بقلم: صدي البطل: أيمن فايد
"إذا كنت لا تعلم إلي أين أنت ذاهب فكيف تعرف أنك قد وصلت!!.."" وحقا: عندما تقع المشكلة تصبح المشكلة ليست هي، بل علي الفور تنشأ المشكلة الحقيقية وهي البحث عن حل للمشكلة، والحل هنا يكمن في المنطقة البينية - الوسطي - الواقعة بين الواقع والطموح.
أولا: الواقع وهو الشر الفرقة التي تعد من أخطر مشاكل العرب والمسلمين، وللأسف هذا الواقع المرير الخطير الذي نعيشة بكل تفاصلية غير مفهوم في طبيعته!!!. لأنه إلي الٱن لا يوجد إنتاج فكري يوضح كيف تفرقت الأمة الواحدة؟!!..
فكل ما لدينا عن الفرقة كلام في الأسباب والأبعاد والنتائج وهذا مظهر خادع .. أما عن طبيعة تلك المشكلة فلا يوجد سوداء في بيضاء لأحد أي أن أول عناصر المعادلة الشهيرة
( يعلم ..... يشعر ..... يعمل ) في أخطر قضية تواجه الأمة مفقودة وهي المعرفة.
ثانيا: الطموح وهو الوصول لمرحلة الإندماج والحفاظ علي تماسك المجتمع العربي ووحدة الأمة الإسلامية، فكل هذه الأماني تحتاج إلي تصحيح مفاهيم. وتحتاج إلي استخراج أوبناء أهداف ملموسة نستطيع أن نتعامل معها وأن نتمكن من قياسها وذلك بغضوعها لعدة تعريفات مهمة، أولا تعريفها معرفيا، ثانيا تعريفها إجرائيا، ثالثا وأخيرا تعريفها بنائيا، وذلك حتي يتسني لنا تحديد مفهوم هذه المشكلة ومن ثم التعامل معها.
فالوصول إلي الوحدة وبناء الدولة الأمة أو حل مشكلة الفرقة التي تضرب استقرار المجتمع العربي وتهدد تماسكه كله مجرد أماني، والإنسان يجد نفسه في هذه الأماني في تلك اللحظة الراهنة في موقف شبيه بالموقف السقراطي الباعث علي التهكم لأننا نطرح مطلبا لا نستطيع الوفاء به، فنحن نقول إن الأنظمة ومعهم المحكومين مطالبين ببناء الدولة الوطنية والسعي إلي استقرارها!!!.. والعلة في ذلك الأمر - الطموح او الأماني - تكمن في أن الإلتزام بميثاق، إنما ينبني علي شئ ٱخر، وهو سيادة الشخص البشري الإنسان أو الإنسانة علي نفسه حكاما ومحكومين وكانت العرب تسميها "المروءة" ومن مفاعيلها أن المرء لا يفعل في السر فعلا يستحي أن يفعله في العلن فكيف بمن يطرح هذه الحلول التي هي بالكاد أماني وأحلام غير منظورة ونطالبه بوضع خطة إستراتيجية وهو كما أسلفت الدراسة واقع في إستراتيجية متاهة بين الشئ ونقيضة يتحرك فيها كحركة بندول الساعة بسبب ما أطلقنا عليه سابقا "بالتعددية الثنائية" فمن واقع غير مفهوم إلي طموح غير مرئي أو منظور يقع تحذير رسول الله صل الله عليه وسلم: ( الأحمق المغرور من أتبع نفسه هواها وتمنى علي الله )
ثالثا: فإن النتيجة الختامية في الخطة الإستراتيجية التي هي في المعادلة الخطية "يعلم يشعر يعمل" جسر وصل ستصبح حاجز صد وفصل لأن الواقع غير مفهوم والطموح أماني وغرور لا نستطيع أن نولد منه أي أهداف إستراتيجية لأن فاقد الشئ لا يعطيه، وبالتالي تكمن الإستراتيجية الصحيحة في إستخراج أهداف من العدو نفسه وهو ما نستطيع أن نقدمه في تلك اللحظة الراهنة المتمثلة في تدخلات القوي الدولية والإقليمية ومعاول الهدم الأخري الداخلية من أراذل الشعوب التي يستخدمها ويحركها الفاعلين الرئيسيين في النيل من وحدة الشعوب.
وكلمة السر هنا تكمن في الولايات المتحدة الأمريكية راعية الإمبريالية العالمية التي تتمثل أهدافها في الٱتي :-
١- إعادة دورة حياة الإمبراطورية الأمريكية المتهالكة.
٢- حصار المارد الصيني أو من سيكون علي شاكلته.
٣- إجهاض ثورة الشعوب الحقيقية بثورات مزيفة.
هذه هي الأهداف الواقعية المنظورة التي نستطيع بنظرية "قلب معدلات القوي " أن نبني منها إستراتيجية نجابه بها إستراتيجية "تعدد الوسائل أو البدائل" الأمريكية وهي ما يقدمه المشروع او بالأحري الركيزة الرابعة من ركائز "علم الجهل" والتي نستطيع بها أن نكسر ما تحتكره الولايات المتحدة الأمريكية وتتفرد به عالميا وذلك بعملها بهذه ا
بإستراتيجية تعدد الوسائل علي مختلف الأصعدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق