إن أهم الحقائق التي تم تثبيتها وترسيخها بواقع مقاومتنا الحديث التي تجلت في معركة (طوفان الأقصى، الثورة الكُبرى)، هي أن غزة ومقاوِميها يتمتعون بإرادة لم ولن تُقهر، وستستمر مقاومتها العادلة لتحقيق النصر تلو النصر، والتحرير تلو التحرير، وإنها هي مَن يتحكم بقلب نضالي قادر على تغيير كل المعادلات العسكرية والسياسية والإعلامية في المنطقة والعالم، فالمقاومة هي مَن سَيُعِيد الشعب الفلسطيني والأمة والعالم إلى معالجة عادلة وقانونية وإنسانية للقضية الفلسطينية، ذلك أن لدينا وطن محتل يجب تحريره من تلكم الكيان الصهيوغربي الاستعماري وبالسبل المُتاحة كافةً، إذ ستتكشف وتُكشف الأقنعة التي تتستر خلفها مختلف الدول عندما يَحين الوقت للإعتراف بفلسطين والقضية الفلسطينية....عملية طوفان الأقصى لديها القُدُرات الكافية لتحقيق ذلك الهدف الإنساني وبأساليب وخطط عسكرية، وقد تكون بأسلحة غير متطورة كثيراً برية وبحرية وجوية، كونها ذات صناعة وطنية محلية تجري في أجواء سرية، إلا إنها تتطور يوماً بعد يوم، إذ باتت تُشكِّل قوة لا يمكن هزيمتها أبداً برغم الحصار والعقوبات والملاحقات والمراقبة لتحركات المناضلين من طرف كل الأجهزة الإلكترونية الصهيونية المتطورة، ولقد كشفت الأحداث الأخيرة وما تزال تكشف بجلاء بأن الكيان الصهيوني يتمتع بمساندة أمريكية على الأرض في كل المجالات دون أي استثناء، بخاصةٍ من جانب الغرب الجماعي، ومن طرف تلك الدول التي سبق واستباحت دولنا العربية، وقتلت فيها مئات ملايين العرب في حروب الصهيونية الدولية والإسرائيلية، وما ما يؤكد لكل البشر تجذر الوحشية في عقول قادة الغرب، وهو ما لم ولن ينساه أي عربي مسلم أو مسيحي، إذ سينتقم العرب له مهما طال الزمن....بالرغم من كل ذلك، شرع المقاومون في كتائب عز الدين القسام ورفاقهم في سرايا القدس وغيرها من الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية، باجتراح معجزة كخطة أولية تُظهر كيفية تحرير مستوطنات غلاف غزة وغيرها مستقبلا، هذه الخطة أذهلت الكيان الصهيوني المحتل وداعميه وكل العالم، وجعلتهم في حالة إرتباك وذهول، وأظهرت هشاشتهم وفضحت ضعفهم وجبنهم وعرضت لإنهيارهم بشكل كامل، وفشلهم وخوفهم من وفي مواجهة المقاوميين وجهاً لوجه، وهروب جنودهم وضباطهم من معسكراتهم المدججة بكل أنواع الأسلحة العسكرية الأمريكية والأوروبية، فتركوا كذلك مواقعهم وسلاحهم ودباباتهم وطائراتهم وناقلات جنودهم وكل عتادهم، بل وترك جنودهم القتلى والجرحى وقطعان مستوطينهم وأهاليهم وعائلاتهم في المستوطنات، وفي الميادين المفتوحة، فإستسلم المئات منهم لمقاوِمي غزة العزة ذوي البأس الشديد.وأيضاً، أكدت هذه المعركة أن هذا الكيان الصهيوني المُصطنع أوهن من بيت العنكبوت، وأن تحرير فلسطين سهل أكثر بكثير ما يتصوره ويعتقده البعض إذا توافرت الإرادة المستقلة التي لم ولن تُهزم أبداً في قلوب وعقول الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية والإسلامية، لذلك كانت معركة إستراتيجية ناجحة في العِلم العسكري وفي خططها وسريتها وموعدها ودقتها وسرعة تنفيذها، وأيضاً في نجاح أهدافها المرسومة. نعم إنها معركة ستُسجَّل بتاريخ مقاومة الشعب الفلسطيني والأمة كاملة بأسطر من ذهب، فمن خلال تلك الإرادة والإيمان المطلق بقضيتهم وحقوقهم الشرعية ستُقام وتُبنى بقواهم الذاتية الجبارة الدولة الفلسطينية العربية المستقلة من البحر إلى النهر وعاصمتها الأبدية القدس كاملة، أبى من أبى ورضي من رضي....وللأسف الشديد، وبالرغم مِن أن الكيان الصهيوني والعالم الاستعماري أجمع ذهلوا وإنهارت أعصابهم وأرتجفت قلوبهم من الخوف، ووقفوا على قدم واحدة من سرعة تنفيذ تلك العملية الخاطفة الناجحة، إلا أن البعض المُندس والعميل من حملة الأقنعة المتعددة التابعين للكيان الصهيوني، ولأمريكا ولإوروبا الغربية الاستعمارية، حاولوا وما زالوا يحاولون التقليل من شأن تلك المعركة، بل والتشكيك بها بالرغم من أنهم شاهدوا بأبصارهم تلك العملية لحظة بلحظة، ويبدو أنه من شدة الذهول لتلك المشاهد عُميت أبصارهم، وتجمَّدت بصيرتهم، فهم صُمٌ عُمي لا يبصرون، وضمن ذلك مَشَاهِدتهم مشاهد دخول المقاومين براً وبحراً وجواً الأرض العربية الفلسطينية المحتلة صهيونياً وغربياً منذ عام 1948، وسيطرة المقاومة على المستوطنات والمعسكرات بكل ما فيها، إذ كسرت هيبة ذلك العدو الصهيوني، ومرَّغَتها بالوُحول، وأسر الضباط والجنود والمدنيين المسلحين من بن غفير وسوترتش المتطرفين، وهي مشاهد أشفت صدور قوم مؤمنين، ورفعت رؤوس الأمة وكل أحرار وشرفاء العالم عالياً، وغاب عن بصير الصهاينة ومشايعيهم أن هذه الهزيمة لن تبقى الأولى ولا الأخيرة على ذلك الكيان المنهار الهش، فهزائمة كثيرة بإعترافات وتقارير قادته السابقين المشاركين في كل الحروب التي شنها هذا العدو الصهيوني المدعوم أمريكياً بكل أنواع السلاح الأكثر تطوراً؛ الأمريكي والغرب الصُّنع تحديداً، وكذلك من دول الغرب الجماعي برمته؛ على دول الأمة العربية وعلى المقاومة الشريفة في غزة وفي لبنان....هذا، غير أن هذه العملية الناجحة أجبرت العدو الصيوني بإستدعاء ٣٠٠ ألف جندي من الإحتياط ومعظمهم رفض ذلك خوفاً على حياته، وأجبرت الملايين من اليهود وقطعان المستوطنين النزول في الملاجئ كالفئران، ومعهم زعيمهم النتن ياهو وكل أعضاء عصابته وقادة جيشه الجبناء، وقُتل مئات الجنود والمسلحين من قطعان المستوطنين، وأُسِر عدد كبيرمنهم. لذلك، يقوم ذلك الكيان الصهيوني الفاشل والمهزوم بطلب العون من مؤسسيه وداعميه في أمريكا وأوروبا الغربية ومن لف لفها، المهزومون في العراق وأفغانستان وفي أوكرانيا، ولعجز وخوف داعميه من المواجهة مع المقاوميين ومحورهم، إذ يتسترون بإطلاق التصريحات والتهديدات الهوجاء والكاذبة، وبإرسال البوارج الحربية، ودعم الغرب الإمبريالي لكيانهم الصهيوني بكل الأسلحة ومنها المحرمة دولياً، وبنفس الوقت يدخِلون الوسطاء العرب لإنهاء عملية طوفان الأقصى، وإيقاف ضربات المقاومة وصورايخها عن مستوطنات ومدن كيانهم الصهيوني المهزوم، ويتوسلون الوسطاء بأخذ التطمينات من محور المقاومة بعدم ضرب بوارجهم وقواعدهم المنتشرة في المنطقة، وهذا لم ولن يحصلوا عليه من محور المقاومة.ولعجز جنود العدو عن مواجهة المقاوميبن في مستوطنات غلاف غزة، يقوم النتن ياهو وعصابات جيشه وطيرانه بقصف المدنيين في غزة بآلاف الأطنان من الصواريخ والمتفجرات والقنابل العنقودية، وبغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً، ويرتكب جرائم إبادة جماعية بحق شعب غزة أمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الكاذب والمنافق بكل دوله وزعمائه، للضغط على المقاوميين في ميادين الوغى، وجعلهم يعلنون الإنسحاب من المستوطنات إلى غزة، وكل تلك الجرائم المرتكبة لغاية اللحظة هي مجرد محاولة من النتن ياهو لن تجدي في رفع معنوياته ومعنويات جيشه المنهار وشعبه الذي هرب للمطارات عودةً لديارهم، وليُثبت زوراً بأنه حقق شيئاً ما، وليدَّعي بأنها مواقع عسكرية للمقاومة، وهي باختصار قصف وإبادة جماعية للمدنيين الفلسطينيين العُزّل، وتدمير شامل للبيوت والجمعيات الخيرية والمستشفيات والمساجد والكنائس وحتى المدارس ومراكز منظمات الأمم المتحدة والأونروا، وما زال الآلاف من الضحايا المدنيين من شيوخ ونساء وشباب وأطفال تحت الأنقاض للأسف الشديد.. لغاية كتابة هذه السطور...وبرغم كل ذلك، فإن المقاومة الفلسطينية ومحورها صامدون وثابتون ومستمرون بالمعركة، وفي كل الميادين إلى أن تحقق كل أهدافها، ولم ولن تخيفهم التهديدات ولا الدعم اللوجستي ولا وصول البوراج لمياهنا الإقليمية، بل ستكون فرصة لهم للثأر والإنتقام لكل الجرائم التي أرتكبت بحقهم وبحق شعوبهم منذ ٧٥ عام من الإحتلال الصهيوني، ومِمَّن سَهَّل لهم وأسسهم ودعمهم وما زال يدعمهم، وهو شريك لهم بكل تلك الجرائم، لذلك يجب على الكيان الصهيوني وداعميه في أمريكا وأوروبا أن لا يستهينوا بالمقاومة الفلسطينية خاصة، ولا بمحور المقاومة عامة وبسلاحهم وبأقوالهم وأفعالهم، لأنهم إن قالوا فعلوا وصدقوا، وهو محور قوي جداً أُعَّد لهم لا عين رأت ولا أذن سمعت، وعليهم أن يفكروا جيداً ويقفوا مطولاً ويراجعوا حساباتهم، إذ سيتم لجم النتن ياهو ليتراجع عن قصفه الأبرياء المدنيين، وعن إجتياح غزة برياً، لأنها لن تكون كما يتوقع النتن ياهو وبعض مشجعيه بن غفير وسوتريش، مجرد نزهة سعيدة في غزة، بل سيجدون الموت في مداخلها وحارتها وشوراعها وزقاقها وبيوتها وفي كل مكان غزِّي، وستكون كارثة وهزيمة عسكرية أخرى لهم تضاف في رصيد هزائمهم المتعددة، ومقبرة لجنودهم ومحرقة لدباباتهم وآلياتهم، وإن وقع الإجتياح قد تتوسّع المعركة وتتمدَّد مع كل مكان يتواجد فيها نشامى محورنا المقاوم في المنطقة والعالم، لتصبح حرباً شاملة كما يريدها النتن ياهو وبن غفير وسوترش المتطرفين الفاشيين النازيين والمهزومين والغارقين في الوُحُول السياسية والفضائح المالية والسرقات، والذين سيجُرّون أمريكا وأوروبا وبوارجها وبوارجهم، وجنودها وجنودهم إلى الغرق في أعماق بحر غزة ومياهنا الإقليمية، بل وفي كل البحار كما جرهم زيلنسكي في أوكرانيا....ما نشهده اليوم في غزة هي معركة حقيقة وشاملة، إذ تُعتبر طوفان الأمة لتحرير الأقصى وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية، وبُشرى الخير والخلاص من الاستعمار الصهيوأمريكي، وبداية التحرير الكامل لفلسطين، كل فلسطين والأراضي العربية الأخرى المحتلة، ذلك أن الكيان الصهيوني وداعميه وحتى القادة العرب والجيوش والشعوب العربية، تفاجئوا بالرد الفلسطيني المقاوم، فأشفت صدور قوم مؤمنين من مسلمين ومسيحيين، وحقَّقَت النجاح والنصر، وأثبتت أن غزة ومقاومتها وشعبها الفلسطيني ومحورها المقاوم وكل الشعوب العربية والإسلامية إرادة صلدة لم ولن تُهزم أطلاقاً، وأننا لقادرين على تحقيق التحرير الكامل والنصر النهائي على ذلك العدو الصهيوني وداعميه في أمريكا وأوروبا بالذات، ومؤهلون ومستعدون لطرد الصهاينة من فلسطين والمنطقة برمتها، تماماً كما طُردوا سابقاً، في الماضي البعيد والقريب، فهم يرونه بعيداً، بينما نحن نراه قريباً بعون الله تعالى لمحورنا المقاوم....أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...كاتب ومحلل سياسي...
اخبار ذات صلة
الثلاثاء، 10 أكتوبر 2023
غزة ومقاومتها إرادة لا تُهزم...وهي دائماً تكشف الأقنعة... والنتن ياهو سيُغرق المنطقة والعالم بحرب شاملة...
طوفان الأقصى ينتصر !!
منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى وأنا متفرغ تماماً أولاً لمتابعة الأحداث وتطوراتها على الأرض العربية الفلسطينية المحتلة، وعبر مختلف وسائل الإعلام التي تتابع الأحداث ميدانياً بما فيها وسائل إعلام العدو الصهيوني ذاته، وثانياً المشاركة في التحليل السياسي عبر وسائل الإعلام المسموع والمرئي، وعندما جاء موعد مقالي الأسبوعي وجدت نفسي في حيرة من أمري فلا بديل عن الكتابة عن المقاومة الفلسطينية البطلة والشجاعة والتي تسطر اليوم صفحة جديدة من صفحات التاريخ والانتصار على العدو الصهيوني، في مفاجأة مدوية بكل معنى الكلمة، فقط نحن المؤمنين بالمقاومة من يعلم ويثق بأن المقاومة ولدت لتبقى وتنتصر، لكن غيرنا الكثير صدمته العملية خاصة المبهورين بقوة العدو فأسرعوا في إصدار حكم بأن العملية صناعة ( إسرائيلية).
وقد كتب أحدهم " إسرائيل قوية عسكرياً بصورة تفوق الخيال العربي، وإسرائيل أيضاً قوية في ألاعيبها السياسية بصورة تتجاوز حدود العقل العربي السياسي، ومن هذا المنطلق حدثت عملية طوفان الأقصى المليئة بالألغاز، وقد تعودنا من إسرائيل، على مدى تاريخها، القدرة الفائقة على صناعة حدث يصعب فهم دلالاته إلا بعد سنوات، ومن ثم فإن هذه العملية المفاجئة التي تخوضها حماس ليست بعيدة عن الصراع السياسي الداخلي في إسرائيل ضد الحكومة الحالية، وأتوقع أن تكون العملية جزء من محاولة إسقاط شرعية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عبر تضخيم الهلع في نفوس الإسرائيليين من الفلسطينيين، وهكذا يمكن استخدام هذا الحدث كذريعة لإسقاط نتنياهو شعبياً، ومن ناحية أخرى يمكن اتخاذ هذه العملية ذريعة أمام الرأي العام العالمي لسحق المقاومة الفلسطينية بصورة لم يسبق لها مثيل " ( انتهى الاقتباس)، وبالطبع لم أجد رداً على هذا العقل المغيب إلا ببعض الكلمات البسيطة والتي تتلخص في أن المقاومة أصبحت قوية أيضاً عسكرياً وسياسياً بصورة تفوق خيال العقل العربي الكسول، ولننتظر.
فعلى الرغم من عدم قدرتنا على المشاركة في عملية طوفان الأقصى ميدانياً إلا أن واجبنا الوطني والقومي يحتم علينا المشاركة بالكلمة، والكلمة كما قال عبد الرحمن الشرقاوي في عمله الأدبي المبدع (الحسين ثائراً) أتعرف ما معنى الكلمة " الكلمة زلزلت الظالم، الكلمة حصن الحرية، إن الكلمة مسؤولية، إن الرجل هو الكلمة، شرف الرجل هو الكلمة، شرف الله هو الكلمة "، لذلك سنقول الكلمة ما دام في العمر بقية، ومادام في الجسد المنهك قلب ينبض ببطء، وفي الشرايين دماء تتدفق بصعوبة، فالقضية الفلسطينية لكل قومي عربي هي قضيتنا المركزية، وفي كل مرة ينتفض شعبنا العربي الفلسطيني البطل المرابط فوق التراب المحتل في فلسطين العربية نعاود الكتابة من جديد، و نذكر العالم أجمع بأن ما شهدته الأرض العربية الفلسطينية واحدة من أهم الجرائم العالمية التي ارتكبت في تاريخ البشرية، فعلى مدار التاريخ الإنساني بأكمله لم يتعرض شعب لعملية اقتلاع من أرضه ووطنه كما حدث لأبناء شعبنا العربي الفلسطيني، وتعد هذه الجريمة مكتملة الأركان لأنها تمت مع سبق الاصرار والترصد، حيث تم إغتصاب وطننا العربي الفلسطيني من خلال عدو صهيوني غاشم، إرتكب جريمته بشكل منظم وممنهج، حيث نشأت الفكرة الشيطانية مبكراً، ووضعت المخططات، وتم تنفيذها عبر المراحل التاريخية المختلفة.
ويعد الفيلسوف والكاتب والصحفي الاشتراكي الألماني "موشي هس" صاحب كتاب " روما وأورشليم " عام 1862 من أوائل من طرح فكرة انبعاث الأمة اليهودية، لكن الفكرة دخلت حيز التنفيذ مع بداية الظهور الفعلي للحركة الصهيونية والتي تم انشائها على يد " ثيودور هرتزل " والذي كتب في يومياته عام 1895 حول موقف الحركة الصهيونية من العرب الفلسطينيين "سنحاول نقل الشرائح الفقيرة إلى ما وراء الحدود، بهدوء ودون إثارة ضجة، بمنحهم عملا في الدول التي سينقلون إليها، لكننا لن نمنحهم أي عمل في بلادنا ".
وبدخول فلسطين تحت الانتداب البريطاني في عام 1920 انتقلنا إلى مرحلة جديدة من الجريمة حيث بدأت بريطانيا في مساعدة الصهاينة من أجل التوسع في بناء المستوطنات داخل مستعمراتها، حيث ارتفعت نسبة الاستيطان وصولاً إلى قيام الكيان الصهيوني وتشريد الشعب العربي الفلسطيني من أرضه ووطنه.
وبدأت مرحلة جديدة في نهاية عام 1947 بموافقة " بن جوريون " مؤسس الكيان الصهيوني علي قرار التقسيم 181 كشرط دولي للاعتراف بالكيان، وكان يدرك أن بقاء أقلية عربية فلسطينية في القسم الصهيوني ستتعاظم وقد تصل إلى حد التوازن الديموغرافى، فلجأت العصابات الصهيونية إلى أساليب الترويع والطرد وارتكبت المجازر بأبشع صورها وشردت العائلات الفلسطينية من ديارها وقراها ومدنها واستولت على ممتلكاتها واستوطنت أراضيها.
ومنذ إعلان قيام الكيان الغاصب وحتى اليوم يمارس العدو الصهيوني أبشع الجرائم والاعتداءات ضد شعبنا العربي الفلسطيني وعلى مدار الساعة، تحت سمع وبصر العالم أجمع وبالمخالفة للمواثيق والعهود الدولية، والعجيب والغريب أن النظام الدولي الذى وضع هذه المواثيق والعهود قد أغمض عينيه على هذه الجريمة البشعة، بل ويقف في صف المغتصب، بل وصل فجره بوصف الشعب العربي الفلسطيني المجني عليه حين يدافع عن نفسه وأرضه ووطنه بالإرهابي، وهذه أحد أهم سمات هذا النظام العالمي الذي يكيل بأكثر من مكيال فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وكم من جرائم ترتكب باسم حقوق الإنسان وتحت مظلة منظماته الدولية المزعومة.
ومع كل مرة ينتفض فيها شعبنا العربي الفلسطيني لا يلقى مساندة ودعم إلا من الشرفاء في هذه الأمة، وبالطبع حين نقول الشرفاء نستثني من ذلك الخونة والعملاء والمطبعين مع الكيان المغتصب، ولا يمكن أن استثني أي مواطن عربي أغمض عينيه عن المجازر الصهيونية التي ترتكب يومياً ضد شعبنا العربي الفلسطيني البطل، ولا يمكن أن أستثني كل من صمت ولم يخرج اليوم لدعم المقاومة الفلسطينية البطلة والشجاعة حتى ولو بالكلمة.
واليوم ومع عملية طوفان الأقصى التي كشفت أن العدو الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت، يمكننا القول أن القضية الفلسطينية لن تحل عبر أي مسار للتفاوض مع العدو، والطريق الوحيد لحلها هو المقاومة، فالعدو الصهيوني لا يعترف إلا بلغة القوة، فتحرير فلسطين لن يتم إلا عبر البندقية والمدفع والصاروخ، ولنتذكر جميعاً مقولات الزعيم الخالد جمال عبد الناصر: " لا صلح .. لا اعتراف .. لا تفاوض "، " وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة "، اللهم بلغت اللهم فاشهد .
بقلم / د. محمد سيد أحمد
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)