بقلم بسمة مصطفى الجوخى
ظهرت ظاهرة عجيبة منذ فترة ولكنها انتشرت سريعا وأصبحت تؤثر على كثير من الناس ،
من سلبيات السوشيال ميديا إنها أصبحت بلا حاكم لا يوجد رادع لها ،
شاشات التلفزيون من السهل التحكم فيها ، ولكن السوشيال ميديا تتوقف على وعى الشخص ودينه وأخلاقه ،
لأن ما يشاهده الشخص عليها من واقع اختياره ، وتحديدا إذا كان فى سن نضوج وأصبح يدرك جيدا الحلال والحرام والصح والخطأ ،
ولكن معظم الناس أصبحت مدمنة للسوشيال ميديا وكأنها معركة وعى،
يوجد أشخاص فى الطرقات تطلب المساعدة ومنهم من يحتاج بالفعل ،
ومنهم من يستسهل التسول وأصبح أسلوب حياة عنده ، وهذه الظاهرة لها أسباب كثيرة ،
ولكن المهم الآن إنه يوجد نوع آخر من التسول وهو التسول الإلكترونى ،
أرى إنه لا يختلف كثيرا عن التسول فى الطرقات ،
الفرق بينهم فى الملابس والطريقة ،
شخص يجلس فى الطريق ويمد يده للناس، والآخر يمسك هاتفه ويتسول عليه من خلال برامج مقززة ،
مثل برامج منظمة كبيرة تستهدف تدمير أعصاب الشباب وأخلاقهم وتدعوهم للعنف ،
وكل ذلك من أجل المال فأصبحوا عبيد له ، برامج بين شخصين بها صراخ وتحدى وأحكام ، وبرامج آخرى تقتحم البيوت والخصوصيات ، أصبحت معظم الناس تتاجر بحياتها وبيتها وخصوصيتها،
والأخطر أصبح الرجل يتاجر بعرضه ، أسرار البيوت يتداولها الكثير لدرجة أنهم يأتون بغرف النوم وما فيها ،
وكل ذلك من أجل زيادة نسبة المشاهدة للربح وكأنهم يتحايلون على الناس ليروا ما عندهم ويروا محتواهم التافه ،
والتى معظمها ليست حقيقية حتى لو اضطروا للزواج والطلاق وافتعال الخناقات الوهمية ،
وغيرها مما هو خارج عن الدين والأخلاق ،
وكل ذلك من أجل زيادة نسب المشاهدة ، وهذا هو التسول الإلكترونى الذى مثله مثل شخص يجلس فى الطريق ،
ولكن قد يكون هذا الشخص أفضل منهم ، على الأقل لا يتاجر بحياته وبخصوصياته ،
والأخطر البرامج التى أصبحت منتشرة بصورة كارثية والتى يتعرف فيها البعض ويدخلون فى مسابقة ،
وما يحدث عليها من انحلالات أخلاقية وتعصب وصراخ ،
وأيضا الأفلام التى انتشرت لبعض من الناس ضعيفين الإيمان معدومين الوعى والثقافة والأخلاق والضمير ،
وما تحتويه هذه الأفلام من انحلالات ، لا يصدق من يراها أن هذه النجاسات والانحلالات تخرج من بعض من الشعب المصرى الذى كان يتميز بالتدين والنخوة ،
قد أصبح معظم الشعب المصرى الذى نحل الغزو الفكري عقله ،
كالمريض الذي سقط إلى الأرض لايقوى على الحراك ،
وللأسف أيضا هذه الظاهرة ليست فى مصر فقط بل انتشرت فى معظم الدول العربية ،
وينبغى تشديد الرقابة لأن مثل ما ذكرت لا يوجد رادع لما يحدث على السوشيال ميديا ،
مع التوعية من المؤسسات الدينية والتعليمية ومن الأسرة ،
فقد لوحظ فى الآونة الأخيرة تشجيع الأسر على ما يحدث والسكوت عليه،
بل والاشتراك فيه فى بعض الأحيان ، وكل ذلك من أجل المال
ويأتى هنا دور المؤسسات الدينية والثقافية والمدارس والجامعات ،
لتوعية هذه الفئة من المجتمع ، الذين هم نتاج لمجتمع وبيئة وتربية سيئة لا يفقهون شيئا عن دينهم ،
بلا وعى أصبحوا سلعة وروبوت مبرمج بلا عقل له ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق