كلمة السيد انخل ايريرا بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والعشرين للثورة البوليفارية
زملائي الأعزاء،بالنيابة عن السفير ويلمر بارينتوس فرنانديس، اسمحوا لي أن أعرب عن كلمات الترحيب والامتنان لحضور هذه الدعوة لاجتماعنا الأول لعام 2024.
زملائي الأعزاء، نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة والعشرين للثورة البوليفارية، حيث تولى القائد الأعلى هوجو تشافز فريّاس السلطة السياسية دستوريًا في 2 فبراير 1999، بعد فوزه الانتخابي في 6 ديسمبر 1998، وبدأت الثورة البوليفارية، مما يعني تغييرًا جذريًا في إدارة الحكومة بحضور شعبي وإنساني واسع النطاق.
وقد سبق بداية الحكومة الثورية مباشرةً الانتفاضة الشعبية التي حدثت في فنزويلا في 27 فبراير 1989، والتي أعقبتها أحداث عام 92، عند صحوة الشعب الفنزويلي الجديدة وبداية ظهور البوليفارية الجديدة، وهو مشروع يتميز بإنقاذ الأصول العميقة للعمليات الاجتماعية والتاريخية الفنزويلية، وبحضور شعبي كبير، يتميز بالعدالة الانتقامية وقائم على المساواة. لقد كانت لحظةً تاريخيةً للصحوة والتمرد والبحث عن مصير أفضل بشكل حتمي، وقد أعطت لمحات عن إعادة بناء الأمل، مما أدى إلى بداية مرحلة ثانية، وهي مرحلة إعادة التأسيس الخلاقة الدستورية الديمقراطية الشعبية؛ التي تحتل حيزًا فريدًا للغاية إذ إن في تلك اللحظة تحديدًا ازدهرت إحدى أكثر القيادات قوة والتي حظت بالتأثير التاريخي الأكبر في فنزويلا وأمريكا اللاتينية والعالم، وهو التأثير الإبداعي والتاريخي لقيادة القائد هوجو رافائيل تشافز فريّاس.
كما جاء في خطاب الرئيس مادورو، فإن التعبئة الشعبية هي عنصر أساسي في الأحداث التاريخية لهذه السنوات الثلاثين في فنزويلا، منذ صحوة يوم 27 فبراير 1989، وصحوة تلك الثورة المناهضة للإمبريالية والأوليجاركية في 4 فبراير 1992، وحتى يومنا هذا، حيث كنا دائمًا ندعو إلى التحلي بالضمير والقوة والقيم والأخلاق والروحانية.
فقبل خمسة وعشرين عامًا، في الثاني من فبراير 1999، بدأت فنزويلا مرحلة جديدة في تاريخها بتولي الزعيم الشعبي هوجو تشافز فريّاس السلطة رسميًا، الذي ظهر على الساحة السياسية في عام 1992 لتغيير الوضع السائد الذي شهد انهيارًا أخلاقيًا وسمعة مشوهة للطبقة السياسية التي أدارت ظهرها للشعب منذ فجر نموذج الديمقراطية التمثيلية.
لقد كانت تلك فترات الثورة الدائمة والالتزام الذي لا رجعة فيه تجاه الوطن الجديد، واليوم يمكننا أن نؤكد أن كل التضحيات والعمل لتنفيذ المشروع البوليفاري الذي روج له القائد تشافز كان يستحق كل هذا العناء.
وقد شكل تشافز ومُثُله الأفق الجديد للتطور التاريخي والسياسي لفنزويلا، من خلال تفعيل السلطة التأسيسية الأصلية وتزويد الأمة بميثاق "ماجنا كارتا" أو الميثاق الأعظم المتكيف مع العصر الجديد، الذي تبلورت فيه النزعة الشعبية لاستعادة الاستقلال والسيادة الوطنية في عملية اجتماعية وتاريخية وسياسية ذات صدى عالمي كبير، ومناداتها للتحول والعدالة.
إنه النموذج التشاركي والرائد والمنصوص عليه في دستور جمهورية فنزويلا البوليفارية؛ مستمدًا من العملية التي بدأت في عام 1999 والتي امتدت إلى جميع أنحاء الوطن، لإعادة ابتكار وصياغة المفهوم الحقيقي للديمقراطية كمبدأ أخلاقي وممارسة سياسية شعبية، وكمفهوم قانوني لا يمكن فصله عن الحقوق الفردية والاجتماعية والمساواة في الظروف والفرص للجميع واحترام التنوع الثقافي والعرقي والحزبي في عالم كان وما زال يعاني من ضعف الديمقراطية الحقيقية أمام النموذج النيوليبرالي العدواني والإقصائي والديكتاتوري والمدمر للحياة على الكوكب.
إن نموذج الديمقراطية التشاركية المباشرة والرائدة، الذي أعطته الثورة البوليفارية الأولوية، لم ينجح فحسب، كما رأينا وكما ثبت في كل هدف من الأهداف التي حققناها، بل إنه حاليًا يزداد أهمية في العالم لمنع الكوارث الاجتماعية.
إن المرحلة الثالثة من الثورة البوليفارية هي مرحلة البناء في فنزويلا، إذ استطاعت الثورة البوليفارية أن تحقق العدالة والمساواة والرخاء وازدهار الحياة الاجتماعية والحياة المعيشة وأقصى درجات السعادة الاجتماعية.
ومن بين الإنجازات الأخرى، فإن أهم التحولات الاجتماعية التي حققتها الثورة هي:
زيادة الاستثمار الاجتماعي: من 25% في خلال فترة الجمهورية الرابعة إلى أكثر من 75% لتلبية الاحتياجات الحقيقية للشعب.
تعزيز نظام الصحة العامة: تم إنشاء بعثة "داخل الأحياء" (Barrio Adentro) في عام 2000، والتي تمكنت حتى الآن من تلبية: أكثر من 2 مليون استشارة، وأكثر من مليون فحص طبي، وأكثر من 3 ملايين تدخل جراحي، بدعم كامل من الدولة الفنزويلية. وفي عام 2023 فقط، أنقذت الثورة البوليفارية حياة أكثر من 3 ملايين شخص في الرعاية المباشرة من خلال النظام العام للصحة لدينا، وقد فعلنا ذلك أثناء تعرضنا لحرب اقتصادية. وفي عام 2023، تم إجراء ما يقدر ب 86.539.000 استشارة في شبكة الصحة الشاملة في فنزويلا وتم إجراء 216.000 تدخل جراحي من ضمن عمليات الخطة الجراحية الوطنية.
إنشاء بعثات تعليمية: بفضل مهمة "روبنسون"، تم تحقيق علامة فارقة تتمثل في جعل فنزويلا قادرة على القراءة والكتابة بنسبة 100%؛ فبعد ثلاث سنوات من إنشائها، تعلم أكثر من 3 ملايين شخص القراءة والكتابة. وفي أعقاب ذلك، منحت بعثة "ريباس"، التي تركز على التعليم الثانوي، درجة البكالوريوس في الجمهورية لمليون نسمة، في حين قامت بعثة "سوكري"، المسؤولة عن التعليم العالي والجودة، بتخريج أكثر من 600 ألف محترف جديد. وإن نظام البعثات التعليمية هذه يستفيد منه الشعب مجانًا.
زيادة معدلات الالتحاق بالمدارس: تسجل فنزويلا 93% من عدد الملتحقين بالمدارس في صفوفها، ويتلقى 86% منهم التعليم في المؤسسات العامة مجانًا وبجودة عالية. وفي عام 2023، وصلنا إلى 8,824,512 طالبًا يدرسون في 28,000 منشأة تعليمية في الدولة. لقد تزايد معدل تسجيل الطلاب وأيضًا عدد المؤسسات التعليمية في البلاد.
كبار السن المتقاعدون بنسبة 100%: مع الثورة، تم تحقيق حماية أكثر من 5 ملايين متقاعد، أي 100% من هذه الفئة من السكان، مما يضمن حقهم الأساسي.
الحق في السكن اللائق: من خلال "مهمة الإسكان الكبرى في فنزويلا"، فبحلول نهاية عام 2023، حققنا هدف بناء 500000 منزل والوصول إلى 4900000 منزل إجمالاً. لقد اقتربنا بالفعل من رقم 5,000,000 في خطة الوطن.
الغذاء: تم إنشاء لجان الإمداد والإنتاج المحلية (CLAP) لتستفيد منها أكثر من 7,000,000 أسرة فنزويلية شهريًا.
من المؤكد أن الثورة البوليفارية، تحت قيادة القائد تشافز، حققت في غضون سنوات قليلة إنجازات لا تقبل الجدل في مجالات مثل التعليم والصحة والمزايا الاجتماعية للعمال واستعادة الاستقلال الوطني، بعبارات واضحة ومحددة مثل الإدارة السيادية لثرواتها والتحفيز الحازم من أجل وحدة أمريكا اللاتينية، تحقيقا للحلم البوليفاري بالوطن العظيم.
بعد أن قام القائد الأبدي بغرس هذه البذور، يظل إرثه كقائد أعلى لا يمحى وهو المرشد الأساسي للعملية الثورية الفنزويلية الشعبية بشكل أساسي والبوليفارية والمناهضة للإمبريالية والتي واصلت مسارها تحت قيادة الرئيس نيكولاس مادورو.
وفي هذا الصدد، فمنذ عام 2013، وجدت الثورة البوليفارية نفسها في مرحلة أو دورة من المقاومة الشديدة والمنتصرة. إنها فترة تاريخية قاومنا فيها بجميع الطرق، إذ إن فنزويلا واجهت بشكل يثير الإعجاب؛ كما يستحق شعبنا الإعجاب والاحترام لقوة ضميره الذي قاده إلى المقاومة المنتصرة ضد جميع الاعتداءات الإمبريالية والاستعمارية الجديدة.
وفي الواقع، لقد أتاحت لنا أحداث هذه العملية التاريخية الفهم بوعي تاريخي جماعي مشترك، كي نفهم التحديات التي نواجهها كدولة، والتحديات التي نواجهها كشعب يواجه المستقبل. لقد أراد الشعب الفنزويلي السلام، ولا يريد المزيد من عدم الاستقرار؛ إن شعبنا ينبذ العنف وزعزعة الاستقرار ويريد الحوار والسلام حتى يتمكن من العمل، ويكون قادرًا على تثقيف نفسه، وعلى الازدهار والتعافي بشكل كامل بعد حرب اقتصادية ناجمة عن فرض إجراءات قسرية أحادية غير قانونية وغير أخلاقية.
إننا نواجه أكثر من 930 عقوبة، تدعى بالإجراءات القسرية الأحادية والتقييدية والعقابية والابتزازية ضد دولة ما؛ إنه لاضطهاد وحصار وسرقة أصول واعتداء على التراث الوطني، مما يشكل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان لجميع الفنزويليين. إنه لعدوان وحشي متعدد الأشكال.
هذه المرحلة الرابعة التي نمر بها تدعونا إلى توحيد كل القوى، وتوحيد كل الجهود، وتوحيد كل القدرات، وتجميع كل الفنزويليين معًا حتى تكون هذه المرحلة من النهضة الوطنية مرحلة تؤثر إيجابيًا على الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وعلى حياة الأشخاص العاديين. نحن اليوم في مرحلة رابعة من العملية التاريخية للتحول الفنزويلي، وهي مرحلة ولادة جديدة للقوى الروحية، والحياة الاجتماعية، والحياة الاقتصادية، والحياة السياسية، والحريات الجمهورية في فنزويلا، والتي تتيح تطبيق النموذج الاقتصادي الجديد لمرحلة ما بعد النفط بل وتميزه كاقتصاد متنوع، اقتصاد منتج للسلع والخدمات المكتفية ذاتيًا... اقتصاد مستقل بالفعل.
وعلى الرغم من الإنجازات التي تم تحقيقها، ظلت العقوبات الإمبريالية سارية المفعول، مما أضر وقيد أداء الاقتصاد والمالية العامة والتجارة الخارجية، فضلاً عن قدرة الفنزويليين على الحركة بحرية إلى هذا اليوم.
ولولا هذه الهجمات القاسية، لكُنّا قد حققنا أهداف خطة الوطن بالكامل وهو مشروع سيمون بوليفار الوطني، مع المستوى الذي تركه لنا القائد تشافز عند رحيله في عام 2013، ولكُنّا وصلنا إلى الهدف الأعظم وهو جعل فنزويلا قوة عظمى، والذي لا يزال هدفًا مستقبليًا هائلاً للاشتراكية.
ومع ذلك، فقد قاومنا خلال هذه السنوات الخمس والعشرين من الثورة البوليفارية، وسنواصل المقاومة، حيث تتقدم فنزويلا اليوم أكثر من أي وقت مضى على مسارات النمو والتنمية والانتعاش والتحسن والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي آخذين طريق السلام. وكما أكد الرئيس نيكولاس مادورو، فإن شعبنا يستحق فنزويلا أفضل، ونحن نبني فنزويلا في أوقات النهضة هذه... في عصور تلك النهضة لشعب موحد، شعب بذل الجهود، وشعب يستحق النصر و السعادة.
ولهذا، تشجع الحكومة البوليفارية خط عمل يهدف إلى توسيع نطاق الحماية الاجتماعية، حيث أن كل رقم إيجابي في اقتصادنا يجب أن يصبح مؤشرًا إنسانيًا للرفاهية الاجتماعية والمساواة؛ أي إنتاج الثروة للتعليم، والصحة، والحقوق الاجتماعية وحقوق العمل، والمعاشات التقاعدية، والرواتب، وبناء المنازل، والغذاء، والتنمية العلمية والتقنية والثقافية؛ باختصار، من أجل السعادة الاجتماعية التي تحدث عنها بوليفار، السعادة الاجتماعية للجميع دون أي تناقض، على العكس من ذلك، فبالنسبة للثورة البوليفارية، لا بد من وجود انسجام بين التنمية الاقتصادية والحقوق الاجتماعية.
لهذا السبب، تم الحفاظ على تشغيل البعثات والبعثات الكبيرة وتم إنشاء أداتين جديدتين لحماية الشعب. الأولى هي "خطة العمل من أجل ضحايا الحرب الاقتصادية"، والثانية، "مهمة فنزويلا الكبرى من أجل المرأة"، ومن هذا المنظور، سنواصل الوفاء بمسؤوليتنا المتمثلة في وضع الإنسان في المقام الأول وحماية الشعب، لا سيما المستضعفين.
بالنسبة للرئيس مادورو، يجب أن يكون عام 2024 عامًا مليئًا بروح معارك خونين وأياكوتشو، والتحرر التام تحت رايات البوليفارية، واشتراكية القرن الحادي والعشرين. وفي هذا الصدد، أطلق مؤخراً خطة التحولات السبعة، خطة 7T 2030، التي تتوافق تماماً مع مسيرتنا التاريخية، ومع واقع الوطن، ومع أحلامنا، ومع تطلعاتنا وحقوقنا. وهي خطط منبثقة من مزيج الإتفاقات الوطنية الخمسة التي توصلنا إليها والأهداف الخمسة الكبرى لخطة الوطن، التي صاغها القائد هوجو تشافز. إنه مزيج من الرؤى والجهود والأولويات.
التحول الكبير الأول: التحول الاقتصادي. سوف نتقدم في تحديث اقتصادنا، بكل أساليبه، مع النشر النهائي للقوى المادية، والقوى الإنتاجية الاقتصادية الشاملة، سعياً إلى نموذج تصدير إنتاجي جديد.
التحول الثاني هو الاستقلال الكامل للبلاد في جميع مجالات تطورها. وهو يتألف من تحديث وتوسيع المذهب البوليفاري في أبعاده العلمية والثقافية والتعليمية والتكنولوجية في مواجهة التحديات العالمية الجديدة والتحديات الجديدة التي تتشكل.
التحول الثالث: التحول والترسيخ النهائي لنموذج السلام ووحدة الأراضي الفنزويلية. يجب أن يسعى هذا التحول الثالث إلى جعل النموذج الذي تم إنشاؤه لتعايش المواطنين مثالياً، وضمانًا حقيقي للعدالة، والتمتع الكامل بحقوق الإنسان، وحماية السلام الاجتماعي والإقليمي، وضمان استعادة فنزويلا جوايانا إسيكيبا بشكل كامل.
التحول الرابع هو التحول الاجتماعي. سيكون البعد الاجتماعي وهدفه الأساسي هو التجديد نموذج الحماية الإنسانية والاجتماعية لشعب فنزويلا، تجديداً كاملاً. نحن بحاجة إلى تسريع عملية استعادة دولة الرفاهية التي فُقدت بسبب الإبادة الاقتصادية، واستعادة المهمات، ومن ضمنها المهمات الكبرى، وترسيخ جيل جديد من المهمات الكبرى، وتعزيز القيم المسيحية والإنسانية للاشتراكية البوليفارية.
وسابعًا، التحول السابع، في خطة 7T هذه، سبع سنوات حتى عام 2030، فنزويلا مزدهرة ورفاهية، يُطرح إدراج فنزويلا وقيادتنا بشكل نهائي في التكوين الجديد للقوة العالمية للعالم متعدد المراكز ومتعدد الأقطاب.
وأيضًا، سنقوم بالحفاظ على دبلوماسيتنا السلمية البوليفارية وتطويرها؛ ونحن عازمون على مواصلة مساهمة القيادة الفنزويلية من أجل إعادة التكامل في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي من خلال تعزيز مجموعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك) واستعادة اتحاد دول أمريكا الجنوبية (UNASUR)، وتطوير التحالف البوليفاري لشعوب أمريكتنا (ALBA)، وتعزيز مجموعة البريكس، والدمج الكامل لفنزويلا في مجموعة البريكس لتعزيز الخطوط الاستراتيجية لدمج أنفسنا في العالم الناشئ، والدول الناشئة، والعالم الجديد الذي ولد.
وكما هو معروف، فإن فنزويلا ترتبط بالعالم من خلال دبلوماسية السلام البوليفارية، التي تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون والتضامن. كما أنها ترى كمبادئ أساسية الحاجة إلى تعزيز التعددية، وبناء عالم متعدد المراكز، متحرر من فرضيات الهيمنة، حيث يُحترم حق الشعوب في تقرير مصيرها الحر.
لقد وضع زعيم الثورة البوليفارية، هوجو تشافز، منذ وصوله إلى رئاسة الجمهورية في 2 فبراير 1999، أُسس دبلوماسية السلام البوليفارية، مراهنًا على صوته المستقل في الجغرافيا السياسية العالمية، مدركًا أن به وحده ومن خلال العدالة وبناء عالم متعدد الأقطاب يمكن تحقيق السلام الدائم.
لبناء هذا العالم من الناس الأحرار والمتساويين، من الضروري تعزيز اتحاد شعوب وأمم العالم بقوة. وكما ذكر القائد تشافز، "بدون الشعوب لن تكون هناك وحدة. وبدون تعبئة مجتمعاتنا، سنكون قوقعة فارغة". كان تشافز مقتنعًا دائمًا بأن مستقبل عالم سلمي متعدد الأقطاب يكمن في "التعبير عن أغلبية شعوب الكوكب للدفاع عن أنفسنا ضد الاستعمار الجديد وتحقيق توازن الكون الذي يحيد الإمبريالية".
ولهذا السبب، أصبح من الواضح، خلال هذه السنوات الخمس والعشرين من الثورة البوليفارية، أن اتجاهنا ليس في الشمال، بل في الجنوب. إن البحث عن التكامل الجنوبي أمر ثابت.
الزملاء الأعزاء، هناك سبعة تحولات اقترحها الرئيس نيكولاس مادورو، وهي ضرورية ووثيقة الصلة وممكنة، وسبعة أهداف عظيمة للسنوات السبعة المقبلة حتى عام 2030، العام الذي يُبعث فيه بوليفار ويولد من جديد إلى الأبد من أجل أمريكاتنا، من أجل فنزويلا القوية كما حلم والد الوطن، والدنا، من أجل فنزويلا التي تنعم بالرخاء والرفاهية والاستقرار والسلام الذي نستحقه نحن أبناؤه وبناته وجميع أحفاد الوطن العظماء الذين لا حصر لهم.