إسرائيل تطلب التطبيع .. ماهى شروط المملكة العربية السعودية .. وماذا يحدث ؟!
بقلم بسمة الجوخى
نتطرق قليلا لكلمة تطبيع ، هى جعل العلاقات طبيعية وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين بعد فترة من التوتر ،
نتذكر معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل هل أصبحت مصر بخير بعد هذه المعاهدة السوداء ؟! قطعا لم يحدث بل دخلت فى دوامة حروب آخرى ، كحرب المخدرات والمعلومات والسيرانية والجنس و الفيروسات والغزو الفكرى، حرب نشر الانحلال والفسق ، و ماترتب على كل هذا ،
ولم تكن الحرب العسكرية موجودة واقعيا ، ولكن وجود جماعات الإرهاب فى سيناء كان أشبه بالحرب العسكرية ،
إذا هذه هى معاهدة النكبة السوداء لمصر،
وماذا عن طلب إسرائيل التطبيع مع السعودية ؟ فرضت السعودية شروطها الأربعة لهذا التطبيع وهما،
١_ إعادة مشروع السلام الذى طرح سنة ٢٠٠٢ إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
٢_ تدعم أمريكا البرنامج النووى السلمى السعودى وتحديدا بعد اكتشاف عنصر اليورانيوم فى السعودية
٣_ تدعم أمريكا السعودية بسلاح بأحدث التقنيات لا يقل عن ما تدعم به إسرائيل .
٤_ إتفاقية دفاع مشترك تدعم فيه السعودية ضد أى حرب أو مناورات عليها.
كل هذه الشروط غير مهمة لأمريكا أو لإسرائيل ولكن الشرط الشبه مستحيل أن ترضى به إسرائيل ،
هو إقامة دولة فلسطين ، إسرائيل بالفعل تأخذ ما تريده من معظم الدول العربية والإفريقية، وأرى أن كلمة تطبيع مهزلة وسخرية حقيقية، إسرائيل تستورد كل ما تريده من الدول العربية والإفريقية ، وإن كانت أى دولة آخرى هى الواجهه لهذا ،
ولكن التطبيع يزيد العلاقات فيتصبغ معظم الشعب بهم بعد التطبيع ،
وتفعل الحكومات ما تريده إسرائيل شيئا فشيئا حتى بدون ما تدرك ذلك ، ويكون الغزو الفكرى فى ذروته ، والانسياق وراء الأفكار والآراء السوداء التى تبث منهم كالسموم ،
والآن من المستفاد من هذا التطبيع إذا تم ؟! لا أستطيع القول بأن فلسطين ستستفاد من ذلك ، لأن إسرائيل لن تترك ابدا فلسطين وتحديدا بهذه الطريقة ،
ولا شئ يحرر فلسطين غير الميعاد الذى يأذن به الله عز وجل ، مع الأخذ بالأسباب والسعى ، والطريقة هى الحرب العسكرية،
وهذا ما تخشاه إسرائيل لأنها لا تقوى على مواجهه الشعب الفلسطينى بحرب عسكرية وجها لوجه ،
فالمستفاد من التطبيع هو الرئيس الأمريكى بايدن وتحديدا قبل الانتخابات ،
فهل يوجد هدية للكيان الصهيونى أقوى من التطبيع مع بلد الحرمين وقبلة المسلمين ؟! قطعا لا يوجد فهذا من أعظم إنجازاته لو تم هذا التطبيع ،
وثانيا الاستفادة بكل الخيرات التى توجد فى المملكة العربية السعودية ، وبناء علاقات اقتصادية واستراتيجية بين إسرائيل والسعودية وجعل السعودية معهم فهم يأملون بتخريب علاقة السعودية بروسيا ،
والأهم من كل ذلك اليد الخفية التى ترى أن السعودية من أقوى البلاد بعيدا عن الحياة السياسية والاقتصادية ، فهى أقوى بوجود الحرم المكى والكعبة الشريفة ،
نرى ففى فترة أزمة كورونا مدى محاربة الكيان المظلم لمنع الحج ، وكأنه صنع فيروس خصيصا لذلك ،
فشعائر الحج من ضمن العبادات التى تجعل الحياة بها خير إلى الآن رغم كل ما يحدث ،
ومن أسوء الأيام بالنسبة للشيطان هى أيام الحج ( شهر ذى الحجة بأكمله ) ودخول إسرائيل الشوؤم إلى السعودية إذا تم التطبيع ، ستتغير كل الموازين،
فمعظم الدول التى تعاملت ولن أقول طبعت مع إسرائيل ، ما أصبحوا عليه للأسف واضح للجميع، الله عز وجل كتب على إسرائيل الشتات ( وقطعناهم فى الأرض أمما) فهم لا ينازحون فى الشعوب أو يصيروا منهم إذا دخلوا بلد ، ولكن يعيشون ككتلة واحدة مع بعضهم كأمم فى كل بلد ، يشبهون الفيروس والجسم الغريب الذى يحاول الجسد طرده ،
والآن هم يريدون تواجدهم فى المملكة العربية السعودية ، وطبعهم وأخلاقهم واضحة إلى الآن ، فقبل مجئ النبى( محمد صل الله عليه وسلم برسالته فى نفس المكان ، فكانوا يتعاملون بغطرسة وسيادة وكانوا يضعون أيديهم على كل الخيرات ولا أحد يستطيع أن يتكلم معهم ؛
وكانوا يرون أنهم متميزون عن سكان المدينة فوجودهم فى المدينة تحديدا أظهرهم على حقيقتهم عن تواجدهم فى باقية الدول ؛
فكان خصومهم من يعبدون الأصنام ، وليس لأنهم يفعلون ذلك ،
بل لأنهم يروا أن السيادة معهم والجاه والكتاب وبهذا يحققون كل مبتغاهم ،
فكانوا ينهبون وينشبون العدوات وغيرها ، وكما قال الله تعالى { وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا } فكانوا يستنصرون بخروج النبى محمد (صل الله عليه وسلم على مشركى العرب ليفعلوا ما يحلوا لهم ويبغوا فسادا ، ولكن بعد مجئ النبى محمد ( صل الله عليه وسلم كفروا به وحاربوه ،
لأن قطعا الإسلام منع كل أفعالهم الدنيئة وحرمها،
فليس جديد عليهم نهب ثروات البلاد والأفعال الوحشية التى يرتكبوها ، وطلبهم للتطبيع مع السعودية ، فهؤلاء ليس لهم عهد ونفاقهم ونواياهم معروفة ولا تتغير ،
فهم يريدون تكملة الدائرة بالمملكة العربية السعودية، اولا لوجود الحرم الشريف وهى البلد التى عاش فيها النبى محمد صل الله عليه وسلم وبداية نشر الدين الإسلامى بها ، والآن السعودية من قوى الدول العربية اقتصاديا ، وروحانيات هذه البلد التى هى مبتغى الكيان المظلم ، فيريدون العيش بخيراتها ثم تدميرها ،
ونرى بداية الحفلات والانفتاح الذى حدث فى الرياض والجدة ،
هؤلاء لا يدخلون بلد إلا وكان نذير شؤوم لها ،
أما عن شرط إقامة دولة فلسطين فهذا لا تفعله ابدا إسرائيل مثل ما ذكرت ، ولا تقوم أيضا دولة فلسطين بهذه الطريقة،
أى بلد تطلب ذلك أو تجعله شرط تضغط به على إسرائيل لن يأتى بجدواه ،
لأن دولة فلسطين لا تتحرر إلا باتحاد المسلمين ومحاربتهم لإسرائيل وتحرير فلسطين والأقصى الشريف ،
الآن يبقى الأمل أن المملكة العربية السعودية ترفض هذا التطبيع الشؤوم ، مهما كانت الشروط التى تطلبها ولا ترتكب لهذا الخطأ مثل ما فعلوا باقية الدول ،
لإنه من المفترض قطع الدول العربية علاقتها مع إسرائيل ولكن هى أيضا تتدخل عن طريق بلاد آخرى تجعلها فى الواجهه، فلا يكفي إسرائيل كل هذه العلاقات ، فأرادت التعمق أكثر بالتطبيع،
ويكفى النظر لما حدث لمصر بعد معاهدة النكبة السوداء ما تسمى السلام ، فكل دولة تدرك جيدا أن هؤلاء لا يأتوا بالخير ابدا، ومهما فعلوا معها ستظل نواياها الخبيثة قائمة كما ذكرها الله عز وجل فى كتابه الكريم ، وأن نظام السياسة معهم لا يأتى ابدا بجدوى ، بل العكس فهى نكبة ولعنة تحل على البلاد ، والجميع يدرك دخولها المشؤوم ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق