب لبنان وفي سورية...
وأيضا قادة أمريكا أصبحوا منبوذين حتى من شعوبھم وبعض من ھم تابعين لھم في الحزبين الديمقراطي والجمهوري لأنھم كشفوا حقيقة دولتھم الأمريكية المجرمة والتي سفكت دماء شعوب منطقتنا وشعوب العالم بأكاذيب مدبلجة وسيناريوهات معدة مسبقة، لذلك فإن تلك الأجيال الصاعدة في أمريكا خاصة والغرب عامة ستقوم بثورات حقيقية ضد قادتھا وضد تلك الأنظمة والأحزاب الكاذبة والمتوحشة والقاتلة للبشرية جمعاء، ومن يتابع يوميات ذلك الكيان الصھيوني بشكل دقيق يجد بأن تعنت حكومة النتن ياھو المتطرفة وحجم تلك الخسائر وبكل المجالات ستؤدي إلى زوالھ قريبا بإذن اللھ تعالى، أما النتن ياھو وأعضاء حكومتھ المتطرفة والمعارضين مرضى الكذب الإبداعي والمصابين بجنون العظمة واوھام وأحلام ھستيريا فكرھم التلمودي فإنھم يعيشون في حالة من التوتر الشديد والإقتتال الداخلي لأن النتن ياھو فشل في تحقيق أهداف حربھم وأطماعھم بالتوسع، وذلك الإقتتال سيجعل حياتھم جحيما من الكوابيس والخوازيق الداخلية والخارجية القادمة خلال الأيام والأسابيع والأشھر القادمة، بعد أن يكتشفوا جميعا بأنھم فشلوا وھزموا أمام صمود محور المقاومة والمقاوميين من أولي البأس الشديد في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، وفشلت مشاريعھم الأخرى وأھدافھم من القضاء على المقاومة وتجنيد سلطة تابعة لھم في غزة بما سمي باليوم التالي وأيضا سلطة في لبنان ليكون ھناك تنسيق أمني معھم تماما كما يجري مع سلطة عباس في الضفة الغربية...
وما أصابھم بالذھول بعد كل تلك الجرائم والإبادة الجماعية ھو صمود شعب غزة العزة وجنوب لبنان وتمسكھم بالمقاومة وأيضا وحدة الشعب الغزاوي واللبناني رغم كل تلك الآلام والأحزان وفقد الأحبة من مدنيين أبرياء ومقاومين وقادة ظلموا وقتلوا لأنھم قالوا ربنا اللھ ودافعوا عن أوطانھم وأعراضهم وشعوبھم بل وشعوب أمتھم جمعاء، لقد أصبح ذلك الكيان الصھيوني يشكل عبئا على الدولة العميقة في أمريكا لأنھ أوقعھا في حرب فاشلة ولم يحقق أي ھدف مما وعدھم بھ لتغير شكل المنطقة بشرق اوسطھم الجديد أو الكبير، لذلك فاز ترامب ليخرجھم من وحل غزة ولبنان والمنطقة برمتھا بغض النظر عن حكومتھ المتطرفة التي إختارھا وجميع أعضائھا ھم صھاينة ومتصھينين ويحملون فكر ترامب، وإختيارھ لھم ليس لبقاء دعم النتن ياھو في حروبھ الفاشلة أو دعم زيلنسكي في أوكرانيا، وإنما لإدارة مرحلة قادمة لتھديد وتخويف حلفائھ وأعدائھ في منطقتنا والعالم لمتابعة قطار التطبيع الكامل مع الكيان الصھيوني المھزوم من محور المقاومة...
ودخول ترامب للبيت الأسود الأمريكي الملطخھ أبوابھ وحيطانھ وساحاتھ بدماء مئات الآلاف والملايين من شعوب منطقتنا وشعوب العالم والإنسانية جمعاء سيخلصھم من تمرد النتن ياھو الفاشل ويخرجھم من لعنة وحل غزة وجنوب لبنان، وأيضا سيخرجھم من خسارتھم وفشلھم وھزيمتھم أمام روسيا وبوتين، ورغم دعم إدارة بايدن لأوكرانيا بالصواريخ بعيدة المدى والسماح لزيلنسكي بضرب الإتحاد الروسي وتھديد بوتين بإستخدام الأسلحة النووية في حال أستخدمت تلك الصواريخ في العمق الروسي، وبعد ھذا التھديد العلني والفوري من قبل بوتين سيجعل ترامب يتدخل وبقوة قبل أن يدخل البيت الأسود ويمنع إرسال تلك الصواريخ لزيلنسكي وإن وصلت لأوكرانيا سيمنع زيلنسكي وحكومتھ وجيشھ النازي من إستخدامھا حتى ينھي مرحلة الحروب العسكرية الفاشلة والتي أصبحت أمريكا من خلالھا ضعيفة وھزمت فيھا أمريكا وكياناتھا الصھيونية النازية سواء في فلسطين ولبنان والمنطقة أو في أوكرانيا، وسيأتي ترامب وإدارتھ الصھيوأمريكية الإقتصادية بحروب العقوبات الإقتصادية والجمركية والحصار لكل أعداء أمريكا كما كان يطلق عليھم في تصريحاتھ وخطاباتھ أمام جمھورھ وأتباعھ...
أحمد إبراھيم أحمد ابو السباع القيسي...
كاتب ومحلل سياسي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق