عرب وعالم21-8-2021 | 21:31
سها البغدادي ـ محمود أبو بكر
بعد صمت لعدة أيام صرح المفكر السياسي الصديق المصري لحركة طالبان ومستشار الزعيم الليبي معمر القذافي ومستشار بن لادن لدار الهلال فمن يكون صدى البطل؟!
هو المصري "أيمن فايد" الباحث والمفكر في شؤون الدول الإسلامية، والذي يعلم الكثير عن أفكار الحكام الأفغان، وحركة طالبان، من حيث أسلوب التفكير والمنهج والمشروع، فقد عاش مع هؤلاء الشباب في جبهات ومعسكرات تدريب وبيوت ضيافة الأفغان العرب من قبل أن يكونوا حركة طالبان فقد تأثروا وتعلموا من الأفغان العرب وشاركوهم التدريب ونهلوا من العلم الشرعي ثم إنتقلوا إلى باكستان لإستكمال تلقي العلم فى المدارس الشرعية الإسلامية
"دار الهلال" تنقل تصريحات المفكر السياسي أيمن فايد، الملقب من قبل المجاهدين الأفغان، الذين حاربوا الروس في حقبة دعم الحكومات العربية، ورؤسائها للجهاد في أفغانستان "بصدى البطل".
● الفرق بين الأفغان والأفغان العرب
يقول المفكر أيمن فايد: "إذا أردت أن تتعرف على حركة طالبان فيجب أن تعرفهم من خلال ثلاثة محددات: "الموقف الفكرى والموقف العقائدى والموقف الحضارى المشتملة على معرفة الماضى والحاضر ومن ثم التنبؤ بالمستقبل .. ثم بعد ذلك لابد من معرفة الفرق بين ستة مجموعات ( الأفغان - والأفغان العرب ) حيث أن الأفغان خرج منهم أمراء المجاهد المتصارعين مع بعضهم البعضثم خرجت عليهم طالبان وفى المقابل خرج من الأفغان العرب قادة التنظيمات الإسلامية التي خرجت عليهم القاعدة لتصحيح مسارهم الخاطئ".
وأضاف: "الأفغان هم الشعب الذين إحتلهم الإتحاد السوفيتى فى ديسمبر عام 1979وعندما ذهب العرب لكى يقدموا لهم يد المساعدات من العديد من الدول أهمها السعودية واليمن ومصر وكان ذلك فى عهد السادات ومن معظم دول العالم حتى من مسلمي أمريكا والصين بعد أن تم شحن معنويات الشباب العربي المسلم لجهاد الملحد الروسي الشيوعي فكل الشباب ذهبوا لكي يؤدوا الفرض الواجب عليهم، وكانت الدعوة للجهاد فى المساجد ومن فوق منبر الأزهر .. أطلق علي المجاهدين من أصول غير أفغانية من قبل الأفغان سكان البلد (الأفغان العرب)، بمعنى أن أى مسلم أيا كانت جنسيته سافر للإلتحاق بالجهاد يتم تلقيبه بلقب الأفغان العرب حتى لو كان أمريكي مسلم أو صيني".
وأوضح الفايد، كان تعداد الأفغان العرب 30 ألف شخص وكانت معظم أوراقهم بحوزة أسامة بن لادن، وأنا كنت موجود فى المكان الذي كانت تتم فيه تسجيل بياناتهم تحفظ فيه الاوراق والوثائق الخاصة بالمجاهدين العرب.
● صراع أمراء الحرب
ظهرت مجموعة من الأفغان تسمى أمراء الحرب ومن أجل المناصب والكراسى والوزرات والتجارة دخلوا فى صراع مع بعضهم البعض حيث أصبحوا يتقاتلون فيما بينهم بأحدث الأسلحة ويقتلون الروس فى وقت فراغهم على استحياء للحفاظ على قوتهم لحالة خروج الروس حيث القوي بعد ذلك هو الذي سيحسم الصراع الصالحة، وكان أشهر المتصارعين الحزب الإسلامي بقيادة قلب الدين حكمت يار والجمعية بقيادة برهان الدين رباني وكلاهما كان ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين الأفغانية وبعد فترة من الصراع الدائر بينهم بالطبع حدثت فتنة بين كثير من أتباعهم ولاسيما بعدا زاد فسادهم وساءت أحوال الناس لذلك من وقت لٱخر كانوا يقومون ببعص المعارك ضد الروس لكي يوهمون أنصارهم أنهم يحاربون العدو ولكن فى الحقيقة المعارك الحقيقية والقوية والعنيفة بأحدث أنواع الأسلحة كانت تستخدم فيما بينهم طمعا فى الوصول للسلطة، فى الوقت هذا أدرك (الأفغان العرب ) حجم الكارثة فكونوا لأنفسهم معسمرات وجبهات خاصة ورفضوا المشاركة فى جبهات ومعسكرات القيادات الأفغانية السبعة الشهيرة التي تتصارع من أجل السلطة فبدأ الأفغان العرب تنشأ سنة 87 معسكرات خاصة بهم وجبهات خاصة ودخلوا معارك خاصة بهم أشهرها معركة جاجي،
●بداية شباب طالبان
أردف فايد، ومع تصاعد حدة الصراع بين القيادات الأفغانية وبعد أن كثرت المشاكل ظهر مجموعة من الشباب كان تعدادهم خمسين شخصا بقبادة الملا محمد عمر رافضين المخالفات الشرعية ومحاربين الفساد الذي استشرى وصجوله الناس فقاموا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة مظاهر الفساد فى قندهار وسرعان ما ذاع صيتهم فالتفت حولهم الناس أكثر فأكثر إلا أن أصبحوا خمسة عشر ألف وسرعان ما تلقفتهم المناطق والولايات الأخرى بعد نجاحهم فى توفير الإستقرار والأمن.
كان هؤلاء الشباب ما بين طلب العلم ومحاربة الروس ومحاربة الفساد، ومنوهنا بدأ كثير من المجاهدين تخرج من القيادات السبعةةويلتحقوا بمجموعة الشباب التي أطلق عليهم فى هذا الوقت ( طالبان ) ثم شرعوا في تكوين المدارس الشرعية فى الإقليم الحدودى بلوشيستان الواقع بين أفغانستان وباكستان، بعد ذلك بدأت العملية التعليمية تتطور وبدأوا يبنون المدارس الشرعية الخاصة بهم في مخيمات الايواء واللاجئيين الواقعة على الحدود الأفغانية البكستانية وفى باكستان نفسها وفي جميع الأماكن المحررة من المحتل الروسي، وأصبحت معظم معاركهم فى جبهات المعارك الأفغان العرب وليس الأفغان.
●سر تسميتهم بإسم طالبان
وأوضح فايد .. بدأ شباب طالبان يدرسون نفس المناهج الفكرية للأفغان العرب، وبعد إنسحاب الروس بدأت القيادات الأفغانية تتصارع أكثر فأكثر وأوضاع ومعايش الناس تزداد سوءا يوما بعد يوم، لدرجة أن برهان الدين رباني زعيم الجمعية والذي أصبح رئيس لمدة 6 شهور كمرحلة إنتقالية بعد أن خرج الروس، ذهب يحشد أنصاره كنوع من الدعاية لنفسه فذهب إلى قندهار ودخل فى إحدى المدن بقندهار فتفاجىء بسخط شديد وعند خروجه برتل السيارات الفاخرة استوقفته أعداد كثيرة من المعاقين الذين أصيبوا فى المعارك جراء القصف والألغام فمنهم من بترت رجليه أو يداه، قاموا بقطع الطريق الذي يمر منه هذا الموكب الخاص برياني فقطعوا عليه الطريق ولم تتمكن القوات من تحريكهم أو فض تجمهرهم وإنضم إليهم كثير من جمهور الشعب بقندهار وسميت بثورة المعاقين وهذا كان أول خروج للشعب الأفغانى على أمراء الجهاد الفاسدين
● شعبية طالبان
أضاف فايد، طالبان كانت قريبة من المعاقين ضحايا الحرب وقريبة جدا من الشعب الأفغانى والمنطلق ولايةةقندهارىثاني أكبر الولايات الأفغانية ومعقلهم هذه الثورة استثمرتها طالبان وبدأت تضع خطة لنشر الوعى لدى الشعب الأفغاني وتم هذا عن طريق القاعدة لأن القاعدة التي سبقت طالبان فى النشاة وفى هذا التوقيت بدأت الحكومة الباكستانية تستسعر أن هناك قوة وليدة جديدة تظهر مؤثرة لا سيما أن القيادات الأفغانية أصبحت عبء عل باكستان ونذير تفجير حرب أهلية ستؤثر بالسلب على باكستان من هنا قررت باكستان مساعدتهم بكلةالإمكانيات، وذلك بعد أن تنصلت القيادات القديمة لباكستان ولم يكتفوا بذلك بل وقفت قيادات الأفغان ضد باكستان مع الهند ومع اسرائيل ومع روسيا ضد باكستان، باكستان ومن هنا استشعرت أمريكا هى الأخرى أن الشعب الأفغاني من الممكن أن يدخل فى حرب أهلية فيرجع الروس ومعهم هذه المرة الصين.
●دعم باكستاني أمريكى لطالبان
يقول فايد : "ردا علي ممارسات قيادات الأفغان ضد باكستان، أحضرت باكستان طلبة العلم الذين دتربوا فى مدارسها الشرعية والذين رفضوا ممارسات القيادات الافغانية السبعة وبدأت باكستان تعملةعلى تنظيم صفوفهم وإلحاقهم بطالبان ولا سيما أن باكستان فى هذا الوقت تعرضت قوافلها التجارية التي كانت تمر بالأراضي الأفغانية لعمليات سلب ونهب وقطع طرق من قبل مجموعات تابعة للقيادات الافغانية السبعة.
القاعدة تكونت فى نهاية سنة 1988، طالبان تكونت فى 1994 وبعد سنتين أى فى 1996 وصلوا للحكم بمساعدة باكستان وبالأخص جهاز المخابرات العسكرية الباكستانية، يقول أيمن فايد: "أنا كنت واحد من بين عدة أفراد عندما سؤلت من قبل شخصيات مهمة فى جهاز المخابرات العسكرية الباكستانية عن طالبان قولت لهم هذه الحركة الشبابية هى الأمل فى أفغانستان وهى التى ستضع الحلول لجميع المشكلات التى صنعتها لكم القيادات السبع ومن هنا بدأوا يقدمون المساعدة لطالبان،أمريكا دخلت أيضا على هذا الخط ولاحظت أن باكستان تساعد طالبان وإتجهت القيادات الأفغانية 7 لإيران وللصين وروسيا وهذا يعنى أنهم سيقفون ضد أمريكا فبدأت أمريكا تساعد طالبان هى الأخري وعندما وصلت طالبان للحكم سنة 1996
●سر عداء أمريكا لطالبان
قال فايد: "بدأت أمريكا تطلب من طالبان أشياء لا تتفق مع مبادىء طالبان مثل أن تكون موالية لهم ضد الصين فطالبان غيرت موقفها ورفضت الإنصياع للأمريكان.
من هنا جاء عداء أمريكا لطالبان بعدما كانت تدعمهم وكان لأمريكا موقف عدائى للقاعدة أيضا على أساس أن القاعدة وطالبان وجهان لعملة واحدة ".