زيارة شي جين بينغ الميمونة للمنطقة وثلاث قمم صينية سعودية وخليجية وعربية...
تأتي زيارة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ إلى السعودية وعقد ثلاث قمم مع قادة السعودية وقادة الخليج وقادة الدول العربية كزيارة تعتبر لكل المنطقة العربية الملتهبة بالأحداث المأساوية المفتعلة وبأوضاع إقتصادية ومالية سيئة نتيجة لتلك الأحداث المفتعلة عبر سنوات مضت من خلال التدخلات والمؤامرات الصهيوغربية على الدول العربية والمنطقة برمتها والتي أدت إلى ما آلت إليه تلك الدول العربية والمنطقة برمتها إلى واقع عربي سيئ شحن بالخلافات والفتن الدينية والطائفية والقومية والتهجير والقتل والعصابات الداعشية والحروب الأهلية وحروب بالوكالة ما زالت تعاني من آثارها شعوبنا لغاية هذه الأيام، وبالرغم من ذلك الواقع المؤلم والحزين إلا أن زيارة الرئيس الصيني الحليف والصديق لمنطقتنا شي جين بينغ للمنطقة تعد بكل المقاييس علامة خير وأمل وفرج لشعوب منطقتنا كافة وبالذات الدول التي عانت شعوبها الأمرين من المؤامرات الصهيوغربية في العشرية السنوية الماضية...
وهي زيارة ميمونة للسعودية ولقاءات صينية سعودية وخليجية وعربية مبشرة لما هو آت في الأشهر والسنوات القادمة لحل كل هذه المشاكل والأزمات وإنهاء الحروب والفتن والعودة إلى وحدة الصف والكلمة متناسين لكل المأسي والأحزان التي جرت في منطقتنا لإعادة الإعمار والبناء والتنمية بكل مجالاتها السياسية والمالية والإقتصادية وحتى الإجتماعية والثقافية...وغيرها من الأمور التي تهم المواطن العربي وتشغل تفكيره في منطقتنا وفي حياته اليومية واللحظية من متطلبات مالية...وغيرها، وأيضا كانت لتلك الزيارة أهمية لتمتين العلاقات العربية العربية وحل كل ما يؤثر على تلك العلاقات من مشاكل بالحلول السلمية التي تعيد لتلك الدول موقعها في محيطها العربي والإسلامي والدولي إلى أن نصل بإذن الله تعالى إلى الوحدة العربية والإسلامية المنشودة وبكل المجالات...
وما تحدث به الرئيس الصيني شي جين بينغ والقادة العرب المجتمعين في القمم الثلاث يؤكد ذلك بل ويدعم حل الأزمات وتلطيف الأجواء وتحسين الأوضاع بين الدول العربية وأيضا بين السعودية وإيران كدولة إسلامية جارة ولها موقعها في المنطقة، وهذه هي المبادئ والقيم التي تنادي بها الصين لتنفيذ رؤيتها الإقتصادية والتجارية بين الدول من خلال إحياء طريق الحرير الذي يؤمن لكل الدول التعاون والشراكة ودوام التنمية بكل مجالاتها ومعاملة الدول العربية كدول لها أهميتها الكبرى في المنطقة والعالم دون أن تكون تابعة للدول المهيمنة الصهيوأمريكية معاملة الند بالند والإحترام المتبادل والتعاون والشراكة الحقيقية بين الدول لتسفيد دولنا والإنسانية جمعاء من تلك المشاريع الكبرى والتي لم ولن تنجح إذا لم يتم تكاتف جهود دول المنطقة والدول العالمية ومنها الصين وروسيا....
فاهلا وسهلا بالزيارة المباركة التي نرجوا أن تظهر نتائجها مباشرة وسريعا لتعزيز الإخاء والتعاون والتفاهم والمنفعة المتبادلة ومد الجسور أكثر ما بين الصين الشعبية والدول العربية، لتهيئة الأجواء الصافية والسبل الصحيحة والطرق المعبدة أمام الرؤيا الصينية العربية المشتركة لإتمام كل المشاريع التنموية الكبيرة للمنطقة العربية برمتها، ومنها بالذات مشروع الحزام وطريق الحرير المتجدد، ليبنى على أرضية صلبة خالية من أية حوادث أو أزمات مفتعلة ونزاعات عميقة ومفتعلة من قبل الصهيوغربيين، لا تأتي للدول والشعوب والقادة والجيوش والإنسانية جمعاء إلا بالدمار والخراب وإبادة الحياة البشرية على وجه هذه الأرض المباركة...
لذلك إنطلقت رؤية الصين الشعبية لدول وشعوب منطقتنا والعالم بأننا يجب أن نعيش لنعمر ونبني ونتعاون ونتفاهم ونتبادل الخبرات والكفاءات ونقيم المشاريع التنموية المشتركة وفقا لمبدأ المنفعة المتبادلة بين الدول والشعوب، وبذلك تنمو دولنا كافة وتزدهر وتتقدم ويصبح وضعها الإقتصادي والمالي في إرتفاع دائم، وتعيش شعوبنا أفراد وأمم ودول بكل آمان وأمن وإطمئنان على حاضرهم ومستقبلهم وحتى مستقبل أولادهم وأحفادهم، وهذه رسالة الله لخلقه بعمارة الأرض والحفاظ على الإنسانية الربانية كما أراد الله لها دون أن تتعرض لأية خدوش وتهميش وإختراق شيطاني من هنا وهناك...
والصين والدول العربية والإسلامية بشكل عام تتمتع بروابط تاريخية قديمة جدا ومعروفة عبر التاريخ الإنساني وهي مستمرة إلى يومنا الحالي وستبقى وتتعزز بإذن الله تعالى في الحاضر والمستقبل، وعبر التاريخ تأسست تلك العلاقات على الإحترام والتعارف والتعاون والتفاهم المتبادل والمنفعة المشتركة وفي كل المجالات التي تحتاجها حياة الإنسان الصيني والعربي...
وزيارة الرئيس الصيني شي إلى السعودية ولقائاته مع قادة الخليج وقادة الدول العربية بشكل عام هي زيارة مباركة ومبشرة بالخير لإنهاء كل الأزمات والحروب في المنطقة والصلح والتفاهم بين المحاور المتنازعة للتدخلات والضغوطات الصهيوغربية بالدبلوماسية والحوار، وهي زيارة تأتي كقوة دفع لتنمية العلاقات التجارية والإقتصادية والسياسية والثقافية والشعبية..وغيرها والتي من خلالها تم توقيع عدة إتفاقيات بعيدة المدى ومذكرات تفاهم وتعاون وتبادل وترابط حول الإنتاج العالمي والنفط والغاز والطاقة والمعلومات والإتصالات والجمارك والتبادل الثقافي والمعرفي...وغيرها من مجالات التعاون الدولي...
والصين تعلم جيدا بأن الدول العربية ومنطقتها لها تاريخ عريق وحضارة لها آلاف السنين تماما كحضارة الصين العظيمة، لذلك وعبر التاريخ كانت العلاقات مستمرة بين الصين ودول المنطقة واليوم تعزز هذه العلاقات المهمة كشركاء مهمين لتعزيز وتنفيذ مبادرة الحزام وطريق الحرير الصينية العربية والإسلامية، لذا فإن تبادل وجهات النظر بين الرئيس الصيني شي وبين زعماء دول المنطقة مستمرة ودائمة رغم كل الظروف للحفاظ على السلام الإقليمي ونزع فتيل الحروب والأزمات المفتعلة صهيوغربيا والتي وضعت الحواجز والعراقيل والمعوقات التي وقفت في طريق التعاون والتبادل والمنفعة المشتركة بين الصين ودول المنطقة وبين الشرق والغرب وبين الصين وبالذات التعاون الإقتصادي والثقافي...
وجاءت هذه الزيارة لتعزيز التعاون لبناء الحزام وطريق الحرير بالتعاون المتجدد والمستمر بين الصين ودول المنطقة، والعمل على خلق ظروف مواتية لتحقيق الأمن والآمان والإستقرار الدائم للمنطقة والعالم، مما يزيد من فرص الإستثمارات وتبادلها وبشكل أكبر من السابق، نرجوا كل الخير والتوفيق لهذه الزيارة الميمونة لتوثيق عرى الإخوة والتعاون والتبادل والمنفعة المتبادلة والمحبة بين الصين ودول المنطقة، لذلك على قادة دول المنطقة أن ترفض كل ضغوطات الصهيوغربيين مهما كان حجمها وأن يستخدموا أوراق القوة لديهم ورقة ورقة وأن يتم إنهاء كل الأزمات والخلافات والحروب المفتعلة سريعا، وأن تتابع باب المصالحات والحوارات والمفاوضات الأخوية الصحيحة والصادقة التي تؤدي للمصالحات وتحمي المنطقة من أية تدخلات ومؤامرات صهيوغربية وبذلك ستنهض الأمة وتتوحد وتعيد موقعها في كل المتغيرات الدولية القادمة رغما عن أنوف كل دول الصهيوغربيين...
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...
كاتب ومحلل سياسي...