عبد الكريم سالم السعدي
ظلت الشراكة مطلب سياسيي الجنوب العقلاء والهدف الذي رأوا فيه منذُ اليوم الاول بوابة الولوج إلى الاستحقاق الجنوبي الآمن..
وبالمقابل اجتهد الصوت المنفرد والمتفرد والواقع تحت تأثير الضجيج ومايخلفه من عدم اتزان وبُعد عن الموضوعية في محاربة هدف الشراكة كوسيلة إلى الهدف الجنوبي الأسمى واستعاض عنها بعبارات أفرزتها عقلية الضجيج منها على سبيل المثال لا الحصر.. (نحن مسيطرون على الأرض ) ..وغيرها من العبارات والمفردات التي لا تنتمي إلى قاموس الموضوعية وتجافي الواقع ..!
جمعني في العام 2016م لقاء مع أحد محافظي خطاب السيطرة على الارض وحدثته حينها بضرورة استغلال موقعه الذي هو فيه والعمل على اتجاهين
الأول : العمل على النهوض بمحافظته وانتشال مواطنيها من حالة الفوضى وانعدام الأمن وغياب الخدمات وغيرها وإعادة وجهها كعاصمة، والاتجاه الآخر : تقوية العلاقة بالشرعية بعنصرها الجنوبي المتمثل بالرئيس هادي ونصحته حينها بترك الثورة مستقلة لعدم جدوى ربطها بالوظيفة التي ممكن الاستفادة منها أيضا في انتصار أهداف الثورة ،
قال لي هذا المحافظ المسيطر حينها والمُقال لاحقا عبارة نصها .. (لن نلوك المقاومة مثلما لُكنا الحراك ، خلاص الحراك أنتهى والمقاومة انتهت ونحن مسيطرون ) !!!!
كان لذلك اللقاء بقايا فصول ولكننا سنؤجل الحديث عنها إلى قادم اللقاءات ..
خلصت حينذاك لقناعة بأن من جاءت به الظروف غير المتوقعة ليكون واجهة ولو شكليه للجنوب سيُغرق القضية ويُلحق بها الأذى الذي لم يُلحقه بها توقيع وحدة مايو 90م المزاجية وغزوة 7/7/94م العفاشية!!
أدرك لاحقا مروجوا خطاب السيطرة على الارض انهم كانوا يغطون في أحلام تبددت مع مرور الأيام وعادوا إلى ماكُنا ننصح به وهو البحث عن الندية والشراكة ولكنهم هذه المرة أخطأوا في إختيار الأدوات لتحقيق تلك الشراكة فوقعوا في مطب اللبس والمزج بين أدوات الشراكة وأدوات التبعية فتسببوا بطعنة جديدة للقضية حين حولوا أنفسهم إلى مطايا تركبها مشاريع الإقليم المتصارعة على حساب الجنوب وقضيته وبهذا أدخلوا أنفسهم في مرحلة نضالية جديدة عنوانها (شكرا) لكل من يساهم في تدمير بلدنا ويقلق سكينة أهلنا لتحقيق مطامعه..!!
بعد حالات السقوط المتتالية لهؤلاء النفر باتت كلمة الشراكة تمثل لهم عقدة يبذلون كل إمكاناتهم المادية وليست العقلية للخلاص منها فاستخدموا كل الوسائل للظهور في مواقع تشعر أتباعهم انهم حققوا تقدما في خطواتهم من جانب ومن جانب آخر ليجدوا مسرحا لطرح حديثهم وإن كان ذلك المسرح بالأجر اليومي فكانت الكارثة المتمثلة بالشراكة مع بريطانيا !!!
سيظل هؤلاء يركضون من واقع إلى آخر لان هذه هي آخر الأوراق التي يمتلكونها فالصراع الداخلي الذي يعصف بكيانهم والتعهدات التي قيدوا أنفسهم بها لبعض الأطراف الإقليمية وغياب الجديد لديهم يجعلهم في حالة شلل تام من حيث صنع الجديد وفي حالة هروب مستمر من واقع إلى واقع وكلنا يتذكر آخر انتاح لمسلسل هذا الهروب الذي بدأ بحلقة جمعيتهم الوطنية في حضرموت التي لم تتمخض إلا عن دعوتهم لتجديد العلاقة مع شرعية الرئيس هادي وهو الأمر الذي نحدثهم به منذ 2015م وتلتها حلقة الهروب إلى الإذاعات والقنوات التلفزيونية المستحدثة وغيرها واليوم يتابع اتباعهم حلقة جديدة وهي حلقة مجلس العموم البريطاني والشراكة مع بريطانيا التي احتلت الجنوب لمدة 129 عاما ، وسيستمر مسلسلهم وقد نجد أنفسنا غدا أمام حلقة جديدة تؤكد حق اسرائيل في القدس العربية وظلم الفلسطينيون لليهود والمهم عند هذا الفريق في نهاية المطاف الوصول إلى التمثيل الحصري للجنوب حتى وان لم يتبقى منه إلا حارة واحده!!
ختاما ورأفة بهؤلاء واخلاصا للجنوب وقضيته وادراكا لخطورة مانمضي إليه جميعا ننصح بالتنازل عن الإصرار على الخطأ فالمرء مرحوما إذا ماعرف قدر نفسه ، وندعو الجميع إلى حوارا جنوبيا جنوبيا من خلال مؤتمر جنوبي يفضي إلى ممثل شرعي للجنوب متوافق عليه فهذا فقط هو من سيضع حل لمسلسل الهروب المتواصل ..!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق