خلق الله كل شيء و جعل له فطره .
و هذه الفطره بمثابه البوصلة التي اذا حاد عنها المخلوق يتعرض لما يعرف بالتيه الداخلي فيفقد نفسه ولا يستطيع ان يتعامل معها و بالتالي يحيد عن ما خلق له.
وبالنسبة للإنسان فقد فطره الله على الحريه.
فالنفس البشريه خلقت حره تحلق فى الفضاء تختار ما يناسبها وبالتالي كان هناك الجزاء و العقاب (الجنه و النار)
رغم ان أكبر الكبائر عند الله و التي لا تغفر هو الشرك وعدم الإيمان به ، ومع ذلك ترك الله لنا الحرية فى هذا الامر ( فمن شاء فليؤمن و من شاء فاليكفر )
و إذا تأملنا المجتمع المصري فى مطلع القرن الماضى نجده يعج بالعباقرة و المبدعين فى كافه المجالات من علوم تطبيقية و إنسانية و فنون و اداب و كل مناحي الحياه و اعتقد ان القارئ يحفظ من اسمائهم ما يغنيني عن ذكرهم
فلنتسائل هل نضبت هذه العبقريات ام توارت لاسباب مجتمعيه؟
و هنا يحضرني حوار دار بين ناظر زراعه و ناظر رى فى روايه عوده الوعى للاديب الكبير توفيق الحكيم (احد هؤلاء المبدعين)
احدهم انجليزى و الاخر فرنسي حيث قال الانجليزي عند مشاهدة الفلاحين المصريين يستخدمون مياه النهر فى غسيل الاواني و الملابس و الاستحمام و الشرب منددا بما وصل اليه هذا الشعب من تخلف وانه لن تقوم له قائمة فأجابه الفرنسي بأن الجينات الوراثية تنتقل من جيل لأخر ولا تختفي.
فأنظر لحضارة هذه الامه وما وصلت اليه من تقدم و رقى فى العقود السالفه (عهد الفراعنه) مما يدل بما لا يدع مجالا للشك عل انهم يتمتعوا بجينات تحمل صفات العبقريه ولكن الظروف الاجتماعيه التى مروا بها طمست عليها و ما ان ينفض عنها التراب لن تستطيع امه أن تجابههم.
و السؤال هنا ماذا طمس على جينات المصريين ؟
أعود لمقدمة المقال ( الحريه ) عندما غابت حريه الفكر و توارت بفعل المد الوهابي و الفكر السلفي الذى ألغى العقل و ما يستتبعه من اعمال التدبر و الاستقراء و التأمل و الشك و ما الى ذلك و الذى نجمله فى علوم الفلسفة و المنطق .
طمست الهويه بغياب العقل او بمعنى اصح بتغييب العقل .
حرروا العقول من قيود التراث لتسبح فى افاق المعرفه الرحبه قبل ان تموت جينات العبقريه و الابداع لدى المصريين
فلا ابداع بدون حريه بدون فطره الانسان
افيقوا يرحمكم الله.
بقلم / محمد صلاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق