اخبار ذات صلة

السبت، 19 فبراير 2022

تغريد فياض :دور الفن فى بناء الإنسان بالتعاون مع قصر السينما

 


سها البغدادي 


دائما ما نجد الجديد فى المنتدى الثقافي اللبناني  للشاعرة اللبنانية تغريد فياض وبعد يومان سيهل علينا المنتدى الخمسين بعنوان دور الفن فى بناء الإنسان بالتعاون مع قصر السينما- برئاسة الفنان/ تامر عبدالمنعم يوم الاثنين: 21/فبراير/2022 وسيضمن المنتدى مجموعة كبيرة من الفنانيين والشعراء والإعلاميين .


وسيتم الافتتاح بكلمة مدير قصر السينما الفنان/ تامر عبدالمنعم ،ثم تتبعه كلمة رئيسة المنتدى/الأديبة اللبنانية تغريد فياض.

أما عن فقرات البرنامج:

-الفنان القدير حلمي فودة/ مدير مسرحي الشباب والحديث سابقاً- أمين عام صندوق المهن التمثيلية سابقاً 

يتحدث عن تجربته الفنية في السينما والدراما ودور الدراما التلفزيونية

-الفنان القدير خالد عبدالسلام/ نائب رئيس المسرح القومي-  وأستاذ الإلقاء في كلية العلوم السينيمائية والمسرحية بجامعة بدر 

يتحدث عن دور الفن في بناء الانسان

-الفنانة القديرة حنان شوقي/ تتحدث عن تجربتها الفنية في السينما والدراما

-دكتورة فينوس فؤاد/ وكيل وزارة الثقافة -تتحدث عن دور الفن التشكيلي في السينما

 -أستاذة مروة السوري/ ناقدة سينمائية ومحررة بنقابة المهن السينمائية 

تتكلم عن (معايير النقد السينمائي)

وسيشارك الفنان علي شبانة ببعض الأغاني الوطنية 

وسيتم عرض 3 أفلام سينمائية قصيرة للمخرجين الشباب:

1- المخرج عمرو الكاشف- فيلم حبيبة

2- المخرج بيتر فؤاد- فيلم سبق صحفي

3-المخرج محمد الميهي- فيلم سوق الجمعة 

-مشاركة شعرية لنخبة من شعراء مصر: 1-الشاعر/د.محمود حسن

                                               2-الشاعر/د.عصام خليفة

من المدان أكثر السيسي أم إبراهيم عيسى؟

 


بقلم : صدى البطل ,, أيمن فايد

 ( وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ )

هى كلمة حق أقولها للمرة الألف لا أخاف في الله لومة لائم وأجري وحسابي على الله سبحانه وتعالي.

يا سادة إن المشكلة ليست في الملحد إبراهيم عيسى وليست في الذين يقفون ورائه من الخارج المشكلة الحقيقية في النظام الحالي الذي سمح لإبراهيم عيسى وأمثاله بالتطاول على الإسلام والتطاول على ثوابت الأمة نعم إنها في النظام الذي دعمهم وشجعهم ويحميهم ومتوافق معهم فيما يقولونه والشواهد على ذلك كثيرة وتحت يدى الملف الكامل للمخطط الشيطاني وأدواته الذين هم في حقيقتهم أقذر من أراذل الشعوب القدامى أمثال إبراهيم عيسى ويوسف زيدان واسلام بحيري وفاطمة ناعوت وفريدة الشوباشي نعم إنهم فريق أراذل الشعوب الجدد النسخة المعدلة الأخطر بمكوناتها الثلاثة (المنافقون الجدد والخوارج الجدد والمستشرقون الجدد) الذين يروجون ما هو أبشع مما يقوله إبراهيم عيسى وأقرانه فمثلا يقولون:

أن الحج الصحيح في الهرم الأكبر لأنه بكة وليس مكة التي بها حج الشرك والوثنية .. وأن القدس في المطرية وليس في فلسطين .. وأن محمد ليس خاتم الرسل بل هناك رسول سيأتي من بعده .. ويقولون بالعقائد الفاسدة كالحلول والإتحاد وتناسخ الأرواح.

وللأسف إن هذا مثبت بالأدلة وباعترافاتهم الشخصية بأن النظام يدعمهم ولقد كتبت في هذا الملف الكثير ولكن لا حياة لمن تنادي والسؤال المحوري الان هو:-

من عين فريدة الشوباشي بمجلس الشعب أليس السيسي؟!!

من قال أن يوسف زيدان يجالس السيسي وأشار عليه بكذا وكذا في هذا الملف وبناء على ذلك ظهر بحلقاته المتلفزة ليبث سمومه أليس يوسف زيدان؟!!

- اليس إسلام من قال أن إسلام بحيري أخذ الضوء الأخضر على مايقوله من السيسي أليس إسلام بحيري؟!! 

- ألم أقل لكم من قبل أن أراذل الشعوب بدأوا مخططهم الشيطاني في جنح الظلام تحت دعوة الثالوث الدنس المتمثل في:-

(حوار الأديان، وتجديد الخطاب الديني ووحدة الأديان).

- ألم أقل لكم من قبل أن موعد ظهور الجيل الثاني لأراذل الشعوب سيكون متزامن مع بدء أثيوبيا في عملية الملء الثالث لسد الدجال الصهيوماسوني.

- ألم أقل لكم أن هؤلاء الأراذل نتيجة منطقية لمنهج سعد الديني الهلالي وخالد الجندي وأحمد كريمة وآخرون غيرهم يقف ورائهم السيسي بالدعم والتأييد.

ففي موقف واضح للسيسي وعلى الرغم من وضوحه إلا أن أنصاره اعتبروه ذلة لسان حيث قال فيه السيسي:

( دا ميرديش ربنا واللي مايرديش ربنا إحنا حا نبقى معاه بندعمه بنأيده )

- ألم يقل السيسي: المفروض إن رئيس الدولة مسئول عن كل حاجة فيها حتى دينها، حتى دينها .. علشان كده لم إتكلمت في البداية خالص وأنا بأقدم نفسي للناس قلت لهم شوفوا أنا مين؟.. واعرفوا أنا مين؟.. علشان انتوا حا تختاروا

أنا المسئول عن القيم والمبادئ والأخلاق)

وفي موقف فى حواره مع المذيعة عزة مصطفي قال:

( كلنا إتولدنا المسلم مسلم .. وغير المسلم غير مسلم بالبطاقة اللي هو ورثها يعني .. أنا بأتصور إن القضية الأهم هى الوعى، الوعى بقه بمفهومه الشامل ثم تحدث بشكل تفصيلي عن الوعى الديني حيث قال: حد يعرف إنه المفروض إحنا نعيد صياغة فهمنا المعتقد اللي إحنا ناشئين عليه،

طب كنا صغيرين مش عارفين .. طب كبرنا .. طب ما فكرت ولا خايف تفكر؟

خايف تفكر في المعتقد اللي إنت ماشي عليه صح ولا غلط؟

عندك استعداد تمشي في مسيرة بحث عن المسار ده حتى تصل إلى الحقيقة .. ثم قال: أنا داعم لا. عمل فني للمجال اللي إحنا بنتكلم فيه وبناء الوعي الحقيقي بما فيه الوعى الديني)

أيها السادة الكرام: أعلم جيدا أن السفهاء أراذل الشعوب سيقولون: 

طيب الرجل سيتصدى لهذه الانحرافات فاتركوه هو ومن معه يحاكموا ه‍ؤلاء .. أقول لهم هو في الأصل معهم مدان مرتين.

هذا إن كنتم جادين في التصدي لهذا الإفساد المتعمد وإلا أصبحنا واقعين في متاهة، واقعين في مصيدة المغفلين تحت المطرقة والسندان بين طرفي التعددية الثنائية الخبيثة:-

١- إما أن أن نقوم بعملية غسيل سمعة للفاعلين الأصليين وإعادة إنتاج السيسي ومن معه من جديد.

٢- أو أن ينجح السيسي ومن معه فى إحالة الموضوع برمته على أنه من فعل القوى الخارجية تماما كما فعل السيسي من عدة أيام بتصريحه أن المسئول عن الفقر في مصر وغيرها من دول القارة الإفريقية هى الدول الكبري التي استغلت مواردنا!!

وهو بالطبع لا يقول نتصدى لهم، لكنه يناشد تلك الدول الغربية بأن يتركونا لإستثمار مواردنا أو أن يقوموا بالإنفاق علينا.

أيها السادة الكرام: استوعبوا الحقيقة المزرية لأراذل الشعوب القدامى والجدد  الذين يريدون بقفزة في الظلام أن يمسحوا مواقفهم المزرية التي ارتكبوها في حق الدين والوطن وفي حق البشر والحجر بكل حقارة وبكل وقاحة وبجاحة، أستوعبوا حقيقتهم المزرية تلك بتسجيل أسمائهم ومواقفهم المخزية لحين حدوث المحاكمة الشعبية العادلة لأنهم منافقون يجيدون التلون واللعب على الحبال والقفز من المراكب المتهالكة قبل غرقها بساعة من نهار وربما قبل سقوطها بثواني حيث نشاهدهم وهم يلعبون دور التائبين أصحاب فضيلة الاعتراف بالحق أليس هذا دأبهم...

الجمعة، 18 فبراير 2022

فرصة ليبيا الأخيرة بقلم عبد الحليم قنديل

 


  ربما لا تكون حكومة "فتحى باشاغا" كسابقاتها فى دفاتر ليل ليبيا الطويل ، بدأت القصة كما هو معروف بانتفاضة شعبية حقيقية فى 17 فبراير 2011 ، ثم سرعان ما جرى تلويث المشهد ، وبدأت "العسكرة" الفورية والصدامات الدامية ، وتوالت معارك كتائب نظام العقيد القذافى مع المجموعات المسلحة المعارضة ، وطلبت الأخيرة تدخلا أجنبيا عسكريا ، لم يتأخر بقرار لمجلس الأمن وضع ليبيا تحت أحكام "الفصل السابع" ، وجرى القصف الجوى المركز من دول حلف الأطلنطى "الناتو" ، وكانت النتائج فاجعة كبرى ، انتهت إلى تدمير ما كان قائما على هشاشته من كيان الدولة فى ليبيا ، وابتذال معنى الثورة ، وسيطرة مئات من عصابات السلاح والإرهاب والجريمة المنظمة ، وخوض حروب أهلية متعاقبة ، وتشكيل حكومات وحكومات مقابلة ، وإلى أن بدت فرصة خلاص نسبية ، بعد الإعلان عن خط أحمر عند "سرت" و"الجفرة" وسط ليبيا ، وعلى مسافة ألف كيلومترغرب الحدود المصرية .

  وقد لا تكون من حاجة لإعادة سرد الرواية الليبية الحزينة ، ووعود الخلاص التى تكاثرت ، ومن دون أن يتحقق شئ منها ، فى بلد متسع الجغرافيا تزيد مساحته على 1.76 مليون كيلومتر مربع ، وتمتد إطلالته على البحر المتوسط إلى 1700 كيلومترا ، وبعدد سكان قليل (نحو سبعة ملايين نسمة) ، مع توافر ثروات طبيعية هائلة بشرق ليبيا وجنوبها بالذات ، ففيها أكبر مخزون احتياطى بترولى فى القارة الأفريقية بكاملها ، وموارد "غاز طبيعى" ضخمة ، لكن غياب القدرة على إعادة بناء الدولة ، حرم الليبيين من التنعم بثرواتهم ، وأحل مظاهر البؤس والدمار ، وجعل ليبيا محطا لوصايات دولية وإقليمية متكاثرة الأطراف ، فوق جعلها مرتعا لجماعات الإرهاب وعصابات الهجرة غير الشرعية ، وتهاوى رمزية الحكومات التى جرى تشكيلها تباعا ، من "المجلس الوطنى الانتقالى" ، إلى حكومات "محمود جبريل" و"على الترهونى" و"عبد الرحيم الكيب" و"على زيدان" و"عبد الله الثنى" و"أحمد معيتيق" و"عمر الحاسى" و"خليفة الغويل" و"فايز السراج" و"عبد الحميد الدبيبة" ، وقد حملت كلها أسماء براقة ، من نوع "الإنقاذ" و"الوفاق الوطنى" و"الوحدة الوطنية" ، ومن غير أن يكون لأى منها نصيب فى اسمها ، فلم يكن يرادفها غير العجز والفساد ونهب ثروات البلد ، مع التكرار "الإسهالى" لكلمات الثورة والديمقراطية والسيادة والحرية ، والوجود المزمن لمجالس يفترض أنها كانت منتخبة ، فاتت أزمنتها جميعا ، من نوع "مجلس النواب" المنتخب عام 2014 ، وسلفه "المؤتمر الوطنى العام" المنتخب فى 2012 ، وتغير اسمه إلى "المجلس الأعلى للدولة" بعد عقد "اتفاق الصخيرات" أواخر 2015 ، ومن دون أن يحل اللاحق محل السابق ، ولا أن يختفيا بحكم انقضاء مدد صلاحيتهما ، بل تحولا إلى عنوانين لانقسام جهوى مخيف ، تأكدت ملامحه مع الحرب الأهلية الثانية ، التى بدأت عام 2014 ، وتوالت أطوارها حتى حملة للجنرال " خليفة حفتر" للاستيلاء على العاصمة طرابلس فى أوائل أبريل 2019 ، توقفت بعد التدخل التركى لنجدة جماعات الغرب الليبى ، وتراجع جماعة "الجيش الوطنى" إلى غرب "سرت والجفرة" بالخط الأحمرالمعلن من مصر أواسط 2020 ، مع نشر أكثر من عشر قواعد عسكرية أجنبية ، وتكاثف حضور جماعات المرتزقة فى شرق ليبيا وغربها ، وهو ما جعل إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية جامعة مستحيلا ، على نحو ما جرى بإلغاء انتخابات 24 ديسمبر 2021 ، والعودة إلى نقطة الصفر من جديد ، حتى التقاء إرادة المتصدرين فى الشرق والجنوب مع قيادات مؤثرة من الغرب الليبى ، والاتفاق مؤخرا عبر "مجلس النواب" على تكليف "باشاغا" ، الذى وعد بتشكيل حكومة جامعة ، تعد لانتخابات رئاسية وبرلمانية أواسط 2023 المقبل ، يسبقها استفتاء على وثيقة دستورية ، تصوغ ملامح نظام حكم مستقر ، وتمنع انزلاق ليبيا إلى تفكيك نهائى .

  ولعل بعض ما قد يحسب للحكومة المنتظرة ، أن إرادة أطراف ليبية ، كانت متحاربة ، التقت عليها ، ومن دون تجاهل بالطبع لأدوار أطراف أجنبية وعربية مؤثرة فى الوضع الليبى ، لكن إخراج الحكومة على الأقل بدا ليبيا ذاتيا وعلى أرض ليبية ، وبقرار جماعى من "مجلس النواب" ، الذى توافق أكثر مع بقايا "المجلس الأعلى للدولة" ، قبلها كان التفاهم ظاهرا بين " حفتر" و" باشاغا" ، وقد كانا ممن ترشحوا فى الانتخابات الرئاسية الملغاة ، وجمعها لقاء وفاق علنى مفاجئ فى "بنغازى" أواخر ديسمبر 2021 ،  قبلها كان الرجلان طرفا حرب دموية ضروس على أبواب طرابلس ، وكان "باشاغا" وقتها وزيرا لداخلية حكومة " السراج" ، وقطبا مركزيا فى تعبئة جماعات "مصراته" المسلحة ، وهى القوة العسكرية الأكبر فى مدن الغرب الليبى ، وكان "باشاغا" يصف غريمه "حفتر" بنعوت غاية فى القسوة ، لكن لقاء "بنغازى" جعل العدو السابق كأنه الولى الحميم ، وهو ما بدا للعيان فى الترحيب الفورى لجيش "حفتر" بتنصيب النواب لرئيس الوزراء الجديد ، الذى تعهد بعدم الترشح مجددا لانتخابات الرئاسة المقبلة ، وهو ما قد يوحى بإفساح المجال لإعادة ترشيح "حفتر" أو أحد حلفائه رئيسا ، ربما سدا للطريق على فرص "سيف الإسلام القذافى" ، الذى يحلم باستعادة كرسى أبيه ، ويحظى بتأييد شعبى ملموس فى الغرب والجنوب الليبى بالذات ، بينما يسيطر "حفتر" عسكريا وسياسيا على الشرق وأغلب الجنوب ، ويبدو حضور "باشاغا" قويا فى الغرب ، وفى عاصمة سلاحه "مصراته" ، وفى سوابق لصدام قواته مع ميليشيات من مدن "طرابلس" و"الزاوية" و"الزنتان" و"زوارة" وغيرها فى الغرب الليبى ، ربما تكون بروفة لصدام متجدد وارد ، يرمى لإجبار حكومة الدبيبة على التنحى ، و"الدبيبة" ينحدر من "مصراته" أيضا ، وإن كان يعتمد على أمواله ، لا على ثقل سياسى وعسكرى راسخ ، وقد بدا "باشاغا" واثقا من فرصه ، خصوصا بعد أن التقت به الأمريكية "ستيفانى ويليامز" مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الليبية ، وقد كانت سابقا رئيسة بعثة الوصاية الدولية ، وبدت فى السنوات الأخيرة كحاكمة بأمرها فى ليبيا ، وأدارت عملية فرض "الدبيبة" عبر ما أسمى "لقاء الحوار الليبى" فى جنيف ، وقد بدأ "الدبيبة" عمله فى 5 فبراير 2021 ، وأعطاه مجلس النواب ثقة ، سرعان ما جرى سحبها ، مع ظهور معارضة جماعة حفتر (القيادة العامة للجيش الوطنى الليبى) لوجوده ودوره تماما ، ومد حبال تحالف مصالح بين "عقيلة صالح" رئيس مجلس النواب و"فتحى باشاغا" ، وكانا ترشحا معا على قائمة واحدة فى "حوار جنيف" السابق ، وهكذا جرى تمهيد الأرض لخلع "الدبيبة" ، وإحراج راعيته "ستيفانى" ، التى ربما نصحته بالرحيل دونما ضجيج ، ولا استعانة بميليشيات اشتراها ، وبالذات بعد حصول حكومة "باشاغا"  المتوقع على ثقة مجلس النواب التلقائية ، وبما يعنى رفع الغطاء الدولى عن "الدبيبة" بعد تلاشى الغطاء المحلى ، وحصول "باشاغا" على تأييد قوى من القوى الإقليمية المؤثرة ، فله علاقات ثقة سابقة مع تركيا ، وكانت مصر الدولة الأولى فى إعلان الترحيب باختياره ، وهو ما عنى تأييدا مصاحبا من الجزائر وتونس ، وقد زاد توثق علاقات القاهرة وتونس والجزائر فى الفترة الأخيرة ، وبدا الإجماع غالبا فى العواصم العربية الثلاث المجاورة على رؤية متقاربة للوضع الليبى ، وصد مخاطر جماعات الإرهاب التى تستوطن الفراغ الليبى .

  ومع تقدير قيمة التوافق السياسى على تشكيل حكومة ليبية جامعة ، إلا أن "التحدى الأمنى" يبدو الأخطر ، فلا إمكانية لانتظام دولة فى ليبيا بدون جيش موحد ، وبدون إخراج المرتزقة والقوات والقواعد الأجنبية ، وكل ما جرى من تحسن أمنى إلى اليوم ، أن وقف إطلاق النار ظل صامدا عند خط "سرت ـ الجفرة" ، وأن اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) آتت بعض أكلها ، فى فتح المطارات والطرق ، وفى عقد لقاءات رفيعة المستوى بين "القيادة العامة" فى الشرق و"رئاسة الأركان" فى الغرب ، لكن المعضلة المعقدة ، أن قيادة الشرق العسكرية بلا منافس منازع فى جغرافيا سيطرتها شرقا وجنوبا ، بينما لا تبدو الجماعة العسكرية المقابلة بالغرب على نفس الحال ، ولا تستطيع إلزام عشرات الميليشيات فى الغرب بموقف أو بسلوك ، وقد بذل "باشاغا" جهودا لدمج أو حل بعض هذه الميليشيات حين كان وزيرا للداخلية ، والمهمة المعلقة ذاتها تنتظره بعد تكليفه رئيسا للوزراء ، وهو ما قد يستدعى صدامات عسكرية فى الغرب المزدحم بالميليشيات والعصابات ، وبنفوذ محسوس لتيارات اليمين الدينى المتداخلة مع جماعات الإرهاب ، فاستعادة الأمن فى ليبيا مهمة عسيرة ، خصوصا مع اتساع المساحة ، وتركز 90% من السكان فى مدن الساحل الليبى ، وترامى فراغ مرعب فى الجنوب بالذات ، وانفلات الحدود مع "تشاد" و"النيجر" و"السودان" ، والوجود الغالب لأكثر من 140 قبيلة ، إضافة لمجموعات عرقية ، قد توفر ملاذات اجتماعية حاضنة لجماعات الإرهاب العابر للحدود .

Kandel2002@hotmail.com

الخميس، 17 فبراير 2022

فكسبت الصين بقلم عبد الحليم قنديل

 اختلفت روسيا مع أمريكا فكسبت الصين ، فقد حاولت واشنطن كسب تفهم صينى لموقفها وحلفها الأطلنطى فى أزمة أوكرانيا ، بينما سبق الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" إلى بكين ، وتحت غطاء حضور افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية فائقة الإبهار التكنولوجى ، وكان الرئيس الصينى "شى جين بينج" فى انتظارصديقه ، وقد التقاه لسبع وثلاثين مرة من قبل ، وفى هذه المرة المضافة ، وقع "شى" مع "بوتين" على إعلان تاريخى ، عكس الرؤية الصينية لبناء النظام العالمى الجديد متعدد الأقطاب ، وحمل عنوان "الإعلان المشترك بخصوص دخول العلاقات الدولية عهدا جديدا والتنمية المستدامة" ، ولفت إلى تبلور "نزعة جديدة تقضى بإعادة توزيع توازن القوى فى العالم" ، وإلى دخول البشرية "عهدا جديدا للتنمية السريعة والتغيرات واسعة النطاق" ، وتبلور ظواهر "مثل تعددية الأقطاب والعولمة الاقتصادية وبناء المجتمع المعلوماتى والتنوع الثقافى وتغير منظومة الحوكمة العالمية والنظام العالمى" ، ولم ينس الإعلان الصينى ـ الروسى توجيه نيرانه إلى ما أسماه "بعض القوى التى تشكل أقلية على الصعيد الدولى ، وتواصل الدفاع عن مناهج أحادية الجانب ، وتلجأ إلى سياسة القوة ، وتتدخل فى شئون دول أخرى" ، والإشارة ظاهرة طبعا إلى أمريكا التى ذكرت باسمها ست مرات ، واتهمها الإعلان مع حلفائها بأنهم يؤججون "خلافات ومواجهات تحول دون تطور وتنمية البشرية ، ما يستدعى رفض المجتمع الدولى" .

  وفى ترجمة مباشرة لإعلان "شى ـ بوتين" ، أبلغت الصين الاتحاد الأوروبى معارضتها لتوسع حلف شمال الأطلنطى "الناتو" على حدود روسيا ، وقال البيان الصينى أن "توسع الناتو لن يساعد فى ضمان الأمن والاستقرار فى العالم" ، وبرغم إعلان "ينس ستولتنبرج" الأمين العام لحلف "الناتو" اعتراضه على موقف بكين ، وإعادة التشديد اللفظى على أن "أبواب حلف الناتو تبقى مفتوحة" ، فى تلميح إلى حق "أوكرانيا" فى السعى للانضمام إلى الحلف ، إلا أن التحركات الأمريكية والغربية عموما ، صارت تميل لإغلاق ملف انضمام أوكرانيا ، مع استمرارتحريك القوات الأمريكية إلى دول وسط وشرق أوروبا ، لكن مع تخفيض التوقعات المفتعلة بقرب الغزو الروسى عقب دورة الألعاب الأوليمبية ، وما يشبه الانسحاب التدريجى المنتظم من المواجهة مع موسكو ، وتواتر زيارات الزعماء الغربيين للقاء بوتين فى موسكو ، وإعلان الرئيس الفرنسى "إيمانويل ماكرون" رغبته فى التوصل لتفاهم مع بوتين ، واندفاع ألمانيا فى الطريق ذاته ، بعد رفضها إرسال أسلحة إلى الرئيس الأوكرانى "فولوديمير زيلينسكى" ، والاكتفاء بإرسال خوذات رأس ، واعتراضها الظاهر على فكرة ضم "أوكرانيا" لحلف الناتو ، وهو ما بدا الرئيس الأمريكى "جوبايدن" نفسه أقرب إليه أخيرا ، بحديثه عن عدم توافر شروط ضم أوكرانيا للحلف ، وكأنه يغطى انسحابه من مواجهة مع روسيا ، خسرها  قبل أن تطلق موسكو رصاصة واحدة ، وبالذات بعد إعلان الصين عن علاقة شراكة شاملة "بلا حدود" مع روسيا .

  وفى تفاصيل لعبة الشطرنج العالمية الجديدة ، لعب بوتين على مسرح "أوكرانيا" بالورقة الصينية الحاسمة ، واستطاع ببركة تحالفه الموثق مع بكين ، كسب أولى معارك الحرب الباردة الجديدة ، فواشنطن لا ترغب ولا تستطيع الدفع بقوات إلى أوكرانيا ، بدعوى حمايتها ، تماما كما لم تستطع عمل شئ مؤثر ، حين قرر بوتين عام 2008 غزو "جورجيا" ، واقتطاع أقاليم منها بهدف منعها من الانضمام لحلف الأطلنطى ، وكذا حين قرر بوتين غزو أوكرانيا نفسها عام 2014 ، واقتطع ميناء "سيفاستوبول" وشبه جزيرة "القرم" ، وضمهما نهائيا إلى أراضى روسيا ، ولم يكن بوسع واشنطن وقتها كما اليوم ، سوى أن تلجأ إلى سلاح العقوبات الاقتصادية الصارمة ضد موسكو ، التى يعانى اقتصادها من هشاشة ظاهرة ، ويضعفه فرط اعتماده "الريعى" على تصدير البترول والغاز الطبيعى ، إضافة لتواضع حجم الناتج الإجمالى الروسى نسبيا (   1.7تريليون دولار) ، وهو ما يشجع واشنطن على التهديد بخنق الاقتصاد الروسى ، وعلى نحو ما أعلن بايدن مرارا من خطط عقوبات فى حال تكرار الغزو الروسى لأوكرانيا ، من نوع وقف استيراد أوروبا للبترول والغاز الروسى ، ووقف تشغيل خط الغاز الروسى الألمانى الجديد "نورد ستريم ـ 2" ، والبحث لأوروبا عن بدائل للغاز الروسى ، الذى تعتمد عليه أوروبا عموما بنسبة 40% من احتياجاتها ، ويعول عليه الاقتصاد الألمانى بنسبة 55% ، وبرغم تذمر ألمانى لا يخفى من مطلب واشنطن إغلاق خط الغاز العملاق ، وتردد المستشار الألمانى الجديد "أولاف شولتز" فى الاستجابة الكاملة لخطط العقوبات الأمريكية الأخرى ، من نوع حرمان البنوك الروسية من مزايا نظام "سويفت" البنكى العالمى ، وهو ما قد يؤدى لشل حركة التبادل التجارى مع روسيا ، لكن التحول الجوهرى فى المواقف حدث مع زيارة بوتين الأخيرة إلى بكين ، فالصين هى أكبر مصدر فى العالم ، وثانى أكبر مستورد عالميا ، وفى قمة مستهلكى الطاقة فى الدنيا كلها ، وبوسعها تعويض روسيا عن التداعيات السلبية للعقوبات الأمريكية والغربية ، وهى أكبر شريك تجارى لموسكو ، وحجم التجارة السنوى بينهما وصل إلى 146 مليار دولار ، فيما يصل التبادل التجارى الصينى مع أوروبا إلى 709 مليار دولار سنويا ، ومع أمريكا ذاتها إلى 755 مليار دولار ، ونصيب الصين من التجارة العالمية يزيد اليوم على 35% ، وفوائضها من الاحتياطى النقدى الأجنبى تقارب الثلاثة تريليونات ونصف التريليون دولار ، وبغير ديون كتلك التى تعانيها أمريكا العليلة ، وتناهز اليوم نحو الثلاثين تريليون دولار ، فالصين هى القوة كاملة الأوصاف فى عالمنا ، وتندفع بسرعة إلى القمة الدولية ، وإعلانها لموقف فى أزمة أوكرانيا ، حول اتجاه الريح تماما ، ودفع فرنسا مع ألمانيا إلى ما يشبه الانشقاق عن الموقف الأمريكى ، ورفض سلوك بريطانيا "الأنجلوساكسونى" الذيلى لوشنطن ، ومسارعة لندن إلى مشاركة أمريكا فى إرسال أسلحة متطورة إلى "كييف" ، مع إدراك مسبق لعجز "أوكرانيا" عن الصمود لبضع ساعات فى مواجهة الغزو الروسى إن جرى ، وهو ما دفع الرئيس الأوكرانى نفسه إلى طلب التهدئة مع موسكو ، ومد الصلات مع فرنسا وألمانيا مجددا ، وإعلان الرغبة فى إحياء "اتفاق مينسك" ، الذى وضعته روسيا مع فرنسا وألمانيا وأوكرانيا بعد ضم "القرم" ، وصاغ خطة وقف إطلاق النار بين "كييف" والانفصاليين الروس شرق أوكرانيا ، الذين أقاموا جمهوريتى "لوجانسك" و"دونيتسك" فى منطقة "دونباس" ، وهما "كعب أخيل" الروسى داخل أوكرانيا ، الذى لن يتخلى بوتين عن استثماره فى المدى القريب والمتوسط ، بعد أن بدا أنه اقترب من هدف أكبر ، هو تخفيف حجم ونوعية أسلحة حلف "الناتو" فى دول شرق أوروبا عموما ، وليس فقط غلق ملف انضمام "جورجيا" و"أوكرانيا" للناتو .

  وفى مجرى الكسب الصينى من الدراما الأوكرانية ، بدت بكين كأنها الطرف الأقوى والأقدر والأعقل معا ، وسحبت من منافستها واشنطن دعوى قيادتها للعالم ، وحتى للغرب الأوروبى ، فالتأثير الصينى على دول الاتحاد الأوروبى زاد على التأثير الأمريكى نفسه ، والتجارة الصينية مع أوروبا زادت على نظيرتها الأمريكية ، وبفوائض لصالح بكين وعجز تجارى فى حالة واشنطن ، وهو ما يعود بنفع استراتيجى مباشر لصالح الأولويات الصينية ، خاصة القومية منها ، وبالذات فى قضية "تايوان" ، التى تسعى بكين لضمها نهائيا ، على طريقة ضمها "هونج كونج" و"ماكاو" من قبل ، وتكاد واشنطن تكون الطرف الوحيد الذى يعارض الحق الصينى ، برغم سابقة إقرار واشنطن لحق الصين فى تايوان ، وتسليمها بسياسة "صين واحدة" أوائل سبعينيات القرن العشرين ، وقد أعاد بوتين تأكيد تأييده للحق الصينى ، ومع إعلان علاقة "بلا حدود" بين بكين وموسكو ، بدا أن خطة ضرب الصين بروسيا أكملت سيرة  فشلها ، وأن محاولات واشنطن استفزاز الصين بقضايا من نوع "الإيجور" و"التبت" و"هونج كونج" يضعف أثرها ، مع توثق عرى تحالف "أورواسى"  هائل ، يملك القوة العسكرية والاقتصادية الأكثر حسما فى توازنات العالم الجديد ، ويحمى ظهر الصين المصممة على ضم "تايوان" فى موعد تحدده بغير تعجل ، وفى حرب قد لا تستغرق سوى بضع دقائق ، لا تكسب واشنطن فى الطريق إليها ، سوى إبرام صفقات سلاح مع حكومة "تايوان" ، كان أحدثها صفقة بمئة مليون دولار ، كان رد الصين عليها ، فرض سيادة جوية دائمة على أراضى تايوان ، وباستخدام أسراب من قاذفاتها النووية الاستراتيجية ، فى تحذير حربى متصاعد لواشنطن ، التى بدت محاولاتها للتحرش بالصين عظيمة الإخفاق ، ومثيرة لسخرية بكين ، التى فضلت عدم التعليق على اصطدام غواصة نووية أمريكية بعائق صلب فى بحر الصين الجنوبى ، ثم سقوط الطائرة "إف 35 " فخر الصناعة الأمريكية أخيرا بالقرب من المكان نفسه ، وبتكنولوجيا مضادة غير مرئية ، كانت الرسالة "المشفرة" فيها ، أن اللعب مع الصين فات أوانه وضاق مكانه .

Kandel2002@hotmail.com

الأربعاء، 16 فبراير 2022

نظرية القوة في عالم لا يعترف بالضعف !!

 


على الرغم من أن مفهوم القوة من المفاهيم المركزية في مجال العلوم الاجتماعية إلا أنه لم تفرد له نظريات محددة, ويعتبر مفهوم القوة من أهم المفاهيم في العلاقات الدولية فهو من المفاهيم التي تثير كثيرا من الجدل بين المختصين ورجال السياسة والباحثين, فالقوة هى جوهر التحليل السياسي, فالقوة والسياسة لا ينفصلان باعتبار القوة هى نقطة البداية لتحليل السياسة, فلكل دولة في المنظومة الدولية مجموعة من الأهداف تسعى إلى تحقيقها على المستوى الخارجي تتمثل أساسا في أمنها ورغبتها في السيطرة واكتساب النفوذ, وكذا رغبتها في فرض إرادتها على غيرها من الدول, حيث أن تحقيق الأهداف مرتبط بحجم القوة الموجودة لدى الدولة.


ويعرف هانز مورغانتو Hans Morgenthau   القوة "بأنها القدرة التي يملكها الإنسان للتحكم في أفكار وسلوكيات الآخرين", وتتعدد زوايا النظر إلى المفهوم في العلاقات الدولية فتعرف بعناصرها أو بتأثيرها, لذلك يذهب بعض الدارسين إلى حصرها من خلال العناصر العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية, بينما ينصرف آخرون إلى تحديدها بمعنى القدرة على توجيه سلوك الآخرين وتغييره تبعاً لأهداف الدولة ومصالحها, وقد تغير مفهوم القوة في العلاقات الدولية حيث تراجعت أهمية البعد العسكري فمن الناحية التقليدية كان اختبار القوة العظمى هو قدرتها على الحرب كما يقول تايلور, أما اليوم فإن أساس القوة أخذ في الابتعاد عن التأكيد على القوة العسكرية, فمجتمعات ما بعد الثورة الصناعية راحت تركز على الرفاه الاجتماعي وليس على المجد وهى تكره ارتفاع عدد ضحاياها, إلا عندما يكون بقاؤها نفسه معرضا للخطر, وهو ما يوحي بأن القوة العسكرية لم تعد لها نفس التأثير والدور في عالم السياسة الدولية اليوم.


ومع بروز مفهوم القوة في العلاقات الدولية بدأت تتبلور حوله نظرية تعد اليوم من أبرز نظريات العلاقات الدولية, وقد تناولها الباحثون بالدراسة والتحليل, وذلك لأهميتها في التحليل السياسي سواء لسياسات الدول الداخلية أو الخارجية, ويمكن اختصار أهمية نظرية القوة في العلاقات الدولية من خلال ما يلي:


1- الدور البارز الذي لعبته النظرية في صياغة مفاهيم جديدة في العلوم السياسية خاصة بتصنيف أنواع القوى.


2- تزايد الاهتمام الدولي في موضوع القوة من حيث ازدياد قابلية الدول على امتلاك أنواع جديدة من القوى واستخدامها.


3- أهمية القوة في تغيير شكل النظام الدولي وتحديد فاعلية الأقطاب المختلفة المشاركة فيه.


4- تغيير شكل وعناصر قوة الدولة فبعدما كانت القوة العسكرية هى أساس التفوق الاستراتيجي, أصبحت الآن القوة العسكرية مضافا إليها أنواع أخرى كالقوة الاقتصادية والسياسية والتقنية والتكنولوجية.


وهذا التبلور لنظرية القوة في مجال العلاقات الدولية لم يمنع بروز مفهوم القوة في النظريات الاجتماعية الكلاسيكية, خاصة نظريات الصراع الاجتماعي والتي استمدت أفكارها الرئيسية من النظرية الماركسية والتي تقول بأن الأفراد والجماعات ( الطبقات الاجتماعية ) داخل المجتمع لديهم كميات مختلفة من الموارد المادية وغير المادية ( الأغنياء مقابل الفقراء ) وأن الجماعات الأكثر قوة تستخدم قوتها ونفوذها من أجل استغلال الجماعات الأقل قوة, ويحدث هذا الاستغلال بطريقتين هما القوة الخشنة التي عادة ما تستخدمها الجيوش, والقوة الناعمة التي عادة ما يستخدمها السياسيين للتأثير على الجماهير عبر وسائل الإعلام.


ووفقاً لكارل ماركس هناك طبقتان اجتماعيتان رئيسيتان في جميع المجتمعات الطبقية وهما: الطبقة الحاكمة والطبقة المحكومة, حيث تستمد الطبقة الحاكمة قوتها من ملكيتها وسيطرتها على قوى الإنتاج, وتستغل الطبقة الحاكمة الطبقة المحكومة وتضطهدها, ونتيجة لذلك يظهر الصراع الطبقي داخل المجتمع نظراً لاختلاف المصالح بين الطبقتين, ويرى ماركس أن من يمتلك القوة الاقتصادية يستطيع أن يمتلك عناصر القوة الأخرى داخل المجتمع السياسية والعسكرية والثقافية وحتى الدينية, ويعتقد ماركس أن المجتمع الأوروبي مر بعدة مراحل تاريخية على النحو التالى:


1- المرحلة المشاعية البدائية وكان المجتمع خالي من الطبقات ولم تكن الملكية الفردية قد ظهرت بعد, لذلك لم يكن هناك من يمتلك عناصر القوة.


2- المرحلة العبودية وهى التى شهدت الصورة الأولية للملكية الفردية فتبلورت طبقتين هما: الأسياد والعبيد ونشأ بينهما الصراع نتيجة ممارسة القوة والسيطرة والهيمنة والاستغلال من قبل طبقة الأسياد على طبقة العبيد.


3- المرحلة الاقطاعية وهى التي شهدت تبلور طبقتين هما: الاقطاعيين والفلاحين ونشأ الصراع بينهما نتيجة ممارسة القوة والسيطرة والهيمنة والاستغلال من قبل طبقة الاقطاعيين على طبقة الفلاحين.


4- المرحلة الرأسمالية وهى التي شهدت تبلور طبقتين هما: البرجوازية والبروليتاريا ونشأ الصراع بينهما نتيجة ممارسة القوة والسيطرة والهيمنة والاستغلال من قبل الطبقة البرجوازية على طبقة البروليتاريا.


5- المرحلة الاشتراكية أو الشيوعية وهى المرحلة التي كان يحلم بها ماركس ويرى أنها لابد من إنهاء حالة الصراع الطبقي عبر إلغاء الطبقية ذاتها بحيث يسود المجتمع طبقة واحدة وتمنح القوة لمؤسسات الدولة بعيدا عن الأفراد وهنا تغيب فكرة السيطرة والهيمنة والاستغلال.


ويلاحظ من الرؤى المختلفة لأنصار نظريات الصراع مركزية مفهوم القوة في عملية التحليل الاجتماعي وإن لم يتطور المفهوم ليصبح لديهم نظرية قائمة بذاتها, على عكس تبلور مفهوم القوة في العلاقات الدولية والذي سمح بتبلور نظرية حديثة للقوة هى ما تجعلنا قادرين على تفسير ما يحدث حولنا من تفاعلات على الساحة الدولية, وتجعلنا نؤكد أن الصراع الدولي المتبلور الآن بين ثلاثة أقطاب عالمية هى أمريكا وروسيا والصين لن يتطور لمواجهات عسكرية في أوكرانيا مثلا ولكنها هى حرب باردة جديدة لفرض القوة والنفوذ, وسوف ينعكس هذا الصراع الجديد على كافة الملفات الساخنة حول العالم ومن بينها الملفات العربية في ( سورية والعراق واليمن ولبنان وليبيا والسودان ) لذلك يجب أن نعي مصالحنا جيداً ونبحث عن مصادر القوة التي نمتلكها حتى يمكننا من عقد تحالفات دولية تحقق مصلحة شعوبنا, اللهم بلغت اللهم فاشهد. 


بقلم/ د. محمد سيد أحمد

الثلاثاء، 15 فبراير 2022

خواطر من الزمن الجميل💞💞 في يوم عيد الحبّ.

يقولون أنّ للحبّ عيدا وهل علموا أنّ في كلّ نبضة  قلب حبّا و عيدا؟ أنا لا أنتظر العيد حتى أحبّ ، فالحبّ يسري في دمي ونبضي وفي كل لحظة ...أحبّ الله الذي منحني كلّ السّجايا : قلبا ينبض بالحبّ والسّلام ، ظلّا يظلّلني به في كلّ الفصول ، نورا ينير عتمتي في الدروب ..أحبّ وطني الذي منحني الأرض والسّماء والماء والهواء ، وأحبّ فيه الزيتونة المتجذّرة والنّخلة الشامخة والجبل الصّامد والموج الهادر والطائرالمغرّد في الصّباح والقمرالمنير في ليالي الأحلام ، أحبّ والديّ وأبنائي وأحبابي وأصدقائي وتلاميذي والإنسان ، فالحبّ هو ذلك الشعورالدافىء الذي يغمر قلوبنا، نحيا به ويحيا معنا فنزرع في طريق من نحبّ وردا عطرا وفي قلبه نبضا صادقا وفي حياته حكايات جميلة وعلى شفتيه ابتسامات مشرقة...أحبّ أن أكون عكّازا يرحم عجزالضّعفاء ، وطوق نجاة ينقذ من الغرق وهواء نقيا يمنع الاختناق وخيط أمل يرسم الأمنيات وأحتوي في صدري الرّحب مشاعرالرّحمة والمودّة والحِلم والغفران..وبكل حبّ وصدق أضع خاطرتي هذه بين أيديكم (ولتبق سرّا بيننا لا يعلمه إلا الله وأنا وأنتم والتاريخ ).   

وصلتني بعض الخواطر في الحبّ  أيام الشباب والدّراسة فيها من الغزل والورود المجفّفة والقلوب المضروبة بالسّهام نبضات قلوب مغرمة ، كنت قد أخفيتها ضمن دفاتري في رفّ خاصّ بي في ركن بغرفتي قرب سريري ، ولمّا قرب موعد زفافي انتقيْت بعض الكتب والمجلات ووضعتها في صندوق لأحمله مع الجهاز إلى بيتي الجديد ، وأحرقت تلك الرسائل بشيء من المرارة لحرماني من إعادة قراءتها والتأمّل فيها كلّما هبّت رياح الذكريات والحنين إلى أيام الصّبا ، ومن بين تلك الرّسائل رسالة كان قد بعثها لى جاري وأنا في المعهد مقيمة داخلية... هو شاب التقيْت به على خشبة المسرح في التدريبات على تمثيلية أعدّها أستاذنا في نطاق التنشيط الثقافي الصّيفي في بلدتي ...كنت في قاعة المراجعة ليلا ، منكبّة على دراسة نصّ إذ بالموظفة تدخل القاعة وتنادي اسمي طالبة منّي أن ألتحق بمكتب القيّمة العامّة...يا للمصيبة!!!  ارتعدت فرائصي واحمرّ وجهي ووجدتني أتبعها بخطى متثاقلة كالمهزومة في حرب القبائل ...دخلت المكتب ، حيّيت بخجل ، فسألتني القيّمة بصوت حادّ النبرات : " من يكون باعث الرّسالة يا للّا (سيدتي ) ؟"..قلت بارتباك شديد: من ؟ لا أعرف سيدتي... أريني... وقرأت :"جُهيْنة "... نعم جهيْنة فقط ...شعرت بالارتياح وانبسطت أسارير وجهي لأن الإسم مؤنث وأدركت في قرارة نفسي أنّه جاري منيرالذي قام بدورجُهيْنة الغفاري في التمثيلية ولكنّي تجاهلت الأمروقلت : هذه صديقة لي ...قالت بنبرة العجوز الشّمطاء : لا بل حبيب...تملّكني خوف شديد وخجل كبير وتمنّيت لو تنشقّ الأرض وتبتلعني ...أطبق الصّمت بيننا لحظة ثمّ قدّمت لي الرسالة وقالت : اقرئي ...تفرّستْ عيناي في كل حرف فيها ولم أجد ما يشير إلى غزل أو إطناب في الحبّ فلا قلب مرسوم ولا وردة حمراء ولا جملة غزلية...لم أجد سوى بعض مفردات الحنين إلى تلك الأيام التي قضيناها في التدريب على التمثيل صحبة أصدقائنا الممثّلين وأستاذنا ...ولا أخفي بأنّ رعشة حنين وشوق إلى ذلك الشاب الوسيم  قد دبّت في جسمي حينها وتمنّيت لوأضمّه وأشكره لأنّه بدأ حكيما رصينا ولم يكسر خاطري أويجرح كبريائي بكلمات الحبّ التي تحرجني أمام هذه المرأة الطاووس ... تمالكت أعصابي وجمعت شتاتي وعزمت على الإجابة بتحدّ ، إذ لا شيء في الرّسالة يشوّه سُمعتي أويخدش حيائي (وبقي ما بالقلب بالقلب )... عندئذ أحسست بالارتياح وكأنّني خرجت من هوّة عميقة ، فرفعت رأسي وتنفّست الصّعداء وقلت بعفوية البراءة وثقة النفس: "عفوا مدام ليس فيها ما يزعج ..هو مثل أخي وأراد أن يذكّرني بأيام التدريب على التمثيلية التي قمنا بها في الصّيف وأبهرنا سكّان بلدتنا وكنّا فخرا وشرفا لخيرة الشباب  " قالت: أعرف أنّك أصيلة ومهذّبة لكن من واجبي أن أنبّهك حتّى لا تقعي في الغراميات... خرجت من المكتب وأنا أردّد في صمت : غراميات !!! وأضحك في سرّي من عقلية التسلّط والكبت التي تصادرأجمل المشاعر لدى الإنسان في مجتمعاتنا العربية وأتوعّد جاري الحبيب بتمتماتي "سترى ما أفعل بك يا منير عندما أعود يوم العطلة الأسبوعية إلى البلد...ههه"جُهينة" قال !!! 

✍ حسيبة صنديد قنّوني✍


v