اخبار ذات صلة

الاثنين، 16 سبتمبر 2024

قازان والتنمية السيادية... رؤية لقمة بريكس 2024

 


د. أحمد طاهر 

---

في اطار استعداد العاصمة التترية قازان لاستقبال قمة دول بريكس (22- 24 أكتوبر 2024)، نظمت كل من الغرفة العامة لجمهورية تتارستان بالتعاون مع جامعة قازان للابتكار وبدعم عديد الهيئات الحكومية في جمهورية تتارستان، ندوة دولية بعنوان " جمهور بريكس من أجل التنمية السيادية"، شارك فيها عديد الخبراء والباحثين من دول بريكس، حيث شاركت في فعاليات هذه الندوة التي اعتمدت بيانًا ختاميًا تم رفعه إلى رؤساء الدول والحكومات المشاركين في قمة بريكس القادمة، بهدف لفت الانتباه إلى الأهمية القصوى لقيمة التنمية السيادية لدول العالم كشرط ضروري لتحقيق الإعمال الكامل لحق الشعوب في المستقبل الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المستدام لكوكب الأرض بما يصون حق الأجيال الحالية والمستقبلية وحمايتهم، منطلقين في هذه الرؤية من التزامهم بالقرار الأممي رقم 66/288، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 27 يوليو 2012، والذى اتخذ عنوان "المستقبل الذي نريده"، ومسترشدين كذلك بالبيان الذى تم إلقاءه أمام قمة الأمم المتحدة المستقبلية للمنتدى المدني لدول بريكس في موسكو خلال يومى 3-4 يوليو 2024. 

وقد تضمن البيان الختامي للندوة جملة من الرؤى المعبرة عن أهمية التنمية السيادية كمدخل مهم لبناء المستقبل، تمحورت حول الملفات الآتية: 

1- رفض الهيمنة الأحادية على النظام الدولى، في مقابل الدفاع عن سيادة كل دولة كونها الضامن لذاتية الشعوب، في إدارة شئونها وتحديد مساراتها وتحركاتها بشكل يعبر عن ارادتها الوطنية دون املاءات خارجية أو تدخلات مرفوضة. 

2- أكدت التجارب الإنسانية أن الاختلافات الثقافية والتباينات الحضارية لا تشكل عائقا أمام تطوير التعاون متبادل المنفعة في جميع مجالات الحياة، إذ أثبت التاريخ أن الابداع الخلاق لشعوب العالم، لعب دورا مهما فى صون قيم التعايش المشترك والسلمي، تلك القيم التي تدور حول حماية الحياة والكرامة الإنسانية والأسرة والعمل الإبداعي وغيرها. 

3- إن التطور الناجح لمجتمع بريكس هو نموذج وشرط ضروري لتشكيل عالم متعدد الأقطاب كأساس للتعايش السلمي والمستدام. ولذا، فإن الدور الأكثر أهمية لجمهور تجمع بريكس هو العمل في عديد مجالات الأنشطة، من أهمها ما يأتي: 1) الترويج لفكرة ومبادئ عالم متعدد الأقطاب، وأهمية سيادة الدولة الوطنية كشروط ضرورية للتنمية العالمية؛ 2) إجراء حوار حول سبل الجمع بين السيادة والمسؤولية المشتركة من أجل التنمية العالمية؛ 3) توسيع نطاق المعالم الرئيسة الهوية الوطنية مع مراعاة الجوانب الحضارية والثقافية الخصائص الاجتماعية والاقتصادية لدول بريكس؛ 4) رفض الهويات المفروضة التي تقوض عالمية القيم التي تشكل أساس الاستقرار الاجتماعي للشعوب والدول.

في ضوء كل ما سبق، خلصت الندوة إلى التأكيد على أن التنمية السيادية في عالم حديث سريع التغير تتطلب من كل بلد موقفا استباقيا ومسؤولا تجاه المستقبل، والاستجابة في الوقت المناسب للتهديدات والتحديات واسعة النطاق، والبحث عن ممارسات وأشكال النشاط السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي يحقق المصالح الوطنية للدول، ويلبى طموحات مواطنيها، مع مراعاة تقاليدها الحضارية والتاريخية والثقافية والدينية، وهو ما سيتحقق عبر تأسيس منتدى قازان الدولي بعنوان "منتدى بريكس للتنمية السيادية" على أن يُعقد (كل عامين)، وتكون تعزيز الحوار المتبادل بين شعوب دول بريكس للحفاظ على القيم ومبادئ التنمية السيادية، وبناء ممارسات الدبلوماسية الإنسانية.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق