اخبار ذات صلة

الجمعة، 14 يناير 2022

انقلاب فى العراق بقلم عبد الحليم قنديل

 


   تبدو المفارقة ظاهرة فى أحوال العراق اليوم ، فقد أعيد انتخاب محمد الحلبوسى (السنى ) رئيسا للبرلمان ، وهو ما يحدث لأول مرة فى عراق ما بعد الاحتلال الأمريكى وما تبعه من هيمنة إيرانية ، وربما يعاد تنصيب برهم صالح (الكردى) رئيسا للجمهورية بذات الصلاحيات البروتوكولية المحدودة ، وقد يكون الأهم الوارد ، أن فرصة مصطفى الكاظمى (الشيعى) باتت كبيرة فى تجديد بقائه على رأس الحكومة .

  ظاهر المفارقة ، أن استمرار تسمية القيادات على حالها ، قد يوحى بالركود ، بينما الحقيقة لا ظواهر الأمور ، أن التجديد للقيادات نفسها ، قد يشى ببعض التغيير والإزاحة السياسية ، خصوصا فى علاقات العراق بمحيطه الإقليمى ، أو فى تغير المزاج العام داخل العراق نفسه ، فالعراق يبتعد أكثر عن معنى الهيمنة الإيرانية الغالبة ، ويقترب أكثر من جواره العربى الخليجى والأردنى المصرى بالذات ، وفكرة "البيت الشيعى" السياسى جرت عليها تشققات ودواعى فرز غير مسبوق ، وأحزاب الطابع الدينى تآكلت وتتوارى ، وأولوية المعنى العراقى المستقل إلى إطراد فى حضورها ، خصوصا بعد تراجع الوجود المقنن لقوات وقواعد التحالف الأمريكى ـ الغربى عموما ، وعقد اتفاق تقليص الدور ، وحصره فى وظائف التدريب والاستخبارات والاستشارات العسكرية ، وانفلات أعصاب الأحزاب والميليشيات الأكثر ولاء لإيران ، بعد هزائمها التاريخية فى جولة الانتخابات الأخيرة ، وفشلها فى التفاهم والمساومة مع تيار "مقتدى الصدر" ، الذى يرفع شعار "حكومة أغلبية وطنية لا شرقية ولا غربية" ، وهو ما يعنى الرغبة فى تقليص النفوذ الأمريكى والإيرانى معا ، والانقلاب على سيرة حكومات "التوافق" على توزيع حصص الفساد ، ونهب ثروات العراق الغنى ، ومحو شخصيته الوطنية المستقلة .

  وفى وجوه المفارقة العراقية المتعددة ، نجح رجل الدين الشاب مقتدى الصدر ، فيما فشل به السياسى "العلمانى" المخضرم "إياد علاوى"  قبل أكثر من عشر سنوات ، الإثنان من الشيعة فى القيد الطائفى ، لكن الفوارق الشخصية كثيرة ، فقد كان علاوى بعثيا قياديا ، واختلف وطورد  فى ظل حكم أحمد حسن البكر ونائبه صدام حسين ، وعلاوى إبن لأسرة سياسية قديمة منذ زمن الحكم الملكى ، وشغل منصب رئيس الوزراء لشهور أوائل زمن الاحتلال الأمريكى ، وحاول استلهام قبضة صدام القوية فى ممارسته القصيرة للحكم عامى 2004 و 2005 ، وأهله ذلك ليصبح موضع دعم ورهان من دول خليجية غنية مناوئة لإيران ، وكون تحالفا واسعا من السنة والشيعة فى انتخابات 2010 ، وفاز فيها بالمركز الأول ، لكن "نورى المالكى" ، الذى كان وقتها سيد اللحظة ورئيس الوزراء ، قطع الطريق على "علاوى" ، واستعان بأطراف "البيت الشيعى" الموالية بغالبها وقتها وبشدة لإيران ، وفاز بسجال "الكتلة الأكبر" ، وحصل على منصب رئيس الوزراء للمرة الثانية بعد الاحتلال ، لكن الرياح أتت بما لا تشتهيه سفن "المالكى" ، الذى راكم ثروات مسروقة ، قيل أنها طاولت سقف السبعين مليار دولار ، ولم يكن يتورع هو الآخر عن مواجهة خصومه بالقبضة "الصدامية" ذاتها ، وخاض ما أسماه "صولة الفرسان" لردع التيار الصدرى وعمليات "جيش المهدى" ضد قوات الاحتلال الأمريكى ، إضافة لحروبه الطائفية الاستئصالية ضد جماعات السنة العرب ، وضد حركات المقاومة الوطنية البعثية والإسلامية ، وإلى أن فاجأته كاسحة ظهور جماعة "داعش" ، التى سيطرت فى ساعات معدودات على أغلب المحافظات الغربية والشمالية (السنية) ، وتفننت فى جرائم قطع رءوس ضباط جيش المالكى الميليشياوى الشيعى غالبا ، ومع صدمة "داعش" المزلزلة ، سقط "المالكى" عن عرشه ، وقدم حزب المالكى (الدعوة) وجها آخر هو "حيدر العبادى" ، بدا أقل طائفية ، وأكثر قدرة على حشد الجهد الذاتى فى معركة هزيمة "داعش" ، التى استعان فيها بفتوى "النجف" ، وبالأمريكيين والإيرانيين معا ، لكن النصر الذى نسب إلى "العبادى" ، لم يزد فرصه  فى انتخابات 2018 متدنية التصويت ، التى جئ بعدها برئيس الوزراء الباهت الشخصية "عادل المهدى" ، بينما كانت القواعد الشعبية الشيعية تغلى ، ويتعاظم ضيقها بالأحزاب الممعنة فى طائفيتها ، والسارقة بفجور للثروات من تحت العمائم ، والموالية الخاضعة لإيران ، ولأوامر "قاسم سليمانى" قائد "فيلق القدس" بالحرس الثورى ، الذى قتله الأمريكيون فيما بعد بصاروخ ذكى على أبواب مطار بغداد ، ثم كانت قيامة انتفاضة الفرات الأوسط والجنوب الشيعى أواخر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019 ، وتوالى جولاتها وتضحياتها ، والتصدى لها بالعنف الدموى الشنيع من جماعات الهوى الإيرانى ، وسقوط 30 ألف قتيل وجريح فى صفوف المنتفضين الشبان ، بينما لجأ التيار الصدرى وشيخه "مقتدى" ، إلى مغازلة (انتفاضة تشرين) ، ومنافستها أحيانا بحشود تخطف الكاميرات ، وأضاف لمكاسبه التى كان حققها قبلها فى انتخابات 2018 ، حين خلع البرة الدينية المباشرة ، وكون مع فئات علمانية ويسارية تحالف "سائرون" ، وفاز بالمركز الأول بنحو 54 مقعدا ، زادها فى الانتخابات الأخيرة عام 2021 إلى 73 مقعدا ، ورفض التحالف مع جماعات "الإطار التنسيقى" المشايع لإيران ، الذى تدنى تمثيله البرلمانى ، وفشل فى الضغط بالشارع لتعديل النتائج ، كما فشل فى مساومة "الصدر" لإعادة تأسيس البيت الشيعى الجامع ، ورفض "الصدر" بحزم إشراك "المالكى" بالذات ، الذى تدنى تمثيل كتلته "دولة القانون" إلى 35 مقعدا لاغير من إجمالى 329 مقعدا بالبرلمان ، فيما تقدمت عليه كتلة "تقدم" السنية بزعامة الحلبوسى ، التى عقدت حلفا مع كتلة "عزم" السنية بقيادة الملياردير الملغز "خميس الحنجر" ، ومد الطرفان مع كتل الأكراد خيوط تشاور فتحالف ضمنى وظاهر مع الكتلة الصدرية ، حققت لمقتدى الصدر هدفه الثأرى بإقصاء "المالكى" ، وعزل حلفائه من جماعات الولاء الإيرانى . 

  والمحصلة المرئية إلى الآن ، أن فكرة التحالف الشيعى الأكثرى انهارت عمليا ، وأن أولوية التكتل الطائفى ذهبت ريحها ، وأن السياسة العابرة للطوائف زادت حضورا فى العراق ، الذى لا ينص دستوره رسميا على التوزيع الطائفى للمناصب كما حال لبنان ، بل سرى التقاسم كعرف مرضى منذ احتلال العراق فى إبريل 2003 ، لكن الجديد الملموس هذه المرة ، أنه قد تزيد فرص مراجعة الأعراف السياسية المفتتة لوحدة العراق والعراقيين ، وقد يمكن تخليق سياق يتقبل مراجعة الدستور ، الذى وضعه حاكم الاحتلال الأمريكى "بول بريمر" ، وأقصى عروبة العراق إلى الهامش لا المتون ، فثمة روح عروبية جديدة تتفتح ورودها فى العراق ، وتنفك عنها بعض القيود "الفارسية" الثقيلة مع النجاح الجزئى لانتفاضة "تشرين" ، ودخول عشرات من شبابها الوطنى إلى عضوية البرلمان الجديد ، وخلخلة نفوذ الأحزاب الطائفية والدينية التقليدية ، وبما قد يوفر قوة دفع مضافة لحلم استعادة عراقية العراق وعروبته ، وإعادة بناء حركته الوطنية والثقافية وهويته العروبية ، خصوصا إذا تحقق المتوقع إلى حد ما ، وأعيد انتخاب "مصطفى الكاظمى" "المستقل" رئيسا للوزراء ، وهو الذى جاء إلى منصبه بدفع مباشر من زلزال "تشرين" ، وقد كان قبلها رئيسا لجهاز المخابرات ، ومالت أغلبية البرلمان السابق لاختياره رئيسا للحكومة عقب استقالة "عادل المهدى" مضطرا ، وقد لا يكون "الكاظمى" اختيارا مثاليا صافيا ، وفى تاريخه الشخصى ثقوب وخروق ودواعى ريبة ، لكن "براجماتيته" الظاهرة ونشاطه الملموس ، وانفتاح سياسته على الخليج وعلى مصر بالذات ، قد يعين على كسب متدرج لمعركة التملص من التبعية المفرطة المزمنة للجوار الإيرانى ، وقد يفتح الباب الموارب لتقوية مؤسسات الدولة الهشة فى العراق ، ودفعها لخوض حرب داخلية تنتظرها مع جماعات "داعش" التى عادت لانتعاش ملحوظ ، ومع جماعات مسلحة منساقة عقائديا للتشيع الفارسى ، وتتخفى سياسيا من وراء تحالف "الفتح" بزعامة "هادى العامرى" ، ومن وراء واجهات سياسية لكتائب "حزب الله" و"عصائب أهل الحق" وغيرها ، تستعد كلها بعد هزائمها الانتخابية المنكرة لشن هجمات دموية مسلحة ، قد لا يتورط " المالكى" بتراكم حنكته فى تأييدها علنا ، وإن كان يستخدمها من وراء ستار ، ويطمع فى العودة إلى "الواجهة الأمامية" من جديد ، وإن كان يدرك أن زمنه السياسى قد فات ، وأن أحزاب اليمين الدينى والطائفى دالت دولتها ، وفى عموم العالم العربى ، وليس فى العراق وحده ، فقد احتكر حزب "الدعوة الإسلامية" صدارة المشهد غالبا فى حكم العراق بعد الاحتلال ، من "إبراهيم الجعفرى" إلى "حيدر العبادى" ، وكان "المالكى" هو العنوان الأبلغ دلالة ، فهو الأمين العام لا يزال لحزب "الدعوة" ، وهو المعادل الشيعى لجماعة "الإخوان" فى أوساط السنة ، وقد تلاشى تأثير "الإخوان" فى العراق ، وكان آخر نسلهم السياسى ممثلا فى شخص "سليم الجبورى" رئيس البرلمان الأسيق ، ودارت الدائرة على حزب "المالكى" ، الذى بدأ حياته السياسية بامتهان بيع "السبح" بالقرب من مقام السيدة زينب فى دمشق ، وربما لا يتبقى له سوى اختيار العودة إلى مهنته القديمة .

Kandel2002@hotmail.com

الخميس، 13 يناير 2022

فى الذكرى 16 للتسامح والتصالح "جمعية ردفان الخيرية :الجنوب لكل جنوبي "

 


سها البغدادي 


احتفل شعب الجنوب ، اليوم الخميس ، بالذكرى الـ 16 لإعلان التصالح والتسامح، الذي تم تدشينه في جمعية ردفان الخيرية في عدن، عاصمة جنوب اليمن يوم 13 يناير 2006. يتم الاحتفال بهذه الذكرى سنوياً بمشاركة جماهيرية كبيرة، وفعاليات شعبية وثقافية وسياسية متنوّعة. 


وحضر الأحتفال كوكبة من الشخصيات العامة والقيادات وهم رئيس الجمعيه المهندس محمد محسن وأعضاء الجمعيه  والقائد مختار النوبي وسليمان الزامكي وعثمان معوضه وحيدرة الجحماء ورئيس حركة الايادي البيضاء المستشار صلاح حيدرة . وعدد من رؤساء  الجمعيات من مختلف المحافظات الجنوبية .

وهم رئيس جمعية العواذل ورئيس جمعية الضالع ورئيس جمعية يافع ورئيس جمعية شبوة وشخصيات اجتماعية وسياسية  ومثقفين من كل مناطق الجنوب.


ومن أهم  مبادىء جمعية ردفان مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي حيث  تستعيد الجمعية نشاطها مع كل ألوان الطيف الجنوبي ويذكر أن هناك خطوات قادمه للتصحيح . 





وبجانب إرساء مبدأ التصالح والتسامح  وتدعو الجمعية إلى عودة كل الأخوة الفرقاء من أجل خدمة الوطن الجنوبي والحفاظ علئ تضحيات أبنائة . تحت شعار الجنوب لكل جنوبي وبكل أبنائه.





رساله ماجستير حول مشكلات الاداره المدرسيه في محافظة الضالع

 


عدن/غازي النقيب

حصل الطالب /شائع محمد حسين النقيب على شهاده الماجستير حول بحثه المقدم إلى قسم الأصول والإدارة التربوية في كلية التربية جامعة عدن حيث أوضحت الرساله المشكلات التي يواجهها مديري ومديرات مدارس التعليم الثانوي في محافظة الضالع من وجهة نظر (المعلمين)كمشكلات الإدارية والتعليمية والمشكلات التي تتعلق بالمجتمع المحلي .

ولتحقيق اهداف الدراسه استخدم الباحث المنهج الوصفي المسحي الذي يتناسب مع هذه الدراسة فقد قام الباحث ببناء أداه للدراسة الميدانية وقد تم اختيار عينه من المعلمين والمعلمات بطريقة عشوائية من بعض مديريات محافظة الضالع كعينه للدراسة والبالغ عددهم (216) والتي تمثل مجتمع الدراسة وحصل الباحث على استجابة (196)معلم ومعلمة وتم تحليل البيانات باستخدام برنامج(SPSS) وتوصلت الدراسة إلى النتائج الاتيه:

-اظهرت النتائج أن مشكلات الاداره المدرسيه في مدارس التعليم الثانوي في محافظة الضالع كانت بدرجة عالية وبتوسط حسابي(3,61)ووزن مئوي (72,2)

-اظهرت النتائج أن المشكلات (المتعلقة بالبنى التحتية للمدرسة) حصلت على المرتبة الأولى بمتوسط حسابي( 4,02) ووزن مئوي(80,4)

-اظهرت النتائج أن المشكلات المتعلقة بالمجتمع المحلي حصل على الدرجة الثانية بمتوسط حسابي(3,70) ووزن مئوي74بالمائة

-اظهرت النتائج أن المشكلات المتعلقة بالمجالات التعليمية حصلت على المرتبة الثالثة بمتوسط حسابي 3,44ووزن مئوي 68,8

-اظهرت النتائج أن المشكلات المتعلقة بالمجال الإداري حصل على المرتبة الرابعة بمتوسط حسابي 3,28ووزن مئوي 65,6

-لاتوجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلاله 0,05بين متوسط تقديرات أفراد عينه الدراسه حول مشكلات الاداره المدرسيه في مدارس التعليم الثانوي في محافظة الضالع تعزى لمتغيرات الجنس والمؤهل لعلمي .

وقد حصل الباحث شايع النقيب على درجة الماجستير بامتياز على رسالته حول مشكلات الاداره المدرسيه في مدارس التعليم الثانوي في محافظة الضالع.

تكونت لجنة المناقشة من 

ا.مشارك .د. انيس عبدالقوي صالح رئيسا ومشرفا علميا جامعة عدن

ا.مساعد.د.زيد النقيب- عضواً ومناقشا داخليا جامعة عدن

ا.مساعد.د. عزيز محمد سالم معافى عضواً ومناقشا خارجياً مركز البحوث التربوي





الأربعاء، 12 يناير 2022

مصائر السودان بقلم عبد الحليم قنديل

 


    كان الأستاذ هيكل يتجنب الكتابة عن السودان فى أغلب الأحوال ، وقد سألوه مرة عن السبب ، وكان جوابه الحذر ملفتا بمعانيه ، التى تصف الوضع السودانى بأنه غابة من التشابكات والخيوط المتداخلة ، ومن دون أن يغفل عن حساسية الإخوة السودانيين المفرطة ، وبالذات إن كان الكاتب مصريا .

  وقد بدت هذه الحساسية مفهومة ، وإن كان مشكوكا فى صفاء نوايا  ووعى دعاتها المثيرين للريب ، فقد جمع مصر والسودان تاريخ معقد ، دفع قطاعات سودانية إلى ترديد نغمة مرذولة عما تسميه "الاستعمار المصرى" ، فى إشارة إلى وقائع جرت منذ قرنين وأكثر ، حين اتجهت ملكية محمد على وخلفاؤه فى مصر إلى التمدد جنوبا ، وبدوافع بينها استكشاف والحفاظ على أمن منابع ومجرى النيل ، ورسم خرائط السودان بحدوده الأحدث ، ولم تدم روح التوسع المصرى أغلب الأوقات الملكية ، فقد وقع السودان كما مصر فريسة للاحتلال البريطانى ، وابتدعت إدارة الاحتلال ما أسمته "الحكم الثنائى المصرى البريطانى" للسودان ، الذى كان موضع هيمنة مطلقة للبريطانيين ، ومن دون أن يكون للطرف المصرى دور يعتد به ، فقد كان حاكم السودان تحت الاحتلال بريطانيا دائما ، ولم تقم فى مصر والسودان حكومة واحدة أبدا تحت الاحتلال ، وإلى أن تحولت السيرة إلى مقام هزلى تماما ، كان "فاروق" آخر ملوك العائلة العلوية ، يحمل فيه صفة "ملك مصر والسودان" ، بينما لم تكن لفاروق سلطة تذكر فى مصر ذاتها ، وكان "المندوب السامى البريطانى" سيد القرار فى القاهرة ، وإلى أن قامت "ثورة الضباط الأحرار" فى 23 يوليو 1952 ، وأبرمت اتفاقية جلاء الاحتلال البريطانى عام 1954 ، بعد احتلال دام 72 سنة ، وانحاز جمال عبد الناصر لحق السودان فى تقرير مصيره ، وهو ما حدث باستفتاء شعبى سودانى أواخر عام 1955 ، جرى بعده إعلان استقلال السودان فى الأول من يناير 1956 ، وقرر عبد الناصر وقتها منح كل الأسلحة المصرية المتواجدة فى السودان كهدية لجيش الأشقاء ، وصار عبد الناصر زعيما شعبيا أعظم فى مصر والسودان والأمة العربية كلها فى خمسينيات وستينيات القرن العشرين، وجرى استقباله على نحو أسطورى فى قمة "لاءات الخرطوم" عقب هزيمة 1967 .

  ومن وقت استقلاله ، وتعاقب أنظمة الحكم عليه ، لم ينعم السودان أبدا بصيغة حكم مستقر راسخ ، وتوالت فصول الدورة الخبيثة ، من حكم مدنى إلى حكم عسكرى يلحقه ، وتطول فتراته بالتدريج ، من حكم العسكريين لست سنوات بعد انقلاب إبراهيم عبود ، ثم إلى 16 سنة زمن انقلاب جعفر النميرى ، ثم إلى حكم الثلاثين سنة مع انقلاب عمر البشير المتحالف مع جماعة الإخوان ، وبمجموع فترات حكم عسكرى ، وصلت إلى 52 سنة ، هى أغلب وقت السودان "المستقل" من 65 سنة مضت ، بدا فيها التناقض ظاهرا ، بين حيوية الشعب السودانى الفياضة فى انتفاضات وثورات 1964 و 1985 و2018 و2019 ، وبين حصاد المتاهة السودانية ، التى توالت فيها حروب أهلية ، قتلت وشردت الملايين ، وأدت لانفصال جنوب السودان عام 2011 ، ثم اشتعال حروب انفصال مضافة فى شرق وغرب وجنوب ما تبقى من السودان ، وإلى أن جرى خلع حكم البشير ، وعقد اتفاقات "جوبا" للسلام فيما بعد ، التى لم تلتحق بها حتى اليوم ، حركات تمرد مسلحة فى الغرب والجنوب ، إضافة لتفاقم نزعات الانفصال فى "بورسودان" والشرق ، ودخول أوضاع الخرطوم إلى متاهة عسكرية مدنية ، لا يبدو فيها من ختام سلس لفترة حكم انتقالى ، كان متفقا عليها بعد نهاية ديكتاتورية البشير ، وصياغة "الوثيقة الدستورية" فى أغسطس 2019 ، والاتفاق على سلطة مزدوجة عسكرية ـ مدنية ، جعلت قائد الجيش "عبد الفتاح البرهان" رئيسا لما أسمى "المجلس السيادى" ، وكان "د.عبد الله حمدوك" رئيسا لحكومة مدنية ، جرى تعديلها مرات ، وإشراك ممثلين لأحزاب من "قوى الحرية والتغيير" عنوان الثورة ، ودون أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية ، برغم نجاح "حمدوك" فى كسب تعاطف أمريكى وأوروبى ، كان سندا لشخصه بعد إقالته بقرار "البرهان" فى 25 أكتوبر 2021 ، ثم عودة "حمدوك" باتفاق مع "البرهان" فى 21 نوفمبر اللاحق ، وإخفاقه فى التفاهم مع الأطراف السياسية المتناحرة ، وعجزه عن تأليف حكومة كفاءات مستقلة على مدى قارب الشهرين ، ثم لجوئه أخيرا إلى استقالة نهائية ، أشهر فيها يأسه من  فرص نجاح حوار الأطراف المدنية ذاتها ، وإن تخلص مؤقتا من صداع اتهامه بخيانة الثورة ، وعقد صفقة مع انقلاب العسكريين والجنرال "البرهان" ، فى حين تواصل تدفق عشرات آلاف المتظاهرين إلى شوارع العاصمة المثلثة ، وبذات الحيوية الفياضة المشهورة عن الشبان والشابات فى السودان ، وشجاعة التصدى للقمع المتعاقب ، برغم سقوط مئات الشهداء والشهيدات فى رحلة الثورة الأخيرة ، والتصميم على إسقاط سلطة البرهان والعسكريين ، وترك الساحة كلها لحكم مدنى خالص ، تبدو عناوينه مجهولة غامضة حتى للمتظاهرين والمتظاهرات ، بينما يواصل "البرهان" ومجلسه مشاوير البحث عن رئيس وزراء مدنى يخلف "حمدوك" ، وسط مخاوف أغلب المرشحين من المجازفة بالموافقة ، فشوارع الخرطوم  لا تهدأ ، وسيول الغضب الجارف لا تتوقف عن التجريف ، و"قوى الحرية والتغيير" تتواصل انشقاقاتها ، ومشاهد الاحتراب القبلى تخرج عن السيطرة فى "دارفور" و"غرب كردفان" ، وحركات "عبد الواحد نور" و"عبد العزيز الحلو" و"جوزيف توكا"  لا تزال على تمردها المسلح فى الجنوب والغرب ، و"قبائل البجا"  بالشرق تهدد بالانفصال وترك وحدة السودان ، والأوضاع الاقتصادية تتابع تدهورها المأساوى وسقوطها الحر ، والشارع الساخط لا يريد الذهاب إلى انتخابات مبكرة ، تفرز حكما مدنيا كاملا ، وقادة الجيش يحذرون من انزلاق إلى فوضى شاملة ، وأجهزة المخابرات الدولية والإقليمية تعيث خرابا وتمويلا وفسادا فى الخلاء السودانى الموحش الخطر ، وإملاءات الأمريكيين والبريطانيين وغيرهم تجرى على الهواء مباشرة .

  والمحصلة بالجملة ، أن دراما السودان الراهنة تجاوزت من شهور حدود الصدام بين عسكريين ومدنيين ، وجدوى المفاضلة أوالمفاصلة بين حكم عسكرى وحكم مدنى ، بل وصيغ حكم السودان كلها ، وصار مصير السودان نفسه على المحك ، وربما يكون ضغط الفترة الانتقالية التى طالت بأكثر مما ينبغى ، وتراكمت خلافاتها على نحو عدمى متسلسل ، ولا تبدو لها من نهاية مأمونة ، بغير الإعداد لانتخابات عامة متعجلة ، قد تسبق موعدها المقرر أواسط عام 2023 ، وتفرز رئيسا منتخبا وحكومة مدنية منتخبة ، وهذا هو الاختيار المعلن للجيش وقائده "البرهان" ، الذى تعهد باعتزال الجيش والسياسة ، بعد إجراء الانتخابات وتنصيب الحكم المدنى الجديد ، لكن المعضلة المرئية ، أن هذه "الوصفة" التى تبدو منطقية فى ظاهرها ، لا تبدو مقنعة ولا مقبولة من جماعات الشارع الغاضب ، خصوصا فى "تجمع المهنيين" و"لجان المقاومة" ، وأطراف جناح "المجلس المركزى" للحرية والتغيير ، وكلها جماعات لا ينكر أثرها ودورها فى تحريك الشارع المتظاهر ، لكن أوزانها السياسية الانتخابية غاية فى الضعف ، ربما باستثناء أحزاب تقليدية قديمة كالحزب "الاتحادى" و"حزب الأمة" وتفرعاتهما ، قد تجد موطأ قدم فى انتخابات قريبة تجرى ، وتخشى عودة سيطرة "الكيزان" من جماعة الإخوان وأخواتها ، ومن تنامى نفوذ جماعات وأحزاب مستجدة قريبة عموما من "البرهان" ودوائر الجيش والقوى الأمنية ، إضافة لأدوار انتخابية منظورة لحركات اتفاق سلام "جوبا" وغيرها فى دارفور والجنوب والشرق ، وكلها مخاوف تبدو مفهومة ، لكن التوقف عندها ، لا يعنى سوى الشلل الكامل فى ماكينة الحكم بالسودان ، وترك الفراغ السياسى ليحتله الجيش ، وهو القوة الوحيدة الأكثر تماسكا فى السودان اليوم ، فقد أدى الشجار السياسى الحزبى الذى لا يتوقف ، وتوالى موجات التظاهر ، وما يصحبها من عنف ودماء ووقف حال ، إلى ضيق محتبس فى صدور أغلبية السودانيين الصامتة ، التى تعانى بؤس "المعايش" وإغلاق الاقتصاد والغلاء وانسداد سبل الرزق ، والنفور من سيرة السياسة ودعاوى الأحزاب جميعا ، وتراكم شعور متزايد ، قد يسأم فكرة الثورة نفسها ، بالذات مع تحول قطاع من الثوريين إلى سلوك فوضوى ، يتحدث عن "مدنية كاملة" ، بدون مقدرة على تشخيصها ، أو تقديم قيادات جاذبة جالبة لقناعة  الرأى العام السودانى ، وهو ما قد يعيد "الدورة الخبيثة" لدولاب العمل ، ويفتح الطرق سالكا لانقلاب عسكرى كامل ، لا يبدو من بديل جاهز لتجنبه ، فى بلد عظيم الموارد الطبيعية والبشرية ، لكنه يفتقر إلى جهاز دولة كفء قادر ، ومؤهل لتحمل صدمات وتقلبات السياسة ، وإدارة حياة طبيعية مع كل هذا الاضطراب ، وقد بدا ذلك قدرا مفروضا للسودان منذ استقلاله ، نأمل أن ينفك عنه ، وأن تكون مصائر السودان بقدر أحلام وأشواق بنيه الأكثر بسالة عربيا ، وإن لم يكونوا الأفضل حظا .

Kandel2002@hotmail.com

    كان الأستاذ هيكل يتجنب الكتابة عن السودان فى أغلب الأحوال ، وقد سألوه مرة عن السبب ، وكان جوابه الحذر ملفتا بمعانيه ، التى تصف الوضع السودانى بأنه غابة من التشابكات والخيوط المتداخلة ، ومن دون أن يغفل عن حساسية الإخوة السودانيين المفرطة ، وبالذات إن كان الكاتب مصريا .

  وقد بدت هذه الحساسية مفهومة ، وإن كان مشكوكا فى صفاء نوايا  ووعى دعاتها المثيرين للريب ، فقد جمع مصر والسودان تاريخ معقد ، دفع قطاعات سودانية إلى ترديد نغمة مرذولة عما تسميه "الاستعمار المصرى" ، فى إشارة إلى وقائع جرت منذ قرنين وأكثر ، حين اتجهت ملكية محمد على وخلفاؤه فى مصر إلى التمدد جنوبا ، وبدوافع بينها استكشاف والحفاظ على أمن منابع ومجرى النيل ، ورسم خرائط السودان بحدوده الأحدث ، ولم تدم روح التوسع المصرى أغلب الأوقات الملكية ، فقد وقع السودان كما مصر فريسة للاحتلال البريطانى ، وابتدعت إدارة الاحتلال ما أسمته "الحكم الثنائى المصرى البريطانى" للسودان ، الذى كان موضع هيمنة مطلقة للبريطانيين ، ومن دون أن يكون للطرف المصرى دور يعتد به ، فقد كان حاكم السودان تحت الاحتلال بريطانيا دائما ، ولم تقم فى مصر والسودان حكومة واحدة أبدا تحت الاحتلال ، وإلى أن تحولت السيرة إلى مقام هزلى تماما ، كان "فاروق" آخر ملوك العائلة العلوية ، يحمل فيه صفة "ملك مصر والسودان" ، بينما لم تكن لفاروق سلطة تذكر فى مصر ذاتها ، وكان "المندوب السامى البريطانى" سيد القرار فى القاهرة ، وإلى أن قامت "ثورة الضباط الأحرار" فى 23 يوليو 1952 ، وأبرمت اتفاقية جلاء الاحتلال البريطانى عام 1954 ، بعد احتلال دام 72 سنة ، وانحاز جمال عبد الناصر لحق السودان فى تقرير مصيره ، وهو ما حدث باستفتاء شعبى سودانى أواخر عام 1955 ، جرى بعده إعلان استقلال السودان فى الأول من يناير 1956 ، وقرر عبد الناصر وقتها منح كل الأسلحة المصرية المتواجدة فى السودان كهدية لجيش الأشقاء ، وصار عبد الناصر زعيما شعبيا أعظم فى مصر والسودان والأمة العربية كلها فى خمسينيات وستينيات القرن العشرين، وجرى استقباله على نحو أسطورى فى قمة "لاءات الخرطوم" عقب هزيمة 1967 .

  ومن وقت استقلاله ، وتعاقب أنظمة الحكم عليه ، لم ينعم السودان أبدا بصيغة حكم مستقر راسخ ، وتوالت فصول الدورة الخبيثة ، من حكم مدنى إلى حكم عسكرى يلحقه ، وتطول فتراته بالتدريج ، من حكم العسكريين لست سنوات بعد انقلاب إبراهيم عبود ، ثم إلى 16 سنة زمن انقلاب جعفر النميرى ، ثم إلى حكم الثلاثين سنة مع انقلاب عمر البشير المتحالف مع جماعة الإخوان ، وبمجموع فترات حكم عسكرى ، وصلت إلى 52 سنة ، هى أغلب وقت السودان "المستقل" من 65 سنة مضت ، بدا فيها التناقض ظاهرا ، بين حيوية الشعب السودانى الفياضة فى انتفاضات وثورات 1964 و 1985 و2018 و2019 ، وبين حصاد المتاهة السودانية ، التى توالت فيها حروب أهلية ، قتلت وشردت الملايين ، وأدت لانفصال جنوب السودان عام 2011 ، ثم اشتعال حروب انفصال مضافة فى شرق وغرب وجنوب ما تبقى من السودان ، وإلى أن جرى خلع حكم البشير ، وعقد اتفاقات "جوبا" للسلام فيما بعد ، التى لم تلتحق بها حتى اليوم ، حركات تمرد مسلحة فى الغرب والجنوب ، إضافة لتفاقم نزعات الانفصال فى "بورسودان" والشرق ، ودخول أوضاع الخرطوم إلى متاهة عسكرية مدنية ، لا يبدو فيها من ختام سلس لفترة حكم انتقالى ، كان متفقا عليها بعد نهاية ديكتاتورية البشير ، وصياغة "الوثيقة الدستورية" فى أغسطس 2019 ، والاتفاق على سلطة مزدوجة عسكرية ـ مدنية ، جعلت قائد الجيش "عبد الفتاح البرهان" رئيسا لما أسمى "المجلس السيادى" ، وكان "د.عبد الله حمدوك" رئيسا لحكومة مدنية ، جرى تعديلها مرات ، وإشراك ممثلين لأحزاب من "قوى الحرية والتغيير" عنوان الثورة ، ودون أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية ، برغم نجاح "حمدوك" فى كسب تعاطف أمريكى وأوروبى ، كان سندا لشخصه بعد إقالته بقرار "البرهان" فى 25 أكتوبر 2021 ، ثم عودة "حمدوك" باتفاق مع "البرهان" فى 21 نوفمبر اللاحق ، وإخفاقه فى التفاهم مع الأطراف السياسية المتناحرة ، وعجزه عن تأليف حكومة كفاءات مستقلة على مدى قارب الشهرين ، ثم لجوئه أخيرا إلى استقالة نهائية ، أشهر فيها يأسه من  فرص نجاح حوار الأطراف المدنية ذاتها ، وإن تخلص مؤقتا من صداع اتهامه بخيانة الثورة ، وعقد صفقة مع انقلاب العسكريين والجنرال "البرهان" ، فى حين تواصل تدفق عشرات آلاف المتظاهرين إلى شوارع العاصمة المثلثة ، وبذات الحيوية الفياضة المشهورة عن الشبان والشابات فى السودان ، وشجاعة التصدى للقمع المتعاقب ، برغم سقوط مئات الشهداء والشهيدات فى رحلة الثورة الأخيرة ، والتصميم على إسقاط سلطة البرهان والعسكريين ، وترك الساحة كلها لحكم مدنى خالص ، تبدو عناوينه مجهولة غامضة حتى للمتظاهرين والمتظاهرات ، بينما يواصل "البرهان" ومجلسه مشاوير البحث عن رئيس وزراء مدنى يخلف "حمدوك" ، وسط مخاوف أغلب المرشحين من المجازفة بالموافقة ، فشوارع الخرطوم  لا تهدأ ، وسيول الغضب الجارف لا تتوقف عن التجريف ، و"قوى الحرية والتغيير" تتواصل انشقاقاتها ، ومشاهد الاحتراب القبلى تخرج عن السيطرة فى "دارفور" و"غرب كردفان" ، وحركات "عبد الواحد نور" و"عبد العزيز الحلو" و"جوزيف توكا"  لا تزال على تمردها المسلح فى الجنوب والغرب ، و"قبائل البجا"  بالشرق تهدد بالانفصال وترك وحدة السودان ، والأوضاع الاقتصادية تتابع تدهورها المأساوى وسقوطها الحر ، والشارع الساخط لا يريد الذهاب إلى انتخابات مبكرة ، تفرز حكما مدنيا كاملا ، وقادة الجيش يحذرون من انزلاق إلى فوضى شاملة ، وأجهزة المخابرات الدولية والإقليمية تعيث خرابا وتمويلا وفسادا فى الخلاء السودانى الموحش الخطر ، وإملاءات الأمريكيين والبريطانيين وغيرهم تجرى على الهواء مباشرة .

  والمحصلة بالجملة ، أن دراما السودان الراهنة تجاوزت من شهور حدود الصدام بين عسكريين ومدنيين ، وجدوى المفاضلة أوالمفاصلة بين حكم عسكرى وحكم مدنى ، بل وصيغ حكم السودان كلها ، وصار مصير السودان نفسه على المحك ، وربما يكون ضغط الفترة الانتقالية التى طالت بأكثر مما ينبغى ، وتراكمت خلافاتها على نحو عدمى متسلسل ، ولا تبدو لها من نهاية مأمونة ، بغير الإعداد لانتخابات عامة متعجلة ، قد تسبق موعدها المقرر أواسط عام 2023 ، وتفرز رئيسا منتخبا وحكومة مدنية منتخبة ، وهذا هو الاختيار المعلن للجيش وقائده "البرهان" ، الذى تعهد باعتزال الجيش والسياسة ، بعد إجراء الانتخابات وتنصيب الحكم المدنى الجديد ، لكن المعضلة المرئية ، أن هذه "الوصفة" التى تبدو منطقية فى ظاهرها ، لا تبدو مقنعة ولا مقبولة من جماعات الشارع الغاضب ، خصوصا فى "تجمع المهنيين" و"لجان المقاومة" ، وأطراف جناح "المجلس المركزى" للحرية والتغيير ، وكلها جماعات لا ينكر أثرها ودورها فى تحريك الشارع المتظاهر ، لكن أوزانها السياسية الانتخابية غاية فى الضعف ، ربما باستثناء أحزاب تقليدية قديمة كالحزب "الاتحادى" و"حزب الأمة" وتفرعاتهما ، قد تجد موطأ قدم فى انتخابات قريبة تجرى ، وتخشى عودة سيطرة "الكيزان" من جماعة الإخوان وأخواتها ، ومن تنامى نفوذ جماعات وأحزاب مستجدة قريبة عموما من "البرهان" ودوائر الجيش والقوى الأمنية ، إضافة لأدوار انتخابية منظورة لحركات اتفاق سلام "جوبا" وغيرها فى دارفور والجنوب والشرق ، وكلها مخاوف تبدو مفهومة ، لكن التوقف عندها ، لا يعنى سوى الشلل الكامل فى ماكينة الحكم بالسودان ، وترك الفراغ السياسى ليحتله الجيش ، وهو القوة الوحيدة الأكثر تماسكا فى السودان اليوم ، فقد أدى الشجار السياسى الحزبى الذى لا يتوقف ، وتوالى موجات التظاهر ، وما يصحبها من عنف ودماء ووقف حال ، إلى ضيق محتبس فى صدور أغلبية السودانيين الصامتة ، التى تعانى بؤس "المعايش" وإغلاق الاقتصاد والغلاء وانسداد سبل الرزق ، والنفور من سيرة السياسة ودعاوى الأحزاب جميعا ، وتراكم شعور متزايد ، قد يسأم فكرة الثورة نفسها ، بالذات مع تحول قطاع من الثوريين إلى سلوك فوضوى ، يتحدث عن "مدنية كاملة" ، بدون مقدرة على تشخيصها ، أو تقديم قيادات جاذبة جالبة لقناعة  الرأى العام السودانى ، وهو ما قد يعيد "الدورة الخبيثة" لدولاب العمل ، ويفتح الطرق سالكا لانقلاب عسكرى كامل ، لا يبدو من بديل جاهز لتجنبه ، فى بلد عظيم الموارد الطبيعية والبشرية ، لكنه يفتقر إلى جهاز دولة كفء قادر ، ومؤهل لتحمل صدمات وتقلبات السياسة ، وإدارة حياة طبيعية مع كل هذا الاضطراب ، وقد بدا ذلك قدرا مفروضا للسودان منذ استقلاله ، نأمل أن ينفك عنه ، وأن تكون مصائر السودان بقدر أحلام وأشواق بنيه الأكثر بسالة عربيا ، وإن لم يكونوا الأفضل حظا .

Kandel2002@hotmail.com

الخط الأحمر الروسي في كازاخستان !!

ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن الولايات المتحدة الأمريكية كوريث شرعي للقوى الاستعمارية القديمة التي كانت تتزعمها انجلترا وفرنسا حتى نهاية الحرب العالمية الثانية, ومنذ ذلك التاريخ تقدمت الولايات المتحدة الأمريكية لتفرض سيطرتها وهيمنتها على العالم, وظلت الولايات المتحدة الأمريكية مكبلة وغير قادرة على السيطرة الكاملة على العالم لمدة تزيد عن أربعة عقود كان هناك قطب آخر في العالم يمنعها من فرض هيمنتها وسيطرتها وهو الاتحاد السوفيتي الذي دارت بينه وبين الولايات المتحدة الأمريكية حرباً باردة انتهت مع نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات من القرن العشرين بانهيار وتفكيك الاتحاد السوفيتي, وانفراد الولايات المتحدة الأمريكية بالساحة الدولية كقطب أوحد يفرض سيطرته وهيمنته على العالم, ويقوم بالبلطجة والعربدة على كل من يحاول السير على نهج وطني مستقل بعيدا عن السياسات التي ترسمها الولايات المتحدة الأمريكية لدول الكوكب سواء اقتصادياً أو سياسياً أو حتى ثقافياً. 


وخلال الثلاثة عقود الأخيرة والتي أصبحت فيها الولايات المتحدة الأمريكية قطباً أوحد على الساحة الدولية حدثت العديد من الكوارث للعديد من الدول سواء في منطقتنا العربية أو العالم, حيث استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية بعض الدول التي رفضت الخضوع لهذه السيطرة والهيمنة الاستعمارية الجديدة, ولن نذهب بعيداً فمع مطلع التسعينيات انطلقت حرب الخليج الثانية بعد ايعاذ الولايات المتحدة الأمريكية لصدام حسين بغزو الكويت وتحركت أمريكا لتتزعم القوات الدولية لتحريرها تحت مسمى عاصفة الصحراء, وبعدها احتلت هى منطقة الخليج بكاملها وليس الكويت فقط عن طريق إقامة قواعد عسكرية أمريكية في هذه البلدان بزعم حمايتها, وبذلك استطاعت أن تسيطر على المنطقة الأكثر غنى في العالم وتهيمن على مصادر الطاقة وتستنزف ثروات وخيرات هذه المنطقة الاستراتيجية.


ومع مطلع الألفية الثالثة بدأت الولايات المتحدة الأمريكية مرحلة جديدة من السيطرة والهيمنة حيث دبرت ونفذت أحداث 11 سبتمبر 2001 كذريعة لغزو افغانستان ثم العراق بحجة مكافحة الإرهاب, وخلال هذين الحربين تكبدت الولايات المتحدة الأمريكية خسائر كبيرة مما جعلها تتخلى عن هذا النوع من الحروب التقليدية وتتجه لنوع جديد من أجل فرض سيطرتها وهيمنتها وتحقيق مصالحها وأطماعها الاستعمارية فظهر مصطلح الجيل الرابع للحروب " حيث تقوم الولايات المتحدة الأمريكية برعاية بعض التنظيمات المحترفة, وتقوم بنشرها حول العالم وتمدها بالإمكانيات والخلايا الخفية, وتنشط لضرب مصالح الدول الأخرى الحيوية كالمرافق الاقتصادية, وخطوط المواصلات لمحاولة أضعاف هذه الدول أمام الرأى العام الداخلي, بحجة إرغامها على الانسحاب من التدخل في مناطق نفوذها, وأبرز هذه التنظيمات كان تنظيم القاعدة "، وأهم الآليات المستخدمة في الجيل الرابع للحروب هى وسائل الإعلام التقليدي والجديد, ومنظمات المجتمع المدني, والمعارضة, والعمليات الاستخبارتية, والنفوذ الأمريكى في أي بلد لخدمة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية, وسياسات البنتاغون.


وبعد اختراع الجيل الرابع للحروب ظهرت الثورات الملونة التي تطبق من خلالها الولايات المتحدة الأمريكية حربها الجديدة من أجل السيطرة والهيمنة على الدول المناوئة للسياسات الغربية الاستعمارية كالدول الشيوعية السابقة في وسط وشرق أوروبا, ووسط آسيا, ولبنان, وإيران, وتعتمد الثورات الملونة على مجموعة من الحركات المطلبية, والعصيان المدني, وأعمال الشغب, واستخدم المشاركون في هذه الثورات المزعومة المقاومة السلمية والعنيفة أحيانا, والاحتجاجات, والتظاهرات, مع استخدام وشاح ذو لون محدد أو زهرة كرمز, ومنها الثورة الوردية في جورجيا, والثورة البرتقالية في أوكرانيا, وثورة التوليب في قيرغيزيا, وثورة الأرز في لبنان, والثورة الخضراء في إيران, وثورة الزعفران في بورما, والثورة القرمزية في التبت, وهناك أدلة دامغة على أن هذه الثورات جميعها تدار بواسطة بعض المؤسسات الأمريكية مثل مؤسسة سوروس, وذلك لخدمة المصالح الاستعمارية الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.


وفي إطار الجيل الرابع للحروب بل والجيل الخامس وكشكل أكثر تطوراً من أشكال الثورات الملونة جاء الربيع العربي المزعوم والذي طبقت من خلاله أساليب جديدة ومتطورة كاستخدام الفبركات الإعلامية بشكل مكثف عبر الإعلام التقليدي والجديد المتمثل في السوشيال ميديا التي سيطرت وهيمنت على العقل الجمعي ليس داخل مجتمعاتنا العربية فقط ولكن حول العالم, وإلى جانب هذا الجنرال الجديد تم استخدام الورقة الطائفية والمذهبية والعرقية لإشعال الفتن بين مكونات المجتمع الواحد, وتطوير أداء التنظيمات الإرهابية لتخوض الحرب بالوكالة وبشكل مباشر في مواجهة الجيوش النظامية داخل مجتمعاتنا المستهدفة, هذا بالطبع إلى جانب الحركات المطلبية, والاحتجاجية السلمية, والممارسة للشغب, وبالقطع أثبتت الأيام أن هذه الثورات العربية المزعومة تقف خلفها الولايات المتحدة الأمريكية بهدف تحقيق مشروعها التقسيمي والتفتيتي للمنطقة العربية.


وخلال السنوات الأخيرة شعرت الولايات المتحدة الأمريكية أن قبضتها على العالم لم تعد قوية, وأنها لم تعد قطباً أوحد بعد أن برز دور روسيا الاتحادية على الساحة الدولية كقطب جديد, وكذلك تبلور دور الصين كقوى عظمى, وهو ما جعل الحرب الباردة تعود في ثوب جديد, لذلك قامت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً بالانسحاب من أفغانستان ثم طالبت حلف الناتو بالتدخل مرة أخرى في أوكرانيا, وبذلك تخلق بؤر توتر على حدود خصومها الدوليين الجدد, ومع مطلع العام الجديد قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإشعال النيران في أحد بوابات الأمن القومي الروسي وهى كازاخستان, التي تشهد الآن ثورة ملونة ضمن حروب الجيل الرابع والخامس حيث أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية بعض المليشيات الإرهابية للعبث بأمن كازاخستان.


 لكن الرد الروسي هذه المرة جاء حاسماً حيث تم التدخل المباشر عبر وحدات من القوات الروسية ضمن قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي, وذلك لمساعدة السلطات الكازاخستانية في إطفاء النيران المشتعلة والتي يطلق عليها الإعلام الأمريكي ثورة شعبية في حين أنها ثورة ملونة برعاية أمريكية, وبذلك ترسي روسيا الاتحادية مبدأ جديد في حربها الباردة مع الولايات المتحدة الأمريكية بأن الأمن القومي الروسي خط أحمر, فهل تستوعب مجتمعاتنا العربية هذا المعنى وتتحرك للحفاظ على الأمن القومي العربي المنتهك منذ سنوات, اللهم بلغت اللهم فاشهد.  

   

بقلم/ د. محمد سيد أحمد

الأحد، 9 يناير 2022

صلاح مصيلحى لصوت العرب هناك طفرة اقتصادية كبيرة للثروة السمكية في انتظارنا

 


◼️دكتور . صلاح مصيلحي رئيس الهيئة العامة للثروة السمكية


◼️ *مصر تحتل المركز الاول افريقيا والسادس عالمياً في مجال الاستزراع السمكي* 


◼️ *تشهد الثروة السمكية في مصر نهضة واضحة وتسير بخطوات واعدة*


◼️ *هناك طفرة اقتصادية كبيرة للثروة السمكية في انتظارنا* 


◼️ *نطمح في ان يصل إنتاج مصر من الاسماك الي ٣ ملايين طن* 


◼️ *العديد من الدول الاوروبية تكتب على الماركتينج اسم سمك البردويل لشهرته الواسعة* 


◼️ *مبادرة بر امان ساهمت في تغير وتحسين احوال الصيادين* 


حاوره بكر عمر 


 د. صلاح مصيلحي له العديد من الإنجازات التي نجح في تحقيقها منذ توليه رئاسة الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية تتحدث عن نفسها في ظل المجهودات المبذولة والدعم الدائم من سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي والسيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي ومن ابرز هذه الإنجازات احتلال مصر المركز الاول افريقيا والسادس عالمياً في مجال الاستزراع السمكي والعديد من الإنجازات مما دفعنا لطلب التحاور وكان لنا معه هذا الحوار.

إلى نص الحوار 

◼️ *في البداية بصفتك رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية كيف ترى وضع مصر حالياً على خريطة الاستزراع السمكي وما هي رؤيتك المستقبلية للثروة السمكية؟*

وضع مصر على خريطة الاستزراع السمكي جيد جداً حيث تشهد الثروة السمكية في الوقت الراهن نهضة واضحة وتسير بخطوات واعدة جعلتها تحتل المركز الاول افريقيا والسادس عالمياً ولا شك في أن هذه المكانة التي وصلت إليها الثروة السمكية ستتعزز خلال السنوات المقبلة وبإذن الله هناك طفرة اقتصادية كبيرة للثروة السمكية في انتظارنا في ظل المجهودات المبذولة والدعم المستمر والتوجيهات الدائمة من سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

◼️ *ما حجم إنتاج الاستزراع السمكي خلال الفترة الماضية* ؟

بلغ إنتاج مصر من الاسماك في يوليو الماضي حوالي ٢.٢ مليون طن منهم ٨٠٪ من الاستزراع السمكي و٢٠٪ من المصائد الطبيعية والمزارع السمكية تغطي حوالي ٣٠٠ آلف فدان على مستوى الجمهورية وتنتج حوالي اكثر من ١.٦ مليون طن وهذا له مردود إيجابي حيث زادت المحصيلات المالية من مبيعات الاسماك والزريعة للمواقع الإنتاجية التابعة للهيئة الي ٧٢ مليون جنيه ومن الاراضي ولاية الهئية الي ١٢١ مليون جنيه وزادت الإيرادات الكلية للهيئة ٢١٥ مليون جنيه.

◼️ *ما هي اهم الخطط والبرامج وضع الاستراتيجيات التي تعمل عليها الهئية العامة لتنمية الثروة السمكية خلال السنوات المقبلة لرفع عائداتها وما هو دور القطاع الخاص في هذا الجانب؟*

وضعت الهئية العامة لتنمية الثروة السمكية خططاً طموحة لتحقيق زيادة الإنتاج وتحسين مستوى جودة المنتج بما يحمله من تحديات وصعوبات ومن هنا جاء العمل على وضع الخطة الاستراتيجية مصر ٢٠٣٠ لتحقيق مجموعة من الاهداف حيث نطمح ان يصل إنتاج مصر من الاسماك في الثروة السمكية إلي ٣ ملايين طن إما بالنسبة للتعاون مع القطاع الخاص فنحن نسعى جاهدين لعمل على تهيئة مناخ الاستثمار وازلة اي عقبات او معوقات لجذب المستثمرين وتمكينهم من الحصول على فرص استثمارية باعتبارهم شريك اساسي في تحقيق التنمية المستدامة.

 *◼️ما هي العقبات والتحديات التي كانت تواجه الهئية العامة لتنمية الثروة السمكية واستطاع د. صلاح مصيلحي التغلب عليها وما هي الصعوبات التي مازالت تواجه الهئية في سبيل اداء دورها في تنمية الثروة السمكية* ؟

واجهتنا العديد من التحديات والصعوبات والمعوقات واستطعنا بفضل الله ومجهودات جميع العاملين بالهيئة التغلب عليها وإيجاد الحلول المناسبة لها فضلاً على إنجاز العديد من الملفات مثل إعادة التعاقد والنظر في القيم الإيجارية وجدولة المديونيات وحل ازمة شركة الصيد ومعداته التابعة للهيئة حيث كانت وصلت مديونتها لاكثر من ٣٠ مليون جنيه مما كان يعرض الشركة للحجز بالإضافة إلى إزالة التعديات بنسبة ١٠٠٪ وعمليات التطهير المستمرة وعودة الصيادين لمنطقة الكنائس ببحيرة ادكو لاول مره منذ سنوات عديدة والسماح لمراكب الصيد بالسروح بالعريش بعد إغلاق دام سنوات وتوقيع مذكرة تفاهم مع دولة المجر للتعاون في مجال الثروة السمكية اما بالنسبة للصعوبات التي مازالت تواجه الهئية في اداء دورها في تنمية الثروة السمكية فهناك تحدي كبير هو الاستغلال الأمثل للبحيرات والبحار الذي لم يتحقق حتى الآن ولكن نعمل على مواجهة هذا التحدي بالتخطيط واتباع الاساليب الحديثه بالإضافة إلى مواجهة الصيد الجائر ومخالفات الصيد والممارسات الخاطئة التي استطاع قانون حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية الجديد مواجهته والحد منها.

◼️ برايك ما هي اهم الخصائص التي تميز به قانون حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية الجديد ومدي تاثيره بشكل عام؟

من اهم الخصائص والفوائد التي حمله قانون ١٤٦ لسنة٢٠٢١ بشان حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية هي وضع الضوابط الاساسية بما يسمح لتحقيق الحماية الفعالة للبحيرات المصرية وتنظيم اعمال الصيد ومنع مختلف اشكال التعديات على البحيرات والحفاظ على الثروة السمكية وتوحيد القواعد القانونية بالإضافة إلى معالجة الثغرات والسلبيات التي كانت بالقوانين الماضية التي مر عليها اكثر من ٣٥ عاما .

◼️ إلي اي مدي يتم تعويض الصيادين اثناء فترات توقف الصيد؟

طبقا لتوجيهات سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم الصيادين وتلبية احتياجاتهم الأساسية لتوفير حياة كريمة لهم ولاسرهم وخصوصا اثناء الاوقات الخاصة بوقف الصيد بسبب النمو البيولوجي للاسماك من تفريغ وتبويض وفقس ويختلف هذا الامر من مكان لآخر ولذا فقد تم إنشاء قاعدة بيانات وعمل منظومة متكاملة للصيادين الامر الذي يضمن استفادة اكبر عدد ممكن منهم وذلك بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي وصندوق تحيا مصر وهيئة الثروة السمكية لمساعدة الصيادين وإزالة كافة الصعوبات التي تواجههم من خلال الدعم المالي والمادي بتوفير المستلزمات والادوات المستخدمة في الصيد وإعادة هيكلة وصيانة وتجديد وتجهيز بعض مراكب الصيد ويستهدف الدعم ٤٢ آلف صياد علي مدار اربع مراحل تم الانتهاء من المرحلة الأولى والثانية وحالياً في المرحلة الثالثة بتكلفة تجاوزت ٥٠ مليون جنيه لتطوير حياتهم ومعشتهم وتنمية هذه الثروة التي تعد شريانا" اقتصاديا".

◼️ تنظم الهئية العامة لتنمية الثروة السمكية العديد من الدورات التدريبية المحلية والدولية لتنمية قدرات العاملين واكتساب الخبرات ما تقيمك لهذه الدورات وهل بالفعل تساهم في رفع وتطوير مستوى العاملين بالهيئة؟

بالفعل تلعب هذه الدورات التدريبية دوراً مؤثراً وفاعلا في تنمية مهارات وتطوير مستوى العاملين بالهيئة فلدينا الكثير من الشباب الذين يمتلكون مواهب واضحة وتعتبر هذه الدورات فرصة مميزة لصقل المواهب وتنميتها مما يعود بالنفع على الهئية.

◼️ وما ابرز ما يميز هذه الدورات التدريبية؟

اعتقد ان ما يميزها انها لكافة الفئات سواء من داخل الهئية او من خارجها من طلاب وطالبات الجامعات والكليات التابعة للثروة السمكية في مصر ومن القطاع العام والخاص والمعاهد المصرية في مجال الاستزراع السمكي والمصائد ورعاية الاحواض السمكية والطرق الحديثة وهناك زيارات ميدانية للمواقع الإنتاجية ومحاضرات توعوية نظرية وعملية بالهيئة وسنستمر في تنفيذ الدورات التدريبية في مجال الامان الحيوي والتي تم وفقاً لبروتوكول التعاون المشترك بين هيئة الثروة السمكية وكلية الطب البيطري بدعم من منظمة الفاو.

◼️ تعد بحيرة البردويل من اهم مصادر الثروة السمكية في مصر ما هي اخر التطورات التي وصلت إليها؟

بحيرة البردويل كانت من ضمن مخططات التطوير التي اوصي بها سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتنمية وتطوير البحيرات المصرية وعودتها لسابق عهدها حيث انها تعد من انقي وافضل البحيرات في العالم واحدي اهم مصادر الثروة السمكية في مصر وتطل على البحر المتوسط مباشرة وتتميز بدرجة عالية من النقاء والتنوع البيولوجي كما انهي محمية طبيعية بعيدة عن اي مصدر من مصادر التلوث حيث لا يوجد بها اي نوع من انواع الصرف الصحي او الصناعي او الزراعي وبالتالي فهي تتمتع باسماك عالية الجودة مثل سمك البوري والدنيس والوقار وموسي والجمبري وغيرهم من الاسماك الفاخرة وتعد البحيرة الوحيدة التى يتم تصدير إنتاجها الي دول الاتحاد الأوروبي وهناك العديد من الدول الاوروبية تكتب على الماركتينج اسم سمك البردويل بسبب شهرته الواسعة اما بالنسبة لم وصلنا إليها من تطوير في البحيرة فقد تم تطهيرها ورفع العوائق من داخل المسطح المائي وفتح ميناء العريش الخاص بمراكب شمال سيناء فضلا على اعمال جاري تنفذها مثل إزالة تسريبات الرمال من الحاجز الغربي وغيرها من الاعمال التي ترتب عليها زيادة الإنتاج السمكي حيث كان يترواح في السنوات الماضية بين ٢٠٠٠ طن  إلي ٣٠٠٠ طن إما الآن اصبح معدل الإنتاج متميز جدا حيث تجاوز ٤٠٠٠طن يتم ضخه في الاسواق بنحو ٢٠٪ يتم توزعهم على منطقة شمال سيناء و٣٠٪ يتم توزعهم في الاسواق المصرية والباقي يتم تصديره.

◼️ بعد نجاح مشروع الفيروز للاستزراع السمكي بمحافظة بورسعيد  هل يمكن تعميم هذه التجربة؟

في الحقيقة مشروع الفيروز للاستزراع السمكي شرق التفريعة بمحافظة بورسعيد يعد الاكبر من نوعه في الشرق الأوسط والاكثر اهمية في مجال الثروة السمكية وتتمثل اهميته في في إقامته قرب البحر حيث النقاء والصفاء الخاص بتلك المياه عالي جدا وبالتالي يكون المنتج بجوده عاليه جدا ونحن نعمل على نطاق واسع وإمكانيات عاليه لدعم عمليات الاستزراع السمكي في مصر حيث تم إنشاء عدد من المصانع لخدمة المنتج مثل التعبئة والتغليف وحفظ الاسماك وذلك يوفر الكثير من فرص العمل المباشرة والغير مباشرة في العديد من المهن والتخصصات في هذا المجال كما يساهم المشروع ايضاً في تنفيذ اهداف السياسة العامة للدولة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الاسماك عاليه الجوده ذات المواصفات العالمية

◼️ في الفترة الأخيرة زاد طلب الصيادين في الحصول على تراخيص مزاولة المهنة لاستفادة من امتيازات خدمات التامين الصحي والحوافز التي تقدمها الدولة لهم وباعتبار الهئية العامة لتنمية الثروة السمكية هي الجهة المنوطة بمنح وإصدار الترخيص ما هي آليات ذلك؟

تعمل الهئية العامة لتنمية الثروة السمكية على تسهيل إجراءات إصدار ومنح تصاريح الصيد لمن يتقدم سواء للصيادين او الهواه مع التنبيه عليهم بإتباع الضوابط والمحظورات لاماكن الصيد وترخيص نشاط مزاولة الصيد يتطلب إجراءات بسيطة وهي تقديم طلب مزاولة نشاط صيد هواه وجلب صورتين ومل استماره والحصول على صورة منها.

◼️ برايك إلي اي مدي ساهمت مبادرة بر امان في تغير احوال صغار الصيادين؟

بالفعل ساهمت مبادرة بر امان في تغير وتحسين احوال الصيادين بتمويل من صندوق تحيا مصر ووزارة التضامن الاجتماعي من خلال اربع مراحل كما ذكرت من قبل حيث ضمت المرحلة الأولى بحيرة الريان بالفيوم وشملت ايضاً بحيرات ادكو ومريوط والمنزلية واستفادة منها اكثر من ١٠٧٠٤ صياداً يعملون بتلك البحيرات وضمت المرحلة الثانية بحيرات التمساح والمره والبرلس واستفادة منها ٧٤١٦ صياداً وحالياً جاري العمل على المرحلة الثالثة.

الهبة الشعبية الثانية لإغلاق محطة الفحم الحجري في مصنع أسمنت الوطنية تتعرض لإطلاق نار من قبل قوة عسكرية

 


لحج/خاص:


تعرضت الهبة الشعبية الثانية لإغلاق محطة الفحم الحجري التي تستخدم في تشغيل مصنع أسمنت الوطنية بلحج، صباح اليوم، لإطلاق نار كثيف من قبل قوة عسكرية.


جاء ذلك أثناء تنظيم أهالي منطقة المسيمير والملاح لوقفة احتجاجية اليوم للمطالبة بإيقاف محطة الفحم الحجري التي تستخدم في تشغيل مصنع اسمنت الوطنية.


وتعرض المحتجين لإطلاق نار كثيف من قبل قوات عسكرية تتبع اللواء فضل حسن قائد المنطقة العسكرية الرابعة، وذلك لمنع المحتجين من تنفيذ وقفتهم الإحتجاجية للمطالية بإيقاف محطة الفحم الحجري.



وتأتي هذه الوقفة بعد فشل كل الجهود التي بذلت من قبل أطراف مختلفة بعد الوقفة الاحتجاجية الأولى الشهر الماضي،  والتي تم الاتفاق على تشكيل لجنة و القيام بالنزول لتقييم الأضرار البيئية و لكن بسبب فشل إدارة اللجنة بقيادة رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة و الذي يعتبر السبب الرئيسي في عرقلة وإفشال العمل و قيام المصنع بعملية صيانة شاملة لمحو كل آثار التسرب و السموم المنبعثة كل ذلك في سبيل تشريع الإبادة الجماعية عبر الأمراض القاتلة و قتل الحياة الحيوانية و التربة و الزراعة لأهالي مديريات المسيمير و الملاح، حيث يعتبر كل ذلك جريمة في حق السلطات المتقاعسة و التي لم تولي حياة المواطنين اي اهتمام مقابل بقاء محطة الفحم الحجري تعمل في قتل الأبرياء .



وأكد المحتجين خلال وقفتهم على خطورة مادة الفحم الحجري المستخدمة في توليد الطاقة في المصنع، مشيرين إلى أنها تسببت بإتلاف التربة الزراعية كما تتسبب في إنتشار أمراض خطيرة بين أوساط المواطنين منها السرطان والتهابات رئوية والفشل الكلوي وتشوهات خلقية، تصل للمدن المجاوره للمصنع من خلال الغازات السامة التي تطلقها محطة الفحم الحجري.



وقال المحتجين أنهم تعرضوا لمضايقات من قبل قوى عسكرية تتبع المصنع، حيث أطلقت النار عليهم لتفريقهم برغم ان الوقفة سلمية ولم يطالبون فيها بإغلاق المصنع ولكنهم طالبوا بإيقاف استخدام مادة الفحم الحجري التي كانت سبب معاناتهم خلال السنوات الماضية.



وأفاد المحتجين بأن مطالب الوقفة الاحتجاجية هي إيقاف عمل محطة الفحم الحجري و عودة العمل كما كان سابقاً وهي توليد الطاقة الكهربائية بمولدات الديزل و انهم لايرغبون بأي تنمية وهمية او مساعدات تسولية من المصنع بل استخدام كل هذا في توفير الديزل المولدات فقط... قائلين: لانريد أموالكم خذوها و أوقفوا قتلنا و قتل أولادنا و مصادر عيشنا. 


وكانت اللجنة المنظمة قد تعرضت لضغوطات وتهديدات مبطنة لمنع الخروج من بعض المستفيدين من المصنع و لكنها استمرت لأن القضية تمس حياة أولادهم و مستقبلهم و تدمر أرضهم و شعبهم. 


وقد طُوِّرت وسائل عديدة للتقليل من التلوث ولكنها مكلفة ولم تثبت جدواها حتى الآن...ومع ذلك فإن استعمال الفحم الحجري يحمل في طياته مشاكل من نوع آخر إذ إن احتراقه سببًا رئيسيًا لتلوث الهواء وزيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون. 


وذلك ما ثبت وأكدت عليه (175) دولة وعلى رأسها الصين، لتقليص استخدام الفحم الحجري، حيث وقعوا على اتفاقية باريس للمناخ في 12/ ديسمبر/ 2015م، وتعتبر الصين أكبر دولة مستخدمة لوقود الفحم  الحجري وتتوفر لديها تقنيات ووسائل حماية، ومع ذلك وقعت على الاتفاقية والغت استخدامها لمادة الفحم الحجري.


وذكر باحثون أن ملوثات الفحم الحجري مسؤولة عن امراض سرطان الرئتين ولوكيميا الدم وعن عطب جهاز المناعة وكافة امراض الجهاز التنفسي وتشوه الأجنة وامراض الجهاز العصبي المستدامة ، وأنه وقود العهد البائد وقد اسقطته الدول من حساباتها بالرغم من ازمة البترول والغاز ، وان استخراج الفحم الحجري يعد خطيراً في كل مراحل معالجته عند استخراجه وأثناء نقله وتخزينه وقبل وبعد حرقه وجعله صديقا للبيئة حلما غير قابل للتحقق.