اخبار ذات صلة

الأربعاء، 30 يناير 2019

د.محمد سيد أحمد يكتب ….سيد المقاومة يكسر الصمت


حينما يقرر الزعيم الخالد جمال عبد الناصر أن المقاومة ولدت لتبقى, وأن المقاومة هى شرف هذه الأمة, فلابد وأن يأخذ هذا الكلام على محمل الجد لأنه الزعيم الذى لم تصدرعنه كلمة إلا وكان لها معنى ومغزى , لأنها نابعة من خلاصة تجربة الرجل الذى عاش ومات وهو يحلم بتحقيق الوحدة لهذه الأمة, مع الحفاظ على عزة وكرامة شعوبها, إن كلمات جمال عبد الناصر الذى رحل عن عالمنا منذ ما يقرب من نصف قرن من الزمان لازالت صالحة للتطبيق حتى اليوم, فالمقاومة فعلا ولدت لتبقى, فمازالت المقاومة تشكل الهاجس الأكبر للعدو الصهيونى, وإذا كان حزب الله هو الذى يقود المقاومة العربية فى مواجهة العدو الصهيونى فى اللحظة الراهنة فإن سماحة السيد حسن نصر الله هو سيد المقاومة وقائدها.
لذلك فالرجل مستهدف من هذا العدو  الصهيونى طوال الوقت فهو الوحيد فى أمتنا العربية الذى لقن هذا العدو دروسا قاسية حيث أجبره على الانسحاب من الجنوب اللبنانى عام 2000 بدون مفاوضات أو اتفاقيات أو جلوس على طاولة واحدة لإنهاء حالة العداء, ثم صمد فى حرب تموز 2006 وحقق انتصارا مدويا عبر 34 يوما كبد فيها العدو خسائر في الأرواح تمثلت فى 119 جنديا و 44 مدنيا, الى جانب ما يقرب من 450 جريح مدنى وعسكرى, بالإضافة الى 2 أسرى حسب اعترافات جيش العدو الصهيونى نفسه, ومنذ ذلك التاريخ والعدو يعمل ألف حساب للمقاومة وسيدها.
 وخلال الشهرين الأخيرين لم يطل سماحة السيد حسن نصر الله لعدم وجود مناسبة فكانت الآلة الإعلامية الكاذبة للعدو الصهيونى جاهزة لإطلاق الشائعات عن مرض سيد المقاومة وتدهور صحته, خاصة عندما لم يجد العدو رد فعل على عملية درع الشمال المزعومة التى بدأها مطلع الشهر الماضى حيث اكتشف مجموعة من الأنفاق ممتدة من الجنوب اللبنانى الى شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة معتقدا أنها لحزب الله, والأنفاق المكتشفة حديثا يمتد عمرها الى ما يقرب من أربعة عشر عاما على حسب تصريحات بعض الخبراء العسكريين الصهاينة, وهو ما يعنى أن العدو قد فشل طوال هذه السنوات من اكتشافها وجاء الآن ليقوم بهذه العملية لهدمها فى محاولة من رئيس الوزراء الصهيونى نتنياهو لكسب تأييد المستوطنين الصهاينة قبل الانتخابات القادمة.
لذلك كانت إطلالة سيد المقاومة خلال هذا الاسبوع وعبر شاشة الميادين فى حوار العام وتحت عنوان ” نصر الله يكسر الصمت ” ولمدة تزيد عن الثلاثة ساعات قدم خلالها تحليلا سياسيا عميقا للوضع فى المنطقة, وكشف عن بعض أسرار الحرب فى سورية, هذا الى جانب بعض رسائل التهديد والوعيد للعدو الصهيونى ورئيس وزرائه نتنياهو, وهو ما يهم الشعب العربي ففى ظل حالة الانكسار أمام العدو الصهيونى من غالبية الحكام العرب وهرولتهم للتطبيع سرا وعلانية, يظهر سماحة السيد ليوجه كلماته الصريحة بأنه إذا كان العدوان الصهيونى المتكرر على سورية العربية بهدف إعاقة وتعطيل حصول حزب الله على صواريخ أبعد مدى من الجليل وأكثر دقة, فإن هذه المحاولات فاشلة والمقاومة قد حصلت بالفعل على هذه الصواريخ بعيدة المدى والأكثر دقة وهى الصواريخ التى يمكنها أن تدك تل أبيب بل وبإمكانها الوصول الى أبعد نقطة داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة, وحذر سيد المقاومة نتنياهو من أى محاولة لعدوان جديد على لبنان لأنه سيرد بشكل حاسم, فغير مقبول أن يستبيح العدو الأراضي اللبنانية.
وفى قراءته للمشهد السورى أكد السيد حسن نصر الله أن الوضع فى سورية اليوم أفضل حالا من 2011 لكن لا يمكن الحديث عن انجاز شامل, وأن هناك مأزق كردى تركى أمريكى فيما يتعلق بشرق الفرات, والجيش العربي السوري وحلفاؤه قادرون على حسم المعركة فى الشمال السوري, وإعلان أردوغان عن اتفاق اضنه يشير الى أنه يجب التسليم بأن الحل الوحيد هو انتشار الجيش العربي السوري, وأكد أنه عند الانتهاء من داعش في شرق الفرات فإن الجيش السوري وحلفاؤه سيرتاحون, وأشار الى أن خطوط التفاوض بين الجيش السوري والقوات الكردية مفتوحة.
 وأكد أنه تم استكمال التعزيزات لتحرير إدلب لكن تركيا منعت ذلك بحجة أسباب إنسانية, ورغم ذلك فالخيارات مفتوحة بالنسبة لإدلب لكن الأولوية للحل السياسي, وسيطرة جبهة النصرة على أدلب يحرج تركيا لأنها مصنفة عالميا بأنها ارهابية وهو ما يصعب الحل السياسي, لذلك فعلى تركيا ايجاد حل لإدلب وإما ترك الأمر للقيادة السورية التى لن تترك أرضها للإرهابيين, وأشار الى أن الأمريكان أبلغوا الروس انهم مستعدون للخروج بالكامل من سورية مقابل خروج الايرانيين, والإيرانيون رفضوا الطلب الأمريكى لأنهم موجودون في سورية بناء على طلب دمشق, والرئيس الأسد رفض كذلك الطلب الأمريكى الذى نقله الروس بخروج الإيرانيين, وقرار سحب القوات الأمريكية من سورية هو بحد ذاته فشل وهزيمة, ونتنياهو الذى يقدم نفسه انه منتصر فى مجالات عدة فشل مشروعه فى سورية وخسر كل رهاناته, وسورية تعود الآن أقوى ولن تتخلى عن مسؤوليتها القومية العربية.
وفيما يتعلق بالشأن اللبنانى الداخلى فقد قدم سيد المقاومة درسا فى الانتماء الوطنى, والالتزام بالتوافق بين كل المكونات السياسية على أرضية اتفاقية الطائف التى تحتاج الى تعديلات ممكنة عبر الحوار, وأنه لا يمكن اتخاذ أى قرار منفردا أو على أساس المغالبة, وأنه رغم الصعوبات الحالية بشأن تشكيل الحكومة إلا أنها مرحلة وسوف تنتهي, وأكد على أن القمة الاقتصادية ببيروت كانت مقبولة ومعقولة ولاسيما فى الجانب السياسي حيث كان الكلام السياسي حول القدس ممتاز, وأشاد بكلام الرئيس اللبنانى ووزير الخارجية حول اعادة سورية الى الجامعة العربية ووصفه بالمهم جدا, والموقف اللبنانى بشأن اللاجئين والنازحين السوريين كان انجازا أيضا.
لقد جاءت إطلالة سيد المقاومة فى موعدها حقا وبالفعل قامت بكسر الصمت, ووجهت رسائل واضحة للعدو الصهيونى أهمها أن هناك احتمال اتخاذ قرار بتعاط مختلف مع الاعتداءات الصهيونية لأن ما حصل أخيرا خطير جدا, وعلى نتنياهو أن ينتبه الى التغيرات الأخيرة والى تحسن الدفاع الجوى السوري, وعليه أن يأخذ بعين الاعتبار المتغيرات فى المنطقة, وأن يكون حذرا فى التمادى فيما يقوم به فى سورية, وعليه ألا يخطئ التقدير لأن محور المقاومة وفى مقدمته دمشق سيرد, هذا هو الخطاب الذى يليق بالمقاومة التى وصفها الزعيم جمال عبد الناصر بأنها ولدت لتبقى, وعلى كل مواطن عربي شريف أن يدعم هذه المقاومة التى تحافظ على كرامتنا فى مواجهة العدو الصهيونى, اللهم بلغت اللهم فاشهد.
شاركها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق