مفاجأة جديدة وعبر أحد تغريداته الغريبة والعجيبة على موقع التواصل الاجتماعى تويتر يحاول رئيس العدو الأمريكى دونالد ترامب أن يوارى هزيمة بلاده ومشروعها التقسيمي والتفتيتى للمنطقة على يد الجيش العربي السورى وحلفاؤه ويحاول أن يشغل الرأى العام العربي والعالمى, بإعلانه الجولان العربي السورى المحتل من العدو الصهيونى منذ ما يزيد عن نصف قرن بأنها تحت السيادة الصهيونية, أى أنها ليست أرضا عربية محتلة بل هى أرض إسرائيلية.
وهى نفس البلطجة الأمريكية التى فعلوها منذ شهور مع القدس العربية الفلسطينية المحتلة, حين أعلنوا أنها عاصمة أبدية للعدو الصهيونى ضاربين بالشرعية الدولية عرض الحائط, ومحاولين فرض أمر واقع علينا, وعلى الرغم من رفض المجتمع الدولى لهذه البلطجة والتنديد بها إلا أن العدو الأمريكى وحليفه الصهيونى يتعامل مع المجتمع الدولى بطريقة لا أرى لا أسمع لا أتكلم, وسوف استمر فى ممارسة البلطجة ما دامت تأتى بنتائج وما دام لا يوجد من يستطيع الرد باستخدام القوة.
لقد ألقت هزيمة المشروع الأمريكى – الصهيونى على الأرض العربية السورية عبر الحرب الكونية التى استمرت ثمانى سنوات كاملة بظلالها على الجولان المحتل, فهضبة الجولان الواقعة تاريخيا في بلاد الشام, والتابعة إداريا لمحافظة القنيطرة والتى تقع بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال, والهضبة بكاملها تقع ضمن الحدود الجغرافية للدولة السورية وفقا لترسيم الحدود الدولية الذى قامت به القوى الاستعمارية فى عام 1923 أثناء الانتداب البريطانى والفرنسي على بلاد الشام استنادا الى اتفاقية سايكس بيكو.
وتبعد الهضبة 60 كيلو متر الى الغرب من العاصمة دمشق, وتقدر مساحتها الاجمالية 1860 كيلو متر مربع, وتمتد على مسافة 74 كيلو متر من الشمال الى الجنوب, دون أن يتجاوز أقصى عرض لها 27 كيلو متر, وقام العدو الصهيونى باحتلال 1260 كيلو متر من مساحة الهضبة ( الثلثين تقريبا ) فى حرب يونيو ( حزيران ) 1967 بما في ذلك مدينة القنيطرة, وتشكل الجولان بخلاف موقعها الاستراتيجى أحد أهم شرايين الحياة للعدو الصهيونى حيث يستمد 25 % من المياه بسيطرته عليها.
وفى حرب أكتوبر ( تشرين أول ) 1973 تمكن الجيش العربي السورى من تحرير مساحة 684 كيلو متر مربع من أراضى الهضبة المحتلة, لكن للأسف الشديد عندما أعلن وقف إطلاق النار على الجبهة المصرية كثف العدو هجومه على الجبهة السورية وأعاد احتلال هذه المساحة مرة أخرى قبل نهاية الحرب, وفى عام 1974 أعاد العدو الصهيونى مساحة 60 كيلو متر مربع من الجولان تضم مدينة القنيطرة وجوارها وقرية الرفيد في إطار اتفاقية فض الاشتباك, وقد عاد الى هذا الجزء بعض سكانه باستثناء مدينة القنيطرة التى مازالت مدمرة وترفض الدولة العربية السورية إعادة بنائها و اعمارها حتى انسحاب العدو الصهيونى الى حدود 4 يونيو ( حزيران ) 1967.
حيث اتهمت الدولة السورية العدو الصهيونى بالتدمير المتعمد للمدينة قبل انسحابه منها بينما ينفي العدو ذلك, وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الموقف العربي السورى فى قرارها رقم 3240 فعبرت عن قناعتها بأن قوات العدو الصهيونى المحتلة كانت مسئولة عن التدمير المتعمد الكامل لمدينة القنيطرة, فى خرق للبند 53 من معاهدة جنيف لعام 1949 تحت البند 147, وقامت الدولة العربية السورية ببناء مدينة صغيرة بضواحى القنيطرة أطلقت عليها مدينة البعث, وأعادت اعمار القرى الجولانية التى استعادتها.
وخلال سنوات الحرب الكونية على سورية استطاع الجيش العربي السورى من تفكيك المؤامرة التى قادتها الولايات المتحدة الأمريكية القوى الاستعمارية الجديدة فى العالم, وشارك فيها بشكل أساسي العدو الصهيونى المحتل لهضبة الجولان, ووفقا لموازين القوى الجديدة فى المنطقة بعد انتهاء الحرب الكونية على سورية, فسوف يضطر العدو الصهيونى الى الانسحاب الكامل من الهضبة بدون اتفاقيات سلام مزعومة على غرار كامب ديفيد وأوسلو ووادى عربة.
بل سيكون الانسحاب على غرار الانسحاب الصهيونى من الجنوب اللبنانى عام 2000 بدون شروط نظرا للخوف الشديد من دخول العدو الصهيونى لحرب مباشرة مع الجيش العربي السورى الذى تطورت قدراته القتالية بشكل كبير خلال الحرب مما أذهل العدو الصهيونى خاصة وأن العدو قد حاول أكثر من مرة اختبار قدرات الدفاعات الجوية العربية السورية واكتشف أنها تطورت بشكل كبير مما يعنى أن سورية على استعداد تام لدخول الحرب وتحرير الأراضى العربية المحتلة فى هضبة الجولان.
لذلك جاءت المناورة الأمريكية الصهيونية الجديدة بإعلان الجولان أرضا إسرائيلية فى محاولة للتغطية على الهزيمة ولفتح مسار جديد من الجدل حول هضبة الجولان وهل هى عربية سورية محتلة أم إسرائيلية فى محاولة لتشتيت جهودنا واستنزاف طاقاتنا فى جدل عقيم, فالعالم أجمع يعلم أن الجولان عربية سورية وفى نوفمبر ( تشرين ثانى ) الماضى 2018 صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة مجددا بأغلبية ساحقة بسيادة سوريا على الجولان المحتل واعتبار كل إجراءات الاحتلال الصهيونى فيه باطلة ولاغيه.
وبعيدا عن المجتمع الدولى المزعوم فإن كامل الوجود الصهيونى على الأرض العربية وجودا غير شرعي, ويمثل بلطجة حقيقية سواء أقرت بها المنظمات الدولية أو لم تقر, فكل هذه المنظمات تخضع للهيمنة الأمريكية – الصهيونية لذلك علينا أن نواجه هذه البلطجة بالاستعداد لخوض حرب تحرير شاملة لكامل التراب العربي المحتل من العدو الصهيونى, وكما قال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ” ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة “, فهذه هى اللغة الوحيدة التى يفهمها العدو الأمريكى وحليفه الصهيونى, اللهم بلغت اللهم فاشهد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق