اخبار ذات صلة

الأربعاء، 28 ديسمبر 2022

مدينة النوباريه الجديدة ترفع شعار لا للفساد..

 



كتب / وائل فـــرار 


نظم جهاز مدينة النوبارية الجديدة ندوة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى لمكافحة الفساد ولعرض ودراسة مقترحات تطوير المدينة بحضور السيد الدكتور المهندس رئيس الجهاز ومديري الادارات التنفيذية ومجلس الامناء وممثل وزارة الاوقاف وراعي الكنيسة بالنوبارية والقيادات التنفيذية في المحافظة والمدينة وعدد من الصحفيين والرموز والمستثمرين و السكان .

رحب رئيس الجهاز بالحضور و أكد رئيس الجهاز خلال كلمته على اهمية مكافحة الفساد وعلى خطورة الآثار المدمرة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا للفساد .ودور كل فرد داخل المجتمع على رفض جميع اشكال الفساد وابلاغ الجهات الرقابية باي فساد يتعرض له اثناء اجراء اي معاملة في اي جهة حكومية . ودور المؤسسات الحكومية في منع الفساد من جذوره ووضع اليات مقننة للتعامل وإعطاء المواطن حقه وخدمته دون ان يضطر الى اي شكل من أشكال الفساد .

 ووجه رئيس الجهاز الشكر الى كل الجهات الرقابية والتشريعية ودورها العظيم في مكافحة الفساد .

وقام رئيس الجهاز بعرض فيديو يلخص بعض انجازات جهاز المدينة في تنمية وتطوير المدينة و قدم الكلمة بعد ذلك الشيخ محمود قورة عن وزارة الأوقاف وتكلم عن مكافحة الفساد وتحذير القران الكريم من اثر وعقوبة المفسدين و قدم الكلمه بعد ذلك راعي كنيسه النوبارية القمص يوحنا و تكلم عن خطورة الفساد على المجتمع. ثم تم فتح باب المناقشات لاستماع تعليقات وآراء السادة الحضور حول تنمية وتطوير المدينة واختتم رئيس الجهاز  الحفلة بتوجيه الشكر للحضور على مقترحاتهم البنائه والشكر على تلبية الدعوة والحضور.

حفظ الله مصر وشعبها بكل خير.

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022

تحدى "العليمي" بين القرار الصائب والقرار الشعبى!


   


       

هل تعرفون ما هو أكبر تحديات الرئيس الدكتور رشاد العليمي التى تكلفه أغلى فاتورة سياسية يمكن أن يدفعها رئيس؟


إنه تحدى التصدى لجذور المشكلات الأصلية حتى لو كانت شديدة الإيلام وباهظة التكاليف!


غيره ومن سبقه من الحكام حاول دائماً تجنب مواجهة المشكلات الجذرية مثل رفع الدعم عن المشتقات النفطية أو توحيد سعر الصرف أو الإنفاق على مشروع محطه توليد طاقه كهرباء  أو توفير لقاح علاج  فيروس "كورونا" أو بناء مستشفى ومدرسة ! 


كل ذلك مكلف جداً من الناحية المالية، وخاسر من الناحية السياسية، ويؤثر بشكل شديد السلبية على شعبية وشعبوية أى حاكم.


الأسهل على العليمي أن يطلب من محافظ البنك المركزى طباعة المزيد من البنكنوت دون غطاء ويرفع معدل التضخم ويصرف مرتبات الناس ويمنحهم علاوات رغم تدهور الأداء الاقتصادى والمالى للدولة،وخلوالبنك المركزي من أرصدة وفوائض إيرادات الدولة سوى وديعة الاخوه الاشقاء ،  ويتغاضى عن المشاكل التاريخية مثل كلفة بناء مستشفيات ومدارس جديده   أوترميم و إصلاح وشق طرق أو بناء محطات لتوليد الكهرباء   أو عمل مد أنابيب للمياه وحفر ابار للشرب أو بناء جسور وانفاق جديده . 


كان من الأسهل الاحتفاظ بالمساعدات العربية وإضافتها إلى الاحتياطى النقدى فى البنك المركزى وتزوير وضع مالى مصطنع وكاذب لحالة الاقتصاد اليمني.


كان من الأسهل أن تستمراليمن لمدة أكثر من نصف قرن فى التعامل مع سعر الصرف للعملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية بشكل كاذب ومصطنع وغير واقعى ولا علاقة له بحركة العالم ولا بحقيقة قيمة العملة الوطنية!


كان من الأسهل أن يستمر الرئيس، مثل ذلك الأب الذى يشجع ابنه على الخطأ والخطيئة حتى يستمر الرجل ذا شعبية؟


القرار الصواب دائماً هو الأقل شعبوية!

....

        *كـتـ✍🏿ـب*

*عـبـدالـرحـمـن جـنـاح*

بمناسبة الذكرى التاسعة لمجزة سناح وضع إكليل من الزهور على شهداء مجزرة سناح بالضالع


 

الضالع/غازي النقيب 

بمناسبة الذكرى التاسعة لذكرى مجزرة منطقة سناح شمال محافظة الضالع والذي راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى والتي ارتكبتها قوات اللواء 35مدرع المتمركزة في مبنى المحافظة بمنطقة سناح حيث كان العشرات يتوجدون في  مخيم العزاء في مدرسة سناح بسلاح المدفعية قام رئيس القيادة التنفيذية لمجلس الانتقالي الجنوبي رئيس العمليات المشتركة بمحافظة الضالع العميد/عبدالله مهدي سعيد 

ومعه عدد أعضاء الهيئة التنفيذية لانتقالي الضالع، وقيادات عسكرية وأمنية بالمحافظة، بمشاركة عدد من أسر الشهداء والشخصيات الاجتماعية بالمنطقة حيث قاموا بوضع إكليل من الزهور على أرواح الشهداء بعد قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء 

وأكد العميد عبدالله مهدي رئيس انتقالي الضالع، أن مجزرة سناح لا يمكن أن تنمحي من ذاكرة أبناء الضالع وأبناء الجنوب  كافة لبشاعتها والهمجية التي  بلغت بالمحتلين للتعاطي مع أبناء الجنوب  الرافضين للوجود الإحتلال على أرضهم 

وترحم العميد "مهدي"  في ختام الزيارة على أرواح شهداء مجزرة سناح، سائلا المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته ويسكنهم فسيح جناته

عام جديد يحمل مزيد من المعاناة للبشرية !!

 

يقترب هذا العام من الانقضاء وهو عام حمل الكثير من المعاناة للبشرية, ففي نهاية الشهر الثاني منه خرج علينا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليعلن عن عملية عسكرية روسية داخل الأراضي الأوكرانية, وقبل بدء العملية حاول الرجل توضيح الأمر حيث قدم مبررات بلاده لاتخاذ هذه الخطوة التي أربكت العالم أجمع,  فأوكرانيا ومنذ استقلالها في عام 1991 وهى تنسلخ من الرابطة التاريخية مع روسيا الاتحادية, وتنخرط ضمن الحلف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية, ومن هنا بدأ الخلاف حيث شعرت روسيا بالتبعية الكاملة لأوكرانيا مع الولايات المتحدة وحلف الناتو الذي وعدها بالانضمام إليه, وبدأت الأخبار تتواتر حول إقامة قواعد عسكرية للحلف على الأراضي الأوكرانية وهو ما تعتبره روسيا تهديدا مباشراً لأمنها القومي, ونتيجة لذلك قامت القوات المسلحة الروسية في عام 2014 ببسط سيطرتها على شبه جزيرة القرم, وأجرت استفتاء ضمت شبه الجزيرة على أثره إلى قوام روسيا الاتحادية, وهو ما اعتبرته أوكرانيا ومعها أمريكا وحلف الناتو احتلالاً وتعدياً على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها, وبعد ذلك تصاعدت مظاهرات مؤيدة لروسيا من قبل جماعات انفصالية في دونباس شرق البلاد, مما أدى إلى حدوث صراع مسلح بين الحكومة الأوكرانية والمجموعات الانفصالية المدعومة من روسيا, وفي شهر أغسطس 2014 عبرت المدرعات الروسية حدود دونيتسك من عدة مواقع, حيث أدى توغل الجيش الروسي إلى هزيمة القوات المسلحة الأوكرانية.


ومنذ ذلك التاريخ والنيران مشتعلة بين روسيا وأوكرانيا وحاولت روسيا كثيراً عبر السنوات الثمان الماضية الوصول لحل سلمي مع الحكومة الأوكرانية يضمن لها حفظ أمنها القومي ومنع أوكرانيا من إقامة قواعد عسكرية غربية على أراضيها وتحجيم تسليحها خاصة النووي, إلا أن حلف الناتو ظل يدعم الحكومة الأوكرانية ويزيد من استفزازه لروسيا الاتحادية التي قررت في النهاية دعم الجمهوريات الأوكرانية الراغبة في الانفصال حيث اعترفت قبل العملية العسكرية بأيام بجمهوريتي لوهانستيك ودونستيك, ثم أعلن الرئيس بوتين عن العملية العسكرية لحماية دونباس في جنوب شرق أوكرانيا, وأكد بوتين قبل بدأ العملية أن روسيا لا تخطط لاحتلال الأراضي الأوكرانية, لكنها لن تسمح لأوكرانيا بامتلاك أسلحة نووية, وأن روسيا تعتبر أنه من المهم تمتع جميع شعوب أوكرانيا بحق تقرير المصير, وأن تحركات روسيا مرتبطة بحماية نفسها من أولئك الذين احتجزوا أوكرانيا رهينة, وأكد أن الهجوم المباشر على روسيا سيؤدي لعواقب وخيمة, وفي حالة حدوث تدخل خارجي في الوضع بأوكرانيا سترد روسيا على الفور, وبالفعل بدأت العملية التي كان مخطط لها أن تستمر لأيام فقط, لكن التدخل الغربي ( الأمريكي – الأوروبي ) أطال أمدها لعشرة شهور كاملة, وهو ما ألقى بتداعياته على الاقتصاديات العالمية.


   وخلال الأشهر الماضية استخدم كلا الطرفين كل أوراقه المتاحة ففي الوقت الذي فرض الغرب عقوبات وحصار اقتصادي كبير على روسيا, ردت روسيا بالمثل وقامت باستخدام الورقة ذاتها حيث منعت امدادات الطاقة المتجهة صوب أوروبا مما أصاب الدول الأوروبية بشلل تام وأغلقت معظم مصانعها المعتمدة بشكل رئيس على مصادر الطاقة الروسية, هذا إلى جانب ورقة الحبوب التي تنذر بأزمة غذاء وهو ما جعل الشارع الأوروبي ينتفض في وجه حكوماته من أجل الانسحاب من دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا, ومع دخول فصل الشتاء أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا في مأزق شديد, ورغم ذلك لم تتوقف الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا عن دعم أوكرانيا في حربها التي تخوضها بالوكالة عن الحلف الغربي وخلال هذا الأسبوع قام الرئيس الأوكراني زيلينسكي بزيارة تاريخية لواشنطن هي الأولى له منذ بدء الحرب قبل عشرة أشهر ألتقى فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أكد دعمه لأوكرانيا خلال حربها مع روسيا مؤكداً لزيلينسكي " لن تكونوا أبداً وحدكم .. نحن ندرك أن معركة أوكرانيا تندرج في إطار أمر أكبر بكثير .. والشعب الأمريكي يعرف أنه ما لم نتصد لمثل هذه الهجمات الصارخة على الحرية والديمقراطية والمبادئ الأساسية مثل السيادة وسلامة الأراضي فإن العالم سيواجه عواقب وخيمة .. سنبقى إلى جانبكم ما دامت هناك حاجة لذلك .. وسوف نقدم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة  تقترب من 2 مليار دولار تشمل نقل منظومة باتريوت للدفاع الجوي ", وفي المقابل أكد زيلينسكي  لأعضاء الكونجرس " أن المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للتصدي للهجوم الروسي على بلاده ليست صدقة بل هي استثمار في الأمن العالمي والديمقراطية .. ونحن نديرها بأكثر الطرق مسؤولية .. وقواتنا صامدة في مواقعها ولن تستسلم أبداً ", ورداً على الزيارة ونتائجها صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين " أن جيشه قادر على تدمير صواريخ باتريوت التي حصلت عليها أوكرانيا من الولايات المتحدة بنسبة 100 % .. وأن التصرفات الغربية مصممة على تقسيم العلاقات الجيدة بين روسيا وأوكرانيا ".


ويبدو من ذلك أن الحرب سوف تستمر خلال العام الجديد فالولايات المتحدة الأمريكية ورغم قدوم الجمهوريين كأغلبية في التجديد النصفي للكونجرس إلا أنهم لم ينفذوا وعودهم بالتوقف عن دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا, وهو ما يؤكد أن القوى الصلبة في الإدارة الأمريكية بعيداً عن ( الكونجرس والبيت الأبيض ) ومن يسيطر عليهما من ( الجمهوريين والديمقراطيين ) ترغب في استمرار الحرب التي تخوضها أوكرانيا بالوكالة عن الغرب ضد روسيا, ذلك لأنهم يدركون أن انتصار روسيا في هذه الحرب يعني أن الخريطة الدولية سوف تتغير وتصبح متعددة الأقطاب وبذلك ينتهي للأبد النظام العالمي ذو القطب الأوحد, والذي كانت فيه الولايات المتحدة الأمريكية هى الحاكم الوحيد لكوكب الأرض والمتحكم في ثرواته, لذلك يحاولون تعطيل الوصول لهذا النظام الجديد أطول فترة ممكنة, وبذلك سوف تستمر معاناة البشر فوق كوكبنا خلال العام الجديد, ومن المتوقع أن يدفع الفقراء حول العالم فاتورة هذه الحرب, فلم يعد الفقراء قادرون على مواجهة غول الأسعار الذي يلتهم دخولهم, دون أن يتمكنوا من إشباع احتياجاتهم الأساسية, اللهم بلغت اللهم فاشهد.     

   

 بقلم/ د. محمد سيد أحمد

السبت، 24 ديسمبر 2022

عادل حمودة يروي قصة الدولار: سلاح أمريكا للسيطرة الاقتصادية والهيمنة في سياستها الخارجية


قال الكاتب الصحفي عادل حمودة، إن الدولار له قصة تستحق أن تُروى، بدأت في عام 1783 حين انتهت حرب الاستقلال الأمريكية بهزيمة بريطانيا بعد 8 سنوات من القتال، والدمار، والموت، والخراب، وجاء السلام لكن جاءت معه فوضى مالية يصعب السيطرة عليها.


وتابع حمودة خلال برنامجه "واجه الحقيقة" المذاع على شاشة "القاهرة الإخبارية": سبب الفوضى المالية الإفراط في طبع الأوراق المالية الأمريكية التي عرفت وقتها باسم "الكونتيننتال" لتمويل نفقات الحرب الباهظة، حتى انهارت قيمة العملة يوماً بعد يوم، ثم نص الدستور الأمريكي الذي اعتمد في عام 1781 على مادة تشترط عدم تكرار فشل "الكونتيننتال" مرة أخرى. وأصبح لزاماً على الجمهورية الجديدة وضع نظام اقتصادي ومالي متماسك.


وأضاف: يعد عام 1907 محطة مهمة في تاريخ الدولار. في ذلك العام شهدت الولايات المتحدة أسوأ أزمة كساد على الإطلاق ولم يستقر الاقتصاد إلا بعد تدخل قطب المال جون بيربونت مورجان. وفي 23 ديسمبر عام 1913 تأسس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. والحقيقة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من أكبر المؤسسات المالية وزنا وتأثيرا في العالم.


وأكمل: أكبر دليل على ذلك أنه عندما رفع سعر الفائدة أكثر من مرة في عام 2022 ارتفع الطلب على الدولار وارتفعت قيمته وانخفض الطلب على عملات مثل اليورو والاسترليني والين وانخفضت قيمتها. واحتاجت الصين الي 300 مليار دولار حتى تحافظ على عملتها. أما الدول النامية فكانت أكثر الضحايا تضرراً.


ولفت حمودة إلى أنه في أوقات الأزمات الاقتصادية يتكالب الناس على شراء السبائك الذهبية ليحافظوا على قيمة أموالهم. ولا أحد يعرف بدقة كمية الذهب الموجودة في العالم. البعض يؤكد انها لا تزيد عن 171 ألف و300 طن. والبعض يرفع الرقم إلى 2.5 مليون طن. ولكن مهما بلغت كميات الذهب فإنها لن تكفي أن تكون غطاء للدولار إذا ما واجهت الحكومات كساداً يجبرها على طبع كميات من الدولار أكبر من الذهب الذي في خزائنها. حدث ذلك في الولايات المتحدة خلال أزمة الكساد العظيم أو الانهيار الكبير، التي بدأت يوم 29 أكتوبر 1929 بانهيار سوق الأسهم الأمريكية الذي عُرف باسم الثلاثاء الأسود.


وأضاف: في سنة 1913، حدد القانون الفيدرالي عملية طباعة الأوراق النقدية عن طريق نص أكد على ضرورة أن تكون الأوراق النقدية مدعومة بنحو 40% من قيمتها بالذهب الفيدرالي الحكومي.  وبالتالي كان على الحكومة الأميركية توفير ما قيمته 40 سنتا من الذهب لطباعة دولار واحد جديد. وفي عام 1933 ألغى الرئيس فرانكلين روزفلت تغطية الدولار بالذهب ليطبع كميات كبيرة منه.. أنفقها على مشروعات عامة.. رفعت الطلب على السلع، وأنعشت الاقتصاد من جديد. وما ان اشتري روزفلت الكميات الأكبر من الذهب حتى أعلن تخفيض قيمة الدولار. ووصف المؤرخون هذا الإجراء بأنه "سرقة فاضحة باسم القانون".


واستطرد: يوم الجمعة 13 أغسطس عام 1971 اجتمع الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون سرا مع وزير الخزانة جون كونالي ومدير بنك الاحتياط الفيدرالي آرثر بيرنز و12 مستشارا في البيت الأبيض وقرروا التخلص من قاعدة الذهب وانخفض الطلب على الدولار بعد إلغاء قاعدة الذهب ولم يَعد العملة الرئيسة في العالم. لكن في شتاء عام 1973 استخدمت الدول العربية النفط سلاحا ملحقا بحرب أكتوبر لتضاعف من انتصارها.. ارتفعت أسعار النفط إلى مستوى غير مسبوق.. هنا استغل وزير الخارجية الامريكية هنري كيسنجر الظروف الإقليمية ليعيد الدولار إلى عرشه.


وقال حمودة: عرض كيسنجر على دول الخليج الحماية الأمريكية مقابل أن تبيع النفط بالدولار، وبموافقة السعودية على العرض أصبح الاتفاق نافذا..وحافظ النفط على بقاء الدولار متربعاً على قمة العملات. ومنحت الولايات المتحدة نفسها الحق في طبع ما تريد من الدولار دون ان يكون له غطاء ودون ان يراجعها أحد.المثير للدهشة أن حصة الولايات المتحدة من الصادرات العالمية انخفضت من 12 إلى 8% خلال العشرين سنة الأخيرة بينما احتفظت بحصة الدولار في الصادرات العالمية التي تصل إلى 40%.



واختتم: هناك سؤال آخر عن وضع الدولار باعتباره العملة الاحتياطية العالمية.. هل سيحتفظ الدولار بهذه المكانة في السنوات القادمة؟ حسب تقارير بلومبرج التي نشرت مؤخرا فإن حصة الدولار تنخفض بثبات خلال العشرين سنة الماضية بين العملات الأخرى في الاحتياطيات العالمية. وأصبحت البنوك المركزية تفضل تنوع العملات حسب الدول التي تتعامل معها.. بالطبع لا تنسى أرصدتها من الذهب. وخرج من صندوق النقد الدولي ورقة جديدة بعنوان "التآكل الخفي لهيمنة الدولار" حيث قال الباحثون الذين وضعوها: "يمكن توصيف نظام الاحتياطي الدولي في السنوات العشرين الماضية على انه تحرك تدريجيا بعيدا عن الدولار".

الجمعة، 23 ديسمبر 2022

«القاهرة الإخبارية» تفتح ملف قضايا بيروت وجراحها الغائرة في لقاء مع وزير الداخلية اللبناني: العبث بالأمن ممنوع

 



ما زالت لبنان تعيش في أزمات متعددة، اقتصادية واجتماعية وأمنية، وازدادت هذه الأزمات منذ انفجار مرفأ بيروت منذ عامين، وصولا إلى أكثر من عشر جلسات لمجلس النواب اللبناني دون انتخاب رئيس للبلاد، مما يضع البلاد في فراغ رئاسي غير مسبوق.


قناة «القاهرة الإخبارية» استضافت بسام مولوي، وزير الداخلية والبلديات اللبناني، في لقاء خاص ببرنامج «ثم ماذا حدث» الذي يقدمه الإعلامي جمال عنايت، الذي أكد خلال اللقاء أن حادث مرفأ بيروت كان مؤسفا للغاية، وهو جريمة أدت إلى عدد كبير جدا من الضحايا والجرحى ودمرت ما يقارب نصف العاصمة.


وأضاف أن الحادثة ينبغي أن تتابع التحقيقات فيها على أكمل وجه، وذلك لأن التحقيقات لم تسلك الطريق الصحيح منذ بدايتها وحتى الآن، والتحقيقات الآن معطلة وقلت سابقا إن التحقيق في انفجار المرفأ معتقل بين السياسة وبين سوء الإدارة القضائية في ملف انفجار المرفأ.


وتابع مولوي، أن عددا كبيرا من دعاوى الرد للقاضي الذي يتولى قضية انفجار المرفأ كبير للغاية، كما أن عقد رؤساء غرف محكمة التمييز لم يكتمل مما يجعل التحقيق عمليا معطلا، وهو أمر مؤسف للبنان وسمعته وسمعة القضاء اللبناني، الذي بدا عاجزا عن استكمال التحقيق في ملف من أهم الملفات التي عرضت أمامه.


الشعب اللبناني عانى كثيرا من السياسة والسياسيين والطبقة السياسية ككل، ولا نتهم الكل بالفساد ولا الإفساد، وإنما ينبغي أن يتوافر في لبنان قيادة سياسية حكيمة، على حد وصفه، «بحيث يكون على رأس لبنان قائد لكل لبنان، ولكل اللبنانيين وليس بالضرورة أن يكون زعيما لفئة، ولا يجب أن يكون زعيما لأكثرية أو أقلية بمواجهة الشعب اللبناني»، حسب قوله.


وشدد على أن الشعب اللبناني لم يعد يحتمل ولا نستطيع أن نكرر تجارب سابقة، ولا نستطيع أن نمد في زمن الأزمة، ووصلنا لانهيار اقتصادي غير مسبوق، وتدهور كبير في قيمة العملة الوطنية، ولا شك أننا بحاجة لقيادة استثنائية بالسياسة، وقيادة تحمي القضاء وتكمل مسيرة حماية الجيش، وحماية القوى الأمنية، وأن تكون قيادة سياسية يطمئن إليها كل اللبنالنيين وليس بعضهم فقط، فالخروج من أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان يكون بتطبيق نص وروح الدستور، على نحو تفعيلي لا على نحو تعطيلي، بحيث يكون النواب الذي يفرض عليهم الدستور انتخاب رئيس الجمهورية، يتوجهون إلى مجلس النواب بنية انتخاب الرئيس، وليس بنية تعطيل ما يذهب إليه طرف آخر أو فريق آخر من اسم معين.


وعن أزمة المصارف أوضح أنها ترجع إلى تراكم طويل جدا للأزمات، ووزارة الداخلية ليست سببا في هذه الأزمة، وهذه الأزمة حلها يكون بالتشريح والتعاطي المالي والاقتصادي، والحل لأزمة المصارف ليس عند وزارة الداخلية، «هناك مودعون يطالبون بحقوق لهم بشكل من الأشكال، وهي مسألة ليست عفوية وقد قلت سابقا إنها قد تكون مدبرة، والشاهد على ما أقول وجود الدعوات الواضحة على وسائل التوال الاجتماعي للنزول للمصارف عدة مرات، لكن إذا كان يراد لهذه الأزمة أن تحدث انفجارا اجتماعيا فقد أثبت اللبنانيون أنهم لا يريدون انفجارا اجتماعيا، كما أن العبث بالأمن ممنوع».

مفارقات قمة بغداد ! بقلم عبدالحليم قنديل

 

    


    بدت القمة الأخيرة المعنونة باسم "بغداد 2 " قمة مفارقات بامتياز ، فقد عقدت على ضفاف "البحر الميت" بالأردن لا فى "بغداد" ، التى شهدت القمة الأولى فى 28 أغسطس 2021 ، ثم أن مناقشات القمة الثانية متباينة التمثيل ، بدت حريصة رسميا على أحاديث مناسبات عن العراق وأزماته ، وعلى إبداء الدعم والشراكة مع "بغداد" ، بينما موضوعات البحث الجدى ، كانت مع إيران وعنها لا عن العراق ، وفى لقاءات جانبية لافتة ، بينها لقاء "أمير حسين عبد اللهيان" وزير الخارجية الإيرانى مع "جوزيب بوريل" مسئول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى ، ولقاء آخر مع وزيرة الخارجية الفرنسية "كاترين كولونا" ، ثم لقاء أهم ، سبقت إيران إلى إذاعته أولا ، وجمع وزير الخارجية الإيرانى مع نظيره السعودى الأمير "فيصل بن فرحان" .

  وبدت المفارقات انعكاسا لحقيقة واقعة ، جعلت العراق شأنا لصيقا بإيران ، وبالذات بعد تشكيل حكومة "محمد شياع السودانى" ، مع نجاح "اللقاء التنسيقى الشيعى" المقرب من طهران فى فرضه رئيسا للوزراء ، وفى سياق حكومة محاصصة طائفية ، أعقبت خروج "مقتدى الصدر" وتياره  من المشهد ، ومن مجلس النواب قبله ، وقد كانت الكتلة الصدرية هى الفائز الأول فى انتخابات أكتوبر 2021 ، وأرادت تأسيس حكومة أغلبية وطنية لا طائفية ، ثم فشلت محاولاتها على مدى عام كامل ، انتهى باعتزال الصدر للسياسة ، وسحب أنصاره من الشارع بعد مصادمات دموية ، لتعود "ريمة" العراقية إلى عاداتها الطائفية الفاسدة ، التى صارت سائدة  فى عراق ما بعد الغزو الأمريكى ، ومن دون أن تفلح انتفاضات شعبية متوالية ، بدأ آخرها فى 25 أكتوبر 2019 ، فى إنهاء الصيغة الطائفية المفروضة عرفيا ، وما استصحبته من توحش ظواهر النهب الفاجر وتنامى الإرهاب الدموى ، وإفقار السواد الأعظم من العراقيين ، وجعل العراق ملعبا مفتوحا لتحكم الآخرين فى الجوار ، وبالذات من الجانب الإيرانى ، الذى استفاد من إجبار "الصدر" على الاعتزال ، والعودة لصدارة المشهد العراقى بحكومة "السودانى" الحالية ، ومن هنا كان طبيعيا ومفهوما ، أن يكون لإيران نصيب الأسد فى البحث الجدى على هامش "بغداد ـ2" على ضفاف "البحر الميت" ، بعد أن صار العراق فى وضع الرهينة لإيران ، تضيفه لأوراقها فى التفاوض حول شواغلها الكبرى ، خصوصا بعد اندلاع واستمرار وتوسع انتفاضة الحجاب ، التى دخلت شهرها الرابع ، وشهدت فورانا شعبيا جريئا ، انتقل من المناطق الكردية غرب إيران ، ومن مناطق "البلوش" فى الجنوب الشرقى ، وزحف إلى مراكز التجمع الفارسى من "طهران" إلى "زاهدان" و"قم" وغيرها ، وتنوعت وسائل الاحتجاجات فيه ، من المظاهرات إلى الصدامات والإضرابات ، فيما بدا كأكبر خطر داخلى يتعرض له النظام الإيرانى ، عبر ما يزيد على أربعة عقود ، فقد تجاوزت الانتفاضة الراهنة ماجرى فى أعوام 1999 و 2009 و 2019 ، وتجاوزت شرارتها الأولى فى 17 سبتمبر 2022 ، التى بدأت بالاحتجاج على موت مريب للشابة الإيرانية الكردية "مهسا أمينى" ، كانت "شرطة الأخلاق" احتجزتها فى طهران ، وتعرضت لتعنيف وتعذيب فى مركز الاحتجاز أدى لوفاتها ، وبدعوى مخالفتها لقانون فرض الحجاب القائم منذ عام 1983 ، لكن الاحتجاجات على مقتل "مهسا" ، سرعان ما تجاوزت مراحل حرق الحجاب و"قص الشعور" ، إلى حرق صور "على خامنئى" القائد الأعلى ، وهو ما كان سببا فى تطور الصدام والقمع الدامى من النظام  وحرسه الثورى و"منظمة الباسيج" نصف العسكرية ، ومقتل عدد من جماعة الحرس الثورى و"الباسيج" ورجال الشرطة ، فيما سقط أكثر من 500 قتيل بين المتظاهرين المنتفضين ، نحو نصفهم من مناطق "الكرد" و"البلوش" الإيرانيين ، إضافة لاعتقال ما يزيد على عشرين ألفا بحسب الإعلام المعارض ، ودوران عجلة الإعدامات العلنية لقادة الحراك ، وقد اتهم النظام واشنطن وأطرافا أخرى بدعم وتحريك الاحتجاجات ، ولم تخف الأطراف المتهمة دعمها وتمويلها للثورة الجارية فى إيران ، ولا رغبتها فى إسقاط النظام الإيرانى ، وتسهيلها لبدائل تقنية ، تمكن المتظاهرين من التحشيد عبر وسائط التواصل الاجتماعى ، بعد أن حجبتها سلطات طهران ، إضافة لتوالى عقوبات أمريكية وأوروبية مضافة على طهران ، تذرعت بقمع المتظاهرين ، وبأسباب ما يقال عن دعم طهران لموسكو بالطائرات المسيرة فى حرب أوكرانيا ، وقد حاول النظام الإيرانى احتواء الانتفاضة المشتعلة ، ومن دون نجاح نهائى أكيد حتى اليوم ، برغم تصاعد أعمال القمع والقتل للمتظاهرين ، وتوجيه ضربات صاروخية لتجمعات الأكراد الإيرانيين فى شمال العراق ، ثم مزج القمع مع بعض التساهل الصورى ، كحديث السلطات الإيرانية عن تجميد عمل جهاز "شرطة الأخلاق" ، وعن بعض إعادة النظر برلمانيا فى قانون فرض الحجاب ، وتوجيه الآلاف من "الملالى" فى حملة إقناع بالحجاب و"الشادور" الإيرانى ، الذى لا تتجاوز نسبة النساء الإيرانيات المقتنعات بارتدائه عن 15% ، بينما يسود ما تسميه السلطات الإيرانية "الحجاب السئ" و"السئ جدا" ، الذى تتملص فيه النساء من غطاء الرأس ، وتتحايل عليه ، وتزيح الحجاب لأعلى الرأس وإلى الخلف ، وعلى نحو يجعلهن "كاشفات الشعور" عمليا ، فى ضيق طافح من إملاءات السلطات ، وجعل الحجاب فرضا من السلطة ، لا فريضة تؤدى باقتناع شخصى ودينى ، وفى سياق يتزايد فيه الغضب ، والرغبة فى خلع حجاب النظام نفسه عن رءوس الشعوب الإيرانية ، وهو ما يبرز إساءة النظم الدينية المتشددة للإسلام نفسه ، وتحميله أوزار فسادها الدنيوى ، وتخلفها عن تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان ، وبالذات مع الأثر السلبى التراكمى للعقوبات الغربية المفروضة ، وهو ما يضاعف الاحتقان الاجتماعى الاقتصادى إلى حدود خطرة ، صارت رافدا أساسيا لغضب الشعب ، الذى لا تميل قطاعات كبيرة فيه إلى قناعة كافية بإنجازات النظام الإيرانى ، وهى ظاهرة ، خصوصا فى مجالات الصناعة المدنية والعسكرية ، وفى القفز درجات بنظام التعليم الجامعى بالذات ، وفى تطوير المشروع الصاروخى والنووى إلى آفاق بعيدة ، باتت ترشح إيران إن أرادت لصناعة قنابلها الذرية .

  وقد يأمل البعض فى نهاية قريبة للنظام الإيرانى ، وبسبب تفشى تدخلاته وتوسع نفوذه الإقليمى ، على نحو ما جرى ويجرى فى العراق وسوريا واليمن ولبنان ، إضافة لدعمه منظمات مقاومة مسلحة لكيان الاحتلال الإسرائيلى ، وبغض الطرف عن تنوع بواعث المنتظرين لسقوط النظام الإيرانى ، إلا أن آمالهم لا تبدو فى وارد تحقق قريب ، صحيح أن الانتفاضة الإيرانية الحالية غير مسبوقة فى حجمها واتساع خرائطها ، لكنها لا تبدو قادرة على التعجيل بإسقاط نظام "الملالى" الإيرانى ، ليس فقط بسبب طاقات القمع المتاحة للنظام ، بل أيضا بسبب وجود قاعدة شعبية مرئية داعمة للنظام الحالى ، خصوصا مع وضوح الدعم الخارجى لما يجرى فى الداخل الإيرانى ، واعتماد منظمات المعارضة المقيمة فى الخارج على صلاتها مع أجهزة مخابرات غربية وإقليمية ، وهو ما قد يدفع النظام الإيرانى لمحاولة كسب تهدئة على جبهات الخارج ، تسوغ ما تبديه السياسة الإيرانية من انفتاح صورى نسبى ، ترفع فيه راية الحوار ، وتبدى استعدادها لاستئناف التفاوض بهدف إحياء الاتفاق النووى ، بعد الوصول إلى الحائط المسدود قبل شهور ، وإلى ما يشبه "موت" الاتفاق لا مجرد تعليقه ، وإلى حد صدور تصريح عرضى للرئيس الأمريكى "جو بايدن" ، قال فيه أن الاتفاق صار ميتا دون إعلان رسمى ، ربما لأنه  كان يتوقع نجدة تأتيه من انتفاضة المتظاهرين الإيرانيين ، بينما بدا "الاتحاد الأوروبى" فى موقف أكثر تحسبا وواقعية ، لا يمانع فى العودة لمفاوضات الاتفاق ، وبالذات مع استقبال طهران أخيرا لوفد من "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" ، مع تفاقم أزمات الطرفين ، وإعلان إيران عن تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% فى منشأة "فوردو" إلى جوار مفاعل "نطنز" ، وهو ما يعنى اقترابا إيرانيا مزادا إلى حاجز 90% المطلوب لصناعة قنبلة ذرية ، ودفعا للأطراف الغربية إلى تجريب مجدد لمحاولة إنقاذ الاتفاق ، قبل أن يقع المحظور ، وبما يفسر دواعى اللقاء التشاورى الذى جرى بين "عبد اللهيان" و"بوريل" على هامش قمة "البحر الميت" الأخيرة ، فأوروبا تأمل فى إحياء الاتفاق لكسب مدد من موارد الطاقة الإيرانية الهائلة ، وهو رهان لا يبدو أن الطريق مفتوح إليه قريبا ، خصوصا مع اندفاع النظام الإيرانى فى تعميق وتوسيع صلاته بالقطب الشرقى الروسى والصينى ، ومع دخول الصين الصاخب على خطوط وتفاعلات المنطقة ، وهو ما كان له أثره  فى التبريد النسبى لحرارة خلافات السعودية مع إيران ، وفى حديث الجانب الإيرانى عن استعداد الرياض لاستئناف جولات حوار البلدين ، التى جرت خمس منها فى "بغداد" زمن رئاسة " مصطفى الكاظمى" ، ويريد "السودانى" العمل لاستئنافها ، ربما تلبية لطلب طهران ، الراغبة فى تفكيك الضغوط من حولها وفى داخلها .

Kandel2002@hotmail.com

نماذج عظيمة من الشهداء .. ناصر أبو حميد والقنطار

 

نماذج عظيمة من الشهداء .. ناصر أبو حميد والقنطار

نماذج عظيمة من الشهداء .. ناصر أبو حميد والقنطار

سمير القنطار وناصر أبو حميد تعرَّضا للأسر لفترة تجاوزت الثلاثة عقود، وقد تشرفت أسماؤهم بحمل راية النضال في سن مبكرة، وليس غريبا على جينات الأبطال الشرفاء في ذاكرة الأمَّة العربية هذه البطولات وهذه الملاحم، وما زالت الأمَّة حبلى ولَّادة تسجِّل للتاريخ والحاضر والمستقبل إضاءاتها في صفحات مشرقة، وتؤكد أنها باقية خالدة عزيزة. فالشهيد سمير القنطار قاد مجموعة من الأبطال في عملية فدائية عبر قارب من البحر اتَّجه إلى منطقة نهاريا وهو لم يتجاوز الـ١٦ من عمره في الـ٢٢ من أبريل ١٩٧٩م، وبعد تنفيذ العملية ومنذ ذلك التاريخ بقي معتقلا في سجون الاحتلال تحت إجراءات أمنية مشددة وكان يلقب بعميد الأسرى العرب في سجون الاحتلال حتى عام ٢٠٠٨م حينما خرج بموجب عملية تبادل للأسرى بين حزب الله وكيان الاحتلال الصهيوني بعد عملية الوعد الصادق، وقد صدق الوعد وتمكن حزب الله من استعادة عدد من الأسرى العرب من سجون الاحتلال، وظل اسم القنطار يتردد علما نضاليا وقائدا ميدانيا، وهكذا كل من نذر نفسه في سبيل النصال والتحرير. ولأن القنطار بهذه المنزلة استهدفته مقاتلات الاحتلال ليرتقي شهيدا في الـ١٩ من ديسمبر عام ٢٠١٥م، وهو نفس التاريخ الذي أراد الله لرفيقه المناضل الشهيد ناصر أبو حميد أن يرتقي شهيدا عزيزا في سبيل قضيته المصيرية التي قدمت ـ وما زالت ـ قوافل من الشهداء. وقد سجَّل الشهيد أبو حميد في صفحته النضالية عملية فدائية بطولية وهو في سن مبكرة جدًّا عندما ألقى زجاجة مولوتوف على دورية للاحتلال ولم يتجاوز حينها الـ١١ من عمره، بعدها وُضع الشهيد أبو حميد في سجون الاحتلال لمدة تجاوزت الـ٣٤ عامًا، أصيب في عام ٢٠٢١م بمرض السرطان. وبعد أشهر من المعاناة والإهمال الطبي في سجون الاحتلال وتأكد إصابته بسرطان الرئة لم يستجب الاحتلال الإسرائيلي للمطالب بالإفراج المبكر عنه ليرتقي الشهيد ناصر أبو حميد شهيدا مسجِّلا ذاكرة نضالية عظيمة، وقد ارتفع بذلك عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى ٢٣٣ شهيدًا منذ عام ١٩٦٧م، منهم ٧٤ شهيدًا ارتقوا نتيجة سياسة الإهمال الطبي.
هكذا هو التاريخ المضيء للرجال الشرفاء الأحرار في تاريخ أُمَّتنا المجيدة والذي يجب أن نفخر ونفاخر به، فهؤلاء الرجال العظماء سجَّلوا صفحات مشرفة من النضال، وما زالت سجون ومعتقلات الاحتلال تعجُّ بالأسرى منهم الكبار في تاريخ النضال أمثال الأسير البطل مروان البرغوثي مهندس انتفاضة الحجارة، ومنهم الأسرى الأحداث مثل الأسير أحمد مناصرة وغيره. وهؤلاء هم من يصنع التاريخ ويقدمون ملاحم المَجد التي تضاف إلى مشروع التحرير العظيم، وما أجمل أن يزين تاريخهم بخاتمة الشهادة على يد المحتل الظالم وقد أراد الله لهم هذا الشرف والمَجد، وأراد لأعدائم الخزي والعار.. ومن هنا نرفع التحية لأبناء أُمَّتنا المناضلين الأبطال، والخلود لشهدائها الأبرار، ونسأل الله أن يفك أسرانا الاحرار، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون” .

خميس بن عبيد القطيطي
khamisalqutaiti@gmail.com

كيف إخترق التكفيريون الدول العربية ؟

   



      بقلم د.رفعت سيدأحمد           

   من يراقب ما يجري في بلادنا العربية المركزية (مصر- سوريا – العراق – ليبيا )والتي إبتليت منذ العام 2012  وحتى اليوم 2022 بهذا الارهاب المسلح ،يستغربون من إستمراره رغم سلسلة التضحيات والعمليات الناجحة للجيوش الوطنية بتلك الدول ،إلا أن المتأمل بعمق سيجد أن ثمة بيئة حاضنة هي السبب الرئيسي في قوة تلك التنظيمات الارهابية ،وهي سر بقاءها حية ومؤثرة طيلة السنوات الماضية ،وتلك البيئة ليست فحسب بعض القوي القبلية والشعبية كما ذهب البعض أوتلك الجغرافيا الصعبة التي لايعلم مسالكها وأسرارها الا هؤلاء الدواعش القتلة ،الامر أبعد من ذلك في تقديرنا وهو الذي يجعلنا ننبه وبقوة الي أن ثمة بيئة حاضنة آخري لتلك التنظيمات الارهابية ولذلك الفكر الداعشي التكفيري ونقصد بها بيئة الفكر السلفي التكفيري بمؤسساته ومساجده ودعاته وقنواته التليفزيونية والتي تلقى جميعا _وياللغرابة _دعما وموافقة ورضاء من بعض الشيوخ والسياسين  والاداريين ربما جهلا بالخطرأو استخفافا به .                                       

 إن ما نود أن نلفت الانظار له أن هذا الفكر الداعشي التكفيري له حوامل ومنصات وبيئة حاضنة ،،إذا لم نقاومها هي ونتصدى لها أولا ؛فإن الارهاب سيظل حاضرا ومنتشرا في تلك البلاد المركزية وفي غيرها من البلاد العربية مترافقا ومستغلا –في ذات الوقت- للازمات الاقتصادية المتصاعدة والتي إزدات وضوحا مع الحرب الروسية الاوكرانية 2022                     .وفي المواجهة الجادة لهؤلاء التكفيريين  (داخل مصر تحديد )،دائما ما ننصح بأن نبدأ بتجفيف المنابع وحصار الابواب التي نفذوا منها وفي هذا السياق نشير لبعضها على سبيل المثال لاالحصر:                                                                          

  أولا:جاء هذا الفكر التكفيري بدعم من مؤسسات خارجية نفطية منذا السبعينات حيث تدفقت الاموال لبناء آلاف المساجد من خلال تمويل أنصارها الذين جندتهم وربتهم في كنف  جامعاتها المعروفة وخاصة ما تسمى بجماعة انصار السنة المحمدية والجمعية الشرعية والكثير من الاخوان والجماعة الاسلامية وغيرها من التنظيمات والافراد وصنعت بعض الرموز من المصريين ممن يعتنقون الفكر السلفي وسلمتهم مساجد بنيت بأفخم وأحدث الامكانات في كل المحافظات وخاصة الاسكندرية والقاهرة وزودت تلك المساجد بالمطابع واجهزة الاستنساخ وصناعة المواد الاعلاميةالتكفيرية  شديدة التأثير وزهيدة الثمن في نفس الوقت                                                                                           

ثانيا: قامت المؤسسات الخارجية النفطية الراعية لهذا الاختراق بإعادة المئات من اساتذة الجامعات والمدرسين والموظفين الذين سبق لهم العمل في في تلك البلاد  ذات الفكر الديني المتشدد الفكر الى مصر خلال حقبتي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ،كي يقوموا بالدور المسنود لهم واغدقت الاموال على العديد من أئمة بعض المساجد وادخلت الكثير من عناصرها الى بعض المراكز الحساسة كالجامعات والاوقاف والازهر ومجمع البحوث الاسلامية

ثم قامت تلك المؤسسات الخارجية بإنشاء المكتبات ودور النشر والتوزيع وشراء معظم الاكشاك التي تنتشر في مدن مصر وقراها وزودتها بالملايين من الكتب ذات الفكر التكفيري المتشدد والنشرات واشرطة الكاسيت ومواقع الانترنت والتى تولى التكفيريون نقلها الى ارجاء مصر 

   ثالثا :أنشئت تلك الدول ومولت قرابة ال35 فضائية تبث الفكر التكفيري وتسهم بشكل فعال في خلق ثقافة معادية لمفهوم الدولة الوطنية وداعمة للفكر الداعشي وكان أكثر الناس تأثرا هم أولئك الذين يعيشون   بالقرى والمناطق الفقيرة خاصة في سيناء ،حين إجتمع الفقر مع ثقافة التكفير ورفض الاخر.. مع غياب الدولة والازهر بإسلامه الوسطي المعتدل ،فكانت النتيجة حضور داعش والقاعدة والاخوان ومعهم حضر الارهاب المسلح الذي  قاتله الجيش والشرطة والشعب الواعي  ولايزال يقاتله                                                      

رابعا:بالاضافة الى إنشاء جمعيات السنة المحمدية بالمال الخارجي قامت بعض الدول الاقليمية  التي يسود بها الفكرالتكفيري بالدخول الى مصر عبر إنشاء معاهد لتخريج الدعاة في غفلة من الزمن، فسرقت  دور الأزهر القانوني لتخريج الدعاة وأنشئت ما يسمى ب( معاهد إعداد الدعاة )التي تقوم بتدريس الفكر السلفي التكفيري الخالص كل ذلك للأسف تحت الإشراف الأسمى للأزهر والأوقاف وبعد دراسة سنتين أو أربع يكون فيها الشاب قد تشرب هذا الفكر  يتم منحه ترخيص للخطابة على المنابر ويقوم بدوره لنشر تلك الثقافة والفكر التكفيري في مصر بترخيص من الأزهر والأوقاف(!!).                                     

هذة الوسائل وغيرها ساهمت ولاتزال في خلق بيئة تكفيرية حاضنة لاؤلئك الارهابيين في  مصر (وخارجها في بلدان الشرق العربي )،وهي بيئة نتصورها أخطر في فعلها من الرصاصة التي يطلقها الارهابي ،وإذا لم تتنبه الدولة في مصر وفي باقي بلادنا العربية التي أبتليت بهكذا فكر ،لذلك الخطر الذي تحمله البيئة الحاضنة للارهابيين ؛فإن كل المحاولات والبطولات التي تتم بها والمقاومة له ،سيكون تأثيرها وقتي وضعيف ،لان الاصل في النبع  لا في السقاة أو الشاربين ،و النبع للاسف الشديد لايزال ينتج مآءه السام ،فإنتبهوا يأولي الالباب . .

الخميس، 22 ديسمبر 2022

رئيس "قناة السويس": مصر خاضت حروبًا كثيرة لإثبات السيادة على القناة

قناة السويس بين الماضي والحاضر للفنان أشرف كمال المخرج بالمركز القومي للسينما

متابعات /منى عبد الغني 

قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس المصرية، إن سيادة القناة لمصر والمصريين، وأن القناة حفرها المصريون منذ 153 عامًا، واستمر الحفر 10 سنوات حتى اُفتتحت عام 1869 بمشاركة الشعب المصري في حفرها.


أضاف ربيع، خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس، على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن قرابة نحو 120 ألف شهيدًا رحلوا في أثناء عملية حفر قناة السويس، وأن دماءهم الذكية تدفقت في المياه قبل أن تسري فيها مياه البحر، حتى جاء قرار تأمين قناة السويس 1956 على يد الرئيس جمال عبد الناصر، لتصبح شركة مساهمة مصرية، مؤكدًا أنه من أجل هذا القرار خاضت مصر حروبًا كثيرة، حتى إثبات سيادة مصر على القناة وسيناء كاملةً.


أوضح رئيس قناة السويس أن القرار الرئيسي للرئيس محمد أنور السادات عام 1975 بإعادة افتتاح قناة السويس مرة أخرى للملاحة البحرية، كان أمرًا غاية في الأهمية حتى جاء قرار حفر قناة السويس الجديدة عام 2014 لمدة عام، وافتتحت في العام التالي على يد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لجذب السفن العملاقة التي كانت تمر من طريق رأس الرجاء الصالح، إذ إن القناة القديمة لا تسمح لعبور هذه السفن الضخمة، ولهذا كان القرار تاريخي بحفر قناة بطول 72 كيلومترًا في عام واحد.

الأربعاء، 21 ديسمبر 2022

تغيير السياسات بديلا لرحيل الحكومات !!

 

حدثني اليوم وقبل البدء في كتابة مقالي الأسبوعي أحد الأصدقاء المتابعين لمقالاتي وناقشني في مقال الأسبوع الماضي عن الدولار وانفلات الأسعار وحالة الفوضى, وأكد على إعجابه بالمقال وتوصيف الحالة بدقة خاصة مسؤولية الحكومة عن هذا الفشل الاقتصادي, لكنه اعترض على عدم تقديم حل للوضع الاقتصادي المتردي, وعندما هممت لتوضيح الأمر وأنني قدمت الروشتة العلاجية بين ثنايا المقال, قاطعني معترضاً بأن ما قدمته مغلف وغير مباشر ولم يشعر هو به وبالتالي قد لا يشعر به عموم القراء, لذلك قررت أن أقدم رؤية واضحة ومباشرة عبر هذا المقال للحل والخروج من هذا المأزق الاقتصادي الذي يلقي بتداعياته على حياة الغالبية العظمى من المصريين.


 لقد أكدنا مراراً أن أسباب الغضب الجماهيري الذي شهدته غالبية الدول العربية في نهاية العام 2010 ومطلع العام 2011 لعبت فيه القوى الخارجية دوراً بارزاً, إلا أن ذلك لا يمنع التأكيد على أن التربة الداخلية كانت مليئة بالعديد من الأسباب التي ساعدت على اشتعال النيران بسهولة, وكان السبب الاقتصادي أحد الأسباب الرئيسية في تونس ومصر واليمن, وهو السبب الذي لا يمكن اعتماده في بلدان أخرى مثل ليبيا وسورية التي كانت أوضاعهما الاقتصادية مستقرة إلى حد كبير.


وعندما حاولنا مراجعة أسباب الحراك الجماهيري في مصر كنموذج للأسباب الاقتصادية وجدنا أن أهم تداعيات حراك 25 يناير هى سياسات حكومات مبارك المتتالية التي أفقرت الغالبية العظمى من المصريين, وأثقلت كاهلهم بأعباء ضريبية تفوق قدراتهم, وقد تنوعت وتعددت هذه الضرائب بشكل أذهل المصريين, فكل يوم كانت حكومات مبارك تقوم باختراع ضريبة جديدة لسلب أموال الفقراء مما جعل بعض الاقتصاديون يصفون الحكومات المصرية في ذلك الوقت بحكومات الجباية باعتبارها الوظيفة الأساسية التي تقوم بها الحكومات وتجيدها تاريخياً في ظل مجتمع نهري يعتمد على المركزية الشديدة, وللآسف كان الفقراء والكادحين والمهمشين هم من يدفعون هذه الضرائب في الوقت الذي لا يدفع فيه الأثرياء أي ضريبة بل يتفننون في التهرب من الأعباء الضريبية, وعندما كانت تتعالى بعض الأصوات منادية بضريبة تصاعدية كانت الحكومات تتعامى عن هذه المطالبات العادلة وتصم الآذان عن هذه الأصوات العالية التي يسمع صداها القاصي والداني.


 وعندما قام حراك 25 يناير 2011 كانت نسبة من يعيشون تحت خط الفقر في مصر قد وصلت إلى 41 % وفقا لتقرير التنمية البشرية الصادر عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة, في حين كانت تشير تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن النسبة لم تتعدى 25 %, وسواء أخذنا بالتقارير الدولية أو المحلية فإن أوضاع المصريين كانت تنذر بقنبلة على وشك الانفجار, ولم تحاول الحكومة ومعها النظام السياسي برمته احتواء الموقف خاصة مع تصاعد الاحتجاجات الفئوية التي سجلت أرقام غير مسبوقة في تاريخ المجتمع المصري خلال السنوات الثلاثة الأخيرة من 2008 حتى مطلع 2011, وبالفعل كان البركان الذي اقتلع معه الحكومة والنظام السياسي بأكمله, فعندما اندلعت شرارة الحراك كان الفقراء والكادحين والمهمشين هم الوقود الحقيقي له, وكانوا هم الطوفان الهادر الذي اقتلع مبارك ورجاله الراسخين فوق كراسيهم من جذورهم, وكانت مطالب الغالبية العظمى من المصريين محددة في العيش الكريم والعدالة الاجتماعية باعتبارها المطالب المشروعة لهم والتي لا يمكن لمخلوق الاعتراض عليها.


وبالطبع انتظر المصريون بعد انفجارهم في وجه مبارك ورجاله أن تتحسن أحوالهم المعيشية لكن ما حدث هو زيادة الأعباء وارتفاع الأسعار وتدهور أكثر في أوضاعهم بحجة عدم الاستقرار وأننا نمر بمرحلة انتقالية, وانتهت هذه الفترة وتحملها الفقراء والكادحين والمهمشين بصبر, وجاءت جماعة الإخوان المسلمين لسدة الحكم لكن ما حدث هو العكس حيث ارتفعت معاناة الفقراء أكثر فأكثر مما جعلهم يخرجون على الجماعة ثائريين بعد أقل من عام وتمت الإطاحة بهم, وظلت نفس مطالب الفقراء كما هى العيش الكريم والعدالة الاجتماعية, ووعدتهم الحكومة الجديدة بتحقيق مطالبهم بشكل تدريجى تحت نفس الحجة عدم الاستقرار والمرحلة الانتقالية وصبر فقراء مصر صبر أيوب, ومرت المرحلة الانتقالية مع مزيد من الأعباء وارتفاع الأسعار وتدهور الأحوال المعيشية وارتفاع نسبة الفقر لتصل إلى 45% يعيشون تحت خط الفقر و25% يعيشون فى حزام الفقر وفقا للتقارير الدولية, في حين أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء لازال يحدد الفقراء بنسب تتراوح بين 29% و32% زيادة أحياناً ونقصان أحياناً أخرى لكن على الرغم من ذلك لازال عموم المصريين يشعرون بتردي الأوضاع الاقتصادية وهذا هو الأهم من الأرقام والإحصاءات سواء الرسمية أو غير الرسمية.


 وانتهت المرحلة الانتقالية ودخلت مصر مرحلة الاستقرار لكن لازالت السياسات الاقتصادية كما هى, بل أننا كل يوم ننام لنفيق على كابوس اقتصادي جديد, وكارثة جديدة بفعل السياسات الاقتصادية التى تنتهجها الحكومة والتي تعتمد بشكل أساسي على القروض والمنح المشروطة, فالنظام مازال يسير وفقا للسياسات الرأسمالية التابعة التي بدءها الرئيس السادات عبر سياسة الانفتاح الاقتصادي وسار عليها الرئيس مبارك والتي تعتمد على مجموعة من السماسرة يديرون الاقتصاد الوطني لصالح المشروع الرأسمالي الغربي, هؤلاء السماسرة يقومون بسرقة ونهب ثروات الشعب المصري تحت مظلة قانونية داعمة وحامية لهم ولفسادهم, وتعد محاولة الاقتراب منهم أو محاسباتهم محفوفة بالمخاطر, لذلك وحين نبحث عن الحل للخروج من هذا المأزق الاقتصادي فلابد من التأكيد على أن رحيل الحكومات ليس حلاً فقد رحلت حكومات عديدة دون جدوى, فالحل الناجع هو تغيير السياسات الرأسمالية التابعة بسياسات جديدة تسعى لترسيخ العدالة الاجتماعية بحيث تصب السياسات في صالح تحسين الأوضاع الاقتصادية للغالبية العظمى من المصريين, وبذلك نقوم بحصار اليمين الرأسمالي الفاشي المنحط على حد تعبير عمنا المفكر والكاتب الصحفي الكبير أحمد الجمال, اللهم بلغت اللهم فاشهد.

    


بقلم/د. محمد سيد أحمد

الأحد، 18 ديسمبر 2022

نجاح منقطع النظير لندوة لغتي هويتي بصالون المصري

كتب : محمد المصري

"الأحتفال العالمي للغة العربية" وندوة تحت عنوان ( لغتي هويتي ) بحضور حشد ثقافي كبير أقام صالون المصري الثقافي 

برعاية مؤسسة عبدالقادر الحسيني الثقافية 

 وقد أدار الندوة الشاعر محمد المصري .. مؤسس صالون المصري الثقافي

حيث بدأا الندوة بالسلام الجمهوري ..ثم كلمة الفنان التشكيلي عبد القادر الحسيني رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالقادر الحسيني حيث قال بكلمتة وأشاد بكيفية تربية الأجيال القادمة ونشئتهم الصحيحة وتعليمهم اللغة العربية السليمة  

ثم كلمة ضيف شرف الندوة الدكتور  بسيم عبد العظيم   

 كلمته كانت عن المعاجم .. وكيف تفيد المعجم ..ونحن لا نتكلم اللغة العربية . المعاجم للدكتاترة   درهم قواعد يحتاج الي تدريبات 

وان اللغه العربيه ليست عقيمة ولا صعبة   وأشاد بمثل .. أننا لابد أن ننعم باللغة العربية نحن وليس الأجانب  .كما أشاد بأغاني ام كلثوم وغناؤها للقصائد  المكتوبة باللغة العربية الفصحى .

وقد تبادر الحضور بالقاء القصائد أحتفالا باليوم العالمي للغة العربية

وقد شارك فى هذه الاحتفالية كل من :

الشاعر أحمد مرسي .. شاعر الغرام

الشاعر أسامة عيد .. عضو إتحاد كتاب مصر

الشاعر محمد عبدالهادي .. رئيس نادى أدب السلام

الشاعر عادل أدريس .. عضو إتحاد كتاب مصر

الشاعر جمال زكي .. مؤسس الصالون الثقافي

الشاعر محمد رفعت الهاشمي 

الاديبة منال غانم محمد مكي

القاصة مقبولة نور الدين

الشاعرة الصحفية فاطمة منصور

أ. فاطمة الجبيلي .. مستشارة اللغة العربية

د. مايكل الأسواني .. مؤسس المهرجان الدولي لنجوم المواهب العربية

الإعلامية سماح وليم .. المدير التنفيذي لنجوم المواهب العربية

الشاعر ياسر بسيوني 

الشاعر الصحفي مصطفى جعفر

د. رمضان النجار .. مستشار اللغة العربية

الصحفي محمد غازي

الشاعر شريف منير

النائب محسن عطية .. نائب مجلس النواب الأسبق

الشاعر بيومي أبو جبل

الشاعرة رانيا خليل

الشاعر على يحيي

الشاعرة العراقية أسيل معين

الكاتب والصحفى السوري فؤاد حمدو الدقس

الشاعرة هويدا مصطفى درويش

م. مارثا عزيز

الشاعرة أميمة فرج

أ. زينب أحمد

أ. رفيعة محمد أنور

الفنانة أحلام أحمد .. فيروز مصر

أ. حسن سالم

القاص والكاتب محمد إبراهيم عبدالعاطي

المستشار محمد حامد

وقد شارك المطربين بالغناء من بينهم

فريق تومورو بقيادة المايسترو منى مني الصادي 

الموسيقار محمد علي

المطرب كرم علي

المطربة هالة سلام

المطرب علي حسن أبو علي حسن ابو شنيف 

المطرب حمدي الزهامي

أ. داليا لطفي

وقد بتوثيق الندوة صوت وصورة شاعر الصورة كابتن دهب المجرابي

السبت، 17 ديسمبر 2022

 



قال تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم آلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) آل عمران (١٧٠،١٦٩)...


    قبل عدة أيام تابعنا الأحداث المؤلمة الأخيرة التي جرت في معان الأسبوع الماضي بقلق مستمر خوفا على وطننا الأردني من الإتجاه إلى المجهول لا سمح الله ولا قدر، وقد حذر كل أبناء الوطن الشرفاء من كتاب وإعلاميين...وغيرهم الحكومة لتلبية مطالب المتظاهرين فورا خوفا من أن تسير الأحداث إلى الأسوأ ويقع ما لم نتوقعه أو نحسب حسابه من فتنة لا تبقي ولا تذر، الحكومة وعلى لسان وزرائها تقول بأنها لبت مطالب المتظاهرين، والمتظاهرين ينفون ذلك عبر فيديوهات متعددة تم بثها وشاهدها الشعب الأردني برمته، ولأن الشعب الأردني لم  يثق بالحكومات السابقة لم يعد يثق بتلك الحكومة أبدا لأنه لم يرى أي تغيير يعيد كرامة هذا الشعب الأردني ومن كل الأصول والمنابت أو يرحم جيوبهم من النهب اللحظي واليومي حتى أصبح المواطن الأردني لا يستطيع أن يؤمن قوت عائلته، وكان القرار الخاطئ الذي إتخذته الحكومة بزيادة الأسعار هو الذي أشعل الوضع في محافظة معان وغيرها من المناطق للأسف الشديد بالرغم من إرتفاع الأسعار عالميا كما تبرر الحكومة قرارها، ولو كانت الحكومة لديها حلول أخرى أو برنامج إقتصادي ومالي حقيقي لما لجأت لرفع الأسعار على المواطن وهي تعلم بأن المواطن الأردني في وضع يرثى له وقد تحمل الأمرين من أخطاء الحكومات السابقة التي كانت تلجأ دائما في كل قراراتها لجيب المواطن التي نخرت منذ سنوات عدة وتمزقت،  فكان القرار الحكومي هو الشعرة التي قسمت ظهر البعير فأنتشرت المظاهرات المحقة ودخل المندسين الدواعش...وغيرهم  وإشتعلت نيران التحريض والفتنة وتم الإعتداء على رجال الأمن الساهرين دائما على أمن المواطن حتى من شر نفسه الآمارة بالسوء وتم الإعتداء على الممتلكات الحكومية والخاصة في بعض المحافظات والمناطق حتى في بعض مناطق العاصمة عمان للأسف الشديد...


      وكنا دائما نوجه للجميع حكومة ومسؤولين وأصحاب قرار في مقالات عدة عندما يجوع الشعب الأردني ويغضب فيجب أن تستمعوا وتنصتوا له جيدا  وتحققوا له مطالبه المحقة خوفا على الأردن من الفتن  ودخول المندسين وأهل الفتن والدواعش وبالذات الذين عادوا من سورية بعد أن كانوا مع الدواعش وإشتركوا في قتل أبناء الجيش العربي السوري والمواطنين السوريين وعاثوا في سورية فسادا وعادوا  للمحافظات وهم داعشيون مدربون على كل أنواع الأسلحة ومنها القنص، وللأسف الشديد وقع ما حذرنا منه وهو دخول المندسين وأهل الفتن والدواعش بين المتظاهرين ليحرضوا المتظاهرين والشعب الأردني  أكثر من قبل وليشعلوا الفتنة وتسيل دماء الأبرياء من عسكريين ومدنيين وتختلط الأوراق وتشتعل البلد بحروب أهلية لا تبقي ولا تذر لا سمح الله ولا قدر كما جرى قبل ١١ عام مضت في بداية الأحداث في سورية ودولنا العربية الأخرى من فتن داخلية بأوامر وتدخلات خارجية...


    وللأسف الشديد وقع ما كنا نحذر منه وذهب ضحية لهؤلاء الدواعش المندسين عدد من المصابين والجرحى شفاهم الله وعفاهم، وشهيد الوطن والأمة العقيد الدكتور عبد الرزاق الدلابيح رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته وألهم عائلته وأهله وذويه وعشيرته وعشائر بني حسن الكرام كافة الصبر والسلوان، وآتاهم الله من فضله التروي والحكمة كما عهدناهم عبر التاريخ للحفاظ على وطننا الحبيب الأردن من الفتنة، وهم ثابتون على العهد والولاء للوطن  وللهاشمين الكرام وإن شاء الله تعالى بأن رفاق الدرب والسلاح للشهيد عبد الرزاق رحمه الله في كافة الأجهزة الأمنية المختصة سيصلون للجاني والقاتل وكل من سار بدربهم الفتنوي والضال والمضل وسيقدمون إلى القضاء وسيتم إعدامهم أمام الشعب الأردني كافة ليكونوا عبرة لغيرهم ولكل من يحاول إختراق الوحدة الوطنية الأردنية وإشعال الفتنة بين الدولة والشعب او الفتنة الأهلية والعشائرية لا سمح الله ولا قدر...


    وهنا نرجوا من الله سبحانه أن يقوم الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه بإقالة تلك الحكومة التي لم ولن يثق بها الشعب الأردني ولا بسابقاتها وأن يتخذ قرارا بتعيين أحدا من العائلة الهاشمية الكريمة والشرفاء رئيسا جديدا للوزراء لأن كل الشعب الأردني لا يثق إلا بالهاشميين الشرفاء لتصويب الأوضاع السياسية والإقتصادية ...وغيرها وإعادة كرامة المواطن الأردني من كل الأصول والمنابت ومحاربة الواسطة والمحسوبية والعنصرية البغيضة ومحاربة الفساد والفاسدين والمفسدين بحق ويقدمونهم للقضاء لإعادة الأموال المنهوبة ويضعوا حدا لحملة فكر القواعد والدواعش، ومثل هذا القرار إتخذه المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته في التسعينات حينما عين الشريف زيد بن شاكر رحمه الله تعالى رئيسا للوزراء حتى تم تصويب الأوضاع وهي لم تكن سيئة بهذا الشكل الذي نمر به اليوم وأعاد ثقة الشعب الأردني بالحكومة وبمؤسساتها المختلفة ووضع حدا لكل الفتن والتدخلات الداخلية والخارجية...


 الرحمة على روح شهيد الوطن والأمة العقيد الدكتور عبد الرزاق الدلابيح والشفاء العاجل للمصابين والجرحى من أبنائنا في الأجهزة الأمنية، حمى الله الأردن وشعبه الصابر والثابت على العهد والولاء لآل البيت الكرام وحمى قيادته الهاشمية الملك عبدالله الثاني وجيشه وأجهزته الأمنية كافة من كل الفتن الداخلية والخارجية...اللهم آمين...


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي... 

كاتب ومحلل سياسي

▪️ رسالة دكتوراه بعنوان المسئولية القانونية لأعمال الكيانات الإرهابية.



كتب /بكر عمر


حصل الباحث المستشار حازم جاد رئيس النيابة  بوزارة العدل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي بتقدير جيد جداً  مع مرتبه الشرف الاولى مع تبادل الرسالة مع الجامعات عن رسالته المتميزة التي جاءت بعنوان مسئولية الدولة عن اعمال الكيانات الإرهابية الموجودة على اراضيها في ضوء القانون الدولي


حيث تناولت الرسالة مسئولية الدول التي تقوم بدعم الكيانات الإرهابية وتوفر الملاذ الامن لاعضائها على اراضيها حيث واوضحت الرسالة اكثر من طريقة لإسناد اعمال تلك الكيانات إلي الدول الرعاية لها 


ناقش الباحث لجنة رفعة المستوى حيث تكونت لجنة الحكم والمناقشة من ا.د / مفيد محمود شهاب أستاذ القانون الدولي العام - رئيس جامعة القاهرة الاسبق - وزير التعليم العالي الاسبق - وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية الاسبق مشرفا ورئيساً

ا.د / عادل عبد الله المسدي استاذ القانون الدولي - عميد كلية الحقوق جامعة الفيوم - وكيل كلية الحقوق لشئون التعليم والطلاب - جامعة بني سويف مشرفا وعضواً

ا.د / احمد فوزي عبد المنعم أستاذ القانون الدولي العام عميد كلية الحقوق جامعة بني سويف


حيث أبدي ا.د مفيد شهاب إعجابه الشديد بالرسالة و الثناء عليها وعلى جهد الباحث واختياره لموضوع الرسالة مؤكداً أن الباحث قد نجح في هدفه وتعد تلك الرسالة مرجع مهم.





الأربعاء، 14 ديسمبر 2022

الدولار وانفلات الأسعار وحالة الفوضى !!

 

 في البداية لابد من التأكيد على أنها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي نتحدث فيها عن الدولار وانفلات الأسعار في بر مصر, فمصر من أقدم المجتمعات البشرية التي عرفت التنظيم الذي أصبح حديثا يطلق عليه مفهوم الدولة, وبما أننا مجتمع نهري فقد كانت هناك حتمية لوجود هذا التنظيم الذي يتطلب وجود حكومة مركزية تتولى بناء وإقامة المشروعات العامة, خاصة مشروعات الري التي تتطلبها وسيلة الإنتاج الرئيسية وهي الزراعة والمتمثلة في شق الترع والقنوات لتمكين الفلاح من الحصول على المياه اللازمة لعملية الزراعة, هذا إلى جانب بعض الوظائف الأخرى للحكومة تتمثل في حفظ الأمن وتمكين المواطن من العيش بأمان داخل حدود إقليمه, وتوفير احتياجاته الأساسية التي لا يتمكن من توفيرها بمفرده أو بمساعدة أقرانه.


 وفي مقابل ذلك كانت الحكومة تحصل الضرائب بأشكالها المختلفة من الفلاح المصري عبر التاريخ, وكان المواطن يقدم ضريبة الوطن بالانخراط في الجندية ( الجيش ) كجزء من حقوق الوطن عليه, ومع تطور شكل ومفهوم عمليات الإنتاج داخل المجتمع المصري تطور مفهوم الدولة من شكله البسيط إلى الأشكال الأكثر تعقيدا والتي انتهت بذلك العقد الاجتماعي بين المواطن وحكومته والذي يطلق عليه مفهوم الدستور, وهو وثيقة تتحدد وفقا لها الحقوق والواجبات لطرفي العلاقة الحاكم والمحكوم, وعندما تختل العلاقة بين الطرفين ولا يتم الالتزام ببنود الدستور نصبح أمام معضلة حقيقية تهدد ذلك الكيان الذي نطلق عليه الدولة.


فعندما تعم الفوضى في البلاد سواء بشكل مؤقت ( في أعقاب الثورات الكبرى ) أو بشكل دائم عندما تفشل الحكومات في أداء وظائفها وأهمها وظيفة الأمن وحماية الوطن من الأعداء الخارجيين أو حماية المواطن من الأعداء الداخليين, هنا يصبح مفهوم الدولة مهددا حيث تكون البلاد في هذه الحالة غير مستقرة حيث يتوقف العمل بالعقد الاجتماعي الذي وقع بين الحاكم والمحكوم ( الدستور ) ونكون في مرحلة انتقالية تستلزم التوافق بين أفراد المجتمع على عقد اجتماعي جديد يتم من خلاله إعادة رسم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وهنا تعود الدولة لوضعها الطبيعي وهذا ما شهدته مصر بين 25 يناير 2011 وحتى 30 يونيو 2013 وما بعدها حتى تم الانتهاء من كتابة الدستور الأخير وانتخاب الرئيس ومجلس النواب. 


أما الحالة الثانية ( الفوضى الدائمة ) وهي التي تحدث عندما تفشل الحكومات في أداء وظائفها وفى مقدمتها وظيفة الأمن سواء أمن الوطن أو أمن المواطن وهي المرحلة التي يشهدها المجتمع المصري في اللحظة الراهنة, حيث فشلت الحكومات المتتالية في تحقيق المتطلبات الأساسية للمواطن والتي يمكن أن تحفظ له أمنه واستقراره بل وحتى بقاءه على قيد الحياة, فعلى الرغم من الاعتراف بأن الحكومة قد نجحت إلى حد كبير في الحفاظ على أمن الوطن من أعدائه الخارجيين من خلال معارك الجيش المصري على الحدود سواء الشرقية أو الغربية وكذلك الجنوبية بعد 30 يونيو 2013, إلا أن الحكومة وحتى الآن قد فشلت في تحقيق حد أدنى من الأمن للمواطن داخليا ولازال الأعداء الداخليين يعبثون بمقدرات المواطن دون أي قدرة للحكومة الممثلة للدولة على ردعهم.


والكارثة الحقيقية هي تعاون الحكومة مع أعداء الوطن بالداخل ضد المواطن فمطالب الفقراء والكادحين في بر مصر بسيطة للغاية وهي حد أدنى من الحياة الكريمة تم ترجمتها والتعبير عنها في شعار بسيط هو العيش والعدالة الاجتماعية وهي متطلبات الأمن الاجتماعي للمواطن المصري التي اذا فشلت الحكومة في توفيرها نكون أمام فوضى دائمة, وكما هو معلوم أن الحكومات المتتالية على حكم مصر وعبر ما يزيد على خمسة عقود كاملة لم تتمكن من تحقيق الأمن الاجتماعي للمواطن وبذلك أصبحنا نعيش في حالة فوضى دائمة, فالنظام الرأسمالي وفقا لآليات السوق الذي تنتهجه الحكومات المتتالية على حكم مصر لا يمكنها من توفير الأمن الاجتماعي بل تزيد كل يوم من أعداد غير الآمنين الذين يتساقطون من فوق السلم الاجتماعي وينتقلون من الطبقة الوسطى إلى الطبقة الدنيا, حيث تقوم الحكومة بالعمل لصالح مجموعة من أصحاب رؤوس الأموال غير الوطنيين ( أعداء الداخل ) على حساب جموع المواطنين وبدلا من حماية المواطن تقوم الحكومة بحماية من يسرق وينهب ويمص الدماء ويقتل الفقراء بقلب بارد. 


ولعل المشهد الأخير خير شاهد وخير دليل على فشل الحكومة وتكريس حالة الفوضى الدائمة ففي الوقت الذي قامت فيه الحكومة بتعويم الجنيه أمام الدولار أكثر من مرة على مدار السنوات الأخيرة لم تتخذ أى اجراءات لحماية المواطن من جشع التجار الذين يتحكمون في الأسواق, ففي كل مرة ترتفع الأسعار بشكل جنوني, وتترك الحكومة المواطن فريسة يلتهمها تجار الأزمة وهو ما يزيد من تهديد أمن المواطن الاجتماعي ويجعلنا بحق في حالة عدم استقرار, وهي مؤشرات لمزيد من الاحتقان في الشارع المصري, فاستمرار نفس السياسات وعدم القدرة على حفظ الأمن الاجتماعي وأبسطها عدم القدرة على ضبط الأسعار يجعلنا أمام مشهد معقد قد يدفع غير الآمنين لإحداث المزيد من الفوضى في ظل عدم مقدرتهم على توفير متطلبات الحياة اليومية, اللهم بلغت اللهم فاشهد.             


بقلم/ د. محمد سيد أحمد

الاثنين، 12 ديسمبر 2022

النواب الليبي يعتمد المجلس القومى للمرأه الليبية والبرغثي مديرا لادارة للإستثمارات والمالية

 



كتب وائل فرار 


إعتمد مجلس النواب الليبي. وأقر بالموافقه وبالإجماع   على تاسيس وتشكيل المجلس القومى للمرأه الليبيه حيث تم تكليف الدكتوره فوزية الشريف لتكون رئيسا للمجلس فى إنعقادة الأول  وبذلك تسطر الحكومه الليبيه فى تاريخها الحديث  مدى إهتمامها ودعمها للمرأه الليبيه 

وفى حديث مطول مع الدكتوره عائشة البرغثى والتى تم تكليفها مديرا  لإدارة  الاستثمارات  والمالية  بالمجلس وبكونها رئيس فرع الإتحاد الدولى لرائدات الأعمال بالوطن العربى وخارجه فرع ليبيا  بأن مجلس النواب بصفته الجهه التشريعيه الاولى بالبلاد  قد أنصف المرأه الليبيه بإعتماده لهذا الكيان الذى سيدعم  المرأه الليبيه فى جميع الأنشطه وجميع المسارات 

وأكدت البرغثى أن المجلس عازم على وضع  نظم ومبادرات تنموية هدفها الاساسى هو تمكين المراه الليبيه فى التحدى لمواجة اعباء المعيشه والحياه 

وسيقدم المجلس رؤيه كامله  عن الأعمال والمقترحات التى سينفذها بالتنسيق مع بعض الكيانات الدوليه  حتى يربط المراه الليبيه بكل اساليب ومعايير  العصر المتطوره. 


وسنوالى بالنشر والمتابعه أهم  ما سيقدمه المجلس القومى  للمرأه الليبيه من اعمال خلال تلك الفتره المقبله.

#الصين:تُربك امريكا وإيران من السعودية..والمخاض العراقي يُهيء للرد والولادة !

 

بقلم : سمير عبيد

# الصين تُقلق واشنطن وطهران من قلب الرياض ؟

١-وصل الرئيس الصيني الى السعودية قبل ايام قليلة وترأس قمتين فيها.الاولى القمة الصينية الخليجية ، والثانية القمة الصينية العربية والتي حضرها رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني. والتي وقع خلالها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الصيني شي جين بينغ، اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين المملكة والصين. وأكدا على أهمية تعميق التعاون المشترك في مبادرات "الحزام والطريق"، والترحيب بانضمام المؤسسات السعودية المعنية إلى شراكة الطاقة والاستثمارات المختلفة في إطار "الحزام والطريق".

٢- كما وقعت الصين مع السعودية  على اتفاقيات بقيمة 30 مليار دولار فضلا عن الاتفاقيات مع الدول العربية الاخرى. مما خلقت توجساً لدى الجانب الاميركي.فقال  البيت الأبيض معلقاً( إن زيارة الرئيس الصيني  شي للسعودية "مثال على محاولات الصين بسط نفوذها في أنحاء العالم"، مشددا على أنها لن تغير سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط).

#لهذا تعمّد الرئيس الصيني إرسال عدة رسائل مهمة .. واهمها :

١-أعلن الرئيس الصيني في القمتين ان الصين عكس الولايات المتحدة. فهي لن تتدخل بعادات وتقاليد وطقوس الدول العربية والاسلامية. وهو نقد مبطن للسياسات الاميركية  .وتزامن مع الضغط الاميركي لتمرير قوانين حماية الشذوذ الجنسي " المثلية " في الدول العربية والاسلامية !

٢- وأكد الرئيس الصيني أن بلاده تدعم قيام "دولة فلسطينية" عاصمتها القدس على حدود عام 1967، قائلا إن القضية الفلسطينية تهم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتضع الضمير الأخلاقي للبشرية على المحك!

٣-عدم اعتراض الصين على فقرة " الجزر الاماراتية المحتلة" والتي وردت في البيان الختامي للقمة الصينية العربية والخليجية . وذكر البيان أن النزاع المتعلق بجزر "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى" يجب حله من خلال المفاوضات بين إيران والإمارات بموجب قواعد القانون الدولي. ومن جانبه، عبر الجانب الصيني عن دعمه للمملكة في الحفاظ على أمنها واستقرارها، وأكد معارضته بحزم أي تصرفات من شأنها التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية، ورفض أي هجمات تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية والأراضي والمصالح السعودي. وهنا توجست ايران ان هذا الكلام يعنيها هي.مما سبب استياء لطهران وعلى اثره  قامت وزارة الخارجية الايرانية  باستدعاء السفير الصيني في طهران وابلغته ان الجزر الثلاث  “جزء لا يتجزأ” من أراضي البلاد، و”لم ولن تخضع أبدا للمفاوضات مع أي دولة”.

#ايران غاضبة ومتوجسة ! 

١-إيران التي تتعرض الى إحتجاجات  واسعة جغرافيا وديموغرافيا وفي مدن ايرانية مختلفة ، اضافة للتدهور الأقتصادي ،وتشديد الحصار الاميركي المركب والعزلة الدولية،والخوف المتصاعد لدى النظام الايراني من تمرد القوميات الكبرى ضد النظام الحاكم . فأخذت ايران  تتوجس من الحليف الصيني الذي ذهب نحو الخصم الايراني في المنطقة وهو السعودية .والتي وقع معها على اتفاقيات استراتيجية واقتصادية وبنية تحتية ومجالات اخرى فاق ماوقعته الصين مع ايران من اتفاقيات استراتيجية. 

٢-ويبدو ان الصين غير متهافته على  إيران بموضوع " الحزام والطريق "وهذا بحد ذاته خلق توجساً عاليا لدى الايرانيين .لأن في السعودية توفر  النفط الذي تحتاجه الصين .والموقع الاستراتيجي الأقرب الى خط الحرير الجديد النازل من باكستان  وميناء جوادر الباكستاني باموال صينية ، والأرض السعودية  المنبسطة ،والتلاصق الجغرافي والاخوي  مع العراق ومع الدول العربية وصولا للبحر المتوسط واوربا. أضافة أن تواجد الصين في السعودية يقوض نفوذ الولايات المتحدة، وكلها مغريات دسمة للصين واكثر من المغريات الايرانية. ناهيك ان ايران غير محبوبة من قبل الدول الخليجية والعربية !

٣-بحيث سارعت إيران لترسل رسالة تحذيرية، وردا   على تصريحات الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال زيارته للسعودية، والبيان الصيني السعودي الذي طالبا فيه إيران "بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى".وقال محمد جمشيدي المساعد السياسي لمكتب الرئيس الإيراني، إن "على الزملاء الصينيين أن يتذكروا أنه عندما دعمت السعودية وأمريكا تنظيمات داعش والقاعدة في سوريا ودمرت اليمن بالعدوان العسكري الوحشي، كانت إيران هي التي قاتلت الإرهابيين لإرساء الاستقرار والأمن في المنطقة لكي لا ينتشر الإرهاب شرقا ..

٤-وهنا أوصلت ايران رسالة الى الصين بأنكم وقعتم اتفاقيات مع دولة راعية للإرهاب وسوف يتمدد ارهابها نحو الشرق اي نحو  الصين ويقصدون السعودية. وهذا ربما سيخلق أزمة جديدة من خلال تحريك  حلفاء ايران في العراق واليمن على تعكير النفوذ الصيني في السعودية.وهذا سيقربها من واشنطن. لا سيما وان ايران دولة براغماتية وتبحث عن مصالحها اولا.وهل  نسينا كيف دعمت اتفاق الغاز بين اسرائيل ولبنان " حزب الله "  أخيرا ؟


#مؤامرة على العراق .. ولكن !

١-الكلام ادناه ربما يُزعج البعض، ويقطع رزق البعض الآخر الذي بات منتفعا من بهروجة"الاتفاقية الصينية " التي يرقصون عليها منذ  أكثر من سنتين والتي هي في اذهانهم فقط . فالحقيقة التي في العمق  ان ما تريده ايران والكويت والامارات ايضاً هو عدم نهوض العراق ورهنه نهائياً بيد الصين حتى لاينتعش مطلقاً. لانها دوله عظمى وهي التي سوف  تتحكم فيه كورقة استراتيجية بيد بكين.. وان هذا المخطط انتبهت له بريطانيا ووقفت له بالمرصاد وليس الساسة العراقيين الذين لا يعنيهم مستقبل بلدهم. وفقط هو مجرد بنك يدر عليهم الاموال فقط


#ولكن كيف ؟

الصين لديها استراتيجية شراء الدول أو اراضي فيها أو أصول فيها من خلال ( أعطاء المال كقروض ) وعند عدم السداد تبدي الصين مساومة الدول ( وحصرا الدول  التي يقودها فاسدون ، والدول غير المستقرة ماليا وسياسيا وامنيا  ) لكي تتنازل هذه الدول الصين  عن الموانىء والشواطىء والمدن والمعامل والاصول فيها … الخ .وفعلته الصين  في السودان ودول افريقية وفي لاوس وفي باكستان وفي جيبوتي وفي سيرلانكا وبنغلادش .. الخ .وتريد فعله في العراق مادام العراق يقوده فاسدون. لان الفاسدين لا يفون بوعودهم وحينها تستولي الصين على العراق ومواقعه الاستراتيجية واقتصاده … الخ !

٢-ولكن الولايات المتحده غير مستعده لخسارة العراق.وستضرب بيد من حديد. وعلى الرغم من المداهنة بيت الصين وبريطانيا من تحت الطاولة .لأن بريطانيا  تريد هي التي تقود العراق لوحدها، وتفرض شروطها على الصين في العراق وتكون شريكا للصين في خط الحرير الجديد وهي التي تملي على ايران وتركيا ودول الخليج واسرائيل .


٣-ولكن الولايات المتحدة ليس لديها النفس البريطاني الطويل.فبدأت  حملتها بمكافحة الفساد في العراق .وابلغت رئيس الوزراء محمد شياع بأنها خلفه وتدعمه في ملف الفساد .وبدأت  بادراج اربع مصارف على قائمة عقوبات الخزانة الامريكيه. وحذرت 14 مصرف من انها قاب قوسين من وضعهم على قائمة الحظر.وبلاسخارت اعطت كلمة السر لانطلاق الحملة من خلال ارتفاع صرف الدولار الى ١٥٢.لكي تُخرج  الناس للشوارع قريباً وستكون هنالك مظاهرات واحداث موازيه لِما  يحدث في ايران لارباك ايران وعملائها في العراق لتشتيت تجمعهم. 

٤-ولم تكتف بلاسخارت بهذا بل ذهبت مسرعة الى النجف الأشرف والتقت مع المرجع الاعلى السيد السيستاني ( حفظه الله ) لتبلغه بالقرار الدولي بمكافحة الفساد ( واحتمال تدخل أممي )  واحتمال تتوسع الاحداث في ايران فضروري ان يبقى العراق بحماية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ويمنع ايران من نقل مشاكلها العراق. والسفير البريطاني بنفس اليوم ذهب الى الكاظمية والتقى مع السيد حسين الصدر .وعادت بلاسخارت وذهبت الى كربلاء المقدسة .وكلها استعدادات ليكون  عام 2023 هم عام المخاض العراقي لولادة عراق جديد ،ونظام جديد ليست فيه القوى الفاسدة وقوى الاسلام الراديكالي !


#سمير عبيد 

١١ ديسمبر  ٢٠٢٢

الأحد، 11 ديسمبر 2022

المختبرات البيولوجية في أوكرانيا .. والمعلومات التي لا تريد واشنطن تأكيدها او نفيها

 

 


مختبرات بيولوجية سرية في أوكرانيا، تمولها الإدارة الأمريكية، تعمل على مشاريع سرية هدفها الرئيسي انتاج أسلحة كيميائية وبيولوجية "انتقائية"، كشف عنها الستار من قبل وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية الخاصة التي أطلقتها على الأراضي الأوكرانية في شهر فبراير الماضي.

هذا ما دفع روسيا لاتهام اوكرانيا بتطوير أسلحة بيولوجية قبل ثمانية أشهر، في المؤتمر التاسع لاتفاقية الأسلحة البيولوجية، حيث رفعت موسكو الموضوع وقدمت بيانات جديدة حول الأنشطة البيولوجية العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها.

ولكن بمراجعة الردود الرسمية الأمريكية، نرى بأن واشنطن اكتفت بالالتفات عن الأجابة وعرض الحقيقة، حيث تجنبت آنذاك السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض جين بساكي، في تغريداتها، الإجابة عن التساؤلات التي ترد حول المعامل البيولوجية الأميركية في أوكرانيا، لكنها وجدت الوقت الكافي لتتهم روسيا أنها تستعد لاستخدام هذه الأسلحة، من دون تقديم أي دليل على صحة كلامها.

ونائب وزير الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، خلال جلسات الاستماع في مجلس الشيوخ الأميركي، ذكرت أنَّ "إدارة بايدن تموّل بالفعل سلسلةً كاملةً من المختبرات البيولوجية في أوكرانيا"، وبيّنت أنَّ "محتوياتها خطرةٌ جداً إلى درجةِ أننا نشعر بقلقٍ عميقٍ من أن تقع هذه المواد في أيدي الجيش الروسي".

بدوره، قال الصحافي الأميركي تاكر كارلسون لقناة "فوكس نيوز" إنّ التصريحات الأميركية "غيرُ موثوقةٍ"، مشيراً إلى أنَّ "نولاند وبساكي، أدلتا في وقتٍ واحدٍ تقريباً بتصريحاتٍ متناقضةٍ حول ما إذا كانت هناك مختبراتٌ بيولوجيةٌ سرّيةٌ تموّلها الولايات المتحدة في أوكرانيا".

تصريح آخر من الإدارة الأميركية أتى على لسان مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هاينز، أمس الخميس، التي أقرت بأنّ "أوكرانيا تشغّل أكثر من 10 مختبرات بيولوجية مرتبطة بمشاريع دفاعية وصحية"، مشيرةً إلى أنّ "الحكومة الأميركية قدّمت لكييف مساعدات في مجال السلامة البيولوجية".

وخطورة هذه الأسلحة تكمن في إمكانية تطويرها في الاتجاه الجيني، إذ يمكن أن تصيب أعراقاً معينة دون أخرى، ومن الواضح جداً وجود أنشطة خطرة تقوم بها الولايات المتحدة وأوكرانيا في هذه المختبرات، لأن تطوير الأسلحة البيولوجية في المسار السلمي يمكن أن يتم في مصانع معروفة، فلماذا عمل الجانبان الأميركي والأوكراني على تطويرها في مختبرات سرية؟.

والجدير بالذكر أن البشرية واجهت بالفعل شيئًا مشابهًا خلال جائحة كورونا بحسب العلماء والأخصائيين، فقد تم تسجيل غالبية الوفيات الناجمة عن الفيروس بين كبار السن والمرضى الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة وكذلك ... ذوي البشرة السمراء، بحسب الجراح العام الدكتور جيروم آدامز.

بينما أشار البروفيسور جيفري دي ساكس (خبير/ مجلة لانسيت الطبية) في أكثر من مناسبة عن الأصل الاصطناعي لفيروس كورونا، الذي قال في احدى تصريحاته: "لا تزال أصول جائحة COVID-19 غير معروفة، ولكن ربما تكون قد حصلت على مساعدة من المختبر البيولوجي الأمريكي المتقدم".

ويستثمر البيت الأبيض مبالغ ضخمة في الأبحاث البيولوجية. فقد وقع الرئيس الأمركي جو بايدن في 18 أكتوبر 2022، استراتيجية الدفاع البيولوجي الوطنية وخطة تنفيذها. من خلال هذه الاستراتيجية، تنوي واشنطن إنفاق 88 مليار دولار لتوسيع أبحاثها البيولوجية العسكرية حول العالم. كما حصل البنتاغون على براءات اختراع لعدد من المشاريع التي تهدف إلى تطوير وسائل لنقل الحشرات المصابة، فضلاً عن تطوير وسائل رش المواد البيولوجية والكيميائية. وخلال العملية العسكرية الروسية على أراضي أوكرانيا، تمكن الجيش الروسي من العثور على عدد من الطائرات بدون طيار المعدلة لرش مواد كيميائية.

والهدف الرئيسي لواشنطن من انشائها لمختبرات بيولوجية في مناطق مختلفة من العالم هو زيادة هيمنتها العسكرية على العالم، ودرء المخاطر الصحية التي قد تنجم عن وقوع حوادث في هذه المختبرات، غير آبهة بخطورة العمل على مثل هذه المشاريع الخطيرة التي يمكن بأي لحظة أن تفجر وباءًا في العالم قد يفتك بالبشرية بشكل كامل، فأزمة فيروس كورونا لوحدها أودت بحياة الآلاف وكادت أن تركع بلادًا بأكملها.

والجدير بالذكر أن مجلة The Intercept، ألقت الضوء على عدد كبير من الحوادث التي طالت مختبرات بيولوجية، في إشارة منها إلى الخطر الذي تشكله هذه المختبرات.

حيث قامت بتحليل وثائق المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، تحديدًا تلك التي تتحدث عن العديد من الانتهاكات فيما يتعلق بمتطلبات السلامة من قبل موظفي هذه المراكز.

تحقيق المجلة استند إلى أكثر من 5500 صفحة من وثائق المعاهد الوطنية للصحة التي تم الحصول عليها بموجب قانون حرية المعلومات عن سلسلة من الحوادث المؤسفة، منها: المعدات المعطلة، والأكواب المنسكبة، والقوارض المعدلة وراثيًا التي تجري في القاعة، وعدة حوادث حصلت أثناء تعامل العلماء مع الفيروسات القاتلة أو المنهكة في مختبرات عالية الأمان.


بقلم / رسلان داؤد

الحاجة عزيزة توزع ١٠٠٠ وجبة يوميا رغم إرتفاع الأسعار وتحتضن العرب المغتربين بأمبابة

 



سها البغدادي 


سمعت عن سيدة تنشر المحبة والسعادة والسلام فى منطقة أمبابة منذ ٣٢ عاما وأكثر  وذلك بمبادراتها الخيرية فهي التى تقوم بإطعام ١٠٠٠ مسكين وفقير يوميا ، أخذني الفضول لكي أذهب إليها وأنشر عن الخير الذي تقدمه رغم إرتفاع أسعار الغذاء وكنت أظنها سيدة مسنة ولكني تفاجئت بأنها سيدة أربعينية فقد بدأت مشوارها الخيري فى مساعدة الفقراء عندما كان عمرها لا يتجاوز ١٦ عاما وتمتلك صفة لا يتميز بها إلا المقربين إلى الله وهى حسن التوكل على الله عز وجل وهذا ما ظهر أمامي عندما سألتها أنتى بتعملي إيه علشان تقدرى تستمري فى مواصلة العمل الخيري رغم كل المعوقات ، قالت لى أنا بقدم اللى موجود واللى بقدر عليه حتى لو رغيف عيش وقطعة من الجبنة وربنا أكيد لن ينسى عباده فالله هو الرزاق حتى لو السلع غالية ربنا أكيد مش هيقطع عمل خير بدأنا فيه وأكيد هيبعت رزق الناس دى .


أم العرب وأم للجنوبيين 


والعجيب أن الحاجة عزيزة لم تكتفى باطعام أهل مصر فقط بل أمتد عمل الخير لجميع العرب النازحين من الحروب والمقيمين داخل مصر ، وجدت عندها جنسيات عربية مختلفة ، وتفاجئت أيضا أثناء جولتى داخل الجمعية الخيرية بطالب يسمى ريان  بكلية الطب بجامعة حلوان من منطقة حضرموت ، يأتي كل يوم للتطوع فى العمل الخيري عندما ينتهى من المحاضرات  ، حيث يشارك دكتور ريان بوقته لعمل الخير فيقوم بتجهيز واعداد الطعام من أجل اطعام الفقراء ، ويشعر بسعادة بالغة وعدما سألته هل هذا العمل لا يؤثر على وقت المذاكرة كطالب بكلية صعبة مثل كلية الطب فقال لى أنا اشعر بالبركة والخير كما أن وجودى كمتطوع فى الجمعية الخيرية يشعرني أنى بوسط عائلتى فلا أشعر بالغربة على الإطلاق فمصر أم الدنيا وأشعر أن الحاجة عزيزة أمى الثانية التى احتضنتنى كأبن من أبناءها  وأعيش فى مصر وسط هؤلاء الطيبين الذين لم أشعر معهم ولو للحظة أنى غريب وهذا ليس بغريب على شعب مصر الكريم .


صاحبة السعادة 


الحاجة عزيزة عبد العليم، ابنة امبابة التى لقبها أهل شارعها بـ«صاحبة السعادة»  ، كرست حياتها لخدمة الفقراء والمحتاجين 


وعندما سألتها عن سبب عشقها لعمل الخير وبالاخص أطعام الفقراء والمساكين قائلت «من وأنا صغيرة بحب أشارك في مساعدة الناس وأقدم الطعام والأموال لكسب رضا الله وبدأت مشروعي الخيري بالقليل عندما نزلت من المنوفية إلى أمبابة فكنت أجيب الحلة وأطبخ وأطعم الفقراء وكانت فرحتي أكبر من فرحة الفقراء أنفسهم كنت بحس أني بطير فى الهواء من السعادة »


صناعة الخير 


على مدار ٣٠  عاما، جعلت الحاجة  «عزيزة»  صناعة الخير هدفا لها حيث أنها حتى أصبحت روحها بالعمل الخيري  بدأت بتحفيظ القرآن، ثم انتقلت للمشاركة في الأعمال الخيرية عبر العديد من الجمعيات الخيرية وبدأت بجمعية أحباب الكريم وكبرتها حتى أصبحت ملازا وملجأ لكل محتاج وفقير ولم تكتفي الحاجة عزيزة بإطعام المساكين بل أنها تساهم فى تجهيز العرائس بمساعدة أسرتها وأقاربها وأهل الخير ونجحت فى ذلك العمل الخيري  وتؤمن الحاجة عزيزة أن التعاون والتكافل سر من أسرار أمن واستقرار المجتمع لنشر المحبة والسلام بين جميع أفراد المجتمع ، فتفريج الهم وكشف الكرب عن الناس له سر عظيم ، فالخير فى أمتي إلى يوم الدين والتجارة مع الله ربحانة .


أحلام حقيقة 


لم تكتفي السيدة الأربعينية بتقديم ألف وجبة طعام يوميا بل أنها تسعى لتوصيل وصلات المياه والكهرباء للمنازل واعادة ترميم المنازل وتجديدها و عمل الأسقف وتوزيع الملابس فى الأعياد على الاطفال وتوزيع البطاطين كمبادرة للتدفئة ولم تكتفى بكل هذا بل انها تقدم الادوية للمرضى وتكفل الايتام وتأمل الحاجة ان يمتد عملها الخيري لكل دار فى كل محافظات مصر كما أن حلمها يمتد إلى كافة الدول الفقيرة بالوطن العربي .