اخبار ذات صلة

الثلاثاء، 6 فبراير 2024

المنطقة العربية .. رمانة الميزان

 


إسرائيل تطلب التطبيع  .. ماهى شروط المملكة العربية السعودية .. وماذا يحدث ؟!

بقلم  بسمة الجوخى

نتطرق قليلا لكلمة تطبيع ، هى جعل العلاقات طبيعية وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين بعد فترة من التوتر ، 

 نتذكر معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل هل أصبحت مصر بخير بعد هذه المعاهدة السوداء ؟! قطعا لم يحدث بل دخلت فى دوامة حروب آخرى ،  كحرب المخدرات والمعلومات والسيرانية والجنس و الفيروسات والغزو الفكرى، حرب  نشر الانحلال والفسق ، و ماترتب  على كل هذا ، 

 ولم تكن الحرب العسكرية موجودة واقعيا ، ولكن وجود جماعات الإرهاب فى سيناء كان أشبه بالحرب العسكرية ،

 إذا هذه هى معاهدة النكبة السوداء لمصر،

 وماذا عن طلب إسرائيل التطبيع مع السعودية ؟ فرضت السعودية شروطها الأربعة لهذا التطبيع وهما،

١_ إعادة مشروع السلام الذى طرح سنة ٢٠٠٢ إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.

٢_ تدعم أمريكا البرنامج النووى السلمى السعودى وتحديدا بعد اكتشاف عنصر اليورانيوم فى السعودية 

٣_ تدعم أمريكا السعودية بسلاح بأحدث التقنيات لا يقل عن ما تدعم به إسرائيل .

٤_ إتفاقية دفاع مشترك تدعم فيه السعودية ضد أى حرب أو مناورات عليها.

كل هذه الشروط غير مهمة لأمريكا أو لإسرائيل ولكن الشرط الشبه مستحيل أن ترضى به إسرائيل ،

 هو إقامة دولة فلسطين ، إسرائيل بالفعل تأخذ ما تريده من معظم الدول العربية والإفريقية، وأرى أن كلمة تطبيع مهزلة وسخرية حقيقية، إسرائيل تستورد كل ما تريده من الدول العربية والإفريقية ، وإن كانت أى دولة آخرى هى الواجهه لهذا ، 

 ولكن التطبيع يزيد العلاقات فيتصبغ معظم الشعب بهم بعد التطبيع ،

 وتفعل الحكومات ما تريده إسرائيل شيئا فشيئا حتى بدون ما تدرك ذلك ، ويكون الغزو الفكرى فى ذروته ، والانسياق وراء الأفكار والآراء السوداء التى تبث منهم  كالسموم ، 

 والآن من المستفاد  من هذا التطبيع إذا تم ؟! لا أستطيع القول بأن فلسطين ستستفاد من ذلك ، لأن إسرائيل لن تترك  ابدا فلسطين وتحديدا بهذه الطريقة ،

 ولا شئ يحرر فلسطين غير الميعاد الذى يأذن به الله عز وجل ، مع الأخذ بالأسباب والسعى ، والطريقة هى الحرب العسكرية، 

 وهذا ما تخشاه إسرائيل لأنها لا تقوى على مواجهه الشعب الفلسطينى بحرب عسكرية وجها لوجه ، 

فالمستفاد من التطبيع هو الرئيس الأمريكى بايدن وتحديدا قبل الانتخابات ، 

فهل يوجد هدية للكيان الصهيونى أقوى من التطبيع مع بلد الحرمين وقبلة المسلمين ؟!  قطعا لا يوجد فهذا من أعظم إنجازاته لو تم هذا التطبيع ،

 وثانيا الاستفادة بكل الخيرات التى توجد فى المملكة العربية السعودية ، وبناء علاقات اقتصادية واستراتيجية بين إسرائيل والسعودية وجعل السعودية معهم فهم يأملون بتخريب علاقة السعودية بروسيا ،

 والأهم من كل ذلك اليد الخفية التى ترى أن السعودية من أقوى البلاد بعيدا عن الحياة السياسية والاقتصادية ، فهى أقوى بوجود الحرم المكى والكعبة الشريفة ، 

 نرى ففى فترة أزمة كورونا مدى محاربة الكيان المظلم لمنع الحج ،  وكأنه صنع فيروس خصيصا لذلك ،

فشعائر الحج من ضمن العبادات التى تجعل الحياة بها خير إلى الآن رغم كل ما يحدث ،

 ومن أسوء الأيام بالنسبة للشيطان هى أيام الحج ( شهر ذى الحجة بأكمله ) ودخول إسرائيل الشوؤم إلى السعودية إذا تم التطبيع ، ستتغير كل الموازين،

 فمعظم الدول التى تعاملت ولن أقول طبعت مع إسرائيل ، ما أصبحوا عليه للأسف واضح للجميع، الله عز وجل كتب على إسرائيل الشتات ( وقطعناهم فى الأرض أمما) فهم لا ينازحون فى الشعوب أو يصيروا منهم إذا دخلوا بلد ، ولكن يعيشون ككتلة واحدة مع بعضهم كأمم فى كل بلد ، يشبهون الفيروس والجسم الغريب الذى يحاول الجسد طرده  ، 

والآن هم يريدون تواجدهم فى المملكة العربية السعودية ، وطبعهم وأخلاقهم واضحة إلى الآن ، فقبل مجئ النبى( محمد صل الله عليه وسلم برسالته فى نفس المكان  ،  فكانوا يتعاملون بغطرسة وسيادة وكانوا يضعون أيديهم على كل الخيرات ولا أحد يستطيع أن يتكلم معهم ؛

  وكانوا يرون أنهم متميزون عن سكان المدينة فوجودهم فى المدينة تحديدا أظهرهم على حقيقتهم عن تواجدهم فى باقية الدول ؛ 

 فكان خصومهم من يعبدون الأصنام ، وليس لأنهم يفعلون ذلك ، 

بل لأنهم يروا أن السيادة معهم والجاه والكتاب وبهذا يحققون كل مبتغاهم ، 

فكانوا ينهبون وينشبون العدوات وغيرها ، وكما قال الله تعالى { وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا } فكانوا يستنصرون بخروج النبى محمد (صل الله عليه وسلم على مشركى العرب ليفعلوا ما يحلوا لهم ويبغوا فسادا ، ولكن بعد مجئ  النبى محمد ( صل الله عليه وسلم كفروا به وحاربوه ،

لأن قطعا الإسلام منع كل أفعالهم الدنيئة وحرمها،

 فليس جديد عليهم نهب ثروات البلاد والأفعال الوحشية التى يرتكبوها ، وطلبهم للتطبيع مع السعودية ، فهؤلاء ليس لهم عهد ونفاقهم ونواياهم معروفة ولا تتغير ، 

فهم يريدون تكملة الدائرة بالمملكة العربية السعودية، اولا لوجود الحرم الشريف وهى البلد التى عاش فيها النبى محمد صل الله عليه وسلم وبداية نشر الدين الإسلامى بها ، والآن السعودية من قوى الدول العربية اقتصاديا ،  وروحانيات هذه البلد التى هى مبتغى الكيان المظلم ، فيريدون العيش بخيراتها ثم تدميرها ،

ونرى بداية الحفلات والانفتاح الذى حدث فى الرياض والجدة ،

 هؤلاء لا يدخلون بلد إلا وكان نذير شؤوم لها ،

 أما عن شرط إقامة دولة فلسطين فهذا لا تفعله ابدا إسرائيل مثل ما ذكرت ، ولا تقوم أيضا دولة فلسطين بهذه الطريقة،

 أى بلد تطلب ذلك أو تجعله شرط تضغط به على إسرائيل لن يأتى بجدواه ،

لأن دولة فلسطين لا تتحرر إلا باتحاد المسلمين ومحاربتهم لإسرائيل وتحرير فلسطين والأقصى الشريف ،

الآن يبقى الأمل أن المملكة العربية السعودية ترفض هذا التطبيع الشؤوم ، مهما كانت الشروط التى تطلبها ولا ترتكب لهذا الخطأ مثل ما فعلوا باقية الدول ،

لإنه من المفترض قطع الدول العربية علاقتها مع إسرائيل ولكن هى أيضا تتدخل عن طريق بلاد آخرى تجعلها فى الواجهه،  فلا  يكفي إسرائيل كل هذه العلاقات ، فأرادت التعمق أكثر بالتطبيع،

  ويكفى النظر لما حدث لمصر  بعد معاهدة النكبة السوداء ما تسمى السلام ، فكل دولة تدرك جيدا أن هؤلاء لا يأتوا بالخير ابدا،  ومهما فعلوا معها ستظل نواياها الخبيثة قائمة كما ذكرها الله عز وجل فى كتابه الكريم ، وأن نظام السياسة معهم لا يأتى ابدا بجدوى ، بل العكس فهى نكبة ولعنة  تحل على البلاد ، والجميع يدرك دخولها المشؤوم  ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق