اخبار ذات صلة

الجمعة، 20 سبتمبر 2024

عطاءات من مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم



نعيش هذه الأيامُ ذكرى مولد المصطفى الهادي صلى الله عليه وسلم، تلك الذكرى المباركة التي بها الكثير من العطاءات للمؤمنين برسالته صلى الله عليه وسلم حيث تُذكِّرنا بميلاد خير البرية الذي غيَّرَ مجرى التاريخ ، وحقق العدلَ والرحمةَ في المجتمع الذي عانى الظلم والاستبداد والجَوْر وشتى الأمراض الخُلقية ردحا من الزمان قبل بعثته، وأزال الجهل ونشر العلمَ ورسَّخ الإيمانَ في نفوس الناس وقضى على العصبيات والقوميات، و أنقذ أجيالا من الجاهلية ومن براثنها، وقاد البشرية نحو العزة والسؤدد، حتى أصبحت أمتُه خير أمةأخرجت للناس، ملَكَتْ أزمِّة القيادة، ونالت درجات الريادة، وضربت للعالم أروع الأمثلة في كل المجالات، هَزمَت الكفار، وفتحت الأمصار وغرست منهج الله في النفوس ومكنَتْ له في الأرض

عادة الناس إحياء ذكرى وفاةِ أو ميلادِ زعمائهم وقادتهم وعلمائهم ومفكريهم وأحبَّائهم للاحتفال بهم وذِكْر مناقبهم والتعريف بهم وبأخلاقهم وبما خلفوه وما قدموه للإنسانية ، وكلُّ هذا سنةٌ حميدة وعادةٌ حسنة ، وتكون هذه المظاهر خدمة لصاحبها وتعبيرا عن الشكر والامتنان ولكن الاحتفال بذكرى ميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يزداد على هذا أن المحتفلين يستفيدون من الاحتفال أعظم الاستفادة وينالون أعظم العطايا الخالدة في الدنيا والآخرة .

ومناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف تُعتبر من أهم المناسبات الإسلامية المواتية للاطلاع على ما تركه لنا رسولنا وقدوتنا وإمامنا صلى الله عليه وسلم ولمعرفتِه حق المعرفة في جوانب حياته كلها، لأن نفوس الناس حينئذ تكون مستعدة ومهيأة ومشتاقة لسماع ما يتعلق بالرسول صلى الله عليه وسلم. وتطبيقه لتنعم الإنسانية وترتقي حضارتها.

وإننا إذا عرفنا شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وحُسْنَه وإحسانَه، ونُعوتَه وصفاتِه وشمائلَه امتلأ  القلب بمحبته وتعظيمه وهاج الشوق إليه، وازداد التعلق به، وزال الضُّعف الإيماني والجفاف الروحي وذهبت الجفوةُ والقسوة القلبية، وتهذبت الأخلاق، وتطهرت الأرواح، وامتلأتِ النفوس بالتعظيم، وانشرح الصدر وانجلَتِ الهموم عند تجلي تلك المحاسن.

إن ذكرى المولد النبوي مناسبة لمراجعة المعارف والمعلومات حول هذا الإنسان، وفرصةُ للتعرف على جوانب العظمة في حياته، ولكي تحصل بعض المعرفة برسول الله صلى الله عليه وسلم يحسن بالمسلم أن يُجالس الدعاة الربانيين الداعين إلى سنته ، السائرين على منهجه، وأن يتوفر في بيته على الأقل على كتاب واحد من سنته، وواحد من سيرته، وآخر من شمائله، وآخر من دلائل نبوته، يقرأها مرة بعد مرة، وأقترح في هذا المجال الكتب التالية:

رياض الصالحين، وسيرة الرسول للخضري أوفقه السيرة للبوطي، وشمائل الترمذي، و كتاب الشفا للقاضي عياض، ودلائل النبوة للإمام البيهقي.

إن معرفة الرسول في حد ذاتها خدمةٌ لجنابه الكريم وتذكيرٌ- للنفس أولا ولغيرها ثانيا- بفضله وتعريفٌ به وثناء عليه وتعظيمٌ لقدره وتقربٌ منه واكتسابٌ لمحبته وإعانة على شهود ذاته بذكره وتذَكُّر أحواله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق