بيروت؛ ٢١/١١/٢٠٢٤
ميخائيل عوض
تلقى غالبية اللبنانيين الانباء عن قرب اتفاق لوقف النار بالكثير من الرجاء والامل.
ساهم في اشاعة الاجواء الايجابية اطلالة الامين العام لحزب الله وما قرأ فيها كثيرون واستنتجوا تخفيضا حادا لشروط حزب الله والبعض اطلق العنان لرغباته مستنتجا ان الحزب دخل طور الهزيمة والانكسار.
في والوقائع والمعطيات الميدانية وبيئة الحرب وتوازناتها تسير الامور على غير ما يأمله المستعجلون.
فهوكشتاين اسرائيلي ببطاقة امريكية جل حركته ومناوراته وما يقوله مأمور به من نتنياهو وليس احد اخر بما فيهم بايدن المهزوم والراحل مع ادارته.
نتنياهو كاذب وجاد في حربه الوجودية لم يتزحزح عنها ساعة لا في غزة ولا في سورية والعراق وايران واليمن وهو مناور يجيد الخديعة لكسب الوقت ولتمرير خططه العسكرية وجل الاهداف المفخخات القاتلة الساعي لتحقيقها عبر هوكشتاين فك الجبهات للاستفراد بها واحدة بعد الاخرى وصولا لإيران وتحقيق اوهامه بشرق اوسط اسرائيلي وبإسرائيل من الفرات الى النيل.
وهم وقف النار ونجاة لبنان من المزيد من التدمير واستعجال هزيمة المقاومة التي يروج لها تبددها وقائع غزة ومسارات حربها ومفاوضاتها فقد استخدم نتنياهو من قبل بايدن شخصيا وورطه بإعلان ورقة قيل انها ورقة نتنياهو وبرغم قبولها العلني من حماس والحماسة الفائضة من قطر ومصر الوسيطان اسقطها نتنياهو وفاخر بانه خادع وناور وهاجم رفح ولم يأبه لبايدن وادارته وتهديداته وكذا فعلها في لبنان وبدا حملته.
السؤال الجوهري والمفتاحي هل ستنطلي الخديعة على المقاومة وتفك ارتباطها بجبهة غزة وبجبهات الحرب؟
الجواب المنطقي انسجاما مع وعد الشهيد السيد حسن نصرالله وخططه للحرب وكتابه المفتوح لن تنطلي ابدا .
فالسيد حسن رحمة الله عليه من الايام الاولى وفي كل اطلالته اكد انها حرب المحور وجبهاته وقرر اهدافها واستعرض خطط نتنياهو لتصفية القضية الفلسطينية والتزم بالحاق الهزيمة بها وقال بوضوح؛ لا ما تسمعون لا ما ترون والميدان والوديان والجبال والرجال من يتحدثون.
الرجال والوديان والجبال والبلدات تلتهم الجيش الاسرائيلي وتدمر الدبابات والاليات وتلحق خسائر كبيرة بنخبة الويته وفرقه ورجال الله في الميدان ليسوا ممن يتابع الاعلام ولا يأملون بالتفاوض ولا يتوهمون فقد التزموا قسمهم ورفعوا ارواحهم على اكفهم ورجاؤهم الشهادة لملاقاة سيدهم وقائدهم او النصر واثقون من وعده بالنصر دائما.
لغة الميدان وما ترون تخالف ما تسمعون .
رجال الله والميدان والوديان والجبال شواهد شاهقات على صدق صاحب الوعد الصادق حيث يصنع النصر الموعود.
التفاوض والاعلام والحرب النفسية والسياسية جارية بالتوازي اما الكلمة الفصل فللميدان وحيث ترون.
وتل ابيب وحصونها والقواعد العسكرية المحمية وقد زاد حمايتها صواريخ الثاد ورماته الأمريكيين وصلت المسيرات والصواريخ الى اهدافها عندما تقرر الضغط على الازرار وهذه وقائع قاطعات بان وعد السيد صادقا محكما ولم يقل كلمة لم تكن يده مملوءة منها واثق من رجاله ومن سلاحه.
وعليه فمن غير المنطقي ان المفاوض اللبناني المستند في صلابة موقفه الى الميدان ان تنطلي اكاذيب ومناورات هوكشتاين نتنياهو عليه. ويدرك حزب الله ان مناورات نتنياهو هوكشتاين مفخخات قاتلة تستهدف الترقيد وتخفيف الاشتباك حيث يهزم ويخسر جنوده ودباباته وتدك تل ابيب. تمهيدا لفك الجبهات لإعطاء نتنياهو فرصة للتفرغ لجبهة سورية والعراق تمهيدا لليمن وايران وليأخذ المحور جبهة بعد اخرى ويفرض مشروعه غير القابل للتحقيق.
الحرب كما يصر على توصيفها نتنياهو حرب وجودية وكما وصفها السيد حسن حرب وجودية ومصيرية وكما اعلنها الشيخ نعيم قاسم مرحلة جديدة وحرب الحساب المفتوح.
التفاوض ليس خطأ ولا مضرا ادارة الحرب والتفاوض بهدوء وبلغة دبلوماسية حمالة الاوجه فنواتج الحروب تصنعها الميادين لا بلاغات وابتسامات المتفاوضين.
لن يترك رجال الله المتعاقدين مع سيدهم الشهيد السعيد السلاح ولن يخذلوه وهو في عليائه فالصواريخ والمسيرات كالرجال في اعلى الجهازية وافضل الاداء.
القرار مازال بحسب كتاب السيد الشهيد حرب استنزافية وطويلة والمحور يذبح بالقطنة تذكروا كلامه وانظروا الى رجاله وسلاحهم وتعقلوا فوعده بالنصر حق والتزام ولن يخذه الله والرجال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق