قال تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم آلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) آل عمران (١٧٠،١٦٩)...
قبل عدة أيام تابعنا الأحداث المؤلمة الأخيرة التي جرت في معان الأسبوع الماضي بقلق مستمر خوفا على وطننا الأردني من الإتجاه إلى المجهول لا سمح الله ولا قدر، وقد حذر كل أبناء الوطن الشرفاء من كتاب وإعلاميين...وغيرهم الحكومة لتلبية مطالب المتظاهرين فورا خوفا من أن تسير الأحداث إلى الأسوأ ويقع ما لم نتوقعه أو نحسب حسابه من فتنة لا تبقي ولا تذر، الحكومة وعلى لسان وزرائها تقول بأنها لبت مطالب المتظاهرين، والمتظاهرين ينفون ذلك عبر فيديوهات متعددة تم بثها وشاهدها الشعب الأردني برمته، ولأن الشعب الأردني لم يثق بالحكومات السابقة لم يعد يثق بتلك الحكومة أبدا لأنه لم يرى أي تغيير يعيد كرامة هذا الشعب الأردني ومن كل الأصول والمنابت أو يرحم جيوبهم من النهب اللحظي واليومي حتى أصبح المواطن الأردني لا يستطيع أن يؤمن قوت عائلته، وكان القرار الخاطئ الذي إتخذته الحكومة بزيادة الأسعار هو الذي أشعل الوضع في محافظة معان وغيرها من المناطق للأسف الشديد بالرغم من إرتفاع الأسعار عالميا كما تبرر الحكومة قرارها، ولو كانت الحكومة لديها حلول أخرى أو برنامج إقتصادي ومالي حقيقي لما لجأت لرفع الأسعار على المواطن وهي تعلم بأن المواطن الأردني في وضع يرثى له وقد تحمل الأمرين من أخطاء الحكومات السابقة التي كانت تلجأ دائما في كل قراراتها لجيب المواطن التي نخرت منذ سنوات عدة وتمزقت، فكان القرار الحكومي هو الشعرة التي قسمت ظهر البعير فأنتشرت المظاهرات المحقة ودخل المندسين الدواعش...وغيرهم وإشتعلت نيران التحريض والفتنة وتم الإعتداء على رجال الأمن الساهرين دائما على أمن المواطن حتى من شر نفسه الآمارة بالسوء وتم الإعتداء على الممتلكات الحكومية والخاصة في بعض المحافظات والمناطق حتى في بعض مناطق العاصمة عمان للأسف الشديد...
وكنا دائما نوجه للجميع حكومة ومسؤولين وأصحاب قرار في مقالات عدة عندما يجوع الشعب الأردني ويغضب فيجب أن تستمعوا وتنصتوا له جيدا وتحققوا له مطالبه المحقة خوفا على الأردن من الفتن ودخول المندسين وأهل الفتن والدواعش وبالذات الذين عادوا من سورية بعد أن كانوا مع الدواعش وإشتركوا في قتل أبناء الجيش العربي السوري والمواطنين السوريين وعاثوا في سورية فسادا وعادوا للمحافظات وهم داعشيون مدربون على كل أنواع الأسلحة ومنها القنص، وللأسف الشديد وقع ما حذرنا منه وهو دخول المندسين وأهل الفتن والدواعش بين المتظاهرين ليحرضوا المتظاهرين والشعب الأردني أكثر من قبل وليشعلوا الفتنة وتسيل دماء الأبرياء من عسكريين ومدنيين وتختلط الأوراق وتشتعل البلد بحروب أهلية لا تبقي ولا تذر لا سمح الله ولا قدر كما جرى قبل ١١ عام مضت في بداية الأحداث في سورية ودولنا العربية الأخرى من فتن داخلية بأوامر وتدخلات خارجية...
وللأسف الشديد وقع ما كنا نحذر منه وذهب ضحية لهؤلاء الدواعش المندسين عدد من المصابين والجرحى شفاهم الله وعفاهم، وشهيد الوطن والأمة العقيد الدكتور عبد الرزاق الدلابيح رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته وألهم عائلته وأهله وذويه وعشيرته وعشائر بني حسن الكرام كافة الصبر والسلوان، وآتاهم الله من فضله التروي والحكمة كما عهدناهم عبر التاريخ للحفاظ على وطننا الحبيب الأردن من الفتنة، وهم ثابتون على العهد والولاء للوطن وللهاشمين الكرام وإن شاء الله تعالى بأن رفاق الدرب والسلاح للشهيد عبد الرزاق رحمه الله في كافة الأجهزة الأمنية المختصة سيصلون للجاني والقاتل وكل من سار بدربهم الفتنوي والضال والمضل وسيقدمون إلى القضاء وسيتم إعدامهم أمام الشعب الأردني كافة ليكونوا عبرة لغيرهم ولكل من يحاول إختراق الوحدة الوطنية الأردنية وإشعال الفتنة بين الدولة والشعب او الفتنة الأهلية والعشائرية لا سمح الله ولا قدر...
وهنا نرجوا من الله سبحانه أن يقوم الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه بإقالة تلك الحكومة التي لم ولن يثق بها الشعب الأردني ولا بسابقاتها وأن يتخذ قرارا بتعيين أحدا من العائلة الهاشمية الكريمة والشرفاء رئيسا جديدا للوزراء لأن كل الشعب الأردني لا يثق إلا بالهاشميين الشرفاء لتصويب الأوضاع السياسية والإقتصادية ...وغيرها وإعادة كرامة المواطن الأردني من كل الأصول والمنابت ومحاربة الواسطة والمحسوبية والعنصرية البغيضة ومحاربة الفساد والفاسدين والمفسدين بحق ويقدمونهم للقضاء لإعادة الأموال المنهوبة ويضعوا حدا لحملة فكر القواعد والدواعش، ومثل هذا القرار إتخذه المغفور له الملك الحسين بن طلال رحمه الله تعالى وأدخله فسيح جناته في التسعينات حينما عين الشريف زيد بن شاكر رحمه الله تعالى رئيسا للوزراء حتى تم تصويب الأوضاع وهي لم تكن سيئة بهذا الشكل الذي نمر به اليوم وأعاد ثقة الشعب الأردني بالحكومة وبمؤسساتها المختلفة ووضع حدا لكل الفتن والتدخلات الداخلية والخارجية...
الرحمة على روح شهيد الوطن والأمة العقيد الدكتور عبد الرزاق الدلابيح والشفاء العاجل للمصابين والجرحى من أبنائنا في الأجهزة الأمنية، حمى الله الأردن وشعبه الصابر والثابت على العهد والولاء لآل البيت الكرام وحمى قيادته الهاشمية الملك عبدالله الثاني وجيشه وأجهزته الأمنية كافة من كل الفتن الداخلية والخارجية...اللهم آمين...
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...
كاتب ومحلل سياسي