كتب/سعيد الحسيني.
ما زلت اتذكر جيدآ حينما سمح للحوثيين من قبل السعودية والإمارات بأن يدخلوا (صنعاء) بعد سيطرتهم على (عمران) من أجل القضاء على قوات (الإخوان) بمساعدة ومساندة قوات (عفاش) التي تحالفت من الباطن مع قوات (أنصار الله) بتسليم معسكراتها دون قطرة دم تذكر بقية الانتقام من (الإصلاح ) وتخلص منه ومن ثم الانقضاض على شرعية (هادي) واحتلال العاصمة صنعاء ..
لكن (محسن الأحمر ) و القيادة الإخوانية كشفوا المخطط الهادف إلى تخلص منهم والقضاء على قواتهم و استدركوا الأمر و أفرغ مقر قيادة الفرقة الأولى مدرع وأمرو كافة معسكرات الإخوان بعدم المواجهة والانسحاب من أجل الحفاظ على قواتهم إلى أن تأتي الفرصة المناسبة لتجميعهم وإعادة تمركزهم العسكري إلى الواجهة مجددا ، كما هو حاصل حاليآ في نهم ومارب وبعض مدن محافظة تعز بدعم سخي ومباركة دول التحالف العربي كرقم صعب في المعادلة السياسية الراهنة في اليمن . .
وعندما نشاهد ماجرى موخرا من معركة مطلع أغسطس الجاري نجده لا يختلف بتاتا عن إعادة إنتاج ذلك السيناريو من قبل السعودية والإمارات في العاصمة السياسية المؤقتة عدن بإعطاء الضؤ الأخضر للقوات (الحزام الامني) بتحرك تحت يافطة قوات ( الإنتقالي ) لتخلص من قوات الشرعية التي معظم قياداتها من محافظة (أبين ) التي يراهن عليها الرئيس (هادي) في الحفاظ على شرعيته الدستورية المعترف بها دوليا ، بالإضافة إلي تحريك عصا (المؤتمر الشعبي العام الجنوبي ) بقية تخفيف الضغط السياسي الممارس عليه من دول التحالف العربي بعد الخروج عن الأهداف العسكرية التي تدخلت من أجلها ، ويتجلى ذلك من خلال تصريح السفير السعودي لدى اليمن بأن ذلك شان يمني..
لكن رجال (هادي) أدركوا بعد أربعة أيام من المعركة بأن تلك الحرب تهدف إلى القضاء على قواتهم و استدركوا الأمر بإعطاء الأوامر لكافة معسكراتهم بتسليم والانسحاب منها للحفاظ على رجال قواتهم وأخذ إستراحة محارب إلى أن تأتي الفرصة المناسبة والعودة مجددا إلى الواجهة . .
وفي تقديري بأن السعودية من خلال بيان الناطق الرسمي للقوات التحالف بإيقاف إطلاق النار بعد انتهاء المعركة هو بمثابة إشارة إلى ( أنصار الإمارات الانتقاليون ) بتكرار مشهد (أنصار الله الحوثيين ) حتى توقيع اتفاق السلم والشراكة في (الرياض) وسينقلبون عليه و سيتمددون في إسقاط ما تبقى من معسكرات الشرعية في لحج وأبين وشبوة وحضرموت وسقطرى والضالع وترك (المهرة) للسعودية على قرارة ترك (مارب) ، وبعدها سيعلن أنصار الله الإماراتيين المجلس السياسي الاعلى بمشاركة بعض مكونات الحراك الاهلامية، لكنهم سيواجهون معضلة لأنهم سيهتمون بالجانب العسكري و ليس لديهم شريك يمتلك خبرة في إدارة الحكومة كما تركوا الحوثيين ذلك لعفاش حتى تعلموا أنصارهم من كوادره ..
وفي تصوري بأنه ما زالت أمام (هادي) فرصه بإجهاض هذا السيناريو و وضع السعودية في فوهت مدفع الشرعية من خلال أعلن (عدن) عاصمة محتلة وأعلن (المهرة ) عاصمة سياسية بديلة لكون القوات الشمالية الموالية للشرعية هي المنتشرة فيها ولها حاضنة شعبية هناك بالإضافة للقوات الشمالية المتصلة بها إلى منطقة الأولى سيئون وكذا إتصال هذه المنطقة مباشرة بخط صافر مأرب لرفد العاصمة البديلة بتعزيزات العسكرية و إعادة قوات ( الشرعية الأبينية ) إلى الواجهة مجددا بعد محاولة القضاء عليها في معركة عدن الأخيرة أشبه بالفرقة الأولى مدرع في صنعاء !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق