اخبار ذات صلة

الجمعة، 29 أبريل 2022

في يوم القدس العالمي محور المقاومة أصبح أقرب لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة...



       هو يوم عظيم وقرار حكيم أتخذ من قبل صاحب بصيرة ورؤيا طويلة الأمد ليذكر الأمة بالعودة لله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام لتنهض الأمة الإسلامية بعربها وعجمها وتتخلص من الوهن والضعف والهشاشة والفرقة وتلتقي وتتوحد على تحرير فلسطين كاملة ومدينة القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وغيرها من المقدسات الإسلامية والمسيحية من إيادي المحتلين الصهيوغربيين وقطعان عصاباتهم من المرتزقة المستوطنين...


      فعلم رحمه الله أن القدس هو من يوحد الأمة ويعيد كرامتها وقوة ماضيها العظيم وتاريخها المجيد لحاضرها ومستقبلها لتوجيه الأنظار إليه والعمل على تحريره، وكان يعلم رحمه الله بأن مؤامرات  الصهاينة وداعميهم في أمريكا وأوروبا وفتنهم وحروبهم لم ولن تنتهي على الأمة ودولها وشعوبها لتبقى الأمة ملتهية ومنشغلة بنفسها وفلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية محتلة بأيديهم وبذلك لن يجدوا من يطالب بتحريرها منهم أو يطالب بعودتها إلى أصحابها الحقيقيين  وهم الفلسطينيون ومن ورائهم العرب والمسلمين...


      لذلك ومنذ إنتصار الثورة الإسلامية على حكم الشاه البائد حضنت جمهورية إيران الإسلامية فلسطين وقضيتها ومقاومتها وبشكل علني وأمام العالم أجمع، ومنذ اللحظة الأولى من الإنتصار أمر قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني رحمه الله وأدخله فسيح جناته بإنزال العلم الإسرائيلي عن موقع السفارة بعد هروب السفير الصهيوني وطاقم سفارته من إيران إلى غير رجعة، وأمر برفع العلم الفلسطيني على موقع السفارة الصهيونية وطلب من الفلسطينين ومن المرحوم الشهيد ياسر عرفات بأن يرسل سفير لفلسطين ويستلم موقع السفارة، فكانت أول سفارة فلسطينية معترف بها على مستوى الدول في جمهورية إيران الإسلامية، 

وأيضا أمر رحمه الله بتخصيص يوم القدس العالمي حتى لا ينسى العالم العربي والإسلامي فلسطين والقدس وأمر بأن يكون في شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وشهر الجهاد والتحرير والإستشهاد والمقاومة والصبر والإنتصارات وأن يكون في آخر جمعة من الشهر المبارك...


      وبالطبع أصبح هذا اليوم المبارك يوما عربيا وإسلاميا وعالميا بإمتياز مع العرفان والتقدير والإحترام من الجميع لمن أمر به لأنه يذكرهم بالأرض المحتلة فلسطين والقدس وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية فالرحمة على روحه الطاهرة وأرواح شهداء إيران الإسلامية والأمة العربية والإسلامية كاملة الذين قضوا وهم يعملون ليلا ونهارا من أجل تحرير الأرض والأمة ودعم المقاومة بكل ما تحتاجه لإخراج المحتل الصهيوغربي من أرضنا وبرنا وجونا ومن ثم تحرير فلسطين كاملة من البحر إلى النهر ومن النهر إلى البحر...


    أمر الإمام الخميني رحمه الله بذلك اليوم حتى نعمل ليلا ونهارا لتحرير فلسطين والقدس من المحتلين الصهاينة ومن داعميهم الأمريكان، في وقت كانت بعض القيادات العربية الخليجية قد طبعت من تحت الطاولة مع الكيان الصهيوني وكانوا يذهبون لتل الربيع المحتل خفية كاللصوص أي ما سمي بتل أبيب ليلا ونهارا يسرحون ويمرحون بأحضان عاهرات الموساد الإسرائيلي ومنهن من تسلم مناصب عليا في دولة الإحتلال الصهيوني مثل تسيبي ليفني وإعترافاتها بذلك الأمر وغيرها الكثير، فإيران صادقة مع نفسها وشعبها وأمتها ومع فلسطين والقدس والمقاومة بالذات فدعمتها بكل ما تحتاجه من دعم لوجستي مادي وإعلامي وعسكري وغيره من أنواع الدعم دون خوف أو وجل أو نفاق لأمريكا وأوروبا  الصهيونيتين المؤسستين والداعمتين لعصابات اليهود وقطعان المستوطنين المحتلة لفلسطين...

   

     نعم إن إيران الإسلامية ومحورها المقاوم حضن فلسطين وقضيتها بعد أن وجد بأن بعض القادة العرب سيبيع فلسطين وشعبها مرات كثيرة مقابل بقاء عروشهم إلى يوم الدين، والأيام والأشهر والسنوات التي تلت الثورة الإسلامية والمؤامرات والحروب المفتعلة ضدها وإغتيال بعض قياداتها آنذاك وفي أيامنا الحالية كإغتيال شهيد القدس الحاج قاسم سليماني رحمه الله تعالى أكدت بأن إيران على حق وانها تعمل لصالح الأمة وقضيتها المركزية فلسطين، وأن رؤية إيران الإسلامية الحقيقية للضعف العربي ولهشاشة الأنظمة وتوغل الصهاينة بقرارات هؤلاء القادة الضعفاء كانت رؤية حقيقية ومستقبلية...


     لكن مخططاتهم الصهيونية لتجويع الشعوب المقاومة أثبتت فشلها لأنهم شعوب لم ولن ينسوا فلسطين ولن ينسوا دماء شهدائهم التي سقطت على ثرى تلك الأرض المباركة وهم يدافعون عنها، ويرفضون التطبيع بكل أشكاله مع ذلك الكيان الصهيوني ويطالبون محور المقاومة بتحرير فلسطين كاملة وطرد الصهاينة وداعميهم من فلسطين والمنطقة بأكملها، ويرفضون ويحاربون كل عمليات السلام المشؤومة القديمة والجديدة وكل سرقات القرن وإتفاقيات التطبيع المتصهينة ويعملون على نفيها من تاريخ الأمة بأكملها....


    أما بالنسبة للفلسطينيون فإن ما جرى في الماضي من إنقسام خارجي وما زال في الدول العربية والإسلامية أدى إلى إنقسام داخلي مخزي أثر على القضية برمتها وأجل تحرير فلسطين الأرض والإنسان وما زالت نتائج ذلك الإنقسام تؤثر على الفلسطينين وعلى الدول التي دعمت مقاومتهم ضد المحتل الصهيوني وداعميه، لذلك يجب أن ينتهي ذلك الإنقسام المجحف بحق  الفلسطينين وعلى فتح وحماس وكل الفصائل الفلسطينية أن تعمل على تحقيق المصالحه الوطنية الشاملة والجامعة لكل أبناء فلسطين في الداخل والشتات، ليتم عمل إنتخابات رئاسية جديدة ويتم تشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة من كل الفصائل الفلسطينية برئاسة شخصية فلسطينية حرة شريفة مقاومة تعيد كل الفصائل الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية لتعمل معا من أجل المقاومة والتحرير فقط والخلاص من أي عمليات سلام مشؤومة لم تكن يوما إلا لصالح عصابات الصهاينة ليأخذوا وقتهم بتنفيذ مخططاتهم التلمودية المزورة في فلسطين وفي المنطقة والعالم أجمع وهذا ما جرى بعد عمليات السلام المرسومة والمشؤومة مع فلسطين والأردن تم بعدها تنفيذ مخططات الثورات المفتعلة وبعد فشلها صفقات وسرقات القرن وبعدها عمليات التطبيع المخزية....


    وبالنسبة لإيران فإنها كانت وما زالت وستبقى داعمة لمقاومة فلسطين ومقاوميها وكل مقاومي المنطقة والعالم  وكان قادة  جمهورية إيران الإسلامية دائما يعملون على إنهاء ذلك الإنقسام العربي والفلسطيني ويؤكدون للجميع بأن ذلك الإنقسام أكبر خطر على فلسطين وإن لم ينتهي للأبد فإنه سيؤدي إلى تصفيتها نهائيا وهذا ما يخطط له الصهاينة وداعميهم الأمريكان والأوروبيين ووكلائهم وعملائهم في منطقتنا، لكن للأسف الشديد لم تجد آذان صاغية في ذلك الوقت لأنهم كانوا يعتبرون أنفسهم أقوياء وسينفذون مخططات أسيادهم في منطقتنا خلال عدة أسابيع وإستمرت إحدى عشرة سنة وما زالت مستمرة رغم أن كل أحلامهم ومشاريعهم هزمت وتم رميها في مزابل التاريخ، والآن يحاولون التقارب من إيران والعراق وسورية واليمن ومدراء أجهزة إستخباراتهم تتنقل بين عواصم الأمة طهران وبغداد ودمشق...


    وإيران الإسلامية كانت دائما وما زالت تنادي بتلك اللقاءات بين دول المنطقة وقادة الأمة لتتوحد الأمة وتنهض وتحافظ على خيرات أرضها وبرها وجوها من أية أطماع خارجية، وحاليا ورغم كل العقوبات الصهيوغربية منذ قيام الثورة الإسلامية 1979 لغاية أيامنا الحالية إلا أنها كانت وستبقى قوية متماسكة ومقاومة وتقاوم الحصار والعقوبات الظالمة والمخططات الصهيوأمريكية وستنتصر عليها جميعا بعون الله لها، وما يجري من إنتصارات هنا وهناك وفي لقاءات فينا بخصوص الإتفاق النووي دليل على ذلك...


    لأن إيران الإسلامية أعدت لأعداء الله والرسل والأمة والإنسانية ما إستطاعت من سلاح ومال وقيادات لا تخاف إلا الله سبحانه وتعالى ولا تهاب الموت بل تعشق الشهادة في سبيل الله وهم جنود الله على الأرض وستنتصر هي ومحورها وبالرغم من كل المؤامرات عليها والعقوبات والتي تزداد يوما بعد يوم عليها منذ قيام الثورة الإسلامية لغاية أيامنا الحالية، وأمريكا وأوروبا المتصهينين والصهاينة والمستعربين والمتأسلمين يعلمون جيدا بأن جمهورية إيران الإسلامية هي قائدة المنطقة والأمة وهي من ستعيد وحدة الأمة من جديد بكل طوائفها ومذاهبها وهي من سيرفع لواء الأمة  وهي من سيخرج المحتلين الأمريكان والأوروبيبن وعصاباتهم المختلفة والمتنوعة وبكل وجوهها من المنطقة وهي من سيحرر فلسطين كاملة بإذن الله تعالى وعونه لها...


     وإيران وبحمد الله تعالى أصبحت قوة كبرى لا يستهان بها ومخطئ من يقول بأنها ضعفت بل بالعكس إنها في قوة تصاعدية ولن تنزل أبدا لأن الله أراد لها ذلك لتحمي الأمة وخيراتها وثرواتها ونفطها وغازها وبرها وجوها وبحرها وتحرر فلسطين والمقدسات، وأيضا هناك دولا عربية أخرى ضمن المحور  مثل الجزائر وتونس رغم الفتن التي تدار حاليا من داخلها لإشعالها كما جرى في دول عربية أخرى لكنها ستبوء بالفشل، وأيضا الأردن ورغم المؤامرات والضغوطات الخارجية والداخلية إلا أنه سيبقى متمسكا ومدافعا عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية إلى أن يتم تحريرها ومتابعة الملك عبدالله الثاني حفظه الله لما يجري في القدس والمسجد الأقصى وبالذات في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وأحياء مدينة القدس وبالذات منطقة الشيخ جراح من إنتهاك علني ووقح للمقدسات الإسلامية والمسيحية ولأراضي وبيوت الفلسطينين هي متابعات ومواقف عز وفخار...


    وها هي جمهورية إيران الإسلامية ومحورها المقاوم في منطقتنا ولأنهم يسيرون  على تنفيذ هذا الواجب الديني الشرعي والأمر الإلهي بمحاربة أعداء الله والرسل والأمة والإنسانية جمعاء اليهود الصهاينة يحققون النصر تلو النصر وينتصرون في كل الميادين السياسية والدينية والعسكرية والإعلامية والإقتصادية، وهم في يوم القدس أقرب إلى تحرير القدس وفلسطين كاملة والجولان ومزارع شبعا، لأنهم نصروا الله ونصرهم مرات عدة إلى أن يتحقق النصر الإلهي بالتحرير الكامل لفلسطين ولمنطقتنا وأمتنا والإنسانية جمعاء قريبا بإذن الله تعالى...

    

     والصهيوأمريكيين والأوروبين يعلمون قوة إيران ومحورها في المنطقة والعالم وعبر تصريحات قادتها تقول بأنه غير وارد الدخول في صراع او حرب مع إيران ليس لأن أخلاقهم تمنعهم من ذلك ولكن لأنهم يعلمون عن قوة إيران العسكرية وعن العواقب التي ستكون وخيمة على رأس أمريكا وجيوشها المنتشرة في المنطقة وعلى ربيب أمريكا الكيان اليهودي الصهيوني المسمى بدولة إسرائيل، والذي يحرض على إيران ويهدد بشكل علني وفي كل تصريحات قادته السابقين واللاحقين وآخرهم المعتوه بنت   وعصابات حكومته النازية...

    

    وإيران بإذن الله تعالى ستبقى داعمة لمحور المقاومة وللمقاوميين والدول والشعوب المظلومة والمحاصرة في فلسطين والعراق وسوريا ولبنان وفي كل مكان من المنطقة والعالم، وسيتم تحرير كل شبر من الأراضي العربية والإسلامية بل تحربر الأرض والإنسان من الظلم والإستكبار والطغيان الأمريكي  وعصاباته الصهيونية المجرمة وغيرها من المسميات التي تطلقها على عملائها وجنودها ومجنديها وتنشرها في دولنا والعالم لتنفيذ مخططاتهم الصهيونية التلمودية المزورة في منطقتنا والعالم و بإذن الله تعالى لأن الله لهم بالمرصاد ووعدهم بأن يرسل عليهم عبادا له من ذوي البأس الشديد يصولون الديار ويدخلوا  المسجد كما دخوله أول مرة ويتبروا تتبيرا....وهؤلاء هم عباد الله من محور المقاومة والدول العربية والإسلامية الداعمة لهم الذين سينهون خرافة بني صهيون في فلسطين والمنطقة والعالم إلى الأبد....           

 

     ولا ننسى بأن إيران لها حلفاء أقوياء أيضا مثل روسيا والصين والإتفاقيات الآخيرة الموقعة بين تلك الدول دليل على الوفاق المشترك والطويل بينهم لا الخلاف كما كان يروج الإعلام الصهيوغربي عربي، وهم مخطئون لأنه حلف قوي ويخطئ من يستهين بمحور مقاومة إيران الإسلامية العربي الإسلامي والعالمي الإيراني العراقي السوري واليمني وحركات المقاومة في لبنان وفي غزة فلسطين بل وكل فلسطين وروسيا والصين وفنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية ....وغيرها من الدول

كالأردن وتونس والجزائر ومصر....وغيرها من الدول العربية والإسلامية والعالمية التي ستنضم لمحور المقاومة لتخلص الإنسانية من الصهيوغرببين ومخططاتهم ومشاريعهم ومن عصابات بني صهيون إلى غير رجعة والله على نصرهم لقدير إنه نعم المولى ونعم النصير...

     

    وأخيرا نقول بأن يوم القدس العالمي هو بوصلة الأمة الحقيقية إتجاه خيار المقاومة الذي سيحرر فلسطين كاملة، والذي بدأ منذ اللحظة الأولى التي أعلن عنه إلى يومنا الحالي وسيبقى إلى أن يتم التحرير كاملا لفلسطين ومدينة القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وغيرها من المقدسات الإسلامية والمسيحية، والمقاومة خيار للأمة كاملة  وحمل السلاح والكفاح المسلح واجب شرعي من الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم لمحاربة أعدائهم وأعداء الأمة والإنسانية جمعاء والدفاع عن الأمة ومقدساتها، والتحرير قادم كما وعدنا الله ورسوله عليه الصلاة والسلام قريبا، يرونه بعيدا ونراه قريبا بعون الله تعالى لمحورنا المقاوم المنتصر دائما...


أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتب وباحث سياسي...

سيف البطولة ,, بقلم : صدى البطل ,, أيمن فايد

وصار سيف ديموقليس المعلق فوق كل عرش بشعرة من ذيل حصان، يمثل الخطر الداهم طول الوقت على المستبد سواء الفرد او الحاكم أو أراذل الشعوب، فلا يكاد يخلد إلي نوم أو يهنأ بحكم أو ثروة أو جاه أو مواقف يدعي فيها المثالية والنجاح، إلا وكان خيار سيف البطولة الذي يريد دائما أن يسقط بحكم طبيعة الأشياء - بضعف الشعرة أوضعف الإستبداد - الذين خيوط عروشهم أهون بكثير من خيوط بيت العنكبوت.

المستبد وأعوانه كلاب المطبخ "عبيد القصر" بتعبير "مالكوم إيكس" .. هم عمالقة الوهم أنظمة التفاهة ومعارضة السوء. 


وصدق إتيان صاحب "مقالة العبودية المختارة": "إذا ما التقى الأشرار فإنهم لا يؤلِّفون مجتمعاً بل مؤامرة، وهم لا يتحابون بل يخشى بعضهم بعضاً، وليسوا أصدقاء، بل هم متواطئون، يا إلهي، كيف يكون المرء منشغلاً ليلاً ونهاراً بإرضاء رجل، ويحذر منه ويخشاه أكثر من أي شيء في الدنيا".

وكذلك هو حال المستبد يخشى أعوانه فيتخلص منهم مثلما فعل نيرون.

وكما يقول "أفلاطون" الطاغية أسوء من اللص، اللصوص بينهم قانون أما الطاغية وأعوانة ليس بينهم قانون لأن جشعه ليس له حدود والصراعات التي بينهم هي العقدة الأساسية بينهم، خوفهم وكراهيتهم لبعضهم لا تنتهي"


فالطاغية وأزلامة عبيد لشخص مريض عقليا مثل نيرون حرق روما وقتل أمه وزوجته وقام يغني بٱلته الموسيقية

حقا إنهم نرجسيون. أنا لا أريد منكم الإقدام على دفعه أو زحزحته، وإنما الكف عن دعمه فقط، ولسوف ترونه مثل تمثال عملاق نزعت قاعدته من تحته، كيف يهوي بتأثير وزنه فينهار ويسقط.


نعم السقوط لا محالة واقع واقع .. سقوط الإستبداد وبشكل جلى لاريب فيه هو الخيار الوحيد .. سقوط السيف عقابا في قلب المستبد الظالم .. أو سقوط السيف ثوابا وأمانا في يد الحاكم العادل .. الساعي لمجد أمته، فالشعوب هي أقوى قلعة يمكن أن يحتمي بها الحاكم .. وسيف البطولة هو جوهرة العدل النادرة التي لا يمكن تفويت الظفر بها.

وصدق من قال: "حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر". 


              الإستكبار بوابة الإستبداد والنفاق

الإستبداد: هو التصرف في الشئون المشتركة - الشأن العام - بمقتضى الهوى وغرور المرء برأيه والأنفة عن قبول النصيحة - التي هي من صميم الدين - ويعتبر "عبد الرحمن الكواكبي" الإستبداد السياسي دون غيره هو أصل الداء في كل الأمور التي وقعت في التاريخ الإسلامي أو وقعت في التاريخ البشري مما يصيب الناس في أقوالهم وأفعالهم وحرياتهم.

ويعتبر "الكواكبي" أن المسلمين هم المتسببون بما حل بهم وبالتالي يجب ألا يعتبوا علي الأغيار أو يعتبوا علي الأقدار.  


وبالرغم من أن الكواكبي لم يكن أول المتحدثين عن الإستبداد بل إن كلامه كما ذكر هو بنفسه به إقتباسات كثيرة جدا جدا. 


وبالمثل كان هناك مفكرين في "قصة الفكر السياسي الإسلامي" لهم دور في نقد الظاهرة الإستبدادية أو المنطق الإستبدادي، هؤلاء المفكرون رحلوا إلي أوروبا والغرب وشاهدوا قضايا التطور السياسي والإجتماعي وقضايا الحقوق والحريات وإنتقدوا الظاهرة الإستبدادية "كرفاعة الطهطاوي، وجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده" لكن "عبد الرحمن الكواكبي" هو أشهر ناقد للإستبداد خاصة في القرن التاسع عشر بعدما إستفاد من أحد الأدباء الإيطاليين الذي تأثر بفكره تأثرا كبيرا وهو "فيتوريو الفييري ١٧٤٩ - ١٨٠٣"  والفييري إستفاد بدوره هو الٱخر من كتابات عصر الأنوار في الإستبداد وبالأخص من مقالة للعبودية المختارة "لإيتيان دو لا بويسيه"  ١٥٣٠ - ١٥٦٢ ولكن الكواكبي لم يشير من قريب ولا من بعيد من استفادته من إيتيان.


إلا أن الكواكبي يعتبر وبحق من أروع من تحدث عن الإستبداد، أقول تحدث وأضع تحت كلمة تحدث عدة خطوط

ولكن هذا لا يعفيه في مشروعه من السقوط في جملة من السقطات سواء ( المعرفية أو الإجرائية أو العملياتية )

ولا أتحرج من ذكرها بما أنه اعتبر رأيه وفكره مشروع،

وأيضا لا يعفى كل من اتخذوا من هذا المشروع منهجا لهم ولاسيما في أشد نكبتين حدثتا للأمة الإسلامية:-

١- الثورة العربية الكبرى ١٩١٦

٢- ثورة الربيع العبري ٢٠١١

لذلك سيكون "مشروع الكواكبي" محل دراسة نقدية وافية ولو في نقطة واحدة من جملة السقطات التي هي متصلة ببعضها البعض.


ما أود الإشارة إليه هنا في هذا المقام هو إصرار "عبد الرحمن الكواكبي" والذين جاؤا من بعده على نفس النهج حتى بعد مرور أكثر من مائة عام علي وفاته وذلك بإتهام الشعوب أنهم هم المتسببون في وقوع الإستبداد وترويجهم هذه الفرية بين عوام الناس .. ولكي ينجحوا في إتهام الشعوب قاموا بتحريف كلام مفكر عظيم وهو "مالك بن نبي" بمكيدة من الغرب، روجوا لها مستغلين مصطلحه العبقري الأشهر:( القابلية للإستعمار ) علي أنه يقصد الشعوب وأتبعوه باستشهادهم بقوله: "لو لم تكن خاصرتنا رخوة لما عبث بها العابثون" والرجل برئ تماما من هذا الفرية حيث تم تحريف مقصدة، والحق أنك تراه علي العكس من ذلك وبوضوح، تراه يدافع عن الشعوب ويرجع هذه ( القابلية للإستعمار ) إلي النخب الفاسدة التي قبلت الإستعمار سواء قبل وقوع الإستعمار أو بعد وقوعه، سواء في مرحلة الإستعمار الكلاسيكي القديم أو مرحلة إستعمار الهيمنة الجديد، هذه النخب الفاسدة بتعبيرنا هم   ( أراذل الشعوب ) الأنظمة والمعارضة الفاسدة والمنتسبون لهم بمكوناتهم الجديدة في مرحلة الإستعمار الجديد إستعمار الهيمنة ( إنهم المنافقون الجدد .. إنهم الخوارج الجدد .. إنهم المستشرقون الجدد ).


إن الإستبداد هو الإنحطاط في كل شئ - خلقي ومعرفي وإجرائي - والشخص المستبد يحصل لنفسه علي الإستبداد أولا: من "جهله وضعفه النفسي"، ويغزيه ثانيا: من نفس المعين، وثالثا: يمارسه علي غيره بفرضه الجهل عليهم واستخدام القوة ضدهم فهما بضاعته المزجاة في تعامله مع الٱخرين، فالمستبد سواء كان فرد أو حاكم تراه عدو لترقي العقل، عدو للعلم، عدو للفهم الصحيح، عدو لتقديم الصورة علي حقيقتها، يحسب كل صيحة عليه، ويمارس القوة والبطش والتجبر المنظم علي غيره، فالمستبد هو المنافق وأخو الشيطان ومن عائلة فرعون.

دائما يقول: أنا خير منه.


دائما يلون نفسه ويسعى لتلوين غيره وتلوين كل شئ حوله من مواقف وأحداث وأماكن وأزمنة حسب خريطة مصالحه الذاتية ومكاسبه الٱنية الضيقة .. وأشهر أسلحته في مشروعه ( الجدال والكذب والخيانة ) ولو أضطر إلي إدعاء المرض النفسي باستخدامه سلسلة من الأمراض النفسية مثل التبرير، والإبدال أو التحول، والإسقاط، والتعويض، والتطابق، والتقمص. وفي الحقيقة هو ليس بمعلول في الجسد ولكن مرضه في قلبه، بسم الله الرحمن الرحيم: ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ) 


قال السدي: عن أبي مالك وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود، وعن أناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية: ( في قلوبهم مرض ) قال: شك، ( فزادهم الله مرضا ) قال: شكا. 

وقال محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ( في قلوبهم مرض ) قال : شك.

وكذلك قال مجاهد، وعكرمة، والحسن البصري، وأبو العالية، والربيع بن أنس ، وقتادة . 

وعن عكرمة، وطاوس: ( في قلوبهم مرض ) يعني: الرياء. 

وقال الضحاك، عن ابن عباس: ( في قلوبهم مرض ) قال:

نفاق ( فزادهم الله مرضا ) قال: نفاقا ، وهذا كالأول. 

وقال: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ( في قلوبهم مرض )

قال: هذا مرض في الدين، وليس مرضا في الأجساد، وهم المنافقون. والمرض: الشك الذي دخلهم في الإسلام ( فزادهم الله مرضا ) .

قال مالك: المنافق في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الزنديق اليوم. قلت: وقد اختلف العلماء في قتل الزنديق إذا أظهر الكفر هل يستتاب أم لا .. أو يفرق بين أن يكون داعية أم لا ، أو يتكرر منه ارتداده أم لا ، أو يكون إسلامه ورجوعه من تلقاء نفسه أو بعد أن ظهر عليه؟ 


المستبد الفرد محب ومتواضع بقوة لكن لأراذل الشعوب لأصحاب صدقة الكبر عليه .. مكلف من قبل نفسه ليكون عدوا لأي بيئة صالحة ومتواضعة وصادقة حتي ولو كانت معه، يعتبرها ورقة دوار الشمس - ميزان - وجدت لتنغص عليه عيشته وجدت لتعريه وتفضحه، وليست فرصة لنجاته، ورزق ساقه الله إليه لنصحه وستره.

فالإستبداد رذيلة بما هو خبرة مذلة محضة، يدفع المستبد ثمن إستبداده مقدما .. يدفعه بإستمرا يدفعه مرتين، مرة لنفسه وهواه، ومرة أخرى لمن هو أشد منه تجبرا وعتوا.


نعم: بهذا المدخل أردت أن أفتتح مقالة (سيف البطولة )

بما هو مصارع للإستبداد والظلم، سيف البطولة بما هو هزيمة لمخطط "أراذل الشعوب" فكان لزاما على أن أنقل الكلام من المجرد الفوضوي المعلق في الفراغ بدون الدخول في الناحية الإجرائية أو الناحية العملياتية كما هو حادث بتعمد وعقيدة لأراذل الشعوب، إلي المتعين علي أرض الواقع.


وحتي لا تصبح "نظرية المؤامرة" المزيفة سيفا مسلطا على رقبة "الفكرة الطيبة" تلك النظرية التي شاعت كاتهام دائم لأى فهم سليم أوعمل جاد. وسيكون حاضرا معنا في المتعين المبتغى عدة نقاط رئيسية:-

 

أولا: قصة أبو الإستبداد "فرعون موسي" من ناحية الدين كما يحكيها القرٱن الكريم من الأسباب والأبعاد إلى النتائج مرورا بالمنطقة الوسطي - منطقة مصنع الممكنات الواقعة بين المقدمات والنتائج - لكي نصل إلي طرق مواجهة الإستبداد الصحيحة تماما كما وردت في كتاب الله عز وجل، الذي فيه خبر من قبلنا وخبر ما بعدنا، كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. 


ثانيا: حضور التجربة التاريخية أى "الناحية العملية" في عصرنا الحديث متمثلة في قصة الفكر السياسي الغربي والفكر السياسي الإسلامي من خلال نماذج فكرية ثلاثة شهيرة:-

١-  "مقالة العبودية المختارة" للمفكر والقاضي "إيتيان دو لا بويسيه" عن الفكر السياسي الغربي.

٢- مشروع المناضل "عبد الرحمن الكواكبي" من خلال كتابيه

 أ - كتاب "طبائع الاستبداد ومصارع الإستعباد".

پ - كتاب "أم القرى" 

٣- المفكر الجزائري "مالك بن نبي" في مواجهته الإستبداد وذلك من خلال كتابيه:-

أ - "شروط النهضة".

پ - "مشكلات الحضارة".


وباستعراض هذه التجربة العملية نستطيع أن نفوت الفرصة علي الدعوة المشبوهة التي تريد حصر الأمور في الشريعة.

حيث أن نظام الحكم في الإسلام لا يرتكز فقط علي الشريعة، وذلك يعرفه جيدا من قرأ أصول الفقه قراءة صحيحة، فإستخدام لفظ الشريعة أي ( الكتاب والسنه ) عند هؤلاء المؤولين للإسلام هو شعار باطل المقصود منه إلغاء تجربة الإسلام التاريخية أي الناحية العملية التي وردت في معادلة بن خلدون الشهيرة ( المعرفية، العملية، القيمية، الوجودية ) فالأيدي السوداء وأراذل الشعوب لا يجعلون هذه التجربة ضمن إنتاج الإسلام من أجل ماذا؟!!


من أجل أن يبقي النص عاريا من التجربة لتحقيق تطويره. فالدعوة للكتاب والسنة هي دعوة مشبوهة في بعض صورها إذا جردناها من التجربة التاريخية، لأن الذي يحدد لك مفهوم النص هو الواقع فعندما نقول سيرة النبي .. عندما نقول الصحابة .. عندما نقول ما فعله الخلفاء الراشدون .. أنهم جعلوا التجربة العملية مرجعا لنا لكي نعصم النص من التطويع، من التأويل حيث يمكن التلاعب به.


إذن مرجعية نظم الحكم في الإسلام تستند إلي:-

أولا: وجوب الرجوع إلي الشريعة ( كتاب وسنة ) معا في وقت واحد وليس كما ورد في ترتيب حديث "معاذ بن جبل" رضي الله عنه: والذي ضعفه الشيخ "الألباني" سندا ومتنا عندما بعثه النبي صلي الله عليه وسلم إلي اليمن قال له:

بم تحكم؟.. قال: بكتاب الله .. قال: فإن لم تجد؟.. قال:

بسنة رسول الله .. قال: فإن لم تجد ؟.. قال: أجتهد رأي ولا ٱلوا .. قال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله إلي ما يحبه رسول الله ).

هذا الحديث منكر من حيث متنه فلابد من وجوب الرجوع للسنة مع القرٱن الكريم معا لأن هذا الترتيب لا يستقيم إسلاميا أبدا علي هذا التصنيف الذي تضمنه الحديث فالشريعة كلها قامت علي ضم السنة إلي القرٱن الكريم ولا يفرق بينهما، وهناك عشرات الأمثلة علي ذلك،

منها الٱية الكريمة ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ )

فإن الميتة محرمة عموماً، إلا أن السنة أخرجت من هذا العموم السمك والجراد والكبد والطحال، وذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أحلت لنا ميتتان ودمان، أما الميتتان فالسمك والجراد، وأما الدمان فالكبد والطحال.

رواه أحمد وغيره.


ثانيا: صيرورة التاريخ، تجربة التاريخ وهذه التجربة العملية دليل علي أن الإسلام هو أرقي نظام للبشرية وإن كان فيها بعض الإخفاق من قبل الأشخاص فالكمال لله سبحانه وتعالي. 

في مسند الإمام أحمد حديث النعمان بن بشير عن تقسيم الرسول صلي الله عليه وسلم الزمان إلى نبوة ثم خلافه راشدة ثم ملكاً عاضاً ثم ملكا جبريا ثم تعود خلافة راشدة ثم سكت عليه السلام .. هذا الحديث الشريف لا يوجد عالم إلي وأدخله في نظم الحكم .. الحديث تجربة عملية لتطبيق تعاليم الإسلام .. ناهيك عن إشتمال هذا الحديث علي نبوءة ( ثم تكون خلافة علي منهاج النبوة الأولي ) وهذه البشرى هي صلب موضوع "روح البطولة" السنة الكونية السادسة في "عصر المحاربين الشرفاء" .


                  النموذج الأول: فرعون موسى

                  تسألوني: هل المستبد يخاف؟!

نعم: يخاف، يخاف من رعيته، يخاف من كل شئ حوله، يخاف وهو في يقظته، يخاف بما يراه في نومه، يخاف وهو بين النوم واليقظة. فانظر إلي أشهر مستبد يمكن أن تعرفه 

( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) أنظر  إلى إستبداده ( قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) أنظر إلي تنامى إستبداده

( وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ )


إن ما بين مرحلة تكوين فرعون كمستبد ومرحلة ممارسته الإستبداد تكمن المنطقة الوسطي بين المرحلتين وهى طبيعة ونفسية فرعون كمستبد فهي نقطة الإرتكاز الواقعة بين المقدمات والنتائج، هي مصنع الممكنات التي تتم فيها عملية الإستبداد وبالتالي هي نفس المنطقة التي يجب أن نتعامل معها في القضاء علي المستبد والإستبداد فيها تكمن نقطة ضعفة.

 

ولتوضيح ذلك أسأل نفسك هذا السؤال:

لماذا قرر فرعون قتل أطفال بنى إسرائيل الغلمان الذكور؟؟؟

فى يوم من الأيام رأى فرعون فى منامه أن هناك نار عظيمة تخرج  من بيت المقدس تأكل كل ما فى طريقها زاحفة إلى مصر وإذا وصلت أحرقت كل بيوت ٱل فرعون والقبط وتركت بيوت بنى إسرائبل كما هي.

فإرتجف فرعون وذهب إلى كهنته فأخبروة أن هناك صبى سيولد من بنى إسرائيل سينهى ملكك ويكون هلاكك على يده فادرك أن من ببيت المقدس هم بنى إسرائيل الذين يعيشون فى مصر منذ مجىء يوسف عليه السلام وإخوته وأهله واستقروا بها فالغلام سيكون من بنى إسرائيل. 


وهنا قرر فرعون بقتل اى صبى يولد من بنى إسرائيل ... فأخبره الكهنة إذا قتلت جميع غلمان بنى إسرائيل من يخدمنا ويلبى طلباتنا فقرر أن يقتل الصبية فى عام والعام الٱخر يتركهم يعيشون، ففى العام الذى تركهم يعيشون يولد نبى الله هارون عليه السلام وفى العام الذى أمر بقتل أى صبى يولد موسى علي السلام.


إن المستبد يخاف من نقمة رعيته أكثر من خوفهم بأسه وهذا يجعل تحريك الرعية أساسي وهذا سبب خوفه من المصلحين واعتبارهم يحركون الرعية على الحاكم والإستبداد والعلم ضدان متغالبان، فالحكام يحبون دين الشعائر ولكن لا يحبون دين الإيمان والأخلاق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  وعدم الظلم، الحاكم يخاف المصلحين فالحاكم لا يحب من له ملكة نظرية لا يحب من له عقل فلسفي لا يحب معتني بالحقوق والعلوم السياسية ويكره هو وسادته أصحاب (عصرالمتكسبين) وأصحاب  (عصر المفكرين ورجال الدين) المتزاوجين علي أسرة من حرام في هذه الدورة التاريخية البائسة من حياة البشر.


نعم المستبدون يخافون من (عصر المحاربين الشرفاء)

الذين يقولون: ( لا للفرقة، لا للتدخلات الخارجية، نعم لصناعة البطولة ) إنه الكبرياء بما هو فضيلة صاحبه طالب مجد بما هو عزة ورفعة وشرف ونبل ومكارم مأثورة عن ٱبائه الأحرار (المحاربين الشرفاء) الذين كان أعظم عصر لهم في النبوة المحمدية والخلافة علي منهاج النبوة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بشري الرسول ثم تكون فيكم خلافة علي منهاج النبوة الأولي.

يقول المتنبي:

لا يعرف المجد إلا سيد فطن ... لما يشق على السادات فعال

لولا المشقة ساد الناس كلهم ... الجود يفقر والإقدام قتال

ويقول ٱخر:

تريدين إتيان المعالي رخيصة

ولابد دون الشهد من إبر النحل

ويقول ٱخر:

لا تحسبن المجد تمر أنت ٱكله

لن تبلغ المجد حتي تلعق الصبرا

ويقول ٱخر:

ومن يتهيب صعود الجبال .. يعش أبد الدهر بين الحفر


فكن رجلا رجله في الثرى وهامة همته في الثريا فالمرء ليس بصادق في قوله حتي يؤيد قوله بفعاله

( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ )

يخاطب الله تعالي المسلمين جميعا أنهم حازوا الخيرية المجد والكرامة والعزة عند الله من بين كافة الأمم وأن هذه الخيرية مشروطة بقيامهم بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بما أنها فرض كفاية، والإيمان به تعالي بما أنه فرض عين في كل الأوقات، فكانت هذه الخيرية ميزة لأمة الإسلام فاقت بها كل الأمم كونهم أنفع الناس للخلق فهى ذات قيمة وذات مجد ومنزلة، أريد بها أن تكون طليعة في الأمم، وصاحبة القيادة، فهي أمة رائدة ومشروع مجدها هو البطولة الحقيقية التي يحاربها المستبد وأعوانه المنافقون وكلاء أعداء الأمة

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )


             النموذج الثاني: إيتيان دو لا بويسيه

                  في مقالة العبودية المختارة

نبيل فرنسي من عائلة ثرية جدا مات وعنده ٣٢ عام لكن قبل ٥٠٠ سنة ترك بصمة في كتابه "مقالة في العبودية المختارة" وهو ليس بكتاب إنما رسالة أملاها علي صديقه المشرع الفرنسي المشهور وهو يحتضر عنده فالكتاب مع المقدمة لا يتجاوز ٩٠ صفحة ولغته مرافعة كمحامي، توفى والده فرباه عمه، وهو لم يتجاوز ٢١ عام دخل مجلس النبلاء الفرنسي من شدة ذكائه وعقليته وفهمه للتاريخ والقانون، تدرج وتزوج إبنة رئيس البرلمان الأرملة الجميلة،


لكنه أصيب بالسل، حكي لصديقه وسلمه رسالته الإنسانية التي اعتبروها واحدة من أساس للفلسفة الفوضوية السياسية، واعتبروا إيتيان واحد من ٱباء هذه الفوضوية وهي تعني .. لا حاكم وأن الحكم شر مطلق، وجود حاكم شر مطلق، فالسلطة هي العدو الأساسي للفوضوية، وهي عدة مدارس:-

فوضوية فردية وأخري جماعية، فوضوية إشتراكية وأخرى شيوعية، وفوضوية مسيحية.


والثورة الأسبانية ١٩٣٠ - ١٩٣٦ واحدة من الثورات التي تأسست علي الفوضوية. "إيتيان دو لا بويسيه"واحد من أسياد الفوضوية ومن ٱباء المدرسة الفوضوية رغم أن الكتاب ليس به كلمة عن ذلك ومصطلحات الفوضوية ظهرت في القرن التاسع عشر، وتجد واحد مثل "باكمين" الروسي مؤسس للفوضوية الإشتراكية التي تأثر به "ناعوم تشاومسكي" 


الرجل أول ما يتكلم يعطيك أمثلة أن البشر مخلوقين أحرار ويقول أن الحرية مبذورة في طبيعة الإنسان كغريزة لكن بشكل ما هي ضعيفة يغطي عليها الطبع الناشئ عن البيئة الإجتماعية في التنشئة. الرجل مهوس بالحضارة الإغريقية ويكثر من الملاحظات، دوما يؤمن بأن الملوك شر مطلق ولغة الرسالة قديمة يكثر فيها من ذكر ٱلهة وحكام الإغريق ويعطيك أمثلة بإسبرطة ويبرهن دولا بويسي على فكرة الحرية باعتبارها صناعة بيو اجتماعية تلعب التنشئة دورا مركزيا في تقويتها أو نسفها حينما يتحدث عن "ليكورغس" مشرع إسبارطا الأسطوري، هذا الأخير ربى كلبين شقيقين سمن أحدهما في المطبخ وترك الثاني يجري في الحقول على صوت البوق في الصيد، وحينما أراد أن يبرهن لشعب لاسديمونيا ( إسبارطة ) أن الناس هم على ما يربون عليه، وضع الكلبين في وسط السوق ووضع بينهما طبق حساء وأرنبا بريا، فجرى أحدهما نحو الطبق والآخر وراء الأرنب، وبالتالي إن التنشئة هي تجعلنا أحرار أو عبيدا، فأبقراط نشأ على الحرية ورفض الهدايا التي كانت تأتيه من ملك الفرس، لذلك كثيرا ما يلجأ الطغاة إلى الحيلة كوسيلة من وسائل تعمية الشعب.


"إيتيان دو لا بويسيه" لخص الأفكار  في ٱخر خمسة صفحات في كيف تسير عبد؟ 

وكيف تتخلص من العبودية؟.. وهو ضد العنف رغم أن هذا الكتاب إندهس بخطابات "مارا" و "روبيس بير" قادة الثورة الفرنسية واستخدموا هذا الكتاب ووظفوه أسوء توظيف لكن الكتاب ضد العنف .. أخذل .. قاطع .. لا تفعل شئ .. لا تناصرهم .. لا تكلمهم .. لا تنتخبهم .. الخذلان موجود في هذا الكتاب المقاطعة الإيجابية...


       النموذج الثالث: عبد الرحمن الكواكبي في الميزان

                     لماذا ندرس الكواكبي؟!!

هناك نقاط جد خطيرة أخفق فيها الكواكبي في مشروعه وكلها نقاط مرتبطة ببعضها البعض علي سبيل المثال وليس الحصر بما يتسع به المقام هنا:-


١- بالرغم من دراسته للبيئة المحيطة بمشروعه دراسة جيدة إلا أنه وقع في نفس الخطأ وهو فتح باب الشر الذي كان يحذر منه ألا وهو إستغلال المستبد الخارجي للثغرة التي يمكن أن تحدث نتيجة الخروج علي الحاكم المستبد في الداخل فتقع البلاد في أيدي المستبد الخارجي.


٢- فصل الدين عن الدولة وهذا واضح من كلامه عندما دعي بأن السلطة السياسية عند "الس4لطان عبد الحميد" والسلطة الروحية عند "الشريف" في مكة.


٣- لم يراعي السياق العام في البيئة الإجتماعية والمتغيرات الطارئة عليها وذلك عبر نقطتين:- 

أ- إغفالة الجهود والمحاولات الإصلاحية التي يقوم بها "السلطان عبد الحميد" ورفاقه المصلحين وإتصاله بالكواكبي عدة مرات ليكون من فريق الإصلاح.

ب- عدم مراعاته حالة التهيئة الإجتماعية وهي إرادة المسلمين وبطولتها الساعية للإصلاح، ولاسيما عقب تكالب كل قوي الخارج علي الخلاقة في وقت واحد وليس فرنسا ضد السلطان فيكون الإنجليز مع السلطان أو العكس بما كان يطيل من أمد السلطنة العثمانية المنهارة.


٤- وقوعه في التناقض المعرفي: مرة يقول إن العوام إذا علموا عملوا وإذا جهلوا قعدوا فهو بذلك يعيب علي العوام بما أنهم - رأي عام منقاد - لمن يقدم لهم الفكر والوعي وفي نفس الوقت ينكر عليهم بطولتهم التي كانت في مرحلة إستواء بما رأوه من تكالب الأمم علي السلطان المشهود له بالصلاح.


٥- كيف يعالج الكواكبي الإستبداد؟.. هل بطريقة جمال الدين الأفغاني أم بطريقة محمد عبده؟.


قبل أن يجيب الكواكبي يقول أولا: هناك مشكلة في الأمم الشرقية عندما يثورون أو يريدون أن يغيروا حاكما مستبدا لا يتحركون من منطلقات قيم الإستبداد السلبية أو ثقافة الإستبداد وإنما يثورون ليغيروا الحاكم بطريقة الثأر فتكون المشكلة شخصية إنتقامية بحيث إذا أزالوا هذا الحاكم فإن أتي الذي بعده أكثر إستبدادا فهذا ليس بمشكلة في أنهم أسقطوا هذا الحاكم.

إن قضية التوعية والتثقيف والإصلاح هي القاضية  علي الإستبداد وهذا يعني أنه ينتمي إلي المدرسة الإصلاحية التي هي في مقابل الثورة لأن الإصلاح عنده يقوم علي التدرج لكن الثورة تقول: كلا .. الناس تخرج للشارع  وهذه سقطة رهيبة تعتبر مربط الفرس وبيت القصيد لأنه وغيره من المفكرين العرب والمسلمين جهلوا أن الثورة الحقيقية ثورة المعلومة القيمية، الثورة الحضارية الخامسة، لها نوعان متلازمان لايمكن فصل أحدهما عن الٱخر ثورة معرفية خلقية، وثورة العدد والضخامة - أى الوحدة - وأنها أي الثورة ليست شئ مختلف عن طريق الإصلاح المتدرج وهذا بحسب أن الثورة تحقق لها علمان وليس علم واحد: علم طبيعة تكوينها، وعلم طريقة توصيلها. 


٦- وقوعة في السذاجة السياسية "فالكواكبي" أحيانا بقوميته يصل بها قريبا من العنصرية وفي نفس الوقت تجد في كلامه حرصا علي الدولة العثمانية كما ذكر البعض فهو ليس شامت أو حاقد علي الدولة العثمانية بقدر ما هو خائف علي أنها أصبحت عبء علي الأمة وغير قادرة علي أداء وظيفتها.

فكيف نفهم موقفه من الترك ومداهنته الأوروبيين بهذين الموقفين وبهذه السذاجة السياسية التي وقعت فيها نخب من المشرق العربي راهنت على الأوروبيين في القطيعة مع العثمانيين. حتي أن أستاذه "محمد رشيد رضا" إنتقده وقال عنه: "إن الكواكبي كان رجلا أبيا وشجاعا ومقاوم الإستبداد ولكن كان فيه سذاجة سياسية إستغلها الإنجليز كما إستغلوا كثيرين ٱخرين ضد الدولة العثمانية.


                   النموذج الرابع: مالك بن نبي

                            في الميزان

وقفة هامة مع المفكر العظيم المظلوم هو ومشروعه ظلما بينا  المفكر السياسي ( مالك بن نبي ) ١٩٠٥ - ١٩٧٣، له سجل فكري ونضال ثقافي بعيدا عن المقاومة العسكرية، فهو يحتل مكانة مرموقة في الفكر العربي المعاصر ولاسيما في ظل القيود التي فرضها المستعمر وبالأخص المستعمر الفرنسي في الجزائر.

واخترنا كتابين له وهما:-

شروط النهضة الصادر باللغة الفرنسية  سنة ١٩٤٨، وترجم إلي العربية سنة ١٩٥٩، وكتاب مشكلات الحضارة ١٩٥٩، فهما يختزلان المواقف والرؤى في مواجهة المستعمر الرقيب أي دولة خارجية حيث يقوم المستعمر الخارجي بدراسة الٱثار النفسية التي تحول المستعمرين إلي أدوات في يد المستعمر  بحيث يشعرون أو لا يشعرون فيقول:

إن القضية عندنا منوطة أولا: بتخلصنا مما يستغله الإستعمار في أنفسنا من استعداد لخدمته من حيث نشعر أو لا نشعر وما دام له سلطة خفية علي توجيه الطاقة الداخلية عندنا وتبديدها وتشتيتها علي أيدينا فلا رجاء في استقلال ولا أمل في حرية مهما كانت الأوضاع السياسية.


كتب "مالك بن نبي" هذا في إطار مصطلح "القابلية للإستعمار" وهي كأطروحة تعتبر عنوان إشكالي من حيث تقبله وتلقيه فهذا العنوان من رأي البعض القليل الذي أنصف "مالك بن نبي" المظلوم يحتمل عدة مستويات من التلقي فقد يكون عنوانا مستفزا خاصة أن أجزاء كبيرة من وطننا العربي عانت من الإستعمار ومنها الجزائر موطن المفكر "مالك بن نبي" وما زالت كل بلدان المسلمين تعاني من الإستعمار لكن في صورته الأشد والأخطر وهي استعمار الهيمنة.

 وقد يكون العنوان مثيرا للتساؤل عن طبيعة هذه القابلية للإستعمار.

وقد يكون العنوان محرضا على فهمه ومقاربته من خلال منظومة المفاهيم التي يعظمها "مالك بن نبي" في دراسة الإستعمار وفهمه، وفيها على سبيل المثال:-

مفهوم "المعامل الإستعماري" ومفهوم "معامل القابلية للإستعمار" وهما مفهومان متصلان متلازمان لا ينفك أحدهما عن الٱخر.

ومن خلال هذين المفهومين يبين "مالك بن نبي" كيف يدمر الإستعمار الفرد في البلاد المستعمرة بطريقة ممنهجة، فالمعامل الإستعماري عامل خارجي يفرضه المستعمر على حياة الفرد ويعمل على تدمير قيمته وذلك باحاطته بشبكة محكمة ينسجها المستعمر .


أما معامل القابلية للإستعمار فهو معامل ينبعث من باطن الفرد الذي يقبل على نفسه هذه الصبغة، والسائد في تلك الحدود الضيقة التي رسمها له الإستعمار وحدد له فيها حركته وأفكارهم وحياته وهو معامل داخلي يستجيب للمعامل الخارجي ويستشهد مالك بن نبي بمقولة أحد المصلحين ( أخرجوا المستعمر من أنفسكم يخرج من أرضكم ) .


كتب المفكر "مالك بن نبي" هذا في إطار واضح أن هذه الهيمنة لا تتجه إلي عامة الناس بل إلي نخبهم الثقافية هؤلاء هم القابلين للإستعمار فهم الذين يتحولون إلي أدوات تخدم المستعمر دون أن يشعروا .. يتحولون إلي قابلين للإستعمار . النخب هي التي لا تعرف تلك القوى معرفة كافية،

وهي التي يخاطبها مالك بن نبي فيقول:


إن الإستعمار لا يتصرف في طاقاتنا الإجتماعية إلا لأنه درس أوضاعنا النفسية دراسة عميقة وأدرك منها مواطن الضعف فسخرها لما يريد كصواريخ يصيب بها من يشاء، فنحن لا نتصور إلي أي حد يحتال ليجعل منا أبواقا يتحدث فيها وأقلاما يكتب بها إنه يسخرنا وأقلامنا لأغراضه يسخرنا له بعلمه وجهلنا والحق أننا لم ندرس الإستعمار دراسة علمية كما درسنا هو حتي أصبح يتصرف في بعض مواقفنا الوطنية وحتي الدينية من حيث نشعر أو لا نشعر.

الخميس، 28 أبريل 2022

اداب العيد بقلم : عبدالعزيز ذيدان خطيب مسجد نادي الرحاب

 



اولا لماذا سمي عيد الفطر بهذا الاسم

سمي بهذا الاسم نسبه الي الافطار الذي يأتي بعد الصوم 

وسمي العيد عيدا لما يكون فيه من الخير العظيم الذي يعود ويتكرر بعدالطاعات في كل عام ومنها نعمه الفطر بعد الصوم والامتناع عن الطعام وتقديم صدقه الفطر ومافيها من تزكيه الأموال

ثانياسنن واداب العيد

وضعت شريعه الاسلام لاتباعها سننا وإدابا يستحب للإنسان التحلي بها منها

1الفطر قبل الخروج الي الصلاه في عيد الفطر بتمرات وترااوغيرها

2الذهاب الي الصلاه من طريق والعوده من طريق آخر

3 الاغتسال والتجمل والتطوير ولبس الجديد أو النظيف من الثياب لقول الإمام الشافعي رضي الله عنه

من نظف ثوبه قل همه

ومن طاب ريحه زاد عقله

4 صله الارحام والتهاني وتفقد المحتاجين والمصالحه بين المتخاصمين

5 اللهو والفسحه بما يجوز من الأمور المباحه وإدخال السرور علي الاولاد والتوسيع عليهم بما يستطيع

ثالثا المعايده وماتحمله من قيم انسانيه

ان العيد فرصه عظيمه للمحبه بين الناس حيث يهنئ بعضهم بعضا بالعيد حتي المتخاصمين فرصه عظيمه فيؤدي ذالك الي تجديد الالفه والموده بين الناس

رابعا حكم زياره المقابر في العيد

ان زياره المقابر تستحب للرجال النساء في كل وقت ما عداايام العيد لأنها ايام فرح ولعب ولهومباح وزياره وتبادل الزيارات بين الناس ليست لتجديد الاحزان

ويشترط لزياره المراه المقابر ان تكون محتشمه والاتلطم خدا ولاتشق جيبا الي آخر هذه الأمور

يقول سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم

زورواالمقابر فإنها نذكركم الاخره

خامسا ما يقوله المسلم اذاقابل أخاه

كان الصحابه اذاتقابلوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض

يتقبل الله منا ومنكم

وفي النهايه ندعوا الله تبارك وتعالي ان يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام وصالح العمال

وان يحفظ مصرنا رئيسها وجيشها وشرطتها وشعبها من كل مكروه وسوء وأن يعيد علينا رمضان أعواما عديده

وكل عام وحضراتكم بخير

 والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته

بقلم عبدالعزيز ذيدان

خطيب مسجد نادي الرحاب

الأربعاء، 27 أبريل 2022

عزاء واجب للفقيد عبد الله محسن عميد كلية الاقتصاد جامعة عدن


 بسم الله الرحمن الرحيم


   ببالغ الحزن وعظيم الأسى تلقت الهيئة التنفيذية لمنسقية المجلس الانتقالي الجنوبي في جامعة عدن نبأ وفاة الهامة العلمية والقيادية الأكاديمية الكبيرة الفقيد عبد الله محسن طالب عميد كلية الاقتصاد السابق في جامعة عدن٠   

    وبهذا المصاب الجلل تتقدم الهيئة التنفيذية للمنسقية في الجامعة إلى أسرته وأهله ورفاقه وكل محبيه في جامعة عدن خاصة وإلى شعب الجنوب عامة بأحر التعازي وعظيم المواساة على رحيل هذه الهامة الأكاديمية البارزة 

  وفي الوقت الذي فقدت الجامعة برحيله شخصية علمية وأكاديمية هامة إلا أن خسارة الجنوب برحيله أكثر فداحة وإيلاما ولاسيما في هذه اللحظات التاريخية الحرجة لما لهذه الهامة من مكانة عظيمة كنا في أمس الحاجة إليها فألف رحمة من الله عليك أيه الرجل الصنديد وصاحب الرؤية العلمية الاقتصادية المتميزة والهامة الجنوبية التي قل نظيرها في هذه المرحلة العصيبة٠ 

  وانطلاقا من ذلك نشهد باعتزاز بأنك أول عميد في جامعة عدن يكسر حاجز الخوف حين قررت تبني المؤتمر الاقتصادي برعاية المجلس الانتقالي الجنوبي٠

 وحين هددتك رئاسة الجامعة بعزلك من منصبك إن لم تتراجع عن قرارك لم تثنك تلك التهديدات بل زادتك عزيمة وإصرارا على  عقد المؤتمر الاقتصادي مهما كانت النتائج ٠

   وفي الوقت الذي لا ننس تلك التحديات والتهديدات الجائرة من قبل رئاسة جامعة عدن التي اتخذت ضد فقيدنا القائد وتلك الهالة الإعلامية الظالمة التي سخرت ضده فأننا في الهيئة التنفيذية العليا وكل قيادات المنسقيات وأعضائها ومناصريها في كليات جامعة عدن نرفع له القبعات وتنحني له الهامات على موقفه المبكر في مواجهة عنجهية وتجبر رئاسة الجامعة التي تقع تحت هيمنة قوى الفساد والإرهاب الإخوانية التي أبت وتكبرت إلا أن تنفذ قرارها الظالم بعزل هذه الهامة الصلبة من منصبه الأكاديمي وهو الأمر الذي دفع بالمنسقية والانتقالي للوقوف إلى جانبه بالحق والإنصاف

 إلا أن اعتداد هذه الهامة الجاسرة بمكانتها وثقتها بذاتها وترفعها عن مغريات المناصب وقناعتها بالتضحية  أبت إلا أن ينجح المؤتمر الاقتصادي بصلابة موقفها وعزيمتها المتوهجة وبناء عليه أبت بعد النجاح إلا أن تتصدى لكل العواقب بمفردها حتى وأن كان الثمن المنصب أو الحياة بكلها وهو ما حصل بالفعل فالقوى المتجبرة في الجامعة اتخذت قرارها الظالم بإقالته من منصبه فيا له من عظيم ويا لها من مواقف نادرة يندى لها الجبين وتنحني لها الهامات ٠ 

  ورغم كل ذلك لم يكن إلا سعيدا لما اتخذ ضده لا لشيء بل لأن تلك الإجراء الظالمة كانت بنظره وساما على صدره يضاف إلى رصيده العلمي لأنها صدرت عن جهة يتنافى قرارها مع القيم العلمية والمعايير الأكاديمية ؛ الأمر الذي جعله مثار حب واعتزاز من قبل الجميع وجعل قيادة المجلس الانتقالي برئاسة الأخ الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية  تتبنى منحه موقعا قياديا متميزا كعقلية علمية اقتصادية متفردة ٠

  وفي الوقت الذي اعتز بالموقف الإيجابي للانتقالي برئاسة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس وبالموقف المشرف للقيادة المحلية للانتقالي في العاصمة عدن برئاسة د عبد الناصر الوالي عضو هيئة الرئاسة ورئيس القيادة المحلية  إلا أنه فضل أن يستغل ما تبقى من حياته لخدمة الحق الجنوبي في الجامعة والمجتمع وفق رؤية اقتصادية علمية متفردة ؛ فألف رحمة من الله تغشاك يا شهيدنا وقائدنا الأكاديمي الشجاع متضرعين إلى الله عز وجل أن يتغمدك في فسيح جناته وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون٠


صادر عن الهيئة التنفيذية لمنسقية المجلس الانتقالي الجنوبي في جامعة عدن٠         

                 ٢٠/٤/٢٠٢٢

معركتنا مع الاقتصاد الريعي لازالت مستمرة !!

تتوالى الأحداث متلاحقة ومتلاطمة كأمواج البحر سواء على المستوى المحلي أو الاقليمي أو العالمي,  وتجدنا مضطرين للتعاطي والتفاعل معها سواء سلبا أو إيجابا, وعندما يقرر الكاتب الاحتشاد للكتابة يجد نفسه في حيرة من أمره عن أي حدث بالضبط يكتب ويتعاطى ويتفاعل, وما يزيد الأمر ارتباكا ويعظم أسباب الحيرة أن تكون الكتابة بشكل أسبوعي وليست كتابة يومية, حيث تزداد الأحداث والقضايا والموضوعات, لكن دائما ما تحسم اهتمامات وتوجهات وانتماءات وانحيازات الكاتب الأمر برمته, حيث ينتقي ما يرى وفقا لما سبق أنه الأولى بالتناول والتعاطي والتفاعل, ووفقا لذلك فقد فرضت التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية – الأوكرانية نفسها, حيث ألقت بظلالها على الاقتصاديات العالمية ومنها الاقتصاد المصري, فقد ارتفع سعر الدولار في الأسواق المالية, وتبع ذلك غيمة سوداء خيمت على الأسر الفقيرة في ربوع مصر, فلم يعد الغالبية العظمى من المواطنين قادرين على تحمل الارتفاع الجنوني في أسعار السلع والخدمات الأساسية في ظل اقتصاد ريعي يستهلك ولا ينتج.


  ويمكننا القول أن المؤامرة على الاقتصاد المصري قد بدأت منذ زمن بعيد, حين تمكنت مصر بقيادة زعيمها وقائدها جمال عبد الناصر بناء مجتمعها من الداخل عبر مشروع تنموى حقيقي على مستوى الزراعة والصناعة والبنية الأساسية مع تمكين المواطن من حقوقه الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية, وهو ما انعكس على الخريطة الاجتماعية والطبقية حيث نمت الطبقة الوسطى على حساب الطبقات الفقيرة والكادحة, ورأت القوى الإمبريالية الجديدة المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية أن هذا الدور يضر بمصالحها الاستعمارية ويهدد حليفتها الصهيونية خاصة وأن مصر بقيادتها في ذلك الوقت كانت تسعى وبقوة لتحقيق حلم الوحدة العربية وبالتالى أخذت على عاتقها ضرورة تحرير التراب العربي الفلسطيني المحتل والمغتصب من العدو الصهيوني, وهنا كانت بداية التآمر على مصر ومشروعها الوطني والقومي, وبالفعل كانت نكسة 1967 هى الضربة القاسمة التي قام بها الغرب الاستعماري لتقويض دعائم الدور المصري.


ومات الزعيم الحلم وخلفه أنور السادات الذي قرر منذ اليوم الأول التسليم للعدو الأمريكي, حين أعلن بدون حياء أن 99% من أوراق اللعبة في يد الأمريكان, لذلك وافق على أن تتحول حرب أكتوبر 1973 من حرب تحرير إلى حرب تحريك فقط يعقبها الدخول في مفاوضات مع العدو الصهيوني, أسفرت عن اتفاقية سلام مزعومة عرفت بكامب ديفيد, عزلت مصر عن محيطها  الاقليمي والدولي, ولم ينسى السادات وهو يقوض دعائم المشروع القومي أن يقوض معه دعائم المشروع التنموي الوطني, حيث أعلن عن سياسة الانفتاح الاقتصادي التي حولت مصر من دولة منتجة لدولة مستهلكة بامتياز, وبدأ الاقتصاد الريعي في الظهور ومعه ظهرت القطط السمان التي أطلق عليها مسمى رجال الأعمال, ومات السادات برصاص القوى الارهابية التي تحالف معها بغباء شديد في بداية حكمه وأطلق سراحها من السجون من أجل مواجهة القوى الوطنية المعارضة لتوجهاته وسياساته التابعة للأمريكان والصهاينة, ودخلت مصر بذلك دوامة كبيرة ظلت تدور في فلكها لما يزيد عن ثلاثة عقود كاملة.


حيث جاء مبارك ليعلن منذ اليوم الأول أنه سيستكمل مشوار السادات وخلال سنوات حكمه الطويلة استمرت المؤامرة الخارجية على مصر حيث تم تصفية دور مصر على المستويين الاقليمي والدولي وأصبح القرار المصري مرهون بالتبعية الكاملة للإرادة الأمريكية, فصناعة القرار المصري كانت تتم في واشنطن, ولم يكتفى مبارك بالتسليم على المستوى الخارجي بل قام بالتسليم أيضا على المستوى الداخلي حيث استمرت مؤامرة تصفية المشروع التنموي الوطني حيث تم تخريب الزراعة والصناعة وتم بيع القطاع العام المملوك للشعب على غير إرادته, لصالح تنامي المشروعات الاستهلاكية والترفية, وأصبح الاقتصاد الوطني يعتمد بشكل أساسي على الريع القادم من الضرائب وقناة السويس وعائدات المصريين العاملين بالخارج والاتجار في الأراضي والعقارات, وتضخمت مع الاقتصاد الريعي ثروات القطط السمان وتحولت إلى أفيال وديناصورات ظلوا متمسكين بلقب رجال الأعمال, وقاموا بتنفيذ إرادة الأمريكي والصهيوني في تخريب الاقتصاد الوطني, ومع مرور الوقت لم يكتفوا بالثروة المسروقة والمنهوبة من قوت الشعب بل طمعوا في السلطة أيضا وحدث زواج غير شرعي بين الثروة والسلطة من قبل رجال أعمال مبارك, في ظل تدهور وتراجع وتدني المستوى المعيشي للغالبية العظمى من المصريين, فكان قرارهم دخول المعركة معهم فى 25 يناير 2011.


واستمرت المعركة لما يزيد عن عشر سنوات, ومازالت مستمرة فالعدو الأمريكي والصهيوني يستخدم أعوانه الإرهابيين بالداخل لشن معركة ضارية على مصر العائدة لاسترداد عافيتها على المستويين الاقليمي والدولي بفضل التحركات المكوكية للرئيس عبد الفتاح السيسي, لكن على الرغم من النجاح على المستوى الخارجي, فإن المعركة على المستوى الداخلي لم تبدأ بعد, ذلك لأنها ليست كما يتوهم البعض مع القوى الإرهابية فقط, لكن المعركة الأهم التي كان يجب أن يخوضها الرئيس عبد الفتاح السيسي ومعه الشعب المصري هى معركة القضاء على الاقتصاد الريعي الضعيف والهش, والبدء في بناء مشروع تنموي حقيقي تكون أركانه هى الزراعة والصناعة الثقيلة والخفيفة والتحويلية, هذا الاقتصاد المنتج هو الضمانة الوحيدة لإجهاض المؤامرة الخارجية, وبالطبع لا يمكن فصل معركتنا مع الاقتصاد الريعي عن رجال الأعمال أدوات هذا المشروع التدميري للمجتمع المصرى, الذين مازالوا يتلاعبون بقوت الشعب, وأعتقد أنه بمقدورنا الانتصار في هذه المعركة بالقانون فكل هؤلاء السارقين والناهبين لثروات الوطن لدى الدولة وأجهزتها السيادية أدلة لإدانتهم, فقط المسألة تحتاج لإرادة سياسية ومواجهة شاملة, وليست مواجهة فردية كما حدث خلال الأيام الماضية مع بعض هؤلاء السارقين والناهبين لقوت الشعب, اللهم بلغت اللهم فاشهد.        

  

بقلم/ د. محمد سيد أحمد

صالون الرباط يكرم مجموعة من الفنانين فى إحتفالات ليلة القدر

 


سها البغدادي .. محمد المصري 


فى ليلة من أجنل ليالي رمضان ،شهد أمس مركز التعليم المدني التابع لوزاره الشباب والرياضة احتفالا بليلة القدر تحت رعايه النقابة العامه للاتصالات و صالون الاعلامية عايدة الرباط .


وتم الاحتفال بمشاركة نخبة من النجوم الفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز وفارس المسرح المسرح المصرى الفنان القدير احمد ماهر والفنانة القديرة  حنان شوقى  مع فرقة نور النبى للانشاد الديني بقيادة المنشد القدير عبدالله بكير فى  حفل إستقبال ليلة القدر .


وبحضور نخبة كبيرة من المثقفين والإعلاميين والأدباء ،منهم السيدة سلوى المراسي سيدة صالونات مصر والفنان عادل شاهين والشاعر محمد المصري والفنان عصام ابو الدهب والاستاذ طارق جمعة مسئول حقوق الانسان 


وقد ألقى فضيلة الشيخ عبدالعزيز ذيدان من علماء الأزهر الشريف كلمة عن فضل ليلة القدر فى شهر رمضان الكريم وتابعه الحضور بمجموعة من الأسئلة حول فضائل ليلة القدر






الثلاثاء، 26 أبريل 2022

وجوب محبه الرسول الكريم بقلم : عبدالعزيز ذيدان من علماء الأزهر الشريف

ان الذي يقرأ القرآن بتدبر وخشوع يراه قد تحدث عن محبه سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بل إنه تعالي توعد من يحب أمور الدنيا علي محبه النبي ثم جعلهم من الفاسقين الخارجين علي طاعته تعالي فقال في سوره التوبه

قل ان كان ءاباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجاره تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتي يأتي الله بأمره والله لايهدي القوم الفاسقين

فحين ننظر في هذه الايه الكريمه نجد أن الله تعالي توعد من يقدم حب أمور الدنيا علي حب الرسول الكريم بالعذاب ثم جعلهم الله تعالي فاسقين خارجين علي طاعته

فإذا ما اتجهنا الي سنه سيدنا رسول الله فنجد احاديث كثيره تبين لنا وجوب محبه الرسول الكريم منها

1قوله صلي الله عليه وسلم

لايؤمن أحدكم حتي اكون احب إليه من والده وولده والناس أجمعين

ومعني لايؤمن اي يكون إيمانه ناقص فالذي يحب شيا أكثر من حب رسول الله هذا دليل علي نقصان إيمانه

2قوله صلي الله عليه وسلم

ثلاث من كن فيه وجد حلاوه الايمان ان يكون الله ورسوله أحب إليه مماسواهما

وان يحب المرء لايحبه الا لله

وان يكره أن يعود إلي الكفر كما يكره أن يقذف في النار

3 قوله صلي الله عليه وسلم

مااختلط حبي بقلب أحد فاحبني الا حرم الله جسده علي النار

كيفيه حب الصحابه لسيدنا رسول الله

قال سيدنا علي كان رسول الله احب إلينا من أموالنا وأولادنا وءابائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد علي الظما

وقال أبو سفيان مارايت في الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا

فهذه امراه من الأنصار قتل ابوها وأخوها وزوجها فقالت مافعل رسول الله قالوا هو بخير كما تحبين فقالت ارونيه حتي انظر إليه فلما رأته قالت كل مصيبه بعدك جلل اي تهون

 فمحبه الرسول الكريم واجبه وهي أساس السعاده في الدنيا والاخره 

قال بعض الصالحين وفي القلب طاقه لايسدها الامحبه الله ورسوله

وقال شيخنا الخطيب رضي الله عنه 

ومن أحب المصطفي احبه

ونال في الدارين مااحبه

وفي النهايه نسأل الله تعالي أن يرزقنا حب سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم

الاثنين، 25 أبريل 2022

يجب أن تبقى عيوننا مفتوحة وإيادينا على الزناد لما يجري في فلسطين والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة...

 


قال تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا أنه هو السميع البصير) صدق الله العظيم..الإسراء (1)، وقال صلى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد،المسجد الحرام، ومسجدي هذا (المسجد النبوي)، والمسجد الأقصى) رواه البخاري ومسلم....

   

     يمر الشعب الفلسطيني  ومقدساته الإسلامية والمسيحية بل مقدسات الأمة العربية والإسلامية كاملة اليوم بمنعطف تاريخي دقيق وخطير يتطلب من شعوبها وشرفاء قادتها وجيوشها وأحزابها ومحور مقاومتها من توجيه البوصلة لفلسطين وبشكل كلي، كما يتطلب منهم بل يفرض عليهم من الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم زيادة وتيرة العمل من أجل تحرير المسجد الأقصى وفلسطين كاملة والجولان ومزارع شبعا من آيادي عصابات الصهاينة المحتلين لها، والذين يعملون ليلا ونهارا على تغيير المعالم التاريخية والتراثية لمدينة القدس وللمسجد الأقصى ولكنيسة القيامة عبر وسائلهم التقسيمية الخبيثة والتحريضية المتنوعة، وما حدث في الماضي وما زال يحدث من تهويد للمدن والقرى والشوارع والساحات وما يحدث لغاية اليوم في حي الشيخ جراح...وغيره من أحياء القدس من تهجير قسري للسكان عبر محاكمهم الصهيونية النازية المحتلة وبدعم جيش عصاباتهم دليل على مدى فكرهم التلمودي المجرم والسارق للأرض والقاتل للإنسان...


     وما يجري هذه الأيام المباركة في شهر رمضان الفضيل من إنتهاكات صهيونية يندى لها جبين الإنسانية بحق المقدسيين ومقدساتهم الإسلامية والمسيحية وبحق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة والمصلين الذين تم منعهم من آداء شعائرهم الدينية الربانية من قبل شرطة الإحتلال الصهيوني وعصابات قطعان المستوطنين والجواسيس المستعربين دليل على أن حكومة بنت الساقطة ما زالت مستمرة بتعنتها وبتنفيذها لبنود مخططاتها التلمودية وبدعم صهيوأمريكي أوروبي مستعرب ومتأسلم، والتي تعمل على جعل فلسطين كاملة دولة يهودية نقية وقومية لقطعان ومرتزقة عصابات الصهاينة المحتلين، فكانت عمليات تطبيع أبراهام كوعد بلفور متجدد بتسمية دينية مبطنة وهي الأخطر لإعطائهم دينيا ورسميا ما لا يملكون ولا حق لهم فيها ولا بحبة تراب من ترابها الفلسطيني العربي الإسلامي...


      فتاريخ نضالنا ومقاومتنا لهؤلاء اللصوص الصهاينة ولداعميهم الغربيين أثبت وأمام العالم بأن ذلك الكيان الصهيوني وداعميه ومنذ مخططات هيرتزل مرورا بكل قادة العصابات لغاية بنت وحكومته المعتوهة لا يعرفون إلا لغة القوة والمقاومة ولغة التحرير الكامل ولا يعرفون السلام أو الإعتراف بحقوق الفلسطينين مسلمين ومسيحيين، فهؤلاء قتلة مأجورين صهيوغربيا وعصابات مجرمة تحمل فكرا تلموديا دينيا مزورا شيطانيا خبيثا لا يعترف بأحد غيرهم وهو فكر قاتل للبشرية جمعاء، ولن يكون خلاص الإنسانية برمتها إلا بالخلاص منهم ومن فكرهم التلمودي الصهيوني، كما قال السيد المسيح عليه السلام في الكتاب المقدس (إن الخلاص الإنساني هو من اليهود)...


    والمسجد الأقصى هو أحد أهم المساجد قدسية عند الفلسطينيين والعرب والمسلمين،لأنه أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والصلاة فيه تعادل خمسمائة صلاة في غيره من المساجد حيث قال صلى الله عليه وسلم ( الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة)...


      وهو المسجد الذي أمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم صحابته بالبقاء قربه حيث روى أحمد في مسنده عن ذي الأصابع (قال قلت يا رسول الله إن إبتلينا بعدك بالبقاء أين تأمرنا؟ قال عليه الصلاة والسلام عليك ببيت المقدس فلعله أن ينشأ لك ذرية صالحة يعدون إلى ذلك المسجد ويروحون)...


    واليوم المسجد الأقصى يمر بمرحلة صعبة بعد كل هذه الأحداث الصهيونية التي تمنع عباد الله من إقامة شعائرهم الدينية في المقدسات الإسلامية والمسيحية، فالصهاينة وحسب فكرهم التلمودي الصهيوني يعتبرون القدس عاصمة الصهاينة الأبدية والتي لا تجزأ أبدا، لذلك كان الدفاع عن المسجد الأقصى والعمل ليلا ونهارا لتحريره من هؤلاء المجرمين واجب شرعي وفرض عين على كل فلسطيني وعربي ومسلم...


    والمقدسيين اليوم يدافعون عن المقدسات ليلا ونهارا بأرواحهم ودمائهم رجالا ونساء يحملون راية الله والرسل والأمة ويجب دعمهم بكل الوسائل ليبقوا صامدين مرابطين ثابتين للدفاع عنها وتحريرها، وهنا يأتي دور شرفاء وأحرار الأمة ودور محور المقاومة الموحد في غزة وخارجها والذي يجب أن يقوم بتلقين ذلك الكيان الصهيوني المحتل درسا جديدا في المقاومة بضربة واحده تجعله وداعميه في الغرب المتصهين وحلفائه المطبعين  من تحت الطاولة ومن فوقها يحسبون ألف حساب إذا تجرأ قادة ذلك الكيان الصهيوني وجنود عصاباتهم وقطعان مستوطنيهم من الإقتراب للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وفي كل فلسطين... 


      فإما أن تكون تلك الضربة قريبة ونهائية وحاسمة وإلا فإن دهاليز السياسة والوساطة وأروقتها المنافقة لن تجد حلا لتلك الإنتهاكات والتي قد توقفها فترة من الزمن ثم تعود تلك الإنتهاكات في أي حملة إنتخابية لأي معتوه صهيوني قادم من ذلك الكيان الصهيوني، وإذا لم يتم التحرك وفورا هذه الأيام فقد يتم هدم وإزالت المسجد في الأشهر والسنوات القادمة لا سمح ولا قدر  وبالذات بعد أن ضرب قادة عصابات ذلك الكيان وآخرهم بنت المعتوه كل قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة والمبادرات العربية وإتفاقيات السلام المشؤومة والتطبيعية وكل القوانين والشرائع السماوية والأرضية بعرض الحائط وبدعم صهيوأمريكي أوروبي، ولا ننسى بأن كل مقدسي وفلسطيني وحتى كل أبناء الأمة العربية والإسلامية قد أصابهم اليأس من الصمت الرهيب لبعض قادة الأمة وجيوشها على ما يجري في القدس من إنتهاكات يومية وهدم لبيوتهم وسيطرة عليها وتهجير لأسرهم وسرقة أراضيهم وبناء المستوطنات وتهويد مدنهم ومقدساتهم...


    وللعلم فإن بنت وقادة عصاباته والمطبعين وداعميهم في أمريكا وبريطانيا بالذات ما زالوا ينفذون بنود صفقة وسرقة القرن على أرض الواقع في فلسطين وفي خارجها وقد يرتكب بنت وجنود عصاباته وبدعم صهيوغربي حماقة ما لإزالته من الوجود لأنهم كانوا وما زالوا يقولون (أنه لا معنى لإسرائيل بدون أورشليم أي القدس، ولا معنى للقدس بدون الهيكل) والهيكل المزعوم عندهم يسمى بيت مقداش أي المكان المقدس أو بيت الإله الذي لا يعبدونه ويطلقون على الجبل المبني عليه المسجد الأقصى المبارك ب(جبل الهيكل)...


     وهناك الكثير من اليهود الصهاينة المتطرفة في أمريكا وأوروبا وعبر منظمات صهيوغربية يجمعون التبرعات قديما وزادت وتيرة الجمع قبل سنتين من إعلان ترامب عن ما سمي بصفقة القرن لهدم المسجد الأقصى وإعادة بناء هيكلهم المزعوم، وما زالت تلك المنظمات الصهيونية تحرض في الداخل عصابات الصهاينة المتطرفة لإختراق المسجد الأقصى وهدمه وقد تم تسليحها بكل أنواع الأسلحة الأتوماتيكية الرشاشة لقتل المقدسين وتم دعمهم بكل الآليات اللازمة والطائرات المسيرة المتنوعة لحين إعطاء الأمر لهم بالهدم والطائرات المسيرة التي رمت الغاز على المصلين والمرابطين هي تجربة لطائرات مسيرة تحمل صواريخ موجهة لتدمير المسجد الأقصى...


      هذا غير خروقاتهم الإستفزازية اليومية للمسجد الأقصى وغير الحفريات التي قاموا بها من تحته وبجانب أسواره وأبوابه ومعالمه التاريخية الكثيرة لبناء أساسات للهيكل وتهويده وتثبيته زمانيا ومكانيا للصهاينة وليس ليجدوا شيئ يدل على وجودهم لأنهم يعلمون كل العلم بأنه لا يوجد لهم شيئ في تلك الأرض المباركة لا فوقها ولا تحتها...هذا غير ال (60) كنيس التي أقيمت بجوار المسجد الأقصى وغير الكنيس الجديد والمدرسة اليهودية الصهيونية التي ستقام في ساحته الكبرى وتحضير مجسم الهيكل الجاهز لتثبيته على أساسات الهيكل التي بنيت تحت المسجد أثناء الحفريات في الماضي البعيد والقريب ...


     هذا غير المشاريع الخارجية التي ستحيط بالمسجد الأقصى من مجمعات إستيطانية ومتاحف وحدائق ومواقف للسيارات ومدارس وقاعات كبرى وحوانيت ومطاعم ومكاتب إدارية وحكومية وغيرها والتي بدأ الصهاينة بتنفيذها منذ عدة سنوات في مدينة القدس لتهويدها وضمها بعد بناء الهيكل المزعوم إلى قائمة التراث الإسرائيلي.... والدليل منذ عدة سنوات إلى هذه الأيام تقوم عصابات الإحتلال بمصادرة مئات الدونمات من أراضي الفلسطينين المقدسين وذلك لفرض أمر واقع على الفلسطينين والأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع تماشيا مع وعد سرقة القرن وإتفاقيات أبراهام وما يجري في المقدسات الإسلامية والمسيحيية دليلا دامغا على ذلك...


     ويجب أن لا ننسى الحياة الصعبة التي يعيشها أبناء القدس المدافعين عن المسجد الأقصى من مسلمين ومسيحيين وما يواجهونه من قبل تلك العصابات المتطرفة اليهودية الصهيونية المحتلة جنودا وقطعان مستوطنين مرتزقة، ويجب ان نستمع الآن أكثر من أي وقت مضى لناقوس الخطر الذي قرعه أبناء وبنات القدس كثيرا في الماضي البعيد والقريب دون جدوى أو حياة لمن تنادي وهذه الأيام بالذات يجب أن نرد عليهم ونستجيب لندائهم واستغاثتهم...


     ويجب على عملاء ووكلاء الصهيونية العالمية الصغار في بعض الدول الخليجية المتصهينة والمطبعة أن تصحوا ضمائر شعوبهم وأن يصحوا من سباتهم ويقلبوا الطاولة على رؤوس أمرائهم وملوكهم المطبعين لأن ما ارتكبه قادتهم بحق فلسطين ومدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية والمسجد الأقصى وتطبيعهم مع هذا الكيان الغاصب المحتل ومشاركتهم بالمؤامرات على دول الأمة كاملة سواء المشاركة بإحتلال العراق ومن ثم الثورات الصهيونية المفتعلة التي جرت لإستنزاف قوة تلك الدول هي جرائم كبرى إرتكبوها بحق الأمة ويجب أن تحاسبهم شعوبهم عليها في الأيام والأشهر القادمة وسيحاسبهم الله سبحانه وتعالى فهل من صحوة لتلك الضمائر النائمة؟!! أم نعتبرها ماتت لغير رجعة وأصبحوا صهاينة أكثر من الصهاينة وحتى النخاع...وفي هذه الحاله لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل...


     معتمدين بعد الله سبحانه وتعالى وعونه على شرفاء الأمة ومقاوميها وقادة الفكر والسياسيين والعسكرين وأحرار العالم بأن تسير خطواتهم على طريق التحرير العاجل لفلسطين كاملة من البحر إلى النهر والأراضي العربية الأخرى والمقدسات الإسلامية والمسيحية قبل أن يتم هدمها وتهويدها وهدم  المسجد الأقصى من قبل المحتلين ليبنى هيكلهم المزعوم والذي يعتبرون بنائه بأنهم حكموا المنطقة والأرض وما عليها...

 

     وقد حان الوقت هذه الأيام لتحرير القدس وفلسطين كاملة من تلك العصابات الصهيونية، فالصحوة الصحوة يا صفوة خلق الله في محورنا المقاوم وفي بلاد الشام كما قال عنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ( إن صفوة خلق الله في بلاد الشام) فنحن من سيوحد الأمة ويجمع الطاقات البشرية من دول الأمة بعربها وعجمها لتحرير فلسطين ومدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك والجولان ومزارع شبعا ويعيدها إلى الأمة ويخلص الإنسانية جمعاء من دنس الصهيونية العالمية وخرافاتها التلمودية وعصاباتها القاتلة للبشرية والعابرة للحدود والقارات أعداء الله وقتلة الأنبياء والمرسلين وأعداء الأمة والإنسانية...

اللهم آمين...


أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي...

كاتب وباحث سياسي...

عائدون من النسيان بقلم عبدالحليم قنديل

 


   إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا ، تظل الأمة فى هوانها ، وانقلاب معايير حكامها ، الذين يقف أغلبهم سندا لكيان الاحتلال الإسرائيلى ، ويواصلون سيرة التطبيع والاستخذاء الفاجر ، الذى تتدافع أماراته بلون الفجيعة المقبضة ، كلما قامت قوات العدو باقتحام باحات المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، وعاثوا فسادا واعتقالا وضربا بالرصاص وتنكيلا همجيا بالمصلين والمصليات شيوخا وشبابا وأطفالا ، وقادوا قطعان المستوطنين وجماعات "الهيكل" لتدنيس المسجد بصلوات البغى ، وهو ما صار يحدث كل صباح تقريبا منذ عام 2014 ، وتحت عنوان "التقسيم الزمانى" للحرم القدسى ، وسعيا لتقسيم مكانى ، تجرى بعده إعادة بناء ما يسمى "هيكل سليمان" ، الذى لم تثبت كل الحفريات وجود أثر له ، اللهم إلا فى مرويات منسوبة للتوراة ، لا يؤمن بها حتى كثير من حاخامات اليهود أنفسهم ، وإن كانت "إسرائيل" تتخفى بها ، وتريد استخدام الأساطير المكذوبة كتكئة لهدم المسجد الأقصى و"قبة الصخرة" بالذات ، وفرض تقسيم "المسجد الأقصى" بين المسلمين واليهود ، وعلى نحو ما فعلوا قبلها فى "الحرم الإبراهيمى" بمدينة "الخليل" ، ومنح مساحة 60% من المسجد لليهود ، ومنع رفع الأذان فيه .

   وقد لا نريد هنا الاستطراد فى مناقشات دينية ، أو فى تاريخ تعاقب الأديان والأنبياء ، فليس لدى أحد من المسلمين أدنى رغبة فى التنكر لدين سماوى ، وهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله جميعا ، لا يفرقون بين أحد منهم ، وليست القصة فى ديانة اليهود ، وقصة فلسطين ليست نزاعا دينيا ، ولا مباريات فى رفع الصلوات ، بل قضية احتلال واستعمار استيطانى إحلالى ، وأيا ما كانت الهوية الدينية للمحتلين الغاصبين ، وقد أتوا فى غالبهم من بلدان أوروبا الشرقية بالذات ، ومن دون أدنى رابطة تجمعهم سلاليا مع اليهود الأولين من "بنى إسرائيل" ، وكان مؤسس الكيان "بن جوريون" بولنديا وملحدا ، لا تعنيه اليهودية وأساطير التوراة ، إلا بقدر ما تنفع فى دعم الحركة الصهيونية ، التى نزعت عن اليهودية كونها دينا ، واصطنعت دعوى القومية اليهودية بدلا عن الدين اليهودى ، وقامت على أكتاف أحفاد يهود "مملكة الخزر" مكان وبالقرب من "أوكرانيا" الحالية ، وهم "متهودون" بأمر ملكى وليسوا يهودا ، فى ديانة ليس فيها دعوة ولا تبشيرولا إضافة ، وهو ما يفسر قدوم أغلب قادة إسرائيل الأوائل من "بولندا" و"أوكرانيا" ، واستخدامهم النفعى تماما لأساطير التوراة وأرض الميعاد ، بينما الهدف كان مرتبطا تماما بالإمبريالية الاستعمارية ، وبدعم عواصم الغرب الكبرى حتى اليوم ، وبادعاء أن فلسطين خالية وأرض بلا شعب ، وأن قضية فلسطين ستذوى من تلقاء نفسها ، وبأقوال "جولدا مائير" الأوكرانية الأصل ، فإن طرد الفلسطينيين من أراضيهم سيكون بلا عواقب ، وأن الكبار سيموتون والصغار سينسون ، وهو ما حدث عكسه بالضبط ، فقد جرى بعث الفلسطينيين من عوالم النسيان الموهوم ، برغم طرد ثلثى الشعب الفلسطينى من أرضه فى نكبة 1948 ، وبرغم مرور نحو 75 سنة إلى اليوم ، وموت وتعاقب أجيال ، وتوالى جولات الذبح والنفى والتهجير ، فإن المنسيين عادوا بهويتهم الأصلية إلى منصات الحضور الباهر ، وصار الفلسطينيون أكثرية فى بلادهم المحتلة بكاملها ، وبعزم أشد على استعادة أرضهم المغتصبة بكاملها ، وتحرير 27 ألف كيلومتر مربع هى كل مساحة فلسطين التاريخية ، وليس فقط الستة آلاف كيلومتر مربع فى غزة والضفة والقدس ، وبدت "القدس" المحتلة بكاملها فى قلب تيار العودة ، وتواصلت قيامات "القدس" فى السنوات الأخيرة بالذات ، وخصوصا فى المدينة القديمة ، التى تقل مساحتها عن كيلومتر مربع واحد ، يجمع رموز التوهج الفلسطينى الكبرى ، وفى قلبها "المسجد الأقصى" ، الذى ترفع الصلوات فيه ، وفى "كنيسة القيامة" القريبة ، وعلى رجاء استعادة الوطن الفلسطينى ، وليس لمجرد أداء طقوس فى طاعة الله ، فلسنا بصدد ضمان حرية عبادة فحسب ، بل بكون حرية العبادة طريقا لكسب حرية الوطن الأسير .

   ليست القصة ـ إذن ـ فى حرية العبادة وحدها ، ولا فى تأكيد حرية المصلين المسلمين بالوصول إلى مسجدهم المقدس ، ولا فى الحفاظ على ما يسمونه "الوضع القائم" فى الحرم القدسى الشريف ، واستمرار "الوصاية الأردنية" التى اتفق عليها كيان الاحتلال نفسه ، ولا فى وجود صورى منتهك لهيئة الأوقاف الفلسطينية ، ولا فى الحصار الإسرائيلى المسلح لجماعات المرابطين والمرابطات فى المسجد المبارك ، ولا حتى فى تحرير المدينة المقدسة ذات الكيلومتر الواحد وأقل ، بل فى المغزى الوطنى المقدس لحركة المقدسيين من حول المسجد ، فالقدس عاصمة الروح هى عاصمة الوطن الفلسطينى فى الوقت ذاته ، وترمومتر حرارة الحوادث من حول الحرم المقدس ، هو ذاته ترمومتر حرارة الكفاح الفلسطينى لاستعادة الوطن من محتليه ، والمرابطون دفاعا عن الأقصى يأتون من شتى نواحى الجغرافيا الفلسطينية ، والصوت الذى ينطلق من باحات المسجد العتيق ، يتردد صداه فى مدن الضفة وغزة ، وفى مدن وقرى الداخل المحتل منذ عام 1948 ، فى تطور بات ملموسا متصلا فى السنوات الأخيرة ، فقبل أكثر من عشرين سنة ، كانت فلسطين تتقدم إلى انتفاضتها الكبرى الحديثة الثانية ، على وقع اقتحامات "شارون" لأبواب المسجد الأقصى ، وكانت معارك الانتفاضة المسلحة تتوالى ، من "غزة" إلى معركة "جنين" عام 2002 ، ومع كل اقتحام إسرائيلى تكرر ، كان صوت القدس ومسجدها يوقظ الهمم ، من المواجهة الدامية عند أبواب الأقصى عام 2017 ، وإلى التطورات الساخنة فى عام 2021 ، حين قاد صوت وبسالة المقدسيين حركة قيامة فلسطينية شاملة ، ودارت حرب "سيف القدس" ، التى عجزت فيها إسرائيل عن إحراز أى نصر ، برغم التفاوت الهائل فى قدرات السلاح لصالح كيان الاحتلال ، وزحفت المواجهات بأكثر من أى وقت مضى إلى وراء ما يسمونه "الخط الأخضر" وجدار الفصل العنصرى ، وصارت "حيفا" و"يافا" و"اللد" و"أم الفحم" على خط الجبهة الأمامى ، تماما كغزة ونابلس ورام الله وجنين ، وكان وحى القدس وقيامتها ، هو الذى وحد حركة الشعب الفلسطينى على كامل أرضه التاريخية ، كانت لذلك مقدمات وتباشير سبقت فى الانتفاضة الثانية ، التى تداعت حوادثها فى الخمس سنوات الأولى من القرن الجارى ، وارتقى فيها شهداء من الداخل الفلسطينى ، وعلى ذات خطوط المواجهة فى غزة والضفة ، لكن جرى الذهاب إلى أفق مختلف فى العام الأخير بالذات ، فلم تعد "غزة" تحارب وحدها ، كما فى مواجهات 2008 و2009 و2012 و2014 ، بل صارت "غزة" مددا مباشرا لحروب المجموع الفلسطينى ، وهو ما فرض إيقاعا جديدا ، لم تصنعه صواريخ غزة وحدها ، بقدر ما صنعته قيامة القدس ورمزيتها الجامعة ، فالنور الذى ينبعث من كيلومتر واحد فى المدينة المقدسة ، راح يضئ قضية المصير الفلسطينى فى عموم السبعة والعشرين كيلومترا ، وعلى نحو ما أنبأتنا به ملاحم توالت بعد "سيف القدس" ، من هروب الأسرى من "جلبوع" أكثر سجون الاحتلال تحصينا ، وحتى عمليات المقاومة الفردية الجريئة فى قلب أكبر مدن الكيان ، من عملية "بئر السبع" إلى "الخضيرة" إلى "بنى براك" إلى "شارع ديزنجوف" فى قلب "تل أبيب" ، وقبلها فى صحوة بدو منطقة "النقب" ، التى تشكل أكثر من نصف مساحة فلسطين ، وبعدها فى عودة ملاحم "جنين" ، أقرب مناطق الضفة إلى مدن وقرى ومروج الداخل ، وإلى حد جعل "جنين" ولادة الأبطال ، كما لو كانت عاصمة ميدان للمقاومة الفلسطينية الموحدة الجديدة ، وجعل قادة الكيان لا ينامون فزعا من "جنين" وأهلها وشبابها ، ودفعهم لحصار "جنين" ، وبأقسى مما تحاصر به "غزة" ، وبرغم تواتر إشارات على دور لفصائل "فتح" و"الجهاد" وغيرها فى "جنين" ، إلا أن الطابع الشعبى المباشر للمقاومة الجديدة ، يبدو فى الصدارة ، فإلهام المقاومة الجديدة ، لا يبدو بأوامر تنظيم بعينه ، بقدر ما يبدو انتقالا للقدوة والشعلة من مكان إلى مكان ، صمود شبان وشابات القدس يظل فى مركز دائرة الإلهام ، ومبادرات شباب "النقب" و"أم الفحم" يجرى تداولها وتكريسها عند أبطال "جنين" ، و"غزة" المنفصلة البعيدة مكانيا عن القدس ، تبدو كدرع جاهز لحماية الأسوار وصون المقدسات ، فلا يعبأ قادة كيان الاحتلال بشئ ، قدر ما يحسبون الحساب لكل تهديد بالرد يصدر من غزة ، وتظن أن هذه المعادلة الجديدة ، سوف تلقى بظلالها على تطورات الوضع الفلسطينى فى قابل الأيام والسنوات ، برغم اتصال التشتت المهلك فى الصف الأمامى الظاهر لحركة السياسة الفلسطينية ، وضياعها فى دوائر انقسام مفرغة ، وطلبها لمدد لا يجئ من خذلان دولى وعربى وإسلامى ، بينما تبدو حركة الشعب الفلسطينى فى مدار آخر ، يحتفل بقداسة وشجاعة وبطولة ووحدة العائدين من النسيان .

Kandel2002@hotmail.com