كل شيء يصغر في الجنوب الا كتاب الفشل الجنوبي الذي تزداد صفحاته ويُظهر اننا امام معضلة وضع حد لفصول هذا الكتاب واغلاقه..
تحولت المعارك التحررية بين أبناء الجنوب ونظام علي صالح وماتبقى منه إلى معارك بين أبناء الجنوب أنفسهم عنوانها صراع المشاريع والحقيقة أنه إلى الآن ليس هناك مشروع واضح لدى أبناء الجنوب يظهره المتخاصمون على الملا بقدر ماهناك شعارات فقط يرفعها كل فريق ليستخدمها لفتح الأبواب المغلقة أمامه والتي تظمن سير جماعته أو فريقه أو مكونه أو مجلسه أو نخبته المناطقية أو حزامه الامني أو غيرها من مسميات التشكيلات المليشياوية وتحقيق حضور يمنحها حق القوامة على أي شكل سياسي يُفرض على الجنوب لاحقا !!
أصبح كل هم الفرق الجنوبية المتصارعة هو إلغاء بعضها اوتسجيل حضور فنرى الرحلات المكوكية ونرى اللقاءات المصطنعة والمدفوع ثمنها ونرى الصور المفبركة والكلمات المدبلجة والاحتفاءات المبنية على سلوك البلطجة السياسية إذا جاز التعبير وكل ذلك في محصلته النهائية يسيء إلى القضية الجنوبية ولايخدمها مطلقا بل إنه يجعل العقلية الجنوبية محل ازدراء الأطراف التي يجعلها القدر في مواجهة أرباب هذه السلوكيات من أبناء الجنوب ..
لاشك أن ماشهدناه في الأسابيع الماضية من تحركات للبعض الجنوبي في الداخل والخارج عمل يحسب للمكونات والمجالس ولكنه لا يُحسب للقضية الجنوبية فالملايين التي تُصرف على المسرحيات الهزلية التي يسخر بها البعض من العقل الجنوبي نتيجتها لا تتجاوز تقدم ذلك البعض درجة في سلم درجات العبودية والتبعية فيصبح معها العبد درجة خامسة عبدا درجة رابعة ويصبح صاحب عبودية الدرجة الثالثة عبدا درجه ثانية اما القضية فتبقى في نفس مربع السفر بين الأهداف فقضية الجنوب التي بدأت بهدف التحرير والاستقلال اليوم بات أقصى مدى لهدفها عند البعض هو تشكيل حكومة وطنية يمنية يكون هذا البعض هو لوحده أو من يختاره شريك للشرعية فيها !!
هشاشة الواقع الجنوبي اليوم تفرض على أبناء الجنوب العودة إلى امتلاك زمام المبادرة وإعادة تنظيم صفوف الحراك الجنوبي ورفع أهداف الجنوب عاليا فليس بمقدور أي طرف إقليمي أو دولي ان يأتي بالجنوب الذي ضحى لأجله الشهداء ولكن وحدة الصف الجنوبي هي وحدها من ستفرض ذلك وعلى أبناء الجنوب نبذ أي أسباب تمنع هذه الوحدة الجنوبية وتشكل عقبات في طريقها سواء كانت هذه العقبات والأسباب مكونات أو أحزاب أو مجالس أو شخوص أو مليشيات أو غيرها ..
من ينتظر الإشارة من طرف اقليمي أو دولي يمنحه الجنوب فان هذا المنتظر يدرك جيدا أن الجنوب الذي ينتظره إن جاء سيكون جنوبا بمقاسات الطرف الذي يصنعه وسيكون هذا المنتظر والحالم بالجنوب (الهدية) مجرد متلقي صاحب يد سفلى مكروهة وغير محببة وسيكون مجرد تابع ضعيف ومتلقي ستفضي تبعيته إلى تحويل الجنوب إلى ميدان صراع وسلة لرمي مخلفات الطرف الصانع ومن يدور في فلكه وهذا مالم يقبل به أحرار الجنوب ..
عبدالكريم سالم السعدى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق