وقف النار تثبيت لهزيمتها فلا مكان لها في المنطقة.
ميخائيل عوض..بيروت
اذا اخذنا الانباء والضخ الاعلامي الجاري عن ترجيح اعلان وقف للنار خلال الساعات القادمة. واذا لم تكن تكرار للخدع التي عاصرناها في حرب غزة ومفاوضاتها فسنكون امام حقائق وتحولات نوعية في الحرب وفي مستقبل لبنان والعرب والاقليم ناهيك عن مستقبل إسرائيل والنفوذ الانجلو ساكسوني في العرب والاقليم.
اسرائيل هزمت. وهذه حرب تحرير فلسطين. والحروب تبطن تحولات. ومن تجاربها ان فريقا يهزم والاخر لا ينتصر ومثالها الحرب العالمي الثانية كانت لازمه في كتاباتنا وفي اطلالاتنا فليس من مفاجآت قط ان تم الاعلان والالتزام بوقف النار.
اما مستقبل اسرائيل فقد تنبأ به غالانت و نتنياهو من اليوم التالي لطوفان الاقصى العجائبية عند اعلانها حرب وجود وحرب يوم القيامة وقررا انه اذا هزمت اسرائيل فلا مكان لها في المنطقة.
بمجرد خضوع نتنياهو وتوقيع صك الهزيمة بقبول وقف اطلاق النار لن نحتاج الى كثير من الجهد والاجتهاد والبحث لاستخلاص والجزم بانها هزمت ولا قيامة لها بعد. فالأمر سيتولاه جنرالاتها وزعمائها السياسيين وكتابها.
اما القول بان المحور لم ينتصر؟ فهذه ستشهد الكثير من الجدل والنقاش والابحاث وربما المعارك المعرفية والاعلامية.
لا باس؛ فالاهم والتحول الفرط استراتيجي ان تهزم اسرائيل وحلفها الكوني. فبهزيمتها سيتقرر تغيرات فرط استراتيجية وغير مسبوقة وستتسارع الاحداث والتطورات لتنجز مهام اعادة صياغة وهيكلة العرب والاقليم وفي الاول لبنان.
المؤكد القاطع؛ ان هزيمة اسرائيل لم تقع بسبب فرض وقف اطلاق النار عليها بل لأنها فقدت كل واي من عناصر قوتها وقدرتها على استمرار الحرب ناهيك عن عجزها من تحقيق اي من الاهداف التي اعلنها نتنياهو شخصيا ووزرائه.
فالميدان وتطوراته ورجاله كانوا عند وعد الشهيد السعيد السيد حسن نصرالله الذي افتدى حزبه ومقاومته وبيئته ولبنان والامة بدمه وروحه وذهب الى الشهادة باسما منتشيا واثقا من رجال الله ومن هزيمة اسرائيل ونهايتها.
رجال الميدان اساطير الزمن ورواده ونموذجه الانصع كما في الجنوب كذلك في غزة وأسطوريتهم في الجهاد والتضحية العنصر الحاسم في هزيمة اسرائيل وتكبيد جيشها خسائر لا يحتملها وحرمانه من تحقيق اي مكسب.
رجال الميدان في سلاح الصواريخ كإخوتهم اساطير فقد لبوا وعد السيد الشهيد وامطروا بعد شهرين تل ابيب والمستوطنات والمدن والحصون والقواعد الاسرائيلية واسهموا مع رجال الميدان في حرمان الجيش الإسرائيلي من تحقيق اي نصر بري وبلغت صواريخهم النوعية والدقيقة والجدية كما المسيرات اهدافها بدقة واسهموا بأفعالهم في افقاد اسرائيل كل او اي عنصر قوة في الجو او في الدفاع الجوي بل ومعها امريكا والاطلسي والنظام الانجلو ساكسوني واحلافه وادواته في العرب والمسلمين و اصابت المسيرات والصواريخ اهدافها بدقة برغم بطاريات الثاد والاطقم الأمريكية وبرغم الحشود البحرية والجوية الاطلسية.
تحقق وعد السيد الشهيد بالرجال الرجال وبيروت مقابل تل ابيب والتهجير بالتهجير ودقة المقذوفات ستبطل عناصر قوة اسرائيل.
الى الميدان والصواريخ والمسيرات وتحقيق وعد السيد بتدمير الدبابات واثخان الجيش في جبال ووديان لبنان وعلى يد المجاهدين الاشاوس ومنع الجيش الاسرائيلي من التثبت وتحقيق اي نصر بطولات ووقائع تسببت بتمردات في الاحتياط وتضخيم الازمة البشرية في الجيش الاسرائيلي وازمة المدرعات والاهم انها اطلقت ظاهرات التمرد في الوحدات القتالية والشهادة طلب قائد لواء غولاني الاعفاء من الخدمة.
وفي المعطيات تحولات البيئة الاستراتيجية واختلال ميزان القوى الكلي تكرست اولى حقائقه في القرار غير المسبوق للجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغالانت وعدد من الضبط والطيارين غصبا عن امريكا وعالمها العدواني فقد تمردت الشعوب وتتمرد الادارات والمنظمات والمحاكم الدولية ويختل التوازن العالمي وهذا تحول ايضا فرط استراتيجي وقد تلمسنا مخاطره على اسرائيل ومستقبلها ومستقبل قادتها في حالة السعار التي اصابت نتنياهو ووزرائه.
اما بعد؛ فالعين على غزة والضفة وسورية ومستقبل النظام الرسمي العربي وحكوماته وكياناته وجغرافيته. والاردن في الأولوية فالمقاومة والسعي لاستعادة الحق القومي بتحرير فلسطين تحركت منذ وعد بلفور كبقعة الزيت من فلسطين الى دول الطوق وجيوشها ثم الى المقاومة في الاردن والى لبنان وعادت الى فلسطين وانتفاضاتها ومقاومتها المستدامة وغزة في طوفانها العجائبي اطلقت صفارة الانطلاق لإنجاز التحرير وستعود البقعة الى الاردن وربما اكثر وتبقى الشام وعربيتها من اليمن الى طوروس وزغاروس والهضبة الايرانية المولدة والحامية والمساندة والمجددة بخيار المقاومة ومسرح الاحداث الكبرى المغيرة في احوال الامم وتوليد العوالم والنظم الجديدة.
لم تذهب التضحيات هدرا ولم يذهب العمران هباء.
هنيئا لمن استشهد ولاقى وجه ربه باسما فرحا وهنيئا وبالشفاء العاجل لمن جرح ولمن فقد عزيز ومنزل وجاع وبرد. فالأيام الاتية افضل والزمن يجري لصالح الحق والامم والشعوب المكافحة والساعية الى السيادة والحرية والعدالة والعيش الامن الكريم.
زمن اسرائيل والعالم الانجلو ساكسوني المجرم ينحسر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق