كثيرا من الشباب يعيش حياة غير راضي عنها لانها لا تشبع احتياجاته ولا يحقق فيها ذاته فينتقل بروحه الى عالم اخر بشكل لا ارادى الى حياة اخرى وهى الحياة الافتراضية التى يصنعها من نسيج خياله حيث تتجول فيها روحه كيفما تشاء بحيث يرسم فى هذا العالم لوحة جميلة يتمنى ان يعيشها فى الواقع ويغزل نسيجها بخطوط ملونة يرتاح لها تكوينه النفسى فيبنى امال وطموحات سهلة التحقيق ويعيش ويتجاوب مع هذه الحياة الافتراضية ويفضلها على حياته الواقعية لدرجة ان بعض الحالات تنفصل انفصالا تاما عن واقعها وتتمسك بالخيال وتابى ان تخرج منه وهذا يعتبر رد فعل على قسوة الحياة بالنسبة لبعض الحالات ذات الشخصية الحساسة التى لا تستطيع ان تواجه مشكلات الحياة
والحياة الخيالية بالنسبة لبعض الحالات تعنى لهم اشباع رغباتهم فيصبح انسان ناجح اذا كان كثير الاخفاق , مرغوب فيه اذا كان يشعر بالنبذ الاجتماعى والعاطفى ,ذو مكانة اجتماعية اذا كان احساسه بذاته منخفض , يستطيع ان يخوض معركة اذا كان غير قادر على المواجهه ------------------------------الخ
فنجد هؤلاء الفئة غارقة فى احلام اليقظة يميلون الى الوحدة والعزلة لديهم ردود افعال بطيئة لا يكترثون بما يحدث حولهم مما يزيد من تفاقم المشكلة وتزداد حياتهم سلبية اكثر واكثر وتصبح اكثر احباطا وتعقيدا لان كل النجاحات التى يحققونها نجاحات وهمية صنعت بواسطة الخيال ظنا منهم ان هذا حل لجميع مشكلاتهم
وانا انصح كل المسئولين سواء فى المنزل او خارجه ان نساعد شبابنا على الخروج من عالم الخيال الى الواقع وذالك بدفعهم الى الواقع عن طريق اسناد المهام اليهم والاعتماد عليهم فى كثيرا من الامور مع مراعاة اشعارهم بقيمة وجودهم فى حياة الاخريين مما يزيد ثقتهم بانفسهم
ومن هنا سوف تنطلق طاقاتهم الابداعية خارقتا حدود الخيال الى عالم الواقع الملموس ويصبحون اكثر رغبة فى تحقيق الذات وتتكون لديهم قدرات انتاجية ابداعية لا حصر لها ومن هنا سوف تتنتقل ارواحهم الغارقة فى عالم الخيال الذى ابتدعه كل واحد منهم الى اجسامهم لتتحد معها وتكون لنا شباب قادرة على التحدى ومواجهة الواقع اصحاب قضايا واهداف يحققون بها احلامهم واحلام اوطانهم