بقلم :صدى البطل ,, أيمن فايد
لماذا يصر النظام السعودي والأنظمة العربية على أن يوقعوا أنفسهم بين خيارين، ليس أحلاهما مر، بل كليهما مر، إنهم طواعية ينقلون الشعوب من عبودية أمريكية إلى عبودية صينية باصرار مستميت على حرق وتبديد فرصة الخروج من العبودية إلى الحرية الحقيقية، لماذا يصرون على الوقوف ضد عصر المحاربين الشرفاء ويقفون في الجانب الخطأ من التاريخ مع عصر المتكسبين!!.. فلا يخدعوك بأنهم في الحرب الروسية الأوكرانية يحرزون نصرا على أمريكا بتوجهم إلى الصين، ألا يعلمون أن الكفر ملة واحدة.
إن هذا التحول من البترودولار إلى البترويوان كان متوقعا حدوثه عندي من عدة سنوات لسببين:-
الأول: طبيعة المرحلة وصعود المارد الصيني كقوة اقتصادية.
الثاني: أن أمريكا تعمل على قدم وساق من أكثر من عقدين من الزمان على فكرة التحول من البترودولار إلى الأفرودولار بخدعة كبرى مزدوجة فى العودة لإحتلال إفريقيا قارة المستقبل بالجمع بين أسلوبين مختلفين للهجوم عائلة الذهب "ٱل روتشيلد" وعائلة النفط "ٱل روكفلر" وكلمة السر في ذلك حرصهم على بقاء سد النهضة، قنبلة نووية موقوتة وسيف مسلط على رقبة العرب والمسلمين.
لو كان نصرا حقيقيا لقمنا على الفور باغتنام هذه الفرصة وعملنا على التحول من الدولار الأمريكي المزيف الذي قيمته الحقيقة حبر على ورق إلى الدينار الإسلامي الذهبي!!
ولكى أدلل لكم على كلامي ولو في السبب الأول فقط فإليكم القصة كاملة من على لسان خبرائهم ومفكريهم، في أكتوبر ٢٠١٦، توقع خبير أميركي أن يشهد العالم تحولاً قريباً من بيع النفط بالدولار إلى تسعيره وبيعه باليوان. حيث قال كبير الاقتصاديين والمدير التنفيذي لشركة "هاي فريكونسي ايكونومكس" الأميركية المتخصصة في الأبحاث والمعلومات "كارل وينبيرغ" إن الصين ستجبر السعودية قريباً على بيع النفط باليوان.
وأضاف "كارل وينبرغ" في لقاء مع تلفزيون "سي إن بي سي" الأميركي: "أعتقد أن عهد تسعير النفط باليوان قد اقترب، وسيبدأ مع قبول السعودية بيع نفطها باليوان، وفي حال قبول السعودية، فإن السوق النفطي سيتحول من الدولار إلى اليوان". أي أنه سيبدأ عهد البترويوان كبديل للبترودولار.
في هذا الصدد وفي نفس السنة ٢٠١٦، قال البروفسور: "فالنتين كاتاسونوف" الزميل بالأكاديمية الروسية للاقتصاد والأعمال في موسكو، إن السعودية تواجه منذ مدة ضغوطاً من بكين التي ترغب في شراء النفط السعودي بعملتها اليوان وليس بالدولار، تمهيداً لإطلاق بورصة العقود المستقبلية في تجارة النفط باليوان المدعوم بالذهب.
لكن الرياض التي تعتمد في أمنها على أميركا رفضت حتى الآن الاستجابة لمطالب بكين تسعير النفط باليوان، وذكر محللون أن هذا الرفض سيكلفها غالياً، وقال البروفسور الروسي كاتاسونوف في مقال بدورية "استراتيجيك كالشر ـ strategic culure foundation" التي تعنى بالدراسات الاستراتيجية في موسكو، في 30 أكتوبر ٢٠١٦، إن بكين تضغط على الرياض لقبول تسعير النفط باليوان أو ما سيطلق عليه "البترويوان" عبر آلية تقليل مشترياتها من عقود أرامكو وزيادة مشترياتها من روسيا ودول أخرى تبيع لها النفط بالعملة الصينية.
وفي مقابل الضغط الصيني، تواجه الرياض ضغوطاً من واشنطن بالمحافظة على الدولار كعملة في تسعير النفط، أو ما يطلق عليه" البترودولار".
وبين فكي هذين العملاقين تضيق مساحة الحركة بالنسبة للرياض خلال العام الجاري ٢٠١٧ والمقبل وتضيق الخيارات أمامها.
ويشار إلى أن صفقات النفط السنوية في البورصات العالمية تقدر قيمتها بحوالى 1.72 ترليون دولار، كما أن العالم يستهلك يومياً أكثر من 93 مليون برميل، وهو ما يعني أن صفقات النفط العالمية هي الغطاء الحقيقي للدولار، بعد فك ارتباطه بالذهب.
وحسب بعض المحللين فإن مشكلة السعودية أنها فقدت السوق الأميركية التي كانت المستهلك الرئيسي للنفط في العالم. وتحولت أميركا في أعقاب ثورة النفط الصخري وارتفاع انتاج النفط الأميركي إلى 9.3 ملايين برميل يومياً، من مستهلك للنفط السعودي إلى دولة نفطية مصدرة للنفط ومنافسة للسعودية. فصادرات النفط السعودي للسوق الأميركي تقدر حالياً بحوالى 800 ألف برميل يومياً.
وفي المقابل، فإن الصين تجاوزت الولايات المتحدة قبل عامين لتصبح أكبر مستورد للنفط في العالم. ويقدر حجم الاستهلاك النفطي في الصين بحوالى 11.7 مليون برميل يومياً .. وتعد الصين أكبر مستورد للنفط السعودي، كما تربطها العديد من شراكات المصافي والتكرير.
وتصدر السعودية حوالى 1.3 مليون برميل يومياً إلى الصين، حسب الإحصائيات الرسمية الصينية.
وتشتري الصين حالياً النفط باليوان من مجموعة من الدول النفطية، من بينها روسيا وإيران ونيجيريا وأنغولا وفنزويلا، وترغب في ضم السعودية لهذه القائمة قبل نهاية العام ٢٠١٧ الجاري، حيث ستبدأ عملياً تشغيل بورصة الصفقات الآجلة لبيع النفط باليوان المدعوم بالذهب.
وما يغري الرياض في العرض الصيني أنها ستستلم قيمة مبيعاتها النفطية بالذهب. ويلاحظ أن حجم التجارة السعودية مع الصين وباقي دول آسيا بات يتفوق على حجم تجارتها مع أميركا.
وحسب البروفسور الروسي كاتاسونوف، فإن السعودية التي تقع تحت النفوذ الأميركي ترفض حتى الآن تحويل تسعير النفط من الدولار وتقف عقبة أمام طموحات الصين في تدويل اليوان. وقال إن هذه الرفض سيكلف الرياض غالياً، لأن الصين تبحث عن موردين آخرين للنفط غير السعودية للضغط على الرياض.
وحول تأثير تحول مبيعات النفط من الدولار إلى اليوان على أميركا، قال الخبير الأميركي وينبرغ "التحول من الدولار إلى اليوان سيسحب مبالغ تراوح بين 600 إلى 800 مليار دولار سنوياً من الصفقات النفطية التي تتم المتاجرة فيها حالياً بالدولار".
وتعمل بكين على تقوية علاقاتها التجارية والاستثمارية مع الرياض على أمل جذبها بعيداً من واشنطن، كما تستخدم روسيا نفوذها في المنطقة العربية للضغط على السعودية للتحول من مبيعات النفط بالدولار.
يذكر أن الصين وقعت مع السعودية اتفاقيات تجارية مشتركة قيمتها 65 مليار دولار خلال زيارة الملك سلمان للصين في مارس/ آذار الماضي. وبالتالي، وحسب خبراء نفط، يمكن لبكين الضغط على الرياض، وابلاغها "في أعقاب افتتاح بورصة النفط باليوان الذهب لن أشتري النفط بالدولار، ما دامت لدي بورصة أشتري فيها النفط باليوان الذي يمكنك قبض ثمنه ذهب
يحب علينا كعرب ومسلمين أن نستغل مصادر القوة لدينا ونعمل بهمة عالية ونقف وقفة رجال من العيار الثقيل عيار ٢٤ وقفة أبطال حقيقيين وليست مثل وقفة "عمالقة الوهم" أنظمة التفاهة ومعارضة السوء حاسي البطولة المزيفة ولذلك نرجعكم للوراء قليلا: لماذا الحرب على ليبيا لماذا هاجم الناتو ليبيا وقتلوا الشهيد معمر القذافي ومن قبله الشهيد صدام حسين ولا نزكيهما على الله؟
أمريكا تتحكم بنا وتسيطر على الذهب الأسود الذي نملكه نحن، ولكن كما تشاء هى، ربما تصدمون لكن الحقيقة أننا وافقنا على ذلك تعالوا لنعرفكم على البترودولار.
نبدا من محاولات الولايات المتحدة من تقوية عملتها الدولار للاعتماد عليه عالميا، استطاعت فعل ذلك بربط قيمته باحتياطي من الذهب، لكن الأمريكيين توسعوا في طباعة النقود ولم يستطيعوا الوفاء بعهدهم وتأمين الدولار بغطاء الذهب، فاعلنوا فك إرتباط الدولار بالذهب وأصبح مجرد عملة ورقية، كان للولايات المتحدة من منقذ للدولار، كيف يمكن أن يعيدوا ثقة العالم بالدولار؟
فكانت كلمة السر النفط والمفتاح السعودية المصدرة الاولى للنفط، أمريكا اتفقت مع السعودية على ربط تسعير النفط بالدولار، وعملت السعودية بدورها على إقناع باقي دول "منظمة أوبك" يعني أنت تحتاج أن يكون لديك عملة الدولار حتى تشتري أى برميل من النفط، هذا ما يعرف بالبترودولار، الذي جعل الدولار على عرش العملات، وجعل وجعل اقتصاد أمريكا مؤثرا على حركة اقتصاد العالم، والسعودية طبعا استفادت من الأمر:
١- تأمين للنفط.
٢- تثبيت للحكم.
٣- دعم عسكري واسع.
ومع انخفاض أسعار النفط عالميا لم تتضرر الولايات المتحدة كما تضررت الدول المصدرة للنفط، فالدولار مستمر في التداول، وكسبت أمريكا من انخفاض الأسعار لأنها كانت ساعتها من أكبر المشترين.
السؤال الٱن هل يمكن الخروج من من هذا الارتباط المحكم بدون الوقوع في نفس المصيدة وتكرارها مع الصين؟
بداية يجب علينا أولا أن نتعرف على تجربتين في هذا الصدد لنستفيد من نقاط القوة فيهما ونعالج نقاط الضعف فيهما.
١- تجربة الشهيد صدام حسين
لعل الكثير من الناس، حتى المهتمين منهم بالسياسة،
لا يعلم أنه في سبتمبر ٢٠٠٠، قرر الرئيس صدام حسين بتحويل العملة المتداولة في بيع بترول العراق - في برنامج الأمم المتحدة النفط مقابل الغذاء - إلى البترويورو الأوروبي بدلا من البترودولار الأمريكي، وقد كتب "وليام كلارك" في عام ٢٠٠٢، معلقا على هذا التصرف من العراق:
" أن صدام حسين قد رسم قدره بيديه".
وقد كان القرار الأول للمحتل الأمريكي بعد سقوط بغداد هو إعادة فتح أبواب تصدير النفط العراقي والعودة إلى البترودولار كعملة لتداوله!!
برغم الخسائر التي ستعاني منها الميزانية العراقية بهذا السبب وانعكاس ذلك على إعادة تعمير العراق، كما بين "وليام كلارك" في مقالة: "حرب البترودولار: الدولار واليورو وأزمة البترول الإيراني القادمة"
وقد بينت المعلومات التي تسربت من البيت الأبيض الأمريكي ومكتب "ديك تشيني" أن الإدارة الجديدة قد دخلت معترك السياسة بغرض خلع صدام حسين، والقضاء على تلك الظاهرة التي كانت قد بدأت تأخذ طريقها إلى بترول العرب، كذلك من استبدال اليورو بالدولار الامريكي كعملة رئيسية لوقف هذا الاتجاه وكرسالة تحذير لمن تسول له نفسه من الدول البترولية أن يقدم على مثل هذا العمل.
٢- تجربة الشهيد معمر القذافي
إنه الدينار الذهبي الليبي ماهو المشروع وما هو هدفه وكيف أثر في مستقبل ليبيا؟
في ٢٧ مارس وصل تقرير ٱستخبارتي لهيلاري كلينتون من مستشار مقرب لها وهو جامع معلومات غير رسمي، وكان بينه وبين هيلاري كلينتون مراسلا عبر الإيميل وكانت هيلاري كلينتون كذلك بينها وبين الرئيس الفرنسي ساركوزي مراسلات سرية عبر الإيميل، هذه الرسائل وقعت في يد مؤسس موقع ويكيليكس وجاء المحتوى في ٣٠٠٠ رسالة، وبعد ذلك بطريقة أو بأخرى وصلت هذه الرسائل إلى بعض الجرائد، هذه الوثائق كانت بها أهداف واضحة جدا وهى:-
١- السيطرة على النفط الليبي.
٢- جعل ليبيا دولة فرانكوفونية.
٣- سحق مشروع الدينار الذهبي الليبي وهو الهدف الأساسي.
ولك أن تتخيل أن هذا الدينار الليبي هو عملة ذهبية، ذهب أساسا وليس عملة مربوطة بالذهب، ذهب في حد ذاته، كمية كبيرة ١٤٣ طن من الذهب ومثلها تماما ١٤٣ طن من الفضة وهى تساوي ٧ مليارات دولار كبداية للمشروع.
وكان مع مشروع الدينار الذهبي مشروع ٱخر لا يقل عن أهمية وهو إنشاء "صندوق النقد الافريقي" لإقراض الدول بدون أى فوائد.
الرئيس صدام حسين كان وضع بلاده صعب جدا نظرا للحرب العراقية الإيرانية التي امتدت لثمانى سنوات.
وأيضا للحصار الشديد الذي فرض عليهد العراق بعد غزو الكويت وما ترتب على هذه العملية من انهيار وحصار اقتصادي شديد جدا لم يحدث من قبل لأى بلد،
فكان مشروع صدام حسين استبدال اليورو بالدولار في برنامج النفط مقابل الغذاء به نقاط ضعف شديدة.
أما مشروع العقيد "معمر القذافي" الدينار الذهبي الليبي في دولة اقتصاديا قوية، البترول غير مرهون بالإضافة المخزون الذهبي الضخم، وأن هذه العملة لاترجع لأمريكا من باب دوار كما هو الحال في مشروع "صدام حسين" الذي ربط فيه النفط باليورو الأوروبي، ناهيك عن أن مشروع العقيد معمر القذافي يخدم على دول القارة الإفريقية بأكملها،
باختصار العقيد معمر القذافي تلافي جميع نقاط الضعف التي كانت في مشروع الرئيس صدام حسين، لكن نقطة الضعف في مشروع العقيد القذافي أنه لم يحمي مشروعه بالشعوب لم يعتمد على بطولة الشعوب، ولو نظرت لحال الذين كانوا يذهبون إليه في الخيمة من مختلف الدول ومن مختلف الاتجاهات كانوا أراذل شعوب، كلهم عملاء بدليل أنهم وقت الأزمة ساعة الجد وقفوا ضده، بل وكثير منهم شارك وأيد ثورة العار ١٧ فبراير، جلهم تقريبا كانوا أحذية في أقدام الغرب، كانوا حمير امتطاها الأمريكان والناتو.