خلال هذا الأسبوع مرت علينا ذكرى عزيزة وغالية وهى ذكرى الثورة العربية الأم، ثورة 23 يوليو 1952، تلك الثورة النموذج والمثال والتي شكلت دفعة قوية وسند حقيقي لكل حركات التحرر الوطنى في العالم..
وفى ذلك اليوم عادة ما نذهب صباحا لضريح قائد الثورة وزعيمها العظيم "جمال عبد الناصر" لقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة، وبعد الزيارة توجهنا على رأس وفد من كبار المثقفين المصريين يضم بعض السياسيين والصحفيين والإعلاميين للسفارة السورية بالقاهرة، والتي أصر سفيرها الجديد دكتور "بسام درويش" بالحضور منفردا دون باقى البعثة الدبلوماسية في يوم إجازة رسمية، ليستقبل أبناء "جمال عبد الناصر" العاشقين لسورية، كما كان زعيمهم الذي أطلق عليها قلب العروبة النابض.
وبالفعل كان الاحتفال احتفالين الأول بثورة 23 يوليو والثانى بقدوم سفير قومى عربي عاشق لمصر، ويعرف جيدا دورها سواء في الماضى أو الحاضر والمستقبل، جاء بقلب ينبض بالعروبة على أمل أن ينجح خلال فترة وجوده بالقاهرة بعودة العلاقات المصرية – السورية إلى طبيعتها التاريخية معتبرا سنوات التمثيل الدبلوماسي غير الكامل، مرحلة استثنائية في عمر الإقليمين..
فالرجل لا يعترف إلا بالوحدة التي أعلنها الزعيم "جمال عبد الناصر" خلال الفترة من 1958 – 1961 وتآمر عليها الغرب الاستعمارى والرجعية العربية معا، وهو حين يتحدث لا يسكن في قلبه ويترسخ في عقله إلا الجمهورية العربية المتحدة، لذلك كان واجبا علينا أن نقول له أهلا وسهلا بك في بلدك، وسوف تجد كل الدعم من كل قومى عربي على أرض مصر الإقليم الجنوبي، ومن شعبها العاشق لسورية الإقليم الشمالى، لكى تنجح في مهمتك القومية، وتعود العلاقات إلى ما يطمح إليه كلا الشعبين.
ومن حسن الطالع أن يصادف في نفس الأسبوع، وفى آخر يوم بشهر يوليو (31 تموز) ذكرى غالية علينا أيضا وهى عيد الجيش العربي السورى، الجيش الأول للجمهورية العربية المتحدة، والجيش العربى السورى هو بحق جيش العروبة، فعلى مدار الثمانى سنوات الماضية خاض أشرس المعارك، وصمد صمودًا أسطوريًا أمام أكبر هجمة بربرية يمكن أن يتعرض لها وطن في التاريخ..
فمنذ قررت الإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها الصهيونية ومعهم الرجعية العربية الخائنة والعميلة، تدبير المؤامرة وشن الحرب الكونية على سورية قلب العروبة النابض، كانت قوى الشر تعتقد أنها ستنهى حربها في غضون أيام، وكما تمكنت من تدمير ليبيا واحتلالها في أيام معدودة تحت دعاوى الربيع العربى المزعوم، فسوف تنجح في ذلك على الأرض السورية، لكن الجيش العربى السورى وقف منذ اليوم الأول مدافعًا عن ترابه الوطنى..
وأدركت القيادة السورية ومن خلفها الشعب العربى السورى، أن جيشها الوطنى وتماسكه هو كلمة السر في هذه المعركة الشرسة، وبالفعل تمكن حماة الديار من إحباط وإفشال كافة المخططات، وظل الجيش يطارد فلول الإرهاب الأسود وجماعاته المدعومة من قبل الإمبريالية العالمية، وكلما قضى على جزء منها أرسلوا جماعات مسلحة جديدة، لكن ذلك كان يزيد من إصرار جيشنا البطل على مواصلة معركة الشرف والكرامة حتى نهايتها، وبفضل هؤلاء الأبطال تمكنت سوريا من تحقيق انتصارات كبرى أذهلت العالم أجمع، ووضعت كل قوى الشر في العالم في مآزق حقيقى أمام شعوبها.
واليوم وبعد أن انكشفت المؤامرة التي تعرضت لها الأمة العربية وفى القلب منها سورية الحبيبة، وبدأ الوعى يعود للشعب العربي الذي خدع بدعاوى الربيع المزعوم الذي ثبت أنه ربيع أمريكي صهيوني بامتياز، وبعد أن خرج الشعب المصرى ضد المؤامرة، وتمكن بفضل جيشه البطل من تصحيح الأوضاع، وطرد الجماعة الإرهابية الخائنة والعميلة من السلطة، وبعد انتصارات الجيش العربي السورى المدوية، يكون جيش الجمهورية العربية المتحدة قد تمكن من إفشال مشروع التقسيم والتفتيت..
لذلك يجب اليوم على جميع الشعوب العربية تقديم التحية للجيش العربى السورى في عيده، لأنه الجيش الذي خاض أشرس المعارك على مدار الثمانى سنوات الماضية، وفى يوم عيدك يا جيش العروبة ننحنى لك فخرًا واعتزازًا وتقديرًا، ونسجد شكرًا للمولى عز وجل أن حفظ جنودك، ونسأله الجنة لشهدائك الأبرار، ونحلم بعودة الوحدة المصرية – السورية حتى يعود الجيش الأول كما هو في الإقليم الشمالى، والجيشين الثانى والثالث في الإقليم الجنوبى..
رحم الله أبطال وزعماء هذه الأمة "جمال عبد الناصر" و"حافظ الأسد" الرموز الخالدة لجيشنا البطل جيش العروبة وحاميها، والكلمة الأخيرة لكل المتلاعبين بأمن سورية، هيهات أن ينتصر إرهابكم على قلب عروبتنا، فجيشنا البطل يقف لكم بالمرصاد، اللهم بلغت اللهم فاشهد.