اخبار ذات صلة

السبت، 6 أغسطس 2022

الصهيوأمريكيين وتدخلاتهم الخبيثة في وحدة الصين ببرها وبحرها وجوها لم ولن تحقق أهدافها أبدا...

 


    بالرغم من بوادر حسن النية التي تقدمها الصين للولايات المتحدة الأمريكية, وبالرغم من الشراكة الإقتصادية والتجارية ذات النسبة المرتفعة بين البلدين, إلا أن محاولات الهيمنة الأمريكية  على شراكتها مع الصين لم تلغى ولم تنتهي أبدا, فأمريكا دائما تريد أن تأخذ وتسيطر وتستفيد من أية شراكة مع الدول دون أن تعطي أو تتعاون أو تشارك أحد… وهذا يختلف عن سياسة الصين التي تهدف من أية إتفاقيات توقعها مع الدول على مبدأ الشراكة والتعاون والإستفادة للجميع...


    فأمريكا تعمل بالتنافس الغير شريف من ناحية تجارية وإقتصادية وتحاول الهيمنة والسيطرة على الدول بالتدخل في شؤونها الداخلية وإثارة الفتن بين أية دولة جارة للصين وبين الصين وتستفيد من بعض عملائها ووكلائها الذين يسيطرون على بعض الأراضي الصينية مثل تايوان الصينية حتى لا تعود إلى الوطن الأم وهي الصين، فعقليتها هي عقلية العصابات وما زالت نفس العقلية القديمة منذ إنشائها وتأسيسها بذبح الملايين من الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا إلى يومنا الحالي، وعبر تاريخها الأسود تعتقد أمريكا من خلال تلك الأعمال الوقحة والتدخلات الخبيثة أنها ستهيمن وتسيطر على الدول والأقاليم والقارات المستقلة وذات القرار السياسي والإقتصادي والجغرافي والتاريخي المستقل… 


     وهذا ما لا ترضاه الصين وحلفائها كروسيا وإيران وكوريا الشمالية...وغيرهم وهو من أهم أسباب التوتر بين الصين وأمريكا، الأمر الذي يجعل أمريكا بسياستها الخبيثة والمزدوجة والشيطانية تضغط على الصين وتتلاعب حسب عهرها السياسي بورقة تايون الصينية بين الفينة والأخرى عبر مسؤوليها من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي كالزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي والتي إستنكرتها الصين وكل حلفائها لكن بيلوسي وقيادتها الصهيوأمريكية نفذوا تلك الزيارة الهوجاء دون الأخذ بتهديدات الصين وحكومتها المركزية في بكين، بالرغم من تصريحات المسؤولين الأمريكيين وإعترافهم بالصين الواحدة وبالرغم من أن هناك قرارات صدرت في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي تعترف وتؤكد بالصين الواحدة وبأن تايوان هي مدينة صينية تابعة للوطن الأم وللحكومة المركزية،إلا أن بيلوسي وإدارتها الأمريكية وضعت العالم على أعصابه خوفا من وقوع حربا عالمية قد تحرق الأخضر واليابس، وبالرغم من المناورات الصينية الكبرى التي حاصرت تايوان من كل الجهات إلا أن  الصين المعروفة بحكمتها وحنكتها سمحت لتلك الزيارة أن تمر وهددت بإتخاذ إجراءات صارمة في الأيام والأسابيع والأشهر القادمة بحق مسؤولي تايوان وأمريكا...


    وأيضا أمريكا تثير المشاكل كثيرا في بحر الصين الجنوبي بين الفينة والأخرى, مما يولد توتر وزيادة الخلافات بين الجانبين, وبحر الصين الجنوبي يشكل منطقة إستراتيجية للتجارة العالمية وهو للصين أساسا, وتطالب الصين دائما عبر الأمم المتحدة بالسيادة على معظمه رسميا, ولا تنكر حق الدول الأخرى به مثل فيتنام وماليزيا وبروناي والفلبين, لكن أمريكا تسيطر سياسيا وإقتصاديا وعسكريا على تلك الدول وتثيرها على الصين لغايات في نفسها الخبيثة والمريضة،

لذلك فالصين تعرف جيدا كيف تتعامل مع الخبث والشيطنة الأمريكية بسياستها الهادئة والحكيمة والمتروية, دون أن تسفك دماء الأبرياء الذين يذهبون ضحايا للحروب والفتن والتدخلات الصهيوأمريكية في الدول وفي كل مكان من العالم، وأيضا الصين لا تنتهك حقوق الدول الجارة لها, وإنطلاقا من ذلك عملت الصين على تطوير نظام مراقبة تحت الماء, الهدف من ذلك النظام تقويض حركة الأسطول الأمريكي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ, وتعزيز التواجد الصيني بشكل كامل في بحر الصين الجنوبي،والمشروع أو النظام سمي بسور الصين المائي العظيم, لتصبح مجموعة من السفن والغواصات وأجهزة الإستشعار قادرة على رصد الأهداف فوق الماء وتحته, بحسب ما أعلنت عنه مؤسسة بناء السفن الصينية, وهو نظام يشبه إلى حد كبير النظام الذي طورته أمريكا في الخمسينيات للكشف عن الغواصات السوفياتية والمسمى (cocus), وبذلك تكون أمريكا الوحشية والفتنوية قد خسرت معركة بحر الصين الجنوبي نهائيا، وستخسر الأهداف التي كانت ترجوها من زيارة بيلوسي لتايوان الصينية...


   نعم هكذا تتعامل الدول الكبرى مثل الصين ذات الأخلاق والمبادئ والقيم والشعب الممتد تاريخه وحضارته منذ آلاف السنين مع الدول التي أصبحت كبرى مثل أمريكا على جماجم البشرية ونهب ثرواتها وإيقاع الفتن بين أبناء الوطن الواحد وبين الأخوة والجيران، وأمريكا وشعبها ذو التاريخ الحديث والمزور والذي تم لممته من كل أنحاء العالم تلعب بالنار كثيرا ولا تحسب أي حساب للعواقب التي ستلحق بها فيما بعد وهي بذلك تعمل على إنهاء إمبراطوريتها المزورة والتي أقيمت على قتل الشعوب ونهب خيراتهم وثرواتهم وعلى الكذب والنصب والإحتيال والمراوغة وإزدواجية المعايير والخروج عن القانون الدولي وضرب كل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بعرض الحائط وهي بذلك دولة إرهابية تحمل فكر العصابات وخارجة عن القانون الدولي منذ إنشائها لغاية إيامنا الحالية، وستنهار قريبا بإذن الله تعالى وعونه لكل الدول في منطقتنا والعالم والتي تعمل على ذلك ليلا ونهارا وبأعصاب هادئة وحكمة وحنكة ومعرفة بالأمور جميعها وبالذات ما سيؤدي إلى زوال تلك الإمبراطورية الزائفة والظالمة والقاتلة للبشرية جمعاء...


    والحكمة والحنكة الصينية المعروفة لدى العالم أجمع رسخت في الصين عدة أسوار  صينية عظيمة هزا عرش أمريكا وهزماها أولهما فوق الأرض وثانيهما حول تايوان وثالثهما تحت الماء, وكلاها لحماية أمن الصين ووحدتها والحفاظ على خيراتها وثرواتها وطرق مشاريعها العالمية البرية والبحرية والجوية والحفاظ على جيرانها من شرور أنفسهم ومن التدخل الصهيوأمريكي في منطقتهم، ومن أي خطر مفاجئ أو محتمل من قبل تلك الدولة المتغطرسة والهوجاء والشيطانية, وزيارة بيلوسي وغيرها من المسؤولين الأمريكيبن أو البريطانيين  إلى تايوان لم ولن تحقق أهدافها نهائيا مع دام هناك دولة قوية كالصين تطالب بحقها وستنتزعه قريبا وفقا لقرارات الأمم المتحدة بالقوة السياسية أو الإقتصادية وآخرها العسكرية، لأن زياراتهم مشبوهة في أي مكان يقفون على ترابه وأحد أهدفها وضع مسؤولي تايوان رأس حربة ضد وطنهم الأم ووحدة الشعب الصيني ولتزيد من حدة النزاعات في المنطقة برمتها, وهي زيارة من عدة زيارات أمريكية سابقة في تلك المنطقة ولتايوان بالذات وقد زادت وتيرة سرعتها في السنوات الأخيرة للضغط على الصين، وإبعادها عن الوقوف مع حلفائها وعن كل القضايا في منطقتنا  وفي العالم أجمع، وهذا لم ينجح في الماضي البعيد والقريب ولن ينجح في المستقبل بإذن الله تعالى...



أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي...

كاتـب وباحـث سياسي...

الجمعة، 5 أغسطس 2022

مفارقات مقتدى الصدر بقلم عبدالحليم قنديل


    


  فى أوائل العام الجارى ، وتحديدا فى يوم 15 يناير 2022 ، كتبت ونشرت مقالا فى نفس هذا المكان ، حمل عنوان "انقلاب فى العراق" ، كانت دواعى توقع الانقلاب المشار إليه بادية فى تحولات السلوك السياسى للسيد "مقتدى الصدر" ، وهو سليل ووريث عائلة من المراجع الدينية الشيعية ، راح بعضها ضحية لاغتيالات فى زمن حكم الرئيس الراحل صدام حسين ، واكتسبت شعبية هائلة فى أوساط شيعة العراق ، يتكئ عليها ويزيدها اليوم "مقتدى " ، ويستخدم مريديه المطيعين الكثر فى جولات ترهيب لخصومه من قادة الشيعة الآخرين ، الأكثر ميلا للعمل مع إيران وتشيعها الفارسى "الصفوى" لا "العلوى" والعروبى ، ويسعى "الصدر" لتصفية نفوذهم الطائفى وميليشياتهم المسلحة ، ويرفع شعارات بناء نظام سياسى جديد ، يستعيد وحدة العراق والعراقيين ، ويسترد للعراق عروبته المغيبة ، التى توارت منذ الغزو الأمريكى للعراق ، والقضاء على نظام صدام وإعدامه شنقا .

  وقد تبدو فى القصة مفارقة بل مفارقات ، فتراث عائلة الصدر والتيار الصدرى عموما ، كان الأشد حماسا وترحيبا بذهاب صدام ، وبسقوط نظامه المنسوب للتيار القومى العربى ، بينما "الصدر" الصغير يبدو الآن أكثر حماسا لكسب استقلال العراق وعروبته ، ثم أن الطبيعة الطائفية للتكوين الصدرى لا تخفى ، لكن قوته تعمل اليوم لتفكيك النظام الطائفى الفاسد ، الذى شارك به الصدريون لوقت طويل بعد سقوط بغداد عام 2003 ، لكنهم يميلون إلى التبرؤ اليوم من آثامه ، حتى لو كان الثمن خوض حرب شوارع شاملة ضد بقية مفردات ما كان يسمى "البيت الشيعى" ، التى اجتمعت بدون الصدر فيما يسمى "الإطار التنسيقى" ، وتتهم الصدر بتدبير انقلاب على ما تسميه مؤسسات الحكم العراقية ، والسعى لتغيير الدستور الذى وضعه حاكم الاحتلال الأمريكى "بول بريمر" ، وتغيير قواعد لعبة المحاصصة الطائفية والعرقية ، وهو ما أشرنا إليه فى مقالنا الذى نشر قبل نحو سبعة شهور ، وتوقعنا بالنص أنه "قد تزيد فرص مراجعة الأعراف السياسية المفتتة لوحدة العراق والعراقيين ، وقد يمكن تخليق سياق يتقبل مراجعة الدستور ، الذى وضعه حاكم الاحتلال الأمريكى" بول بريمر" ، وأقصى عروبة العراق إلى الهامش لا المتون ، فثمة روح عربية جديدة تتفتح ورودها فى العراق ، وتنفك عنها بعض القيود الفارسية الثقيلة" .

  ولا تنتهى مفارقات الظاهرة الصدرية عند هذا الحد ، فبرغم أن " الصدر" رجل دين ، ويكسب شعبيته من عمامته ولحيته التى تبدو طفولية ، إلا أن المعمم الشاب عركته التجربة ، وراح يدرك أن التيارات والجماعات الدينية والطائفية يفوت زمانها فى العالم العربى ، وفى العراق بالذات ، الذى جرت سرقة موارده وثرواته الهائلة من قبل المعممين ، أو المختبئين من وراء اللحى الثقيلة ، وقد نهبوا ما يزيد على التريليون دولار ، سواء كانوا فى سنة العراق أو من شيعته ، وبما أدى لانصراف الناس عنهم ، وعن ضحكهم الهزلى على الذقون البريئة ، وتضعضع نفوذ جماعة الإخوان فى بيئات السنة العرب ، وكان آخر عناوينهم المتحورة "سليم الجبورى" رئيس مجلس النواب الأسبق ، فيما أجلى حضور "داعش" نفوذهم الدينى المفترض ، ثم تراجع نفوذ "حزب الدعوة" الموازى للإخوان فى أوساط الشيعة ، وأصبح اسم "نورى المالكى" الأمين العام لا يزال لحزب الدعوة ، أشهر عناوين الفساد المستشرى ، وصار "المالكى" الذى كان يكسب قوت يومه من بيع "السبح" على باب مقام السيدة زينب بدمشق ، قبل أن يعود مع الدبابات الأمريكية إلى بغداد ، ويصبح أطول رئيس وزراء عراقى بعد عهد صدام عمرا فى منصبه ، وتتضخم ثروته المريبة إلى نحو سبعين مليار دولار ، قبل أن تهزمه غزوة "داعش" المفاجئة الخاطفة عام 2014 ، ويضطر لترك المنصب إلى "حيدر العبادى" ، الذى انشق لاحقا عن حزب الدعوة ، وأسس كتلة "تحالف النصر" متواضعة التمثيل البرلمانى ، واضطر فيما بعد إلى التحالف مع "المالكى" نفسه ، ومع الجماعات الشيعية الأخرى المجتمعة فى "الإطار التنسيقى ، الذى خسرت جماعاته كلها فى انتخابات أكتوبر 2021 ، وتفوق عليها جميعا التيار الصدرى ، بخروجه من الانتخابات الأخيرة فى المركز الأول ، وكان الصدر فى انتخابات سابقة عام 2018 ، قد انتهى إلى استنتاج بدا فى محله ، وقرر سحب المعطف الدينى المباشر ، وأسس مع أطراف يسارية وليبرالية كتلة "سائرون" كتحالف مدنى وطنى ، ثم دعم السعى لإقالة حكومة "عادل عبد المهدى" ، بعد اشتعال انتفاضة أكتوبر 2019 ، التى غازلها الصدر ، وسعى لخطف الكاميرات وشعارات الإصلاح منها ، بتسيير حشوده ومظاهراته ، وقد سقط فى الانتفاضة نحو 30 ألف قتيل وجريح من شبابها ، وكانت مسارحها الأساسية فى بغداد ومحافظات الجنوب الشيعى ، ولم تخفت إلا بعد تولية "مصطفى الكاظمى" مدير المخابرات لمنصب رئيس الوزراء ، وقد حاول "الكاظمى" أن يتخذ موقفا وسطا فى النزاع الدولى والإقليمى على مصير العراق ، وقاد عملية لتحسين وتطوير العلاقات مع دول الخليج ومع مصر ، ورعاية تفاوض سرى فعلنى بين إيران والسعودية ، ولقى "الكاظمى" تأييدا محسوسا من "الصدر" وجمهوره ، ودخل فى عملية تكسير عظام سياسى مع أطراف البيت الشيعى خالصة الولاء لإيران وحرسها الثورى ، ودون أن يعنى ذلك إشهاره العداء المباشر لإيران ونفوذها ، الذى استفاد من تحطيم الغزو الأمريكى لكيان الجيش والدولة العراقية الوطنية ، لكن "الصدر" لمس المزاج المعارض لهيمنة إيران فى انتفاضة أكتوبر ، وبلور شعاره المعروف "لا شرقية ولا غربية" ، فى إشارة ظاهرة لرفض الهيمنتين الأمريكية والإيرانية معا ، وبعد فوز كتلته الأكبرفى الانتخابات الأخيرة ، سعى إلى حرمان الفصائل الشيعية ذات الهوى الإيرانى من المشاركة فى الحكومة ، وإلى حرمان جماعة غريمه "نور المالكى" بالذات ، وصمم على تكوين ما أسماه "حكومة أغلبية وطنية" ، تضم جماعته مع "تحالف السيادة " السنى والحزب الديمقراطى الكردستانى ، وإبداء الاستعداد لضم نواب انتفاضة أكتوبر إلى الحكومة ، وهو ما كان موضع رفض وعناد من "المالكى" ، الذى سبق له خوض معركة "صولة الفرسان" ضد الصدريين وقت أن كان رئيسا للوزراء ، وعمل مع "الإطار التنسيقى" وبعض الأطراف الكردية لتكوين ما أسماه الثلث المعطل فى مجلس النواب على الطريقة اللبنانية ، وإلى أن جاءت مفاجأة الصدر بأوامر استقالة نوابه الثلاثة والسبعين من البرلمان ، وهو ما اعتبره "المالكى" فرصته الكبرى ، بعد أن حل نواب من "الإطار التنسيقى" على مقاعد نواب الصدر المنسحبين ، وهنا فجر مقتدى الصدر مفاجأته الثالثة ، وأخرج جماهيره إلى الشارع ، وإلى اقتحام "المنطقة الخضراء" الأشد تحصينا ، وإلى الاعتصام فى مقر مجلس النواب وحوله لمنع انعقاد جلساته ، وأشهر رفضه لترشيح "الإطار التنسيقى" وزير مالية المالكى الأسبق "محمد شياع السودانى" لرئاسة الوزراء ، وبرغم لجوء "الإطار التنسيقى" إلى مظاهرة عابرة ضد تحرك أنصار الصدر ، إلا أن الأخير يبدو عازما على السير للنهاية ، ومنح حكومة "الكاظمى" فرصة مضافة للبقاء ، تمهد لانتخابات مبكرة جديدة ، تطيح بنفوذ جماعات إيران نهائيا ، وتكفل للصدر حضورا برلمانيا أقوى ، يمكنه من إعادة النظر فى الدستور ، والتحول إلى نظام رئاسى لا برلمانى ، وإنهاء محاصصات التوافق الطائفى ، الذى يوزع كعكة الفساد على الشركاء الطائفيين ، ويجعل موارد العراق فى خدمة تشكيلات دموية مسلحة ، تتلقى دعمها الأساسى وتوجيهات عملها من إيران ، تماما كما قال "نورى المالكى" فى تسريباته الأخيرة ذائعة الصيت .

  وتبدو الأيام المقبلة محكا حقيقيا لاختبار مصير تحولات "الصدر" ومفارقاته ، خصوصا مع نزوع التشكيلات الطائفية الفاسدة للجم جموح "الصدر" ، وإظهار الاستجابة الجزئية لبعض مطالبه ، وبدعوى إعادة المياه إلى مجاريها فيما يسمونه حوارا ، لا يهدف سوى لحماية لصوص بغداد من كل الطوائف ، والابقاء على صيغة حكم مريضة ، توزع فيها المناصب الكبرى على الطوائف ، ويكون فيها رئيس الجمهورية كرديا دائما ،  ورئيس الوزراء شيعيا دائما ، ورئيس البرلمان سنيا دائما ، وتتحول عن معنى الدولة إلى معنى الشركة المساهمة ، وتطمس معنى الوطنية العراقية الجامعة ، وتكرس تقسيمات عرفية لا دستورية ، لا ينص عليها حتى دستور "بول بريمر" ، ولم تؤد أبدا إلى حكومة فعالة ولا إلى وضع مستقر ، بل إلى مزيد من التفتيت الفعلى لوحدة الكيان العراقى ، وشفع حصص المناصب بحصص مقابلة من الثروات المنهوبة ، وتكريس تواطؤ الكل مع الكل ، وحرمان أغلبية الشعب الساحقة من موارد بلدهم الغنى ، وجعل الساسة العراقيين فى وضع الدمى التابعة المأمورة من قبل دول جوار ، وكل هذه المصالح قد تتحالف على اختلاف الألوان لردع مغامرة الصدر ، وتفريغ مضامينها ، وإبطاء قوة الدفع فيها ، تماما كما جرى مع انتفاضة أكتوبر على عظم تضحياتها واتساع أشواقها إلى وطن يليق بالعراقيين .

Kandel2002@hotmail.com

رؤية سها البغدادي لإصلاح المحور الاجتماعي بمصر مع لوحة تعبيرية للفنان المخرج أشرف كمال

 

لوحة بريشة الدكتور الفنان أشرف كمال 
رؤية سها البغدادي لإصلاح المحور الاجتماعي بمصر ولوحة تعبيرية للفنان السابق عصره والمخرج بالمركز القومي للسينما أشرف كمال حيث عبر عن الأيادي الخفية التى تريد النيل من مصر والتى تحارب مصر ولكن مصر تقف حرة شامخة مرفوعة الرأس 


بقلم سها البغدادي 

1. التعليم  

نحن بحاجة إلى تطوير التعليم بحيث أن يتوافق مع احتياجات سوق العمل ولذلك علينا أن نهتم بالمدارس الصناعية المتقدمة لكى يتخرج عمال مدربين متخصصين فى كافة التخصصات ونضمن لهم التعين داخل المصانع فور تخرجهم وفق لخطة تضعها الدولة بهدف القضاء على البطالة .. كما أننا نحتاج إلى الاهتمام بالمعلم نفسه لأنه اساس العملية التعليمية والتربوية فعلينا أن نوفر للمعلم كل ما يحتاجه من تدريبات لكى يكتسب المهارات اللازمة لكى يستطيع مواكبة روح العصر هذا بالاضافة الى رفع رواتب المعلمين حتى نقلل من الضغوط عليهم .. بالنسبة للمناهج نحن فى حاجة الى ثورة وصحوة لتغير المناهج بحيث تتماشى مع احتياجات الطالب واحتياجات المجتمع بحيث تتوافق مع العلم الحديث ومن الافضل ان تحاكى المناهج العالمية وتعتمد على المنهج العملى اكثر من النظري وأن نعتمد اللوحات الفنية لتسهيل شرح مناهج التاريخ مع دعم المناهج بتقديمها عبر الفن والمسرح والموسيقي .. كما ان تلاميذ المدارس بحاجة الى عودة الأنشطة الرياضة الى ساحات المدارس والمسابقات وتشجيع التلاميذ على التنافس والابداع وان تراعي الدولة المواهب الصغيرة وتعمل على توفير اللازم لتنميتها وتطويرها 


 

2. الصحة 


لابد من عودة البرامج التوعوية عبر فن الكريكاتير والاعلانات خفيفة الظل لكى يستوعبها المواطن البسيط لكى يتعلم من مضمونها كيفية الحفاظ على صحته وطرق العدوى وفترة حضانة المرض وهذا ما يسمى بتثقيف المواطن .. كما اننا بحاجة الى توفير الدعم لكافة الوحدات الصحية للقرى والنجوع وأن تحرص الدولة على توفير التدريبات الحقيقية للاطباء والتمريض للتصرف السريع لمواجهة الاوبئة والكوارث وفقا لخطة مسبقة 

كما اننا نقترح ان الدولة تفتح باب لتأهيل خريجى الجامعة لممارسة مهنة التمريض بعد حصول الخريج منهم على شهادة معتمدة انه اجتاز التدريبات بنجاح ويعين بعقد فى حالة تفوقه وذلك لتوفير جيش ابيض لمصر يستطيع مواجهة الازمات وليكن لدينا اكتفاء من العاملين بالمهن الطبيبة ، كما نقترح أيضا ان يتم جمع الادوية الغير مستخدمة من قبل المواطنين عبر صندوق الخير ويتم فرزها وتوزيعها عبر صيدليات متطوعة لعمل الخير لدعم الفقراء والمساكين بالادوية اللازمة 

 

3. قضايا الأسرة والتماسك الاجتماعي 


بالنسبة لقضايا الاسرة نجد ان القوانيين وتغيرها ليست هى الحل لحماية الاسرة من التفكك والتصدع ولكن على الدولة عمل برامج تثقفية للارشاد الاسرى وبرامج اخرى للمقبيلين على الزواج واعمال درامية لدعم التماسك الاسري عبر متخصصين من علم النفس وعلم الاجتماع هذا بالاضافة الى توفير برامج دينية هدفها دعم التماسك الاسري ودعوة الزوج والزوجة لاتباع تعاليم الدين كما نقترح على الدولة عمل دورات تأهيلية للطرفين المقبلين على الزواج مع دعم الدولة للشباب المقبلين على الزواج بتوفير السلع والشقق بالتقسيط وبتسهيلات 


4. القضية السكانية 


الازدحام والتكدس فى العاصمة والمدن ادى الى خنق الجماهير وشعورهم بالتعب والاجهاد الشديد بالاضافة الى الاعباء اليومية والضغوط التى تواجه المواطن بسبب تغيرات المناخ وغلاء الاسعار الناتج عن الحروب وغيرها ولذلك نقترح على الدولة ان تبني مدن صناعية بها كافة الخدمات من مدارس ومستشفيات ...الخ  وان توفر فرص للعمل للشباب بهذه المدن وان تمنحهم شقق للزواج بها وبهذه الطريقة سيحدث الاستقرار بهذه المدن .. كما نقترح على الدولة ان تقدم شقق سكنية مدعمة بتسهيلات فى الدفع مع توفير المواصلات لهذه الشقق لتخفيف الكثافة السكانية . كما نحتاج الى برامج توعوية لتحديد النسل وتشجيع الاسرة على تحديد النسل بتوفير حافز للاسر التى تنجب اطفال اقل مثل اشتراكات مخفضة فى النوادى وخدمات مدعومة 


5. الثقافة والهوية الوطنية


بالنسبة للثقافة والهوية الوطنية فلابد من تنشئة الاطفال منذ نعومة اظافرهم على حب الوطن والانتماء ودعم الوحدة الوطنية ويتم ذلك عبر برامج تثقفية من انتاج الدولة وانشطة تثقفية ومسابقات بالنوادي للشعر والادب والفن والاغانى الوطنية  وعمل معسكرات وزيارات ورحلات للأماكن الاثارية  لطلاب المدارس والجامعات 

كما أننا نطالب الدولة بدعم المواهب الشابة فى كافة المجالات من صحافة وفن وادب وتمثيل وغناء ... الخ

الخميس، 4 أغسطس 2022

الإخوان المسلمون بين الواقع والطموح !!



ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها ونكتب ونحلل واقع وطموح جماعة الإخوان المسلمين في مصر, فالجماعة التي أنشئت قبل ما يزيد عن تسعة عقود ونيف من الزمان أصبحت جزء من التاريخ الأسود لمصر منذ بروزها على الساحة المجتمعية وحتى الآن, فالجماعة التي ولدت في أحضان الاحتلال البريطاني وترعرعت في كنفه وشملتها رعايته ودعمه سعت منذ لحظة الميلاد للوصول للسلطة رغم أنها أعلنت نفسها في البداية كجماعة دينية دعوية, ثم انتقلت للعمل الاجتماعي, ثم تبلور دورها السياسي مع تبلور الحركة السياسية في أربعينيات القرن العشرين, ومع قرب نهاية الأربعينيات قامت باغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي الذي أصدر قرار بحل الجماعة في 8 ديسمبر 1948 وذلك على خلفية اتهام الجماعة بالتحريض والعمل ضد أمن الدولة, وبعدها بعشرين يوما لقى النقراشي حتفه, فرد القصر باغتيال مؤسس الجماعة ومرشدها العام حسن البنا في 12 فبراير 1949, ومن هنا برزت طموحات الجماعة كجماعة سياسية تسعى للوصول للسلطة بعيداً عن الدور الديني والدعوي الذي تتستر خلفه, والدور الاجتماعي الذي تتخذه وسيلة لكسب المؤيدين والأتباع.


وعندما قامت ثورة 23 يوليو 1952 عادت الجماعة من جديد وحاولت التقرب من الضباط الأحرار ومجلس قيادة الثورة الذي أعلن حل الأحزاب السياسية في 16 يناير 1953  بعدما تأكد أنها السبب وراء بقاء الاحتلال البريطاني حيث كان أغلبها إما عميل للاحتلال أو موالي للقصر والملك الفاسد, وظلت الجماعة قائمة رغم تأكد مجلس قيادة الثورة من دورها السياسي, بل حاول المجلس التعاون معها في تشكيل الحكومة وعرض جمال عبد الناصر على مكتب الإرشاد ترشيح ثلاثة من أعضاء الجماعة لتولي مناصب وزارية في أول حكومة بعد الثورة ورفض المرشد حسن الهضيبي وكان يطمع في زيادة العدد, فأقنع جمال عبد الناصر الشيخ الباقوري عضو مكتب الإرشاد وأحد المرشحين لتولي منصب المرشد العام للجماعة خلفا لحسن البنا بتولي منصب وزير الأوقاف فوافق الرجل وغضب الهضيبي بشدة من مخالفة الباقوري لقرار الجماعة بالامتناع عن المشاركة في الحكومة واستدعى الباقوري وأجبره على تقديم استقالته من جميع مناصبه بالجماعة ومن عضوية الجماعة ذاتها, وفي نفس اليوم أجرى الهضيبي اتصالا بجميع الصحف لإبلاغها بأن الباقوري لم يعد عضوا بالجماعة بمجرد قبوله المنصب الوزاري ومن هنا بدأ العداء بين الجماعة ومجلس قيادة الثورة, وكانت المواجهة الكبرى في حادث المنشية الشهير حيث قامت الجماعة بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر في 26 أكتوبر 1954, وفي 29 أكتوبر وبعد ثلاثة أيام فقط من الحادثة صدر قرار حل الجماعة للمرة الثانية والذي استمر حتى وفاة جمال عبد الناصر عام 1970, وتؤكد الوقائع والأحداث خلال فترة حكم جمال عبد الناصر أن الجماعة سياسية وتسعى للسلطة على المستوى الاستراتيجي بينما دورها الديني والاجتماعي يتم من قبيل التكتيك.


وجاء الرئيس السادات للحكم والجماعة منحلة ومحاصرة وقيادتها بالسجون والمعتقلات فقام باستدعاء مرشدها العام عمر التلمساني وعقد معه صفقة سياسية بعودتهم للعمل السياسي في مواجهة خصومه السياسيين من الناصريين والشيوعيين, فانطلقت الجماعة تعمل بحرية شديدة تحت مظلة السلطة الحاكمة وبحماية شخصية من السادات, حتى جاءت معاهدة كامب ديفيد وكانت قد خرجت من تحت عباءة الجماعة العديد من التنظيمات الإرهابية التي لقى السادات حتفه برصاص إحداها وهو تنظيم الجهاد الذي كان يتزعمه محمد عبد السلام فرج كمفتي للتنظيم ويقود جناحه العسكري عبود الزمر, وخلال هذه المرحلة ترسخت فكرة أن الجماعة سياسية وليست دينية ولا اجتماعية.


وخلال فترة حكم مبارك قام بمهادنة الجماعة ومنحها فرصة العمل السياسي العلني من خلال التحالف مع الأحزاب السياسية تارة والعمل المنفصل تارة أخرى, رغم أنه كان يعلن أنها جماعة محظورة, وتمكنت الجماعة من التسلل داخل مؤسسات المجتمع المختلفة ووصل 88 عضو منها لمجلس الشعب في انتخابات 2005, وظلت الجماعة تتغلغل داخل بنية المجتمع من خلال الخدمات الاجتماعية التي تقدمها للفقراء في الوقت الذي تخلت فيه حكومات مبارك عن مسؤوليتها تجاه مواطنيها, وعندما اندلعت شرارة الأحداث في 25 يناير 2011 وأطاحت بمبارك وحزبه الحاكم كانت الجماعة جاهزة للسطو على السلطة رغم أنها كانت تدعى أنها جماعة دينية دعوية تمارس العمل الاجتماعي بعيدا عن العمل السياسي.


ثم جاءت أحداث 30 يونيو 2013 وتم الإطاحة بالجماعة من سدة الحكم, وفي 6 نوفمبر 2013 أيدت محكمة القاهرة حكما قضائيا سابقا بحظر جماعة الإخوان المسلمين ونشاطاتها في مصر وهو تأييد للحكم الصادر في 23 سبتمبر 2013 وهو حكم من الدرجة الأولى والقاضي بحظر أنشطة الجماعة في الدعوى المقامة من حزب التجمع, وخلال السنوات التسع الماضية والجماعة محاصرة وقياداتها قيد المحاكمات داخل السجون, وخلال هذا الأسبوع ومع انطلاق الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس السيسي في رمضان الماضي والجماعة تحاول المشاركة في الحوار بكافة الطرق كمحاولة لفك الطوق الملفوف حول عنقها, وفي محاولة جديدة للاختراق يطلق المرشد العام المؤقت للجماعة إبراهيم منير المقيم في لندن تصريحا له "بأن الجماعة ينحسر دورها في العمل الخيري والدعوي دون الدخول في صراع على السلطة أو التنافس مع الأحزاب في الانتخابات البرلمانية", وبالطبع هذه خدعة جديدة من خدع الجماعة يجب أن لا تنطلي على أحد فالجماعة سياسية بالأساس ودورها الدعوي كان دائما لدغدغة مشاعر البسطاء, ودورها الخيري كان بهدف كسب المؤيدين والأتباع من الفقراء الذين لا يلقون رعاية كافية من الدولة, فإذا كان واقع الجماعة اليوم يقول أنها في أضعف حالاتها إلا أن طموحها لازال هو الوصول للسلطة, اللهم بلغت اللهم فاشهد.  

     

بقلم /د. محمد سيد أحمد