اخبار ذات صلة

السبت، 6 مايو 2023

شهادة وفاة السودان! بقلم عبدالحليم قنديل

 


      لا صوت يعلو اليوم على أصوات حرب التصفيات الدائرة فى الخرطوم ، وهى أكبر من أن تكون حربا شخصية بين الجنرالين "عبدالفتاح البرهان" ومحمد حمدان دقلو "حميدتى" ، مع تكاثر مآسيها التى تتلاحق كل يوم وكل ساعة ، وتساقط مئات ربما آلاف القتلى ، وعشرات أضعافهم من الجرحى والمصابين المعلومين والمجهولين ، وتفشى أعمال السلب والنهب ، واقتحام كل السجون وفراركل المجرمين ، والانقطاع شبه التام لخدمات المياه والكهرباء والمخابز والمستشفيات وموارد الدقيق والوقود ، وتضاعف تكلفة الخروج من الجحيم إلى عشرة أمثالها ، مع الهروب الجماعى للأجانب من رعايا ودبلوماسيين ، وترك البلد الذى تتدحرج كوابيسه إلى ما هو أفظع ، وربما إلى حروب أهلية جديدة ، ذاق السودان ويلاتها عبر 77 سنة بعد استقلاله الرسمى فى يناير 1956 ، وضاعت فيها أرواح الملايين ، من حرب الجنوب ، وليس انتهاء بحرب دارفور ، التى استمرت لنحو عشرين سنة ، وهدأت مدافعها قليلا قبل سنوات ، وإن ظلت الجمرات تحت الرماد وفوقه ، وربما تشتعل مجددا ، وتكمل دائرة النار ، التى فصلت جنوب السودان عام 2011 ، ليغرق هو الآخر فى بحر مجاعات وحروب قبلية ، تمد شراراتها إلى جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وإلى ولايات الشرق ، حيث تتناسل حركات تمرد جديدة ، تضاف إلى حركة تحرير السودان (عبد الواحد نور) والجبهة الشعبية (عبد العزيز الحلو) ، وغيرها من جماعات مسلحة ، لم توقع على اتفاق جوبا للسلام (أكتوبر 2020) ، ولا ترضى بنصوصه ، ولا بفكرة الاندماج فى الجيش السودانى ، الذى يحظى إلى اليوم برضا وتوافق نسبى من حركات التمرد القديمة ، التى قد تعود لحروب السلاح ، إن لم ينجح الجيش فى تصفية تمرد "حميدتى" فى الحرب الجارية .

  والقصة ـ للأسف ـ أكبر وأخطر من نداءات المطالبة بوقف إطلاق النار ، ومن وساطات التدخل بالتهدئة بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع "المتمرد" ، أو تنظيم لقاءات تبويس لحى بين الجنرالين "البرهان" و"حميدتى" ، أو استعادة سيرة حوارات الاتفاقات الإطارية ، والانتقال لسلطة مدنية وغيرها ، وكلها شعارات على ما يبدو من نبلها الأخلاقى ، فإنها لا تقدم رجلا إلا لتؤخر غيرها ، ولا تخاطب أصول معضلة السودان وكوابيسه ، التى تنقلت به على نحو دورى من حكم مدنى إلى حكم عسكرى ، مع الغلبة الظاهرة لفترات الحكم العسكرى طوال عمر السودان ، ووقوف أحزاب وجماعات (مدنية) وراء تحريض العسكريين على الانقلابا ت ، كما جرى من "حزب الأمة" فى انقلاب إبراهيم عبود (1958) ، وكما جرى من جماعات اليسار فى انقلاب جعفر النميرى (1969) ، وكما جرى من حزب حسن الترابى "الإخوانى" فى انقلاب عمر البشير (1989) ، والذى استمر وحده فى الحكم لمدة ثلاثين سنة ، بدا أنها انتهت مع ثورة شعبية اشتعلت فى ديسمبر 2018 ، وخلعت البشير فى أبريل 2019 ، وتركت السودان نهبا لفوضى متصلة ، ولانفجارات دموية متقطعة ، ولفترة انتقالية متطاولة ، لم يظهر فيها حاكم فعلى للسودان ، اللهم إلا البعثة الأممية (يونيتامس) ، التى طلبها "عبد الله حمدوك" رئيس الوزراء الأول باتفاق شراكة المدنيين والعسكريين فى رسالة للأمم المتحدة أوائل 2020 ، وترأسها ولا يزال الألمانى "فولكر بيرتس" ، وتوسعت فى مهامها إلى حد الإشراف على كافة مجريات المرحلة الانتقالية ، وفى صورة أقرب لوصاية مكتب الحاكم الأمريكى "بول بريمر" فى العراق بعد احتلاله ، ومع حكم "بيرتس" ، الذى عمل سابقا فى مكتب "بول بريمر" نفسه ، تساندت أدوار لصيقة للأمريكيين والبريطانيين والنرويجيين وغيرهم ، واجتذبت فئات أوسع من أطراف تحالف الحرية والتغيير ، وتوسعت دوائر منح جنسيات أجنبية للمتعاونين ، بل وصرف رواتب ثابتة لكثيرين تحت عناوين مموهة ، وهو ما كان سببا ظاهرا فى خفوت أو غياب الاعتراض "المدنى" على الاتجاه لتطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلى ، والعمل الدءوب على نزع نسب السودان إلى العروبة ، والتركيز على معنى هلامى لأفرقة السودان ، ثم كانت المصيبة الأكبر فى توقف إجراءات الانتقال عمليا ، وإطاحة الشراكة المدنية العسكرية ، وتزايد الانشقاقات فى جبهة أحزاب الحرية والتغيير ، وانقسامها عمليا بين كتلة "المجلس المركزى" الأقرب إلى مكتب " بيرتس" ، و"الكتلة الديمقراطية" الأقرب إلى الجيش ، وكتلة الحزب الشيوعى ولجان المقاومة المعادية ظاهريا للكل ، إضافة لاستدعاء حضور فئات "إسلامية" و"إخوانية" ، إدعت سبقا لها فى مقاومة نظام البشيرالمخلوع ، وهكذا تمزقت أطراف الأحزاب المدنية الساعية للديمقراطية ، ورفض أغلبها الانتقال السريع لإجراء انتخابات عامة ، وتشكيل حكومة مدنية منتخبة يخضع لها الجيش ، على نحو ما دعا إليه " البرهان" القائد العام لقوات الشعب السودانية المسلحة ، الذى طلب غير مرة ، أن تتوافق الأطراف المدنية على تشكيل حكومة جامعة ، تعد لانتخابات رئاسية وبرلمانية ، وهو ما لم يلق هوى لدى أطراف تدرك هزالها الانتخابى ، وتحتمى بسطوة التدخل الأجنبى المتفشى ، وسعت لاستثمار طموح "حميدتى" ، وعرقلة مطلب دمج قوات الدعم السريع فى صفوف الجيش ، وإنهاء وضعها الشاذ الموروث عن فترة حكم البشير ، وهكذا رأينا عودة مراهنة أطراف "مدنية" على قوة عسكرية لطلب الحكم معها ، ويغير لجوء إلى تصويت الشعب ، وهو ما كان سببا مباشرا فى إنفجار الحرب الراهنة بالخرطوم ، وتدبير "حميدتى" لانقلاب على الجيش ، كان مخططا له بالتوافق مع أطراف إقليمية ودولية معروفة ، راهنت على "قوة الدعم السريع" لإنهاك وتفتيت الجيش ، وهو المؤسسة السودانية الوحيدة ، المعبرة رمزيا عن وحدة ما تبقى من السودان ، وأيا ما كانت سوءات الجيش ، وكراهيته من قبل أطراف سودانية ، دخلت معه فى حروب أهلية ونوبات تمرد ، واتهامها لضباط الجيش بالتعبير حصرا عن قبائل شمال السودان ووسطه ، وتكريسهم للطابع العروبى على حساب المعانى الأفريقية المهمشة ، أيا ما كانت هذه الاتهامات وسواها ، فلم يحدث من قبل أبدا ، أن أدار الجيش حربا فى قلب العاصمة الخرطوم وجوارها ، وأغلب المظالم والفظائع المنسوبة للجيش ، جاءت من جهات رديفة استعان بها الجيش فى الحروب الأهلية على الأطراف ، خصوصا فى فترة حكم " البشير" ، الذى جعل لحربه الخاسرة مع الجنوب طابعا دينيا متعسفا ، وأنشأ قوة "حميدتى" من عصابات "الجنجويد" سيئة السمعة فى "دارفور" ، وجعل لها وضعا رسميا بقانون أصدره برلمانه عام 2017 ، وبعد أن هدأت تمردات "دارفور" ، ثم خلع البشير نفسه ، تحولت "قوة الدعم السريع" بقيادة "حميدتى" إلى قنبلة موقوتة انتقلت للخرطوم ، زاد "حميدتى" بطموحه السياسى قوة تفجيرها ، ووجد فى حيرة ودوامات البحث عن سلطة فى السودان اليوم ، أن الفرصة جاءته على طبق من ذهب ، وأن الساعة حانت للتخلص من رئيسه " البرهان" ، وأن تدمير الجيش يفتح أمامه طريق الرئاسة ، فلن يتكلف الأمر سوى بضع شعارات مجوفة ، من نوع السعى للديمقراطية والانحياز لما يسميه "خيار الشعب" ، ومغازلة "قوى مدنية" خاضعة للتدخلات الأجنبية ، وهو يدرك ضعفها ، وربما احتياجها إلى واجهة إنقاذ من ماركة "حميدتى" ، الذى راح يدير انقلابه على طريقة "الصدمة والرعب" الأمريكية ، وينطلق من معسكرات قواته التى كانت قائمة قبلها بالفعل فى الخرطوم ، وبهدف السيطرة المفاجئة على المراكز السيادية الكبرى من نوع "القصر الرئاسى" و"مطار الخرطوم" و"القيادة العامة للقوات المسلحة" ، لكن الأمور اللواحق جرت بغير ما اشتهى ، وجاءته الطامة الكبرى بإشهاره العداء لمصر عملا بأوامر رعاته ، وهو ما دفع أقوى جيران وأشقاء السودان لعداء ظاهر ومستتر مع قواته ، يدفعها غالبا لمصائر الهزيمة ، ويكشف حقيقتها كعصابات قتل وسرقة وإجرام ، لا تملك عقيدة وطنية تعى مصالح السودان ، بل مجرد ارتزاق وانسياق بالمال وراء قيادة عائلية قبلية ، لا يصح أن تكون بديلا مقبولا لجيش السودان القومى المحترف ، الذى بدونه ينهار ما تبقى من السودان كدولة ، فقد ولد السودان المعاصر بعاهة ملازمة ، هى ضعف جهاز الدولة فى بلد شاسع المساحة ، ومتنوع الأعراق والقبائل والحساسيات والثروات ، ومترامى الأطراف والبيئات ، إضافة لجوار خطر مفتوح مع سبع دول ، ولكن بتواضع ملحوظ فى جهاز الدولة سواء فى الخدمة العسكرية أو الخدمة المدنية ، وهو ما كان سببا فى دورات حكم مضطربة على نحو متصل ، وفى تعثر فترات الحكم العسكرى والمدنى معا ، ووجود جيش واحد موحد للبلد ، وعلى أساس قومى سوادنى جامع ، وبمبدأ التجنيد الوطنى الإلزامى الجامع ، مع إذابة مظالم الفئات المهمشة ، هو مدخل السودان الأول لبناء جهاز دولة أقوى ، ولاستقرار حياة السياسة فيه ، فالديمقراطية لا تبنى فى فراغ دولة ، وتحطيم الجيش لا قدر الله ، يكتب شهادة وفاة السودان الذى نعرفه .

Kandel2002@hotmail.com

طريق الآلام السودانى بقلم عبدالحليم قنديل

 


   متى تتوقف الحرب الجارية فى الخرطوم ؟ ، وهل من أفق أفضل للسودان مع وقف شامل مستدام لإطلاق النيران ؟ ، تبدو التمنيات الطيبة مفهومة ومبررة أخلاقيا ، لكن الواقع يمضى للأسف فى اتجاه معاكس ، فعبر ثلاثة أسابيع من الاقتتال حتى اليوم ، توالت "الهدن" واتفاقات كف النار ، ومع ذلك جرى اختراقها جميعا ، وكل طرف يتهم خصمه ، وحتى لو جرى تمديد "الهدن" إلى أسبوع أو حتى أسابيع ، فقد لا يعنى ذلك إمكانية التوصل إلى حل بالتراضى ، فطبيعة المعركة صفرية ، ولا نهاية لها بغير إنهاء كابوس وجود جيشين حاكمين فى السودان ، فكل بلد مستقر فى الدنيا له جيش واحد ، وإلا صار الأمر فوضى دامية ، وميليشيات تتنازع وتتقاتل بلا نهاية .

  ولم يعد شئ مما جرى خافيا ، فقد بدأ الاقتتال الحالى منذ 15 أبريل الفائت ، وكان الهدف ظاهرا ، وتصور محمد حمدان دقلو "حميدتى" قائد ما يسمى "قوات الدعم السريع" ، أن القصة ستنتهى فى دقائق أو حتى فى ساعات ، وأنه سيفوز بحكم السودان وقيادة الجيش ، وهو ما يفسر أسلوب "الصدمة والرعب" الذى استخدمه ، وانقضاض قواته على الحرس الرئاسى ، وعلى حماية الجنرال "عبد الفتاح البرهان" القائد العام للقوات المسلحة السودانية ، وبهدف قتله  أو اعتقاله ، لكن الأمور جرت بغير ما اشتهى "حميدتى" ، ونجا "البرهان" رئيس المجلس السيادى ، واعتصم بغرف مبنى "القيادة العامة" ، وبجنرالات الجيش ، الذين أداروا الحرب باحتراف ملحوظ ، وتحركوا بطول وعرض السودان وولاياته ، ونجحوا فى طرد قوات "حميدتى" من قاعدة "مروى" فى الشمال ، ومن كل القواعد والمعسكرات والمطارات ، اللهم إلا من متاعب تبقت فى مطار "نيالا" بدارفور ، ومن مطار العاصمة الخرطوم طبعا ، وقد تعطل تماما ، وتحطمت أغلب الطائرات المدنية السودانية والأجنبية فيه ، بسبب الاشتباكات الدائرة داخله وحوله ، كما حول "القصر الرئاسى" ، وفى مدن الخرطوم الثلاث (الخرطوم والخرطوم بحرى وأم درمان) ، فيما لجأ شتات "الدعم السريع" إلى الأحياء السكنية المكتظة ، بعد إجلائهم قسرا عن 11  معسكرا كانت لهم فى الخرطوم وما حولها ، وهو ما يعنى ببساطة ، أن الهدف الأول للحرب العبثية جرى إفشاله ، وإن كانت معاناة أهل الخرطوم تتفاقم ، فقد انهار الأمن تماما ، واتقطعت أغلب الخدمات ، وجرى غلق أغلب المستشفيات والصيدليات والمخابزوالمتاجر ومحطات المياه والوقود ، ونهبت البنوك ، وتفشى السلب والقتل والترويع  ، واقتحام كل السجون وإطلاق كل المجرمين العتاة ، وتضاعفت أسعار السلع وأجور الانتقال إلى حدود جنونية ، وتوالت قوافل الراغبين فى النجاة من الجحيم ، وصار أغلب حرص ما يسمى "المجتمع الدولى" ، أن يسحب رعاياه ودبلوماسييه ويغلق السفارات ، وطغت قصص إجلاء العرب والأجانب ، تماما كما قصص النزوح واللجوء الواسع  فى طرق الآلام عبر حدود السودان مع سبع دول مجاورة ، وانتهينا إلى وضع بالغ التعقيد ، فكل يوم يمر يفاقم خطورة المأساة ، ولم يسبق للسودان على كثرة حروبه الأهلية ، أن واجه وضعا كهذا منذ استقلاله الرسمى فى يناير 1956 ، جيشان رسميان يتقاتلان فى العاصمة نفسها ، ففى عام 2008 ، كان الوضع مختلفا ، وصد الجيش هجوما على "أم درمان" من "حركة العدل والمساواة" القادمة وقتها من "دارفور" ، وكانت النتيجة محسومة سريعا لصالح الجيش ، لكن قوات "حميدتى" كانت موجودة فى كل الخرطوم قبل بدء الاقتتال ، وبعديد يصل إلى نحو 50 ألفا ، وبكامل أسلحتها و2500 عربة دفع رباعى ، ومتمركزة إلى جوار جنود الجيش فى كل المراكز السيادية ، وفى قلب مبانى القيادة العامة ذاتها ، إضافة لما جاءها من مدد إضافى ، وفى ساعة الصفر حدث الغدر المفاجئ ، وبرغم صدور قرار لاحق من "البرهان" بحل تشكيلات "الدعم السريع" ، وسحب ضباط الجيش وحرس الحدود والشرطة المنتدبين إليها ، إلا أن الفأس كانت وقعت فى الرأس ، وانتشرت "قوات الدعم السريع" فى كل أنحاء العاصمة ، واعتقلت عددا كبيرا من ضباط الجيش من منازلهم ، واحتجزت أسرهم كرهائن ، كما تستخدم المدنيين كدروع بشرية ، وهربت من غارات سلاح الجو السودانى ، وتحركت فى مجموعات صغيرة بالشوارع الداخلية ، وواصلت القنص من أعلى المبانى ، ولا تزال تشكل تهديدا لكل المرافق السيادية وسط الخرطوم ، فوق الاستيلاء على أغلب المرافق الخدمية ، وهو ما يعجز الجيش عن استخدام فوائض قوته وأسلحته الثقيلة خوفا على حياة وممتلكات المدنيين ، فى الوقت الذى تمضى فيه عمليات التطهير ببطء ، مع تكرار الوعود بالتصفية النهائية لتمرد "قوات الدعم السريع" ، وفى آجال قدرها الجنرال ياسر العطا ـ مثلا ـ بنحو أسبوعين إضافيين ، يدخل فيها عمر الاقتتال إلى شهره الثانى ، مع محاولات جر الحرب إلى مناطق أخرى فى "دارفور" وغيرها ، وإلى احتراب أهلى واسع النطاق .

  وبرغم النبل الأخلاقى لنداءات وقف الحرب فورا ، وما قد يكون من نوايا طيبة لبعض وساطات دولية وإقليمية جارية ، لكنها لن تؤدى إلى سلام أو استقرار فى السودان فيما نظن ، فالمأساة الراهنة كوابيس سودانية داخلية الأسباب أساسا ، وان استثمر فيها آخرون بالمنطقة والعالم ، والحل ينبغى أن يكون سودانيا خالصا أيضا ، فقد نشأت ظاهرة قوات "حميدتى " بقرار من الرئيس السودانى المخلوع "عمر البشير" ، وجرى التواطؤعلى التوسع فيها بعد ثورة ديسمبر 2018 ثم ذهاب "البشير" ، وزاد الجنرال "البرهان" الطينة بلة ، حين ألغى المادة الخامسة من قانون إنشاء "قوات الدعم السريع" ، وبما أعطى "حميدتى" استقلالية أكثر فى التصرف بعيدا عن قيادة القوات المسلحة ، والاستطراد فى بناء امبراطوريته الخاصة ، والاستغلال الشخصى لمناجم الذهب الغنية فى "دارفور" و"كردفان" ، وانتفاخ ثروته الشخصية والعائلية ، وبناء شبكة علاقات إقليمية ودولية تخصه ، ومن وراء ستار صفته الرسمية كنائب لرئيس مجلس السيادة ، وتحويل "قوات الدعم السريع" إلى جيش منفصل عن الجيش الأصلى ، وهكذا صار "حميدتى" تاجر "المواشى" السابق مليارديرا ، إضافة لصفة "الفريق أول" الممنوحة له جزافا ، فالرجل لم يتلق تعليما مدنيا يجاوز شهادة المدرسة الابتدائية ، ولم يتلق تعليما عسكريا من أى نوع ، وأغرته سيولة المشهد السودانى ، واستشراء النفوذ الأجنبى الأمريكى والأوروبى"الأممى" فى أوساط جماعات مدنية ، فاندفع بذكاء انتهازى فطرى إلى رفع ما يرددون من شعارات ، وطرح نفسه كزعيم ديمقراطى منقذ مقابل استبداد منسوب إلى "البرهان" ، وإلى تنفيذ خطة أطراف إقليمية باستبدال وتفكيك الجيش السودانى ، وجعل ميليشيا "الدعم السريع" جيشا بديلا ، وكان"حميدتى" يأمل أن ينهى القصة سريعا ، يوم بدأ الحرب فى 15 أبريل 2023 ، وبهدف إزاحة "البرهان" من طريقه ، وكان الأخيروافق فيما يسمى "الاتفاق الإطارى" الأخير ، أن يترك السلطة تماما للمدنيين ، بل أن "البرهان" كما قال ، عرض أن ينسحب بشخصه من المشهد ومعه "حميدتى" ، ورفض "حميدتى" ، تماما كما رفض خطة قصيرة المدى لدمج "قوات الدعم السريع" فى صفوف الجيش ، ورغب فى إطالة المدة لعشر سنوات مقبلات ، لا يتبع فيها قيادة الجيش ، ويحكم من وراء ستار رأس دولة مدنى ، ثم اختار الطريق الأقصر إلى غاية طموحه ، بتصفية وجود الجيش نفسه ، والانفراد بالساحة العسكرية ، وطرح نفسه كما لو كان أبا  راعيا للديمقراطية ، يدافع عما أسماه "خيار الشعب" ، وكأن زعيم ميليشيا إجرامية ، يصح له أن يكون زعيما للشعب ، مستفيدا من ضعف وتفرق وتهافت كثير من القوى والأحزاب المدنية ، ورغبة بعضها فى أن يحكم البلد مباشرة ، وبدون إجراء انتخابات عامة ، وفى مرحلة انتقالية متعثرة متطاولة الوقت ، حتى لو كان الثمن تفكيك السودان نهائيا ، وهو ما بدا من سلوك أطراف سياسية طافية على سطح الحوادث ، تدعى أنها تريد وقف الحرب الجارية بالعاصمة الخرطوم ، وتدعو لتفاوض يستبقى مستقبل "حميدتى" ودوره ، وقد تكون بعض هذه الأطراف حسنة النية ، وقد تكون تدرك أو لا تدرك ، أن القصة ليست فى بقاء "البرهان" أو ذهابه ، بل فى مصير الجيش السودانى نفسه ، وهو المؤسسة الوحيدة ذات الطابع الوطنى الجامع ، وحجر الزاوية فى التطلع لبناء دولة مركزية أقوى فى السودان ، لا تقوم بدونها أى ديمقراطية ذات معنى ، فلا ديمقراطية تقوم فى فراغ دولة ، والسودان باتساع مساحته ووفرة موارده وتنوعه القبلى والعرقى الكثيف ، وتداخل حدوده مع دول حروب أهلية فى غالبها ، قد يذهب إلى نهايات التفكيك ، وتكتب شهادة وفاته لا قدر الله ، إن لم يكن له جيش واحد محترف على أساس التجنيد القومى العام ، فلا تقوم دولة بجيشين ، ولا بميليشيا حرفتها القتل وغايتها النهب .

Kandel2002@hotmail.com

عن عودة سوريا بقلم عبدالحليم قنديل

 


     قبل أكثر من عام ونصف العام ، وقبل بدء حرب أوكرانيا بأربعة شهور ونصف الشهر ، كتبت مقالا بعنوان " العودة إلى سوريا" ، نشر فى نفس هذا المكان بتاريخ 9 أكتوبر 2021 ، وكان المقال كعنوانه ، يدعم فكرة إعادة  العلاقات العربية المقطوعة مع سوريا ، وعودة سوريا الرسمية إلى مقعدها الشاغر فى اجتماعات جامعة الدول العربية ، ولأسباب بدت وقتها ظاهرة ، تراكمت وتأكدت أكثر بعد حرب أوكرانيا ومضاعفاتها ، فقد تبدلت بيئات السياسة ، ولم يعد الوضع كما كان عليه أواخر عام 2011 ، حين قرر اجتماع رسمى عربى طارئ بالقاهرة ، تعليق عضوية سوريا الدولة فى الجامعة العربية ، ثم إحلال جماعة "معارضة" فى المقعد الشاغر بديلا للحكومة السورية ، ثم إجلاء هذه الجماعة عن المقعد بقمة عربية لاحقة فى "شرم الشيخ" عام 2015 ، ثم السعى الذى تواتر بعدها من حكومات عربية ، تفاوت حماسها لإعادة النظام السورى إلى مقعده ، وإلى أن أصبحت المواقف العربية الرسمية متناغمة أكثر ، ومؤيدة على نحو غالب لعودة سوريا ، التى قد يرجح أن تشارك حكومتها فى القمة العربية المقبلة بالعاصمة السعودية "الرياض" .

  ولا تخلو القصة طبعا من تحفظات واعتراضات جهيرة وخافتة الصوت ، قد يتساءل بعضها عن مصير الثورة السورية ، وعن مآلات التغيير السياسى ، الذى كان منشودا فى البدايات ، والحق المرئى برغم صدماته ، أن الثورة الشعبية السورية المطالبة بالحرية ، قد وئدت مبكرا ، وفى غضون شهور قليلة من ولادتها فى "درعا" ، وتوارى صوت الشعب ، ليحل صوت الرصاص ، وهو ما سعت إليه جماعة النظام ، وساندتها فى المسعى نفسه للمفارقة ، جماعات نسبت نفسها زورا إلى معنى الثورة والحرية ، بينما كانت تبادل طائفية النظام بطائفية معاكسة ، استترت تحت شعارات "عسكرة الثورة " ، وأفسحت المجال واسعا لتدخلات أجنبية مدمرة ، حولت بها قصة الثورة فى سوريا إلى انتقام وثورة على سوريا ، وتبارى الكل فى تحطيم سوريا بشرا وحجرا ، فى حرب كافرة دارت على أراضى البلد العربى الأجمل ، أكلت الأخضر واليابس ، وضربت أغلب مدن وقرى سوريا بما يشبه الدمار النووى ، وشردت نصف سكانها بين نازحين ولاجئين ، وقتلت نحو المليون سورى وسورية ، وأزاحت إلى الهامش بشعارات الحرية والديمقراطية ، وجعلت بقاء سوريا فى ذاته على المحك الدموى ، وساد نفوذ جماعات الإرهاب من "داعش" إلى "النصرة" وأخواتها ، بينما وجدها النظام فرصة سانحة للبقاء قسرا ، وبدعوى محاربة الإرهاب وداعميه ، فاستعان هو الآخر بتدخلات أجنبية كثيفة ، من التدخل الإيرانى وجماعاته ، إلى التدخل الروسى ، ودارت الحرب بين الأجانب وملحقاتهم السورية بالوكالة وبالأصالة ، وإلى حد أنه لم يعد من طرف سورى خالص على الساحة ، فحلفاء النظام استعادوا باسمه نحو سبعين بالمئة من مساحة سوريا فى الجنوب والوسط والغرب وبعض مناطق الشرق ، فيما ظل الشمال الشرقى بغالبه حكرا على الجماعات الكردية و"قسد" المحمية بالقوات الأمريكية ، وصار الشمال الغربى بيد القوات التركية ، وبمعية "جبهة النصرة" ، التى غيرت اسمها إلى "هيئة تحرير الشام" ، وصارت لها الكلمة الفصل فى "إدلب" وجوارها "الحلبى" ، مع حضور باهت لجماعات تركمانية ، وأخرى تنسب نفسها لما كان يسمى بالمعارضة المسلحة ، وتحظى بدعم تركى تقليدى يتراجع اليوم ، بعد أن قررت القيادة التركية تطبيع علاقاتها مع النظام السورى ، ومن دون أن تصل القصة بعد إلى نهاياتها ، ربما فى انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المنتظرة ، وبين الحين والآخر ، تدور مفاوضات بلا معنى ، توقفت فى "جنيف" من سنوات ، وتواترت فى "الأستانة" برعاية موسكو ، أو فى حوار تجمد لما يسمى "اللجنة الدستورية" ، وفى تفسيرات متناقضة للقرار الدولى 2254 ، أو فى مكوكيات مبعوث دولى صار بلا وظيفة فعلية ، ويتلقى راتبه دونما عمل ، وفى سياق مفجع ، تحولت فيه خريطة سوريا إلى مناطق احتلال وانتداب أجنبى ، وإلى أشلاء لمقتلة مفزعة ، وإلى سقوط بالجملة لكل الإدعاءات من كافة الأطراف تقريبا ، فقد ولغت كلها فى دم السوريين كما فعل النظام ، ومن دون اكتراث بسعى إلى "ديمقراطية" ولا إلى "وطنية سورية" ، اللهم إلا باستثناء جماعات متناثرة فى المعارضة ، قد يعتد بنقاء أصواتها ورفضها "العسكرة" و"التدخل الأجنبى" من البداية ، برزت بينها "هيئة التنسيق لقوى التغيير الوطنى الديمقراطى" ، إضافة لمجموعات أخرى وطيف واسع من الشخصيات الوطنية المستقلة ، بدت كلها عرضة لاتهامات وحصار النظام وجماعات اليمين الدينى معا ، ومعارضات مسلحة تلقت عشرات مليارات الدولارات ، وأنفقتها فى مجارى فساد طافح ، وفى تخريب الصورة الذهنية لثورة الشعب السورى ، وفى دعم جماعات إرهاب دهست سوريا وشعبها ، وجعلت اسم الثورة مرادفا للخراب وضياع الأوطان ، وتكبيد سوريا وأهلها خسائر كلية ، قد تصل لنحو 800 مليار دولار .

  والخلاصة هنا ، وكما قلنا بالنص فى صدر مقالنا المنشور قبل عام ونصف العام ، أنه "ربما لا يوجد منطق مقبول وراء وضع العربة أمام الحصان فى قصة سوريا ، ففرص تغيير النظام السورى لا تبدو واردة فى المدى المنظور ، والثورة السورية المطالبة بالحرية قمعت بعنف همجى ، واختفت ملامحها السلمية الشعبية فى صورتها الأولى ، التى لم تستمر سوى لتسعة شهور ، بدءا بصيحة "درعا" ، ثم كان الخطأ القاتل بعسكرة الثورة واستدعاء التدخل الأجنبى ، وهو ما صادف هوى غريزيا عند النظام ، تحول بالثورة فى سوريا إلى ثورة على سوريا" ، ولا يزال الوضع على ما هو عليه إلى اليوم ، فقد تكون المدافع سكتت إلا من قليل متقطع ، لكن الظروف صارت أسوأ بمراحل ، فملايين الشعب السورى اللاجئ للخارج لم تعد ، ولا تتوافر شروط مسهلة ولا مطمئنة للعودة ، والزلازل الأخيرة أضافت لمحنة وعذاب السوريين ، والحملات العنصرية ضدهم تفاقمت فى المنافى ، والمآسى تضاعفت فى حياة الباقين والنازحين على أرضهم ، والعقوبات المفروضة تعتصر الشعب السورى لا جماعة النظام ، وسوريا تحولت إلى أبشع سوق ومصنع للمخدرات و"الكبتاجون" وغيرها ، فوق التمزيق الفعلى المزمن لخرائط سوريا ، وهذه تراكمات مأساة لا عواقب ثورة ، فلا يصح تخيل ثورة مع غياب وتفتيت وطحن عظام الشعب ، ولا يصح تخيل فرصة لإقامة ديمقراطية ولا حرية فى غيبة وطن موحد آمن ، فالديمقراطية لا تبنى فى فراغ ، ولا فى ظل استيلاء الأجانب على الوطن ومقدراته ، وهو ما دلت عليه تجارب توالت فى منطقتنا ، بدءا من كارثة العراق وإلى ما يجرى فى السودان ، ولا يمكن القفز على حرية الوطن بدعوى أولوية حرية الناس ، وهو ما يذهب بحرية الأوطان ويستذل الشعوب معا ، ومعارضة عودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية باسم الثورة ، يعوزها المعنى والحس السليم فيما نظن ، فالحكومة السورية عضو عامل فى الأمم المتحدة وفى روابط دولية عديدة ، وعضويتها فى الجامعة العربية أمر طبيعى ، فالجامعة للحكومات لا للشعوب ، وحكومات عربية كثيرة توصف بالديكتاتورية والفساد ، كما النظام السورى ، ومن دون أن يبادر أحد بإخراجها كما جرى مع النظام السورى ، وهو فى رأينا نظام ديكتاتورى وطائفى ودموى بلا شبهة ، ومعارضاته المسلحة كذلك وأنكى ، ومن حق الشعب السورى وحده أن يصوغ مصير نظامه ، وعزل سوريا لا يفيد شعبها ، ويخصم من قابلية الوطن السورى للحياة ، وتجربة العزل على مدى عقد من الزمان ، كانت نتائجها مريرة ، وحجبت كل دور عربى وكل صوت عربى عن التأثير إيجابا فى الحوادث السورية ، وصارت سوريا مرتعا لتحكم الأجانب البعيدين والأقربين ، بينما عودة سوريا إلى النظام الإقليمى العربى ، حتى لو كان هشا ، قد تفتح الأبواب والفرص لحضور عربى ، ربما ينافس ويزاحم الحضور الأجنبى ، ويساعد بقدر على استعادة وحدة التراب السورى ، وينعش الاقتصاد المنهار ، ويمول ويضمن عودة ملايين من اللاجئين السوريين ، خصوصا أن العودة العربية تجرى فى سياق مستجد ، تتحول به الحركة الدولية إلى عالم متعدد الأقطاب ، تتدافع فيه صور التمرد على الهيمنة الأمريكية المحطمة لأوطاننا ، وتتساقط فيه صدقية وجدوى التدخلات والعقوبات باسم الحرية المكذوبة ، ويزيد وعى الحكام والمحكومين بأولوية الحفاظ على الأوطان وهياكل الحكم المستقل ، وهو ما يفسر تزايد التأييد الرسمى العربى لمبدأ عودة سوريا للجامعة ، برغم معارضة الأمريكيين والمعسكر الغربى ، فعودة سوريا إلى الجامعة تصحيح لأخطاء ، لم يثبت أنها أفادت أبدا ثورة الشعب السورى فى شئ ، بل فاقمت المآسى والمحن ، ثم أن الوجود فى الجامعة لا يمنح شهادة إبراء ذمة للنظام السورى ولا لغيره ، فكلنا فى الهم شرق .. وعرب مبتلون . 

Kandel2002@hotmail.com

الثلاثاء، 2 مايو 2023

الكاتبة حنان إسماعيل :لقصص الأطفال دور هام فى تعليم الاطفال


 تلعب قصص الأطفال دورا بارزا فى تربية وتعليم الطفل وتعديل سلوكه ، فالقصة أقرب وايسر الطرق للدخول لعالم الطفل وهى بمثابة اشارة مرور للدخول الى شخصيته .


وفى هذا الصدد كان لنا اللقاء مع الأديبة والكاتبة  د/حنان اسماعيل محمد

مدير عام المكتبات والمعلومات بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية

قاصة وروائية وكاتبة أطفال.


هل تساهم القصة فى تعليم الأطفال ؟ 

نعم بالفعل فالقصة لها دور مهم جدا فى تعليم الطفل حيث تساهم القصة فى تعليم الأطفال الارقام والحروف وتعديل السلوك والقيم الدينية .


ماذا عن قصتك صلصة الترقيم ؟


قصص الأطفال بعضها قصص تعليمية قائمة على النحو المبسط مثل قصة صلصة الترقيم التي تعلم الطفل كيف يكتب علامات الترقيم

 والبعض يعلم الطفل بعض القيم كالحفاظ على الممتلكات العامة والبعض الآخر يعلم الطفل القيم الدينية كالصدق والرحمة


وماذا عن قصص الكبار ؟ 


ما قصص الكبار فهي من واقع الحياة ضع يدي على عورات المجتمع بهدف اصلاحها والثغرات الموجودة داخل الأسرة المصرية


فصل جديد من مشروع برنارد لويس !!

 


ليست المرة الأولى التي نتحدث فيها عن تقسيم السودان وفقاً لمشروع " برنارد لويس "  ذلك المشروع المعروف إعلامياَ بالشرق الأوسط الكبير أو الجديد، ولن نمل ولن نكل من التذكير بأن كثيرة هي الأفكار الشريرة التي تطرح في العقل الصهيوني أو العقل الغربي المنحاز للصهيونية، ضد العرب والمسلمين، والذي تمثله الآن الولايات المتحدة الأمريكية، ومن بين الأفكار والمشاريع الغربية الصهيونية يتصدر المشهد مشروع " برنارد لويس " المفكر اليهودي البريطاني الأصل، الأمريكي الجنسية، الذي تحول إلى أسطورة بسبب نجاحه في التطبيق العملي لفكرة تقسيم الوطن العربي بعد أن حولها إلى إجراءات وخطط، وبرامج عمل جادة.


والواقع أن مشروع " برنارد لويس " هو الأكثر جدية وعملية في آن، كما أن مرتكزاته الفكرية خطيرة وخبيثة، وتلعب على الأوتار المذهبية والطائفية والعرقية بناءً على فهم عميق من مفكر لا يشق له غبار في فهم النفسية العربية والإسلامية، من خلال قراءة واعية للتاريخ العربي والإسلامي.


نحن إزاء مشروع رهيب، التقطته القوى الكبرى في الغرب لاسيما أمريكا بكل أجهزتها الأمنية والاستخباراتية والعسكرية، فضلا عن العدو الصهيوني الذي لا يمل ولا يكل في محاولاته لاختراق الدولة الوطنية العربية، وبالتركيز علي مثلث القوة العربي مصر والعراق وسورية فضلاً عن دول الأطراف السودان واليمن والمغرب.


ومن المفيد توضيح حقيقة هامة هي أن مشروع " برنارد لويس " لتقسيم المنطقة يتقاطع مع مشروعات عديدة، ومماثلة, ربما استلهمت النموذج أو السياق العام من " لويس "، وربما هناك تقارب فكري بين المنظرين الكبار، وما تنتجه مراكز دراسات ذات طبيعة عسكرية واستخباراتية، لكن المهم هنا هو أن فكرة تقسيم الوطن العربي تحتل مكانة مركزية في البيت الأبيض والبنتاجون، ومراكز صنع القرار الأمريكي، ومنها وزارة الخارجية والاستخبارات المركزية، وقد تبنى الجمهوريون أو المحافظون الجدد أفكار " برنارد لويس " وحولوها إلى برامج عمل وإجراءات تستهدف تفكيك الوطن العربي وتغيير أسمه إلى الشرق الأوسط الكبير.


وفي عام 1980 تبنى " زيغينو بريجنسكي " مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس " جيمي كارتر " أفكار ومشروع " برنارد لويس " وبدأ في تفعيلها على أرض الواقع، وفي عام 1983 وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع " برنارد لويس " وبذلك تم تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الاستراتيجية لسنوات مقبلة، والأكثر من ذلك هو تحديد ميزانيات مالية تم توزيعها في مخصصات الوزارات المعنية بهذا المشروع.


إذن ما ينظر إليه الكثيرون داخل مجتمعاتنا على أنه محض صدفة، هو مخطط له بعناية فائقة، وما يعنينا في اللحظة الراهنة هو المرسوم للسودان في مخططات مشروع " برنارد لويس " حيث تشير الوثائق أن السودان يجب أن تقسم إلى أربعة دويلات على النحو التالي :


1- دويلة النوبة ( المتكاملة مع دويلة النوبة في الأراضي المصرية التي عاصمتها أسوان ).


2- دويلة الشمال السوداني الإسلامي.


3- دويلة الجنوب السوداني المسيحي.


4- دويلة دارفور.


والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ماذا تم إنجازه من مشروع " برنارد لويس " علي الأراضي السودانية ؟ 


لقد استغلت الولايات المتحدة الأمريكية وجود الرئيس المعزول ( ذو التوجهات الفكرية الإخوانية ) عمر البشير في سدة الحكم لفترة طويلة وتمكنت من السيطرة والهيمنة عليه وأجبرته على تنفيذ الجزء الأول من مخطط تقسيم السودان وفقا لمشروع " برنارد لويس " حيث تم في مطلع العام 2011 التقسيم الأول للسودان، حيث انفصلت السودان إلى دويلتين الأولى إسلامية في الشمال والثانية مسيحية في الجنوب.


لكن المشروع لم يتوقف عند هذا الحد فالمرسوم هو أربعة دويلات وليست دويلتين، لذلك تسعى الولايات المتحدة الأمريكية في اللحظة الراهنة إلى إشعال النيران بالداخل السوداني عبر أدواتها المختلفة، لتأجيج الموقف وزيادته تعقيدا، عبر مواجهة مسلحة شرسة بين الجيش السوداني المخترق إخوانياَ خلال حكم البشير، ومليشيا الدعم السريع الغير شرعية صنيعة البشير وزراعه القوية في تأديب المتمردين في إقليم دارفور، والتي استغلت الوضع غير المستقر خلال السنوات الأخيرة لتحاول أن تفرض وضعاَ شرعياَ لها، وأصبح السودان بفضل خيانة وعمالة البشير يمتلك جيشاَ مخترقاَ يقدر بمائة ألف جندي وفي المقابل توجد مليشيا مسلحة موازية للجيش تقترب من مائة ألف مسلح أيضاً، وتلك كارثة في حد ذاتها، خاصة وأن طرفي المواجهة مدعومة من قبل قوى خارجية، والمواجهة بينهما لا يمكن أن تسفر عن انتصار لطرف على الآخر. 


هنا يمكننا القول أن هذه المعركة ما هي إلا فصل جديد من فصول تقسيم السودان وفقاً لمخطط " برنارد لويس " حيث السعي لتقسيم الشمال إلى دويلتين هما ( النوبة والشمال السوداني الإسلامي )، وتقسيم الجنوب إلى دويلتين أيضا هما ( الجنوب السوداني المسيحي ودارفور الغنية باليورانيوم والذهب والبترول )، لذلك يجب أن يتحرك الجميع خاصة وأن المخطط يستهدف المنطقة بكاملها دون استثناء، ويستهدف معها نفوذ روسيا والصين المتنامي في وسط إفريقيا وتعطيل ولادة الخريطة الدولية الجديدة متعددة الأقطاب، اللهم بلغت اللهم فاشهد. 



بقلم/ د. محمد سيد أحمد

الاثنين، 1 مايو 2023

الشريف تصرح:_ علي القطرانى احد اهم ركائز دعم المراة

 

 



كتب./  وائل فرار المستشار الاعلامي للمجلس القومي للمرأة الليبية  في جمهورية مصر العربية ودول الخليج 





صرحت الدكتوره فوزيه الشريف رئيس المجلس القومى للمرأه الليبيه فى العديد من المواقع الاخباريه بالوطن العربى مشيدة بالدور الهام والنهج السليم التى سلكته الحكومه الليبيه لدعم وتمكين المرأه الليبيه من ممارسة حقوقها السياسيه كامله 


فكما أنصفها مجلس النواب الليبي بكل أعضاء برلمانه برئاسة سعادة المستشار عقيلة صالح 


إلا أنها أشادة فى تصريحاتها بالأستاذ على القطرانى. نائب رئيس الحكومه الليبيه الذى تضامن مع المرأه الليبيه فى اعطائها الأوليه لممارسة حقوقها وان المرأه الليبيه كانت وما زالت على رأس إهتماماته. إضافة الى دوره الفعال والنشط فى تحريك مسار الأمور ومدى قدرته على تفعيل المشاركه المجتمعيه بين أبناء وقبائل الشعب الليبي وحرصه الدؤوب على توحيد الصف بين أبناء بلاده 


وأضافت سيادتها فى تصريحاتها قائله


انه ممن تقع على عاتقه المهام الجسام فى تنفيذ رؤى حكومة بلادها فتنفيذ القرارات أهم وأصعب من إصدارها وأنه دائم البحث والتواصل مع كافة القطاعات الخدميه التى تؤدى دورها الوطنى بالدوله حرصا منه على إستقرار الأوضاع والسير فى مسارات صحيحه تظهر نجاح عمل حكومته


ويدين المجلس القومى للمرأه الليبيه له وأمثاله من الشخصيات الوطنيه ببلادها بالولاء والعرفان لما يوليه من إهتمامات تبرز دور المجلس بالدوله 


ولن ينسى المجلس ابدا الشخصيات التى دعمته وساندته حتى يؤدى عمله بنجاح.

الأحد، 30 أبريل 2023

السودان إلى أين يتجه وماذا يخطط له في الغرف المغلقة ودهاليز السياسية الصهيوأمريكية الأوروبية في الأيام القادمة....؟


 

       الأمور تزداد تعقيدا وتتشعب عقدها كلما توسعت رقعت الحرب العبثية الدائرة وتكاثر أطرافها في السودان داخليا وخارجيا بعد مرور إسبوعين على إطلاق رصاصة الفتنة الأولى بين العسكريين والتي لا يعلم من أطلقها إلا الله بخضم الإتهامات الكثيرة والمتنوعة والمتشعبة التي يطلقها الطرفان المتنازعان ودخل الأسبوع الثالث والسيناريوهات الهوليودية بدأت تظهر وبشكل سريع، فخروج الرئيس السابق البشير وطاقمه من السجن لم يكن صدفة وكأن مفتاح السجن معهم من الداخل والبيان الذي أدلى به مساعد البشير أحمد هارون يؤكد بأن هناك مخطط كبير للسودان أولا ولكل دول أفريقيا ثانيا وبالذات التي خرجت عن السيطرة الأمريكية والأوروبية ولجأت إلى روسيا والصين وإيران وتركيا وهذا الأمر لم يعجب أمريكا واوروبا بأن يكون هناك أي دور لروسيا والصين وإيران وحتى لتركيا حليفتهم في حلف الناتو، فهم يريدون أن تبقى سيطرتهم على كل دول آسيا وأفريقيا بل كل الأرض وما عليها...


    فخروج الرئيس البشير ومن معه من قيادات سابقة إما أن يكون من قبل إستخبارات الجيش او أجهزة أخرى تابعة للجيش وبيان أحمد هارون قد يكون إما بضغوط عسكرية عليا ليلتف الشعب السوداني حول الجيش فقط دون القوات المسلحة الأخرى في معركته أو إنتقام من أحمد هارون ضد حميدتي والذي كان بينهم خلافات كبرى زمن البشير وكان البشير هو من يصلح بينهم لأنه قائد كان يعلم حجم المؤامرات الداخلية والخارجية على القوات المسلحة السودانية بشكل عام، الامر الذي فتح المجال للسودانيبن جميعا مدنيبن وعسكريين مع البشير او ضده يتراشقون الإتهامات فيما بينهم ويدعون بأن فلول البشير هي الطرف الثالث الذي أشعل هذه الحرب، وهذه المصطلحات إسطوانة مشروخة سمعناها كثيرا فيما مضى تبريرا لعجز السياسيين والعسكريين في دول أخرى سابقة من إقامة الدولة القوية بما تعنيه من كلمة والحفاظ على مؤسساتها العسكرية والمدنية وحدتها وشعبها ومقداراتها وثرواتها،            وهنا من يتابع تصريحات الأمريكيين الصهاينة وآخرها إعطاء الأمريكيين فترة ٤٨ ساعة للخروج من السودان، يعلم بأن هناك مخطط كبير للسودان لم ينفذ في الماضي القريب سيتم تنفيذه حاليا من خلال هذه الحرب العبثية المفتعلة، ومن يتابع حركة البوارج الأمريكية في المنطقة وتصريحات المحللين الأمريكيين العسكريين والمدنيين ومنها وكما يصرحون كلام حق يراد منه باطل وشر للسودان بأنه لم يعد هناك ثقة بالجنرالين لأنهما لم يلتزما بالهدن المتتابعة، وأن الجنراليين هما من إنقلب على حكومة حمدوك السابقة، والهدف من كل ذلك هو ضرب القوات المسلحة السودانية أي الطرفين المتنازعين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وغيرها من الأجهزة الأخرى وتفتتيت كل القوات المسلحة السودانية حتى تقوم أمريكا بإيصال السياسيبن التابعين لها لسدة الحكم وخلال تلك الفترة أي بعد الضربة القوية للطرفين أي للجنرالين وقواتهما سيتم وضع حاكم إداري على السودان كبريمر في العراق،  ويتم تشكيل جيش سوداني جديد بقيادة جديدة تابعة لأمريكا قلبا وقالبا وهي الخطة نفسها التي أستخدمت في تدمير الجيش العراقي والجيش الليبي كما حاولوا تدمير الجيش السوري في عشرية النار لولا أن ثبته الله وثبت قائده المقاوم بشار الأسد فبقيت الدولة السورية والحمد لله بكل مؤسساتها العسكرية والمدنية قائمة قوية صلبة شامخة منتصرة على كل المؤامرة الكونية التي حيكت لها في الغرف المغلقة ودهاليز السياسة الصهيوغربية المجرمة والقاتلة للبشرية جمعاء...


     وأنا ذكرت في مقالات سابقة بأن الهدف هو تدمير القوات المسلحة والجيوش بكل تصنيفاتها في كل دولنا للسيطرة على المنطقة برمتها، وبذلك تسيطر امريكا على السودان وثرواته النفطية والغذائية والذهب الذي من خلاله ستحافظ  أمريكا على قيمة دولارها المنهار بعد الحرب الأطلسية على روسيا في أوكرانيا وقيام روسيا والصين وغيرها من دول محور المقاومة المناهض للصهيوأمريكيين والغربيين عامة ولمشاريعهم الشيطانية في منطقتنا والعالم بالتعامل مع الدول الأخرى بالعملات الوطنية لروسيا والصين ولكل الدول التي تتعامل معها وهذه كانت صفعة قوية لأمريكا أدت إلى تخبط مالي لديهم ادى إلى إعلان إفلاس بعض البنوك الأمريكية والأوروبية وفي الأشهر القادمة ستنهار عملاتهم والكثير من بنوكهم وحيتانهم الماليين والإقتصاديين الذين حاولوا التحكم بدول المنطقة والعالم من خلال الدولار الأمريكي المنهار قريبا بإذن الله تعالى...


     وأيضا في السودان الإنقسام والخلاف ليس فقط بين العسكريين وإنما بين المدنيين وبين الشعب السوداني بكل فئاته  وقومياته وقبائله وعشائره كما نرى ونسمع عبر من يتم اللقاء معهم في القنوات الفضائية المختلفة فمنهم من هو مع الجيش قلبا وقالبا ومنهم مع قوات الدعم السريع ومنهم يرفض الطرفين، ومنهم من يطالب الطرفين بالتهدئة والوفاق والجلوس على طاولة الحوار لحل كل الخلافات العسكرية والمدنية وهؤلاء هم من يريدون مصلحة السودان والسودانيين لكن لا أحد يستمع لهم أو أن رأيهم غير مسموع لكثرة المختلفين والأدوات والعملاء الذين يتبعون سفارات خارجية وينفذون أجنداتها الحالية والمستقبلية في السودان،ومن يقول بأن الطرف الثالث أو الدولة العميقة للبشير هم فقط من تلاعب لإشعال هذا الحرب هم مخطئون فهناك أكثر من طرف ثالث وبعضهم من  السياسيين المدنيين داخل السودان وخارجه ومن العسكريين سواء الجيش والذي لم ولن ترضى بعض قياداته العليا بالتقارب الذي جرى بين البرهان وحميدتي ولم ولن ترضى بمنصب رئيس مجلس السيادة الذي أعطي لحميدتي ولم ولن ترضى بأن يبقى هذا التقارب خوفا على مناصبها العليا وخوفا من تسلم حميدتي وبعض قادته مناصب عليا في حال تم دمجهم مع الجيش السوداني،  والدعم السريع أيضا يطمح بعد كل تلك الحروب التي خاضها مع أو نيابة عن الجيش داخل السودان وخارجه من أن يتم إعطائه وقادته مناصب عليا في الجيش والقوات المسلحة وفي العملية السياسية والعسكرية المستقبلية، وهذه من الخلافات التي كانت قائمة بين قادة الجيش والدعم السريع، والطرف الآخر من اللاعبين هو من المدنيين السياسيبن على سبيل المثال ما سمي أو يسمى بقوى الحرية والتغير وهم مجموعة من الشباب السوداني تم إعدادهم من الخارج في مخطط الثورات المفتعلة الصهيوأمريكي السابق ومعظمهم يحمل جنسية مزدوجة وقد يكون هم وبأوامر خارجية أمريكية أوروبية صهيونية قد أشعل شرارة هذه الحرب المفتعلة لتنفيذ مخططات أسيادهم بتفتيت القوات المسلحة السودانية سواء الجيش أو قوات الدعم السريع وإستنزافها نهائيا ليتم ضربها من قبل أمريكا ومن ثم يتم السيطرة على السودان وثرواته وقراره بشكل كامل والدليل أن كل منتسبي قوى الحرية والتغيير قد غادروا السودان عن طريق السفارات الأمريكية والأوروبية، وكأن الأمور جاهزة لهم بفتح منصات وأبواق إعلامية خارجية لزيادة الفتنة والتشكيك بين قيادة الجيش والدعم السريع لبقاء الحرب العبثية دائرة ويبقى سفك دماء السودانيين الأبرياء مستمرا، بل ويطالبون مجلس الأمن الدولي بفرض الفصل أو المادة السابعة أي بتدخل دولي وأمريكي بالذات كما طالب به أمثالهم من الأدوات التنفيذية للصهيوأمريكيين والأوروبيبن سابقا في العراق وسورية وليبيا.... وغيرها، وهذا الفصل السابع وإتخاذه أو الموافقة عليه من قبل مجلس الأمن هو أصبح ذريعة ومبرر لأمريكا بالذات لضرب الدول العربية...وغيرها للسيطرة عليها وإحتلالها بإسم القانون الدولي وقد يحدث ذلك الأمر إذا بقيت الحرب مشتعلة من قبل الجنرالات العسكريين وبتحريض من الداخل والخارج من بعض التيارات السياسية السودانية وبعض العسكريين..


    وأنا في مقالة سابقة حملت المسؤولية كاملة سواء في القرارات السابقة لرئيس مجلس السيادة البرهان ولكل ما يجري في السودان لأنه هو القائد وكان عليه أخذ الحيطة والحذر من كل المتآمرين على السودان من الداخل والخارج وكان عليه أن يكون صاحب قرار وسلطة ولا يأخذ او يوافق على أي قرارات خاطئة كالتطبيع مع الكيان الصهيوني أو إرسال قوات من الدعم السريع لقتل الشعب اليمني بما سمي التحالف العربي آنذاك، وكان عليه إستيعاب الدعم السريع وقادته بما أنهم رفاق السلاح وجزء رئيسي في القوات المسلحة السودانية وبدل فرض مدة سنتين لدمجهم وهم طالبوا بعشرة سنوات كان المفروض أنه أبقى الحوار بينهما مستمرا إلى أن يصلوا لحل وسط لكل الخلافات بينهم وأعطى مدة خمسة او ستة سنوات للدمج وتوزيع المناصب العسكرية المختلف عليها وأمام كل الشعب السوداني والعالم، وبذلك كان تم حقن دماء العسكريين والذين لا نعلم عدد قتلاهم وإصاباتهم، والمدنيبن الأبرياء الذين وصل قتلاهم لأكثر من ٤٥٠ قتيل وأكثر من ٢١٠٠ مصاب وبعضهم إصاباته خطيره وكل هؤلاء دمائهم في رقاب الجنراليين البرهان وحميدتي والذين لم ولن يكون بينهم منتصر بل المنتصر فيهم خاسر بكل ما تعنيه الكلمة وكما قال مبعوث الأمم المتحدة فولكر بأن المنتصر سيكون منبوذا من قبل كل المجتمع الدولي، لذلك يجب على البرهان وحميدتي أن يوقفوا لهيب النيران الذي يأكل بالسودان والسودانيين وسيوصلهم للهاوية والدمار وإستنزاق قوتهم وتهجير الشعب السوداني ونهب لثرواته وخيراته وإحتلاله من قبل المخططين الرئيسين لكل ما جرى في السودان وما زال يجري وهم الصهيوأمريكيين والأوروبيبن   فإذا لم يكونوا أصحاب قرار حقيقي بإنهاء هذه الحرب العبثية والعودة للحوار والإتفاق وحل كل الخلافات فإنهم سيسلمون السودان للإحتلال الصهيوأمريكي وفقا للفصل السابع وفيما بعد ستتم محاكمتهم كمجرمي حرب هم وقادتهم المقربيين منهم والذين ساعدوا بالفتنة بينهم خوفا على مناصبهم العليا وقد بدأت الأبواق الخارجية بأخذ مثل هذه الإجراءات القانونية ضدهم في الخارج....


    وإذا لم يتم إيقاف الإتهامات بين الطرفين كمتمردين وإنقلابيين وغيرها من الإتهامات ويجلس البرهان وهو صاحب السلطة العليا في السودان للتفاوض مع حميدتي في أية دولة عربية او إسلامية إفريقية كما صرح سابقا برفضه التفاوض مع حميدتي وسيتم سحق قوات الدعم السريع قريبا وهذا هراء في العلم العسكري لأن تدريبات الدعم السريع منذ نشأتها كانت لحرب المدن والشوارع وأيضا لحرب الحدود الخارجية ولن ينتصر أحد على أحد وستبقى الحرب دائرة إلى أن يتم قتل كل الشعب السوداني البريئ من تلك الأفعال المجرمة العسكرية والسياسية، وإذا بقيت الحرب مشتعلة يجب على الدول العربية والإسلامية والإتحاد الإفريقي أن يقولوا لأمريكا وبصوت مرتفع نرجوا منك عدم التدخل بأمورنا وشؤوننا في المنطقة برمتها لأن تدخلك في دولنا لم ولن يجلب إلا الشر وإنهيار الدول وقتل الشعوب وتهجيرهم ونهب خيراتهم وثرواتهم وبقاء المنطقة مشتعلة بفتن شيطانية متجددة إلى يوم البعث، ونحن من سينهي هذه الحرب العبثية لإعادة الأمور إلى نصابها في السودان سواء بالحوار المدني والسياسي مع الطرفين المتنازعين أو بتشكيل جبهة عسكرية عربية إسلامية إفريقية كقوات حفظ سلام فقط لإيقاف الحرب بين الطرفين وحقن دماء السودانيين الأبرياء ولإعادة  الحوار بينهم وإنهاء كل الخلافات وعودتهم إلى ثكناتهم العسكرية وتشكيل حكومة مدنية مؤقتة لمدة عام فقط يتم من خلال هذه المدة تحديد موعد للإنتخابات الرئاسية والبرلمانية وبقاء الحكومة أو تشكيل حكومة مدنية جديدة وبذلك يتم إعادة السودان إلى مكانته ودوره الحقيقي بين الدول العربية والإسلامية والإفريقية والدولية...


أحمد إبراهيم احمد ابو السباع القيسي...

كاتب ومحلل سياسي...