عدن- خاص/ تقرير: مريم عزيز |الاربعاء 16 يونيو 2021م.
دشن صباح اليوم الاربعاء 16 يونيو 2021م بالعاصمة عدن في جنوب اليمن افتتاحية انعقاد الدورة الرابعة للبرلمان الجنوبي بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي ممثل الجنوب الشرعي"
هذا وقد تم تدشين الافتتاحية بحضور عدد كبير من القيادات الجنوبية السياسية والعسكرية والاجتماعية الى جانب قيادة واعضاء الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي واعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي والرئيس عيدروس قاسم الزبيدي ووزراء المجلس في حكومة المناصفة الناتجة من اتفاق الرياض الذي ترعاه المملكة العربية السعودية "
وفي ذلك شهدت العاصمة عدن حفلاّ كبيراً في هذه الافتتاحية لعقد الدورة الرابعة للبرلمان الجنوبي بالجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي التي تحمل دلالات هامة فيما يخص اعادة النظر بالشأن السياسي والعسكري بالجنوب وعلى رأس ذلك تفيذ آلية اتفاق الرياض والذي دشنت الدروة بعناونه" تحت شعار تنفيذ اتفاق الرياض مطلبنا واستعادة الدولة الجنوبية غايتنا.
وفي هذا الصدد القى كلاّ من : الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية كلمة هامة في حفل التدشين جاء فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الهادي الأمين وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان الى يوم الدين.
الأخ رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية
الأخوات والأخوة أعضاء الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي
الحاضرون جميعاً
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسـرني أن أكون حاضراً معكم اليوم لأبارك انعقاد اجتماع الدورة الرابعة للجمعية الوطنية، محيياً جهودكم ونجاحاتكم منذ انعقاد الدورة الثالثة وأشد على أياديكم وكلي ثقة بأنكم الأقدر على تحمل المسؤولية والاضطلاع بأدواركم التي نصت عليها لوائح المجلس ووثائق تأسيس الجمعية الوطنية، آملاً أن تكون هذه الدورة محطة محورية لتقييم نشاط الجمعية وهيئتها الإدارية وتحقيق نقلة نوعية في نشاطها ودورها الريادي كمؤسسة تشـريعية للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يحمل على عاتقه قضية شعب الجنوب الوطنية والتعبير عن إرادته وتطلعاته وحقه في تقرير مصيره والعيش الكريم على أرضه واستعادة وبناء دولته على كامل أراضيها بحدودها المعروفة قبل 21 مايو 1990م.
إن الجمعية الوطنية تمثل العصب الحيوي للمجلس الانتقالي الجنوبي كونها تضم بصفوفها خيرة المناضلين الذين نراهن على دورهم الوطني وحضورهم الفاعل في كل أرجاء الجنوب من المهرة إلى باب المندب، وينبغي عليهم بذل مزيداً من الجهود على المستوى الوطني والمجتمعي، والتعبير عن مطالب الشعب، وتشجيعهم على الاندماج وتفعيل مؤسسات الدولة الجنوبية، لأننا في مرحلة الانتقال من الثورة إلى مرحلة الدولة وهي من أصعب المراحل في مسارات الشعوب التحررية.
أيها الأخوات والأخوة:
تنعقد دورتكم اليوم وهناك اخوة وزملاء لنا فرغت مقاعدهم ولم يحضـروا معنا في هذه الدورة لكنهم حاضرون في وجداننا وضمائرنا التي تهتز لذكراهم، واخوة وزملاء رحلوا بين الشهادة والتضحية، صدقوا وأوفوا، وقد كانوا بجانبنا وخلفنا وأمامنا قيادات عسكرية وسياسية تصدروا مواكب الخلود، لهم الرحمة والغفران، ولهم العهد بأننا لن نحيد عن الهدف التحرري الجنوبي، هدفهم وهدف كل شرفاء الجنوب.
الأخوات والأخوة رئيس وأعضاء الجمعية الوطنية:
إن وحدة النسـيج الاجتماعي الجنوبي هي حجر الـزاوية في مـدماك البناء المؤسـسي المجتمعي الوطني الجنوبي؛ لذلك لا تستغربوا من الحملات الإعلامية المضللة المعادية التي تحاول ضرب نسيج الجنوب والنيل من منجز التصالح والتسامح الجنوبي العظيم ذلك المنجز التاريخي الذي يتعزز بالسلوك والممارسة وأصبح مبدأ وطني غير قابل للمساومة.
نعم سنظل متسامحين لبعضنا ونمد ايادينا لكل جنوبي ولقد نجحنا بذلك رغم المصاعب ووجدنا ان العفو عند المقدرة من شيم الرجال وان التسامح الاخوي مهما كانت الجراح مبدأ ديني وأخلاقي وإنساني وإن الجنوب لن يكون إلا لكل وبكل أبنائه وبناته.
الأخوة والأخوات .. ممثلي شعب الجنوب:
تنعقد الدورة الرابعة للجمعية الوطنية وشعبنا الجنوبي يعيش مخاض مرحلة عصيبة جراء تكالب الأعداء واستمراءهم في استخدام مختلف أساليب الحرب، وممارسة العقاب الجماعي الممنهج الذي وصل حد استهداف معيشته وحرمانه من الخدمات الأساسية، ومحاولة إعادة إنتاج سيطرة ونفوذ قوى الاحتلال القديمة المتجددة من خلال السعي لحرف نضال شعبنا، وإجباره على التراجع عن مشروعه الوطني، أو إشغاله عن قضيته الوطنية بملفات أخرى.
إلا أن وعي شعبنا الجنوبي وإدراكه لما يحاك ضده من مؤامرات قد أفشل كل رهانات أعدائه، وأثبت إنه الأقدر على فرض خياراته والحفاظ على مكتسباته الوطنية من خلال ثبات موقفه، وتحمّل ومواجهة المصاعب والمتاعب التي تحاك ضده. إذ يواجه حرب الخدمات، ويقف خلف قيادته السياسية التي فوضها لقيادة مسيرته نحو استعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة.
وإننا ومن موضع القيادة والمسؤولية التي أولانا إياها شعبنا قد بذلنا خلال السنوات المنصـرمة منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي ولا زلنا نبذل كل الجهود، ونكرس كل الإمكانيات المتاحة للارتقاء بقضية شعبنا وتعزيز مكانته ميدانياً وسياسياً، لتمثيل تطلعاته وإيصال صوته إلى كافة المحافل الإقليمية والدولية، وقد حققنا وانتزعنا مكاسب وضعت قضية شعب الجنوب في صدارة الأولويات وفرضته كواقع على الأرض لا يمكن تخطيه أو تجاوزه.
الأخوات والأخوة رئيس وأعضاء الجمعية الوطنية:
تنعقد دورتكم هذه في ظل منجزات عظيمة تحققت لشعب الجنوب مخضبة بدماء الشهداء الأبطال، وبجهود كل مناضلي الجنوب وفي مقدمتهم أبطال القوات المسلحة الجنوبية الذين نحني لهم الهامات وأياديهم قابضة على الزناد بمواقع الشـرف والبطولة في الجبال والسهول وبطون الأودية بجبهات مواجهة الغزو الحوثي، وحماية الجنوب، وتثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب، والمساهمة في إطار شراكتنا الاستراتيجية الدائمة مع دول التحالف العربي بما يخدم أمن المنطقة ويحميها من كافة التهديدات، وبما يضمن تحقيق الهدف الوطني لشعب الجنوب.
تلك المنجزات العسكرية والامنية التي تم تتويجها سياسيا وانعكست مضامينها في اتفاق الرياض الذي خضنا فيه حوارات ومفاوضات طيلة عام وأكثر برعاية كريمة من المملكة العربية السعودية الشقيقة ومشاركة فاعلة من دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة، حيث لا زالت قيادة التحالف العربي تبذل جهود كبيرة حتى اللحظة لتنفيذ ما تبقى من بنود ذلك الاتفاق.
الأخوات الأخوة الحاضرون جميعاً:
إن معركتنا مع الإرهاب معركة وجودية منذ وطأت جحافل الغزاة دعاة الإرهاب والتطرف والفكر الضال أرض الجنوب الطاهرة صيف عام 1994م، بناء على فتاواهم التكفيرية التي أرادت أن تجعل من أرض الجنوب موطناً بديلاً للجماعات الإرهابية لكسـر إرادة شعب الجنوب، ومن أجل تهديد الأمن والسلم الدوليين، تلك الجماعات الإرهابية التي عاثت فساداً بممارسة الترهيب الفكري وتغيير مناهج التعليم وخلق بؤر متطرفة، وتنفيذ أعمال الاغتيالات والتفجيرات والقتل الجماعي.
ونجدها مناسبة لنجدد ونؤكد على المضـي قدماً في محاربة الجماعات الإرهابية والمتطرفة، حتى تأمين وحماية الجنوب من هذه الآفة، ورغم إننا نواجه الإرهاب بإمكانيات محدودة، وبجهودٍ فردية دفاعاً عن أممنا الوطني، والأمن القومي للمنطقة، والأمن والسلم الدوليين، إلا إننا لن نتوانى عن مواصلة معركتنا المستمرة ضد الإرهاب حتى اجتثاثه وتجفيف منابعه.
الأخوات والأخوة:
تأتي هذه الدورة في ظل تسارع الأحداث على المستوى الإقليمي والدولي، حيث يحشد رعاة العملية السياسية جهودهم بدعم من المجتمع الدولي لمحاولة وضع حد لهذه الحرب وايجاد تسوية سياسية عادلة، إلا ان الصلف والتعنت الحوثي كان ولازال عائق امام كل مساعي السلام وكل المبادرات السياسية السابقة والأخيرة.
ولقد حددنا موقفنا المبكر والداعم للسلام والاستقرار، والرافض لبقاء أي مهددات تمس أمن المنطقة بصفتنا شركاء فاعلين على الأرض، وأعلنا ذلك للمجتمع الدولي اننا ولا زلنا ندعم عملية سياسية شاملة وحقيقية تعكس واقع الأطراف على الأرض، وتبحث مسببات وجذور الأزمة، وفي طليعة ذلك ضمان حضور المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل لقضية شعب الجنوب في كافة مراحل العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.
ولا يسعني في هذا الموقف الا التأكيد على دعمنا الكامل لكم في كافة مهامكم الوطنية، وسنكون بجانبكم دائماً، على العهد الذي قطعناه على أنفسنا منذ اليوم الأول.
الى ذلك القى رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك كلمة نارية تحمل اهمية كبيرة فيما يخص نهج ابناء الجنوب وتحديات المرحلة القادمة في تنفيذ اتفاق الرياض واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة؛
حيث قال اللواء بن بريك رئيس البرلمان الجنوبي ( الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي) إن من أبرز ملفات هذه الدورة التأكيد على أهمية استكمال تنفيذ اتفاقية الرياض والتركيز على تنفيذ الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية بحيث تشمل النقاط الموضحة في الاتفاق.
ولفت اللواء أحمد بن بريك: إن جهود "الانتقالي" والمكاسب السياسية التي حققها ويسعى إليها، تأتي لتحقيق طموحات شعب الجنوب، وتتويجاً لوصموده أمام كل الضغوطات الاقتصادية والخدمية والاجتماعية والنفسية وانقطاع الرواتب وتأخيرها للمدنيين والعسكريين من قبل الحكومة اليمنية وأدوات الإخوان.
وشدد على إن ما يمارس ضد شعبنا من حروب عدوانية بشتى أنواعها من قبل هذه القوى وملحقاتها المسيطرين على مفاصل القرار في الرئاسة اليمنية، هي محاولة فاشلة لعرقلة جهود المجلس الانتقالي والنجاحات التي تحققت على مختلف الأصعدة .
وتابع قائلاً :نؤكد أن استمرار التحشيد العسكري صوب الجنوب سيدخل المنطقة في أتون فوضى لا يحمد عقباها، وهو ما نحذر منه دائما، بأن هذه القوى تتلمذت على العنف والإرهاب والفوضى.
ونوه بسيادته : إن ما تقوم به هذه القوى من تحشيد واعمال إرهابية، لدليل على انها قوى عنف وإرهاب"، وبعيدة كل البعد عن السلام الذي ينشده الجميع.
واتطرد بالقول: نؤكد على مواصلة الجهود في مكافحة الإرهاب لداعش والقاعدة وأخواتها والشراكة مع دول التحالف العربي والمجتمع الدولي والإقليمي في استئصال شأفة الإرهاب من الجنوب وعدم السماح لهم بالعودة وتطهير ما تبقى من خلايا مدعومة من الإخوان في الشرعية.
وحيا اللواء بن بريك شعب الجنوب قائلاً : نحيي شعبنا البطل بكل الشرائح والتوجهات في جميع محافظات الجنوب والتفافهم حول المجلس الانتقالي وقياداته وقضيتهم التي يناضلون من أجلها وصمودهم أمام كل الاشكال الجائرة من أنواع الحصار والتعذيب وحرب الخدمات المفتعلة والتجويع.
واكد اللواء أحمد بن بريك انه بات واضحاً ان الحكومة اليمنية لا تمتلك رؤية وخطة عملية واضحة في الجوانب الإدارية والتنظيمية من أجل تسيير العمل في المؤسسات الحكومية ولم تضع الضوابط اللازمة التي تساعد على انتشالها –المؤسسات الحكومية- من وضعها المزري خاصة أن بعضها وصل إلى حافة الانهيار.
وحيا جهود وصمود القوات المسلحة والأمن والمقاومة الجنوبية في كل مواقع الشرف والبطولة على امتداد أرض الجنوب وتصديهم لكل محاولات غزو الجنوب وكافة أشكال الإرهاب والحرب الشعواء التي تشنها قوى الإرهاب المدعومة من قبل الإخوان ومليشيات الحوثي.
كما اشاد ببسالة القوات الجنوبية وبطولاتهم الخالدة في تكبيد العدو خسائر كبيرة من خلال ثباتهم وتضحياتهم وتقديمهم قوافل من الشهداء. رغم انقطاع مرتباتهم
وأشار اللواء بن بريك أن الجمعية الوطنية ستقف خلال هذه الدورة أمام خمسة ملفات رئيسية سنتخذ فيها قرارات شجاعة ومصيرية، وهي تشكيل لجنة قضائية قانونية دستورية، لمراجعة مسودة دستور لدولة الجنوب المرتقبة، للمصادقة عليها واقرارها.
وشدد على أهمية تعزيز وحدة الصف الجنوبي وتشكيل جبهة جنوبية عريضة بقيادة المجلس الانتقالي لمن حددوا مواقفهم مع التحرير والاستقلال وفك الارتباط.
وجدد اللواء أحمد بن بريك التأكيد على إنهاء الحرب في اليمن والجلوس للحوار ونمد أيدينا للسلام لمن هم في الأرض وبالذات أخوانا الأشقاء في الجمهورية العربية اليمنية لتحقيق سلام مستدام لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين الشقيقين.
واضاف: نؤكد من خلال دورتنا هذه واستعراضنا لتقارير المحافظات للوقوف أمام مكامن الخلل والضعف وأوجه القصور واتخاذ قرارات في ذلك وتقديم تقارير وعدم السكوت أمام التعذيب الممنهج الممارس على شعبنا.